قصة الست العجوز ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم ميدو هيرو

قصة الست العجوز الفصل الاول بقلم ميدو هيرو


محمد انا قولتلك مية مرة مبحبش الهزار الرخم ده .. بتخبط عليا ليه ماهو في حمام تاني أهو.


الجُملة دي قالهالي عماد صحبي وزميلي في البنك اللي بنشتغل فيه أفراد أمن بالليل .. بنك بدون ذكر اسمه في منطقة اسمها ألف مسكن .


كُنت قاعد بتفرج على التليفزيون وأتفاجئت بعماد بيقرب عليا وهو غضبان ووشه أحمر ومتوتر جداً .


وطيت التليفزيون شوية علشان أسمعه كويس .. أستغربت وقولتله بعد ما قومت من على الكُرسي وبقرب عليه :


= حمام ايه يا عُمدة أهدى بس .


رد عليا بنفس نبرة الغضب وقالي :


_ أستغفر الله العظيم .. يا محمد لو بتهزر قول انا مش هعمل حاجة .. لكن ماتعملش مش فاهم .


كان واضح عليه انه غضبان جداً والكلام طالع منه مش مفهوم .. خصوصاً انه اليوم الاول ليا في البنك ده .. انا وعماد شغالين الصبح في موقع تاني امن برضه وهو بالليل بيروح البنك ده ومعاه فرد كمان .


شغلتي اني بغطي اجازات الفرد التاني، واليوم ده انا اشتغلت مكانه.
حاولت أهدي الموضوع اللي مكنتش فاهمه بصراحة بس قولت انقذ الموقف وخلاص .. اعتذرتله والموضوع انتهى .


بس لاحظت خوف عماد انه يرجع تاني للحمام .. في مطبخ صغير كدا جمب الحمام بكام متر .. قولت اروح اعملي كوباية شاي .. اول ماروحت لقيته بيمشي معايا ولما شافني واقف بعمل الشاي دخل الحمام .


كُنت واقف ومستني الكاتيل يفصل .. هحاول أوصفلك المكان كويس .


في باب حديد جمب المطبخ .. بمجرد ماتفتحه بتلاقي منطقة واسعة .. على اليمين في مولد الكهربا .. وحوالين المنطقة دي سور كبير وفي شجرة مانجا .


اللي عرفته ان اللي ورا السور عبارة عن شارع بس مهجور اللي هو محدش بيمشي فيه خالص .. وبرة البنك بتلاقي عمارات ..و الصمت دايماً مخيم على المكان ده كله .


انا باقي البنك مافيهوش تفاصيل كتير .. زيه زي اي بنك .. مكاتب مقفوله وخزنة .


كنت واقف وقافل الباب الحديد وبمجرد ما الكاتيل فصل .. سمعت من ورا الباب صوت مقدرتش أميزة غير انه صوت طفلين بيوشوشوا بعض وبيضحكوا بصوت خافت جداً .


وكانت لحظات وقبل حتى مايصدر مني أي رد فعل .. سمعت ٣ خبطات بالظبط من برة الباب !! .


مع العلم اني مافيش حد غيري انا وعماد في البنك كله .. وعماد في الحمام .. وانا بدوري فتحت الباب وكان الوضع الطبيعي اني ملاقيش حد واقف !! .


فضلت واقف متنح لدقايق وفوقت على صوت عماد :


_ محمد واقف كدا ليه ؟ .. أدخُل واقفل الباب الجو تلج انت مش حاسس .


كان بيكلمني وكنت سامعه بس مكنتش مركز معاه .. دا لاني كنت متابع حركة بتحصل في الشجرة قدام مني .. حركة عامله زي الموجة كدا .. مش عارف أوصفها بالظبط .


الجو بالفعل كان برد جداً وده طبيعي يحصل ان الشجرة تصدر أصوات واوراقها تتحرك ويقعوا عندنا بفعل الهوا .. بس لما يكون في عين بتبربش وسط الضلمة فوق الشجرة ده اللي مش طبيعي أبداً !! .


رجعت دخلت وقفلت الباب وانا بتاابع العين بس إظاهر ان العكس هو اللي كان بيحصل .. بمعنى ان العين اللي مش عارف لحد دلوقتي ازاي اشوف عين بس من غير ملامح هي اللي كانت بتابعني ! .


ماحكيتش لعماد لاني فضلت الصمت لأخر الوردية .. الساعة وقتها جت ١١ بالليل .. عماد نام وانا روحت على كنبة وفردت ضهري ..شديت الغطا عليا وحطيت ايدي تحت راسي وفضلت باصص على السقف وسرحان .


قولت لنفسي هو يوم وهيعدي ونخلص .. ايوة بصراحة كنت خايف .. النوم اتملك مني وغمضت عيني وروحت في النوم .. انا من الناس اللي نومها خفيف بمجرد اي صوت جمبي بقلق .


