قصة ازهار الفصل الاول بقلم ميدو هيرو
إسمي أزهار، جاية النهاردة أحكي كل المواقف اللي حصلت معايا وعيلتي، احنا عيلة الحمد لله وضعها المادي كويس
بابا دكتور مشهور في منطقتنا والكل في المنطقة بيحبه، وبييجوا يتعالجوا عنده لما حد بيتعب
وطبعاً زي ما في ناس بتحب بابا، في ناس بتكره لأسباب مجهولة، عمرنا ما كُنا سبب في ضرر حد خالص بالعكس،بس للأسف كان فيه ناس تانية بتحسده، و بتكرهلنا الخير!.
أوقات كتير كنا نلاقي ماية مرشوشة بالعرض على باب البيت، ولون الماية سودة جدًا وتقيلة!.
أوقات تانية كُنا نتوهم إن خط الماية دا تعبان إسود وبيتحرك ! .
وياريتها بتخلص على كدا، لقينا في مرة لفة صغيرة محطوطة تحت عجل عربية بابا ..اللي كان بيركنها دايماً قُدام باب العيادة.
وللعلم العيادة في الدور الأرضي في البيت، ومن الفضول فتحنا اللفة دي، وطلع مكتوب فيها رموز غريبة مُقبضة، طلاسم بالمعنى الأدق، وكلام زي موت وعدم توفيق ومش فاكرة إيه كمان!. لأني وقتها كان عندي ١٢ سنة.
وعرفت من ماما إن الورقة دي فيها سحر أو عمل، وكمان كان واضح جدًا أن الرموز كانت مكتوبة بالدم. لما فتحناها كلنا مسلمناش من الكوابيس والأذى والأمور الغريبة إللي كلنا مرينا بيها بلا استثناء.
أنا فاكرة كويس لما صحيت بالليل في يوم كُنت عطشانة، روحت التلاجة علشان أشرب، لقيت شباك المطبخ مفتوح، جيت علشان أقفله لقيته فجأة إترزع في وشي رغم إن مافيش هوا أصلاً!!.
طبعاً إتخضيت وعلشان كُنت لسه صغيرة ماحطش حاجة في دماغي، وبعد ماشربت ورجعت لأوضتي، لمحت إيد تحت السرير بتتحرك، لما دخلت الأوضة وبصيت عليها إتسحبت بسُرعة لجوة السرير ! .
لقيت ميشو القط بتاعي بيبُص تحت السرير وبيزمجر وهو بينفش نفسه، وبيطلع منه صوت أول مرة أسمعها منه، كأنهُ بالظبط بيستعد للهجوم أو إنهُ خايف من حاجة هو شايفها، وطبعًا أنا عرفت هو كان من إيه.
كان بعيد عن السرير بكام متر، فضلت أنادي عليه وانا واقفة عند باب اوضتي من الخوف، لكن مكنش مركز معايا، كان لسه باصص تحت السرير وكل شوية يحرك جسمهُ لقدام بعد كدا بيرجع تاني، من مكاني نزلت على ركبتي بصيت تحت السرير بس ملقتش حاجة!.
ولما قمت من على الأرض، أنا فاكرة كويس ومستوعبة إللي هقولهُ ومكنش تهيؤات أنا مُتأكدة، بقول كده ليه؟.. لأني لما قمت من على الأرض لقيت ميشو نايم على السرير زي ما سيبته قبل ما أروح أشرب!!!.
وطبعاً الكوابيس مسبتنيش، بس الحقيقة مش فاكرة أي كابوس منهم، بس إللي فاكراه إني صحيت تاني يوم على صرخة لأمي .
جرينا كلنا عليها .. لقيناها بتجري علينا وبتحضن فيا أنا وإخواتي وعمالة تقرأ قرآن وتحمد ربنا .
لما هديت عرفنا إنها شافت كابوس مرعب، شافتنا كلنا بنتحرق في الشقة جوة نار شديدة وكُنا بنصرخ وهي مكنتش عارفه تعملنا أي حاج، وكانت شايفه أجسام طويلة وشوشهم سودة ومرعبة كانوا بيزودوا النار كل ما كانت بتهدى! .
وكانت شايفه على الحيطان كُل الرموز إللي شوفناها في الورقة.
بابا خمن إن السبب اللي خلا ماما تشوف الكابوس ده، أن ده بسبب أن هي اللي فتحت الورقة، وإنها كانت المفروض تستناه قبل ما تفتحها، لأنه عرف من أول ما شافها إنها سحر زي الماية اللي كل يومين بنلاقيها مرشوشة قدام البيت!!.
بمناسبة الماية والورقة دي، إحنا مركبين كاميرا عند الباب، والكاميرا جايبه كل حاجة، بس كانت بتيجي عند وقت معين وكانت بتوش، كأنها بتعطل كام ثانية كدا وبترجع تاني، وقتها بابا صور كام صورة للكاميرا في الوقت إللي بتعطل فيه، والصور معايا.. وجبتلك صورة منهم علشان تشوف بنفسك اللي بقصده، بس مش عارفه ليه كُل ما أبعت الموب بتاعي يهنج؟.
بصراحة خوفت وقررت مابعتش، واستكفيت بالحكاية دي بس.
