رواية ساقي الود الفصل الخامس بقلم هاله ال هاشم
.
.
" قُلْ للمَليحَةِ في الخِمارِ الأسودِ
ماذا فَعَلتِ بِزاهِدٍ مُتَعبِّدِ
قَد كان شَمَّرَ للصلاةِ إزارَهُ
حَتى قَعَدتِ لَه بِبابِ المَسجدِ
رُدِّي عَلَيهِ صَلاتَهُ وصيامَهُ
لا تَقتُليهِ بِحَقِّ دِينِ مُحَمَّدِ
مسكين الدارمي
.
___ قبل مدة زمنية ___
ود ::
اباوع عليها فرحانه ، عفست غراضي عفس ما خلت نفنوف ما گدرته و لا حذاء ما لبسته و لا مكياج ما لغمطت وجهها بي ، ايدي على خدي مبتسمة و مرتاحة لوجودها ، لحدما حسيت على نفسي و على مشاعري الي أنجرفت ويا هذهِ الطفلة ، اجذب لو اكول ما حبيتها و تعلقت بيها و اجذب لو اكول عندي نية حقيقية بإذيتها ، بس اني مجبورة مثل المشى بطريق ما منه رجعه.
بهاي الفترة بنين جانت يوميا تجيني ، اغسل الها اغديها و ادرسها و الباقي من الوقت نلعب سوه ، نبدل و نمكيج و نسوي حلويات و ناكل الا ان تتعب و تنام و يجي بالليل ياخذها مرات يجيب سميره وياه .
ود ::
اباوع عليها فرحانه ، عفست غراضي عفس ما خلت نفنوف ما گدرته و لا حذاء ما لبسته و لا مكياج ما لغمطت وجهها بي ، ايدي على خدي مبتسمة و مرتاحة لوجودها ، لحدما حسيت على نفسي و على مشاعري الي أنجرفت ويا هذهِ الطفلة ، اجذب لو اكول ما حبيتها و تعلقت بيها و اجذب لو اكول عندي نية حقيقية بإذيتها ، بس اني مجبورة مثل المشى بطريق ما منه رجعه.
بهاي الفترة بنين جانت يوميا تجيني ، اغسل الها اغديها و ادرسها و الباقي من الوقت نلعب سوه ، نبدل و نمكيج و نسوي حلويات و ناكل الا ان تتعب و تنام و يجي بالليل ياخذها مرات يجيب سميره وياه .
نشئت ما بيني و بين سميره صداقة حلوة ، و هي سوالفها حلوه و كدرت الاحظ اهتمامها بعزيز و اخباره بالاونه الاخيرة و عرفتها معجبه بي لكن الي صدمني عرفت عزيز مرقمها من ورا ظهري و متعرف عليها بيومها طيحت حظه و هددته يبتعد عنها و ضل يتساخف و يلاهدني ويتهمني بالغيرة منها ، ما لكيت طريقة الا انصحها بصورة غير مباشرة و اوضحلها واحد مثل عزيز ما يفيدها بس ما عجبها كلامي .
تغيبلها فترة و ترجع تطلع راسها ، و تجيني من ما تسمع خبر منه او يكون بالواجب ، هنا ادركت فداحة الشي السويته ، سمره انضمت لقائمة المتضررين من دخولي لحياة غياث .
صافنة ، افكر و قاطع تفكيري سؤالها
بنين :: انه كلش احبنج ست انتي ليش ما صيرين امي
الصراحة ما تفاجئت من سؤالها ، جاوبتها
-هممم الامهات و الابناء لازم يعيشون سوه
بنين :: چا تعالي كعدي يمنا و الله حوشنا شكده ، تعالي صيري امي حبوبة
- ما يصير اعيش وياكم يا عمري ، اهلي ما يرضون
بنين :: انه اكل لعمو عزيز ، هو يحبني و هسه يرضى
- ياعمري ، هذا الكلام ما يصير بابا اذا يسمعه يزعل منج
بنين :: ابوي يحبني ما يزعل مني و يحبج انتي همين
اتسعت عيوني متفاجئه و رحت اسألها بغبطة :
- شلون يعني يحبني ؟
بنين :: چا مو هو كل نوبه ينشدني عنج ، چثير يحبچ والله
- هممم احجيلي ، شيكلج ابوج عني ؟
باوعتلي مضيقْة عيونها مثل الجاي يفكر بالكلام ، همست و هي تلعب بچفوف ايديه
بنين :: ينشد على عافيتج و علومج بس مرات من اظلن اسولف بيچ يحكر بيه و يزاعلني.
بعبوس تساءلت :
-يحكر بيچ ، ليش ؟
بنين :: يگول لا توصفين البنات جدامي
- صفنت شويه بكلامها و مثل الاجته كفخة ادراك ، و تخيلت شلون توصفني گدامه لا و احتمال مطلعتلي لقب حالي حال سمرة ام ط*** و حليمه ام براطم و سمية ام الكمل
ضربت خدي ، عزه العزاني هسه شلون اعرف شكالتله فكرت اسألها وخفت افتح على روحي باب
غلست و قشمرت نفسي و اعتبرته كلام عابر من طفلة ما تفتهم شي و هم اخذت عهد على نفسي اكون حذرة كدامها بكل تصرفاتي .
لكن تمسكت بأمل جمله ( ابوي يحبج و يسألني عنج ) وبمرور الوقت و الصدف الي اني اصنعها حتى التقي بي و اسولف وياه برهنت كلام بنين و اكتشفت هالشي من لمعة عيونه من يعاين الي و نبرة صوته من يحاجيني مو نفس الشخص الحدي الي التقيته اول مرة و لا صاحب الجمل المختصرة ، صار يخلق اي فرصة للحديث و بمرة من المرات جابلي نبته اسمها دم العاشق ، هو يعشقها و اني اكرهها لان لونها القاني يصحي بيه جروح جنت ناسيتها .
