رواية فى سبيل صهيب الفصل العاشر 10 بقلم لبنى دراز


 رواية فى سبيل صهيب الفصل العاشر بقلم لبنى دراز

حين تظن أنك ممسك بخيوط حياتك، تداهمك يد القدر بقسوتها، تقلب الطاولة وتبعثر الأوراق، فتجد نفسك عالقًا بين ما كنت تظنه صوابًا وما انكشف لك على حقيقته. هناك قرارات تُتخذ بقلوب مطمئنة، لكنها في غفلة من الزمن تصبح وبالًا، وهناك وجوه اعتقدتَ أنك تعرفها، حتى يسقط عنها القناع فتصبح غريبة أكثر من الغرباء.
بين الخوف والرجاء، بين الذنب والغفران، يمضي الإنسان محاولًا لملمة شتات روحه، لكن بعض الخطايا لا تُغتفر، وبعض الأقدار لا ترحم…
في سبيل صهيب بقلمي✍️____لبنى دراز
فـ الصعيد
بيت قدري رسلان
قاعد قدري سهران قدام باب بيته بيفكر فـ هنادي، ومش عارف هل رسلان وصل لها ولا لسة بيدور عليها، بعد شوية وقت سمع عمر وهو بينادي ع الغفير عشان يجيب له الشيشة وكوبايتين شاى.
عمر قرب من أبوه والحزن واضح فـ نظرة عينه وبابتسامة حزينة: لاجيتك سهران يا حضرة العمدة جدام الدار جولت لحالي جوم يا واد چهز حچر معسل للعمدة يعدل مزاچه مع الشاى لاچل ما باله يروج ويبجى زين.
قدري بص لـ عمر ونظراته كلها لوم وعتاب لنفسه وبتنهيد ونبرة مليانة حزن: وكيف يروج البال يا ولدي وانا اللى ضيعت بتي بيدي.
عمر بنظرة كلها حب ونبرة حنونة: هون ع نفسك يا بوي، انت كان جصدك خير، هنادي كان من حجها تِعِرف أمها، هى صُح غابت كَتير وما عرفينش نلاجوها بس الله أعلم إيه اللى حُصُل لها، اصبر يا بوي مسير الحي يتلاجى.
قدري: أديني صابر يا ولدي.
بعد شوية وقت كمان جه الغفير جاب الشيشة وحطها قصاد قدري وراح يجيب الشاى ويرجع وهو راجع شاف موبايل عمر بيرن ع ترابيزة جنب الباب وأخده معاه ادهوله.
عمر أخد الفون من الغفير وشاف اسم رسلان فتح المكالمة وبسعادة: السلام عليكم، كيفك يا متر إكده وكيف أخبارك؟
رسلان بملامح هادية ونبرة كلها أمل: بخير يا دكتور، كيفك انت وكيف الحاچ والحاچة؟.
عمر وهو بيمد ايده ياخد كوباية الشاى: كلنا بخير يا واد ابوي، لسة ما وصلتش لـ خيتك يا رسلان؟.
رسلان بحزن واضح فـ نبرة صوته: لا يا عمر ما وصلتش، بس اتعرفت ع نسيب هاني رچل أعمال كَبير وله علاجات كَتيرة ولما حكيت له الحكاية وعدني انه فـ خلال يومين هيچيب لى أخبار عنيها هى وامها.
عمر باستغراب واندهاش: انت جولت نسيب هاني؟! هو اتچوز ميتا؟ وكيف من غير ما يجول لنا او يجول لعمتي؟
رسلان: انا ما خابرش ميتا وكيف، بس اللى خابره انه لسة خاطب، بس شكله واجع مع ناس تجيلة جوي يا عمر… سكت شوية واترسمت ملامح شاهندة قصاد عينيه وبتنهيد وبلا وعى: ولا خطيبته يا واد ابوي، رجيجة جوي كيف النسمة، عيونها جتالة جوي جوي، ما خابرش كيف وافجت عليه بشكله العفش ده؟
عمر باندهاش: چرالك ايه يا متر؟! من ميتا وانت بتبص ع الحريم وكمان خطيبة واد عمتك.
رسلان بحزن: أنت خابرني زين يا اخوي ماليش فيه الحديت ده، بس اول ما شوفتها وعرّفني عليها ما خابرش ليه جلبي دج چامد وحسيت برعشة فـ چسمي ما عارفش سببها، ولاجيت حالي ما جادرش انزل عيوني من عليها وكانّ فيها مغناطيس بيشدني ويچذبني ليها طوالي.
عمر: بس إكده غلط يا رسلان وحرام يا اخوي، صُح احنا ما نعرفش هاني خطبها ميتا وكيف من غير ما يعرّفنا لكن فـ النهاية بجت خطيبته.
رسلان فاق من شروده فـ شاهندة وأخد نفس قوي وخرجه ببطء: خابر كلامك زين يا عمر وبلوم حالي من وجت ما شوفتها ع تفكيري فيها، وبدعي ربنا يسامحني يا اخوي، المهم لو بشمهندس صهيب چابلي خبر عن هنادي كيف ما وعدني، هخبرك عشان تاچي تجف معايا لأني ما هضمنش حالي لما اشوفها واجفة جصادي.
عمر بهدوء: ما تجلجش يا رسلان يا اخوي ما هتكونش لحالك، إحنا اصلا چايين بكرة، هنمسكوا الطريج الصبح وع عشية هنكونوا عنديك.