واليوم ده مخلصتش من الأصوات الغريبة .. بداية من صوت القارورة اللي كل شوية تطلع بقاليل ورا بعض مع العلم ان الفيشة مش محطوطة ! .. لحد صوت الخبط اللي فوق مني وانا نايم .


من التعب مكنتش قادر حتى افتح عيني .. التفت على جمبي اليمين ودقايق ولقيت عماد بينادي عليا :


_ محمد .. محمد إنت كويس ؟ .. نايم مرتاح ؟ .


رديت عليه بالعافية وقولتله :


_ اه يا عماد تمام .


بس للاسف كدبت عليه .. ده لاني مكنتش مستريح .. أقسم بالله حسيت كإن في حد نغزني في قلبي وعليه فضل قلبي يتنفض وينبض بقوة .


شعور ان في عين بتراقبك وسط الضلمة كان هو الشعور اللي خلاني بقيت خايف اغمض عيني وبدأت أفتحها على أخرها .


انا قلقان .. مش مستريح .. مش عين بس لا .. حاسس بكذا عين بتراقبني .. أتنفضت من مكاني لما سمعت حد بيجري قدامنا بشبشب !!! .


بمعنى تاني .. في صوت تكتكة لشبشب ظهر لما فتحت عيني وبالتحديد بعد النغزة اللي في قلبي !! .


بصيت على عماد لقيته ساحب الغطا على وشة ونايم .. او كنت مفكره كدا .. لإني شوفته بيترعش !


فضلت قاعد على الكنبة مبلم وجسمي متخشب وعمال اقرأ أي سورة تيجي في بالي .. بالتدريج حسيت براحة .. جبت الريموت وشغلت قرءان .. رجعت انام مرة تانية .. واليوم ده محصلش أي حاجة تاني .


صحينا تاني يوم وعاملة النضافة جت وبدأوا الموظفين ييجوا الفرع واحنا كمان بدأنا نمشي علشان نروح الشغل التاني .. طول الطريق ساكتين .. بمجرد مامشينا بعيد عن البنك لقيت عماد بيقولي :


_ معلش يا محمد سامحني .


= على ايه يا عماد .. اسامحك على ايه ؟ .


_ أصل بصراحة في حاجات مش مفهومة بتحصل في البنك بالليل .. قصدت إني محكيلكش علشان اتأكد ان في حد غيري انا ومصطفى هيشوف اللي بيحصل ولا لا .


مصطفى ده الفرد التاني اللي اشتغلت انا اليوم ده بداله .. وقفت بعد ما كنا ماشيين وقولتله :


= وأنت عرفت وإتأكدت ازاي بقى اني شوفت حاجة .. مايمكن ماشوفتش .


_ لا أكيد شوفت .. انت ماشوفتش نفسك وانت واقف عند المولد ومركز في الشجرة .. انا نفسي خوفت من نظرتك .. كنت مبرء وساكت .. ولما كنت نايم كنت بتئن وبتقول أبعدوا عني .. ولما قولتلك انت كويس كُنت قاصد أصحيك علشان بدأت أخاف منك بصراحة .


بعد ما خلص كلامه ضحك .. بس سابني محتار .. انا أصلاً ملحقتش انام عشان اشوف كوابيس او اخطرف .. أصلا عمري ما اتكلمت وانا نايم .. بس انا فعلاً شوفت حاجات غريبة ومرعبة .. بدأت أحكيله على كل اللي شوفته .. لمحت الخوف بيظهر على ملامحه في كل موقف حصل معايا .. ونهيتله كلامي إني ماتحركتش من مكاني لما خرج هو من الحمام وقالي اني خبطت عليه !! .


كل اللي حصل ده كان حاجات بسيطة عن اللي حصلي تاني مرة .. أيوة انا روحت تاني .. بعدها بشهر وكام يوم روحت البنك ٤ أيام ورا بعض .. الايام دي كانت كفيلة اني انسى اللي حصلي اول مرة هناك .. الايام دي كانت كفيلة أصلا انها تغير حياتي للأسوا .. وللأسف بقيت شخص تاني خالص ومع سردي للي حصلي هتفهموا كل حاجة .


في اول يوم من ال٤ أيام .. كنت في الحمام بغسل هدومي .. بدندن وانا في الحمام فجأة النور قطع لثواني بسيطة وبعدها رجع تاني .. كنت بغسل في الحوض وقصادي مرايا .. لمحت في انعكاس المرايا لما بصيت عند باب الحمام .. نمل كبير بيدخل من تحت الباب !!


نمل لونه احمر وكبير .. بداوا بعدد بسيط بعد كدا العدد بدأ يزيد بشكل مرعب .. وبداوا يمشوا بعشوائية على ارضية الحمام .. بصراحة رميت عليهم ماية وبعدتهم عني .. مابقاش في نمل خلاص .. رجعت ابص في المرايا لقيت المرايا مشبرة !!!