بيومها كالي هذهِ عربون امتنان و شكر لان مهتمة ببنين و لان مستواها النفسي و الدراسي تحسن بنسبة ملحوظة بس جان خايف من تعلقها بيه ، خاف لا اروح بيوم بحال سبيلي و بنته تنهار .
زادت لقاءاتنا ، و المكالمة الجانت ما تتعدى دقائق صارت تاخذ وقت اطول يسألني صحتي و احوالي اهلي ببغداد و شلون جنت عايشة و شلون صفى بيه الوكت هنا و جنت ابادله الاسئله بدون ما اضغط على خصوصيته و هالشي يحبونه معظم الرجال ، يريد يعرف عنج كل شيء بلا ما تعرفين عنه شيء .
عرفت عنه معلومات جنت اعرفها مسبقاً، مثلاً دراسته المتأخرة ببغداد ، حبه ومساعدته للناس و تضحيته العظيمة لتبني بنت اخوه .
غَيث اخوه التوأم و الجان أَكبر منه بدقائق بس ، توفى مع زوجته بحادث سير على احد طرق المحافظة الخارجية تاركين خلفهم طفله ما يتجاوز عمرها سَنة ( بنين )
منها عرفت سبب عزوفه عن الزواج خوفاً على بنين ، لاسيما و عدها مرض عصبي يخليها طفلة صعبة المراس و مو اي مرة تتحملها و بالرغم من محاولات البدوية الحثيثة حتى تزوجه احلام بنت عمه و اخت ( اماني ) ام بنين المرحومة الا انه رفض رفض قاطع مبرراً بأنه احلام مو الام المثالية لبنين.
و بيوم من الايام دخلت للمشتل مالته على اساس اشتري زرعاية و النية جنت رايده اصنع لقاء بيناتنا عسى و لعل يعترف بمشاعره الي من فتره ديلمحلي بيها .
جان كاعد يبدل السنادين و يديرلهن تراب جديد مجان منتبه اليه سمعته ينشد قصيدة لباسم الكربلائي :
(( نذرت الحب لابو اليمه حياتي
شفت حبه اليحقق امنياتي
وأكول بحب الحسين
قليلة دمعة العين
شفت حبه اليحقق امنياتي ))
نبرة صوته و الطريقة الي يدندن بيها خلّت جلدي يقشعر بلا شعور مني صحت : الله ...
هو التفت و تفاجئ .. رأساً وكف و نفض ايده ، ابتسم محرج و صاح :
غياث :: ولا حَسيت بيج من دخلّتي .
ابتسمت و كتله :
-مثل الافاعي من تزحف لمكان بسكوت.
فتح عينه و دحض كلامي ممازح
غياث :: اذا انتي افعى ، چا ربحة شنهي ؟
ضحكت ضامه شفايفي جوه اصابع ايديه
غياث :: ياويل گلبه ..
ثولتها و تساءلت :
-منو ؟
غياث :: واحد تايب من زمان وينه و وين العشگ
رجعت استغبيت و همست :
- احسّني ما افهم كلامك مرات
اقترب و نظراته ترمقني بمكر
غياث :: اهيسج تفهمين .. بس ما حابه تعترفين .
احسّ صخنت مادري شبيه و قررت أغير الموضوع ،
- حبيت القصيدة الچنت تنشدها قبل شوية
غياث :: اوو من اروع ما كتب سيد سعيد الصافي الرميثي
ابتسمت و همست :
- لا ان شاء الله ماكو توهان .
غياث :: تهت بعد و ماعاد اندل دربي !
بلعت ريكي و اشحت بعيوني عنه احاول اتهرب من اعترافه بس الواضح لا مفر .
تمشيت بخفه وضليت اتفرج عالزرعات و اسأل عن اسمائهن و هو يمشي بخطوات رزنه وراي ، جان يجاوبني و عيونه تتجول بكل سنتيم بوجهي ، عنده عيون تحجي و تبحر بأعماق روحك نظرته مو شهوانية بس عميقة و دافيه .
اكو ناس تسولف وياك و عيونهم بغير مكان و اكو يسولف و عيونه تحتضنك .
وكع نظري على زرعاية مدنفشه و كلش حلوه ، همست :
-حلوة هذهِ
غياث :: هاي يسمونها دمعة الطفل
- صدك .. كلش حبيتها
-وانه هم احبنها ، تذكرني بـ بنونه .
ابتسمت ..
- الله يبعد عنها الدموع ، بنونه حساسة كلش ديربالك عليها .
غياث :: روحي من الدنيا ، انه ناذر عمري لأجلها و كون الله يطول بعمري و اشوفنها عروس .
ابتسمت و اعقبت عفوياً
-مو لمن ابوها يتزوج بالاول ؟
- جتني لحظة ادراك بالجفصة الچُفصتها و بكلبي اسب بروحي ، قاطعني بلهفة
غياث :: ود أريدن اعترفلج بشي؟
- احسّ خدودي صخنت ، و تسارعت دگات گلبي ، حفلة مشاعر جوه صدري لا الها اسم و لا الها تفسير .
حطيت عيني بعيونه و أمطرني بسيل من الاعترافات
غَياث :: يا نظرتج غلفت روحي و دوهنت گلبي الرچيچ
-ارتجفن اوصالي ، و أَحسّ كل شي خَبيث أنسّل مني و وكفت گدامه ، مثل الحقيقة خالية من اي اكاذيب .
استرسل بنبره هادئة
غياث :: تصدگين حَبيتج و أريد أحبچ اكثر بعد
ارتبكت و اتطشّرت و تدهورت اوضاعي ، مرة ادنك مرة اكح مرة اندعي احد يفوت و يقطع الحديث و من شفت روحي غرگت ما لگيت حل غير اني اتهرب ، همست :
- غَياث آااني ...
غَياث :: انه ما اريدن جواب هسه ، و أعرف يمكن غلط مني حرجتج بلحظة ماهي مناسبة بس انه هيچ اجابل المعارك مجابل و ادخل بنصها
- تعتبرني معركة من معاركك ؟
غياث :: گلبي يكلي انتِ اصعبهن أنتِ بس راح اظفر بيج
.
