رواية المطاريد (كامله جميع الفصول) بقلم رباب حسين


رواية المطاريد الفصل الاول بقلم رباب حسين


صوت البحر والنسمات تداعب خصلات شعري أقف أمام الشط تحتضن الأمواج قدماي وأغلق عيناي أتحسس أشعة الشمس وقت الغروب التي تودع عشقنا لتذهب لتنير عشقاََ جديد في مكانٍ أخر ثم تمد كلتا يديك لتضعهما على عيناي وتظهر إبتسامتي فور الأحساس بدفئ راحتك على وجهي وعبيرك يخترق صدري لألتفت إليك وأنظر إلى عيناك اللتان أحفظهما عن ظهر قلب ولو افترقنا أعواماََ وأعواماََ وأرى إبتسامتك تضئ وجهك الجميل بملامحك الرجولية

قطع هذه اللحظة صوت طرق الباب فعقدت حاجبي أين الباب الذي يدق علي شاطئ البحر وبعد عدة طرقات فتحت عيني في صدمة وبدأت أنظر حولي لأجد ذاتي بغرفتي فظهر الحزن على وجهي..... سحقاََ كان حلماََ أخر.... 

ظل طرق الباب يعلو بضربات متتالية نهضت رهف لتفتح الباب لترى من به قد يكون مريض يحتاج إلى علاج ضروري ولكن توقفت واتسعت عينيها في صدمة عندما سمعت صوت الطارق وهو يصيح في غضب : إفتحي...... إفتحي يا رهف أنا عارف إنك جوا ومش هتعرفي تهربي مني تاني..... مش هسيبك غير لما أقتلك بإيدي..... إفتحي

رهف في صدمة : حازم!!!

ركضت رهف في خوف عائدة إلى غرفة النوم وأخذت حقيبة وبدأت تجمع أغراضها القليلة سريعاََ ووضعت معطف ثقيل وحملت الحقيبة والحقيبة الخاصة بها كطبيبة وفتحت النافذة وسط صياح حازم الذي يحاول كسر الباب ليقتحم المكان.... نظرت رهف إلى أسفل المسافة قريبة ولكن تشعر بالخوف من القفز فألقت حقيبة ملابسها وقفزت عليها وظهر علامات الألم على وجهها قليلاََ ولكن تحملت حتى نهضت وأخذت حقيبتها لتركض إلى الطريق العام لتوقف أول سيارة أجرة وتصعد بها وهي تلهث من الخوف الشديد وعيناها تدور بكل مكان في ترقب حتى أمرت السائق بالذهاب فوراََ.... بعد قليل وما إن أبتعدت عن المكان وضعت يدها على قلبها في حزن فنظر السائق إليها وقال : إنتي كويسة يا أنسة؟

أماءت له رهف بنعم فأردف : طيب تحبي نروح فين؟

بدأت رهف تفكر أين تذهب فلا مكان تلجأ إليه خاصةََ في هذا الوقت فكرت أن تذهب إلى المشفى التي تعمل بها ولكن من المؤكد أن حازم سيعلم بعنوانها فتذكرت شيئاََ ما فأمسكت هاتفها وقامت بطلب رقم مديرها أيهم وقالت : أيوة يا دكتور أيهم

حضرتك كنت طلبت حد يطوع في مركز صحي تبع الحكومة في الصعيد صح؟

.. 

أيوة أنا عارفة إنه الوضع هناك مش حلو يعني وحضرتك قلت عايز دكتور مش دكتورة بس معلش يعني يا دكتور مين هيسيب القاهرة ويروح الصعيد متطوع يعني

.. 

بصراحة محتاجة أبعد عن جو القاهرة شوية والزحمة وفرصة أركز على الدكتوراة

.. 

تمام أنا ممكن أروح دلوقتي وعلى ما أوصل أستلم الصبح

.. 

تمام يا دكتور

أنهت رهف المكالمة ونظرت إلى السائق وطلبت منه التوجه إلى محطة القطار..... وضعت رهف رأسها على نافذة السيارة وأغمضت عينيها لتتذكر هذا الحلم الجميل وتقول في نفسها..... أما زالت النهاية حزينة حتى في أحلامي..... فتحت عينيها التي إمتلئت بالدموع لتزيحهم سريعاََ عن وجهها محاولةََ منها في كسب ذاتها القوة وقالت في نفسها.... لا تضعفي فلن تسمحي لأي أحد أن يؤذيكي بهذا الشكل بعد الآن

