رواية ظلمات آل نعمان ( عشقنا قلوب عاصية ) الفصل الخامس
سيبى الفيشه من أيدك يا «فلك»
رفعت بصرها الباكى بـشقاء الحياه ممسكه بيد فيشة شاحن الجـوال و علي وشك وضعها بالكهرباء و بالأيد اليسري تضع سلوكها حول أصابعها لتصعق'لـم تستمع لقوله فـحاولا التقدم إليها خطوة فاذا بها تـصرخ بـقهراً:
متجيش نحيتى ملكش دعوه بيا أنا خلاص تعبت من الدنيا و من اللي فيها خلينى أموت عشان أخلص من حياتى'!
توقف عن الحركه مشيراً لها بحذر:
خلاص أهدى أنتِ مفكره نفسك بالطريقة دي هترتاحى بالعكس أنتِ بدخلى نفسك فى دوامة جهنم لأنك هتموت كافره و الكافر ملوش مكان فى الجنه قال الله تعالى:
وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا»
« وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا:
وقال النبي ﷺ: من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة.فالانتحار من أقبح الكبائر، متخسريش دنيتك و كمان أخرتك"!
شقت البسمه الزائفه بـخمور الحياه شفاها حينما قالت: أنا فى كل الأحوال خسرانه'خسرانه الدنيا اللى مفيش ليا فيها نصيب و الا فرحه لقلبي الدنيا اللى مستحرمه عليا حنانها و سعادتها'و الأخره خسرتها هى كمان من غير مابقا عارفه'أنتَ عارف أنا إيه'
زانيـ ـــه'جوزاتى مكنتش قانونيه زي ما عرفتنى يعنى فى كل الأحوال خسرانه الدنيا و الأخره فـمفيش داعى للعيشه فى عذاب أكتر من كدا'؟
ربنا هـو اللى يحكم فى أمرك'سيبى الفيشه الموت مش هيفيدك جايز لما تعيشى تقدرى تستغفري ربك لفرصه جديده'أوعى تكون مفكره موتك هو الحل لعذابك بالعكس الموت هـو بداية العذاب'
حاولا النقاش بقدر المستطاع لكى يتفادئ قـرارها لكن ما بعقلهم لم يتبدل فاذا بها تـودعه بدموعاً فـرت هاربة قبل المـوت':
سامحنى على الليلة اللى عشتها معايا مكنش قصدى أغشك'!
أتسعت خـضرويته بـذهولاً حينما وضعت الفيشة بالكهرباء لتتصادع الكهرباء إلى خلايه جسدها تـرجفها بـصعقات الموت'فـلتفت حوله بـلهفه حاملاً غطاء النوم وركض إليها يأخذها بين ذراعيه يجذبها بعيداً عن الفـيشه فـتمزفت الأسلاك و نفصلا الشاحن عن الكهرباء'فاذا بها تلكمه بصدره بـغضباً أمتزج ببكائً مـرير:
خلتنى أعيش ليه أنا خلاص كنت هموت حـرام عليك ليه عملت كدا كنت سبتنى غورة في داهية ليه رجعتنى تانى كنت سبتنى أموت حرام عليك'!