رسلان بعصبية ظهرت فجأة فـ نبرة صوته: واه، كيف ديه؟ ايه اللى طلعها فچأة فـ راسكم إكده؟
عمر: أمك شافت حلم خوفها عليك وحلفت براس چدك انها لازمن تسافر لك تشوفك بعينيها وتطمن بنفسها، حاولت انا وابوك نجنعها انك بخير، وهى مصممة ع رأيها، ما جدرناش عليها عشان إكده هناچي بكرة، ولسة كنت بفكر اتصل بيك أخبرك جبل ما انت تتصل.
رسلان: ماشي يا عمر، كويس انك جولت لي، انا ماعنديش محكمة بكرة، هنزل السوج اشتري شوية طلبات واچهز لكم وكل زين وكمان اچهز الاوض ع ما توصلوا بالسلامة، يلا هاجفل تصبح ع خير .
عمر: وانت من أهله يا اخوي
قفل عمر المكالمة مع رسلان وقال لـ قدري مضمونها وقاموا الاتنين دخلوا البيت وكل واحد فيهم راح اوضته ينام وجواه الف سؤال وسؤال، وهما بيستعجلوا النهار يطلع بفارغ الصبر عشان يلاقوا إجابة اسئلتهم اللى بتدور جواهم.
____________________
فـ شقة نوال
فاقت سها من نومها ع كابوس مزعج بعد ما اتقابلت مع رسلان نزلت الجنينة وهى خايفة ومرعوبة انه يعرفها او صهيب يكشفها وفضلت تفكر لغاية ما هداها تفكيرها انها تتصل بـ أمها وتروح لها، وبالفعل اتصلت بيها وحكت لها اللى حصل، مرت الليلة عليها بصعوبة وأول ما طلع النهار خرجت جري راحت لـ نوال الشقة اللى بيتقابلوا فيها عشان تشوف لها حل، قعدت تستناها وهى قلقانة ومرعوبة من رسلان وصهيب، بعد شوية وقت شافت الباب بيتفتح ودخلت.
نوال بملامح خالية من اى مشاعر ونبرة صوت باردة: مالك يا سها متوترة كل التوتر ده ليه؟
سها جسمها كله بيرتعش ونبرة صوتها كلها خوف: رسلان شافني.. فاهمة يعني ايه شافني؟! ومش بس كدا، ده اتكلم مع صهيب عشان يعرف طريقى بعلاقاته، انا خلاص انتهيت.
نوال ببرود واضح ع ملامحها وصوتها: افرضي اخوكي شافك فين المشكلة يعني؟
سها وقفت وقربت منها بملامح كلها خوف ونبرة مليانة غضب: انتي اييييييه؟ بقولك رسلااااان شافني وصهيب اتفق معاه عشان يعرف طرييقيييي، وانتي تقوليلي فين المشكلة!! انا روحي بقت فـ ايديهم، وانتي مش شايفة مشكلة خااااااااالص يا ماما؟!
نوال مسكتها من ايديها وقعدت بيها ع كنبة الانتريه وبهدوء ظاهر ع ملامحها وصوتها: يا حبيبتي رسلان شافك وما عرفكيش بعد ما شكلك ولهجتك اتغيروا، بدليل انه قعد واتكلم معاكي عادي، وصهيب مهما دور ومهما كانت علاقاته مش هيوصل غير لحقيقة واحدة بس وانتي عارفاها كويس، يبقى ليه القلق والخوف ده كله.
سها قاعدة ع طرف الكنبة ايديها اتشنجت لدرجة ان عضم صوابعها بقى ابيض وعينيها بتتحرك بسرعة فـ كل حتة تدور ع مَخرج من اللى هى فيه وصوت أنفاسها مسموع وجسمها كله بيتهز ويرتعش من شدة الخوف وكأنها قاعدة ع لوح تلج وضربات قلبها زادت ومافيش فـ دماغها غير صورة رسلان وهو ماسك الحبل، وبنبرة صوت مبحوح: هيعرفني يا ماما هو قال لي كدا، قال حتى لو غيرتي جلدك برضو هعرفك، انا خايفة اوي، ياريتني ما سمعت كلامك، ياريتنى كنت رجعت البلد، اعمل ايه انا دلوقتي؟! رسلان هيقـtـلني ولو هو ما عملهاش صهيب هيعملها من غير ما يرف له جفن.
نوال وقفت وشدت سها وقفتها بعصبية واضحة ع ملامح وشها اللى كلها غضب ونظرات عينيها مليانة شر وبنبرة صوت حادة وهي بتضـ*ـربها بالقلم: فووووقي بقى، خوفك وغباءك هما اللى هيكشفوكي مش اخوكي وجوزك، أهدي خالص وارجعي لطبيعتك وسوقي دلالك ع صهيب أكتر، خليه ما يشوفش غيرك، اشغليه بأى طريقة وابعديه عن رسلان عشان تبقي فـ امان.
سها بخوف: هو انا كدا مش فـ امان؟
نوال قعدت وولـ*ـعت سيجارة واخدت نفس منها وخرجته ببطء، ومسكت سها من إيدها بهدوء قعدتها وضمتها فـ حضنها بإيد والإيد التانية فيها السيجارة وبنبرة هادية: طبعا فـ امان يا حبيبتى ما تخافيش، اومال يعني عمليات التجميل اللى عملتيها دي كلها وغيّرنا بيها شكلك كانت ليه؟ ما هو عشان تبقي فـ امان، لكن ما يمنعش اننا نزود اماننا وحمايتنا طالما رسلان ظهر قصادنا، عشان كدا لازم تشغلي صهيب بأى حاجة تانية غير انه يدور علينا، فاهمة؟!
