رواية شهد مسموم الفصل الخامس
الساعة الواحد صباحاً في منزل شهد.
كانت تغادر الغرفة ، لكن شعرت بأحد يقف خلفها، تنفست بشكل سريع، تخشي النظر إلى الخلف ، حاولت فتح الباب لكن موصدة بشكل جيد.
لتردف بتلعثم : بسم الله الرحمن الرحيم ، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
نزلت دموعها بغزارة ، عندما شعرت بلمسات على ظهرها.
التفت بفزع: يوسف.
أغمضت عيونها بخوف ، و ضعت يديها على اذنها، لا تستطيع رؤية أو تسمع ما يحدث، لا تتحمل.
اصبحت تسمع خطوات تسير و همسات حديث.
كانت تأخذ نفسها بصعوبة ، لكن قررت فتح عيونها و رؤية ما يحدث.
تفتح عيونها ببطئ ، و اكتفت من الصدمات المتتالية.
رأت أكثر من شخص يشبه يوسف و شهد.
وضعت يديها على رأسها بتعب، لتردف: يالله لقد اكتفيت من كل ذلك.
أغمضت عيونها مرة أخرى ، و أصبحت تقرأ بعض آيات القرآن الكريم، حتي أعلن هاتفها عن تذكير بالصلاة على سيد الخلق.
وكانها استمدت كل قوة الكون بعد ذكر اسم الحبيب ، فتحت عيونها و هي تبتسم ابتسامة رضا، لتردف : اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
أخذت نفس عميق و دلفت إلى الحمام دون شعور بالخوف.
بعد وقت
تقف بين أيدي الله، قضت الليل في الصلاة و قراءة القرآن الكريم و الاذكار، و كانت تشعر براحة و سعادة كبيرة، و كيف لا و هي لجأت إلى الله.
في الصباح
كانت تسير في الشارع ، رأت حسين يقف أمام منزله، ذهبت إليه و على وجهها ابتسامة كبيرة.
أخذت نفس عميق و قالت: مرحباً ، كيف الحال ؟ عسى أن لا تكون بخبر، اتمني أن لم تجد السلام و الراحة مدي الحياة.
زفر بضيق و تحدث بغضب: ماذا تريدين ؟
قالت بهدوء: أريد فقط أخبرك أنك مهما تفعل ، لم و لن أخضع لك، و يوسف لم يكون زوجي يوماً ما.
ابتسم ابتسامة شر: إذا كوني على استعداد حتي تكوني زوجة يوسف قريباً.
و دلف إلى المنزل، نظرت لها بتعجب و رحلت.
في الجامعة
تجلس شهد في الحديقة بمفردها، ثم سمعت صوت بهمس : شهد، شهد.
نظرت على مصدر الصوت لم تجد احد، بالأحرى تجد المكان خالي، لتردف بتوتر: أين ذهب الجميع؟
لم تنهض من مقعدها في انتظار ما يحدث لها، فجأة شعرت أن شئ يسحبها إلى الاسفل، نظرت بصدمة ، رأت ماء يتدفق من تحت قدمها، و لم تأخذ وقت للتعجب من هذا الأمر و ما مصدر هذه الماء، لأن و تم سحبها إلى قاعة الأرض.
وجدت نفسها وسط بحيرة ، ممتلئة بثعابين ضخم و كثيرة.
كانت تقف بصدمة و من كل الاتجاهات يوجد ثعابين.
ثعبان ضخم التفت على قدمها ، كلما حاولت التحرك لا تستطيع.
ثم التفت ثعبان ضخم آخر حول عنقها ، حاولت تفكه بيديها لكن لا تستطيع.
و الثعبان الملفوف على قدمها سحبها إلى قاعة البحيرة.
كانت تصارع الموت فهي لا تستطيع التنفس .
أغمضت عيونها و قررت الاستلام لهذا المصير المجهول ، فهي لم تعد لديها قدرة للتحدي.
و أيقنت أنها على حافة الموت ، و مر أمامها شريط حياتها ، و الحقيقة هي كانت تتمني الموت ، حتي تحصل على الراحة و السلام.
و فجأة نهضت بفزع و تلفت حوالها، وجدت كل شيء طبيعي ، و أنها تجلس في الحديقة ، و المكان ممتلئة بالطلاب .
سألت سما التي تقف أمامها: ماذا حدث ؟
أجابت باستغراب: أنتِ كنت نائمة ، و أنا أتحدث منذ فترة و أنتِ لا تشعرين بشئ.
وضعت يدها على رأسها بتعب و هي تتذكر ماذا حدث ،لتحدث نفسها: هل كل ذلك كان مجرد كابوس.