أحكم قبضتيه على يداها بصوتاً أجش:
كفياكى كدب بقا أنتِ كنتِ عارفه كويس أنى هلحقك و مش هسيبك تموتى بالسهوله دي'؟ و لو بقا عايزه تموتى فسيبى الموضوع دا عليا يا «فلك» أنا هموتك بالبطئ أهو بالمره أكون بكفرلك عن أخطائك عشان لما تقابلى ربك تقابليه بصحيفة بيضا'
ماذا قال بماذا اتهامها تلك المره الم يكن لها طوق النجاة كما رأت منذ قليل أفعلا هذا ليكون قابض روحها أفعلا هذا ليصبح المتحكم بهلاكها'فـتسالت بعيناه ترتجفان خوفاً:
أنتَ عرضت نفسك للكهربا عشان تموتنى علي أيدك'
تركَ يدها و صارحها بجفاء لم تقابله يوماً:
بالظبط كدا و كل مره هتحاولى تموتى نفسك فيها هلحقك مش عشان خايف عليكِ لاء، عشان موتك لسه أوانه مجاش'و أدينى بقول هالك المغفره اللي طلبتيها منى مش هتنوليها غير و أنتِ فى كفنك عايزه تعرفى ليه عشان الأحساس اللى خلتينى أحس بيه قتلنى خلتينى أشوف نفسى قليل أوى ردتيلي المعروف بالشر'! و جهـزي نفسك عشان النهارده العبه هتتحول لحقيقه و هكتب عليكِ من جديد'
التفت ليغادرها فاذا بها تتسأل:
مدام أنتَ بتكرهنى أو كدا و بتتمنالى الموت ليه عايز تتجوزنى تانى بعد ما عرفت حقيقتى كلها'
كانَ السؤال صريح بدرجة جعلت الأجابة أشد صراحه حينما ناظرها بـجفاء:
الـوساخه خلاص لازقة في أسمى و مش من السهل أنى أنضف نفسى منها خصوصا فى الوقت الحاضر'
أصاب مقصده قلبها الجـريح فشقت البسمة الباكيه ورديتها من جديد ليغادر «خليل» المكان نافراً من مكوثه معها'
ــــــــــــــ»
«لا إله إلا أنتَ سبحانك أنى كنت من الظالمين🌱»
بحديقة القصر يـقف«أدهم» بـجوار الباخره الناريه الخاصه «بسلطان» الذي وصلا للتو فستقبله «أدهم» بستفسار:
المكنه دى شكلها مش غريب عليا بقولك إيه يا «سلطان» أنتَ أمبارح كنت على كوبري أكتوبر'
قطب جبهته بجواب:
أيوه بتسال ليه'!؟
تـجحظت عيناه و باتت الشكوك تلتف حوله فتسأل من جديد:
أصلى أنا كمان كنت هناك معا مـراتى و فى واحد كان راكب مكنه زي مكانتك بالظبط و مسك أيديها و هو معدى و قال كلمتين كدا بس مسمعتش صوته'؟
تذكر«سلطان» ما حدث لليلة أمس فقاله بتوضيح:
أيوه حصل كان فى واحده مطلعه أيدها من عربيتها فقولت أعمل فيها خير و انبها للعربيات اللي جايه بسرعه من وراها و قولتلها كدا و بعدين خدت فى وشه و مشيت'بس أزى مخدتش بالى من عربيتك أكيد كنت راكب عربية جديده عشان كدا منتبهتش دا غير أن الموضوع مخدش ثانيتين'!
فـرك لحيته بـخنق خفئ و قاله:
و أنتَ مالك تنبها ليه و تمسك أيدها ليه أنتَ شكلك كدا نسيت الأصوال يابن عمى'!
لم يروق للأخر هذا الحديث المحتوى علي الأتهام فعقد حاجبيه بـزمجره:
جرالك ايه يا «أدهم» هو أنا هبص لمرات أخويا دأنا مبرفعش عينى في بنات الناس هقوم رافع عينى فى عرضي فـوق على الصبح الواحد فيه اللى مكفيه مش ناقصين هطل على الصبح'!
تلك الحظه تدخلا «خليل» الذى آتى بينهما متسائلاً:
مالكم فى إيه'!
سلطان بحنق:
أسال «ادهم» و هـو يقولك البيه مفكرنى ببص لمراته كل دا عشان أمبارح و انا فى الطريق اتنيلت و شوفت واحده ايدها طالعها من العربيه و العربيات جايه وراها طايره فـقربت من عربيتها و بعدت ايدها عن الشباك و انا بقولها دخلي أيدك عشان العربيات متخبطكيش و بعدين كملت على طريقى أبن عمك بقا مفكرنى قاصدها و عملت كدا متعمد عشان المسها'!
رمقه «خليل» بعين تجحظت بـستهجان:
أنتَ اتهمت «سلطان» بكدا'!
«أدهم بـستهانه:
أيوه مراتِ و من حقى أغير عليها'
حقك دا عند الغرب مش عند أخواتك'! سلطان لو شاف مراتك عريانه هيغطيها مش هيقف يتفرج عليها يا باشا«يمين بالله» لو متعدلة يا «أدهم» لاهكون ناسي أنك بقيت راجل و متجوز و هربيك من أول و جديد يلا أتاسف «لسلطان» و بوس علي دماغه يالا يلا'!
