رواية بقايا قلب مكسور الفصل العاشر 10 بقلم رباب حسين





رواية بقايا قلب مكسور الفصل العاشر بقلم رباب حسين


محاصرٌ أنا بطيفك الذي يواسي جرح قلبي...... فمالي بأخرى تدخل حصار ذاتي.... فلن أكون لها ولن تصبح لي يومًا..... ألا يرون أنني أهيم بينهم قتيلًا كما أرديتك بيدي قتيلا؟....ليس هذا مكاني بل وجودي بجوارك هو الأصح...... كيف أنهي حياتي وأتخلص من عذابي..... فأصبح ألمي لا يحتمل ولعل التراب يدفنه وأجد الراحة التي فقدتها بعد أن تواريتي أسفله


كان أدهم يجلس في غرفته يفكر فأصابه اليأس الذي تخلل داخل ثنايا قلبه ولم يعد يفكر سوى بالموت فأصبح هذا العالم بأكمله لا يستطيع مواساة قلبه..... لن أتزوج غيركِ وإن كانو يخططون لهذا الزواج فسوف يحتفلون بزفافي إلى المقابر بجوار عروس قلبي

مر الليل الطويل وفي الصباح استيقظ أدهم يرى طيفها على الوسادة بجواره فيبتسم رغمًا عنه.... هل هذا حلم أم حقيقة؟ ..... في كلتا الحالتين أعلم أن هذا غير حقيقيًا..... لا بأس فرؤية وجهكِ تجعلني أتنفس من جديد

أدهم : وحشتيني

جالا : وإنت كمان

أدهم : مش هتاخديني معاكي؟

جالا : وقت ما تبقى جاهز تعالى..... أنا مستنياك

أدهم : أنا مش عارف أعيش من غيرك..... نفسي تسامحيني

جالا : يبقى تيجي نعيش سوا

كانت تنظر إليه بوجهها المضئ وعيونها الخلابة وابتسامتها تزينه ظل يتأملها ويعلم بداخله أنها ستختفي بعد قليل.... إنسابت دمعة من عينيه واختفى وجهها فأجهش في البكاء حتى ابتلت وسادته

أما حسناء فخرجت من المنزل تحت نظرات رعد الذي يراقبها وبعد أن وصلت إلى المشفى ظهرت علامات التعجب على وجهه فلماذا أتت وحدها دون زوجها الذي رأى سيارته مرصوفة تحت المنزل فتبعها إلى الداخل دون أن تشعر وبعد أن دخلت إلى المصعد وقف ليرى بأي طابق سوف تتوقف ثم صعد إلى ذات الطابق بالمصعد الأخر وظل يجوب بالممر يبحث عنها حتى وجدها بعد قليل تخرج من الغرفة ٦٧ فاختبأ بعيدًا حتى لا تراه ثم ذهب إلى الغرفة ووقف يلتفت حوله حتى لا يراه أحد ثم دخل الغرفة ووقع نظره على الفراش ففتح عينيه في صدمة فوجد جالا نائمة في حالة ثبات فخرج مسرعًا وذهب إلى منزل أدهم وعندما وصل كان أدهم يخرج بسيارته متجه إلى العمل فدخل وطلب مقابلة إلهام وبعد قليل نزلت وجلست أمامه وقالت : خير يا رعد عايزني في إيه؟

رعد : إنتي عارفة إن جالا عايشة؟

وقفت إلهام في صدمة أمامه وقالت في توتر : إنت..... إنت عرفت منين؟!

رعد : يعني كنتي عارفة

إلهام : أيوة عارفة

رعد : وسايبة إبنك بالمنظر ده..... سايبة إبنك كل يوم يعيط على قبر فاضي؟!

إلهام : لا أقوله إنها عايشة وفي غيبوبة عشان يفضل قاعد جنبها في المستشفى لا يشتغل ولا يعمل بيت وعيلة..... يفضل مرمي تحت رجليها..... أدهم لازم ينساها لإنها أصلًا ماتنفعوش ولا من مستواه وبعدين هو خلاص هيتجوز بعد ٦ أيام ويعيش حياته بقى بدل ما كل شوية يحب واحدة ويقعد ينساه في سنين وعمره يضيع منه..... أدهم طول عمره بيتعلق باللي في إيده ولما بيروح منه حاجة مبيعرفش يتخطاها

رعد : بس.... بس ديه مراته وبيحبها...... ويمكن تفوق أو على الأقل الذنب اللي حاسس بيه يقل..... أنا مش ناسي منظره وهو بيقولي ماتت في إيدي..... مش قادر أنسى وشه وقته ولا قادر أنسى عياطه من يومين على قبرها وهو بيعتذرلها عشان ظلمها...... أدهم لازم يعرف

