رواية شهد مسموم الفصل السادس 6 بقلم منال كريم


 رواية شهد مسموم الفصل السادس 


حاولت شهد الهروب ، من الاعتداء عليها، من شخص ليس مرئ، كلما تحاول الهروب منه تشعر بوجوده خلفها، يهمس في أذنها ، همسات مرعبة.

مزق الشبح ثيابها و دفعها بعنف على السرير، صرخت بفزع وهي لم ترى من يفعل ذلك.

صرخات شهد كانت كفيلة بانهيار محمد و فاطمة ، و هما لا يستطيعون كسر هذا الباب.

يقف أمام المنزل مع يونس و ينظر إلى منزلها بسعادة ، و يبتسم و هو يسمع صرخاتها.

قال بابتسامة: أبي ،أظن بعد ذلك، سوف تخضع لنا.

ليجيب بابتسامة: اجل، أقسم لك  بذلك، شهد زوجة يوسف.

كان يسير شخص كبير في العمر ، وقف أمامهم ليردف بحزن: حسبي الله ونعم الوكيل ، خاف الله ، سوف يأتي يوم لا ينفع مال ولا بنون ، ذنب هذه شهد في رقبتك ليوم الدين.

نظر له نظرة غضب و صرخ قائلا: أبتعد من الافضل لك حتي لا تندم، هل لا تسمع إلى صرخات شهد ؟ هذه دليل  على قوتي .

قال بابتسامة: القوي هو الله، و سوف يأتي يوم و تعلم ذلك.

و رحل الراجل إلى المسجد ، و كان كل أهل المنطقة يسمعون صرخات شهد، و يعلمون أن هذا عقابها لأنها رفضت يوسف، و هما لا يملكون شئ إلا الدعاء.

كانت دعوات الفجر من نصيب حسين و يونس ، لأن الجميع يرى أن يوسف ليس مثلهم.

 

في الغرفة ، مازالت شهد تصارع لأجل الحافظ على شرفها .
شعرت بأنفاس قريبة منها ،  كانت ملقاه على الأرض ، و فجأة ظهر أمامها الشبح ، كان مخيف جداً ، و نظرته مرعبة و تشع منها الرغبة ، لم تستطيع التحدث و حتي لا تستطيع الصراخ ، و كاد يقترب منها.
لكن أنقذها اذان الفجر ، أختفي الشبح ، و فتح الباب على مصراعيه.
دلف محمد و فاطمة سريعاً ، عندما رأى شهد بهذه الحالة ، ثياب ممزقة ، كدمات على جسدها وجهها ، لا يستطيع الصمود سقط على الارض بضعف و قلة حيلة.

تقف فاطمة في صدمة و كأنها فقدت القدرة على التحرك ، يدور في ذهنها شيء واحد، ماذا حدث ؟ هل تم الاعتداء على شهد؟

كانت تنام على الأرض و تبكي بانهيار،  و تحدث نفسها ، ماذا لو لم يلطف بها الله؟ كانت الآن فقدت شيء ثمين لا تستطيع تعويضها.

بخطوات بطيئة و مرتعشة ، ذهبت إليها و ضمتها إلى حضنها، و تعالت صوت بكاء الام و الابنة  معنا.

كان يبكي و ما أصعب دموع أب يشعر بالضعف.

ظلوا على هذه الحالة بعض الوقت ،  كان يجب عليه السؤال ، أخذ نفس عميق ، و يخشي من الإجابة ليردف بصوت يكاد مسموع: شهد هل أنت بخير؟

لم تجيب أومأت رأسها بنعم.
سجد لله و هو يحمد ربه.

نهض و قال: الحمد لله ، هيا لصلاة الفجر.

لتردف بدموع: شهد هل تستطيعين الصلاة؟

لم تجيب أيضا ، لكن نهضت ، فإذا لم تستطع الصلاة فهذا الوقت، متي تستطيع ؟

يقف محمد أمام الصلاة، و هنن خلفه.
كانت صلاة ممتلئة بالدموعِ و الدعاء.

بعد انتهاء الصلاة ، ظلوا مكانهم، هو يقرأ القرآن ، و فاطمة تدعو الله أن تمر هذه المحنة، و شهد تبكي و هي تحمد ربها أنها لم تؤذي أكثر من ذلك.