هكذا نفرا من قول «أدهم» بـغضباً فـتنهد الأخر بضيقاً قائلاً:
مش هتأسف لحد و الا هبوس على دماغه و من الأخر كدا كل واحد من هنا ورايح حر فى تصرفاته'!
تلك الكلمات كانت كفيلة بضرب الغضب بجسد «خليل» الذى ردا عليه بصفعه قوية لوجنتة الأخر من ثم قبض علي قميصه يجذبه إليه يناظره بأقولاً سـامه فـجرت مخازن الأخر:
مفيش حد حر طول ماحنا عيال عم عيال منذر و حارس و حافظ هيفضلوا كتف في كتف و اللي هيفكر فيهم يخرج بره دايرة الأخوه اللي بنا «يمين بالله» هكون مخلص عليه بأيدى و عزاه هعمله فوق تربته'! و أنتَ شكلك كدا الموت بدور على بملقاط عشان تحصل مرات عمى الله يرحمها أظن فاكرها كويس'!
تـرقرقت عيناه بـذكريات أفاقة الألأم بقلبه فقاله«سلطان» بجديه لفك ذلك التشابك:
خلاص يا «خليل» حصل خير«أدهم» مهما كان أخويا الصغير'
تركه«خليل» بقولاً:
أتاسف لأبن عمك و مش عايز أشوف خلقتك الحد لما تحس بغلطك يالا'
قمع أوجاعه و هجرت الدموع عيناه التى ناظرة «سلطان» بقولاً:
أسف يا«سلطان»
ربت الأخر على منكبه ببتسامه:
بتتاسف على إيه يا عبيط أنتَ أخويا الصغير يا حبيبي حصل خير'
قدم الأعتذار الذي أستقبله الأخر بعطاء المحبه من ثمَ ذهب تارك«سلطان» يعاتب الأخر:
مكنش ليه لازمه تضربه و تجبله سيرة أمه يا «خليل» أنتَ كدا هتخليه يفتكر اللي، حصل تانى'
خليل بتصحيح:
أنا اتعمدت أفكره عشان يفوق«أدهم» بقاله كام يوم مش مظبوط و كان لازم يتعدل المهم دلوقتي قررت إيه هتعيش معانا و الا هتعمل ايه'!
سلطان بجديه:
ما هو دا اللي أنا جايلك عشانه هاجى أعيش معاكم بس عندى موضوع الأول هياخد منى شوية وقت هخلصه و هتلقينى بقيت مقيم عندكم
خليل بستفسار:
موضوع ايه:؟
سلطان بتكتم على الأمر:
حاجه كدا تخص بنت تقرب لأمى «سمراء» مانت عارفها وراها حوار هخلص هولها عشان بس دماغى ترتاح و هتلقينى معاكم و هنبقا بردو على أتصال'
خليل بتفهم:
تمام خلص موضوعك و هتلقينا فى أنتظارك'
ربت على منكبه فستقبله الأخر ببتسامة الأخوه من ثمَ ركب علي باخرته و غادر القصر:
ـــــــــــــــــــــ"
«ياحى يا قيوم اصلح لي شأنى كله و الا تكلنى إلى نفسي طرفة عين🌱»
"
بـحجرة «منذر» يـجلس «أدهم» على المقعد يسند بذراعيه علي فخذيه فى حاله من البكاء الشديد يتحدث معا والده فى تلك الذكريات التى لا تفارق خاطره بقلباً ينزف من الحزن ما يكفى بلاد تملئها السعاده'كم منا يحمل من الأوجاع و الأسرار بخزائن قلبه ليتالم بمفرده كم منا حكما على نبضه بالهلاك و القهر ليتفادئ قهر البشر بعض الأسرار لا تغادر القلب لتظل بمخالده تذبح حاملها كل دقيقه بسيوف الذكريات الداميه:
حقك عليا يا بويا حقك عليا أنا اللى حرمتك منها كل السنين دى بس أنا كنت صغير مكنتش أعرف أنا بعمل إيه مكنتش عارف إنى كدا بضيعها مكنتش عارف أنى بنهى حياة أمى بأيدي'! أنا الحد دلوقتي فاكر كل حاجه حصلت في الليلة اياها فاكر شكلها و هى بتترجانى أرحمها فاكره دموعها و خوفها عليا قبل ما تكون خايفه على نفسها فاكره كلامها ليك أنك تداري علي عملتى و متبلغش بيها البوليس فاكر لما خدتنى فى حضنها و بطبطب عليا عشان بعيط من الخوف فاكر بطبطتها عليا و هى بتحتضر و بتقولى انها مسمحانى و أن كل حاجه هتعدى فاكر حبها ليا و خوفها عليا'ليه يا بويا مخلتنيش اخد جزائي يمكن لو كنت اتحاسبت مكنتش هعيش بالذنب طول السنين دي أنا كل يوم بقوم من النوم مفزوع بسبب نفس الحلم'حتى «داليدا» اللى وافقت أتجوزها عشان شبها مش قادر أعاملها كويس كل مبص في وشها بفتكر امى وبحس بالذنب أكتر و عشان أكسر الأحساس، دا بعاملها بطريقة زباله معا أنها متستاهلش اللي بعمله فيها:؟ قوم يا «منذر يا نعمان» و قولى أعمل ايه قوم و خد حقها منى عشان أرتاح قوم و سامحنى من قلبك أنا عارف أنك بتضحك في وشه بس من جواك حزين بسببي عارف أنك بتحبنى بس وراه حبك قهر منى'قوم و خد حقها منى عشان كلنا نرتاح قوم يا بويا'
بتلك الحظه المشيدة بالأعترافات و المشاعر شعرا بيداً تربت على منكبه و بصوتاً عجوزاً حنون يواسيه:
ادعلها بالرحمه يا «أدهم» منيره مكنيتش بتحب حد قدك يا حبيبي أنتَ مكنتش بس أبنها دأنت كنت حته من قلبها وروحها و لما دارت عليك و هى بتموت كانت بتحاول تحميك يا حبيبي صدقنى أمك مسمحاك و «منذر» أبنى و أنا عرفاه عمره ما كرهك دأنت أبنه الصغير يا حبيبي':
التفت لصاحبة الصوت فكانت الجدة «أنعام» التى عادت للتو من السفر برفقة أبنها الثالث'فـوقف «أدهم» وختبئ بين ذراعيها يشهق من البكاء و كأنها جأت لتكون العون له للتخفيف من ذلك الألم الذي لازمه منذ الصغر'
ــــــــــــــ
«بالسيده زينب» بمدخل شارع«سلطان» تـسير حامله بيدها بطيخه كبيره قد أشترتها «سمراء» للتو من أحد البائعين المتجولين حينما سمعت ندئه على تلك الفاكهه التى تعشقها'و ما أن كادت تصل إلى قهوته فاذا بها تستمع إلى غزل أحد شباب الحواري المجاوره "
طب بزمتك فـى مانجه بردو تشيل بطيخ دا حتى عيب علي الصيف"؟
رما الكلمات لصديقه الذي اكمل القول"
مانجه ايه بس يابنى دي صوباع موز ملفوف تحت العبايه'ما تجيبي عنك يا فروله نوصلك لمطرحك و الا تحبي نوصلك لمطرحنا و نرطب علي بعضينا'!
التفتت لهما قائله من خلف نقابها البدوي:
ترطب عليكم مروحه سلكه مجطوع تنزل تجطع رجبيكم يا نطع منك ليه'
أثارة فضولهما فاذا بأحدهم قائلاً بـغمزه"
ااه يا رقبتى بقا بزمتك تهون عليكِ
تنهدة بـحنق"
ااه تهون كنت من بجيت عائلتى'! بـجولك ايه بجا يا خفيف منك ليه خدلكم سكه عشان مكنسش بيكم تراب الشارع'!
نفرا أحدهما بـغيظ"
ما تحترمى نفسك يابت متخلنيش أمد أيدى عليكِ'
التفتت الأعين عليهم أثار صوت احدهم فاذا بها تنحنى تضع البطيخ بجوارها و اخذت بدلاً عنه حذائها ذات الكعب العالي و ما أن فردت جزعها نزلت بكامل قوتها على رأس الشاب بـغضباً جامح:
تمد يدك على مين يا عرة الشباب يا وكسة الرچالة يا عود جش ميسواش مليم'بجا مفكرنى مسكينه و هسكتلك لاء ياولد الكـلـــــ"دأنا أحطك تحت رچلى و انسل عليك شبشبي و اخليك فرچه للرايح و الچاي'
تزاحمت الناس للفصل بينهما بعدما تسببت بجرح جبهته بعمق و ما أن لمس دمائه بيده تضاعفت أوردته بالغضب"
بتضربينى على خوانه يا بنت'!