سها حاولت تهدى وتركز فـ كلام نوال، افتكرت سبيل وشهاب، وفجأة نظرات عينها اللى كانت مليانة خوف اتغيرت وظهرت ع شفايفها ابتسامة جانبية كلها خبث، رفعت حاجبها وحركت راسها حركة خفيفة بتفكر فـ حاجة: انا عرفت هعمل ايه وهشغل صهيب ازاى.
نوال ضيقت بين عينيها باستغراب من هدوء سها المفاجئ بالطريقة دي: بتفكري فـ ايه؟
سها: هنفذ اللى خططت له من فترة، هو ده الوقت المناسب، عشان الفيديو يطلع للكل وينشغلوا بيه، وصهيب يتصدم فـ اخوه والزفتة سبيل وينسى رسلان خالص.
نوال اترسمت ع ملامحها سعادة غريبة ونظرات عينيها كلها مكر، رفعت حاجبها وهزت راسها بابتسامة: ايوا كدا، هى دي بنتي حبيبتي، شوفتي لما هديتي عرفتي تفكري ازاى؟.
سها بابتسامة خبث: تلميذتك يا نونو.
نوال: تلميذة ايه بقى، ده انتي بقيتي استاذة يا قلبي.
قالت نوال كلمتها وضحكت بعلو صوتها هى وسها وكملوا قعدتهم يخططوا سوا ازاى هيبعتوا الفلاشة اللى فيها الفيديو لـ عمران وهيكتبوا له ايه ع الظرف عشان يضطر يجمع العيلة كلها وهو بيتفرج عليه، خلصوا كلامهم ونزلوا من الشقة كل واحدة ركبت عربيتها ومشيّت فـ طريقها وهما مبسوطين ومطمنين ان خطة سها هتنجح وما حدش هيعرف عنها حاجة ولا حد هيعرف طريقها.
____________________
فـ قصر الشهاوي
جناح صهيب
بعد ما رجع صهيب من النادي هو وشاهي طلع الجناح بتاعه هو وسبيل وقضى فيه الليلة ودماغه هتنـfـجر من كتر التفكير فيها وإحساس الذنب اللى قا*تله لغاية ما غلبه النوم، صحي من نومه مصدع من قلة النوم وكتر التفكير، وهو بيتعدل فـ قعدته عينه وقعت ع صورة جوازهم اللى محطوطة ع الكمود، مد ايده يمسكها بملامح كلها حزن وبنبرة صوت كلها انكـ*ـسار: يا ترى انتي فين يا سبيل، عارف اني جرحتك يا بنت عمي بس صدقيني كان غصب عني، انتي أكتر واحدة عارفة طبعي وعارفة اني مش بحب سياسة الأمر الواقع…. غمض عينه يمنع دموعه تنزل وبتنهيدة وجع: جدك أجبرني وما سابليش اختيار ولا حتى ساب لي وقت للتفكير، أرجوكي ارجعي يا سبيل وانا هصلح كل حاجة، عارف انك اتصدمتي فيا، اتصدمتي فـ اللى كنتي بتعتبريه اخوكي ومثلك الأعلى، بس والله كل حاجة كانت خارجة عن إرادتي….
سكت وساب الصورة من إيده لما سمع خبط ع الباب وشافه بيتفتح ودخلت منه أمه.
سامية دخلت الجناح وملامحها كلها خوف وبنبرة مليانة قلق: أنت هنا يا حبيبي؟! … وبتنهيدة راحة: الحمدلله، قلقتني عليك.
صهيب قام وقف وقرب منها باس جبينها وإيديها وبنبرة حنونة: سلامتك يا حبيبتي من القلق، انا قدامك زي الفل اهو، قلقانة ليه بقى؟!.
اتنهدت سامية ومدت إيديها الاتنين حضنت وشه بين كفوفها، بصت له بنظرة كلها حب ونبرة صوت دافية: أنت ابني ونور عيني وأول فرحتي يا صهيب، أنت واخواتك كنزي وثروتي فـ الدنيا دي، لو ما قلقتش عليكم هقلق ع مين يعني!
صهيب مسك ايديها وباسها: وتقلقي ليه بس يا أمي واحنا كلنا حواليكي اهو.
سامية بحزن واضح ع ملامحها وصوتها: يا ابني حالك مش عاجبني، صحتك بقت فـ النازل، وبعدين من وقت ما رجعت امبارح مع شاهي وانت حابس نفسك هنا يا حبيبي، ومش عايزني اقلق عليك؟!
اتنهد صهيب وقعد ع السرير وعينه راحت تلقائي ع صورته هو وسبيل وبنبرة حزن: تعبت يا أمي، لا انا عارف الاقيها ولا عارف اعيش مرتاح، ضميري بيأنبني.
سامية لمحت نظرة عينه ولاحظت انه مركز مع صورة سبيل وبابتسامة: هون ع نفسك يا صهيب، ان شاء الله هتلاقيها وكل حاجة هترجع زى الاول واحسن.