اشرقت الشمس لياتي يوم جديد، حتي يتغير الحال إلى الحال.

كان ينتظر شروق الشمس بفارغ الصبر، و الآن يجب عليه الانتظار حتي تصبح الثامنة صباحاً.

مازالوا يجلسون مكانهم و الدموع لا تنهي، حتي دقت الثامنة صباحاً ، أخذ نفس عميق 
و نهض من الأرض و قال بدموع : شهد أعتذر لكن لم أجد حل آخر، أعتذر أني لا أستطيع حمايتك ، أنا لا أتحمل رؤيتك بهذا الشكل ، اغفر لي صغيرتي،سوف أذهب الآن حتي أخبر حسين موافقة على الزواج من يوسف.

كان يقول جملته الأخيرة بصعوبة، فكيف يلقي ابنتها في هذا المنزل؟ كيف تكون بأمان مع أشخاص يفعلون كل شيء يغضب الله ؟ لكن لم يجد حل إلا هذا.

انتظر بضعة دقائق ، حتي تتحدث فاطمة أو شهد، لكن لم تعرضت اي منهن، لذا غادر المنزل.

نهضت شهد و دلفت إلى غرفتها.

في منزل حسين
كانوا يجلسون على السفرة لتناول وجبة الإفطار 

دق الباب ، ذهبت ملك تفتح ، شعرت بالحزن من هيئته و علمت لماذا هو هنا، لتردف باحترام: تفضل عمي محمد.

دلف بخطوات ثقيلة، فهو الآن يشعر أنه يسلم ابنتها الوحيدة إلى الشيطان بنفسه ، لكن هو مجبور و عاجز ، وقف أمامهم بضعف، كانت النساء يحزنون لاجله، لكن حسين و يونس يشعرون بسعادة الانتصار.
ليردف بحزن: أنا موافق على زواج شهد من يوسف.

ليردف بغضب ، و هو يحرك يديه في الهواء: و أنا لم أقبل.

ذهب إليه و انحني و قبل يديها و الدموع تسيل من عيونه ، ليردف بضعف: من فضلك أقبل زواج يوسف من شهد.

قال بهدوء شديد و هو يحرك قدمه : هكذا سوف افكر في الأمر.

 كان ينحي ليقبل قدمه، لكن دلفت شهد باندفاع و منعت أبيها من الانحناء أمام حسين ، جعلته يقف مستقيم ، لتردف بهدوء: بابا نحن لا نحني إلا لله فقط ، لا نحني أمام بشر، و بالأخص هذا الشيطان.

و التفتت إلى حسين و قال بعصبية: هل تظن أننا الضعفاء؟ كلا الضعفاء هو أنت و ابنك الذين تفعلون كل ذلك حتي أقبل هذا الحقير أن يكون زوجى، و أنا قبلت ، ليس لأني أخاف منك، أو بسبب ما تفعله معي.

و أشارت بالسبابة له و قالت بصوت عالي جدا: بل أنت أكثر شخص يعلم أني قوية جداً ، و هذا من فضل ربي ، لكن لأن انتهى فصل الظلم و الآن بدأ فصل الانتقام، لذا حسين كون على استعداد لأجل جحيمك أنت و عائلتك، ايها المختل الغبي الجبان سوف ترى ماذا أفعل في عائلتك؟ سوف اقوم بتدبيل السعادة إلى حزن، الابتسامات إلى دموع، سوف أخذ منكم الراحة و السلام و سوف أقطع كل الروابط الأسرية بينكم.

و استندت على الطاولة و نظرت له بقوة و قالت: أنا شهد اقسم لك سوف اجعل حياتك شهد مسموم ، سوف تندم لانك جعلتني أكون فرد من هذا المنزل.

و نظرت إلى أبيه و قالت : بابا أنت لست ضعيف أو عاجز ، إذا كنت لم تنجب صبي فأنا سوف أكون لك صبي و فتاة و اسهل دائما حتي تظل راسك مرفوعة فوق الجميع، هيا أبي نحضر تدريبات الزفاف.

و التفت مرة أخرى حسين و صفعة قوية منها جعلته ينظر لها بصدمة و غضب شديد.

