رواية شهد مسموم الفصل الثامن
في أقل من ثانية كان الشبح الذي يطاردها أمامها و قريب منها ، يوجد بينهما فاصل صغير
ليردف بحب: أنا أحببتك شهد، و أريدك لي ، و الآن سوف أحصل عليكِ ، ما لم يحدث في المرات الماضية سوف يحدث الآن.
أخذت نفس عميق و قالت بابتسامة: و أنا جاهزة.
نظر لها نظرة تعجب.
لتردف بهدوء: إذا كنت تستطيع الاقتراب مني أفعل، هيا ارني قوتك و اقتراب مني ، ظهورك أمامي و حديثك كان يجعلني أشعر بالخوف في السابق، لكن الآن لا ، أنا لا أخشي إلا الله.
لتردف : بسم الله الرحمن الرحيم:
﴿ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ [البقرة:255]
صدق الله العظيم.
بمجرد أن قالت بسم الله اختفي من أمامه.
لتنظر في المرآه و تردف بعصبية: من الواضح يجب الانتقام من الانس والجن ، و باذن الله سوف انتصر.
و ذهبت الى السرير حتي تخلد الي النوم.
بعد الظهر
أستيقظ على طرقات الباب.
يتقلب بتعب تحمل على نفسه و نهض ، يشعر بألم شديد في جسده ، غادر الغرفة ،نظر إلى غرفة شهد بحزن، و ذهب لفتح الباب و هو يبتسم بسعادة.
كان الاستقبال بالزغاريط ، ضمته عفاف بحب، وقالت: مبارك حبيبي.
خرج من حضنها، و ضع قبلة على جبينها ثم يديها ، ليردف بابتسامة: اشكرك ماما.
أطلقت سعاد زغروطة ثم قالت: مبارك يا يوسف.
أجاب باحترام: يبارك في عمرك يا خالة.
تجولت نظرات ملك في أركان الشقة و سألت: أين شهد؟
أجاب بمزح: ما شأنك أنتِ ؟ لماذا أنتِ هنا؟
لتردف بغرور: أنا أساس هذا المنزل، لا يستطيع أحد فعل شيء بدوني.
و نظرت إلى عفاف و سعاد و قالت: هل تستطيعين الابتعاد عني؟
أجاب الاثنين في آن واحد: ياليت.
صرخت بغضب: ماذا؟
قالت عفاف: نقصد لا نستطيع.
لتردف سعاد : ملوكة شمس المنزل.
لتردف بغرور: هل رأيت ايها الطبيب ؟
ليردف: هنن يكذبون.
صرخت مرة أخرى: ماما اطلبي منه الصمت.
لتردف بنفاذ صبر: ما شأني بكم؟
لتكمل سعاد الحديث: أنتم مجانين.
لتردف عفاف بهدوء: أين شهد؟
أجاب بهدوء: مازالت نائمة.
قالت عفاف: حسنا، لكن اطلب منها أن تجهز حتي تكونوا في استقبال عائلة شهد.
أومأ رأسه بنعم
مدت ملك يديها صينيه ممتلئة اشهى الماكولات لتردف: تفضل هذا لأجل شهد فقط ، لكن أنت لا تتجرأ و تقترب من الطعام .
ليردف بابتسامة: أغربي عن وجهي ملك.
لمست عفاف وجهه بحنان و ألقت له قبلة في الهواء ، و هبطت و هنن خلفها.
دلف إلى الداخل، و ضع الطعام على طاولة السفرة بجوار طعام الامس ، أخذ نفس عميق و ذهب إلى غرفتها ، دق الباب.
هي الأخري استيقظت على طرقات الباب ، و سمعت حديثهم معنا، سمعت طرقات الباب مرة أخرى لكن لم تجيب.
ليتحدث من الخارج: شهد, شهد من فضلك أذا كنتِ تسمعين يجب نتحدث معنا.
لن تجيب أيضا
قال بهدوء: شهد أعتذر سوف أفتح الباب.
يدلف إلى الغرفة و جدها تجلس على السرير بثوب الصلاة ، و علامات الحزن تظهر عليها.
تنهد بحزن و لا يعلم إذا كان يكون سعيد لأنها زوجته أو يكون حزين بسبب ما حدث ، و لأنها ترى أنها شخص غريب عنها لذلك ترتدي حجابها أمامه.
قال بهدوء: شهد ماما.
قاطعة حديثه و قالت: سمعت الحديث.
أخذ نفسه بتوتر و حزن ليردف: إذا الطعام في الخارج تريدين تناول الطعام هنا او الخارج.
تجيب بهدوء: لا أريد .
قال بهدوء: أيضا لم تناولين الطعام أمس، من فضلك الطعام ليس له صلة بما يحدث ، حدث ما حدث ، هل نظل نبكي على اللبن المسكوب؟
نهضت من مقعدها بغضب شديد، و قفت أمامه و الشر يتطاير من عيونها لتصرخ قائلة: حدث ما حدث ، لا نبكي على اللبن المسكوب .
