رواية العلاقة الزوجية ( كامله جميع الفصول ) بقلم محمد ابراهيم

 

رواية العلاقة الزوجية كامله جميع الفصول بقلم محمد ابراهيم 

"أنا هنزل."

"رايحة فين؟"

"هروح أشتري حاجات من الشوارع اللي جنبنا كده."

"قوليلي هي ايه و أنزل أجيبها."

"لا ماهو دي حاجات ليها علاقة بالمكياج و منتجات عناية بالبشرة و حاجات أنت مش هتعرفها، و بعدين هشتري من مكان قريب."

"حد نازل معاكِ؟"

"لأ، وحدي."

"تحبي أجي معاكِ؟"

"لا مش هتأخر، أظبط عليا الساعة، نُص ساعة بالظبط."

"ماشي، هكلمك و هتابعك."

"ماشي."

خدت الشنطة و الموبايل و نزلت.
أنا كذبت، أنا مش نازلة أشتري حاجة، أو مش ده هدفي، هدفي كان حاجة تانية خالص.

مشيت في الشارع و أنا بفكر، كان لازم أنزل أفكر في مكان بعيد عنه و عن البيت.

أنا عاملة في نفسي كده ليه! 
ضاغطة نفسي و مش عارفة أفرح بـ أي حاجة!
مالي، حياتي كويسة، و مع ذلك مش مبسوطة!
عنيا طول الوقت على غيري و صور غيري.
بشوف صورة فلانة مع جوزها، و فلانة سافرت فين مع جوزها، و فلانة بوتاجازها أكبر من بوتاجازي، و شقتها مفروشة أحلى من شقتي، مع إن شقتي مش وحشة!
بس عنيا دايمًا بتبُص على الشيء الناقص من عندي، و ده مخليني في ضغط طول الوقت.

أنتِ غلط يا حورية.
جوزك كويس، بيشتغل و معاه فلوس، بيتك حلو و نضيف، غيرك بيتمنوا أوضة واحده مكان شقتك.
عندك هدوم كتير و جوزك مش مخليكِ محتاجة حاجة
مالك!
هتتنمردي على النعمة لغاية ما تضيع من ايديكِ!
أرضي يا حورية، أرضي عشان تنبسطي.

"آلو."
"خلصتي و لا لسه؟"
"أقولك ايه، ماتنزل."
"في حاجة حصلت معاكِ و لا ايه؟"
"مافيش حاجة، بس الجو حلو قوي دلوقتي، خسارة نقعد في الشقة و نسيب المُتعة دي."
"هتروحي فين؟"
"مش هنبعد و لا هدبسك في عزومة جامدة ماتقلقش."

و أنا في الشارع بصيت على بنت و ولد، شكلهم مخطوبين جديد، ماشيين بياكلوا آيس كريم سوا و في قمة سعادتهم، و في مشهد شبه بتاع السينما، الآيس كريم وقع على هدومها، طلع المناديل من جيبه و فضل ينضف لها هدومها اللي باظت.

مشهد بسيط قوي، عرفني أنا ليه مش مبسوطة في حياتي رغم إن فيها حاجات كتير حلوة، عشان أنا مش راضية!
عندي تطلع للأفضل طول الوقت، طول الوقت عايزة أكون في مستوي أعلى، يبقى عندي الأحدث، و الأجدد
و ده صراع لو فضلت فيه نفسي هيتقطع و مش هعرف أنبسط!
لازم أعود نفسي على إني أنبسط بالموجود، كان قليل أو كتير، لازم أنبسط بيه و ألاقي فيه سعادتي، ده اللي هيخليني استمتع بجد!

فضلت أفكر مع نفسي و أجادل معاها لغاية ما إبراهيم نزل من البيت و وصل.

"ايه واقفة ليه كده؟"

"مستنياك."

"اوعى يكون حد ضايقك."

"مافيش حاجة و الله، كل الفكرة إن لقيت الجو حلو، قولت أكلمك نقعد شوية أو ناكل."

"مش كُنتي قولتي طيب، أنا مش نازل بفلوس كتيرة، و لا لابس لبس ينفع يتقعد بيه في مكان."

"ماحنا لا هنحتاج لبس كلاسيك و لا هنحتاج فلوس للأكل."

"ايه ده اُمال ايه؟
هنشحت و لا ايه؟"

"أنت معاك كام فلوس؟"

"مية جنية اللي في جيبي."

"هتكفينا."

"هتكفينا إزاي؟"

"ساندوتشين شاورما على إزازتين بيبسي و اتعشت."

"و هناكلهم فين دول؟"

"هنا ورا المحل ده، فيه جنينة مفتوحة الناس بتقعد فيها بدون أي فلوس."

"ساندوتشين شاورما في جنينة في الشارع!
مين بيتكلم!
حورية و لا مين؟"

"مستغربني صح؟"

"إلا مستغرب!
من امتى و ده نظامك!
ده أنتِ بتخليني ألبس بدلة عشان نخرج نتعشى!"

"ايه التعقيد ده!
أنت إزاي كُنت بتوافق!"

"ماكُنتش بوافق أنا أصلًا مابحبش الخنقة و الحنتفة الزيادة، لكن أنتِ بتفضلي تسمعيني في كلام زي.. لو حد شافنا هيقولوا علينا ايه، مش معانا فلوس عشان ناكل في أي مطعم!
لازم نبقى في كامل أناقتنا حتى لو نازلين نشتري حاجة من السوبر ماركت."

"معقدة قوي أنا!"

"كنت بطاوعك عشان مازعلكيش و خلاص."

"جات لك فرصتك اهو، و هنعيش يوم بسيط زي ذوقك."

"موافق."

عدينا على المحل اشترينا الساندوتشات و المخلل و البيبسي و دخلنا الجنينة المليانة عيال صغيرة بتلعب كورة، و عائلات فارشة الملايات على الأرض و واخدين معاهم محشي و بانية بياكلوه في الشارع!

"أنتِ متأكدة إنك مرتاحة في المكان!"

"اه، قوي."

"فيه ايه يا حورية، أنا حاسس إن ده كمين و الله و إن في حاجة غريبة هتحصل."

ضحكت.

"و لا أي حاجة...
كُل الفكرة إني اكتشفت إني مقعدة بجد، و رغم الفلوس و المطاعم و اللبس، بس مش عارفة أنبسط، في صراع طول الوقت، مش عارفة استمتع، اكتشفت إن السبب مش في الحاجة اللي حواليا أو اللي معايا، المشكلة فيا، الإنسان اللي بيعرف يكون مبسوط، هو اللي بيخلق السعادة من أقل و أبسط الأشياء، السعادة في قعدة بلكونة رايقة و أنت جنبي و نفضل نتخانق على أسماء ولادنا اللي مش عارفين ربنا هيكرمنا بيهم امتى!
السعادة في شوية هوا ساقعين زي دول و أكلة طعمها حلو.
السعادة في كُل رُكن في بيتنا اللي مختارينه على ذوقنا، أو ممكن نختصر كُل دول، و نقول إن السعادة بجد و أنا جوه حُضنك، و احنا متصالحين و راضيين عن بعض كده."

"ياسلام!
احنا فيها تعالى اهو."

"تعالى ايه بس، احنا في الشارع و الناس!"

"ناس ايه دول بياكلوا محشي في الشارع و مش هاممهم، و بعدين ده حضن متجوزين يعني حلال، تعالى."❤

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1