قبل أن ينطق بكلمه واحده كمم عامل القهوه فمه قائلاً "
بلاش توقع نفسك في الغلط دى تبع «سلطان» بيه يا حمو خدها من قاصرها قبل ما ياجى و يحضر اللي بيحصل و يعرف انكم عكستوا الجماعه بتاعته مش أنتِ بردو الست بتاعته'!
«سمراء بـغيظ "
و لو مكنتش مارتوا ايه يعكسونى عادى اكده'طب إيه رأيك بجا أنى مش مارتوا أنا جريبتوا ياله بجا ورونى هتعكسونى أزى'!؟
«حوده صبى القهوه بجدية "
خلاص ياست الناس حقك علي رأسنا الغريب أعمى و لو شواف أمسحيها فيا و بلاش تجيبي سيرة «لسلطان» بيه مش عايزين عوء في المنطقه'؟ و أنت يا منعم خد حموا و امشوا و احمدو ربنا أنها جأت علي قد كدا ياله يابا منك ليه "و أنتِ يا ست الناس اطلعى معززه مكره علي شقتك خلى يومنا يعدى على خير !
نظروا لها بـضيقاً لغم أعينهم و ذهبا و بدأت الناس باالذهاب إلى أعمالها بينما هى فـحملت البطيخه و صارت إلى باب البنايه تلعنهم داخلها'
ـــــــــــــــــــ"
«يا حى يا قيوم برحمتك إستغيث أصلح لى شأنه كله و إلا تكلنى إلى نفسي طرفة عين🌱للتذكره»
"
«ڤيلة عزت»
يـقف «سلطان» بشموخاً أمامه بعدما آتى للقائه فنظرا له الأخر بـستفسار"
مين أنتَ'!
زم فمه ببسمة التوعد تزمناً معا فرك يداه"
أنا دعوة أمك السواد ليك فى الدنيا'؟
قطب جبهته بـغيظ "
أنتَ عبيط يلا ما تتعدل كدا بدل ما اعدلك أنتَ مش عارف أنتَ واقف قصاد مين'!
فرك ذقنه بطابع التقليل"
طبعاً عارف أكبرها قرون فيكى يابلد'مش أنتَ بردو عزت اللى لمؤاخذه كان عايز يبيع شرف مراته لواحد كلب زيوه عشان يتمتع بمرات صاحبه النـجـ_س"!
قبض «عزت» على سترة «سلطان» بغضباً ذات صوتً هادئ يملئه الأستفسار"
أنتَ تعرف «سمراء» انطق يلا هى فين أنطق قبل ما اطلع روحك فى أيدى'؟
ضيق عيناه مثل الصقور الجامحه بصوتاً يشبه برود الثلج"
تطلع روح مين صلى على النبى فى سركﷺقسماً بدين الله أيدك لو منزلتش من عليا بالذوق هكون قاطع هالك أنا مش عيل فرفور هيخاف و يكش لاء يا عين أمك لو متعرفنيش أعرفك اللى قدامك دا اسمه«سلطان حارس النعمان» أظن تعرف كويس مين هما عائلة النعمان'!
كان يعلم هوية تلك العائلة العريقه جيداً فتسلل القلق قليلاً لقلبه فـنسحبت يداه من على «سلطان» الذى رتب سترته و جلس على المقعد بقولاً جاد"
كدا بقا نتكلم و نتفاهم من الأخر كدا أنتَ هتروح زى الشاطر و طـلق «سمراء» رسمى و قسيمة الطلاق تبقا عندى فى خلال يومين'! لأنك بختصار شديد مطلقها بس أنتَ سيد العارفين الطلاق مينفعش غير رسمى'؟
تسال «عزت» بحنق"
و أنتَ تقربلها ايه بقا عشان تدينى أوامر مظنش أنها من عائلة النعمان و إلا حتى تقربلكم'!
