رواية ابتسامة الشيطان الفصل الاول بقلم اسماء ندا
الشيطان هكذا لقبونى، لم اكن كذلك، لم يكن الظلام يملأ قلبى، اجل، كنت اكره حمل السلاح أو التعرض بالأذى لمن هو أضعف مني، يترسخ بداخلى ان كل انسان له حق فى الحياة، هذا ما كنت فى الماضي عليه، لكن مقتل امى واختى الصغرى أمام عيني، عندما كان عمري العاشرة، أطلق العنان الى الشيطان، قد كانت نقطة انتشار الظلام و قسوة القلب داخل كياني ب الأكمل، لم ارحم اى شخص له علاقة بمقتل امى سواء كان قريب او بعيد، كنت اتفنن برسم ملامح الألم على وجههم، حتى انت معشوقتي يا نقطة الضوء الوحيد داخلى لم تستطيعين فى البداية إيقاف انتشار ذلك الظلام، لكن يجب ان اعترف، ان وجودك أشرق شمس نورها بدد الظلمة و أعادني إلى الحياة.
لقد أصبحت فى عمر صغير قائد لأكبر منظمة للمافيا داخل اراضى روما، كما اننى استطعت استلام ادارة جميع اعمال اكبر منظمة للعائلات الثرية الايطالية والتى كان ابى احد هؤلاء الأثرياء، وقد كان تحت إدارتي ومن أملاكي الخاصة، العديد من الشركات التجارية والشركات السياحية بجوار العديد من المستشفيات و الفنادق والمطاعم فى جميع انحاء ايطاليا بل فى جميع أنحاء العالم الأوروبي.
لقد كان المركز الرئيسى لتلك الأعمال بقلب المدينة العريقة روما على ضفاف نهر التيبر، وبما انني فيكتور الابن الأكبر ل كبير المنظمة "اريس ريمور" من يترأس جميع شؤون الأسرة الظاهرة للعلن أو التى تكون من الباطن ولقد كنت لم أتخطى الثلاثين بعد من عمري.
ولأننى الابن الذكر الشرعي الوحيد للسيد أريس ريمور الذي تقاعد عن العمل تاركا لي القيادة، وهذا بعد أن استطاعت الانهاء على جميع الخصوم الذين هم اعلى مرتبة متقاربه من مرتبته، كما أثبت بذكائي وقوتي الصارمة جدارتي على القيادة فى مواجهة المنافسات القوية بين أعضاء أسر المافيا، واستطاعت بدهائي السيطرة على جميع منافسيه، ولهذا تم القاء لقب (لوسيفر ) وذلك ايضل لشهرتي بقساوة الانتقام وابادة من يتجرأ أن يعاديني باقصى أساليب وأنواع التعذيب المتعارف عليها او المخفية التي لا يعلمها الا ضحاياه، فى نفس الوقت الذي كان يظهر اهتمامات فيكتور بالعمل الشرعي والغير شرعى للجميع، كانت هناك حياة أخرى يهتم فى الخفاء .
بمكان آخر فى الأحياء الشعبية الفقيرة، حيث تقطن فتاة فى العشرينات من العمر، سمراء الشعر، شديدة بياض الجسد، ذات العيون البنية التى تشبه لون القهوة، ممشوقة القوام، وكانت تشتهر بين ساكني المنطقة بالحب والود، وهذا برغم من جهل الناس بأصول عائلة الفتاة، فقط يعلمون أنها تعمل طبيبة فى احدى ارقى المستشفيات الخاصة.