صهيب غمض عينه بوجع يمنع دموعه تنزل وبنبرة كلها ندم: مافيش حاجة هترجع زى الاول يا ماما، أنا أذيتها وكـ*ـسرتها وكنت سبب فـ بعدها عن حضنكم…. وبتنهيدة حزن: أنا قاعد هنا وسطكم ومعايا مراتي وابني، وهى الله أعلم بحالها، قاعدة فين ومع مين وعايشة ازاى؟ مش عارف عنها اى حاجة… قام وقف فجأة وبقى يلف فـ الأوضة ويصرخ زى أسد محبوس: انا جباااان، جبااااااان، ضيعتها، انا ضيعت الأمانة يا أمي، ضيعتهاااااااااااا، جدي كان عنده حق، انا شخص مش مسؤول مش قد المسؤولية اللى حطها فـ رقبتي، هيسلمني أزاى مملكته اللى بناها بعرقه وتعبه وانا سقطت فـ الامتحان اللى حطني فييييه، آااااااااااااااااااااه.
سامية قربت منه وملامحها كلها خوف شدته أخدته فـ حضنها وبدموع الوجع: بس يا ابني أهدى هيجرالك حاجة، أهدى يا حبيبي كل حاجة هتعدي، سبيل هترجع وجدك هيسامحك، عارفة يا نور عيني ان الامتحان اللى انت فيه ده صعب بس صدقنى هتعديه، الزمن كفيل يصلح كل حاجة بس انت اصبر وبلاش تحمل نفسك الذنب، كل ده مقدر ومكتوب يا ابني، والمكتوب مافيش منه هروب.
صهيب إنهار فـ حضن أمه وبنبرة صوت مكتومة: آاااااه يا أمي، نفسي ترجع وانا هصلح كل اللى كـ*ـسرته حتى اللى عملته فيها هصلحه وارجعها زى ما كانت واسلمها بإيدي لحبيبها، بس ترجع، ترررررجع.
سامية بتسمع صهيب واترسمت ع ملامح وشها علامات الصدمة خرجته من حضنها وبصت له بنظرة كلها استغراب وبنبرة مليانة غضب: ايه الكلام اللى انت بتقوله ده؟! يعني اييييييه ترجعها زى ما كانت، أوعى يكون اللى انا فهمته صح؟
صهيب واقف باصص فـ الأرض وبياخد نفسه بصعوبة ومش قادر يتكلم
سامية شدته بكل قوتها من دراعاته وملامحها ونبرة صوتها كلهم غضب وهى بتهز فيه: أرفع راسك دي وبص لي، معناه ايه الكلام ده؟ انطققققق، انت عايز تحط بنت عمك ومراااتك فـ الموقف ده؟ عاااااايز تكمل ع اللى باقي منهااااااا، عاااااايز تقضي عليها وع جدك، من أمتى وأنت كدااااااا؟!
صهيب بيحاول يوضح موقفه وملامحه كلها حزن: يا ماما أنا….
سامية قاطعت كلامه بغضب واضح ع ملامحها وصوتها: أخررررس ما اسمعش صوتك، بقى ابني الكبير العاقل يفكر يعمل كدا؟ وفـ ميييين؟ فـ بنت عمه ومراته… قعدت ع الكنبة وجسمها كله بيرتعش من شدة غضبها وبتنهيدة وجع: ليه يا ابني كدا؟! عايزة تطلقها، طلقها وسيبها تعيش حياتها، لكن ما تقضيش عليها بالشكل ده، كفاية اللى اتعمل فيها طول عمرها.
صهيب: يا ماما افهميني، انا عايزها تكون سعيدة مع الانسان اللي بتحبه.
سامية قامت وقفت ومدت إيدها ضر*بته بالقلم وهى متعصبة وبغضب أكبر واضح ع ملامحها وصوتها: أنت واعي لكلاااامك؟ ساااامع نفسك؟ اللى بتتكلم عنها دي تبقى مراتك يا بشمهندس مش واحدة جايبها من الشااااااارع، اييييه اللى جرالك؟! بقيت بتفكر زى المجرمين اللى بيعملوا عملتهم فـ السر ويخافوا ينكشفوا كدا لييييه؟! فووووق وارجع لعقلك وإياك تكرر التخاريف اللى بتقولها دي حتى بينك وبين نفسك، فاااااااهم؟.
خلصت كلامها وسابته وخرجت من الجناح وهى مش شايفة قدامها من كتر عصبيتها عليه لدرجة انها ماشية بتطوح يمين وشمال وكانت هتقع أكتر من مرة لغاية ما وصلت الجناح بتاعها ودخلت اوضتها حدفت نفسها ع سريرها تعيط ع حال ابنها وع سبيل وحبها اللى ما شافهوش صهيب لغاية ما غلبها التعب ونامت، اما هو قعد مكانه يتخبط فـ أفكاره بسبب وجعه وأحساسه بالذنب وبيلوم نفسه انه ازاى فكر التفكير ده، استغفر ربه وقام خرج من الجناح راح اوضته هو وسها غيّر هدومه ونزل راح الشركة من غير ما ينتبه ان مراته مش موجودة فـ الاوضة.
_______________________
فـ مجموعة شركات الشهاوي
مكتب شهاب.
وصل شهاب الشركة ودخل بهيبته المعهودة لغاية ما وصل مكتبه وقبل ما يدخل سمع كريمة بتتكلم فـ الموبايل مع صاحبتها.
كريمة بتنهيدة: كلمة بحبه دي قليلة اوي ع اللى فـ قلبي يا منار.