.
مر الوقت و اني كاعده بس بجسمي يمهم ، فكري مشغول يم ذاك الماخذ كل تفكيري ، صاحوا علينا نلبس شي على راسنه لان العريس يريد يحنيها بنفسه ، حطيت شال اسود بأهمال على راسي ، لحظات و دخلوا العريس وامه و خواته و كم وحدة من حبايبهم وراهم دخلت سمره ، حنوها وسط الهلاهل و الهوسات ، هارون فرحته ما ينطيها لاحد جان متأنق بدشداشة بيضة على اخر حبة و عباة و غترة وعكال ، محرج من عدنا بس يبوك النظرات مباوك الها ، اعرف بينهم قصة حب قوية و الحمدلله تكللت بالزواج ، حسيت لازم اخذلهم صورة سوية و تضل ذكرى حلوة عندي في حال خسرت هاي الناس بسبب الحقيقة ، شلت عيني صدفه و لمحته بالباب ما دخل بس واكف بعيد و يباوع الي بنظرات معاتبه .
اعرف حضوره ويا هارون لان يعتبر زينب اخته و هو الي رباها.
رفعلي حاجبه بتساؤل بمعنى شكو ؟
تهربت بعيوني رأساً بس أَحسه بعده يباوعلي ، توترت و أَشرت لسعادة و كفاية حتى نروح ، اجتني كفاية كالت ننتظر بينما تتصل على فخري حتى يجي ياخذنا .
هزيت راسي و طلعت من الصاله ما اريد اضل وياه بنفس المكان ، حسيت بشيء حار نزل على حلكي مديت ايدي تلمسته و عاينت هذا دم ، الظاهر ضغطي صعد ركضت اغسل وجهي جوه المغسلة ، شلت راسي للمراية لكيته وراي
تجاهلته و كأني ما اشوفه ، صاح بصوت قلق :
غياث :: بيج شي ؟ شتهيسين ؟
زفرت انفاسي و جاوبت بقلة صبر
- ما بيه و معليك و روح من وجهي
غياث :: انتِ بديرة تحكمها العادات و التقاليد ، ابو المثل يكول اچل ما يعجبك و البس ما يعجب الناس .
التفتت اله و عيوني ترمقه بنظرات لاهبة
- ما سامعه بهذا المثل بس سامعه بغير مثل
غياث :: اطربينا خن نسمع
- يكولون كل لشه تتعلك من كراعها !
ابتسم و ضم ابتسامته و حجه بخفوت :
غياث :: خيعونهم كون يعلگونج من شعفتج
- فكيت عيوني بكل وسعها ، فرقت شفايفي ردت اردحله بس قاطعنا صوت رنَّة تلفونه ، ردّ عالمكالمة و عيونه مثبتها عليه لحظات و تبدل حاله فدمرة الحواجب انعكدن و الوجه انعفس يحجي بأنفعال :
غياث :: زلام الدعلج .. عفيه بالسباع سلبتوهم ، يعني انهزموا ؟ سهلة وين يرحون اي هارون وياي ..
- حتى ما التفت عليه .. مشى بسرعة و اتوقع اخذ هارون وياه ، بقيت واكفه افكر بكلمة : سلبتوهم شنو يعني ؟ و منو هذا الدعلج ؟
فزيت على خطوات كفاية ، اجت تباوعلي بعتب
وكفت يمي تشاورني :
كفاية :: شعندج وياه ؟
هزيت راسي :
-ماعندي
كفاية :: لو ادري برفيجتج عدها علاقه بيهم احش ريولي و لا افوت لهالمچان .
-لا تسوينها قصه ، و صاحبتي مالها دخل بي و ماعندي شي وياه
كفاية :: ود ، هودي و استچني ابوج يذبحج و حك من رفع السماء لو يحطج و يزوجج لواحد من ولد عمج .
كفاية :: نرجع .. نرجع بس متانين خنجر تايجينا
- ليش فخري وينه ، عرس هو اللاخ ؟
ضحكت و جاوبت
كفاية :: لا بس عنده شغل ويا الحجي ..
- ماشي ننتظر ، شورانا
لحظات و اجن نسوان ثنين ساندات سعدية فوتنها لغرفتها ، عيونها ترمقني بنظرات عتب ، بعدما دخلوها ، طلعن و وحدة منهن صاحتني
-الحجية تريدج بحجرتها ..
دنكت راسي و مشيت متهربه من نظرات كفاية ..
فتت و سديت الباب ورايه لكيتها كاعده و سانده ظهرها على مخاد ثنين ، اشرتلي اجي اكعد يمها ، كعدت و افرك ايد بأيد ما مستعدة للمواجهة
سعدية :: شيلي راسج ، المثلج ما تستحي
باوعتلها بصدمة و بلحظة تجمعت الدموع بعيني
سعدية :: أمنا بيج و حطيناج بنصنا كل هالمدة ، اثاريج حَية ركطة كلچ دغش و عندج الف ملعوب براسج
- انجبرت ادخلكم بلعبتي بس الغرض مو أَذيتكم يشهد الله ما جانت نيتي اذيتكم اني عدوي واحد و وشسوي اذا جان عدوي بنصكم ؟
سعدية :: عدو ، على غياث المعدّل تكليلي عدو ، لا يالغبره ولچ حتى اليهودي ما يعاديه
- مغشوشين بي انتم ، هذا قاتل و قت.....
انتفضت من مكاني و وكفت گدامها اتراجف ، صحت :
-لا تجننوني ، اني بعيني شفته قابل اتبلى عليه
سعدية :: ما جننّاج انت الجنانوة كلها متربعة براسج المجلمد يالمطروگه ، و لا وين اكو مرة متعلمة و سنعة تكول على غياث چاتل
هزيت راسي و عيوني تصب ، حجيت بقسوة وياها :
-انتي الموفاهمة حاجة ، جاي اكلج بعيني شفته و بأذني سمعتهم شلون يتآمرون و سووها قضية قتل غير متعمد لان يدرون بخالي سلام يوديهم ورا الشمس ، استغلوا مرضي و صدمتي و نفذوا خططهم .