كانت من عادتها الاستيقاظ باكرا قبل شروق الشمس وتحضير المعجنات المحشية بالمربي لتوزيعها على المشردين (أشخاص لا مأوى لهم ) فى طريق الذهاب الى المستشفى، اما في الليل تتجسد ذكريات الماضى امام اعينها وهى تتمسك بين أحضانها صندوق صغير يحتوي على اخر ما تمتلك من عائلتها، ساعة يد رجالى عليها بقع دماء جافة خاصة ب والدها، و قلادة نسائية على شكل قلب مجسمة، مطبوع بداخلها صورة أمرأة تبدو فى عمر الثلاثين
كانت الفتاة تجلس فوق فراشها تضم الصندوق بقوة الى صدرها، مغمضة العين تحاول جاهدة منع الدموع، تتكرر أحداث الماضى داخل عقلها، هذا الحادث المروع التي حدثت وهى بعمر التاسعة، بدأت تكرر ما حدث بلسانها وتسمع نفسها كي لا تنسى.
(( هناك بجوار آلة البيانو، كنت أجلس على مقعد صغير ممسكة بيدي دبي القطني ذات العين المفقودة، كانت امي تعزف بعض الألحان الكلاسيكية، وفجأة يقطع صوت العزف دخول أبى يجري وجسده ينزف من انحاء متفرقة و هو يصيح بصوت مرتفع
"انهضى يا ماريا، احملى اليزابيث وتعالى سريعا خلفى "
تصرخ امي بذعر فى وجهه بجمل ليست مترابطة ولا أستطيع فهما جيدا
"ماذا أصابك؟ ماذا يحدث؟ ألم نكن قد اتفقنا على أن تبتعد عنهم؟ ألم تعدني بالهروب بعيدا حيث لا يعرفنا أحد؟"
"لا وجود لمكان بعيد عن أيديهم، لم يكن لدى اختيار إلا أن اجعلهم يعتقدون موتنا، اسرعي يا عزيزتى، لا وقت لدينا للنقاش "
أمسكت أمي يدي، ثم جذبتنى وهى تجري اتجاه الباب السري الصغير المتواجد خلف حديد المدفأة من الخلف، وهى تهمس سريعا بنفس اللحظة التى تضع قلادة حول رقبتي
"صغيرتى لا تصدري صوتا ولا تخرجى من هنا مهما سمعت من اصوات، لا تخرجي حتى تشعري بالأمان وعدم وجود الأشرار كما علمتك، تذكري يجب عليك ان تتحركين وقتها ببطء الى أسفل البيانو، سوف تجدين صندوق به أموال، خذيهم ثم اركبى الأتوبيس الأحمر ذات الطوابق المتجهة الى منطقة (.......) واخبري عمتك ان تحافظ على الأمانة كما طلبت منها، ارجوكى يجب أن تعديني صغيرتى ان تفعلى ذلك"
"اعدك، ماما "
دفعتنى برفق خلف الباب فى ممر صغير فى اخرة جدار أسود، مظلم، ثم أغلقت الباب، لكن دبى كان قد سقط من يدى أمام المدفأة، عادت أمي حيث كان يقف أبي، و ساد الصمت لثوانى، و لم يقطعه سوى صوت أنين ابي وبكاء امى، لحظات و تم مهاجمة البيت وتعالت أصوات مجموعة من الرجال ضخام الجسم.