كإن في بخار لماية سخنة عليها .. بس ازاي ؟ .. ازاي ده حصل وانا كنت بملى ماية باردة مش سخنة ! .. مسحت بإيدي على المرايا لمكان وشي .. لقيت نملتين ماشيين على وشي .. بعدتهم عني بسرعة وغسلت وشي .. بصيت على الهدوم لقيت مجموعة كبيرة من النمل !! .. الله ازاي برضو جم عند الهدوم اللي في الحوض !


أصلا انا محستهمش بيتحركوا على وشي .. خرجت من الحمام بعد ما حسيت ان في شيء مش طبيعي .. المصيبة واللي كان هيجنني ان النمل مش موجود برة الحمام .. اومال فين المصدر اللي جيه منه ؟! .


جريت لعماد وقولتله اللي حصل .. عماد بيخاف من خياله .. لما سمع اللي قولتهوله قالي :


_ الموضوع ده هيجنني يا محمد .. اموت واعرف منين بيجي النمل ده .. في اكتر من اني اشتكيت للمدير وجاب شركة المبيدات ورش البنك كله .. عارف بعدها بيوم لقيتهم واكتر من الاول ! .


جيه وقت النوم .. شغلت القران على الشاشة ونمت .. صحيت وانا بردان اوي وجسمي بيتكتك .. لما صحيت لقيت عماد هو كمان بيصحى في نفس الوقت .. بصينا لبعض بصمت تام .. كنت سامع صوت دقات قلبه اللي زادت لما اكتشفنا المصيبة .


القران مقفول والتكييف شغال على اعلى درجة تبريد !!!! .


مش محتاج طبعاً أوضح اننا مشغلناش التكييف لان ببسلطة كنا في عز الشتا .. وطبعاً الواضح ان النور مقطعش علشان الشاشة تطفي كدا لواحديها ؟! .


مقدرناش ننام اليوم ده خالص .. فضلنا سهرانين في صمت لحد ما الفجر أذن .. اتوضينا وصلينا .. هدينا شوية بس برضه مقدرناش ننام .. كان يوم صعب اوي بصراحة.. واليوم ده احنا الاتنين تعبنا وجالنا برد شديد .


بس البرد ممنعنيش من التفكير .. في لغز مش مفهوم .. ليه بيحصل معانا كدا ؟ .. الصبح طلع ومشينا .. بدأت أسرح في كذا نظرية .. هل اللي بيعملوا معانا كدا دول عمار المكان ورافضين وجودنا ؟ .. طب هل البنك ده مبني على بيت حصل في جريمة قتل مثلاً ؟ .


ماهو مستحيل بيتهيألنا .. الفكرة دي مستبعدة أصلا .. أصوات خطوات ونمل والتليفزيون يتقفل لواحده والتكييف يشتغل والعين اللي شوفتها واللي خبط على عماد وهو في الحمام لا مستحيل يكون كل ده تهيؤات .


قولت لنفسي يمكن السبب هو الشارع المهجور اللي ورا البنك .. مسكت اخر نظرية وقولت اشتغل عليها واعرف السبب .. ماهو أكيد في سبب .


في نفس اليوم ده بالليل قولت لعماد اني هروح اجيب برشام للبرد وممكن اتأخر على ما أشوف صيدلية .. خاف يقعد لواحده وقالي انه هييجي معايا .. مكنش ينفع ده يحصل علشان لينا وقت بنروح فيه البنك وبنتمم اننا وصلنا او على الاقل واحد فينا .


اتفقت معاه يروح ومايقفلش الشَتَر على الاخر .. الشتر ده هو باب البنك .. رغم ان ده غلط لكن لقيته اقتنع بالفكرة .. سيبته وروحت الشارع .. بمجرد ما بصيت بس على الشارع جسمي قشعر بدون سبب !! .


الدنيا بدأت تندع .. للأمانة مقدرتش ادخل الشارع .. لكذا سبب .. اهمهم انه كان فاضي تماما من اي بني ادم او حتى عربية بتعدي منه .. وقفت على أول الشارع اكتر من نص ساعة مافيش حياة .


الشارع مضلم وكان الواضح ان في زي خرابة كدا فيها زبالة مرمية لإن الريحة كانت قالبة الشارع .. وفوق ده كله مافيش حتى كشك فاتح ولا اي حاجة .


مليت من الوقوف وخصوصاً اني كنت بترعش وبدأت حرارتي ترتفع .. بس قبل ما امشي عيني جت على الشجرة اياها .. بس المرادي مبصتش فوقيها لا .. بصيت تحتيها وبالتحديد عند الرصيف .. كل اللي قدرت أميزة من قلب الضلمة هي كُتلة .. كُتلة سودة متكومة على بعض .