دفعته بقوة و صرخت: أنت سرقت مني حياتي، بسببك أنت كنت اعاني ليالي طويلة ، بسببك أنت أبي و امي شعروا بالضعف و الانكسار، بسببك أنت تعرضت للاغتصاب من الجن، تعرضت للاعتداء.
تسدد له لكمات على صدره و هو يقف صامت بدون حركة لتصرخ : من حق كل فتاة أختيار شريك حياتها، لكن أنت أخذت حقي مني ، أنت أخذت حقي مني، أنت أخذت هذا الحق مني.
و أنهت جملتها الأخيرة بدموع تسيل بغزارة ،مسك يدها و قال بحزن: لم أفعل ، لم أفعل، كل ذلك حدث بدوني علمي، أنا أحبك شهد ، أحبك.
ابتعدت عنها بغضب و قالت: كاذب ، كاذب ، مثل ما تقول حدث ما حدث ، سوف نتصرف بشكل طبيعي أمام الجميع، لكن بيني وبينك نحن اغراب لم تجمعنا صلة.
جلس على الأريكة بتعب و حزن و تنهد ثم قال : كيف بهذه السهولة تقطعين هذا الرابط؟ الزواج ليس مزحة حتي تأتي و تقولين ذلك، نحن ليس اغراب ، أنا و أنت زوج و زوجه.
جلست أمامه على السرير: طبقاً للشرع هذا الزواج غير صحيح لأني لم أقبلك كزوج.
حرك رأسه يمين ويسار بقلة حيلة ، و نهض من مقعده و قال : حضري نفسك لأجل الضيوف.
و غادر الغرفة ، و أخذ الطعام إلى المطبخ وضعه في الثلاجة ، ثم دلف إلى الغرفة حتي يجهز
بعد وقت
الضيوف يصعدون على الدرج
حاولوا التصرف بشكل طبيعي حتي لا يشك أحد.
كان يقف خلف الباب ، و هي بجواره ، نظرت له بصدمة عندما حضن كف يديها بحب ، ليردف بهدوء: حتي لا يشك أحد في الأمر.
نظرت له بتعجب، لتردف باستهزاء: لن اقتنع بهذا الحديث.
أجاب الآخر بنفس طريقة الاستهزاء: أنتِ على حق أني أمسك يد زوجتي أمام الجميع ، هذا حديث غير مقنع.
زفرت بضيق و لم تجيب
حتي لو كانت غاضبة ، لكن هو سعيد بالحديث معها ، ليردف بهدوء : ما هذه الثياب ؟
نظرت إلى نفسها بتفحص ، لتردف باستغراب : ماذا بها ثيابي؟
نظر لها من الاسفل الى الاعلى ، ليردف بعصبية: حقا لا ترى.
نظرت لنفسها مرة أخرى و سألت بتوتر: ماذا؟
أقترب منها و قال بحب و هو يهمس : متألقة و جميلة جداً بهذا الثياب، يقال أن الشخص يأخذ نصيب من اسمه، و أنتِ شهد أسم و صفة.
ابتسمت دون إرادة منها، حاولت تصطنع الغضب لتردف: ماذا تقول أنت ؟
دق الباب ، قال له بهدوء: بعد ذهاب الضيوف لنا حديث آخر.
فتح الباب و تم استقبال الضيوف عائلة شهد و أصدقائها و عائلة يوسف و بعض الجيران.
في غرفة شهد
تجلس فاطمة مع شهد
تسأل فاطمة: ماذا حدث ؟
تجيب بغباء: ماذا حدث ؟
سألت بعصبية: هل أخبرتي يوسف بما حدث؟
أومأت رأسها اعتراضاً
أخذت نفس براحة لتردف: هل كل الاموار تمام؟
أومأت رأسها بنعم
ضمتها إلى حضنها لتردف بحب: مبارك يا أجمل عروسة في الدنيا.
تردف بابتسامة: يبارك فيكِ حبيبتي.
قالت : هيا نذهب لأجل الضيوف.
غادرت فاطمة و شهد
و بعد وقت غادر الجميع إلا فاطمة و سما و رحمة
لتردف برجاء: من فضلك ماما ، اتركي سما و رحمة معي
أجابت بعصبية: بالتأكيد لا، أنت عروس.
لتردف بعصبية: ما علاقة بقاء الفتيات أني عروس.
لتردف رحمة: خالتي على حق لا يجب المكوث معكِ الآن.
لتكمل سما: سوف أشعر بالاحراج.
كانت تتحدث شهد لكن جاء يوسف و قال: لا يوجد مشكلة ببقاء الفتيات هنا، من فضلك أمي اقبلي.
لتردف بهدوء: لكن يا ابني لا نريد إزعاج لك.
قالت بابتسامة: لا يوجد ازعاج.
قالت : حسنا.
و رحلت فاطمة، و دلفت سما و رحمة مع شهد في غرفتها.
في الغرفة
قصت شهد أدق التفاصيل.