وقد كان يظهر بأماكن مختلفة على أجسامهم وشم اسود لثعبان مخيف، لقد كنت أستطيع رؤيتهم جيدا عندما امسكوا أبي وقاموا بضربه ضرب مبرح وايضا تم تقيد أمي جانبا، وبعدها اقترب رجل أصلع قصير القامة لكنه يمتلك جسد رياضى، لقد كان يرتدي قميص يثنى أكمامه إلى أعلى المرفقين ، وظهر وشم الثعبان على ذراعة الذي يمسك به السلاح، لقد كان يتضح عليه انه القائد، وقام بتوجيه سلاحه الى رأس أبى و قال بصوت أجش
"اليخاندرو! لن تخبرني اين باقى البضاعة او اين الاموال إذا كنت استطعت بيع البضاعة بالفعل، لم تتعلم من قضائك بيننا كل هذه السنوات أن خيانة الاسرة ثمنها الموت لك و لكل سلالتك"
" انا لم افعل أي شئ، لقد سلمت الأموال كاملة الى الكابو "
"كاذب "
دوى صوت أطلاق النار المتكرر بالمكان، فوضعت يد على أذنى ويد احاول ان اكتم صوتي كما طلبت مني أمي، لقد افرغ هذا الرجل خزينة المسدس الذي بيده كاملة فى رأس وجسد ابى، صاح القاتل فى الرجال التابعين له
"اعثروا علي ابنته واقتلوها"
قال ذلك وهو يقترب من أمي و ينظر لها بحقد كبير، ولكنها صاحت به فى شجاعة ودون تردد كما لو كانوا هم المقيدون وليست هى
"فقط استطع ان تلمس شعرة من رأس ابنتى، الحفيدة الوحيدة للأب الروحي السيد ليونارد، وسوف تجلب لنفسك الهلاك"
ما ان نطقت هذا حتى ابتعد عنها الرجال جميعا فى رعب ناظرين الى رئيسهم، الذي اظهر انه يشعر بالصدمة هو الآخر، ثم ردد قائلا بصوت يشبه فحيح الثعبان
" ماري ليونارد، العروسة المفقودة يوم فرح الزفاف "
"أجل، أنا ماري ليونارد، وانت تعلم"
قاطع حديثها سريعا وهو يجذب شعرها
"وكيف لى ان اثق بهذا"
لم يمهلها وقت كي تجيب و جذب ذراعيها وهو يتحرك الى الخارج و تزامنا مع خروجه أمر الجميع بالبحث عن الطفلة واحضارها ، انتشرت الضوضاء فى ارجاء المكان لفترة، واصوات التحطيم مندمجه مع أصوات الرجال المنتشرون داخل البيت يهرولون ايابا وذهابا، وقف أمام المدفأة احدهم أستطيع ان أرى أقدامه، ثم انحنى و أمسك بالدب، ونظر الي داخل المدفأة وابتسم.
فنظرت داخل عينيه التى تنعكس بها النيران موضحه لونها الغريب الذي بين الرمادي اللامع والأقرب الى لون الفضة، ثم نهض وابتعد خارجا من المنزل وتبعه جميع الرجال، اجل لقد كان شابا صغيرا لا يتجاوز عمره الخامسة عشر عام،وعلى الرغم من مظهره الطفولي إلا أن كل الرجال المتواجدة ما أن صاح بهم لكي يتبعوه الى الخارج حتى نفذوا الأمر سريعا، كنت انظر اليهم وانا اكتم فمي بيدي والدموع تنهمر من عينى، لا افهم ماذا حدث ولماذا.
مر الكثير من الوقت وساد الصمت والظلام المكان، الا ضوء القمر الذي يتسلل من النوافذ الى داخل البيت، يتجمع ذلك الضوء حول جسد أبى الملقى أرضا غارقا فى دمائه، تسللت الى خارج الممر مقتربة ببطء من جسد أبى، أمسكت بيده الباردة كالثلج، لم استطع النظر الى وجهه لكن عينى لم تبتعد عن الدماء التي تغطي الأرض، كان جسدي يرعش وصوتى مختنق داخلي، ضممت يد ابى الي جسدي وانا انزع الساعة من معصمه، أتعهد داخلى ان لا انسي ابدا هذا الرمز للثعبان الذي كان موشوم على ذراع القاتل.
تعاهدة ان يوم ما سوف انتقم ثم أعود الى هذا المنزل، نجحت فى نزع ساعة اليد، ثم ذهبت إلى أسفل البيانو كما اخبرتنى امى واخذت الصندوق و تسللت الى خارج المنزل، ولكن توقفت عن الباب لبرهه من الوقت أعيد النظر الى البيت الذي كان يمتلئ يوما بالدفء والنظام وقد هجره هذا اليوم، ثم انطلقت اجري بالشوارع المظلمة حتى وصلت الى اقرب موقف للحافلات.