منار: …………
كريمة: كل حاجة فيه حلوة اوي، عيونه، ضحكته، صوته، اخلاقه ورجولته، كل حاجة فيه بتخـ*ـطفني، بحس اول ما بشوفه روحي بتروح مني وقلبي يفضل يدق يدق يدق كأنه عايز يخرج من مكانه ويطير لحد عنده يقوله انا بحبه قد ايه.
منار: ………
كريمة: انتي عبيطة يا بنتي، مستحيل طبعا اروح اقول له، انا فين وهو فين.
شهاب فضل واقف برة مكتب كريمة بيسمعها وقلبه وجعه وهمس لنفسه بحزن ظهر جواه: يا ترى مين سعيد الحظ اللى فاز بقلبك يا كريمة… فضل واقف شارد فـ كلامها مع صاحبتها لغاية ما سمع.
كريمة بشرود: عارفة يا منار قلبي بيفضل يدق جامد من اول ما بدخل المكتب، عمره ما اتأخر عن معاده، وبمجرد ما بيوصل وهو بيركن عربيته قلبي بيحس بيه، ومش بس كدا، ده دقاته بتزيد مع كل خطوة بيخطيها، اول ما بشم ريحة برفانه بتقرب ببقى هاين عليا أجري عليه واقوله بحبك يا شهاب… وبتنهيدة حزن: بس برجع اقول لنفسي مستحيل شهاب الشهاوي يحب سكرتيرة زيي.
شهاب دخل المكتب بسعادة جواه ظهرت ع ملامحه بعد ما سمع كريمة وقف قصاد مكتبها وبص لها بابتسامة مكر وساكت
كريمة قطعت كلامها فجأة لما شافته واقف قدامها ووقفت بتوتر واضح ع ملامحها ونبرة صوتها: مممستر شهاب!! صباح الخير يافندم.
شهاب واقف مستمتع بتوترها وخجلها وعشان يوترها أكتر غمز لها بعينه وبنبرة كلها مكر: صباح الخير يا كوكي، هاتي ملف الصفقة الجديدة وحصليني… وهو بيتحرك عشان يدخل مكتبه غمز لها مرة تانية وكمل كلامه: وما تنسيش قهوتي، اصلها بتبقى حلوة أوى من ايدك، قصدي يومي بيبقى حلو لما ببدأ بيها….. بعدين سابها ودخل مكتبه وقلبه بيرقص من فرحته بعد ما عرف انها بتحبه زى ما هو بيحبها وقرر انه يجننها الأول قبل ما يعترف لها بحبه، وبعدها هيكلم جده عشان يخطبها له.
________________________
فـ قصر الشهاوي
جناح عمران
قاعدة فاطمة فـ جناحها قلقانة ع سبيل ونفسها تطمن عليها ومش عارفة تعمل ايه، شافت عمران داخل من الباب وقفت قصاده بعصبية واضحة ع ملامحها ونبرة صوتها: بقول لك ايه يا عمران، انا عايزة اسافر عند سبيل، قلبي واكلني عليها ومش مطمنة.
عمران قابل عصبيتها بهدوء لانه عارف حبها لحفيدتهم ومدى خوفها عليها واصل لفين وبنبرة هادية: اهدي يا غالية سبيل كويسة وزى الفل، كل يوم بكلمها انا ويمنى نطمن عليها.
زادت عصبية فاطمة أكتر وعينها احمرت من شدة غضبها: انا ما يخصنيش الكلام ده، انت تتصرررف يا أما ترجعهالي يا اما توديني ليها، انا بقول لك اهو، ما هى ما يجرالهاش كل اللى جرالها ده بسببنا وكمان نسيبها تولد لوحدها فـ بلد غريبة وممعهاش حد جنبها.
قرب عمران من فاطمة بابتسامة صافية ومسك إيدها وقعّدها ع الكنبة وقعد جنبها وبنبرة حنونة بيحاول يمتص غضبها: ممكن تهدي شوية يا حبيبتي، اولا هى مش لوحدها شريف وشيماء معاها ومش مخليّنها محتاجة حاجة، ثانيا انا متابعها كل يوم زى ما قولتلك وأكيد لما تقرب تولد هسافر اكون معاها مش هسيبها، ما تقلقيش.
فاطمة بعصبية أكتر ونفاذ صبر: شيماء مش أمها يا عمران ومش هتراعيها زى ما انا هاراعيها واخد بالي منها، اتفضل كلم شهاب يحجزلي ع طيارة بكرة او يسافر يجيبهالي.
عمران: يا فاطمة اصبري شوية لسة فاضل 3 شهور ع ما سبيل تولد، لما تقرب هابقى أخدك معايا وانا مسافر.
فاطمة: وانا قولت هسافر لها دلوقتي يعنى هسافر ولو ما اتصرفتش وسفرتني انت او شهاب صدقنى هقول لـ صهيب يسفرني، وشوف انت بقى!!
عمران ما قدرش يتكلم قصاد غضبها وإصرارها وبنبرة صوت متفهمة: حاضر يا فاطمة هخليكي تسافري لـ سبيل بس اصبري يومين تلاتة اظبط الشغل مع شهاب ونسافر سوا انا وانتي ونقعد معاها لغاية ما تقوم بالسلامة هى وابنها ونطمن عليها، مبسوطة كدا؟
فاطمة ظهرت ع ملامحها علامات الرضا والارتياح وبنبرة صوت سعيدة: مبسوطة جدا طبعا، أخيرا هشوف حفيدتي وبنت عمري واخدها فـ حضني اشبع منها ومن ريحتها اللى وحشتني.