قالت سما بصوت عالي: شهد هل أنتِ بخير ؟
قررت عدم أخبر سما ما رأت ، حتي لا تجعلها تشعر بالقلق والتوتر ، و أيضاً تعلم الحل الخاص بها، هو الزواج.
لتجيب بهدوء: أجل
قالت : إذا هيا سوف نتأخر على المحاضرة.
نهضت شهد و قضت اليوم طبيعي ،و هي تقنع نفسها أن هذا مجرد حلم.
بعد انتهاء اليوم الدراسي عادت إلى المنزل، و من حسن حظها كان المنزل خالي، دلفت إلى غرفتها سريعاً ، و نزعت حجابها ، حتي تقطع الشك باليقين.
و ياليت لم تفعل، فوجدت أثر جروح على عنقها، لتردف بدموع: إذا هذا لم يكن حلم ، و أنا للمرة الثانية ذهبت الى هناك
جلست على السرير ، وجدت أيضاً اثار على قدمها ، خبطت على السرير بحزن, صرخت: لماذا يحدث ذلك؟ماذا أفعل حتي ينتهي كل هذا؟ لقد اكتفيت و أشعر أني لم أعد أتحمل.
ارتدت الحجاب ، و غادرت الشقة، وقفت أمام المنزل.
و قالت بصوت عالي جدا: أحمد
جاء يهرول عليها ،و قال بهدوء: نعم.
جلست بمستواه ، لتردف بهدوء: ممكن أطلب طلب صغير.
أجاب باحترام: بالتأكيد.
قالت بهدوء: اريد رقم هاتف يوسف.
ورفعت السبابة في وجهه و قالت بتحذير: لكن هذا سر بيني وبينك.
ابتسم و قال : حسنا، أنا اعرف رقم الهاتف ، و لا أخبر أحد بهذا.
قالت بابتسامه: إذا ما الرقم.
قال لها الرقم و ابتسمت و قالت: اشكرك حماده و لا تنسى هذا سر بينا.
أومأ رأسه بنعم و ذهب ، و هي صعدت إلى شقتها و دلفت إلى الغرفة مرة أخرى.
طلبت رقم يوسف ، كانت متوترة بشدة و لا تعلم ، ماذا تقول له ؟ لكن قررت تأخذ بنصيحة سما، و تخبر يوسف ما يحدث معها ، لعل يكون لا يعلم شيء و ينقذها من هذا.
مرة اثنين ثلاثة دون إجابة.
كان يوسف يحضر موتمر طبي و كان الهاتف على وضع الصامت.
ألقت الهاتف على الأريكة بعصبية: لماذا لم يجيب هذا الغبي؟
ثم سمعت صوت فاطمة، خرجت شهد و تصرفت بشكل طبيعي ،وكأنه لم يحدث شيء.
في منزل يوسف
يجلس حسين و يونس
قال بغضب: أبي هذه الفتاة مازلت على موقفها.
قال بابتسامة خبيثه: أنا تعاملت معها بطيبة لأنها حبيبة يوسف، لكن يكفي ، يجب الآن ترى من أنا؟ أقسم لك بعد عدة أيام سوف يأتي محمد و يجلس تحت قدمي، و يقول برجاء من فضلك أقبل شهد زوجة ابنك.
و تعالت أصوات ضحكات حسين و يونس.
في منزل شهد
عاد محمد من العمل برفقة صديق له في العمل.
جلسوا في الصالون ثم طلب محمد من شهد و فاطمة الجلوس معاهم.
جاءت فاطمة و شهد و هما مستغربين من هذا الطلب، لآن غير مسموح لفاطمة و شهد الجلوس مع أصدقاء محمد.
جلست فاطمة و جاءت شهد تجلس بجوارها.
لكن قال صديق محمد: تعالي بجواري ابنتي .
تعجبت شهد و نظرت لمحمد الذي أومأ رأسه بنعم.
جلست و هي تشعر بتوتر شديد.
تحدث محمد حتي يزيل علامات الاستفهام و التوتر : هذا أحمد صديقي في العمل، هو شخص صالح ، جاء هنا لأجل عمل الرقية الشرعية لشهد.
أكمل احمد بابتسامة: شهد أريد معرفة كل شيء ، أدق التفاصيل حتي لو كانت غير مهمة بالنسبة لكِ ، هيا تحدثي.
نظرت إلى محمد و فاطمة بتوتر، كيف تقص كل ما حدث ؟ يوجد أشياء لا يعرفها.
شعر احمد بتوتر شهد ، ليردف بهدوء: تحدثي شهد و لا تخفي شيء ، حتي نستطيع مساعدتك.