جلست على الاريكة الخشب انتظر حتى ظهر أول خيوط النهار وجاءت الحافلة ذات الطوابق التي أخبرتني بها امى ثم صعدت واعطيت السائق أجر التذكرة وكان ينظر لى بذهول وسألني هل أنا بخير وما هذا الدم، لم اجيب و جلست على الكرسي حتى وصلنا الى المنطقة التى تقطن به عمتى، تقدمت وانا اجرجر أقدامي، اشعر بالثقل يزيد ويزيد بجفوني، دقيت باب المنزل وسمعت صوت عمتي وهي تصرخ قائلة
" ما هذا ومن فعل بك ذلك و اين أباك"
انقطع الصوت واحتضنني الظلام كأنه يرحب بى، هذا آخر ما أتذكره ذلك اليوم"
فتحت عيني ثم وضعت الصندوق فى درج مكتبي المجاور للفراش وأخذت قرص منوم كى أستطيع النوم .
-في صباح اليوم التالى قبل بزوغ ضوء النهار، داخل المقر الرئيسي للاتحاد الشركات لأسرة ارس ريمور، وسط السكون و خلاء المكاتب، حيث الظلام الدامس الذي يغلف المكان، ماعدا المداخل لتواجد الحرس الذي يتجول كل ساعتين للتفتيش فى ممرات الادوار العشرون المسموح لهم المرور بها ،ويتكفل الامن الصناعى لمراقبة وحراسة الخمس أدوار العليا الذي يفترض انها مخصصة لمكتب الرئيس واقرب المقربين له وهم الذراعين الرئيسين لجميع أعماله المشروعة والغير مشروعة، لا يدخل هذه الادوار الا اشخاص معدودة والذين قام فيكتور باختيارهم بنفسه.
المكونين من مجموعة السكرتارية و المساعد الأول ل سيزر الشهير ب دايمون (الذراع الأيمن ل فيكتور وهو أخوه من الأم و اصغر منه بسنتين ) والمساعد الأول ل ادمير والشهير ب كوبر (الذراع الأيسر لفكتور وهو ابن خالته بنفس العمر ) وهم ايضا لا يسمح لهم بالصعود للطابق الأخير ولا احد يعلم ما بهذا الطابق او ما يحدث به غير فيكتور وذراعية ، فهو طابق معزول بكاتم صوت وله مصعد خاص به من داخل مكتب فيكتور فقط ، يعلم جميع من الطوابق الأربع الأخيرة أن من يصعد الى الطابق الخامس غير كوبر او دايمون او فيكتور لن يظهر مرة اخرى .
الطابق الأخير
تم تصميمه خارجيا على شكل دائري، من يراه من خلال اى طائرة يعتقد أنها قبعة من المرايا موضوعة فوق راس مبنى زجاجي من المرايا الخارجية، أما من الداخل فهو عبارة عن غرف يملؤها رائحة الموت فى جميع جوانبها مع وجود أنواع من الأسود النادرة و النمور الشرسة، يفصل الغرف ممر كبير اوله باب المصعد واخرة غرفة التحقيقات الخاصة ل فيكتور ، من عجائب هذا الطابق، اذا جاء تفتيش حكومى للمبنى ويطلبون الوصول الى هذا الطابق ياخذهم دايمون الى درج للصعود معللا ان هذا الدرج هو الوسيلة الوحيدة للوصول لطابق ، وعندما يصلون الى آخر الدرج يفتح الباب على حديقة خضراء بها أنواع نادرة من الطيور ،وكأنما تم اخفاء الطابق الخامس ، ولكن ذكاء المهندس الذى شيد بناء الطابق الخامس بحجم طابقين ولكنه يظهر مثل طابق واحد للناظرين من الخارج.