بعد وقت وصلت إلى محطة القطار وقطعت تذكرة لخط الصعيد وخاصةََ أسيوط..... جلست تنتظر قليلاََ حتى جاء موعد القطار وصعدت به وجلست بجوار النافذة تتفقد بعينيها الركاب فرأت طفلة صغيرة تلعب مع والدها وتبتسم في سعادة فابتسمت لها في حزن وقد تذكرت أبيها الذي لم تراه منذ أعوام مضت ثم عقدت حاجبيها تتذكر كم مضى منذ أن رأته وظلت تتذكر حتى توصلت أنها لم تراه منذ خمسة عشر عاماََ..... وضعت رأسها على جانب القطار تنظر من النافذة وكأنها ترى ما مرت به وتذكرت أخر مرة رأت بها والدها فكان يقف أمامها في غضب عارم وهي تركض من أمامه وتبكي بشدة تحاول أن تفر من قبضته وتخبره بالحقيقة ولكن كانت الصدمة قوية فلم يستمع لما تقول ولا يعطي لها فرصة لتدافع عن نفسها فلاش باك

كانت تقف خلف الأريكة تحمل بيدها وسادة صغيرة لتبعد عن وجهها ما يقوم والدها بألقائه عليها من مزهريات وأكواب وهو يصيح في غضب

عمر : جبتيلي العار...... أعمل فيكي إيه؟!!!.... أودي وشي فين من الناس يا بنت ال***..... لازم أقتلك وأغسل عاري بإيدي

رهف في بكاء وخوف : والله يا بابا مظلومة...... إنت إزاى تصدق إني ممكن أعمل كدة.... أنا بنتك اللي مربيها على إيدك

خلع عمر حزام بنطاله واقترب منها ليضربها به وهو يقول : إخرسي...... مش عايز أسمع صوتك..... ده أنا شايفك في الفيديو بعيني ديه ولسة بتكدبي عليا..... أنا حمار إني وثقت فيكي

هربت رهف من أمامه وهي تبكي بشدة فحاول عمر أن يلحق بها ولكن تعثرت قدماه في الطاولة وسقط على وجهه وجرح رأسه فأخذت رهف كتبها وهربت من المنزل سريعاََ ولم تعود أبداََ

عودة من الفلاش باك

قطع شرودها صوت الرجل الذي يجلس بجوارها وهو يتحدث في الهاتف ويقول في عشق : وإنتي عارفة إني مقدرش على زعلك..... هروح بس البلد وهرجع على طول....... حاضر أول ما هرجع هشوف أخوكي زعلان ليه منك وأصالحكم كمان

عادت رهف إلى ذكرياتها وتذكرت عندما لجئت إليه وكيف خاب ظنها به فقد كانت تظن أنه ملجئها ولكن هيهات فكان أول من إستغل ضعفها وأراد أن يأخذ منها أعز ما تملك..... هزت رهف رأسها لتحاول أن تنفض هذه الذكريات الحزينة التي مهما مر عليها العمر تظل سكين حاد بقلبها الجريح..... ظلت تجلس شاردة إلى أن حدثتها إمرأة كبيرة بالسن تجلس أمامها وهي تنظر إلى حقيبة الطبيب التي معها وقالت : هو إنتي دكتورة؟!!!

إبتسمت رهف قليلاََ وقالت : أيوة

المرأة : زين جوي..... ورايحة فين عاد؟

رهف : وحدة صحية في أسيوط في قرية إسمها(.....) 

المرأة في صدمة : واه!!!!...بس ديه واعرة عليكي جوي

عقدت رهف حاجبيها في تعجب وقالت : ليه يا خالة بتقولي كدة؟!!! 

المرأة : أصل فيها طار وجتل والدكتور اللي بيروح هناك مبيكملش بسبب البهدلة 

تنهدت رهف وقالت : شغلنا بقى يا خالة.....إدعيلي زي بنتك كدة

المرأة : ربنا ينجيكي منيهم يا بتي وترجعي لأهلك بخير

ظهر الحزن على وجه رهف وكأنها تتمنى الموت هناك على أن تموت على يد أخيها حازم أو أباها عمر.... عادت رهف لتضع رأسها على جانب القطار وأغمضت عينيها ونامت حتى إستيقظت على صوت المرأة التي أمامها لتخبرها بأن القطار قد وصل إلى أسيوط فنظرت حولها ورأت الشمس قد سطعت فسألتها كيف تذهب إلى هذه القرية فدلتها المرأة على الطريق وذهبت رهف لتبدأ رحلتها الجديدة في مكان لا تعرفه كما فعلت مسبقاََ وتركت مدينتها وعائلتها هرباََ منهم وهي فتاة ذات السابعة عشر عاماََ.... ظلت تتنقل من وسيلة مواصلات إلى أخرى حتى وصلت في النهاية إلى المركز الصحي ووقفت أمامه تنظر إليه وإذا هو بمركز صغير فقرأت الفاتحة ثم ذهبت إلى الداخل...... رأت بعض الناس يقفون يتسألون عن وجود طبيب والممرضة تجيب بأن لم يأتي طبيباََ بعد إلى المركز.... ظلت تحاول أن تصل إلى الممرضة وسط صياح المرضى إعتراضاََ على عدم توفير أطباء كل هذه المدة