قالت بابتسامة: هذه الصفعة عقاب على معاملتك لبابا ، لكن ما فعلت معي، كون صبوراً و ترى ما يسعدك.

و رحلت شهد مع أبيها تحت صدمة الجميع ، كانوا ينظرون لها بصدمة، كيف تكون بهذه القوة؟ 

كانت تبتسم النساء بسعادة 
أما حسين و يونس سوف ينفجروا من الغضب
ليردف يونس بغضب شديد : كيف تتجرأ على فعل ذلك؟

لتردف عفاف بابتسامة: هذه قوة الحق.

قال بغضب: لا أريد أحد يتحدث ، سوف ارد له الصفعة صفعات سوف أنتقم منها أشد انتقام على ما فعلتها.

قال بغضب: نعم ابي هذه الفتاة تستحق العقاب.

قال بنظرة شر: بالتاكيد ، ابلغ يوسف على موافقة شهد ، حتي تدلف إلى منزلي و أفعل ما يحلو لي.

لتردف سعاد: هل يوسف يسمح لأحد الاقتراب منها؟

ضرب الطاولة بعنف و قال بتحذير: إذا يوسف علم بما حدث في هذه الفترة ، سوف يكون جحيم على الجميع ، لا يجب أن يعرف شي عن ما حدث لهذه الفتاة، هو كان يريد شهد و أنا فعلت كل ذلك لاجله.

و نهض و غادر و خلفه يونس.

لتسال ملك: نحن لم نقص شئ لم حدث ليوسف ، لكن شهد هل تصمت؟

تنهدت عفاف بحزن ثم قالت:  لا أعلم إذا كان يجب أن أكون سعيدة لأجل يوسف لانه سوف يتزوج من يحب أو أكون حزينة لأن سوف يحدث هذا الزواج بالإكراه.

قالت سعاد : أنا على اليقين أن شهد سوف تقع في غرام يوسف بعد الزواج لأنها سوف تتأكد أنه لا يشبه حسين و يونس.

قال الثلاثة معنا : يارب.

عند معرفة يوسف بهذا الخبر السعيد ، كان يشعر بسعادة غامرة ، رغم أنه يتعجب كيف الموافقة بعد الرافض؟ لكن قرر إلغاء العقل، و التفكير فقط بالقلب، في نفس اليوم الذي علم موافقة شهد قرر الرجوع، و هو يحلم أن أخيراً شهد تصبح له.

اليوم التالي من عودة يوسف 
في منزل شهد
يوسف و عائلته يجلسون مع محمد و فاطمة ، يتحدثون في الأمور المعتادة و كان الوضع طبيعي بأوامر من حسين لعائلته و عائلة شهد أن يكون كل شيء طبيعي أمام يوسف 

كان يجلس على أحر من الجمر ينتظر بفارغ الصبر أن تظهر أمامه ، فهو مشتاق له حد الجنون.

كانت تجلس في غرفتها أمام المرآة و تنظر  إلى سما و رحمة في انعكاس المرآه ، لتردف بهدوء: مبارك لكنن فتيات، هذا كان حلمك أن أتزوج من يوسف، و الآن يحدث ذلك.

لتردف رحمة بدموع : اولا اعتذر أني لم أكن معكِ فكل ما حدث،
ثانيا أنا غاضبة منك أنتِ و سما، لماذا لم تخبرني حتي اعود؟
ثالثا يوسف شخص جيد.

أخذ نفس عميق و قالت: أولا ماذا كنتِ تفعلين أذا كنتِ هنا؟ 
ثانيا: أعلم أن خالتك كانت مريضة و في حاجه الى رعايتك 
ثالثا لقد اكتفيت من هذه الجملة يوسف شخص جيد.

قالت سما بهدوء: سوف يأتي يوم و تقولي  بنفسك أن يوسف شخص جيد.

نهضت من أمام المرآة و غادرت الغرفة دون حديث.

 تدلف إليهم و كانت ملامحها خالية من تعبير الخجل مثل أي فتاة ، جلست في الكرسي المقابل له ، ثم قالت : مرحبا.

أجاب الجميع : مرحباً.

كان ينظر لها بحب و اشتياق ، كان يريد توقف الزمن هنا، و يظل ينظر لها ، لا يريد شيء إلا  أن تكون سعيدة.