تجمع الدمع بعيونها و هزت راسها بأسف ، دنگت تلعب بسبحتها حتى تسيطر على رجفه ايديها ، همست :
سعدية :: مت عيني عليك يالمظلوم طحت نفس طيحة ابوك ، شالت راسها و بعيونها كومة اسرار حجت بتعب :
مو كل الحجي لزوم تعرفينه ، اكو شغلات يا بنيتي ازينلها تنضم ، اسمعي مني و لا تأذين رويحتج و تأذين زلمة ماله كل صوج تالي الندم مايفيد و لا يرجع الراح.
غياث مانه چاتل ، و السالفه البراسج موش صحيحة ، جنتي ياهلة ما تعلمين بالصار .
هزيت راسي برفض
- انه لازم اطلع منا ، لان راح تخبليني بكلامج دا اكلج شفته و سمعت حسه ، و شفت كل المؤآمرة ، تحبين غياث حقج ، وليدج و ربى بحضنج بس كلمة الحق باجر عكبه تتحاسبين عليها كدام ربج
عفتها و مشيت بلا ما اخليها تحجي كلمة زايده ، طلعت لكيت كفاية تنتظرني و عيونها معلّكه عالباب بقلق :
كفاية :: شرادت منج سعدية ، شكالتلج ؟
كفاية :: لا تسمعين منهم شي يا وده ، انه لو ادري بهذا المجرم اله علاقه بيهم فلا اجيبنج لهنا .
لزمتها من اكتافها و حجيت بثقة :
- و دريتي هسه و ممنوع تحجين شي للحجي و باجر نجي بزفتهم و اذا و صلت حجايه لابويه لهنا و انتهت وياج كفاية
هزت راسها بأسف و همست :
كفاية :: ولچ شناوية ، وين تردين توصلين ودة ؟
-ميخصج ..
لحظات و وصل خنجر احد زلام ابويه ، تسالمت ويه زينب و وعدتها اجي بزفتها ، لبسنا عبينا و طلعنا جان ولد شاب صغير مرتب لابس كجول عبالك من شباب بغداد
صعدنا وياه و انطلق يودينا للبيت لكن لاحظنا بسرعة هذا مو طريقنا ، انعطف بغير طريق عاينت اله كفاية و هو عاين الها و كأنهم يسولفون بالنظرات اومأت براسها بلا ما تنطق ، صاحت خالتي من يمها :
سعاد :: ابني وين مودينا ، ترى طريقنا مو منا
باوعلنه بنظرة خاطفة بالمراية الامامية و ما رد علينا ، عقجت حواجبي مزعوجة ، صحت :
-يولد ، مو دا نحاجيك ؟ .. صحت لكفاية : ما تحجون وين مودينا ،
فرت راسها كفاية علينا و همست :
كفاية :: البيت مشغول ، ابوج عنده ضيوف و ما يريدهم يشوفونج
صرخت بمرارة
- لشوكت سليمان يبقى مستعر مني ، لو كاتلني غياث بذيج الليلة و لا عايشه عمري كله بشعور الرفض من يمه .
هزت راسها بأسف و ما ردت عليه و هذا اكثر شي يقتلني هنا ، الوحيدة الي تحجي اني و هم صامتين حتى من احاول استفزهم ما يحجون و اموت اني بقهرتي ..
وصلنه لمنطقة ثانية تبعد عن منطقتنا و منطقة اهل غَياث ، و احسها اهدء و بيوتها متفاوته بين الكبيرة و الصغيرة ، نزلنه و ضربت بخشومنا ريحة الزرع و الماي و الجو العذب بس احسّ رجليه صارن خيوط من گد التعب ، دخلنا للبيت طارمة كبيرة و بيها مدخلين دخلنا من المطبخ المطل عالهول الداخلي جان مؤثث بأثاث بسيط بس ما مبين مسكون ، و لا منظف صناديك فارغة و مشمرة غرف مقفولة بقفل چبير
اني و سعادة نعاين بعيون مفتوحة مستغربين بس كفاية حسيتها متعودة ، شمرت رداناتها و بلشت تلم الصناديك و الزعابيل ، خنجر مدري شتهامس وياها و عافنه و راح و بقينا لوحدنا ، شمرت روحي عالقنفة الي ريحتها جانت غريبة ، الوضعية كلها مدري شلونها بينت على وجوهنا الضوجة .
كفاية :: بس يرحون خطارنا نرجع .
كعدنا ثلاثتنا وحده صافنه بوجه اللخ ، فتحت الموضوع عمتي بلا مقدمات
كفاية :: شنهي قصتج ، شناوية تسووين ؟
حجيت بلا ما اباوع الها
-ماعندي شي ، اخوج هو المچلب بيه ميخليني ارجع لبغداد
كفاية :: هساع عرفت سليمان حگه من چلب بيج ما يخليج ترجعين ، اظن جايه تدورين الثار من چتال امج يوده ؟
سعاد :: ميحتاج تدور كتالها ، الي قتل اختي معروف و حر طليق كل هالسنين
صاحت كفاية و عيونها ترسل شرارات لاهبة بأتجاه سعاد :
-بسج عاد بسج لا تدرعمين بحجي ماصخ ، خربتي عگل البت ، سالفه و راحت من سنين و الجاني اخذ جزاءه ، شعدتچن تنبشن بدفاتر عتيجة
كمت وكفت و صرخت بعلو صوتي :
-شلون بالله الجاني اخذ جزاءه ، بالسنتين الخلصهم استجمام بالاصلاحية ؟
هزيت ايدها سعاد و ابتسمت بخبث
كفاية :: استجمام ، خافي ربج، ولج خالج المرحوم كضى بي التوبه جان ياهل لا رحمه و لا رحم عظمه الرچيج ، انطت نظرة غريبة لسعاد و استرسلت :
-الظاهر سعادة خاتون ما سولفتلج كل السالفة
سعادة :: و يطبه حريشي و عساه بالموت لعد اختي شابة و اندفنت بسببهم ، و مكفاكم موتتها زورتو الادلة و شهدتوا زور كدام بنيتها
كفاية :: و لَمن تعرفون كل السالفه شمالكم سكتوا على حكها عشيرة طول بعرض و اخوها بعثي لو فليسات الشيخ يعقوب لجمت حلوككم.
