رواية ركان الفصل التاسع بقلم حنين إبراهيم الخليل
مشى خطوتين ثم تذكر أن ركان طلب منه أن يتأكد من أن الضابط رأى الورقة ليعود ادراجه ويهز السيارة التي بدأت باصدار صوت صفير ويهرب
رائد كان يغسل وجهه عندما سمع صوت سيارته ليخرج مسرعا دون ان يمسح وجهه من الماء عندما وصل للسيارة كان الفاعل قد هرب بدأ في فحص ما قد يكون سرق فتح السيارة بعد ان إنتبه انه لم يغلق النافذة تماما كان كل شيء بمكانه لابد أن الاولاد كانو يلعبون قال في نفسه وقبل أن يغلق الباب لاحظ تلك الورقة ليلتقطها باستغراب قرأ ما بداخلها ليتتسع عينه بصدمة ضل يلتفت حوله يمينا ويسار قد يكون صاحب الورقة بالجوار أو اي أحد رأه لكنه لم يجد أحد كز رائد على اسنانه وهو يكرمش تلك الرقة بيده وكأن ما قرأه قد فتح جرحا كان يحاول نسيانه او بالاحرى التعايش معه لكن الأن لم يعد هناك سبيل غير التعامل معه وبشكل نهائي
في المساء عاد الأولاد للميتم و كان فهد وركان معهم لكن جلوسهم مع بعض لم يخلو من المشادات و المشاحنات و المشرفين يحاولان الفكاك بينهما في الحافلة إلى ان وصلو و أخذوهما ليبلغو المدير بشجارهما و الذي بعد ان وجد سبب خلافهما تافه أرسل ركان او (لنقل عمر من الان فصاعدا) إلى غرفة الاولاد و ابقى على فهد ليسأله عما فعله عمر اليوم ليخبره انه كان غائبا طوال الصباح ولم يعد إلا قبل العصر بساعة زادت شكوك ضياء حول عمر
وقرر مراقبته عن كثب
فهد كان عائدا للغرفة لكنه تذكر أن المشرفين اليوم لم يكون الإثنين متواجدين في الصباح بل كان أحدهم فقط
ليتساءل: يا ترى فوزي كان غايب فين النهاردة صعد لقسم البنات في الدور الثاني ليجده مغلقا طرق عليه عدة مرات ليأتيه الرد بصوت مرتجف: م مين
فهد استغرب نبرة صوتها: إفتحي يا مودة أنا فهد
فتحت مودة بابتسامة متوترة وعيون حمراء يبدو عليها أثر البكاء
فهد بقلق: مودة؟ مالك حصل حاجة في غيابي؟
قبل ان تنطق مودة سمعو صوت صفير قادم من الدرج وهو ينادي بمرح: سكر يا سكر
عمر محاولا التذكر هي كان إسمها إيه صحيح؟ ما علينا سيــــ.. سكت قليلا بحزن بعد أن ادرك ما كان سيقوله
توقف عند الباب ليجد فهد و مودة يقفان و علامات التوتر و القلق بادية على وجههما
عمر باستغراب: في ايه مالكم؟
فهد: ايه الي جابك؟
عمر وهو يرفع الكيس الذي بيده: انا جبت لعبة للبنت الصغيرة هي فين؟
مودة حاولت اخفاء صوتها المرتجف لكنها فشلت في ذلك فهي مازالت لم تستوعب ماحدث اليوم بعد: هي نايمة دلوقتي هات انا هديهالها
لاحظ كل من عمر و فهد خوفها و توترها أخذت الكيس من عمر وكانت ستغلق الباب لكن فهد منعها و أوقف الباب بيده
فهد بهدوء مرعب: إيه الي حصل النهاردة وفين الدادة ليه مجتش فتحت الباب
مودة: الدادة مجتش النهارده عشان تعبانة
فهد بترقب: وو..
مودة بارتباك: و ايه؟
فهد صرخ بنفاذ صبر: و ايه ده الي إنت هتقوليه أخلصي
فزعت مودة من صوته و إنفجرت بالبكاء أقترب عمر منها محاولا تهدءتها ولكن فهد دفعه عنها وغضبه الأن أصبح كالبركان: مودة اتكلمي و اوعي تخبي عني حاجة
مودة بصوت متقطع من البكاء: حـ حاضر حاضر
بعد دقائق خرج جميع الاولاد من غرفهم بفزع وهم يسمعون صوت صراخ وخبط في العليه
عمر حاول تدارك الموقف وهو يقول بسرعة خشي انتي و اقفلي الباب
كانت مودة مازالت متجمدة مكانها من الخوف وعمر يحاولة تهدئة فهد بشتى الطرق: فهد إهدى وخلينا نعرف نفكر
في ذلك الوقت صعد ضياء و المشرفين ما إن لمحه عمر حتى همس له: فهد اضربني
لم يكن يحتاج فهد لأمر ليدفعه بقوة وهو يصرخ: مية مرة أقول مفيش دكر يطلع هنا
عمر بالم: يحيوان إهدى بقولك كنت جايبلها اللعبة الي طلبتها مش اكثر
ضياء وصل لهم وهو يصرخ بغضب: إيه الي بيحصل هنا ده
عمر نظر لفهد راجيا ان لا يتكلم: تعال أربط التور ده بدل ماهو عمال يرفس كده
ضياء نظر لفهد مالكم متخانقين على طول كده ليه
فهد كان صدره يعلو ويهبط من الغضب ركان كان ينظر له برجاء ضياء وقف بينهم ينتظر الأجابة ذلك البغيض يقف بتوتر فكر أن يمسكه ويشفي غليله منه لكنه تذكر كلام ركان منذ أيام