يقف فيكتور أمام طاولة بمنتصف غرفة التحقيقات الخاصة به وهو يستمع الى موسيقى كلاسيك هادئه، يمسك فى يده نوعان من السكاكين أحدهم رفيع وطويل و الاخر رفيع و صغير ، و ممدد أمامه على هذه الطاولة شخص ما قد تم نزع الجلد من جسده، وقد اختفى صوته من صراخ الألم.
همس له فيكتور:- هل اخبرتك كم اكره الخائن؟ أمممم، ليس مهم الان فقط عليك عند لقائك بمن ارسلك كي تتجسس ان يعلموا كم كرهي للخائنين ؟
صدح صوت كوبر قرب باب الغرفة :- الم يعلمك والدك الا تلعب بفريستك فيكو
فيكتور :- اعتقد انه قد نسي اخبارى هذا
اقترب فيكتور من حوض موجود فى ركن الغرفة وقام بتنظيف السكاكين من أثر الدماء ثم نظف يده واعادهم الى خزنة مليئة بانواع واشكال مختلفة من السكاكين وهو يقول
اخبر دايمون ان يرسل هذا الشئ بالبريد السريع عند باب اسرة ماليور
صوت ديمون من خلف كوبر :- هل ارسل لهم تحياتك ؟
فيكتور :- طبعا عزيزي أليس هذا من آداب التحية
فى نهار نفس اليوم، تجمع الموظفين بالمبنى لبدء دوام العمل، تدخل مديرة السكرتارية، الوحيدة المسموح لها بدخول مكتب فيكتور، تنظم الأوراق الهامة والعاجل امضائها على المكتب وتفتح جهاز الحاسب الآلي كما تقوم بأشغال الموسيقى الكلاسيكية المعتادة، ثم تقف عند كورنر المشروبات لتعد فنجان القهوة الصباحي ل تضعه على المكتب، وقبل أن تخرج يفتح المصعد الخاص ويخرج منه فيكتور ويتبعه كوبر ودايمون فتلقى عليهم التحية وتنحني احتراما و تخرج من المكتب، يجلس كوبر على الأريكة المتواجدة بجوار زجاج الشاشة الكبير الذي يكشف بالكاميرات جميع مكاتب المبنى ومداخلها وممراتها.
بينما دايمون فيتوجه الى كورنر المشروبات ويعد كوبان من العصير المخلوط ببعض الويسكي مع مكعبات الثلج، ثم يتوجه الى كوبر ويعطيه أحدهم، ويعود ليجلس بجوار المكتب ويبدأ متابعة رسائل الايميل الخاص بالشركة من خلال هاتفه، بينما فيكتور يتركهم ويدخل الجزء المخصص لتبديل الملابس ويرتدى زى رياضى ثم يتوجه الى جزء اخر متخصص باجهزة رياضية عنيفة ويقوم ببعض التمرينات لبعض الوقت.
بعد ان ينهى كوب القهوة يعود لغرفة الملابس مرة أخرى ويدخل المرحاض الملحق بها، وبعد لحظات يعود الى مكتبه مرتديا زي رسمي، يجلس بالكرسي الرئيسي للمكتب بتصفح الأوراق الهامة و يقوم بامضاء بعضها او كلها ثم يتصفح على جهاز الحاسب الالى الرسائل الإلكترونية،وهكذا يمر الوقت سريعا بروتينية معهودة لم ينتبه بها فيكتور لرحيل دايمون الا على صوت كوبر وهو يصيح
"تبا، هؤلاء الاغبياء "
"عن من تتحدث؟ وماذا فعلوا؟"
"مجموعات صغيرة متفرقة تدير بعض النوادي الليلية التى يدعمها الكنج ( اريس ) فى الخفاء، قاموا بعمليات شراء ونقل مجموعة فتياة من الدول غير قانونية لبيعهم، وقد تم القبض عليهم، وإنقاذ الفتيات وترحيلهم الى بلدانهم"
"وما شأننا بهم"
"يدعمهم والدك، ثم انه تم تسريب معلومات عن انك خلف الإبلاغ عن مكان العمليات والقائمين عليها"
"ماذا فى ذلك؟ ألم أحرم هذه التجارة لأسرتنا أو المتحالفين مع اسرتنا"
"أجل أنت فعلت ذلك ، لكن انه والدك !"