سعادة :: تخسين مو احنا الي نسكت عن ثارنا بس بنيتها جانت مريضه و حجت بعد فوات الاوان
- عيوني تتنقل بيناتهن و هن يتراشقن الكلام و الاتهامات و كل وحدة تحاول تتنصل او تثبت نفسها هي و اهلها الصح ، تناسن وجودي، المي و وجع گلبي ، تناسن حقيقة اني ما خسرت أُم بس لا اني خسرت أم و اب و اهل و طفولة ، خسرت نفسي و برائتي و سلامي و اماني النفسي و عشت كل هاي السنين كائن طفيلي بمكان مو مكانه و لا اهل يتسمون اهل .
اصواتهن صارت تجيني على شكل ضوضاء مدوية فتكت براسي فتك ، فجأة لگيتني اصرخ بعلو صوتي :
-كاااافي، اسكتن
ثنينهن اندارن عليه متفاجأت ..
- ارحمني و اسكتن ، انتي سعادة لا تحجين و تبررين و ارجوج كفاية لا تحاولين تدافعين او تلمعين حقيقة مشوهه ، و لو تحجين منا للصبح ما راح اغير رأيي و لا اتوقف عن الشي المفكرة اسويه ..
كفاية :: شتسوين تچتلين غياث ؟ هه قابل لا تشيلين ايدج تنخب جسمج التفاگه مالته.
- و منو كالج اريد اكتله ؟
عقجت حواجبها و بأستفهام صاحت :
كفاية :: چا شنهي قضيتج ، شتردين من الزلمة
- اريد بنته و اخرب حياته و افضح امه .
ابتسمتلي سعادة برضا اما كفاية حسيت لسانها انشل تباوع مصدومة ، ما گدرت تنطق بحرف واحد.
لحظات و اجه خَنجر مدري شنو وشوش بأذان كفاية و صاحت علينا يلا امشنا نرد لبيتنا
رجعنا و الطريق كله ساكتين الى ان نزلنا گبال قصر سليمان و هالمرة الحراسة مشددة و مكثفة كل زلمة بطول الباب ، دخلت و حسيت روحي داخله لسجن ما شفت ابويه كفاية كالت تعبان ماخذ ابرة سكر و نايم .
حتى فخري ماكو ، رزلت روحي هسه هم بيش كيلو و اسأل عليهم ..
استسلمت للفراش لان جنت حيل تعبانه و باجر عرس زينب و حلفتني اجي رغم هي مجرد زفة يفرونهم الديرة بالسيارات و يودوهم لبيتهم .
بعدني أَغفي و اجاني مسج من رقم غَريب ، گلبي حسّ هذا عزيز ، فتحته و طلع توقعي صحيح
عزيز :: هلو اني عزيز و هذا رقمي الجديد
دكيت عليه بلا تردد و اجاني صوته المستفز :
عزيز :: يا هَيل
- اسده لو شلون ؟
عزيز :: انجبي و كوليلي شلونج مشتاقلج بگد رحمة الله
-زينه على فراكك
عزيز :: لچ غبيه ، آني نعمة اكو وحدة تدفر النعمة بيديها
-حشا نعمة الله هههه
عزيز :: مشتاق لضحكتج لچ زقجة ، اريد اجي اشوفج بس افرغ .
-اي تعال بلكت سليمان يحط چيلة براسك و يخلصني منك
عزيز :: صايرة تحجين مثلهم ام لسين ، اعوفج بعد شهر تكومين تسولفين مثل سمره
صفنت شوية و حَسيت بقهره :
- عوف سمره بحالها عزيز ، لا تعلقها بيك
عزيز :: هي مجاي تعوفني و لا تنسين هي الي تحارشت اول
-سمره انسانه شفافه و واضحة و الظاهر انعجبت بيك و انت جاي تكذب عليها و تمارس عليها دور المعجب اتركها بسبيل حالها ، اخوها اذا حسّ عليك يكتلك و يكتلها بعدين ابن عمها كاتل روحه عليها .
عزيز :: ما تحبه و تحبني
- بس انت ما تحبها
عزيز :: اني احبج انتِ و بس انتي گمر حياتي و كل ذني نجوم ضايعة ..
- و انت تدري اني اموت و لا ابادلك الحب
عزيز :: شلون عايشه بهذا الحقد ؟
- منو كالك عايشه ، اني ميته من زمان و دفنتي مرهونه بثار امي
عزيز :: اعوضج ، و حق الله اعوضج و انسيج كل الضيم الي شفتي بس كولي سامحتك
- روح عزيز ، الي تطلبه صعب ، اريد اروح تعبانه
عزيز :: روحي بس انت وعدتيني لو الي لو ما تتسمين لغيري .. هي طلقة تايهة مو صعب انهيج .
- تصبح على خير عزيز
سديته و سويت الجهاز وضع طيران ، جبان يهددني مايدري المبلل ما يخاف من المطر
ثاني يوم كعدت فايت وكت على لمسات سعاد و هي تندهني ،، فتحت عيوني بصعوبه بعد بيه نعاس بس لازم اكعد ، لاحظت علامات الاستفهام على ملامحها ، هزيت راسي بمعنى شكو ؟
سعاد :: ماكو ، بس داحس اكو شي غريب بالبيت ، ابوج ماكو و لا فخري ؟
- اي و شنو يعني ، ليش محسستني النهار كله كاعدين سوه وياه و دگ مسامر، هو هذا ابوية من يومه مثل الشبح ما ينشاف الا بالكوابيس
سعاد:: حسج يمعودة ، والله حقه ابوج يحجي على تربيتنا و الا اكو بنية متربية تكول على ابوها شبح و كابوس
باوعتلها و بداخلي الف سؤال ، اتمنى اعرف جوابه
سعاد :: ليش تباوعين هيج ؟ گولي شعندج .