قررت التحدث لعل حقاً يستطيع أحمد مساعدتها.
قصت كل ما حدث ، و كان محمد و فاطمة يسمعون الحديث بصدمة يوجد أشياء لا يعلمون عنها شيئا.
بعد الانتهاء من الحديث ، وضع يده على رأسها و بدأ قراءة القرآن الكريم ، و هي انهارت بالبكاء والصراخ و هي تسمع آيات القران الكريم.
ظلت على هذا الحال لمدة ساعة تقريباً.
أمام المنزل
يقف محمد مع أحمد
سأل بتو-تر: ما رايك؟
أجاب بابتسامة: أنت تعلم أن كل شيء بأمر الله ، و لا يستطيع أحد فعل خير أو شر لاي إنسان الا بأمر الله.
قال بهدوء: أعلم كل ذلك، لكن من فضلك ما حالة شهد؟
أجاب بحزن: للاسف هؤلاء الحمقاء مستخدمين أصعب أنواع السحر الاسود.
لم يتحدث شعر بالحزن الشديد ، ماذا يفعل في هذه الازمة؟
رحل أحمد و صعد محمد ، و قص كل شيء لشهد و فاطمة.
و دلف إلى الغرفة.
تحدثت شهد بهدوء: ماما أنا بخير، لا تقلقي سوف انتصر لأن الله معي.
لم تجيب فاطمة و دلفت إلى المطبخ.
مر اليوم و كل منهما لا يتحدث مع الآخر ، فا لا يوجد حديث يقال في هذا الموقف.
في اليوم التالي
على الثانية عشر صباحاً
تدلف فاطمة إلى غرفة شهد بحذر، نظرت لها بخوف و سألت: ماذا حدث ؟
قالت بهدوء: لم يحدث شيء ، هيا انهضي سوف نغادر المنزل.
سألت باستغراب: إلى أين في هذا الوقت المتأخر؟
قالت بعصبية: هيا شهد.
نهضت شهد ارتدت الثياب و هي لم تفهم شيء.
غادرت المنزل وجدت أحد الجيران في الانتظار.
سألت باستغراب: إلى اين نذهب.
قالت خديجة: لا تقلقي شهد، هيا سوف نذهب حتي نجد حل إلى مشكلتك.
سألت مرة أخرى و هي لا تفهم : إلى أين ؟
قالت فاطمة:: شهد هيا و سوف تفهمين كل شيء.
بعد وقت
وقفت شهد بذهول و سألت : ماما ماذا نفعل في المقابر؟
قالت بدموع: حتي تتخلصي من السحر الاسود.
جاء شخص غريب و يرتدي ثياب بلون الاسود، و قال بصوت مخيف: هيا.
سألت بتوتر: ماذا افعل؟
قال : حتي نتخلص من هذا السحر ، يجب عليك قضاء الليلة في المقبرة.
و للحديث بقية
"الفصل الخامس"
ابتعدت للخلف بخوف ، لتردف: أنا لم أفعل ذلك.
قالت خديجة بعصبية: هيا فاطمة ، نحن نفعل ذلك لأجلها
جذبتها فاطمة من يد و خديجة من يد ، جلست على الأرض و قالت: ماما ، ماما هذا حرام، اللجوء إلى هؤلاء الأشخاص شيء محرم في الاسلام، من فضلك ماما ، من فضلك لا استطيع الذهاب الى المقبرة ، لا اتحمل ذلك، هيا نغادر هذا المكان ، هيا.
كانت لحظات ضعف منها ، عندما سمعت حديث خديجة، بأن هذا الحل، لكن هي متأكدة أن هذه معصية كبيرة، لكن حديث شهد جعلها تعود إلى رشدها.
لتردف بدموع: استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم ، هيا شهد نعود ، هيا.
نهضت شهد و ذهبت مع فاطمة.
دلفت فاطمة و شهد ، كان محمد أمامهم ، سأل بغضب : أين كنتن في هذا الوقت المتأخر ؟
توترت فاطمة و لا تعلم ماذا تجيب؟ فهي تعلم أن زوجها لا يقبل ذلك.
أنقذت شهد الموقف و قالت : كانت متعبة و طلبت من ماما المشي حتي أشعر ببعض الراحة.
أجاب بهدوء: حسنا.
مر أسبوع كان بمثابة أعوام طويلة تمر على شهد و عائلتها.
كانت ترى خيالات و تتعرض للاعتداء و مازالت تحاول الصمود.
أصبحت هزيلة و ضعيفة جداً ، يظهر عليها الحزن و المرض، فقدت وزن كثير ، أصبحت لا تتناول الطعام إطلاقا.
