رواية شهد مسموم الفصل السابع 7 بقلم منال كريم


 رواية شهد مسموم الفصل السابع 

تقف أمام المرآة و تنظر إلى نفسها بثوب الزفاف ، لكن هي تشعر أنها ثوب الإعدام ، فما أصعب أن ترتدي فتاة هذا الثوب  و هي تشعر أنها حزينة.

أخذت نفس عميق و حدثت نفسها: شهد من الآن بداية مرحلة جديدة في حياتك، يجب على كل من ظلمك يأخذ عقابه ، سوف أنتقم من الجميع.

يدلف محمد و ينظر لها بدموع ، و لا يعلم يكون سعيد و هو يراها بثوب الزفاف ، أو يحزن لأنها ليست سعيدة، اقتراب منها و ضمه إلى حضنه ، ليردف بحزن: آسف شهد، أشعر أني ضعيف، لا أستطيع حمايتك من شر حسين، لقد هزمت يا ابنتي.

خرجت من حضنه و أومأت رأسها اعتراضاً عن هذه الحديث لتردف بدموع: كلا بابا ، من فضلك لا تتحدث هكذا، دموعك و ضعفك هذا يقتلني، أنت أكبر داعم لي في هذه الحياة.

ليردف بدموع: كيف تعيشين في هذا المنزل ؟

لتردف بهدوء: بابا سوف أكون بخير، من يشعر بالخوف هما ليس نحن.

قال باعتراض: شهد لا تفعلي شيء ، هما بل رحمة، تصرفي معهم بطريقة جيدة.

قالت بابتسامة: بالتأكيد سوف أكون زوجة مثالية.

تدلف فاطمة و خلفها سما و رحمة، لتردف فاطمة بابتسامة: بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن.

قالت سما بابتسامة: مبارك شهد.

قالت بابتسامة: العاقبة لكِ سما، هل أنتِ سعيدة؟

قالت بحماس: أجل لاني اثق في يوسف.

لتردف رحمة بحب: أن شاء الله سوف يكون الزواج الصالح.

نظرت لهم بتعجب، كيف يرون أن الموضوع طبيعي ؟ هذه الزيجة ليست مبنية على أساس الحب ، لكن هي مبينة الخوف و الإكراه.

لتردف بهدوء: أن شاء الله خير.

نظرت فاطمة إلى محمد و قالت: هيا محمد الجميع ينتظر في الآخر.

غادر محمد و فاطمة لاتمام عقد القرأن .

نظرت لهن و قالت بدموع: سوف تاتون لي غدا صحيح.

لتردف رحمة بدموع: اكيد حبيبتي ، نحن نقضي هذه الليلة هنا، و مع شروق الشمس نأتي لكِ.

لتردف سما بابتسامة ممزوج بدموع: ما رأيك نذهب معكِ من الآن.

أجابت بدموع: كنتن دائما نعم الصديق كنتن أجمل شئ في حياتي ، اتمني لكنن السعادة ، و أن شاء الله لا يفرق بينا شيء.

و ذهبوا الثلاثة إلى عناق ممتلئ بالحب و الدموع.

في الخارج
كان الحضور  على مقتصر على عائلة يوسف و حازم ، و عائلة شهد  و أدم خطيب رحمة فقط.

كان يكرر كل كلمة خلف المأذون و هو يقسم أنه سوف ينفذ كل كلمة، فهي غير أنها حبيته ، هي وصية رسول الله صلى الله عليه، سوف يتقي الله فيها، سوف يجعلها ملكة متوجة على عرش قلبه، كان يشعر أن يوقع على عقد السعادة.

تلتقط القلم بايد مرتعشة ، كانت تشعر بضيق التنفس، أغمضت عيونها و ذرفت دموعها ، فكيف لها تقبل هذا الزواج؟ عادت ذكريات مع حدث معها في الآونة الأخيرة ، نظرت بغضب إلى العقد وقعت و هي تجزم أن هذا العقد سوف يكون العاصفة التي تهدم هذه العائلة، اقسمت سوف تجعل حياته جحيم.

و أصبحت شهد زوجة يوسف.

ينظر إلى باب الغرفة المغلق، و يسأل لماذا لم تخرج حتي الآن؟

ذهب يونس إليه و رتب على ظهره ، ليردف بسعادة: مبارك أخي.