- اسألج سؤال و احلفج بروح خالي سلام تجاوبيني
جاوبتني بفضول :
سعاد:: اسألي ، شكو شعندج ؟
- امي خانت ابويه ؟
نشغت و لطمت على صدرها ، صاحت :
- لا انتِ اكيد تسودنتي ، جاي تسمعين شتحجين ؟
-بس على كيفج ، بس راسي حيطك بعدما سمعت الي گاله غياث
سعاد :: ليش شكال صخمان انوب ؟
- بيوم الي اجه ابويه ياخذني ، صارت مشادة كلامية و غياث كال امج خاينه و ابوج غدار ، اريد اعرف ليش حجه هيج ؟
باوعتلي بأرتباك و همست بتلعثم :
سعاد :: معلوم قابل شيريد يكلج شي اكيد يحجي هيج حتى يبرر فعلته الناقص .
باوعيلي و سمعيني عدل ، امج اشرف من الشرف نفسه واي كلام او تهمه تسمعينها فكولي هاي حجج حقيرة حتى يبررون فعلتهم .
اباوعلها تحجي بأنفعال و دمها محروك ، نهيت الموضوع :
- خلص .. خلص لا تعصبين ، يله كومي هم ياله نتحضر حتى نروح .
سعاد :: تمام ، و خلي ابالج اني هاليومين لازم ارجع
التفتت عليها و صحت :
-وين راجعه ، توچ جيتي بعدين وين عايفتني لوحدي هنا
سعاد:: الاحد تداومين و ابوج مختفي و كفاية ما اطيقني المن باقية ؟
-كعدت على سريري و حَسيت خرب واهسي ، دنكت و عيوني بالكاع محتارة و ضايعة ، اجت گعدت بسدي و مسحت على ظهري تهون عليه
سعاد :: لا تضوجين و لا تخافين انتِ گدها ، و احجيلج الصراحة جان گلبي كارصني عليج و خايفة بأي لحظة تنكشفين و ما يرحموج بس هسه و دام ابوج خلاج عنده أمنت ، بعد انتِ و شطارتج شلون تدبرين امورج
صفنت ثواني بالفراغ اتذكر كلام غياث البارحة ، همست :
-يحبني
سعاد :: هااه ؟
باوعت الها و صحت :
- غَياث ، يحبني هو كالياها بنفسه البارحة
سعاد :: هممم ، والله شاطرة بكم شهر وكعتي بشباكج
ود :: الحَية من تلدغ بعد !
ضحكت بصوت عالي و صاحت بفخر :
سعاد :: معلوم ، تربيتي ، سكتت شوية نوب باوعتلي بعيون تلمع من حقدها و استرسلت :
هسه راويهم الامهات شتجيب ، بعد شتسوين بي سوي بنته امه اخته عيشيهم العشتيه هاي فرصتج بعد
بلعت ريكي و مدري ليش تذكرت وجه بنته و وجه سمره و گلبي گرصني عليهم ، هزيت راسي بأبتسامة مزيفة حتى اجاريها بالكلام .
نزلت جوه ، جان البيت هاديء من هدوئه تحسه موحش ، و لأول مرة اركز زين بتفاصيله ، بناء التسعينات بجدران مصبوغة مؤخراً و اثاث مبالغ بي و الوانه تخنگ .
بيتي التركته من سنين طويلة ، اخر ذكرى الي بي من توفى جدي عقب وفاة ماما بأشهر و ابويه هملني اهمال كلي و دفعني بأيده للنار تحت ذرائع ضعيفة ( الطب ببغداد احسن منا ) .
تنهدت و تمنيت بوكتها لو املك صوت اخر غير صوتي الي فقدته و اگله اني مو بعازة النطق بگد ما معتازة حضنك ، ابويه ، سندي الوحيد بعد ماما ليش انطيتني الهم وليش بأيدك دفعتلهم ثمن انتهاك و سلب برائتي
قاطع شرودي دخول كفايه ، توها جايه من السوك وجهها صاير احمر طماطة و تحاول تلتقط انفاسها صاحتلي و ابتسمت :
كفاية :: صح النوم خاتون ، الناس اتغدت و انت و خالتج نايمات
جتفت ايديه و هتفت :
-وينها الناس و وينه الغده ، البيت يصوصي و انتِ هاي دخلتج من السوك .
باوعتلي بنصف عين و كالت
كفاية :: يمه .. يمه مو لسان ، چن برنو ، روحي للمطبخ و شوفي الغده مرچبته من الصبح و الخبز حار و روحتي للسوك خاطر اجيبن صوغة لسعادة خاف تمشي لهلها .
مشيت بأتجاهها بفضول طفلة ، مدتلي ايدها بعلاكه ، اخذتها و كعدت اشوف شبيها ، طلعت نفنوف مال بيت كلش حلو و حفايات خفيفة للبيت و شغلات مال شعر و فستان مال مناسبة كيبور مبطن اسود مقفل ساك عدل بأكتاف مرفوعة أَنيق بشكل .
عيوني لمعن بفرح ، باوعتلها و صحت :
-اشكرج كلش هواية و بصراحة صدمتيني بذوقج يجنن .
جرتلها كلاص مي چفته وحدة و كالت :
كفاية :: شعبالج خية ، جايه من وره الهوش ، ترى صح مكملت علامي بس اعرفن اقره و اكتب و اتنوع للنت شبي مابي .
ابتسمت الها .. ودنكت الم الغراض و ارجعهم بالكيس .
ضحكت و هتفت :
كفاية :: عوينة ابوي ، مو ضحكة فلك ، اي دضحكي ولچ يمه لا تخلين الغل ياكل شبابج و جمالج
تلاشت ابتسامتي بسرعة كمت من يمها و سويت روحي مشغوله بالغراض ، شافتني هي هم كامت ، لزمتني و همست :
كفاية :: عذريني ، ما كصدي اذكرج انه بس ..
