رواية اللعنة ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم منى حارس

مكنتش عارفة هتروح فين بعد ما طليقها باع الشقه من وراها  ورماها في الشارع هى واولادها وباع كل حاجة لما كانت عند اختها تعبانه  ..

وبعدها ساب البلد كلها وهاجر لبلد أجنبي وانقطعت أخباره ،  وسابلها التؤام اللي لسه مكملوش ست سنين 

  " سيف وسلمى  "  بنت وولد  زى القمر  , بعيونهم الزرقاء وشعرهم الكستنائي ولون  بشرتهم البيضاء ،  كانوا بيشبهوا الأجانب كتير  ,  بس للاسف  الحلو ميكملش  كانوا من أصحاب الهمم واتولدوا بإعاقة  ..

,سلمى كانت كفيفية  مبتشوفش من وهي لسه مولولدة , وسيف كان مبيسمعش وكلامه تقيل ، ودا كان سبب مشاكل صابرين مع جوزها اللى هرب وسابها  , الزوج كان دايما بيتهما إنها السبب والأدوية اللي كانت بتاخدها في الحمل هي السبب ،  و أن ربنا رزقه بطفلين مش طبيعين زى  باقي الاطفال بسبب أعمالها هي لوحدها , واشمعنى هو اللي ولاده كده معاقين وباقي اكفال العيلة كويسين ..

 ,ومكنش حامد ربنا على أولاده  دايما محسسها إنها هي سبب إعاقة الطفلين , ودا كان  سبب هروبه وبعده عن زوجته واولاده , طلب منها قبل ميطلقها ويبيع كل حاجة توديهم مركز رعاية للأيتام وهما  يتولوا رعايتهم ومسؤليتهم  ويبقوا يزوروهم كل أسبوع   ..

بس  هي رفضت تسيب  أولادها , والنهاية جوزها طلقها ورماها في الشارع وقالها أنه مش ملزم يصرف على  أطفال معاقين  , صابرين لقيت نفسها في يوم وليله في الشارع من غير بيت يأويها ويسترها من غدر الزمن هى وأولادها ،  مكنتش عارفة هتعمل ايه وقلبها مطاوعهاش ترمي ولادها بسبب اب قاسي القلب وعديم الرحمة والانسانية .

اختها استحملتها شهر في بيتها , وبعدها زوجها حكم عليها إن  صابرين  لازم تمشي وتشوف مكان ليها ولأولادها , لأن البيت ضيق وبالرغم إنها كانت بتشتغل في شركة وبتصرف على أولادها , وبتساعد في مصاريف البيت بس الزوج أصر 

أنها لازم تمشي من بيته وهو مش ملزم يخليها عنده...

  اضطرت صابرين تدور على شقة إيجار جديد وتسأل السماسرة وكل معارفها يمكن حد يدلها على شقة سعرها حنين  ، وفي يوم كانت بتكلم سمسار على التليفون وكانت بتترجاه يشوفلها شقه بسرعه بسعر  رخيص لأن أختها خلاص صممت لازم تمشي أخر الإسبوع قبل ما جوزها يرجع من السفر ...

لانه حلف عليها طلاق ومكنتش عاوزة تكون سبب خراب بيت أختها .. كانت بتكلم السمسار...

- ايوة يا عم ناصر لقيت الشقة , بس دى سعرها غالي اووى عليا انا عاوزة حاجة بسعر قليل اقدر ادفع واعيش انا واولادى بباقي مرتبي لأن سالم بيحتاج علاج شهرى  , شوفلي حتى اوضة وحمام ومطبخ اربع حيطان تلمنا مش عاوزة اكتر من كدة قفلت التليفون  ودموعها نزلت بقهر . .

وهنا قرب منها بهدوء وقالها بحرج

_ مدام صابرين  انا عرفت من مدام روقيه انك بتدورى على شقة  , وطلبك عندى ..

صابرين رفعت عيونها الزرقاء اللي بلون صفاء البحر  لزميلها برجاء عاوزة تتأكد إنه بيتكلم بجد مبيضحكش عليها زى ناس كتير في الشركة طمعانه في جمالها .

 قالتله برجاء وهي هتعيط بتتكلم بجد يا استاذ حسين ؟

- ايوة عندى شقة مفروشة في العمارة اللي في البيت اللي قصادي , صاحبها عاوز يأجرها لانه مسافر .

- ردت بخيبة أمل شقة مفروشة ايه بس يا استاذ حسين , انا امكانياتي متسمحش بالكلام دا انا محتاجة حاجة بسيطة وانا هتصرف في الفرش في عندى حجات بسيطة ؟

رد عليها بهدوء :

- متخافيش صاحبها مش طالب مبلغ كبير صدقينى 

- طالب كام في الشهر ؟

- 300 ج هتقدرى تدفعيهم يا مدام صابرين 

- وهنا صابرين اتنرفزت جدا وحست بالإهانه الكبيره وقالته : 

_ انت شايف ان دا وقت تريقة يا استاذ حسين للدرجة دى مبقاش عندكم احساس ولا دم انت بتتريق عليا هو في شقة وكمان مفروشه بالمبلغ دا وبعدها قامت وهي مش قادرة تمسك دموعها من القهر والذل ..

