![]() |
رواية رحيل السجينة الفصل الخامس بقلم سلمي ابو طبنجه
صفاء ببكاء .... ما الذى تقوله بنى
وعادت بنظرها لمختار ...هل ستتركها ترحل
مختار بحزم.... حفيدتي لن ترحل من هنا يا سيد وشكرا لك على ايصالها الى هنا
يمكنك انت الذهاب حفيدتي ستبقى هنا ولن تذهب الى أي مكان
جاسر ... جدي هل ستتركه يرحل هكذا بدون ان نعلم شيء اليس من المحتمل ان يكون الامر مجرد احتيال صاح به مختار ... توقف جاسر ولا داعي لحديثك هذا انا على يقين انها كذلك وبالنسبة للحقيقة سأعلمها بالتأكيد
ليوجه حديثه الى حسن .... بنى اطلب من السائق ان يقوم بإيصاله
شهاب .... شكرا لك لا داعي لذلك
حسن... ما الذي تقوله بنى لقد اعدت الصغيرة الى عائلتها هذا اقل ما يمكننا ان نقدمه لك
خرج كلا من حسن وشهاب بعد ان قام بتوديعها مرة أخرى واعطاها هاتفا حتى تتمكن رحيل من التحدث اليها طلب حسن من السائق ان يقوم بإيصاله الى المطار قام شهاب بشكره وغادر في الداخل كانت رحيق مازالت تقف في الخارج لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله
صفاء ... بماذا تفكر مختار مختار ... لا اعلم عقلي مشوش للغاية، ولكن بداية يجب ان نعلم ما الذي حدث ليوسف ولما تلك الفتاة هنا الان
صفاء بقلق ... ومن تلك الفتاة التي كانت تتحدث معك عن الهاتف منذ قليل وماذا ان جاءت ورغبت في اخذها مختار بذكاء ... لا اعلم من تكون ربما والدتها، ولكن يبدو من صوتها انها شابه صغيرة، ولكن ما اعلمه انى لن ادع ذلك يحدث
جاسر بضيق ..... وما الذي يجعلك متأكدا هكذا على الاقل دعنا نقوم بالتحليل
قام مختار بفتح درج مكتبه وقام بإخراج صورة يوسف واعطاه إياها .... اعتقد ان هذا كافي ان يجيب على ما تريد اليس كذلك
جاسر وهو يتأمل في الصورة جيدا يبدو ان جده معه حق تماما انها تشبهه كثيرا، ولكن هناك شيء بداخله يثير غضبه هم جاسر بالحديث مرة أخرى ولكن قاطعه صوت طرقات على باب المكتب دلفت رحيق مرة أخرى الى المكتب استحياء وخجل فهي تراهم لأول مرة لا تعلم سوى ما كان ابيها يخبرهم به، ولكنها ارادت الدخول لتتحدث مع جدها صفاء ... تعالى حبيبتي تقدمت رحيق للداخل ببطء وخجل و خلفها حسن أيضا وقفت في منتصف الغرفة لا تعلم ما الذي يجب عليها فعله كانت ترغب بالقدوم الى هنا ولكن برفقه عائلتها او على الأقل كانت رحيل ستكون معها ولكن هي الان بمفردها في منزل لا تعلم عنه شيء سوى تلك القصص التي كان ابيها يخبرها بها تذكرت ذلك اليوم حينما أخبرها انه كلما شعر ببعض الخوف او انه ليس بخير لم يكن عليه سوى ان يذهب الى ابيه ويحتضنه لم يحتاج ان يخبره بما يقلقه فأبيه دائما كان يعلم كل شيء نظرت هي الى جدها والجميع ولكنها تجاوزتهم والتفت حول المكتب الى ان وصلت الى مختار التفت اليها وهناك شعور غريب يجتاح قلبه وقفت امامه تنظر اليه بتوتر وهي تفرك كفيها ببعض كان ينظر اليها بتساؤل