الباشا مش مذاكر كويس'! شكلك كنت بليد فى المدرسه باين على خلقتك'و لمعلوماتك تبقا قريبتى'بس مش دا موضوعنا'؟
و لو قولتلك مش هطلقها هتعمل ايه'؟
وقفا بشموخاً أشبه بقوله البارز بـحنقاً بارد"
مفيش أكتر من القول بس أنا بحب افاجئ أخصامى'! و من الأخر كدا قدامك تمنيه و أربعين ساعه يا اما تطلقها و تبعت ورقتها على العنوان اللى هكتب هولك يا اما تستعد بقا لدعوة أمك اللى هتسحب البساط من تحت رجلك يوم بعد يوم و النهايه هسيب هالك مفاجئه'!
هتفَ بما لديه من تحذيرات و القا ورقه بها العنوان بوجهه و ذهبَ تاركاً الأخر فى حاله من الغضب المقيت
ــــــــــــــــ"
«سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم 🌱للتذكره»
"
«بـقصر النعمان»
تـجتمع «السيدة انعام» بجميع سكان القصر بـحجرة المعيشه يتبادلون التعارف و عيناها لم تفارق«فلك» تلك الجالسه فى حالة من الرهبه الممزوجه بالحزن بـجوار«خليل» الذي لا يعيرها أى أهتمام"
أنتَ مش بتقول كتبت عليها أمبارح يا «خليل» ليه عايز تكتب عليها تانى النهارده'و أنتِ يابنتى فين أهلك و مالك ساكته كدا ليه ما تقولى أى حاجه'؟
هـتفت «الجده انعام» بستفسار فنظرة«فلك» برهبه أشد تستنجد «بخليل» ليقول بدلاً عنها "
أهلها توفوا من زمان ملهاش غير أخ لكن للأسف عاق ملوش علاقه بيها نهائى'أما هتجوزها ليه تانى فداه لأنى حابب أوثق زواجى بيها وسطكم مش أكتر من كدا'! و مظنش أن دا يضايق حد'؟
قاله«السيد فؤاد» عمه الأصغر"
محدش فينا مضايق من حاجه هتكون سبب فى سعادتك يا «خليل» لكن كان لازم نفهم متنساش أنك بالشكل دا بضم فرد جديد لعائلتنا فى ظروف مش مناسبه تماماً'؟
تنهدا بـرسميه"
معا أحترامى لنظرية حضرتك لكن دا أكتر وقت مناسب بالنسبالى و حابب أن يكون السبب الرئيسي ملكى لوحدى و فى الوقت المناسب هطلعكم عليه'!
تدفقة نظرات «السيده أخلاص» زوجة العم «فؤاد» إلى وجه «فلك» ذلك الوجه العاثر بالأحزان فقالت ببحه حنونه لم تلامس قلب الهزيله المنكسره منذ سنوات"
«فلك» أسمك جميل زى معناه «السفينه» اللى نجحت قوم سيدنا نوح من الطوفان و أنتِ هتبقا السفينه اللى هتنجينا كلنا بدخولها علينا من الحقد و الكراهيه اللى بتحاول تغزو بيتنا'! دا غير أنى بستاذنك أكون مكان والدتك بما أن ولدتك رحمة الله عليها فارقتك فاتمنى أنك تسمحيلي أخد و لو جزء صغير مكانها لأنى مبخلفش و طول عمرى بتمنا من الله يبقالى بنت جميله و هادية زيك و حسه أن ربنا بعتك هدية ليا بعد سنين من الحرمان'!
كم منا مرا الزمان عليه يشعر بالحرمان و ما اقسي حرمان الأمومه شعوراً قاتل ينيش بـالقلب ليلاً معا نهاراً يطعن القلب فى كل دقيقه تمر بسكين بارد تمزق الجوارح و تسقى العيون بدموع أهدرتها ندبات القلب المحروم'شـعوراً لا يقتل إلا حامله مهما تحدثت الأفواه عن شعورها بما نحمل من أوجاع فنقطة الوجع لديهم ليست سوا نقطه في بحر الألم و الحزان لدى حاملها الأصلى'
لمست«فلك» تلك المشاعر البارزه من كلمات«السيده اخلاص» التى نبشت بقلبها المحروم من شعور الأبنه فاذا بدموعها تتسابق لتبوح بما يرهقها منذ سنوات و ما أن كادت تجيب بما تشعر به وجدة«خليل» يقصف مشاعرها بقوله الجاف من المشاعر"
مشاعرك الجميله دى يا «مرات عمى» اتمنى أنك تحافظى عليها لحد يستاهل مش كل الناس بطيبة قلبك و ياما ناس تبان هادية و بريئه و من جواها الخبث و المكر مليها'! عن أذنك هنطلع نحضر نفسينا لكتب الكتاب'
فزعا من مجلسه ممسكاً بيدها يسير بينما هى تسير خلفه بـخوفاً من طلته المهيبه لـها'
أما «الجده أنعام» فقالت بشكوك"
فى حاجه مش مظبوطه بموضوع «خليل» و البنت دى'! على العموم كل واحد يروح يشوف ايه اللى وراه و غيرو هدومكم من عناء السفر'
لبوا جميعاً الأستماع لأوامرها'
ــــــــــــــ"
بعد دقائق بحجرة «نوم سليم و ملكه» تقف أمامه بتزمت عما صدر منه"
بقولك إيه يا «سليم» أنا قولتلك مائة مره لما اكون مضايقه بلاش تستعمل الأسلوب دا معايا من فضلك'!