ليردف بابتسامة: اشكرك اخي.

قال حسين : يوسف سوف ننتظر في الاسفل.

أومأ رأسه بنعم و غادرت عائلة يوسف، و ظل هو و أدم خطيب رحمة ، جاء عليه و قال: مبارك دكتور يوسف.

قال بابتسامة: أشكرك ، لكن المعذرة من أنت.

ليردف بهدوء: أنا آدم خطيب رحمة صديقة شهد.

قال بابتسامة: مرحبا.

ثم نظر إلى أدم و قال بتوتر: لماذا هذا التأخير؟

أجاب بابتسامة: تعلم هذه هي اللحظات المؤثرة.

نظر إلى الباب سريعاً ، كانت تسير و هي ممسكة بايد محمد، يكاد يسمع دقات قلبها، تلألأت الدموع في عيونه ، لم يصدق أن هذا الحلم أصبح حقيقة ، هي الآن ترتدي ثوب الزفاف لأجله ، لو يستطيع اخبارها كم هو يعشقها ؟ 

وقف أمامه ، ليردف محمد بدموع: من فضلك يا ابني هذه ابنتي الوحيدة، انتبه عليها، لا تحزنها.

قال بهدوء و احترام: بالتاكيد هي حبيبتي ، و منذ هذه اللحظة أصبحت أنا ابنك أيضاً ، من فضلك لا تخشي عليها ، سوف أفعل المستحيل لأجل سعادتها.

و عناقها بحب، و لم ينكر محمد و فاطمة سعادتهما بهذا الكلمات ، و يدعو الله أن يكون يوسف زوج صالح.

لتردف فاطمة بهدوء: نحن نثق فيك يا يوسف.

ذهب إليها و انحني و قبل يديها ليردف بهدوء: أن شاء الله ، سوف لا اخذل هذه الثقة.

كان ينظر الجميع له ، أنه شخص محترم و جيد، أما هي كانت تشعر أن كل هذا مجرد خطة حتي يظل الإنسان الجيد.

ذهب إليه و ينظر إليه بحب ، و تتسارع نبضات قلبه ، و هي كانت تنظر له بجمود شديد .
و ضع قبلة على جبينها ، و ذرفت عيونه الدموع من السعادة.
رغم أنها شعرت بدموعه لكن لا تهتم ، هي تعلم أنه يعشقها منذ الطفولة.

ضمها إلى حضنه ، تنهد بحب شديد ليردف بدموع: لا أستطيع التصديق أنتِ الآن زوجتي ، أشعر أني في حلم جميل، أخشي الاستيقاظ منه، أشكرك شهد على هذه السعادة.

لتردف بعصبية: هل انتهيت أبتعد من فضلك.

أبتعد عنها و نظر لها بتعجب و صدمة، لكن سرعان ما أخبره قلبه أن هذا مجرد خجل، و هو صدق لانه يريد تصديق أنها تبادلها نفس المشاعر.

يحتضن كف يديها بحب و يهبطوا معنا  و عائلة شهد خلفهم ، عائلة يوسف تنتظر أمام المنزل ، مع أصوات الزغاريط من الجميع.

تدلف خطواتها في المنزل ، تشعر بالقشعريرة تسير في جسدها من أثر الخوف و التوتر، 
نظرت جانبها الى المكان المخصص لعمل حسين ، أغمضت عيونها بخوف شديد ، و بدأت الصعود و صلت الطابق الثاني ، لتردف عفاف بحب: حبيبتي شهد مبارك لكِ، و أن شاء الله سوف تكوني سعيدة هنا.

لم تجيب و أومأت رأسها بنعم
و دلفت حسين و عفاف .

و أكملت الصعود حتي وصلت إلى الشقة، فتح الباب ، ليردف بحب: تفضلي شهد.

أخذت نفس عميق و قالت: بسم الله الرحمن الرحيم.

و دلفت و بدأت عيونها تتجول في كل أرجاء المنزل، كان كل شيء على ذوقها من ألوان و اثاث كل شيء مثل ما تتمني و أكثر ، لكن هذا ليس مهم ، هي هنا في مهمة محددة و هي تدمير هذه العائلة.

لتردف بعصبية: أين غرفتي.