الممرضة : يا جماعة أنا زي زيكم..... الدكتور هرب مرة واحدة جيت الصبح لقيته مشي طلبنا دكتور ولسة محدش جيه

مريض : يعني نموت عاد؟!! 

مريضة : كله من المطاريد الله يريحنا منيهم

مريض : وبعدين..... عايزين حل..... نطلع يعني على المركز ونجدم بلاغ ولا إيه؟

أما رهف فكانت تستمع إليهم وتحاول المرور بينهم حتى وقفت بجانب الممرضة وتنهدت وقالت : أنا الدكتورة الجديدة

سمعها أهل البلدة وظلو يصيحون بها مطالبين بالكشف عليهم وعلى أولادهم المرضى فقالت الممرضة : يا جماعة أصبرو نشوف هي مين ونتأكد......ثم نظرت إلى رهف وقالت : إنتي متأكدة إنك جاية تشتغلي هنا؟!!! 

رهف : أيوة متأكدة 

الممرضة : يا دكتورة الوضع هنا صعب عليكي بلاش أحسن..... أرجعي القاهرة

صاح بها المرضى فقالت الممرضة : بلاش أنانية يا ناس...... إنتو عارفين اللي ممكن يحصلها وديه أنسة مش هتنفع مع الناس هنا

ظل المرضى يصيحون بها فقالت رهف : بببس بس..... مالهم الناس ما هم زي الفل أهم..... إطمنو أنا قاعدة مش همشي...... يلا خدو دور وأنا هروح أوضة الكشف ونبدأ على طول

نظرت رهف إلى الممرضة وقالت : يلا وديني أوضة الكشف يااااا

الممرضة : مي..... إسمي مي

رهف : وأنا رهف عمر عرابي...... أخصائي بطني

رحبت بها مي وأخذتها إلى غرفة الكشف واستعدت رهف لإستقبال المرضى وانشغلت بالعمل حتى إنقضى اليوم ودخلت مي الغرفة وقالت : خلاص كدة يا دكتورة مفيش عيانين تاني برا

زفرت رهف في راحة وقالت : الحمد لله..... أنا خلاص هموت وأنام..... هو أنا هنام فين صحيح؟ 

مي : حضرتك طبيب مقيم...... يعني هتفضلي هنا في الوحدة الصحية وليكي أوضة فوق تقدري تحطي حاجتك فيها عشان لو جت أي حالة تبقي موجودة

رهف : طيب أنا جعانة

مي : بنحضر الأكل برا عشان ناكل سوا..... تقدري تطلعي تشوفي الأوضة وأنا هوصلك وتغيري هدومك وبعدين تنزلي تلاقي الأكل جاهز

نهضت رهف وقالت : طيب تمام...... أنا هطلع الأوضة

ذهبت رهف مع مي رأت الغرفة فكانت بسيطة ولكن لم يمثل لها مشكلة فقد رأت أسوء من ذلك.... وضعت رهف أغراضها وبدلت ثيابها ونزلت إلى أسفل ووجدت الممرضات وعاملين النظافة يتناولون الطعام فجلست معاهم وتعرفت عليهم وأكلت وهي تستمع إلى حديثهم عن أحوال البلد وبدأت تتسأل عن المطاريد وقالو لها أنهم يسكنون الجبل أخر القرية وهم من المجرمين المطلوبين للعدالة...... إنتهو من الطعام وذهبو جميعاََ عدا ممرضة واحدة وحارس المركز...... ذهبت رهف إلى غرفتها ولكن لم تستطع النوم فا المكان غريب ولا تشعر بالألفة فنهضت من على الفراش ونظرت عبر النافذة فوجدت المناخ بالخارج جميل رغم برودة الجو ولكن رائحة المطر المختلطة مع الزرع حول المركز أعطت نسمة رائعة فارتدت معطفها ونزلت إلى خارج المركز وجلست على أريكة أمام الباب وظلت تنظر إلى القمر المكتمل أمامها ويهبط نوره على وجهها الأبيض البرئ وتذكرت تلك الليلة التي لم تنساها قط فشعرت بألم قلبها فأغضمت عينيها لترى أحداث ذلك اليوم تمر أمامها مجدداََ