حاوط خصرها بذراعيه يرغمها على الخضوع لحضوره الخاضع لقلبها"
طب ممكن تهدى كدا و من غير نرفزه تقوليلي إيه اللى مزعل ملكة قلب«سليم»
حاولة حجب نبضها عن تلك المواجها لكى لا تخرج منها خاسره فاذا بها تنظر إليه بكامل شموخها تقول"
بص بقا يا «سليم» أنا قولتلك بدل المره ألف تقطع علاقتك بـنورا و مش فاهمه أنتَ مش قابل ليه لاء و كمان جبتها معانا لهنا يعنى بدل ما أرتاح منها و نسبها هناك القيك جايبهالى هنا كمان'!
حاولا السيطرة عليها بنقاشه الرآسي"
يا حبيبتى «نورا» دى تبقا بنت عمك الله يرحمه و أنتِ بنفسك اللى جبتيها الشركه عشان تبقى موظفه و بشطارتها قدرة تبقا رئيسة مكتبى و مسئوله بشكل تام عن شغلى و مواعيد'! أما بالنسبة لأنها جات معانا فداه من دوافع شغلها و هتقيم معانا الحد لما تجهز شقتها و تتنقل لها'؟
تنهدة بـحنق "
أنتَ عارف كويس أنى مبقتش بأمن لها من ساعة الحادثة اللي حصلتلى الحادثة اللي بسببها أتحرمت من أنى ابقا أم يا «سليم» و إلا أنتَ نسيت عمى قبل ما يموت قال عنها ايه أنتَ حضرة بنفسك و سمعته و هو بيقول أنه سمعها بتكلم الناس و بتتفق على موتى لاء، و امتا يوم فرحنا'!
أخذها بين ذراعيها يحتويها بكل ما يحمل من عشقاً لها ليخفف عنها شعور الحرمان و الأحزان بتلك الحظه"
أهدى و متفتكريش اليوم دا أبداً'! أما عمك «فنورا» جابة تقرير من الدكتور أنه كان بيعانى من اضطربات نفسيه بتخليه يتخيل حاجات مش بتحصل'ودا سبب الكلام اللى قاله عنها'أنا مش ببرأها لكن باخد بالأسباب و الدوافع و «نورا» مكنش عندها أى دوافع عشان تعمل فيكى كدا'!
«ملكه بتاكيد»
المشاعر اللى جوايا بقت مخليانى متاكده من كلام عمى'أما الدوافع فانا اكيد هلقيها و من دلوقتي بقا الحد لما القيها من فضلك حاول تعمل مساحه بينك و بينها عشان أنا كل ما بشوفها قريبه منك بـحس أن جوايا نار من الأخر كدا ممكن تولع فيها'!
شقة البسمه فمه الذي قاله"
فيها طب و أنا ايه مش هتولعى فيا'!