إلهام : ولما يعرف..... بدل ما كان بيعتذرلها وهي في قبرها هيقعد يعتذرلها وهي مش حاسة بيه وفي غيبوبة..... جالا رافضة العلاج.... رافضة أي أدوية.... يعني حالة ميئوس منها لدرجة إن مفيش دكتور بيعالجها..... سيبنها على الأجهزة عشان أمها وحسناء ديه مش قادرين ياخدو قرار إنهم يسيبوها.... يعني كده أو كده هتموت..... لو أدهم عرف مش هيتغير حاجة غير إنه هيعيش نفس التجربة تاني

صمت رعد يفكر فقالت إلهام : لو قلبك عليه بجد خليه ينسى ويعيش حياته.... أنا نفسي أشوفه مبسوط وأدهم مش هينساها غير لو واحدة دخلت في حياته تاني

نظر لها رعد ولم يجيب ثم خرج من المنزل وجلس على الدرج أمام الباب يتذكر ما حدث في هذه الليلة

فلاش باك

في الساحل الشمالي كان رعد يقف أمام الشاليه الذي نزل به هو وجالا بعد أن أوصل أدهم إليه وبعد قليل سمع أصوات مرتفعة فاقترب من الباب وسمع أدهم وهو يقول في غضب : أنا سامعك بودني بتكلميه وبتقوليله بحبك

جالا في توتر : والله إنت فهمت غلط

أدهم : عشان كده طلبتي إني ملمسكيش صح؟......عشان قلبك مع حد غيري..... إزاى توافقي تتجوزيني وإنتي بتحبي واحد تاني.... ليه عملتي كده ليه؟!..... إنتي كدة خاينة ومش أي خيانة..... إنتي خونتي جوزك يا مدام...... إنتي اللي زيك يستاهل القتل والرجم ثم اقترب منها ووضع كلتا يديه على رقبتها وهو يقول : إنتي متستحقيش تعيش ولا تستحقي اللي عملته عشانك..... عاملتك زي البني أدمين المحترمين..... كل يوم كنت بعملك مفاجأة شكل وفي الأخر طلعت مغفل.... كنت فاكر إنك هتحبيني وإنك هتحسي بيا

جالا وهي تحاول التنفس بصعوبة : وأنا كمان.... بحبك..... بح... بك

أدهم : كدابة..... أنا بديتك على نور اللي فضلت مستنياني كل السنين ديه.... بس خلاص.... هرجعلها وإنتي هطلقك وارميكي في الشارع..... أنا بكرهك..... بكرهك

شعرت جالا بألم شديد بقلبها وهي ترى الكره داخل عينيه..... تأكدت الآن أن أدهم سيتركها فهو لا يصدقها ولن يكون لها فسقطت مغشيًا عليها.... ابتعد أدهم عنها في ذعر وظل يبتعد حتى أرتطم بالطاولة فسقط أرضًا ووصل صوت الأرتطام إلى خارج الغرفة وعندما سمعه رعد دخل الغرفة فوجد أدهم يقف يتصبب عرقًا ووجهه شاحب وينظر إلى جالا وهو في حالة صدمة ثم نظر له وقال : ماتت في إيدي..... إلحقني يا رعد.... ديه ماتت.... أنا.... أنا مكنش قصدي..... مكنتش شايف قدامي..... هي خانتني..... وأنا مشفتش قدامي

اقترب رعد منه وأمسك يده وقال : إهدي يا أدهم بيه.... أنا سمعت كل حاجة..... ليك حق تعمل أكتر من كده.... الست الخاينة مصيرها القتل..... متقلقش أنا هاخدها وارميها في البحر من غير ما حد يحس وأنت تنزل الريسبشن وتقول إنك مش لاقيها

أدهم : لا.... التشريح هيعرفو إنها ماتتش غرقانة

رعد : طيب أنا هتصرف روح إنت

إلتفت أدهم فوجد إلهام تنظر إليهما وتفتح عينيها في صدمة بعد أن سمعت حديثهما فقال أدهم : ماما!.... إيه جابك هنا؟

إلهام : وحشتني.... وكمان قولتلي هطول فا جيت عشان أشوفك وأقضي معاك يومين..... بس هو إيه اللي أنا سمعته ده

أدهم في توتر : أنا مكنش قصدي يا ماما

إلهام : بس بس..... إهدي دلوقتي واسكت..... إطلع من الأوضة وأنا هتصرف

أخذ أدهم معطفه وخرج في خوف من الغرفة ثم نظرت إلهام إلى رعد وقالت : هات العربية هنا قدام الباب

رعد : ليه؟

إلهام هتاخدها في الشنطة وبعدين تبعد شوية عن الفندق وتنزل تمسح بصماتك من علي الدريكسيون وتحطها مكانك وتسيب العربية بابها مفتوح وترجع ولو حد سألك قولهم وصلتها وقالتلي إرجع إنت ومتعرفش حصلها كده إزاي