"انت قلت يفعل ذلك بالخفاء وليس مباشرة وكأنه زبون وليس مشارك، أليس كذلك "
"أجل ، لكن لى سؤال إن لم يجلبوا هذه الفتيات كيف يديروا الملاهى "
"يوجد ساقطات كثيرات وبمقابل مادي يرغبن بالعمل لا حاجة ل اختطاف القاصرات، ثم توجد دول كثيرة للعمل بهذا المجال يذهبوا اليهم"
" أحيانا لا افهمك، فأنت من يدفع الأموال للحصول على أمثالهم"
"أجل افعل، يعملن بموافقتهم وليس بالغصب "
"اخبرك من الان، سوف يتحدون و يحاولوا فعل شئ ما لك"
"اتركهم يحاولوان، وسوف يلحقوا بمن قبلهم "
ضحك كوبر بصوت مرتفع وهو يردد "أجل، تحصل انت على متعتك الخاصة وهم يفارقوا الحياة"
أبتسم له فيكتور ابتسامة بسيطة لا تكاد تصل إلى عينية، ثم عاد لينظر فى الأوراق التى أمامه بعد ان نهض كوبر وانصرف من المكتب، لم يمر وقت على خروج كوبر حتى أخرج فيكتور هاتفه يتصفح به بعض الصور و الفيديوهات القصيرة، كان قد طلب من كوبر تسجيلها، ثم توقف على صورة مرسومة بخط اليد كان رسمها بنفسه، لطفلة صغيرة تقف فى ممر مظلم يضيئه انعكاس ضى اللسنة النار من المدفئة التي بالقرب من الممر، تقف واضعة يدها على أذنيها، والدموع تغطي وجهها الملائكى، ونظرات الرعب والخوف مرسومة بعينيها، ثم همس لنفسه
"لا تخافي صغيرتي، لن اترك احد يعلم اين انت،غير قلبى"
يضع الهاتف مرة أخرى أمامه ويغلقه عند استماعه الى دقات على باب الغرفة،ويصيح بصوت أجش
"يمكنك ادخل"
يفتح الباب وتمر مديرة السكرتارية الى الداخل و فى يدها بطاقة صغيرة، وبعد ان تقترب الى المكتب تمد يدها وتضع البطاقة امامه وتقول
'السيد فلاديمير رئيس شركات (.....) لإدارة الفنادق التابعة الى السيد اريس ريمور يريد تحديد مقابلة مع سيادتك بأقرب وقت ممكن "
يرفع نظره لها دون أن يرفع رأسه ويقول
"وما عملك انت ومجموعة السكرتارية التى اسفل يديك، ان كنت انا من يحدد الميعاد"
'عذرا سيدى، لقد أعطيته ميعاد بالفعل بعد اسبوعين من الان ولكنه اصر على ان ابلغك بان الموضع الذي اتى اليك من اجله خطير ولا يحتمل الانتظار، فهو كما قال عن العميلة ألف"
نهض بقوة بعد أن استمع لاخر ما نطقت به،كما لو كان قد لدغه عقرب وصاح بها
"ادخليه الان، ألغى اي اجتماع او مواعيد اليوم، واصرفي كل من ب الطوابق الخمس وانت معهم، فى غضون ثلاثين دقيقة لا اريد احد فى هذه الطوابق الخمس "
استدارت واسرعت بالخروج خوفا من هذا الغضب الذى رأته بعينيه تاركة باب الغرفة مفتوح، وبدأت بالقاء الأوامر لجميع العاملين، كما تحدثت بالهاتف واخبرت السكرتير فى الطابق الأسفل لقسم السكرتارية بالسماح للسيد فلاديمير بالمرور الى الدرج والصعود