نظر لها بتعجب و أشار بيده إلى الغرفة، دلفت و هو خلفه، لكن وقفت أمام الباب و قالت بغضب: إلى أين تذهب؟ 

لحد هنا يجب عليه السؤال ، هذه التصرفات ليس لها علاقة بالخجل ، ليسأل بهدوء: ما هذه الطريقة شهد؟

لتردف بعصبية: هذه طريقتي، أنت ماذا تريد الآن؟

يحاول السيطرة على نفسه و يردف بهدوء: ما هذا السؤال الاحمق؟ ماذا أريد؟ أنتِ زوجتي و اليوم زفافنا.

تعالت أصوات ضحكتها و هي تردف باستهزاء: لكن أنا لست معترفة بهذا الزواج.

أصبح لا يستطيع السيطرة على نفسه ليردف بعصبية: ما هذا الهراء ؟ هل هذه مزحة ؟

استندت على الباب و تحدث بهدوء شديد: هذا ليس هراء و لا مزحة، أنت فعلت كل ذلك حتي أقبل الزواج منك ، و حدث بالفعل ، ماذا تريد أيضاً ؟

مسح على جبينه بتوتر ليسأل: لم أفهم شيء ، ماذا فعلت أنا؟ كيف تتحدثين معي بهذا الشكل ؟

دلفت إلى الغرفة و جلست على الأريكة و هو خلفه و يقف أمامه و كرر السؤال: ماذا فعلت أنا؟

نظرت لها بتعجب و قالت ببرود شديد: هل أنت لا تعلم؟
انفجر غاضباً و صرخ: أقسم أني لا افهم شيء ، من فضلك وضحي لي ماذا يحدث ؟

وقفت أمامه و نظرت لها بقوة لتردف بعصبية: أولا لا ترفع صوتك، ثانياً صدقت أنك لا تعلم شيء ، إذا اسمع ايها الطبيب.

و قصت شهد ما حدث لها ، و هو كان يسمع بذهول و صدمة ، كيف عانت بهذه الدرجة؟ كل ما حدث لها كان هو المذنب، كان يريد أن تكون زوجته لكن ليس بهذه الطريقة.

انتهت من الحديث و لم تذرف دمعة ، كانت تتحدث بكل قوة.

ليردف بحزن شديد :  إذا أخبرتك اني لا أعلم شي عن كل ذلك، هل تصدقين؟

قالت بعصبية شديد: بالتأكيد لا اصدق، و السبب بسيط ، من يريد الزواج مني أنت، إذا كل ما حدث لي كان بأمر منك.

كان يحاول جاهداً السيطرة على دموعه ، لكن لا يستطيع ، ليردف بدموع: شهد أنا لا أستطيع فعل شيء يحزنك ، أنا أحبك بشدة.

لتسأل بغضب شديد: أين كنت كل هذه الفترة؟ 

أجاب بدموع ؛ أقسم كنت في موتمر طبي.

صرخت قائلة: كاذب ، كانت الخطة أن تختفي هذه الفترة حتي لا يشك أحد في أمرك و تظل الدكتور يوسف الشخص الجيد.

ليردف بدموع: لم أستطيع فعل ذلك ، أنا أحببتك منذ الطفولة ، لم اتمني لكِ اي سوء.

جاء ليقترب منها و يمسك يديها ، ابتعدت عنه بغضب، صرخت: لا تقترب مني، و لا تحاول حتي، أنت لست زوجي ، أنا لن اقبلك زوجي.

و اقتربت منه و قالت ببرود: لو تريد حقوقك كزوج ، مثل ما اتفقت مع والدك حتي أتزوج منك بالإكراه بسبب السحر الاسود ، أفعل هذا ، أحصل علي بسب ذلك.

و ابتعدت  خطوتين و نظر له من الاعلي الى الأسفل باشمزاء ، و قالت: كم أنت شخص حقير  في نظري، أنا أكرهك يوسف ، أكرهك، ياليت ترى نفسك من خلال عيوني، حتي تعلم كم أنت شخص صغير جدا.

