قصة المغسل الفصل العاشر بقلم صبحي المرسي
أنا بشتغل في تجهيز الموتى من وأنا عندي 19 سنة… شُفت كل أنواع الموت، من طفل رضيع، لغريق، لحوادث، بس عمري ما شُفت زي اللي حصل في القضية دي.
يومها جالي اتصال من عمدة القرية:
"في شاب اتقتل في الغيط… والنيابة قالت نغسله وندفنه النهاردة."
روحت على طول، دخلت أوضة الغُسل…
لقيته شاب حوالي 24 سنة، جسمه كله سليم…
بس ملامحه؟ مش طبيعية.
كان باصص لفوق، وعينيه مفتوحة على الآخر،
زي ما يكون شاف حاجة وهو بيموت… حاجة فوق الوصف.
بدأت أغسّله…
ومجرد ما كبينا الميّه، سمعنا صوت أنين!
بصينا لبعض، وكان معايا شيخ تاني… قلنا يمكن صوت من برة.
كملنا… بس الميّه نفسها، سخنت فجأة كأنها بتغلي!
الشيخ اللي معايا قاللي:
"عبد الستار… الراجل ده مش ميت عادي.
ده في كيان ماسكه."
قلتله: "يعني إيه؟"
قاللي:
"في بعض الناس… لما بيموتوا متلبّسين، الجني بيقعد يدافع عن الجسد، وبيحاول ما يخرجش."
..
بدأنا نقرا قرآن بصوت عالي…
وفجأة الشاب اتنفّض!
أنا نفسي اتزحلقت من الرعب…
وبدأ يطلع صوت زي صوت زفير جامد من صدره…
بس جسمه مابيتهزش!
اتصلنا بالشيخ "حسان"، جه بسرعة، أول ما دخل، قال:
"ده كان مستدعي كيان لنفسه… والكيان ده دلوقتي رافض يخرج!"
عرفنا من أخوه إنه كان بيقرأ في كتب غريبة، وكان بيرسم رموز على الحيطان،
وكان بيقولهم: "أنا مش لوحدي في الأوضة… هو بيكلمني كل يوم."
اللي حصل بعد كده بقى الرعب بعينه…
لما جينا نكفّنه، الكفن اتحرق من طرفه!
من غير نار، من غير سبب… بس فعلاً اتحرق.
رجّعناه، وقرأنا سورة البقرة كاملة، وبدأ الوضع يهدى شوية.
دفنّاه بصعوبة… وكل حاجة خلصت.
لكن بعد الدفن بيومين، حصلت المصيبة:
الناس اللي ساكنين جنب القبر… بدأوا يسمعوا صوته!
"أنا ما متش! أنا محبوس!
إخرّجوني… هو جوّا معايا!"
وكانوا بيلقوا التراب بيتنفض فوق القبر، والضوء اللي فوق المقابر يفصل ويشتغل لوحده.
بعد أسبوع، واحدة اتجنّنت، بتقول إنها كانت ماشية من جنب القبر، ولقت الشاب واقف بيبص لها من ورا الشجرة!
جُم المشايخ، وقرروا يقرأوا رُقية فوق القبر…
ووقتها، ظهرت ريحة دخان كأن حد بيولّع، بس مافيش نار، مافيش حاجة.
الشيخ قال:
"الكيان اتحبَس جوا الجسد… ومع الموت، اتحوّل لقبر ملبوس!
وده نوع نادر جدًا… اسمه قبر الرجعة."
من وقتها، القبر ده ماحدش بيتدفن جنبه.
والناس كل ما يمشوا من جنبه… يبصوا بسرعة وبعدين يجروا.
وأنا؟
ما بقيتش أغسّل حد من غير ما أقرأ "الكرسي" و"المعوذتين" قبلها.
نصيحه :
لو عرفت حد بيقرا في كتب مش مفهومة، أو بيرسم رموز على الحيطان… حذّره.
لأن اللي بيفتح باب… مش دايمًا يقدر يقفله.
واللي بيموت متلبّس… بيبقى قبره مش للنوم، إنما للحرب.
#تمت