نظرة إلى عسليته تتشبع الغرام منهما بقولاً منعم بـالنفى"
تؤ أنتَ قلبى اللى عايشه بيه مقدرش أولع فى قلبى
عشان بختصار لو عملت كدا هموت قبليك'
هتفَ بشوقاً يشتاق لفؤادها"
بتحبينى يا «ملكه»
كم نهوي و نذوب عشقاً و نتضور ظمأً لترتوى قلوباً بـكلمة كفيله بـجعلنا نعبر جسوراً محمله بالنيران لنعانق من يهواه القلب دون بنود'
لو كان للحب أسم هيبقى «سليم» و لو كان للحب سيدة فـبالتاكيد هتبقى «ملكة قلب سليم»
أستنشق قلبه عطر غرامها الذي طوقه برياح الفؤاد فاخذها فى عناقاً دامى لكيانها يرهقها بـعذوبة نبضه حينما تفوة فمه بقولاً لم يفشل مره فى أسرها"
الحب بالنسبالى ليه ملكه واحده و بس«ملكه سليم النعمان» ملكة قلب و تاج أبن«منذر»
اتحدت الاجساد و الأرواح و القلوب بتلك الحظة الهاوية بـغراماً ينير بيت «النعمان» عشق سيهشد علية صغيراً و كبيراً'و لكن هل يدوم العشق فى حضرة تلك الأفعى البشرية التى تقف بجوار باب حجرتهما تراقبهما بعين الغاضبه الحاقده و الغيره تاكل قلبها و تبوح بأصرار الغدر"
مبقاش «نورا» أن مفرقة ما بينكم و خدت مكانى فى قلبك يا «سليم»
ـــــــــــــــــــ"
«لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين 🌱للتذكره»
"
بحجرة «أدهم» يجلس على مقعده يـراقب أسهم الشركه بينما تقف «داليدا» عاجزه عن قفل سحاب ثوبها الزهري تستعين باحد الاقوال الإلهيه ليتسع صدرها و ييسر الله أمرها فلفتت أنتباه «أدهم» الذى شاهد ما يحدث فتنهدا بـرسميه و تجها إليها يقف خلفها ممسكاً بطرف سحابها بدلاً عنها"
مفهاش حاجه لما تطلبى منى المساعده أنا لسه جوازك على فكره'!
لـمس دون قصد ظهرها العاري فاذا بها ترتعش بـرفضاً ظهرا على ملامح وجهها الذي تعكسه المرأه فشعرا بنغزه بقلبه جعلته يتسأل بـجفاء"
ياه للدرجادى مش طيقانى'!؟
تنحت من أمامه بعدما أنتها من سحابها فقالت برتباك"
مش القصد يا «أدهم» بس أنتَ عارف كويس وجهة نظري فى موضوعنا أنا و أنتَ فى بينا حاجز'؟
قطب جبهته بجفاء"
ااه حاجز دا اللى هو أنا زانــ ى و سكري و بتاع نسوان'؟
قمتت مشاعرها المجروحه من تلك الحقائق بقولاً"
الله يهديك و يردك لطريق الحق'
زم فمه ببسمة النفى"
بصى عشان أنا مش هقعد كل شويه أقولك نفس الكلام'أنا و الا سكرى و الا زانـ ى و الا بتاع نسوان و الخرفات اللى فى عقلك دى تشليها متخليش الشيطان يسود عيشتك يابنت الناس'
نظرة إليه بـتاكيد"
أنا متاكده من كلامي اللى شافوك اكتر من مره اكدولى حقيقتك و مظنش أن عندهم مصلحه أو عداوه معاك عشان يشوه صورتك فى عينى أكتر ما هى متشوها'
«أدهم بحنق»
ماشي خلى كلام الناس يجيبك و يوديكى الحد لما تخربى على نفسك و يكون فى معلومك أنتِ مراتى و النهارده هقرب منك بمزاجك أحسن من أنى أخدك غضبن عنك'!
نفرت منه بقلقاً"
أنتَ بتقول ايه تقرب من مين مستحيل يا «أدهم»
قبض علي ساعدها بغيظ"
هو ايه دا اللى مستحيل أنتِ مراتى حلالى و اقرب منك أحسن ما اروح لغيرك و أغضب ربنا بجد'و لأخر مره بقول هالك أنا برئ من كلام الناس اللى وسوسة فى عقلك و من الأخر كدا أنتِ وحشتيني بما أنك مراتى و الليله هكسر الحاجز اللى بنتيه بنا يا «داليدا» برضاكى بقا أو غصبن عنك أنتِ حره'!
تركها و ذهبا ليكمل عمله أما هى فظلت تنظر إليه بخوفاً ينبش بقلبها الطاهر من خوف الوقوع فى المعصيه رغم أنها تشتاق إليه للحد الذي يجعلها تعبر حواجز الطهاره و تسير بطرق العصيان لتقضى الوقت بين ريحق غرامه المزروع داخلها'