المهم بعد إللي حصلنا دا كان طبيعي إننا نخاف ونقلق، اتصالنا بشيخ معرفة،إللي متذكراه إنه جيه وشاف الورقة، حسيت إنهُ إترعش لثواني كدا، بعد كدا حطها في ماية وقرأ عليها قرآن عشان يبطل السحر.
قال لبابا إن دا سحر قوي، ولما شاف العطل إللي في الكاميرا وإللي بعد العطل دا بنلاقي الماية إترشت ومابنشوفش مين بيرمي الماية؟.. ولا مين بيحط الورقة تحت العجل؟
أكد إن السحر هيفضل يتعملنا كل مانحاول نبطل إللي قبله!!.
إحنا كنا ساكنين في الدور التالت وكان يحصل كتير إننا نسمع في الدور الرابع فوق مننا أصوات خبط كتير في كل مكان في الشقة إللي فوق، وصوت لخطوات ناس بتجري وأصوات لعيال صغيرة بتضحك، وأصوات تانية لعفش بيتجر، كُل دا ومع العلم إن الدور دا فاضي وما فيش ولا حد ساكن؟!!
الملحوظ إن الأصوات دي ظهرت لما الشيخ مشي من عندنا، أو بمعنى أصح.. لما أبطل مفعول السحر إللي كان في الورقة.
في الأول بابا وماما قالوا يمكن بالفعل حد جيه وأجر الشقة اللي فوق مننا، بس لما كُنا بنطلع ونفضل نخبط مكنش حد بيرد علينا وباب الشقة أصلاً مترب جداً زاي ما هو .
وفي مرة كُنت طالعة أنشر الغسيل على السطح، بس وقفت في الدور الرابع بعد لقيت الباب مفتوح!
استغربت جداً وقولت مين فتح الباب؟.. ركزت على الباب لثواني، لمحت رمز غريب حتى مش عارفه أوصفه، هو كان عامل زاي مثلث وجواة حرف أو كلمة بس منظره مُقبض،والرمز دا متكرر أكتر من مرة على الباب، لما قررت أطلع ومهتمش بأي حاجة، وقتها شميت ريحة شياط، ولقيت ضوء بيظهر فجأة من جوة، لقيت عداد الكهربا إللي ورا الباب بيولع!! و النار طالعة منه.
فضلت باصة للنار بذهول وكأني مسحورة، مش عارف الحقيقة اللي شوفتهُ جوة النار حقيقة ولا كان بيتهيألي، شوفت أجسام بتتشكل ووشوش بيظهروا من جوة النار ! .
لحد ما شوفت شخص لابس جلابيا طويلة وشعرهُ كان منكوش حتى ملحقتش أشوف وشه، بمجرد ما لقيتهُ بيخرج بثبات وبيمشي بكل هدوء للنار، إترعبت وفضلت أصرخ!.. نزلت جري لتحت وحكيتلهم وأنا بصرخ على اللي شوفتهُ.
أبويا وكام راجل من الجيران طلعوا على صوتي، لقوا بالفعل النار ماسكه العداد، فضلوا ساعة يطفوا النار ، ولما بابا نزل وحكيتلهُ على الشخص أبو جلابية .. قالي مافيش حد كان موجود فوق !! .
من بعد الموقف دا بقينا بنشغل سورة البقرة كل يوم في الشقة بتاعت الدور الرابع، كانت الأصوات تسكت وكُل شيء يبقى هادي
ولما مانشغلش السورة ترجع الأصوات والحركة أشد من الأول! .
كُنت أكتر واحدة فيهم متضررة من الموضوع دا، يمكن علشان شوفت الشخص دا، بس كنت بسأل نفسي مين دا؟.. وإزاي ظهر فجأة كدا؟.
في مرة كنت نايمة وقت الضهر، حلمت إن في حد لابس أبيض في أبيض وكأنه لابس كفن مش باين منه أي ملامح، بيقرب عليا وانا نايمة على السرير وفاتحة عيني بخوف وأنا شيفاه بيقرب عليا، بس أول ماشوفتهُ حاجة جوايا قالتلي هو دا الشخص إللي شوفتهُ فوق!.
لما قرب زقني ونام على السرير، ريحتهُ كانت بشعة لا تُطاق.
لما صحيت لقيتني فعلا مزقوقة على أول السرير وجنبي فاضي!!.
خوفت أكتر وقررت محكيش لحد وفضلت أيام مانمش لواحدي ولا على سريري، لأني كُل ما أحاول أنام لواحدي كان بيظهرلي، مكنش بيأذيني بس كُنت بمجرد ما بشوفهُ بتأذي نفسياً وبفضل خايفه لأيام .
أختي في مرة كانت نازلة بالليل علشان تقفل باب العمارة من تحت، وفجأة سمعناها بتصرخ بصوت عالي، ولما نزلنا نشوف إيه إللي حصل. أقسمت يمين إنها شافت ايد سودة طلعت من عيادة بابا ومسكت شعرها وزقتها لورا بعد ما سمعت صوت كركبة جاية من جوة العيادة .. وعلشان العيادة مقفولة إستغربت، ولما فتحت الباب علشان تشوف إيه مصدر الكركبة دي، شافت الإيد خارجة من وسط الضلمة ومسكت شعرها!! .
