رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الثامن بقلم جميلة القحطانى
ضربة حادة على كتفه وسقط، ينزف.
عاصم تعثر أثناء الركض، ضُرب في ظهره ووقع أرضًا.
فهد هجم على أحدهم بقبضته، لكن ضُرب بعصا كهربائية أفقدته توازنه لثوانٍ.
في الفوضى، تسلل أحد الملثمين إلى الغرفة الجانبية، حيث كان خالد، شقيق عاصم الصغير، نائمًا… وخطفه.
في أقل من دقيقتين…
ركضوا جميعًا إلى سيارة دفع رباعي، وانطلقوا بسرعة جنونية… تاركين خلفهم دماء، وذعر، وذهول.
فهد ركض خلف السيارة، لكن الظلام والصدمة أبطآه.
ليان أمسكت يد سمر التي كانت ترتجف.
حورية وقفت في الزاوية، أنفاسها تتلاحق، ووجهها شاحب.
عاصم صاح:خالد! خالد فين؟!
لم يجب أحد... فقط صوت البحر، ونبضات القلوب الواجفة.
مهاب، رغم إصابته، أمسك بهاتفه واتصل بالشرطة.
فهد جلس على الرمل، يداه ملوّثتان بالدم، وعيناه معلّقتان بالفراغ.
همس بصوت مبحوح: دي مش صدفة... الهجوم ده مش عشوائي.
ليان نظرت إليه بتركيز: تقصد إيه؟
نظر إليها، ثم همس:واحد منهم... شُفته قبل كده.
بعد مغادرة الشرطة مكان الحادث، وبعد أن اكتفوا بتصوير الموقع وأخذ أقوال الجميع، بدا واضحًا أن شيئًا لن يحدث قريبًا.
فهد كان يمشي حول الشاليه، يتحرك في صمت، لكن عينيه تلتهمان كل تفصيلة في الأرض.
توقف فجأة، ثم انحنى.
مهاب، رغم آلام كتفه الملفوف، اقترب منه:لقيت حاجة؟
فهد رفع يده وهو يُخرج من الرمل ولاعة معدنية سوداء منقوشة عليها شعار صغير، وقال بصوت خافت: دي بتاعة واحد من الرجالة اللي شفتهم قبل كده... كان بيقف دايمًا عند باب شركة في وسط البلد.
مهاب اتسعت عيناه: تقصد شركة "الصفوة"؟ الشركة المنافسة ليك؟
هز فهد رأسه:أيوه... والليلة دي ما حصلتش صدفة.
عاد الاثنان إلى الداخل. الباقي كانوا في حالة انهيار، لكن فهد لم يكن في وضع يسمح له بالراحة.
قال فجأة: مش هستنى الشرطة. أنا اللي هجيب خالد.
عاصم رفع عينه بسرعة: إزاي؟
مهاب ألقى نظرة على فهد، ثم قال بثقة: معاه حق... إحنا نبدأ من اللي نعرفه.
أول خطوة كانت تتبع الولاعة، الشعار عليها يخص مقهى مشهور في شارع جانبي بوسط البلد.
قرروا التوجه للمكان صباحًا، والجلوس فيه كأنهم زبائن، في محاولة للتعرف على الوجوه.
في الوقت نفسه، استعان فهد باتصالاته القديمة في السوق السوداء، ليحاول تتبع لوحات السيارة التي استخدمتها العصابة.
في الصباح التالي، جلس فهد ومهاب في المقهى، كل منهما يراقب من زاويته.
بعد ساعة،