رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل التاسع بقلم جميلة القحطانى
دخل رجل ضخم الجسم، بلحية غير مرتبة، وجلس في الزاوية... كان يحمل نفس الولاعة.
مهاب تمتم: هو ده.
فهد بهدوء: متتحركش دلوقتي... نراقبه الأول.
بعد نصف ساعة، نهض الرجل واتجه لخارج المقهى، دخل زقاقًا ضيقًا خلف المبنى.
لحق به فهد ومهاب من بعيد، بحذر...
وفي الزقاق، رأوه يسلم حقيبة لرجل آخر، ويهمس له بشيء، ثم يشيران إلى مبنى قديم متهالك في آخر الزقاق.
فهد همس: ده مكانهم... لازم نرجع نخطط كويس.
عادا للشاليه مؤقتًا، وأبلغا عاصم بالتفاصيل.
كان واضحًا أن خالد محتجز هناك...
لكن كيف سيتسللون؟
كيف سينقذونه دون أن يصيبوه؟
ودون أن يُمسكوا هم أنفسهم؟
سمر التي كانت تستمع من بعيد، اقتربت وسألت بقلق:
أنت متأكد إنك هتقدر تدخل المكان ده لوحدك؟
فهد نظر لها بعينيه الثاقبتين، ثم إلى سهير التي كانت تراقبه بصمت، وقال:لو احتاجت أدخل الجحيم عشان خالد...
بداية السنة الدراسية الجديدة، المكان: كلية الإعلام، القاهرة.
مالك كان واقف عند سور الكلية، ماسك سيجارة مطفية من غير ما يولّعها. مجرد عادة قديمة بقت زي مسك العصا من النص، لا هو عايز يقلع عن حزنه، ولا هو قادر يغرق فيه تاني.
نور شافته من بعيد، لابس جاكت كحلي باهت وبنطلون جينز رمادي، واقف ساكت وسط الزحمة، كأنه مش جوّه الدنيا دي.
مالك مش طبيعي. عينه فيها حاجة اتكسرت ومحدش عرف يصلّحها.
نور بتحاول تقرّب منه، بس هو دايمًا بيرد بكلمات قليلة، يبتسم بس مش من قلبه، ويهرب من أي لحظة ممكن تفتحله باب وجع قديم.
من خلال لقاءاتهم المتكررة في مشاريع الكلية، بدأت نور تحس إنه مش بس هادي، ده هادي بزيادة. كأن كل حاجة بتعدي جنبه ومش بتلمسه.
أثناء جلسة مع المجموعة، بدأوا يتكلموا عن العلاقات، وكل واحد بيفضفض:
حسام: أنا مش بدوّر على حب، بدوّر على ترند. الشهرة دلوقتي أهم من المشاعر!
سارة: نفسي حد يسمعني، مش بس يشوف رسمي.
علي:أنا تايه بين الصواب والغلط… بس بصراحة، بحب أعيش في الحتة الرمادية.
لكن لما الدور جه على مالك، قال:أنا كنت بحب واحدة… ماتت في حادثة. ولسه مخرجتش منها.
الهدوء خيّم على الترابيزة. نور قامت، مش قادرة تتحمل أكتر. سابتهم ومشيت، وفي قلبها نار مش قادرة تطفيها.
نور قعدت على سلم الكلية، بتبص في السما، والدموع نازلة من غير صوت. قالت لنفسها:خليكي انتي كدا زعلانة عليه… هو اختار يفضل مع واحدة مش موجودة، وأنا مش هكون خيال