كان ينظر له و يدعو الله أن سبب يكون ذلك مجرد بل كابوس مزعج ليس حلم، كان ينظر إلى عيونها التي تخبرها أنها تحمل له كل معاني الكراهية ،يقف بصمود من الخارج لكن من الداخل ينهار ،لا يعلم ماذا يحب أن يقول؟ يسأل لماذا فعل أبيه هكذا؟ 
أغمض عيونه و ذرفت عيونه بشدة ليردف بصوت حزين: شهد أنا أحبك، و لا أعلم شي من كل ذلك، لي رجاء هو نسيان الماضي و نبدا من جديد معنا ، أكيد أنتِ تعلمين حقيقة مشاعري تجاهك.

أنتظر حتي ينهي حديثها ، حتي تنفجر ضاحكاً بصوت عالي ، لتردف بابتسامة: نبدا معنا من جديد.

أومأ رأسه بنعم.

و أكملت: يجب نسيان الماضي.

أومأ رأسه بنعم.

لتصرخ بغضب شديد: هل أنت فقدت صوابك؟ بداية ماذا؟ نسيان ماضي، هل هذا ماضي سهل نسيانه؟

ليردف بحزن: أعلم أنك جرحك عميق لكن الآن نحن زوج و زوجه ، ماذا نفعل؟

لتردف بعصبية: زواجنا سوف يستمر فترة حتي لا يشك أحد في الأمر ، ثم ينتهي هذا الزواج، و حتي إنتهاء المدة، أنا و أنت زوجين على الورق ، و الأكيد أن أمام الجميع  يوسف و شهد يعيشون في سعادة و حب، حتي والدك من الافضل أن لا يعلم شيء عن هذا الحديث ، حتي لا يفعل لي مكروه.

لم يملك رد على هذا الحديث، ماذا يقول؟ 
نظر لها نظرة ممتلئة بمشاعر كثيرة ، الحب و الحزن و الدموع .
و غادر الغرفة في صمت تام.

مجرد أن غادر و أغلق الباب ، كل القوة التي كانت تتحدث بها ذهبت ، أصبحت تنتفس بشكل سريعاً ، شعرت باحتناق شديد ، و جلست على الأريكة بتعب، كانت تحاول منع دموعها ، لكن لا تستطيع ، كانت تبكي بشدة، تضع يدها على فمها حتي لا يصدر صوتها.

يدلف إلى غرفة أخرى و يشعر بثقل الكون في قلبه، الق جسده على السرير، يحاول السيطرة على نفسه ، يتذكر حديثها.
أصبح اليوم الذي يحلم به منذ سنوات ، كابوس بشع، و الآن وضحت الرؤية لماذا موافقه شهد بعدما رفضت ؟ هو مشوش بالكامل .

نهض من مقعده و ذهب إلى الخزانة و أخرج علبة ، جلس على الأريكة و فتح العلبة، كان يوجد بها قلادة باسمها ، كان يخطط أن يقدمها له اليوم، لكن أصبح أجمل يوم في حياته هو اسوا ايام حياتي

ضم القلادة الى قلبه و سقطت  حصونه قوته و بكي بقهر.
و ما أصعب بكاء الراجل حزناً على مرآه؟!

كانت ليلة حزينة على يوسف و شهد.

حان موعد صلاة الفجر
و هما مازال كل منهم يجلس مكانه و يبكي ،  الدموع لم تنتهي، و ألم القلب لا يقل.

كل منهما قام لقضاء صلاة الفجر في الغرفة .

كانت تنام على السرير و تنظر إلى السقف ، و تفكر ما الخطوة الآخرى، نظر جانبه ، لتجد الشبح الذي يطاردها ، نهض بفزع، لتردف بتوتر: لماذا تظهر مرة أخرى ؟ أنا نفذت الامور، و تزوجت يوسف.

مازال نائم على السرير ، نظر لها نظرة الرغبة  التي تجعلها تموت رعباً ، ليردف بهدوء: كنت في البداية اساعد حسين ، لكن الآن أنا اريدك لي.

هبطت من على السرير و تفرك يديها بتوتر تزامنا مع دموعها التي تهطل كأنها مطر غزير ، لتسأل بخوف: لا افهم.

في أقل من تانية كان أمامها و قريب منها ، يوجد بينهما فاصل صغير ليردف بحب: أنا أحببتك شهد، و أريدك لي، و الآن سوف أحصل عليكِ ، ما لم يحدث في المرات  الماضية سوف يحدث الآن.

فتحت عيونها بصدمة كبيرة 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1