رواية نجم الراضي (كاملة جميع الفصول) بقلم فاطمه النعيمي

 

رواية نجم الراضي كامله جميع الفصول بقلم فاطمه النعيمي 


قد يخطأ الانسان 
فكل بنو آدم خطائون
لكن ان يستمتع بالخطأ فهذا أمر خطير جدا
فالانسان مفطور على الخير وحين يتلذذ بالشر يكون مشوه النفسية
والتشوهات النفسية تاتي اما من خلل جيني او من تربية خاطئة.

........

كان اسمه نجم الراضي ومعروف بين الناس بأسم الجلاد 

اصغر واشهر سفاح عرفته المنطقة الشمالية من مدينة الموصل

اول ذكرى خزنتها ذاكرته هو منظر لوجه قطة تلفظ انفاسها الاخيرة بين يديه وهو يخنقها

كانت قد جلبتها له امه من صغار قطة جارتهم كي يلعب بها قبل يومين
ولم يشعر بنفسه الا وهو يطبق يديه على رقبتها ويضغط بقوة حتى اوشكت ان تموت فاطلقها

كانت عيناه تبرقان بشكل غريب.......
مبتسم تغمره فرحة مقيتة مبتهج يكاد ان يأكل نفسه من البهجة
بهذا اليوم
اكتشف متعة كبيرة حين كان يراها تغمض عينيها وتشهق بقوة تحاول اخذ نفس من الهواء الذي منعه عنها
كان مستمتع بهذا بشكل رهيب متعة تشبه الى حد بعيد متعة مدمنين اكل الفلفل الحار جدا
للحظة....
تركها.....
نهضت لتمشي لكنها انقلبت على ظهرها......
ثم نهضت كانت قوائمها ترتجف......
فسقطت عدة مرات......
كانت صغيرة وفرائها لم يكتمل بعد 
مازال الفراء ناعما قصيرا وابيض
ولها بعض البقع السوداء على ضهرها و انفها وعلى احدى عينيها
نظر اليها وهي تنهض وتمشي وهي تترنح
وتموء كأنها تستنجد بأمها
اشعره موائها باثارة غريبة
نهض مسرعا ولحق بها وهي تمشي مترنحة ،
امسك بها ونظر لها نظرة شراهة
وزم فمه بقوة
وضغط على رقبتها بأصابعه شعر بفقرات عنقها تحت اصابعه تتباعد
وبدأ يخنقها بقوة اعنف هذه المرة وغرق في متعة لم يعرفها خلال سنوات عمره السبعة الماضية
كانت القطة تحاول دفع يديه بيديها لكنها كانت صغيرة ومخالبها رقيقة 
اما هو كان يضحك.....
ثم اصبح يقهقه......
وشعر بانتشاء وهو يشاهد لسانها الوردي الصغير يتدلى على جانب فمها الصغير،
وتجمدت عيناها كالزجاج وكفت عن الحراك،

انطلق إلى الحديقة.....
يحملها من اذنها بين سبابته وابهامه كشيء قذر

حفر حفرة صغيرة بأظافره،  
دفع جسد القطة الميتة بداخلها،  
ثم غطاها بالتراب.  

في تلك الأيام 
أدرك أمرين:  
لذةً جديدة،
لاذعة كالسكين، اخترقت جسده لأول مرة.  
وأن الهواء… 
ذلك السر الذي يمنح الحياة…  
يمكن سلبه بضغطتين من أصابعه.  

وذلك حين ذهب في اليوم الثاني للمدرسة وسال معلمه
قائلا
-أستاذ لماذا تموت القطة اذا خنقتها
فقال له المعلم بحدة 
-من الذي خنق القطة ؟
قال له نجم بفخر وهو يكاد ان يضحك متفاخرا
- والدي،

ولم يكن كاذبا لقد رأى والده ذات يوم يخنق قطة ازعجتهم كثيرا بسرقاتها من مطبخهم فامسك بها بعد مطاردة طويلة ولفها بكيس وخنقها وحفر لها في الحديقة ودفنها كان هذا قبل عاما ء من هذا اليوم

فتح المعلم فمه مذهولا وقال
- هل ابوك مسلم؟

(((قد لايعرف الطفل بهذا العمر الفرق بين الاديان لكن في مدينة دير العذراء ذات الاغلبية المسيحية يعرف كل طفل بعد عامه الرابع او الخامس اذا كان هو مسلم او مسيحي)))

قال له نجم
- نعم مسلم 

قال المعلم متحيرا
- كيف اذاً يخنق قطة؟
قلب نجم شفتيه ورفع كتفيه دلالة عدم المعرفة
نظر المعلم الى الطفل وسرح في خياله
كأنه يقول لنفسه
- يال العجب
لم يكن يعلم المعلم ان تصرف الاب قد يؤثر على طفله
كي يقوم بدوره كمربي ويحذره من هذا الفعل ويجرمه
كي يفهم نجم ان قتل الروح خطيئة كبيرة
لأن معظم معلمينا جهلاء كتلك المعلمة التي سالتها تلميذة من تلاميذها 
-ست لماذا يلتصق الماء بالكرة الارضية ؟
فقالت المعلمة لان الكرة الارضية تدور هاكذا ولو دارت بالعكس لسقط الماء.