فلاش باك

تركض رهف بالشارع هرباََ من عمر الذي يحاول قتلها بسبب ذلك الفيديو التي لا تعلم كيف صور لها هكذا وظلت تفكر هل هذا باليوم الذي فقدت وعيي به ولم أتذكر شئ ؟!!!....ظلت تركض في خوف حتى وقفت في منتصف الطريق أمام البحر على كورنيش الأسكندرية وكان البحر غاضب كغضبها مما يحدث لها الآن ولا تعلم أين تذهب فتذكرت حبيبها وقررت أن تلجأ إليه حتى يحميها منهم فذهبت مسرعة إلى منزله الذي يقطن به وحيداََ وطرقت الباب وانتظرت قليلاََ وإذا بيحيى يفتح وعلى وجهه غضب وألم وعندما رآها أسودت عيناه من الغضب وأمسكها من يدها وجذبها إلى الداخل وهي ترجف من البرد وتقول : خبيني يا يحيى..... هيموتوني

نظر لها يحيى وعقد ذراعيه أمام صدره بهدوء كعادته وقال : هما مين؟

رهف : أهلي.... أنا معرفش إيه اللي بيحصل ومرعوبة ومعنديش حد ألجئله غيرك

تنهد يحيى وقال : ومش خايفة تقعدي عندي هنا وإنتي عارفة إني قاعد لوحدي؟ 

شعرت رهف بالخوف قليلاََ وقالت : بس أنا واثقة فيك.... بتخوفني ليه يا يحيى؟

إبتسم يحيى في تهكم وقال : واثقة فيا!!!!....طبعاََ ما أنا الوحيد اللي طلعت مغفل فيهم وشفتك بطريقة تانية غيرهم..... أو يمكن عشان محترم شفتك زيي..... بس تصدقي إني طلعت مغفل أوي...... إزاى مخدتش بالي إنك إنتي اللي قعدت تلمحي إنك معجبة بيا وتجري ورايا ومتسيبيش فرصة غير لما تقربي مني

اقترب منها يحيى بخطوات ثابتة وكلما اقترب كلما إبتعدت رهف عنه وهي تشعر بالخوف من نظراته و حديثة وغضبه

يحيى : كنت مغفل..... بس خلاص مش هبقى مغفل تاني..... وطالما لعبتي عليا وخليتيني أقع في حبك وإنتي من أيد ده لأيد ده يبقي من حقي إني أخد بطاري منك..... ولا أنا مليش نفس؟ 

ثم إنقض عليها ليمسك بها من شعرها ويسحبها إلى الغرفة الداخلية وهي تصيح به في ألم وتحاول أن تتخلص من قبضته وهي تترجاه أن يتركها وتقسم له أنها لم تفعل شئ فدفعها يحيى إلى الفراش وهو يصيح في غضب عارم لم تراه رهف من قبل وقال : كفاااااية كدب...... خدعتيني وكدبتي عليا...... تكدبي عليا أنا.....يحيى التهامي...... أنا بقى هوريكي يحيى اللي قعدتي تلعبي عليه عشان تكسبيه غضبه عامل إزاي

إنقض عليها وقيد يدها وهي تحاول أن تدفعه ولكن لم تستطع فهو طويل وقوي البنية وهي ضئيلة الحجم بالنسبة له فأخذت تبكي وهي تنظر إليه وتقول : لا يا يحيى إنت متعملش كدة..... مش أخلاقك ولا أنت الراجل اللي يستغل ضعف واحدة قدامه..... لو كنت شاكة في أخلاقك ١٪ مكنتش جيت لحد عندك واتحميت فيك...... أطلب حمايتك وتعمل فيا كدة؟! ..... أرجوك يا يحيى متضيعنيش ولا تخسر نفسك بسبب غضبك

نظر لها يحيى وعينيه تتأمل وجهها الباكي أمامه ولم يستطع أن يفعل هذا بها فحتى إذا كانت تبيع شرفها لأجل المال فلن يخسر ذاته لأجلها ويصبح مثلها فنهض من الفراش ووقف أمامها وأعاد خصلات شعره إلي الخلف وقال : أنا مش عايز أشوف وشك تاني...... لو شفتك مرة تانية مش هسيبك وهاخد حق اللي عملتيه فيا...... بس أنا أسف ميشرفنيش إني أخلي واحدة زيك في بيتي تسوء سمعتي وسمعة عيلتي...... إطلعي برا