كان حسين يصاب من الجنون لأنها مازلت صامدة أمام كل ما يحدث لها.
في الجامعة
في قاعة المحاضرات
بعد انتهاء المحاضرة ، غادر الجميع و ذهبت سما لجلب القهوة لأجل شهد لأنها تشعر بالصداع الشديد.
جاء أدهم و جلس بجوارها و سأل : كيف حالك شهد؟
أجابت و هي تضع يدها على رأسها بتعب و تنظر إلى الأسفل : بخير.
سأل مرة أخرى: الايام الأخيرة يظهر عليكِ التعب.
أجابت: لدي ببعض المشاكل.
قال: ما نوع المشاكل؟ يمكنني المساعدة.
رفعت عيونها و نظرت له لتردف بهدوء: الحقيقة أدهم الموضوع يخص الزواج ، هناك شخص يريد الزواج مني و أنا لا أقبل.
ليردف باندفاع: أنت محقاً لا تقبلي هذا الزواج.
سألت : لماذا؟
ليردف بحب: شهد أعلم أني أخطأت معك، لكن أنا الآن اكتشفت أني أحبك ، سوف أترك مريم ، أريد الزواج منك.
ثم جلس على ركبتيه أمامها : شهد هل تقبلين الزواج مني ؟
قالت بهدوء: أريد منك تكرر هذا الطلب أمام الجميع.
أجاب بتوتر: لكن.
نهضت و غادرت القاعة دون حديث.
و هي تسير تتذكر ما حدث في العام الأول لها، من أول نظرة وقعت في غرام أدهم ، و لكن كانت دائما بسبب وزنها و بشرتها الداكنة الجميع يتنمر عليها.
و في يوم تدلف شهد برفقة سما و رحمة إلى القاعة وجدت أدهم يجلس أمامها على ركبته و قال: هل تقبلين الزواج مني شهد؟
لم تأخذ ثانية في التفكير و أومأت رأسها بنعم.
و هنا أنفجر الجميع ضحكاً عليها ، نظرت بدموع له ، و علمت أن هذا مجرد مزحة.
رغم أن أدهم شخص ليس جيد لكن هي مازلت تحبه.
ذهبت الى الكافتيريا و هي تجلس مع سما ، جاء أدهم و فعل مثلما طلبت شهد.
نهضت شهد و قالت بغضب : تريد اجابتي ، هذه هي الإجابة
صفعة قوية على وجهه أدهم ، نظر لها بغضب ، ورحلت شهد و هي تبتسم و سما التي كانت تشعر بسعادة كبيرة.
عادت إلى المنزل
كانت تفكر في أدهم ، رغم أنها تحبه لكن رفضت الزواج بسب كرامتها.
مر النهار طبيعي و جاء الليل
قبل الفجر بربع ساعة
كانت شهد نائمة و سمعت أيضا أحد يهمس باسمها ، نهضت و تلفت حوالها و لم تجد أحد.
عادت إلى النوم مرة أخرى ، لكن شعرت بالغطاء يسحب من عليها.
هبطت سريعاً من على السرير، أشعلت المصباح، و كانت تغادر الغرفة ، لكن وجدت الباب موصدة ، دقت على الباب و هي تصرخ: بابا ، ماما ، أحد يفتح الباب، من فضلكم أحد يساعدني.
ركض محمد و فاطمة سريعاً إلى غرفة شهد، يحاولوا فتح الباب لكن لا يفتح
قالت بدموع: شهد ، شهد.
أجابت بدموع: ماما افتحي الباب ، أنا خائفة.
قال بحزن و قلة حيلة: الباب لا يفتح ، ماذا يحدث؟
أجابت بدموع: لا اعلم، يوجد احد في الغرفة.
و لم تتحدث بعد، نظرت أمامها بصدمة، وجدت نفس الشخص الذي يظهر لها دائما ، كان يقترب عليها بخطوات بطيئة و ينظر لها برغبة شديدة.
كل خطوة كانت كفيلة بانهيار في كيانها، حاولت جاهدة أن تفتح الباب لكن لا تستطيع.
حاولت تصرخ لكن صوتها لم يخرج .
كان الشبح يظهر تارة و يختفي تارة.
حاولت الهروب منه في كل أرجاء الغرفة.
لكن كيف لك النجاه من شيء غير مرائي؟
كيف تستطيع محاربة شخص مجهول؟
كيف تقف صامد أمام خيال؟
كلما تحاول الهروب منه تشعر بوجود شخص خلفها.
و فجأة
مزق الشبح ثيابها و دفعها على السرير ، صرخت بفزع و هي لم ترى من يفعل ذلك.