لتردف رحمة بصدمة: كيف لكِ هذه القدرة على فعل ذلك ؟
لتنظر بتعجب من هذا الحديث لتردف بعصبية: السؤال الصحيح هو ، كيف تسألين هذا السؤال الاحمق؟ تنتظرين مني إجابة عن هذا ، هل أنا في حاجة لاعادة الماضي؟
نهضت رحمة من على الأريكة و ذهبت الى شهد التي كانت تقف و تنظر إلى المرآه و ضمتها من الخلف لتردف بحزن: أنا أتذكر كل شيء ، لكن هذا هو قدرك ، يجب عليكِ نسيان الماضي و البداية من جديد، لعل هذا هو الخير لكِ، حتي لو حدث بطريقة خطأ ، يوسف.
قاطعة حديثها و صرخت بغضب: أعلم الجملة المعتادة، يوسف يحبك ،لقد اكتفيت من هذه الجملة.
لتردف رحمة بهدوء: ما خطتك شهد؟
التفتت لها و سألت بهدوء: ماذا تقصدين ؟
أجابت بهدوء: أقصد حديثك مع حسين عن الانتقام و هذه الأشياء.
نظرت لها بهدوء: كان مجرد انفعال، لكن هل أنا أستطيع تمني الاذى لاي شخص؟
أومأت رأسها اعتراضاً و قالت بحب: كلا شهد لا تستطيعين.
نظروا إلى سما التي تجلس بكل حرية على الفراش و أمامها كل انواع المقبلات والمعجنات و تتناول بسعادة.
لتسأل رحمة بتعجب: هل أنتِ تسمعين معنا الحديث؟
أومأت رأسها بنعم و فمها ممتلئة بالطعام.
لتردف شهد بابتسامة: سما موقفها معروف، هي اكبر الداعمين ليوسف.
أومأت رأسها بنعم.
لتردف بعصبية: كنت أعلم ، أن حتي اصدقائي في صف يوسف، حتي ماما تسأل كأني مثل أي عروس.
و أخيراً تحدثت بغضب: لا أريد تكرر نفس الحديث، لقد اكتفيت من هذا الغباء ، هل أنتِ غيبية لهذا الحد؟ سوف يأتي يوم و تندمين علي حب يوسف اذا ضاع من يديك.
قررت التصرف أمامهن بهدوء: فتيات أنا في حاجة إلى بعض الوقت.
أبتسمت الفتيات على أمل أن تكون علاقة يوسف و شهد جدية.
لتردف سما: سوف نذهب الآن ، و أنتِ تحضرين طعام لكِ و يوسف.
أومأت رأسها بالموافقة مع إبتسامة.
غادرت الفتيات و بالفعل حضرت شهد الطعام
كان يجلس في غرفته سمع طرقات الباب ، ليردف بهدوء: تفضل.
دلفت بهدوء و قالت: يوسف أنا حضرت الطعام ، هيا نتناول الطعام معنا.
نظر لها بذهول، و سأل نفسها، لماذا هذا التغير المفاجئ؟
حتي تزيل علامات الاستفهام ، ذهبت إليه ، و جلست بجواره على الأريكة و مسكت يده.
لتردف بهدوء: يوسف أنت محقا، حدث ما حدث ، إذا أنت فعلت ذلك أو لا ، الاهم أنك فعلت كل ذلك لأجلي ، إذا هذا أمر الله سوف أحاول تقبل الوضع.
قال باعتراض: لكن أنا لم أفعل شيء.
وضعت يدها على فمه حتي تمنعه من الحديث و قالت بنبرة رقيقة وناعمة جدا: انتهى لا نريد حديث في الماضي، سوف نبدا من جديد.
و نظرت إلى الأسفل بخجل مزيف و قالت بدموع مزيفة: كل ما تفوهت بي في الامس ، كان فقط من التوتر و القلق ، لكن أنت زوجي و متأكدة أن قريباً جداً سوف تصبح حبيبي ، أنا أعلم حقوقك كزوج ، لكن أنا في حاجة إلى بعض الوقت ، لكن إذا لم يعجبك الأمر.
ليردف بحب: ياليت تعلمين قيمة كلمة أحبك، ياليت تدركين أنها ليست مجرد حروف، هذه الكلمة كفيلة أن تجعل شخص رغم أنه ميت على قيد الحياة ، هذه الكلمة تجعل العاشق يتخطي حدود المنطق و العقل، يسير خلف نبضات القلب ، و ينسي أشارت العقل، أنا أحبك شهد حياتي، و على استعداد الانتظار باقي حياتي حتي قلبك ينبض باسمي.
ابتسمت له بهدوء ، لتردف: هيا الى الطعام.
ليردف بهدوء: هيا.
غادر الغرفة و هي خلفها ، ثم التفتت إلى المرآه ، لترى خيال الشبح في المرآه ، ابتسمت بخبث.
لتردف بشر: و ابتدأت فصول الانتقام، سوف اسقي الجميع من الشهد المسموم.