قاطعتها : راح اروح اتغده و انتٍ حضري نفسج نروح للعرس
كفاية :: انه رجلي ما تخطي لهذاك الصوب
- لشوكت اضل اصيح زينب مالها علاقة بيهم و هارون خلك صاحبه .
كفاية :: چا هي كوه ما اريدن اروح ، اخذي خالتج و روحي و خنيجر يوصلكم
- مثل الجتني لحظة ادراك و حَسيت اكو شي مو طبيعي تسائلت :
-ابويه وين ؟ فخري وين ؟ صاير شي ما اعرفه
جرت حسرة بقلة صبر ، اندارت و حجت بسرعة
كفاية :: ماكو شي بس فخري مريض بالمستشفى و ابوج راحله مبچر
-حسيتها تجذب عليه و حسيتها ضامه شي وحتى بقائها بالبيت وراه قصه ، يله ما استعجل لابد كلشي ينكشف بيوم مثل ما انكشفت لعبتي
تغديت و تجهزنا، لبست الفستان الجابته الي كفاية ، ماخليت بوجهي غير الكحل الاسود و الروج الاحمر القاني و سعادة ضفرتلي شعري ضفيرة هندية و ذَبيت على راسي شال اسود بأهمال .
اجانه خنجر اخذنا و ودانا لبيت زينب بأعتبار احنه من حبايب العروس ، دخلت لكيناها جاهزة ، طالعة تخبل بفستان عرس و حجاب مثل الملاك .
لمعت عيوني بسعادة متحملت اخذتها بحضني بلا ما ابوسها و أَخرب مكياجها .
اما سعدية كانت متكترة و على وجهها علامات حزن مخلوط بفرح ، من ناحية سعيدة لان حفيدتها طاحت بخوش رجال و راح تأمن عليها و من ناحية شايله هَم من لوعة فراقها .
اعترف انقهرت على سعدية و تمنيت لو اروح اباركلها و اخفف عنها لكن احنا ثنينه متخذات موقف من بعض
مشى الوقت بسرعة و أَجت سيارات الزفة سدت الشارع الي أَعرفه هارون وحيد امه ابوه جان يشتغل بكاع الشيخ يعقوب و تمرض و مات عافه هو الجبير و عنده اختين صغار بس غَياث و اهله معتبرينه أَخوهم و عضيدهم و الشيخ كلش يعزه على معزه ابوه المرحوم .
محسيت الا و زينب ترصّ ايدي حيل و تهمس بأذني
زينب :: خايفة
ابتسمت و شاورتها :
- خل يولن ، ولچ غير كتلتي روحج عليه
كرصتني و همست :
زينب :: امداج امده فرگج حسبالي تهونين عليه
-هو بس واحد بس اليعرف يهون عليج و يطبطب على جروحج و هسه راح يفوت يكبعج و ياخذج
لحظات و دخلن ام العريس و خواته الصغار و وياهم سَمرة و بدن الهوسات و الهلاهل و سمرة تغمزلي بمكر و تهوس :
سمره :: خويه و شلون يموت بالطلقة الصغيرونه
ضحكت و دنكت راسي خجلانه و محسينا الى على دخلة غياث فات لوحده ، متأنق ابن اللذين على آخر حبة مدري منين يجيب هاي الدشاديش المفصله عليه تفصال و اللون النيلي ضارب على لون بشرته و منسق الشماغ بلون اوف وايت و جناد حني و هالمرة شايل سلاح .
اجه وكف بسد زينب باوعتله هي وطفرت من عينها دَمعه .. نصى و همس يم راسها :
غياث :: افااا .. تبچين و انه اخوج لا تخليني هسه ازحلك هارون و ارده لهله
شالت راسها بسرعة و همست :
زينب :: چا هم منهو اهله غير انتم و انه احمد ربي عبني عشت و راح اضل عايشه بسدكم ياخويه .
ابتسم بحنية و كاللها :
غياث :: بالمبارك خويه
شال راسه و عينه صدت بعيني الجاي تراقبه و لو عيونه الها لسان جان حجت لوم و عتب و خذلان ، اشحت بنظري بعيد عنه و لگيت سعادة ترمقني بنظرات تحذيرية
هزيتلها راسي بمعنى : شكو ؟
هزت ايدها بسخريه و دارت وجهها
لحظات و دخلوا الزفة هارون و تعالت اصوات الهوسات و الاهازيج :
-هاي الرادها و هاي التمناها بنت الشيخ لابن الشيخ جبناها
- اخونا خوش اخو يستاهل الهوسه
و مدري ليش وسط هذا الزحام كله عيوني تدور عليه سلمها لهارون مثل الابو و اختفى و مدري ليش أحس انزعجت من اهتمامي بي و ضاك خلكي .
صعدوا العروس لسيارة العرسان ، جان كاعد يسوقها اواب ابن عم غياث و النسوان تتسابق على السيارات ، لثواني تساءلت بكلبي اني شجاي اسوي ؟
معقوله اريد اصعد وياهم و اروح برجلي لبيتهم و اشوف البدوية بعد كل هاي السنين ؟
لهسه شكلها و كلماتها ترنّ بأذني و آني طفلة ، يا ترى راح تعرفني لو شافتني لو نستني و نست وعدها اليه .
مَحسيت الا على سَمره و هي تندسني :
سمره :: راح تضلّين موجفه مثل الناطور ، امشينا الزفه راح تمشي
مثل الي اجتني لحظة ادراك .. همست بتلعثم :
-هااه ، لااا شنو
تباوعلي سميره بأستغراب مدت جف ايدها و تلمست گصتي و صاحت :
سمره :: لا ما مصخنه ، لچن شبيج تهذين ، امشينا خية الصفنه مو الج
قلصت عيوني عليها و رديت :
-لعد المن الج !