أماء لها رعد وخرج من الغرفة ثم اقتربت منها إلهام وحاولت أن ترفعها من الأرض وتضع حقيبة يدها على كتفها ولكن شعرت بأنفاسها ووجدت رعد يدخل الغرفة فقالت : أنا هاخدها أنا.....إنت شيلها وحطها في العربية وملكش دعوى بيها

نفذ رعد ما طلبت ونظرت له وقالت : روح إنت شوف أدهم

عودة من الفلاش باك

ظل رعد يفكر بما قالته إلهام وتذكر عندما سألها عما فعلت فقالت أنها ذهبت بها إلى مشفى تربطها صداقة مع مديرها وطلبت منه أن يخرج تقرير الوفاة بسكتة قلبية وجاءت حسناء وأخذت الجثمان وقامت بدفنه في القاهرة وأخبرت أدهم بذات الشئ وعندما سألها أدهم عن موقف والدتها من عدم ظهوره أثناء الدفن أخبرته بأنها تعلم كم الصدمة التي حلت عليك وأنه عاد إلى القاهرة في ذات اليوم من الصدمة.... قرر رعد أن يبتعد قليلًا عن هذا المنزل ويتروى بقراره فأرسل رسالة إلى أدهم يستأذنه بأن يمد له الأجازة لبضعة أيام ثم ترك المنزل وذهب

كانت حسناء تنتظر عمر في مكتبه بعد أن تأخر كثيرًا عن موعده وجاء بعد وقت ودخل الغرفة وهو يعتذر لحسناء عن تأخره وقص لها ما حدث مع جالا بالأمس فنظرت له في سعادة وقالت : يعني المخ بدأ يشتغل؟

عمر : لما شغلت الأغنية جنبها وبدأت أتكلم معاها أشارات المخ كانت بتزيد وده معناه إن لو استمرينا على كده فترة ممكن تتجاوب مع العلاج..... بس أنا عايز أعرف كل حاجة حصلت بالظبط عشان كلامي يبقى مترتب ومفهوم بالنسبالها

حسناء : ماشي..... مش همشي النهاردة غير لما احكيلك كل حاجة..... ال ١٠ أيام اللي فضلت جالا بعيدة فيهم عن أدهم كان زين مهتم بيها جدًا زي ما قولتلك بس يوم الإجتماع الصبح جات جالا وقالتلي إن زين إتصل بيها إمبارح وفضل يتكلم معاها في حاجات كتير برا الشغل وأدهم كان نايم بس هي حاولت تقفل معاه الكلام بس هو مدهاش فرصة..... أنا لما سمعت أدهم بيزعق مع جالا ورفض التصاميم توقعت إنه ممكن يكون سمعها وهي بتكلم زين.... بس هي أكدتلي إن الكلام كان عادي جدًا ومفهوش أي حاجة غير في نص المكالمة قالها إن هي صعبانة عليه وقعد يشكر فيها ويقولها شوفي حياتك متقفيش على حد وإن أدهم بيخطط لحياته وكلام من ده وأنا قولتلها إنها متعملش أي حاجة غير لما تخلص من موضوع أدهم نهائي عشان هي برده مراته..... بعد الإجتماع جالا كانت متضايقة جدًا وزين دخل وقعد يتكلم معاها وقالها إنتي كنتي عند حسن ظني وعملتي شغل حلو بس أدهم ليه حسابات تانية وإنه ممكن بيعمل كده عشان متبقيش أهم منه في الشركة في اللحظة ديه أنا حسيت إن زين بيوقع بينهم ولما قلت لجالا بعد ما مشي قالتلي لا هو معاه حق لإن هو اللي اقترح على أدهم يديني المشروع.... قعدو كمان كام يوم مبيتكلموش وأدهم كان بيرجع متأخر ومحدش كان عارف بيروح فين لحد يوم السفر واتفاجأت جالا إن زين مسافر معاهم المرة ديه ولما وصلو الفندق أدهم حجز شالية ليهم وجناح لزين

فلاش باك

وصل أدهم وجالا إلى الشاليه ودخلا به ثم أفرغ كلًا منهما أغراضه فقالت جالا في ملل : مكنش فيه داعي ننزل في مكان واحد كان الأفضل كل واحد لوحده

نظر لها أدهم والشك يزداد داخل قلبه وقال : مش منطقي إن إحنا كنا هنا من أسبوعين وأكتر بنقضي شهر العسل ودلوقتي كل واحد في أوضة..... أنا بحافظ على صورتك قدام الناس عشان إنتي مراتي ويهمني كرامتك ومحدش يقول عليكي كلمة وحشة