بعد وقت غادر الجميع الغرفة 
و ظل هو و هي فقط كانت تجلس إلى الأسفل و تعبث في الهاتف ، ليردف بهدوء: شهد هل هذا وقت الهاتف؟

لتجيب بهدوء: أجل يوجد شيء هام.

ليجيب بهدوء: حسنا ، لكن من فضلك أريد طرح سؤال .

تنهدت بضيق و قالت: تفضل 

لم ينكر تعجبه من تصرفاتها ، لكن خدع نفسه أن هذا خجل ، ليردف بهدوء: ما سبب رفضك ثم قبولك الزواج مني؟

رفعت عيونها و نظرت له بتعجب و سألت: حقا لا تعلم  لماذا؟

أجاب بهدوء: أجل.

قررت الأخرى تسأل : أين كنت كل هذا الفترة؟ 

ظن أن فترة الابتعاد جعلتها تشعر أنها تبادله نفس المشاعر، و يؤكد الحديث أن احمد أخبره أن شهد طلبت رقم الهاتف و أيضا سما سالت عليه ، إذا هل اكتشفت مشاعرها عندما لم يكن أمامه ، ليردف بهدوء: كنت أحضر موتمر طبي.

نظر لها باستهزاء و عدم تصديق : حقا.

تعجب من نظراتها و ايضا طريقة الحديث ، لكن أجاب: أجل.

ثم أكمل بحب: شهد أنا أحبك ، أعشقك حد الجنون ، على استعداد أفعل اي شيء لأجل الحصول عليك ، سوف أحرق العالم لأجلك.

كان هذا بمثابة اعتراف أن يوسف المسؤول عن ما حدث معها ، لا تريد دليل آخر يكفي هذا، لتردف بهدوء: انتبه يوسف و أنت تحرق العالم ، سوف تحرقني معه.

ليردف بحب: كلا أنت لا أتحمل نسمة الهواء التي تزعجك يا شهد حياتي.

وضعت يديها تحت ذقنها و نظرت له بقوة ، لتردف بهدوء: أنتبه أيضاً حتي لا يكون الشهد مسموم.

فعل مثلها و قال بحب: حتي لو مسموم سوف أكون سعيد.

سألت بهدوء: إذا هذا اختيارك.

قال با ابتسامة: أفضل اختيار هو أنتِ، لكن لم أسمع الإجابة بعد، سبب الرفض ثم القبول.

قالت بهدوء شديد: سوف ترفع الستار و تنكشف الاسرار بعد الزواج، و سوف يكون كل شيء واضح أمامك.

أخذ نفس عميق و ابتسم و هو يشعر أن هذا دليل على حبها ، لكن تريد الانتظار لكي تخبره بعد الزواج.

و هو الأخر لا يريد يسمع شيء آخر ، كلماتها أخبرته أنها تحبه.

و انتهت المقابلة 
يوسف تاكد أن شهد تحبه.
و شهد تأكدت أن يوسف مذنب.

كان الاتفاق أن الزفاف بعد أسبوع فقط ، و كان شرط شهد أن يكتفي بكتب الكتاب فقط دون زفاف و فعل يوسف لأجلها.

و الان الليلة الأخيرة لشهد في منزلها و في الغد تكون في المنزل التي طالما رفضت أن تدلف اليه، تقف في شرفة منزلها و تنظر إلى منزل حسين بحقد و هي تقسم أن دمار هذه العائلة قريب.

التقطت ورقة و قلم و كتبت:
ما أصعب شعور الهزيمة و الانكسار؟ 
عندما تجد نفسك مسلوب الارادة ، ماذا تفعل؟

  لماذا الحياة تختار لنا طريق مجهول ؟
طريق كنا دائما نبتعد عنها، نصرخ و نتألم و نذرف الدموع.
و ننظر إلى الخلف 
 نندم على الماضي 
نبكي على الحاضر
 نخشى من المستقبل.
فما الحياة إلا اختبارات يا صديقي؟ 
و يجب عليك النجاح بتفوق أو تخسر  حياتك.

دونت تاريخ اليوم حتي تتذكر أن منذ هذا التاريخ يبدأ دمار يوسف.

أغلقت الكتاب ، و حاولت النوم في الغد يوم صعب و طويل بالتاكيد.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1