الى ان تحدثت ... هل يمكنني القيام بشيء ؟ مختار .... بالطبع اخبرينى بما تريدي
اقتربت منه وفى لحظة قامت باحتضانه كان في ذهول من فعلتها تلك كانت يديه مازالت معلقه في صدمة الى ان تدارك الامر وقام باحتضانها بقوة
كانت خائفة وقلقه ارادت ان تحتمى به من الجميع كان الجميع مصدوم من فعلتها تلك، وامتلئت أعينهم بالدموع تأثرا بالموقف ومن فعلت تلك الصغيرة
وكذلك مختار أيضا أشار للجميع بالخروج ليبقى بمفرده معها و بعد ان غادر الجميع
ولأول مرة بكى مختار لقد حرم نفسه من الكثير من الأشياء شعر لأول مرة بفداحة خطئه كان يشعر بالندم، ولكن الان يشعر بالكثير من الأشياء التي يصعب عليه تفسيرها لقد حرم نفسه من ابنه والذي كان الأقرب اليه تذكر عندما كان يأتي اليه مثل تلك الصغيرة ويحتضنه كلما أزعجه أي شيء فيوسف كان الاقرب لأبيه ولكن ما حدث غير بينهم الكثير من الأشياء
يشعر وكأنه عاد اب من جديد ولأول مرة اتدرون ذلك الشعور عندما تحتضن طفلك لأول مرة هذا ما كان يشعر به وربما أكثر من ذلك
كانت هي أيضا تبكي ففي النهاية ما عاشته هي ورحيل كان كثيرا عليهم، ظلت في احضانه الى ان شعر باسترخائها
دلف جاسر للمكتب بعد ان لاحظ تأخر جده في الداخل رائه يحمل الطفلة بين ذراعيه وهي غافيه حاول حملها بدلا منه، ولكنه رفض و صعد بها الى غرفته
قام بوضعها على فراشه ظل بجانبها لبعض الوقت الى ان تاكد من انها ذهبت في نوم عميق قبل راسها وفى داخله وعد نفسه بشيء واحد لن يدعها تذهب من امام عينيه ابدا ولن يسمح لاحدا ان يحاول ابعادها عنه حتى ولو كان يوسف وانه سيحميها مهما كلفه الامر . يكفي ما حدث قديما لن يعيد اخطائه مرة أخرى .
هبط الى الأسفل كانت والدة جاسر قد عادت من الخارج وعلمت بكل شيء وجد صفاء مازالت على وضعها كانت تبكي وحسن وزوجته يحاولون تهدئتها وجاسر على ما يبدو انه شارد بأمر ما
صفاء بتساؤل ... اين هو يوسف ؟ ولماذا لم يأت معها هل يعقل ان يكون حدث له مكروه ؟ وعند ذلك عادت تبكى مرة أخرى
مختار بحيرة وقلق .... لا اعلم حقا لا اعلم، ولكن المهم الان ان تبقى برفقه رحيق لا اريدها ان تشعر بالخوف او الغربة هنا يجب ان تعلم بان هذا منزلها لذا اصعدى اليها وأبقى معها لا اريدها ان تستيقظ بمفردها وتشعر بالخوف ودعي الباقي لي
نظر إليهم واحدا تلو الاخر وتحدث بقوة وتحذير.... لا اريد لاحد ان يسألها عن شيء او يتحدث اليها بطريقه سيئة او يشعرها بالخوف حينها سيواجهنى انا وحينها لن تجدوا منى شيئا جيدا حسن .... ابى معه حق تلك الفتاة صغيرة ويجب علينا الاهتمام بها جيدا يجب ان تشعرنا معنا بالأمان
اماء له الجميع صعدت صفاء الى غرقتها لتبقى بجانبها مختار لحسن ... اطلب من شركه الحرس ارسال المزيد من الرجال لأريد ان تدخل ذبابه الى القصر من دون علمي هل هذا مفهوم
حسن .... حسنا ابى سأتحدث إليهم الان وسأملى التعليمات على الحرس بالخارج