عمران بتنهيدة وجع: ووحشتني انا كمان يا فاطمة، وقلبي واجعني عليها بس ما باليد حيلة، ده قضاء الله وقدره ولازم نرضى بيه يا غالية، لما يرجع شهاب من الشركة هكلمه يظبط الدنيا ويحجزلنا تذكرتين لـ مارسيليا قريب.
وبالفعل استنى عمران لآخر اليوم لما رجع شهاب من شغله وبعت له يطلع الجناح عشان يتكلم معاه بحريته من غير ما حد يسمعه لانه عبارة عن اوضة جوة اوضة وطلب منه انه يجهز كل حاجة للسفر ويحجز تذاكر عمرة لمدة يومين فقط عشان لما يبلغ ولاده بالسفر ماحدش يشك فـ سفرهم ويعتقدوا انهم رايحين يعتمروا وهيقعدوا فترة كبيرة فـ السعودية.
_____________________
فـ مارسيليا 🇫🇷 فرنسا
اوضة سبيل
بعد مرور يومين سبيل كانت قاعدة ع الكرسي ماسكة رواية بتقرأ فيها، شردت فـ صهيب وتخيلت انه بطل الرواية وسافرت بخيالها جوة الأحداث ورسمت صورة قصاد عينيها من احلامها واتمنت انها تبقى حقيقة، فجأة فاقت من شرودها ع صوت موبايلها وشافت أسم الشخص اللي طلبت منه يراقب هاني، ردت بنبرة صوت هادية: الو، قول اللى عندك، عرفت ايه عن هاني؟
&: عرفت حاجات كتير يا هانم ممكن توديه ورا الشمس.
سبيل بإصرار وحزم: قول اللى عرفته.
&: هاني متورط مع واحد من رجال الاعمال المشبوهين اللى بيتاجروا فـ السـ*ـلاح، قرب من انسة شاهندة عشان يستفيد من أسم عيلة الشهاوي ويستخبى وراه وعرفت انه بيضغط عليها عشان عايز شركة من شركاتكم يعملها ستار للراجل اللى متورط معاه.
سبيل بغضب واضح ع ملامحها وصوتها: انت بتقول اييييه؟ يعنى الموضوع مش مجرد طمع فـ الفلوس وبس؟
&: لا يا هانم الموضوع أكبر من كدا، هاني مشارك الراجل ده ع صفقة جديدة هتدخل البلد خلال الشهور الجاية ومحتاج يدخلها من غير ما ينكشف وده السبب ورا إصراره ع تعجيل الجواز ونقل الشركة لـ أنسة شاهندة.
سبيل همست لنفسها بغضب: ابن الـ….، أكيد جدي ما يعرفش الكلام ده!! هو من الاول مش مرتاح له بس شاهي هي اللي صممت عليه… رجعت وجهت كلامها للشخص اللى بتكلمه: انت متأكد من المعلومات دي؟
&:متأكد يا هانم، كل كلمة موثقة بأوراق وأدلة تثبت صحة المعلومة، وانا بعتهم لحضرتك ع الواتس عشان تتأكدي بنفسك، وهتلاقي معاهم فيديو كمان بيأكد كل حاجة.
سبيل: طيب اسمع، كل المعلومات اللى عرفتها دى تبعتها لـ شهاب ضروري، وما تجيبش سيرة خالص انك عرّفتني حاجة لغاية ما يجي الوقت المناسب… سكتت شوية تفكر فـ حاجة وبتنهيدة غضب: ولا اقولك، استنى ما تبعتش حاجة دلوقتى.
&:امرك هانم، بس في حاجة تانية مهم ان حضرتك تعرفيها.
سبيل: حاجة ايه دي؟
&: هاني ع علاقة بواحدة تانية غير بنت عم حضرتك، وبيتقابلوا فـ شقته دايما، ولما سألت البواب قال انها الست بتاعته وبتيجي من بلد تانية تزوره كل كام يوم، عشان هو ما بيقدرش يسيب شغله ويسافر لها.
رفعت سبيل حاجبها وضيقت بين عينيها وبنبرة كلها اندهاش: معقول؟! الكلام ده ما يدخلش دماغ عيل صغير.
&: هو ده اللى حصل يا هانم.
سبيل باستغراب: شكلها ايه الست دي؟
&:بعتّ لحضرتك صورهم يا هانم وهما داخلين العمارة.
سبيل: استنى لحظة… وهى بتفتح الرسالة تشوف الصور: المهم ما يتكلمش ويعرفه ان فى حد بيدور وراه
&: من الناحية دى اطمني، البواب شكله مش طايق هاني اصلا ونفسه يخلص منه، عشان كدا اول ما عرضت عليه فلوس قال كل حاجة.
سبيل فتحت الرسالة واتفاجئت لما شافتها وحطت إيدها ع بُقها من شدة الصدمة وبهمس لنفسها: سها؟! مش ممكن!! …. فاقت من صدمتها بسرعة وبنبرة صوت حادة: عايزاك تعرف لي كل حاجة عن الست دي، انت فاهم؟ حتى اللى ما تعرفهوش عن نفسها، انت تعرفه وتبعتهولي، وعايزة بأى طريقة فيديو ليهم سوا من جوة الشقة.