فلاش باك
فهد نظر له بشفقة: أنا أسف على الي حصلك بس مش قادر أفهم رغم كل الحاجات الي بقت في إيدك أزاي قاعد هادي بالشكل ده عارف لو مكانك كنت بلغت البوليس دخلوهم السجن وشفيت غليلي منهم
عمر بسخرية: إنت عارف إنك غريب أوي يا فهد إنت لسا بتأمن بالعدالة رغم كل الي مريت بيه و الي لسا عايشه، تنهد وهو يجلس في ذلك المبنى شارد في نقطة ما: وبعدين حتى لو اشتكيت و البوليس جابلي حقي تفتكر أن ده هيطفي ناري؟ أنا الي جوايا بركان يا فهد و النار الي جوايا مش هتهدى غير لما اوقعهم واحد ورى التاني بس حاليا أنا بشتغل على الهادي لحد ما أسويهم سوى مضبوط عشان لما اضرب ضربتي
فهد وهو يستعد للعودة لمكانه: يا صبرك وطولة بالك
عمر: لازم أصبر و اعرف إمتى أضرب يا إما حقي الي عايش عشان أخذه هيضيع
فهد: طب تمام وجدعنة مني هساعدك بتوصيل معلومات بس، لكن انت لو وقعت أنا وانت ملناش دعوة ببعض اه، أنا بجري على يتامى
عمر التفت له بسخرية: لو ده هيظمنلك انهم هيكونو بأمان أنا و انت قدامهم أعداء
باك
فهد في نفسه أنا لو اتكلمت دلوقتي مش هاخد معاهم حق ولا باطل افضل حل دلوقتي أسكت و اخططلهم برواق
فهد التفت لضياء: الحيو.. ان ده ايه الي جابه قسم البنات
عمر بغضب: لم لسانك يا تو... ر انت
فهد كان سيهجم عليه مجددا لكن ضياء و المشريفين حالو بينهم و فكو النزاع
اخذو كل واحد منهم في غرفة مختلفة و مودة كانت دخلت غرفتها وهي تبكي عندما دخلت لها بسنت وهي تطالعها بخوف: مودة إنتي بتعيطي ليه هو انكل فوزي رجع يضربك تاني؟
مسحت مودة دموعها: لا يا حبيبتي مفيش حاجه مفيش حد ضربني قربتها منها وحضنتها لتطمئنها
كانت باقي البنات ينظرن لها بشفقة واقفين على الباب
عندما راتهم مدت يدها لهم ليقتربو أيضا
اقتربن وعانقنها وهن يبكين و يعتذرن لانهن لم يكن قادرات على حمايتها
كانت مودة تبكي بصمت وهي تتذكر عندما كانت تنهي تنظيف الغرف و باقي البنات عدن للأعلى تفاجأت بمن يغلق الباب خلفها ارتعدت اوصالها عندما وجدته فوزي وكان يقترب منها بنظرات مقززة
مودة بصوت متقطع من الخوف: إنت بتعمل ايه هنا؟
فوزي بخبث: جاي أساعدك
مودة محاولة تجنبه وهي تتجه للباب : شكرا انا اصلا كنت خارجة ادارت مقبض الباب لكنه كان مغلق
مودة برعب: انت قفلت الباب ليه إفتح خليني أخرج
أغمضت عينيها وهي تتذكر لحظات الرعب التي مرت بها وهي تصرخ و تضرب الباب بكل قوتها عله احد يسمعها
جذبها فوزي نحوه وهو يحاول إسكاتها عندما دفعها على السرير ولكن لحسن حظها في أخر لحظة وجدت من سحب فوزي عنها عنوة وهو يصفعه
كانت تحمد ربها وهي تضع يدها على صدرها بحماية وهي تقف راكضة إلى الخارج بعد أن فتح ضياء الباب و انقذها من يده
كانت تعانق البنات إلى أن نامت بعد ان شعرت بالإطمئنان لوجودهن حولها وعودة فهد متاكدة من حمايتهم لها
في الجانب الاخر عند ضياء كان ينظر شرزا لفوزي: شفت عمل إيه لما بس شاف عمر طالعلهم ما بالك لما يعرف إلي كنت هتعمله
فوزي بارتباك: يا باشا أنا مش عارف انت خايف من حتة عيل زيه ليه
ضياء بغضب: حتة العيل ده الي مش عاجبك كان مفيد ليا في الشغل اكتر منك و انت عارف إنه كان ممكن يودينا في داهية من زمان لما كشف شغلنا الاساسي بس هو سكت بالمقابل الولاد يفضلو تحت حمايتنا و خصوصا البنات الي بطلنا نشغلهم معانا، و انت جاي تهد أتفاقنا بعملتك كده ببساطة؟
فوزي بعدم مبالاة: قولتلك مش هتتكرر يا كبير انا اصلا مكنتش في وعيي
ضياء وهو يكز على أسنانه: مهو من الزفت الي بتشربه كام مرة قولتلك تبطله قبل ما تودينا في داهية
فوزي لينهي الموضوع: امرك يا كبير
عمر و فهد كانا يقفان عند نافذة مكتبه يتلصصان عليهما وقد سمع ما دار بينهما
عمر التفت لفهد يرى ردة فعله كانت عينيه تنذران بشر قادم
فهد بعد تفكير: انا موافق ابقى معاك في الي جاي، هتعمل ايه الخطوة الجاية
عمر وهو يمشي عائدا لغرفته: مفيش حاجه نعملها الفترة دي الفترة الجاية الضابط هو الي هيتصرف و احنا نتدخل في الوقت المناسب