نظر الى الهام زوجه حسن .... اريد منك الذهاب مع أكرم الى السوق وقومي بشراء كل ما تحتاجه الفتاة لا اريد ان يكون هناك شيئا ناقص
الهام .... حسنا عمى لا تقلق وسأقوم بتجهيز غرفتها بنفسي ذهب الجميع وبقي هو وجاسر طال الصمت بينهم هم الاثنين الى ان تحدث مختار له .... تعلم ماذا اريد اليس كذلك
جاسر ... اجل مختار ... اريد ان اعلم كل شيء كل صغيرة وكبيرة حدثت طوال تلك السنوات اريد ان اعلم بها لا اريد لأي تفصيل مهما كان صغيرا ان يفوتكم لا يهم كم من الرجال ستستخدم لذلك ولا الأموال التي ستدفعها
جاسر .... لا تقلق سنعلم كل شيء، ولكن قد يستغرق الامر بعض الوقت
مختار .... لا يهم وشرد بتفكيره في يوسف اين هو وهل أصابه مكروه
بالتأكيد حدث له شيء والا لم تكن تأتى الفتاة الى هنا بدونه لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله، ولكن الشيء الوحيد الذي على يقين منه انه لن يفرط في حفيدته ولن تخرج من ذلك المنزل حتى ولو اردت انت ذلك . فقط لو اعلم ما الذي يحدث
في مكان اخر بعد مرور عدة ساعات عاد شهاب مرة أخرى لألمانيا و فور وصوله توجه الى منزل أحلام ليطمئن على رحيل على الرغم من التعب الشديد الذي يشعر به
وصل شهاب الى المنزل و استقبلته أحلام
أحلام .... مرحبا شهاب كيف حالك شهاب .... انا بخير كيف حالكي انتى ورحيل هل هي بخير
أحلام .... انا بخير ورحيل نائمة الان لا تقلق، ولكن يبدو أنك متعبا
شهاب بتعب .... معكى حق انا متعب جدا، ولكن اردت ان اطمئن عليها أولا قبل ان اعود الى المنزل مرة أخرى هل ستكون بخير ؟ أحلام .... لقد قمت بمعالجه جروحها ، ما الذي يحدث شهاب ؟ وكيف وصلت تلك الفتاة لهذه المرحلة ؟ شهاب ..... الامر معقد صدقينى ولا اعلم كيف ستتمكن من تخطى ذلك لذا من فضلك اهتمي بها جيدا
أحلام .... لا داعي للقلق بشأنها يمكنك الذهاب حتى ترتاح قليلا هي لن تستيقظ اليوم لقد اعطيتها احدى الأقراص المنومة لذا يمكنك الذهاب ونيل قسط من الراحة
شهاب .... حسنا سأذهب الان شكرا لكي حقا على ما فعلت أحلام .... لا تقل ذلك من فضلك لم افعل شيء تعلم انى كنت سأفعل حتى ولو لم تكن قريبتك
شهاب بابتسامه ... اعلم أحلام ولهذا اعطيتها احدى الأقراص المنومة لذا يمكنك الذهاب ونيل قسط من الراحة
شهاب ...... حسنا سأغادر الان ان لم تحتاجي من شيء
أحلام .... لا شكرا لك يمكنك الذهاب التفت لها وهم بالتحدث
احلام بابتسامه .... لا تقلق ان حدث أي شيء سأتصل بك فورا نظر لها بابتسامة وغادر قاصدا المنزل لينعم ببعض الراحة لأنه حقا يحتاج لذلك
لقد كان حزين من اجلها ومن اجل تلك الصغيرة أيضا كيف تبدلت حياتهم بهذا الشكل لقد كانوا عائله رائعة، ولكن تبدل حالهم للنقيض تماما ولا أحد يعلم ما القادم وما الذي ينتظرهم
ما الذى ينتظر رحيل ورحيق ؟
وهل ستظل حياتهم فى خطر ؟