&: تحت أمر حضرتك، بس اجيب الفيديو ازاى يا هانم.
سبيل بعصبية ظهرت ع نبرة صوتها اللى ارتفعت فجأة: أتصررررف، تطلع تنزل الفيديو ده يكون عندي فـ اقرب وقت انت فااااااهم؟! أكيد اللى زى هاني ده واخد احتياطاته وعامل فيديوهات ليها لوقت اللزوم، ولو مالقيتش اى حاجة، حط لهم انت كاميرا، المهم تتصرف، انا عايزة اعرف علاقتهم واصلة لغاية فين وبسرعة، يلا اقفل وماتكلمنيش غير وانت جايب لي كل المعلومات اللي طلبتها، مفهوم؟.
&: حاضر يا سبيل هانم يومين بالظبط وكل حاجة تكون عندك.
سبيل بعصبية أكتر: يومين كتير، قدامك لبكرة الصبح وتكون المعلومات كلها عندي… وقفلت المكالمة من غير ما تسمع رده، غمضت عينيها بوجع ع حب عمرها اللى ضحى بقلبها وراح حب واحدة خا*ينة واتجوزها وسلمها أسمه، نزلت دموعها غصب عنها وهي بتفكر فـ صهيب ومش عارفة تعمل ايه فـ المصيبة دي، فجأة كل الوجع اللي عاشته اتجسد قصاد عينها، رغم وجعها وكـ*ـسرة قلبها منه بس هى مش عايزاه يعيش نفس الوجع ده، لكن مافيش فـ إيدها حاجة غير انها تتأكد الاول من كل المعلومات دي وبعدها هتعمل أى حاجة وكل حاجة فـ سبيل سعادة صهيب وبعده عن سها بأى طريقة من غير ما تجرح قلبه، حطت إيدها ع بطنها تكلم أبنها وكأنها بتاخد رأيه ومستنياه يرد عليها ويقولها تعمل ايه.
______________________
فـ قصر الشهاوي
اوضة الصالون
بعد مرور يوم كمان صهيب بالفعل قدر يعرف شوية معلومات عن هنادي وأمها بس حس ان المعلومات دي فيها حاجة غلط فقرر يستقبل رسلان وقدري فـ القصر عشان يبلغهم بكل اللى عرفه، وبالفعل وصل رسلان وابوه القصر فـ نفس المعاد اللي حدده مع صهيب اللى كان فـ انتظارهم.
وقف صهيب ع باب القصر يستقبل رسلان بكل هيبة ووقار مد ايده يسلم عليه وملامحه هادية وبابتسامة: أهلا وسهلا، نورت يا استاذ رسلان، اتفضل
رسلان حس بضربات قلبه بتزيد بمجرد ما دخل القصر ومش عارف السبب لكنه تمالك نفسه بصعوبة وحاول يبان هادي ويداري توتره: اهلا بحضرتك يا بشمهندس، أسمحلي أعرفك بـ والدي الحاچ جدري.
ابتسم صهيب ومد ايده لـ قدري بهدوء وراحة: اهلا وسهلا بيك يا حاج، نورت القاهرة، اتفضل.
قدري بحزن واضح ع ملامحه ونظرة عينه: القاهرة منورة بأهلها يا ولدي، ما تأخذناش اننا چينا أزعچناك فـ بيتك إكده.
صهيب حس براحة غريبة اول ما عينه وقعت ع قدري وفـ نفس الوقت تعاطف معاه لما شاف حزنه ظاهر ع ملامحه: مافيش ازعاج ولا حاجة يا حاج اتفضل بيتك ومطرحك.. أخدهم وراح ناحية الصالون وهو بينادي ع هدية عشان تقدم واجب الضيافة: اتفضلوا خلينا نقعد فـ الصالون عشان نتكلم براحتنا.
دخل صهيب بالفعل مع رسلان وقدري وقعدوا اتعرفوا ع بعض أكتر وبعد تقديم الضيافة ابتدا يتكلم ويقول اللى عرفه وباندهاش واضح ع ملامحه ونبرة صوته لـ رسلان: زى ما وعدتك من يومين حاولت أعرف طريق أختك ووالدتـ…
قدري قاطع كلام صهيب بلهفة واضحة ع نبرة صوته وقلق فـ نظرة عينه: جدرت توصل لحاچة يا ولدي، ريح جلبي الله يخليك وجول خبر يطمني ع بتي.
اتنهد صهيب وظهر ع ملامحه الحزن ونظرة عينه رايحة جاية بين قدري ورسلان، مش عارف يبتدي كلامه ازاى ويقول لهم ايه.
رسلان كسر الصمت اللى فـ المكان بجدية وهدوء: جول اللى عرفته يا بشمهندس من غير ما تجلج، مهما كان اللى هتجوله احنا هنتجبله، المهم ابوي جلبه يرتاح ويطمن.
صهيب أخد نفس قوي وخرجه بهدوء وبحزن واضح فـ نبرة صوته: والله يا استاذ رسلان انا مش عارف بجد المعلومات اللي وصلتلها دي هتريحكم ولا تزود حيرتكم بس مضطر ابلغك بيها.
قدري بحزن وقلق: جول يا بشمهندس الله يخليك عرفت ايه.