أماءت له جالا وتركته ودخلت المرحاض وظل أدهم ينظر إلى آثرها والحزن ساكن قلبه فكم يتمنى أن تراعي هي كرامته ولا تفعل أي شئ خاطئ..... زفر أدهم في ملل ثم خرج من الشاليه ووجد زين يتقرب منه فقال له : إيه هتروح في حتة؟

أدهم في حزن : لا.... مليش نفس

زين : يا أدهم فك شوية مش كده...... يمكن غلطان في الحوار يعني

أدهم : بقولك سمعتها بتكلم حد في التليفون..... خرجت من الأوضة وقعدت تتكلم برا وطولت كمان.... أنا كل أما أفتكر دمي يتحرق

زين : ورجعت قولتلك نصبر لحد ما نتأكد عشان منلبسش غلط وتطلع في الأخر إنت اللي غلطان

أدهم : أنا ماسك نفسي عليها بالعافية..... وعمال ألمحلها يمكن تحس ولا الهوا..... أنا بقى أصريت ناخد شالية المره ديه عشان متدخلش المبنى الرئيسي للفندق كتير وكمان متشفش الزفت اللي بيشاغلها ده.... أنا متأكد إن هو اللي بيكلمها

زين : إهدى طيب وكل حاجة هتبان..... هي فين صحيح؟

أدهم : جوا معرفش بتعمل إيه..... أنا هدخل أغير هدوم

دخل أدهم وانتظر زين بالخارج وبعد قليل خرجت جالا ووجدت زين فقالت : واقف لوحدك ليه؟

زين : لا أنا جيت من شوية بس أدهم كان بيكلم نور في التليفون وقالي هيغير هدومه ويخرج

ظهر الحزن على وجه جالا وقالت : هو لسة بيكلمها في التليفون؟

زين : أعتقد اه..... شوفته كذا مرة بيكلمها

صمتت جالا في حزن فقال زين : قولتلك متزعليش..... عيشي حياتك وارمي ورا ضهرك.... مفيش حد في الدنيا يستاهل إنك تزعلي عشانه ولا عينيكي الحلوين دول يعيطو

نظرت له جالا وقالت في تحذير : بلاش الكلام ده يا زين

زين : ما أنا مقدرش أشوف القمر زعلان واسيبه كدة..... غصب عني الكلام بيطلع مني...بصي أنا عارف إنتي بتفكرى إزاى بس إنتي مش بتعملي حاجة غلط.... كده كده حوارك إنتي وهو هينتهي وبعدين هو ليه مش بيفكر زيك كده ويقول لا أنا متجوز ومينفعش وإنتي مانعة نفسك عن أي حاجة عشانه..... مش يمكن فيه حد غيره يستاهل إنك تحبيه وتبقي معاه.... حد يقدر يسعدك وميشفش في الدنيا غيرك.... إديني فرصة بس ومش هتندمي

جالا : زين لو سمحت أنا مش عايزة كلام من النوع ده دلوقتي

زين : طيب إنتي مش حاسة بأي حاجة ناحيتي..... يا ستي طمنيني بس..... طمني قلبي على الأقل

جالا : مش وقته..... كل اللي إنت بتقوله ده بجد مش وقته

خرج أدهم ونظر إلى زين وقال : هتروح تتغدى؟

زين : اه..... يلا بينا

ذهبو معًا لتناول الطعام في المطعم وجاء رامي ليرحب بهما ولاحظ معاملة أدهم له السيئة ولاحظت جالا ذلك أيضًا وتعجبت من الأمر فذهب رامي وبعد وقت عاد أدهم وجالا إلى الشاليه فقالت جالا : هو أنت متضايق من رامي ليه كده؟

أدهم في عصبية : واتضايق ليه..... وأنا مالي أصلًا بيكي؟ ..... إنتي حرة في حياتك وفي الناس اللي تعرفيهم..... بس راعي إنك لسة على ذمتي ها..... يعني شايلة اسمي ومش مسموحلك تتجاوزى حدودك بأي شكل من الأشكال

جالا في غضب : أنا محترمة وعارفة حدودي كويس.... وعارفة إيه المطلوب مني واللي مينفعش أعمله.... الدور والباقي عليك..... لما أنت عارف إن الجوازة ديه مش هتكمل سايبني على ذمتك ليه؟!

أدهم في غضب : أنا غلطان إني خايف على منظرك قدام الناس..... غلطان إني بفكر فيكي أصلًا... على العموم أول ما نرجع القاهرة هعملك اللي إنتي عايزاه

ثم خرج من الشاليه وهاتفه يستقبل مكالمة فأجاب في غضب وهو يخرج

أدهم : ألو..... نعم يا نور

ثم أغلق الباب وذهب تحت نظرات جالا المصدومة مما يفعله.... يأمرها بأن تراعي مشاعره كزوج وهو من يدعس على كرامتها دون خجل

الفصل الحادي عشر من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1