قربت شوية علشان ادقق النظر بعد ما لقيت الكُتلة دي بتتحرك ! .. وسط صوت المطر والهوا .. سمعت صوت بينادي عليا بإسمي ( محمد .. يا محمد ) ! .


كان صوت أنثوي بيدل على ان اللي بتنادي عليا كبيرة في السن .. صوتها كان جي من الجسم اللي تحت الشجرة .. قربت اكتر وانا بقولها بأستغراب ( انتي مين وتعرفيني منين ؟ ) .


وقفت في مكاني بعد ما رميت عليها السؤال ده .. متكلمتش تاني وساد الصمت لدقايق قبل ما اتصدم وتجيلي حالة من الذهول .


ده لان اللي شوفته بعد الصمت ده .. كيس اسود كبير بيطير بفعل الهوا !!! .


هوضح كلامي اكتر لاني لحد دلوقتي مش مستوعب اللي شوفته .. الكُتلة السودة او الست العجوزة اللي سمعتها بتنادي عليا .. مكنتش غير كيس اسود طار بسبب الهوا !! .


طبعاً خوفت جداً وخدتها جري لحد البنك .. وهناك شافني عماد وسألني :


_ ايه يا ابني في ايه مالك بتنهج كدا ليه ؟ .. انت كنت بتجري شكلك .


دخلت البنك وحاولت اخد نفسي واهدي شوية وبعدها بصيتله وقولتله وانا بنهج :


= عفريتة .. أقسم بالله شوفت عفريتة في الشارع اللي ورا البنك .


وشاورتله على مكان الشارع .. لمحت الخوف على ملامحه وانا بحكيله الحكاية بالتفاصيل .. وهنا قالي بتوتر :


_ يمكن علشان انت تعبان بيتهيألك يا محمد .


قومت من على الكرسي وانا بقوله بغضب مش مبرر خالص:


= بقولك شوفت حاجة بتتحرك وبانلي جسم جوة الهيئة السودة .. وبعدين لو ده كيس بلاستيك زاي ماشوفته في النهاية .. ازاي المطر بينزل عليه ومش بيدي أي صوت .. عماد .. انا كان بيني وبينها مسافة قليلة جداً .. انا مش بخرف ولا بهزي يا عماد .


عماد ماتكلمش تاني .. بس شوفته لواهلة كدا بعد نظره عني وسرح وبدأ يبلع ريقه .. مش عارف ليه حسيته مخبي عني حاجة ؟ .


كنت متأكد ان الكلام مامنوش فايدة .. لاننا مهما اتكلمنا مع المشرفين بتوعنا مش هيصدقونا .. وحتى لو صدقونا .. مش هيفيدنا بحاجة غير ان هيتقطع عيشنا من المكان .. واللي شغال الشغل ده هيعرف معنى كلامي .


ياريت اليوم ده عدى على كدا .. بالعكس اليوم ده بالذات كان اسوء يوم عدى علينا .. بعد ما خلصنا كلام انا وعماد الساعة كانت ١٠ ونص بالليل .. كنا مقررين على قد مانقدر نسهر شوية .. بهدومي قعدت على كرسي قدام التليفزيون وشغلنا فيلم وبدانا نتفرج عليه .


برغم اننا كنا معليين صوت التليفزيون لكن اتنفضنا انا وعماد على صوت الباب الحديد اللي عند المطبخ وهو بيتفتح !!


تخيلوا معايا المشهد .. باب حديد لما بيتقفل ماينفعش يتفتح غير من جوة .. واكيد انا او عماد بس اللي نقدر نفتحه ده لان مافيش غيرنا في البنك .. يبقى ازاي بيتفتح بقوة قدامنا ! .. قولت لعماد بسرعة وانا ببلع ريقي :


_ ه هات الريموت وجيب قناة القران بسرعة .. يلا مستني ايه .


عماد مكنش بينطق وفضل باصص ومركز على الباب بذهول .. ثواني ودقايق طالت وهو على الوضع ده .. جيت علشان اخبط على كتفه .. اتفزع بقوة لدرجة انه وقع من على الكرسي .. قومته وهو متنح .. فضلت اسأله على الريموت بص عليه وشاورلي من غير مايتكلم .. الريموت كان على الكنبة اللي هو بينام عليها .


قمت وجبته بسرعة .. كنت بحاول ابعد نظري عن الباب بس غصب عني بصيت .. بصيت علشان اسمع نفس نبرة الست العجوزة بتنادي عليا مرة تانية !!.


وياريتها نادت عليا وبس .. دانا كمان بدأت أشوف ضل طويل بيتحرك جوة مكتب من مكاتب الموظفين الإزاز !
الفصل الثانى من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1