صهيب مسك ملف كان سايبه ع ترابيزة الصالون قبل ما يوصلوا وقام قرب من رسلان سلمه الملف ورجع قعد مكانه تاني، وبنبرة جادة: فـ الملف ده هتلاقي شهادات وفاة بأسم نوال عبدالعزيز من 22 سنة وهنادي قدري من 4 سنين.
قدري بص لـ صهيب باستغراب وعينه رايحة جاية بين رسلان وصهيب والملف اللى معاهم ونبرة صوته كلها اندهاش: كيف ديه؟! نوال ماتت كيف وميتا؟! وهى كلمتني من 5 سنين وجابلتها بنفسي إهنه فـ محطة الجطر يوم ما چيبت لها هنادي، وكيف بتي ماتت من 4 سنين وهى كانت بترد عليا فـ التلفون لغاية السنة اللى فاتت، صُح مش دايما كانت بترد بس كنت بسمع صوتها واكلمها، يبجى كيف ماتت بس يا ناس.
رسلان فتح الملف بعصبية وطلع الاوراق اللى فيه وبص فيها بكل مهنية وبنبرة كلها غضب: الشهادات دي أكيد مزورة، فى حاچة غلط.
صهيب بهدوء: للأسف يا استاذ رسلان الشهادات سليمة وخارجة من مكتب الصحة بتقارير طبية وتصاريح دفن من المستشفى اللى حصلت فيها الوفاة، بس في حاجة لفتت نظري فـ الاوراق دي.
رسلان بإندهاش واضح ع ملامحه ونبرة صوته: حاچة ايه دي اللي لفتت نظرك يا ترى؟
صهيب عينه ع قدري اللى سكت تماما وخيّمت الحيرة عليه أكتر، ووجه كلامه لـ رسلان: اسم الدكتور والمستشفى.. نفس الدكتور ونفس المكان….
رسلان قاطع صهيب بسرعة: قصدك ان في حد اتفق معاه عشان يطلع تقارير وتصاريح دفن عشان يثبتوا انهم ماتوا؟ ويتشال أسمهم من سجلات المواليد ويعملوا شهادات ميلاد بأسماء تانية؟
صهيب بتأكيد: لو زى ما بيقول الحاج قدري انه شاف نوال واتواصل معاها من 5 سنين وكان ع تواصل بأختك لغاية السنة اللى فاتت، يبقى نوال فعلا عملت كدا واتفقت مع الدكتور ودفعت له فلوس او هددته مثلا بحاجة عرفتها عنه عشان تجبره يعمل التقارير دي.
قدري بملامح كلها حيرة وحزن واضح عليه: واحنا نعرف كيف الحديت ده صُح ولا غلط.
صهيب: يا حاج قدري الشخص الوحيد اللي يفيدكم فـ الموضوع ده هو الدكتور نفسه، وللأسف الدكتور كمان اتوفى من كام شهر، يعنى الموضوع بقى صعب جدا انك توصل لأى حاجة لان كل الاوراق سليمة.
قدري لمعت الدموع فـ عينه وبنبرة كلها قهر وانكسار: يعنى كدا بتي خلاص راحت!! نوال سرجتها مني وموتتها بالحيا!! يارب كل الابواب اتجفلت فـ وشي ومافيش غير بابك يا كريم، دلني ع طريج هنادي لاچل ما يرتاح جلبي.
صهيب حس بوجع قدري وقهره اللى باين فـ نظرة عينه ونبرة صوته، قلبه وجعه عليه وطلع كلامه بصدق وهو بيحاول يهون عليه: ان شاء الله هتلاقيها قريب…. كلمته خرجت وهو سرحان فـ سبيل، عينه شردت فـ الفراغ اللي قدامه وكأنه بيتكلم عن نفسه من غير ما يقصد: ربنا كرمه واسع وأكيد هيجمعنا بالغايبين لانه عالم بوجع قلوبنا فـ غيابهم.
رسلان لاحظ شرود صهيب للمرة التانية وحس ان هو كمان بيدور ع حد غايب من طريقة كلامه لكن قام وقف هو وابوه واستأذن منه بهدوء: طيب نستأذن إحنا يا بشمهندس، متشكرين چدا لحضرتك ع تعبك معانا وآسفين كمان مرة ع الأزعاچ.
صهيب فاق من شروده وقام وقف سلم عليهم وبنبرة عملية وهو بيرجع لجديته: مافيش ازعاج ولا حاجة، بالعكس انا سعيد جدا اني اتشرفت بمعرفتكم وتحت أمركم أى وقت.
قدري وهو بيقرب من باب الصالون، بيمد ايده بيسلم ع صهيب قبل ما يخرج، فجأة.. سمع صوت خلاه يتسمر فـ مكانه وكأن فيه صاعقة نزلت عليه شلت حركته، عينه وسعت بصدمة من اللى شافه، نفسه اتحبس فـ صدره، ايده اللى كانت بتتمد اتجمدت فـ الهوا، لسانه اتربط من شدة صدمته مش قادر ينطق ولا قادر يتحرك، صهيب شاف حالة قدري واستغرب، وحرك عينه فى الاتجاه اللى باصص له وهو مش فاهم ماله ولا ايه اللى جراله فجأة كدا، حاول يتكلم معاه ويفهم منه اى حاجة لكن قدري واقف ع نفس الوضع فـ صدمته وعينه متركزة ع مصدر الصوت وبس ومش قادر يبص فـ أى حتة تانية، وكلمة واحدة بس اللى خرجت منه بصعوبة.. مستحيييييل.


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1