 للدرجة دى السخرية والتريقة على مصايب الناس واعدت تحسبن وتدعي على جوزها واللي عمله فيها ومشيت لكن حسين جرى وراها وهو بيقلها انه مبيتريقش عليها , واقسملها ان فعلا صاحب الشقة طالب ٥٠٠ ج بس ليه شرط .

سالته بفضول  شرط اية  ؟

قالها  الشرط انك متسبيش الشقة مهما حصل لمدة خمس سنين ومتساليش ليه لأني ببساطة معرفش .

 وهنا انفجرت صابرين في الضحك هو دا الشرط , وقالته وانا لو لقيت شقة بالمبلغ دا والظروف اللي انا فيها هفكر اسيبها يا استاذ حسين ليه  مش فاهمه , كان الفضول بيقتلها تعرف سبب الشرط , بس بردوا مش مسموح تسال وتعرف ليه والنهاية مش مهم المهم يكون كلامه حقيقي مش كذب ..

لما رجعت بيت اختها حكت لها عن اللي حصل  بقلق وهي محتاجة نصيحة وحد يطمنها , اختها فرحت انها هتسيب  الشقه  وهتمشي علشان جوزها  وقالتلها :

- دى فرصة يا صابرين ممكن الشقة عليها قضايا ومش عاوز حد من الورثة يحط ايده عليها مين عارف المهم انها فرصة متتعوضش اوعي تسبيها ، قوليلي هتنقلي امتى انت عارفة سيد جوزى راجع بعد يومين ومش عاوزة مشاكل ربنا يخليك , لو عليا انت واولادك على راسي من فوق لكن الظروف والمكان ضيق زى ما انت شايفه , وهنا دخل سيف وهو ماسك ايد سلمى وكان الاتنين بيعيطوا بصوت عالي , ولما الام سالتهم حصل ايه يا اولاد :

- ردت سلمى بقهر يا ماما شادى ابن خالتي رجاء ضرب سيف بالعصاية  على ايده وخالتوا سابته يضربه  وكمان زقته على الأرض وقالت كفاية مستحمله معاقين  في بيتها ، وقالت لنا نغور في داهية ولو متنا احسن , وياريت امكم ترميكم  في الشارع زى ابوكم  وتشوف حالها ..

وسالت الطفلة أمها بدموعها هو  " انت يا ماما هترمينا في الشارع بجد ..."

وهنا رفعت صابرين عينيها بغيظ وغضب لأختها , اللي قالت بسرعة وهي بتدارى عيونها  :

_ بنتك كدابه يا صابرين وقليلة ادب هي شافت كل دا ازاي دى عامية ومبتشوفش  متصدقيهاش , وهنا صابرين مقدرتش تستحمل وصرخت بصوت عالي :

- بنتى عامية يا رجاء بس ربنا ميزها وخلاها تقدر تسمع دبة النملة , واخوها مبيسمعش وصعب الكلام بس ربنا بردوا عوضوا وبيقدر يشوف  النجوم في عز الظهر حسبي الله ونعم الوكيل تعملي كدة في اطفال ملهمش ذنب غير أن ربنا خلقهم  مختلفين  .

 مش هقدر اقول غير كده وانفجرت في البكاء  , بعدها اتصلت بحسين وقالتله :

- انا موافقة ااجر الشقة وموافقة باي شرط يا استاذ حسين  وهقعد في الشقة خمس سنين  ومش هخرج منها لاي سبب بس محتاجة اسكن بكرة الصبح  لو سمحت لان معنديش مكان اعيش فيه وكدة هبات في الشارع .

رد حسين وقالها بلهفه :

- هكلملك صاحب الشقة حالا متقلقيش  ..

وبعد نصف ساعه اتصل بيها وقالها صاحب البيت وافق انها تكتب العقد بكرة وتاخد المفتاح ..

وبدأت صابرين تجهز حجاتها وهدوم ولادها علشان تمشي من عند اختها , ومهما تكون الشقة سيئه ولا فيها عيوب ولا حتى مسكونه مش هتكون في سوء نفسية وكراهية أختها لأولادها .

وتاني يوم راحت صابرين مع صاحبتها روقية و حسين  تمضي العقد وتشوف الشقه اللي مكنتش فارق معاها حاجة حتى لو كانت خرابه كانت هتوافق لأن مفيش بديل قدامها ولازم تمشي 

 وهناك كانت الصدمة والمفاجأة اللى مكنتش متخيله إنها هتلاقيها بالشقة واللي خلت حياتها تتحول للابد ...🙄

-

-