نهضت رهف وهي تبكي في صدمة مما فعل وكيف صدق ما يقال عنها وكاد أن يفعل بها هذا وكادت أن تخرج من الباب ولكن أوقفها بصوته القوي وقال : إستني

وقفت رهف ونظرت له فألقى بوجهها معطفه وقال : عشان نبقى خالصين

أخذته وخرجت من المنزل تركض بالشارع مرة أخرى 

عودة من الفلاش باك

فتحت رهف عينيها والدموع تنساب على وجهها وقالت في نفسها : كيف تعشقيه حتى الآن فقد خذلكي في أشد وقت كنتي بحاجةٍ إليه به؟ أمازلتي تحلمي به وتتمنى رؤية نظرة الحب التي كانت تملء عينيه ؟ كم أنتي مغفلة!!!! 

قطع تفكيرها أصوات عالية تقترب من المركز الصحي فقال الحارس : أدخلي جوا يا دكتورة بسرعة

رهف : فيه إيه يا إسماعيل

إسماعيل : يا بتي إدخلي جوا عاد الله يرضي عنيكي

رهف : إستنى بس يا عم إسماعيل مش يمكن حادثة ومحتاجين دكتور

نظرت رهف بعيداََ فوجدت أحد الرجال يركض إلى المركز الصحي ويحمل بيده سلاح فعقدت رهف حاجبيها في تعجب وعندما اقترب منها شعرت بالخوف من هيئته وحاولت أن تهرب منه ولكن أمسكها من ثيابها وقال في غضب : إنتي الدكتورة؟!!.... واه جايبين حريم تمرض إهنيه..... الله يستر عليكي..... جدامي على الجبل

سحبت رهف يدها منه في قوة وقالت : جبل إيه إنت مجنون..... إبعد عني مش رايحة في حتة

الرجل : بجولك إطلعي معاي...... الرجالة إتصابو فوج وعايزين حكيم همي يلا

أمسكها الرجل من ملابسها وجذبها بعنف خلفه وهي تصيح لعل أحداََ ينقذها من يده وعندما إبتعدا قليلاََ سمعت رهف طلق ناري فسقطت أرضاََ في خوف ورأت الرجل الذي كان يجذبها عنوة ملقى على الأرض فأخذت تنظر إليه في ذعر وتضع يدها على جرحه وهي تنظر حولها لترى من أين أتى هذا العيار الناري حتى شعرت بيد تجذبها فوقفت والتفتت إليه ووجدت رجل طويل القامة يقف أمامها ولكن لم ترى ملامحه فقال في صوت قوي : ورايا

جذبها من يدها وهي لا ترى أين تذهب وسط هذه الأراضي ولا يوجد ضوء كافي وهي تصيح به : بس الراجل هيموت لازم ألحقه

لم يستمع إليها حتى توقفت وقالت : بقولك أقف الراجل هيموت

إلى أن وصلو إلى مكان به إضاءة خافتة فالتفت في غضب ونظر إليها وإذا بضوء سيارة الشرطة تقترب منهما فأضاءت لهما المكان فنظر بعضهما إلى بعض في صدمة وفتحت عينيها لتنظر مرة أخرى فإذا بيحيى يقف أمامها فظهر الغضب على وجهه وإذا بالضابط يصيح : يحيى إستخبى المطاريد بيحاصرو المكان

جذبها يحيى خلف الشجرة وظل ينظر إليها كأنه لا يصدق ما يرى فأصبحت أجمل مما كانت وتاه في بحر عينيها كما كان يفعل سابقاََ وشعر بنبض قلبه لها وبدأ إطلاق الرصاص بين المطاريد والشرطة ولمح أحد الرجال يحيى من خلف الشجرة فظل يضرب بها فقطع نظراتهما لبعض فجذبها يحيى إلى صدره وأخرج سلاحه وصوب على الرجل فإذا به يسقط أرضاََ.... رأت رهف ما حدث فنظرت له في صدمة وقالت : أحلف

ثم صاح أحدهم

خالد : أرجع يا يحيى على السرايا..... لو المطاريد شافوك هيقتلوك..... بسرعة يا يحيى وأنا هغطي ضهرك

خرج يحيى مسرعاََ وجذب رهف خلفه ولكن خرج أحد المجرمين وأطلق الرصاص عليه فسقط يحيى أرضاََ وهبطت رهف تنظر إليه في ذعر قائلة : يحيى!!!!! 

الفصل الثاني من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1