لم يستغل المعلم هذا السؤال ليرسخ في ذهن الطفل القيم الانسانية النبيلة
استانف المعلم الدرس وانتهى الموضوع عنده
قال احد المفكرين لا اذكر اسمه 
((اذا اردت ان تعرف رقي أمة فانظر الى معلميها))

حين رجع من المدرسة سالته امه بغضب
- اين قطتك ؟
قال لها بلا مبالات
- لا ادري ربما ذهبت الى امها
كان وجه امه يقول انها لم تصدقه،
كانت عيناها مرتابتان
وكانت هناك نظرة خوف في وجهها نفس تلك النظرة التي رأها بوجهها حين عادت من بيت جده واخبرها بمافعله والده للقطة قبل عام
يومها جُنت وانطلقت تصرخ بوجه والده وهي تقول له

- كيف استطعت ان تقتل القطة امام ابنك الم تفكر بعواقب هذا الامر؟
قال ابوه وقد انزعج وتفاجأ من وقاحتها وصراخها بوجهه وهو يدعي العصبية 
-بلى فكرت اساسا انا اريد ان يكون قلبه ميتا كي يصبح رجلاً
صرخت بزوجها برعب تحاول اخفائه
كأنها تتخيل نفسها في مكان تلك القطة وقالت

-والله لا القتل ولا الضرب رجولة
فنهض زوجها بسرعة وهو يسبها 
وامسكها من شعرها ككل مرة
والصقها بالجدار وانهال عليها بكفيه ورجليه صفعا وركلا
بينما كان يضربها،
لاحظ نجم كيف تناثرت حبات عقدها الزهيد على الأرض… تتدحرج 
بين قطرات دمها الذي طفر من انفها حين جأئت احدى الركلات بوجهها مباشرة

أما طفلهم نجم الذي كان ينظر للموقف وقد الصق وجهه بأطار باب الغرفة ينظر الى وجه ابيه وعلى شفتيه شبح ابتسامة وكأنه يشاهد مشهدا كومديا ممتعا
وهو لايعلم سر تلك المتعة
لم يكن يعلم انه قبل ذلك الموقف بعشرات المرات
كان حين يرى ابوه يضرب امه يخاف ويخفق قلبه بعنف شديد لقوة انطلاق الادرنالين بجسمه
ويختبيء ويغلق اذنيه كي لايسمع صراخ امه
لكنه شيء فشيء اصبح يألف هذه الحالة واصبح يستمتع بالادرنالين الذي ينطلق في جسده الصغير
ولم يعد يفعل به كما في السابق 
بمعنى لم يعد يخفق قلبه او يخاف او يتعرق او ينفعل
اصبح يتقبل الموقف ويتفرج عليه
وادرك بعد ذلك بسنوات قليلة ايضا
ماهو شعور امه حين كان يضربها ابوه
حين رسب في صفه الثالث
واقسم ابوه انه سيشنقه وجاء بحبل علقه في المروحة
وربطه حول رقبة نجم
كان نجم متاكد ان ابوه لن يقتله لكنه لايعرف لما كان خائفا جدا ربما لان وجه أبوه كان مخيفا وهو منفعل
اصبح نجم بعد ان قتل القطة 
يعرف شعور ابوه حين يضرب امه ذلك الشعور الذي 
يجعله يشعر بالتفوق على مخلوق ضعيف 
حتى انه شعر ان ضعف أمه امام ابيه هو الذي يغريه بظلمها فانغرز هذا الامر في عمق ذاته دون ان يشعر

.........

هاكذا كانت بداية نجم الراضي
في التسعينيات من القرن الماضي
وشيء فشيء بدأت الافعال الاجرامية تتزايد 
حيث بدأ يتصيد الكلاب الضالة ويربطها ويصب عليها الگاز ويحرقها ويراقب الكلب وهو يركض والنار تأكله حتى يسكن ويتفحم
وكان احيانا اخرى ينصب مشانق في بيوت تحت الانشاء
ويشنق الكلاب والقطط عليها
ولقذارته وعنفه تم طرده من المدرسة عدة مرات وهو لم يتجاوز الصف الثالث حتى تم فصله نهائي بعد ان كسر انف احد الاطفال وكاد ان يخنقه،

خرج نجم من المدرسة واصبح يسكن الشوارع بعد ان هربت امه من ابوه قبل ذلك اليوم باشهر
ايوه الذي كان يعنف انه بمختلف الوسائل ضرب وشتم وطرد
حتى اقسم اخوها اخيرا انه لن يعيدها له ابدا ورفع على زوجها قضية طلاق كسبها بسهولة
وبعد انتهاء عدتها بشهور بسيطة زوجها لاحد اقاربه في مدينة المحلبية ورحلت السيدة الطيبة لتنشأ اسرة جيدة مع رجل يستحقها وتركت المجرم وابنه مشردين ولم يمضي وقت طويل حتى تزوج ابوه من سيدة مطلقة لاسباب اخلاقية واجتمع
( المتعوس على خايب الرجا) 
واصبح مسكن نجم الراضي في الشوارع لايسال عنه احد اذا غاب ولايحاسبه احد اذا اخطأ
بل انه اتخذ لنفسه اول مسكن بعيد عن الناس حين قام بجمع بعض الكارتون وبعض الاشياء من مكبات النفايات وبنى لنفسه مخبأ او مسكن في احد تلك البيوت التي تم بنائها وبقيت على شكل هياكل بسبب الحصار الاقتصادي الذي قيد احلام الناس ومشاريعهم لتسع سنوات ولم يستطع احد من اصحاب تلك البيوت اكمال بيته فاصبحت هايكل بيوتهم ملتقى المراهقين والكلاب الضالة

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1