سميره :: انه الچ يا بريبيجه هاي عليه تكولين زمال
ضحكت بصوت و صحت :
- اني كلت زمال شوكت ؟
كرصتني و هي تتلفت :
سمره :: حسج كصري يمدهوره ، و امشينا ترى خالتج صعدت جدامنا و اخوي خلگه صغير هسه يعوفنا و يروح .
جرتني من ايدي و اني مصدومة بخالتي و صلافتها شلون تسرسحت كدامي و صعدت ويا غياث ولا چنها الظاهر متحمسه لشوفه البدويه اكثر مني .
و بلحظة غمرني الندم و الرَهبة من لقائها جَريت ايدي من سمره و صحت :
-لا اني تعذروني ، اريد ارجع لبيتنا
سميره :: يا فلك كون ، وين راجعة و لج غير زنيبة تزعل منج و علي ، البنية مالها احد غيرنا انه وياج و لزوم وجودنا وياها بهيج ليلة .
عين عليها و عين على ذاك الكاعد يناطر بالسيارة و يرمقني بنظرات توعد.
المكان بدأ يفرغ و صارت تمشي السيارات مالكيت حل غير اني امشي وياها لسيارة غياث .
صعدنا و مشت السيارة سمره صاعده يمه ، شكلت الاواكس على جهازها و بلشت تطلع اغاني مال اعراس خزرها هو و همس :
غياث :: استچني سمره ، منا شارع
سميرة :: ياا وانه شمسويه بايكه سايكه ، جاي اهز هي صفكه يا خوية ، اندارت الي و لخالتي و صاحت :
- ما تصفكن شمالچن ماخذيجن للاعدام ؟
اني و خالتي وحدة تعاين للخ مخلوسات و بنفس الوقت كاتلنا الفضول لشوفة البدوية بعد كل هاي السنين .
قاطع صفنتي صوت الرمي ، كلها طلعت سلاحها و صارت ترمي بالجو ، صَميت اذاني بحركة لا ارادية ، حضنتني خالتي و همست :
سعاد :: اسم الله ماما .
شلت عيني و صدت بعينه بمراية السيارة رجعت دنكت .
سمره :: شمالك يخوي ما رميت ، اعلّكها ويه الشباب ؟
- باوعلي و همس بخفوت :
- يخافون ..
ضحكت سمرة و هتفت بلهجة ماكرة
سمره :: يوم الالك خويه و ازفك للي ببالي .
همس بنبره غليضة :
غياث :: آمين
راحت تهوس و تصفگ
:: و الله لعوف المومنه و بعرسك اصير مسودنه
- بگلبي اتوعد لسمرة الناصبة عليه، خوش سوتني ميز.
وصلنا اخيراً و كلما اتقرب خطوة للمكان ، صدري ينقبض اكثر ، خوف على ارتباك على ترقب هواي مشاعر خالجتني .
المنطقة حلوة نسبياً مقارنة بغير مناطق ، الشارع المؤدي الهم حلو تصطف على جانبيه اشجار النخيل هذا غير المساحات الخضرة اليرعى بيها الحلال .
طبكت السيارات امام بيتهم و هاي اول مرة اشوفه
مساحته واسعه و محاوطه بستان چبير متنوع الاشجار ، كفختنه ريحة زرع توه ساكينه و ريحة الجوري و الرازقي تفحفح من كل مكان .
طالع من بيتهم مشتملين صغار ، نزلوا العرسان و أشتغل الرمي ، اني و خالتي خرطنا العافية ، مشينه ويا الناس و هو مشى ورانا و مدري ليش احس عيونه تتبعني .
الناس الكبار المعكله كاعدة بمضيف الشيخ و الشباب مجهزين الهم مقاعد برا و ريحة الاكل الجايه من الطباخين ضربت بخشمي خلّتني اجوع
دخلت العروس جوه و تبعتها النسوان و بضمنهم اني و خالتي الي شاورتني بفضول
سعاد :: هارون مو ابنهم شنو راح يعيش ببيتهم .
همست و حاطه اصابيعي على حلكي حتى يوصلها الصوت بوضوح :
-بس الحفلة يمهم ، شفتي المشتمل الصغير الي بصف البستان ؟
سعاد :: اي ؟
- اي هناك يعيشون ، هارون رابي يمهم من جانوا امه و ابوه يشتغلون هنا و زينب هم بأعتبار سعدية مربية غياث .
سعاد :: يوو دخت ، شنو ذول صايرن عوائل
- ناس الله مفضل عليها و تحب تساعد و هارون وضعه المادي على كده و ماعنده مكان يتزوج بي شكو بيها اذا ساعدوه ؟
لوت شفايفها و هزت ايديها ما راضية ، انتبهت
لروحي هاي شدا اسولف ، شو صرت ادافعلهم .
اباوع لزينب مكعدينها بالكوشة فرحانه و خدودها محمرة بحماس و البنات داير مدايرها يغنن و يركصن على حس الملاية العالكة الاجواء علك .
لهناك و شفتها ، دخلت بهيئتها الفخمة بطولها الفارع و بنيتها الضخمه متألقة بهاشمي اسود مطرز بفصوص من الگلبدون و الخرز متباهية بمجوهراتها الثمينة .
تسلم و ترحب بالنسوان بتعالي ، هي هي نفسها ذيج المرأة الي حصرتني بزاوية قبل 19 سنة و هددتني بقطع لساني لو حجيت الشفته لأحد .
اصابتني رَجفه ، و دبّ بجسمي الرعب و كأنه حجمي بدأ يتضائل و رجعت بالعمر لحد عمر الخمس سنوات ، صگت اسناني و ارتعشن اطرافي ، و قبل لا تتقرب بأتجاهي درت وجهي و جانت النية اتفادى لقائها ، لكن هو صوتها الي ميروح من ذاكرتي استوقفني :
البدوية :: نورتي .. معلمتنه عيني .
و آني خليتهم و أجيت 🖤
و بعد ما عرفنا على جميع الابطال
و شفنا شلون ودّ تسلّلت لحياة غَياث
و استحوذت على قلبه و عقل بنته و صداقة
اخته و اخرها تواجدها ببيته
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم