رواية فى سبيل صهيب الفصل الحادى عشر بقلم لبنى دراز
في أحيانٍ كثيرة، نهرب بعيدًا بحثًا عن راحة لا نجدها، نغلق أبواب الماضي، لكن صداه يظل يتردد داخلنا، نظن أن المسافات كافية لمحو الأوجاع، لكن هناك وجوه محفورة في القلب، مهما ابتعدنا تظل قريبة، تحاصرنا في أحلامنا، تلتف حولنا كأذرع الشوق التي لا ترحم.
في سبيل صهيب بقلمي✍️____لبنى دراز
فـ فرنسا 🇫🇷 مارسيليا
فيلا شريف التهامي
فـ نفس الوقت اللى قاعد فيه صهيب مع رسلان فـ مصر، كانت سبيل فـ اوضتها واقفة قصاد المرايا بتبص لانعكاسها، وهى غرقانة فـ بحر من الأفكار، جواها كلام كتير وأسئلة أكتر كلها بتدور حوالين حاجة واحدة... هي عمرها ما كانت ضعيفة، لكن اللى وجعها انها كانت مجرد لعبة فـ إيد القدر، اتلعب بيها من غير ما يكون لها حق الأختيار، عشان كدا قررت تهرب، بس يا ترى الهروب ده هيطفي لـ*ـهيـ*ـب الذكريات اللى بتشـtـعل جواها؟ هينسي قلبها الدقات اللى بتهز كيانها كل ما تسمع صوته؟ هينسي روحها حنينها وشوقها ليه اللي بيمشي في عروقها زي الدم؟ وقفت تبص ع اللي فاضل منها، ع بطنها اللى كبرت، ابنها اللي بيكبر جواها وبقى عزاءها الوحيد، النور اللى نور دنيتها فـ عز العتمة، الأمل اللى ظهرلها فـ وسط الألم، ما بقتش عايزة حاجة غير إن حبها يفضل مدفون فـ قلبها، بعيد عن قلب حبته أكتر من اللازم، بس، هل الحب ده هيفضل طول عمره فـ السر؟ ولا القدر هيعيد ترتيب الأوراق من جديد؟ تعبت من كتر التفكير وحسّت ان دماغها هتنـfـجر، خرجت من الاوضة عشان تنزل تقعد فـ الجنينة تشم شوية هوا يمكن يخفف عنها اللى هى فيه، وهى نازلة لمحت باسيلي قاعد مع فريد فـ الليڤنج.
باسيلي اول ما شافها نازلة ع السلم قام وقف وبابتسامة مشاكسة وهو بيتريق عليها بهزار: اهلا مدام كعبوغة، قغبتي تفقسي ولا لسة؟
سبيل رفعت حاجبها وقربت منه بغيظ مصطنع: بقى انا كعبورة باسيلي؟!
باسيلي ضحك بحماس وبنبرة كلها مرح: أحلى كعبوغة دى ولا ايه؟
سبيل لأول مرة من شهور تضحك من قلبها ضحكة عالية وصافية وهى بترد عليه: انت متأكد باسيلي انك فرنسي؟
فريد كان بيتابعها فـ صمت، وتاه للحظة فـ ضحكتها، قد ايه جميلة اوي، قد ايه بتملى المكان حياة، لكنه فجأة افتكر انها مش ليه، فاق من شروده وبابتسامة خفيفة ونبرة حزينة متدارية ورا ابتسامته: ده فرنسي من السبتية سابي، خرج عن السيطرة خلاص.
باسيلي بملامح كلها غيظ وبنرفزة مرحة: يا سلام يا سي فغيد انت هتتنمغ عليا انت وبنت عمتك القمغ دي!! طاااايب، هاتي السـ*ـنجة كاتغين عشان اغزه واعوغه...
سبيل ما زالت بتضحك ع باسيلي وريأكشناته: ليه حق فريد يقول من السبتية، بقى عايز كاترين تجيبلك سـ*ـنجة عشان تعوره يا مفتري.
باسيلي بص لـ سبيل وهزّ راسه: أه، هغزه لو ما بطلش تنمغ عليا، سيبك منه بقى وقوليلي امتى هتفقسي؟ عايز ألعب بالنونو بقى.
سبيل قربت منه بغيظ، من بين ضحكها اللى مش بيقف واستغرابها لطريقة كلامه: تلعب بمين يا استاذ انت؟ وبعدين ايه تفقسي دي!! سمعتها فين باسيلي؟!
باسيلي رجع خطوة لورا وهو بيرد بثقة وجدية مضحكة: كنت بتفغج ع فيلم مصغي والغاجل كان بيقولها لمغاته وهى حامل.
فريد بص لـ باسيلي بحاجب مرفوع: بقيت بتعرف تجيب افلام مصرية لوحدك اهو وتتفرج عليها وما تقولش، ماشي ماشي.
باسيلي بغيظ واضح ع ملامحه ونبرة صوته: اه فغيد بقيت بعغف أجيب افلام واتفغج كل يوم، ولا عايز منك حاجة يا مستبد يا متنمغ.
سبيل كانت بتحاول تهدي ضحكها، لكن كلامه زوّد عليها الضحك أكتر لدرجة انها حسّت قلبها هيقف من كتر الضحك: لأ، انت مش ممكن، مالكش حل باسيلي، انا من زمان ما ضحكتش كدا.
باسيلي غمز لها بطرف عينه، واتكلم بفخر وهو ماسك ياقة القميص بايديه الاتنين: أى خدمة يا مزة عشان تعغفي بس، مش عاغف من غيغي كنتى هتعملي ايه.
سبيل لسة هترد عليه سمعت رنة موبايلها بتعلن عن رسالة وقبل ما تفتحها رن الموبايل مرة تانية باسم الشخص اللى بيراقب هاني، فتحت بسرعة وبلهفة واضحة فـ نبرة صوتها: ها قول بسرعة عملت ايه؟
&: بعتّ لحضرتك فيديو من جوة اوضة نوم هاني يا هانم.
سبيل ظهر ع وشها القلق وبنبرة كلها توتر: وصلت ازاى للفيديو ده؟
&: بعد ما قفلت مع حضرتك المكالمة اللى فاتت رجعت للبواب تاني وإديته اللى فيه النصيب وعرفت منه ان هاني بعد ما بتيجيله الست دي بيقعدوا ساعة ولا اتنين وبعدها بينزلوا يمشوا وهو مش بيرجع غير بالليل، مشيت واستخبيت بعيد شوية لحد ما شوفتهم خرجوا فعلا واستغليت غياب البواب عن العمارة شوية وطلعت جري دخلت الشقة، وزى ما سيادتك توقعتي طلع حاطط كاميرا فـ اوضته ومصور كل لقاءاتهم .
شردت سبيل فـ صهيب وهى بتسمع المراقب وجواها: يا ترى لو عرف هيعمل ايه؟ صهيب عصبي وممكن يخلص عليها.. خافت من مجرد التفكير وفاقت من شرودها وبنبرة كلها خوف: جبت ازاى تسجيلات الكاميرا؟
&: من اللاب بتاعه يا هانم، قدرت افتحه بعد ما هكرته واخدت كل البيانات اللي عليه ورجعته تاني زى ما كان.
سبيل: اوعى يكون حد حس بيك ولا تكون سِبت أثر وراك؟ مش عايزاه يشك فـ حاجة لغاية ما يجي الوقت المناسب.
&: ما تخافيش يا هانم كله تمام، هاني مش هيحس بأى حاجة.
سبيل: طيب أبعت لي كل البيانات والمعلومات اللي اخدتها من اللاب بتاعه حالا، وحاول تعرف لى كل حاجة زى ما قولتلك عن الست اللى معاه.
&: بيتهيألي يا هانم كل حاجة عن الست دي هتلاقيها فـ المعلومات اللي هبعتها لحضرتك دلوقتي، لأني لاقيت ملف مكتوب عليه هنادي وتحت الاسم صورتها.
سبيل باستغراب واضح فـ نبرة صوتها: هنادي!! وبهمس لنفسها: مين هنادي دي كمان؟! حكايتك ايه يا سها بالظبط وايه اللى بينك وبين هاني؟
&: اكمل مراقبة يا هانم ولا خلاص كدا؟
سبيل بجدية وحزم: كمل وخليك زى ضله، ومش بس كدا طالما ليك فـ التهكير، يبقى حاول تركب تليفونه، وأى معلومة تعرفها حتى لو كانت صغيرة او مش مهمة، تبعتهالي فورا من غير ما تفكر او تتردد.
&:أمرك يا هانم.
قفلت سبيل المكالمة مع المراقب لكن صوته فضل يرن فـ ودانها، وكلامه عن أسم هنادي علق فـ دماغها، ومليون سؤال هاجموا عقلها، يا ترى ايه علاقة سها الاسم ده؟ وليه صورتها كانت تحته؟ وعلاقتها بـ هاني وصلت لحد فين؟ ملامحها كانت شاردة وسرحانة في الأسئلة اللى بتدور جواها ونفسها تلاقي لها إجابة.
فريد لاحظ شرودها بسبب مكالمة الفون قِلق عليها وسألها بنبرة مليانة قَلق: مالك يا سبيل؟ مين كان بيكلمك؟
انتبهت سبيل لسؤاله لكنها اكتفت بابتسامة باهتة من غير ما ترد ولسة هتتحرك تطلع اوضتها عشان تشوف الرسايل اللي وصلتها من المراقب، سمعت من وراها صوت عارفاه كويس، جمّد خطواتها فـ مكانها.
فاطمة بصوت مهزوز وعيون كلها دموع: وحشتيني اوي يا نور عيني.
سبيل حست برعشة فـ جسمها ولفّت بسرعة عشان تتأكد انها سمعت صح، عيونها وقعت ع صاحبة الصوت، شهقت بصدمة ولسانها نطق من غير تفكير بدهشة: تيتة!!
فاطمة قربت منها وشدّتها فـ حضنها بقوة كأنها بتحاول تعوّض الشهور اللى فاتت وبنبرة مليانة عتاب: ايوا تيتة يا سبيل... تيتة اللى مشيتي وسِبتي قلبها موجوع بغيابك عنها، هونت عليكي تمشي وتسِبيني؟ أزاى قدرتي تعمليها وتبعدي عني؟ ما فكرتيش فيا هيجرالى ايه بعد ما تمشي؟
سبيل رجلها خانتها وكانت هتقع من شدة المفاجأة، خرجت من حضن جدتها بسرعة وقعدت ع اقرب كرسي ودموعها سبقت كلامها وخرج صوتها مهزوز من الألم وبمرارة: وانا كان مين فكر فيا؟! ... رفعت عينيها لـ جدتها وبنبرة قهر وإنـk ـسار: شوفتوه بيـ*ـد*بحني برفضه ليا وانتوا عارفين السبب ووقفتوا تتفرجوا، ما صعبتش عليكي؟ ده انا اترجيتك تكلمي جدي، قولتلك بلاش تحكموا عليا بالـmـوت، قولتلك مش عايزاه، قولتلك هسافر وابعد بس بلاش ترموني لـ صهيب، لكن صممتوا ع رأيكم وحددتوا مصيري، وادي النتيجة قدامك يا تيتة!! متجوزة ومش متجوزة.
فاطمة بحزن واضح ع ملامحها ووجع فـ نبرة صوتها: لسة شايفة اننا رميناكي يا سبيل؟ مش ده صهيب حب عمرك اللى كنتي بتتمنيه؟ كرهتيه دلوقتي ومابقيتيش عايزاه؟
سبيل غمضت عينيها بوجع بتحاول تمنع دموعها وتتمالك روحها لكن نبرة صوتها فضحت اللى جواها وبصوت مخنوق: عمري ما كرهته... رغم انه ما حبنيش، وهفضل احبه لآخر نفس فيا، لكن خلاص مابقيتش عايزاه ولا قادرة حتى اسمع اسمه بعد اللي عمله... وبصت لبطنها وهى بتحط إيدها عليها بحنان وابتسمت ابتسامة حزينة: يكفيني منه حتة اتخلقت جوايا ومش عايزة حاجة تاني من الدنيا، بس بترجاكم مش عايزاه يعرف عننا اى حاجة.
شريف قرب من سبيل قعد ع ركبه قصادها ومسك وشها بين إيديه بحنية ونبرة صوته هادية وبابتسامة دافية: انسي يا حبيبتى، عيشي حياتك وافرحي بابنك اللى جاي، اللى حصل حصل خلاص، مالوش لازمة اللوم والعتاب، مش هيفيد يا قلب خالك.
عمران كان واقف جنب شريف، قرب منها وقفها من ع الكرسي وضمها فـ حضنه وبصوت مبحوح كله حنين واشتياق: وحشتيني يا بنت قلبي وعمري كله، طمنيني عنك، عاملة ايه؟
سبيل حسّت فـ حضن عمران بالراحة والأمان اللى كانت مفتقداهم وهي بعيد عنه، غمضت عينيها وبتاخد نفس قوي من ريحته، بتشم فيه ريحة صهيب فخرجت منها همسة شوق وبتنهيدة وجع: وحشتني اوي يا واجع قلبي، يا ترى عامل ايه؟
عمران سمعها وهمس لها فـ ودنها بصوت كله دفى: ضايع من غيرك يا نور عين جدك وتايه يدور عليكي فـ كل مكان ونفسه يلاقيكي او حتى يسمع اى خبر عنك.
سبيل رفعت راسها بسرعة لـ عمران ونظرة عينيها مليانة توسل وبنبرة كلها رجاء: والنبي يا جدو، أرجوك، مش عايزاه يعرف مكاني، انت وعدتني انك مش هتقول له.
عمران ضمها فـ حضنه أكتر وهمس لها بحزم: وانا عند وعدي يا ضى عيني، صهيب مش هيعرف عنك اى حاجة ولا هيعرف طريقك، إلا لو انتي اللي قررتي ترجعيله، غير كدا مش هيعرف حاجة ما تخافيش.
فاطمة بملامح كلها غيظ ونبرة مليانة غيرة مصطنعة: يا سلام يا ست سبيل هتفضلي فـ حضن جوزي كدا كتير ولا ايه؟
سبيل رفعت راسها لـ عمران وبابتسامة صافية همست له: بطتك بتغير عليك اوي يا عمارة
ضحك عمران بعلو صوته وهو عينه ع فاطمة: أه منك انتي يا شقية، كل مرة بطتي تزعل مني بسبب حضنك اللى بيوحشني ده، اعمل فيكي ايه بس؟
سبيل غمزت له بطرف عينها: هسيبلك اوضتي ساعتين يا باشا تصالحها براحتك.
باسيلي منبهر جدا بعلاقة سبيل بـ جدها وجدتها وباستغراب لـ فريد: أوه مونديو! مش معقول!! شوف فغيد علاقة سابي وجدو عمغان وتيتة فاطمة تجنن، انا اول مغة اشوف كدا فـ حياتي.
شريف بهدوء ونبرة صوت دافية: عندنا فـ مصر باسيلي في مثل بيقول اعز من الولد ولد الولد..
باسيلي قاطع شريف بنبرة استفهام: يعني ايه الكلام ده اونكل شغيف؟
عمران: يعني يا باسيلي حفيدتي عندي أغلى من أبني، وسبيل بالذات ليها معزة وغلاوة خاصة، عشان كدا العلاقة بيني وبينها مختلفة عن اى علاقة تانية.
باسيلي: انا حقيقى منبهغ جدا جدو عمغان، سمعت كتيغ من فغيد عن التغابط اللى بينكم بس مش كنت متخيل انه بالشكل ده، حتى لما شوفتك المغة اللى فاتت بغضو مش تخيلت كدا ابدا.
سبيل قربت من فاطمة وعمران ووقفت فـ النص بينهم وحطت إيديها فـ دراعاتهم وهى بتبص لـ باسيلي وبضحكة صافية: جدو وتيتة دول غوحي غوحي غوحي ههههههههههه.
وبعدها قعدت فـ حضنهم كأنها ما صدقت تلاقيهم، مر الوقت بسرعة وهم قاعدين بيضحكوا ويهزروا مع باسيلي، خصوصا فاطمة اللى اول مرة تشوفه.
_____________________
فـ مصر🇪🇬 قصر الشهاوي
اوضة سها
سها كانت قاعدة ع طرف السرير بتقلب فـ تليفونها، فجأة شافت الباب انفتح بقوة ودخلت منه نرمين فـ نفس الوقت اللى قاعد فيه صهيب مع قدري ورسلان وهى متعصبة وملامح وشها كلها غضب وغيظ واضح بسبب سفر عمران وفاطمة، قربت منها وقعدت جنبها وبصوت مخنوق من العصبية وهى بتجز ع أسنانها: آه يا Nـاري، بقى بعد ما اتمرمطت عشان اجيب تسجيل صوت اللى ما تتسمى ونجهز الفيديو، عمران يسافر وكل خططي تبوظ بالشكل ده؟!
رفعت سها عينها عن الفون وبصت لها ببرود وابتسمت ابتسامة خبيثة وبنبرة كلها هدوء قاتل: متعصبة كدا ليه انطشي؟! دي أحلى حاجة عملها جدو انه سافر.
نرمين قامت وقفت فجأة وعيونها كلها غضب وحركات إيديها كلها توتر وهى بتشاور بعصبية وبنبرة صوت غضبانة: انتى هتجننيني؟! بقول لك كل اللى خططت له راح ع الفاضي وانتي تقوليلي احلى حاجة انه سافر؟
سها بصت لها بهدوء مستفز، وهى بترجع بضهرها لورا تسند ع ضهر السرير بالراحة وابتسامتها ما فارقتش وشها وبنبرة كلها مكر وخبث: طبعًا يا قلبي احلى حاجة، كدا نقدر نلعب براحتنا من غير قلق.
نرمين ضيقت عينيها وهى بتحاول تفهم قصد سها، وبنبرة كلها ريبة واستفهام: قصدك ايه بنلعب براحتنا دي؟
سها قامت من مكانها وقربت منها بخبث وحطت إيدها ع كتفها وهمست: قصدي يا نونا ان صهيب هنا لوحده، ومن بعد غياب اللى ما تتسمى، وغضب جده عليه وهو مهزوز.. وكمان شهاب من وقت ما رجع من السفر مع عمران وهو بيتجنبه.. يبقى اييه؟
نرمين ابتسمت ابتسامة خبيثة وهزت راسها بإعجاب وهى بترجع خطوة لورا وبنبرة كلها حماس: يبقى ده الوقت المناسب اللى نضـ*ـرب فيه ضر*بتنا من غير ما عمران يتدخل، مش قولتلك قبل كدا انك بنت شياطين يا سوسو.
سها ابسمت بسعادة وهي بتغمز لها: أى خدمة يا قلب سوسو، تعجبيني وانتى فاهمة.
نرمين قعدت ع الكرسي وسندت ضهرها بالراحة وحطت رجل ع رجل وهى بتفكر، وسألتها: عندك فكرة هتوصلي الفيديو لـ جوزك ازاى؟ ولا تسِبيلي الطالعة دي؟
سها قعدت قصادها بهدوء وهى بتلعب فـ خصلات شعرها بشرود: بصي هو في كذا فكرة فـ راسي، بس لسة مش عارفة استقر ع حاجة منهم.
نرمين قاعدة نفس قعدتها وقاطعتها بنظرة من عينيها كلها استفهام وشاورت لها بإيدها أنها تكمل كلامها.
سها عدلت قعدتها وهى بتتكلم بثقة: فكرت ابعت الفلاشة عن طريق البريد بأسم صهيب، او احطها جوة ظرف عليه اسمه واسيبها فـ اوضة المكتب من غير ما حد ياخد باله.
نرمين بصت لها بملامح مليانة استنكار وبنبرة تريقة: يا خسارة ع الذكاء اللي راح فـ الوبا!! هو فى حد لسة بيفكر بالطريقة دي؟
سها رفعت حاجبها باستغراب من لهجة السخرية اللى فـ كلام نرمين وبنبرة مستفهمة: قصدك ايه يعنى؟!!
نرمين ضحكت ضحكة خفيفة وهزت رأسها بأسف مصطنع: وانا اللى كنت بقول عليكي ذكية وخلفة شياطين!!.. اتعدلت فـ قعدتها ومالت بجسمها قربت من سها وهمست بخبث: يا حبيبتى، من رقم غريب مالوش اى بيانات وابعتي الفيديو ع الواتس، واكتبي تحت منه" شوف اللى انت قالب الدنيا عليها عشان تلاقيها، وهى فـ حضن أقرب الناس ليك" بس كدا.
سها وسعت عينيها بدهشة من كلام نرمين، وضحكت بصوت عالي وهى بتسقف بانبهار: وبتقولي عليا انا خلفة شياطين؟!! ده انتي طلعتي ابليس ذات نفسه يا روحي
نرمين رجعت لورا بضهرها مرة تانية وسندت بايدها ع مسند الكرسي وبنظرة مليانة مكر: طيب خلي بالك من نفسك بقى يا قمر.. وبعدها قامت وقفت وهى بتعدل هدومها وبنبرة كلها كره: تعالي ننزل نشوف حماتك المصون بتعمل ايه؟
سها قامت وقفت وهى بتتكلم بلهجة مستفزة: مش عارفة بس حماتي غيّظاكي ليه يا نرمو؟! دى حتى كيوتة خالص.
نرمين رفعت حاجبها باندهاش وبنبرة كلها اشمئزاز: مين ياختي؟! سامية؟! دي حيّة زى اللى ما تتسمى سبيل، تدخل ع عمران وفاطمة بمكرها زى الأفاعي وتاخد اللى هى عايزاه.. وهزت راسها بأسف مزيف: وانا عشان مش بعرف امكر زيها، كل شوية يتلككو لي ويهـ*ـدد*وني بالطرد.
سها رجعت خصلات شعرها ورا ودنها ورايحة مع نرمين ناحية باب الاوضة وبنبرة استفهام واستغراب وهى بتفتح الباب: انا مستغربة فعلا!! مش عارفة ليه بيعملوا معاكي كدا؟ وبصراحة من يوم ما دخلت العيلة دي وانا نفسي أسألك السؤال ده.
نرمين وقفت لحظة تاخد نفسها واتنهدت بمرارة وبنبرة مليانة قهر وحزن مصطنع: عشان غلبانة يا بنتي وماليش أى طلبات، ودايما راضية بقليلي وساكتة، بس أقول ايه بقى فـ حماتك؟ منها لله، كل شوية توسوس لهم وتملى دماغهم من ناحيتي لحد ما كرهوني، يلا، ربنا يجازي كل واحد بضميره.
وخرجوا بالفعل سوا من الاوضة وقربوا من السلم، نزلت نرمين الأول وسها نازلة وراها، لكن فجأة... وقفت مكانها لما شافت قدري قصادها، قلبها وقع فـ رجليها، خافت وارتبكت، ومن غير تفكير رجعت خطوة لورا بسرعة عشان ترجع أوضتها، فـ نفس اللحظة اللي كانت بتنادى فيها نرمين ع الخدامة بتاعتها، سها وهى بترجع بضهرها ناحية السلم خبطت فـ فازة كبيرة موجودة جنب الدرابزين وقبل ما تلحق تمسكها وقعت ع الأرض بقوة عملت صوت عالي لفت الأنتباه، قدري شافها وبقى واقف مش قادر ينطق من شدة صدمته.
______________________
فـ مكان مجهول
هاني كان قاعد فـ شقته عقله مشغول بالتفكير فـ شاهندة، وبيخطط مع نفسه أزاى يقنعها توافق ع تحديد ميعاد الفرح، فجأة، رن موبايله بيعلن عن مكالمة من الراجل الكبير اللي بيشتغل معاه فـ تجارة السـ ـلاح، نبرة صوته كانت حادة وهو بيطلب منه يقابله ضروري، قفل هاني المكالمة، وقام غيّر هدومه ونزل بسرعة، تحت بيته كانت فى عربية سودة ضخمة ومتفيمة واقفة مستنياه، فيها واحد قاعد جنب السواق اول ما لمح هاني خارج من باب العمارة نزل فوراً، فتح له الباب وفـ نفس اللحظة حط فـ ايده شريط اسود وبنبرة آمر: غطي عيونك لحد ما نوصل.
بالفعل نفذ هاني المطلوب وربط عينيه وساب نفسه للرحلة اللى استمرت ساعتين، الوقت كان بيمر ببطء وكل دقيقة كانت بتعدي بتزيد من توتره، وقفت العربية ونزل منها الراجل اللي جنب السواق فتح الباب لـ هاني نزله وشال الشريط من ع عينه، فتح هاني عيونه ببطء لقي نفسه واقف قدام فيلا ضخمة وسط طريق طريق صحراوي، إحساس غريب سيطر عليه، دخل الفيلا بخطوات مترددة، عيونه بتلف في كل زاوية بحذر، تصميم الفيلا كان غريب جدا، متناقض بشكل مزعج، تصميمها بيجمع بين الطراز الكلاسيكي القديم والمودرن الحديث، لكن بطريقة مش مريحة، الجدران عالية ومدهونة بلون رمادي باهت، كأنها فقدت روحها مع مرور الزمن، والسقف كان عالي بشكل مبالغ فيه، نازل منه نجفة قديمة اوي انوارها خافتة يادوب موضحة الرؤية، الفرش قليل، لكنه فخم بشكل غريب، الصالة الرئيسية فيها كنبة جلد سودة في وسطها وجنبها كرسيين من الطراز القديم، كل حاجة كان شكلها يخوف ومغبرة رغم ان الفيلا مش مهجورة، حتى السجاد اللى ع الأرض لونه باهت ومليان غبار وكأنه مخبي أسرار عمرها سنين مدفونة تحته، الهواء في الفيلا كان بارد بشكل غريب، مش زي برد التكييف، لأ، كان برد كأن الحيطان نفسها بتتنفس وبتراقبه بهدوء مرعب، قلبه دق جامد من شدة الخوف، وقف لحظة مكانه، مش عارف يتحرك فـ أى اتجاه، شاف ع الشمال السلالم اللى بتوصل للدور التاني، كانت عريضة وخشبها قديم بيتهز ويعمل صوت مع كل خطوة كأنه بيحذر اللى طالع عليه من وجود خطر حقيقي فـ المكان، أما ع اليمين كان فيه ممر طويل، الإضاءة فيه ضعيفة، وع الجدران متعلق لوحات قديمة لوشوش ناس مجهولة، عيونهم كانت مسلطة عليه كأنها متابعاه فـ كل خطوة بيخطيها، كل حاجة حواليه كانت بتوحي بشيء مريب، المكان كله كان ساكت بطريقة مخيفة، السكون فيه مش طبيعي، فجأة ظهر راجل من العدم من غير ما ينطق شاور له ناحية الممر، حس هاني بخوفه بيزيد، لكنه كمل طريقه، كل خطوة بتزيد شعوره بالقلق والتوتر، فـ نهاية الممر وقف قدام حيطة منحوتة ع شكل نمر، بمجرد ما وصل قصادها وقبل حتى ما يلمسها اتحركت لوحدها، وظهر من وراها باب خشب قديم، مقبض الباب كان منحوت ع شكل إيد بشرية ملوية شكلها يرعب، بإيد بترتعش فتح هاني الباب ببطء ودخل الأوضة بخطوات متوترة، ريحة الدخان اول حاجة اخترقت انفاسه، السجادة الغامقة اللى مغطية الأرض كان مرسوم عليها نقوش ورسومات غريبة، مجرد النظر ليها زّود ضربات قلبه، فـ وسط الأوضة مكتب خشب قديم فخم جدا قدامه ترابيزة صغيرة وكرسي جلد اخضر، ووراه كان فى كرسي خشب مبطن بنفس اللون، قاعد عليه راجل لابس بدلة سودة، ونضارة شمس مدارية جزء كبير من وشه، لكنه كان بيراقب هاني كويس جدا، كأنه عارف كل الأفكار اللي بتدور فـ دماغه، نبرة صوته كلها حزم وقوة، نبرة تخلي الدم يتجمّد فـ العروق وببرود قا*تل: اقعد يا هاني.
هاني بلع ريقه وحس برعشة فـ رجليه، قرب من المكتب بخطوات تقيلة وكأن رجله مربوطة بسلاسل حديد، التوتر كان مكتّفه، مخليه حاسس ان أى غلطة منه ممكن تكلفه حياته قعد من غير ما ينطق بكلمة.
الباشا بنظرة عين مترصدة لأى غلط وبهدوء يرعب: اللى يشتغل معايا لازم يبقى قلبه جامد، التوتر اللى انت فيه ده ممكن يودّيك فـ داهية.
هاني بنبرة صوت واطية وهو بيهز راسه: أمرك يا باشا
الباشا قرب بجسمه شوية لقدام، سند ع المكتب بدراعاته، الإضاءة الخافتة انعكست ع ملامح وشه اللى كانت ساكنة لكنها فـ نفس الوقت مرعبة وكأنه تمثال منحوت من تلج: عملت ايه مع بنت الشهاوي؟
هاني حس بضربات قلبه بتزيد والعرق غرق جبينه وبنبرة كلها توتر وتردد: لسة يا باشا، بحاول معاها.
الباشا قاطع كلامه بخبطة قوية من إيده ع المكتب، وهو بيقف الكرسي أتحرك لورا بصوت مزعج، ملامحه اتبدلت فـ ثانية لغضب مفزع وبصوت مرعب زى طلقات الر*صا*ص: مافيش حاجة اسمها لسة!! لازم تخلّص بسرعة، الصفقة دى لازم تدخل فـ حاويات الشهاوي بأى تمن، حتى لو هتخـtـفها وتساوم عليها.
هاني وقف مكانه وهو بيرتعش، لكنه حاول يفضل متماسك، أخد نفس قوي واتكلم بهدوء مصطنع وهو بيحاول يمتص غضب الباشا قبل ما يطوله: اهدى بس يا باشا واتفضل استريح، انا مرتب خطة فـ دماغي كويسة، بس الموضوع محتاج شوية وقت، أصبر، وفـ خلال كام يوم مش بس البنت، لأ، عيلة الشهاوي كلها، هم وشركاتهم هيبقوا تحت أمري وساعتها هنقدر نتحرك براحتنا من غير ما حد يشك فينا.
الباشا قعد بهدوء، وعينه ما فارقتش هاني طول ما هو بيتكلم كأنها بتحلل كل كلمة بيقولها، ورجع لنبرته الباردة اللى بترعب أكتر من عصبيته: خطة ايه اللى عندك؟.
هاني بلع ريقه وأخد نفسه وابتدا يتكلم بثقة ويشرح خطته بخطوات مترتبة وبنبرة صوت هادية: انا فكرت اعمل(....) بس لازم ناخد وقتنا عشان اقدر انفذ، عيلة الشهاوي مش سهلة، عمران واصل لـ ناس كبيرة فـ البلد وأى غلطة فيها عمرنا يا باشا.
ضحكة خبيثة مليانة شر طلعت من الباشا، ضحكة حد عارف انه لو فكر يمحيك من ع وش الدنيا هيعملها بدم بارد، بنبرة صوت هادي وراها تهـ*ـد*يد صريح: عجبتني دماغك يا هاني، بس انجز، مافيش وقت، واعمل حسابك... قلع النضارة ومال بجسمه ناحية هاني وعينه متثبتة عليه فـ نظرة كفيلة أنها تقـtـله لو كانت النظرات بتقـtـل وببرود مرعب: الغلطة بفورة، وحياتك انت لوحدك اللى هتنتهي، انتهت المقابلة.
هاني قام وقف وهو بيبلع ريقه من شدة خوفه، وخرج بسرعة من غير ولا كلمة وبياخد نفسه بصعوبة كأنه خارج من بحر بعد صراع طويل مع أمواجه، مشي فـ نفس الممر وخرج من الفيلا والمكان كله، بنفس الطريقة اللى دخل بيها لغاية ما وصل عند بيته وبمجرد ما نزل من العربية أخد نفسه واطمن وبدء يفكر هينفذ خطته ازاى فـ وقت قصير عشان يتجنب غضب الباشا.
______________________
فـ قصر الشهاوي
جناح عادل
من يوم ما سافرت سبيل بعد اللى حصل بينها وبين صهيب، وعادل بقى شبه مقيم فـ جناحه كل يوم يروح الشركة، يخلص شغله ويرجع يطمن ع عمران وفاطمة، وبعدها يطلع يقفل على نفسه باقي اليوم، نادرًا ما كان بيقعد معاهم ع السفرة، ولو أضطر يحضر فـ أى تجمع، فكان بيحضر بجسمه بس، إنما عقله وقلبه بيكونوا في حتة تانية.
سامية دخلت الجناح وهى حاسة بقبضة فـ قلبها، شافت عادل قاعد بنفس القعدة اللى بقت جزء منه، ساند ضهره ع ضهر السرير، وشه باهت، عينه مطفية، الشرود واخد ملامحه لحتة بعيدة، حتى أنفاسه كانت تقيلة وبتخرج بصعوبة، وكأنه قاعد شايل هم الدنيا ع كتافه، الوجع اللى جواها كان بيزيد كل يوم وهى شايفاه كدا، قربت منه بخطوات بطيئة، وحاولت تسيطر ع نبرة صوتها اللي مليانة قلق وحزن: وبعدهالك يا عادل؟ لحد أمتى يا حبيبي؟ هتفضل ع الحال ده كتير؟!
رفع عينه ليها ببطء واتنهد تنهيدة تقيلة كأنها طالعة مع روحه، كلها وجع وحزن وبنبرة استسلام: عايزاني اعمل ايه يعني يا سامية؟ وانا شايف عيالي بيبعدوا عن بعض وكل واحد فيهم تايه فـ همومه.
سامية ما استحملتش تشوفه بالضعف ده، قربت أكتر وقعدت جنبه وهي ماسكة إيده بحنان: مد إيدك يا عادل وخليهم يمسكوا فيها وساعدهم يخرجوا من دوامة الهموم اللى وقعوا فيها ويسندوا بعض.
عادل هزّ راسه ببطء وهو بيتكلم بصوت مخنوق: ازاى بس يا سامية؟! سبيل مشيّت ومش عارف عنها أى حاجة، لا عارف طريقها ولا عارف عايشة فين وازاى، وصهيب حاله اتبدل، طول الوقت ساكت، ع طول حزين وشارد والندم بياكل فيه، شاهندة دايما قافلة ع نفسها وبتتحجج بمشكلة صهيب وسبيل ومش عايزة تحدد معاد فرحها هى وهاني، اما شهاب من وقت ما رجع من السفر مع بابا وانا حاسس انه مخبي حاجة، طول النهار فـ الشركة، ولما بيرجع بيدخل اوضته يقفل ع نفسه او يخرج مع اصحابه ويسهر لوقت متأخر ع غير عوايده، كأنه بيهرب مننا عشان ما يتقابلش معايا او مع أخوه.
سامية ضغطت ع إيده بحنان، وبصت له بعيون مليانة رجاء ونبرة صوت كلها أمل: أطلع انت بس من العزلة اللى حبست نفسك فيها، قرب منهم، اسمعهم، اعرف مشاكلهم وعالجها معاهم، ورجعهم لحضنك تاني.
عادل ابتسم ابتسامة باهتة بسخرية كلها مرارة: عارفة المشكلة فين يا سامية؟ أني عارف مشاكلهم، وعلاجها الوحيد هو رجوع سبيل، بس هى فين؟ الله اعلم.
سامية عضّت شفايفها تكتم شهقة الألم اللى طلعت غصب عنها، عيونها لمعت بالدموع وبنبرة وجع وحسرة: وحشتني اوي يا عادل، نفسي اطمن عليها واسمع صوتها، نفسي اشوفها اوي يا عادل، نفسي ترجع تاني وتترمي فـ حضني زى زمان وتقول لي حضنك ده بتاعي لوحدي يا ماما.
عادل غمض عينه يداري وجعه اللى زاد أضعاف من كلام سامية، اخد نفسه بصعوبة وهمس بصوت مبحوح: مش هترجع يا سامية، قلبها جمد علينا خلاص.
سامية غمضت عينيها هى كمان بتحاول تمنع دموعها تنزل، وبصوت مهزوز: حقها يا عادل، اللى عمله فيها ابنك مش قليّل، ولا اللى احنا عملناه يتغفر بسهولة يا ابو صهيب.
عادل اتعدل فـ قعدته ومسح وشه بكف إيده وهو بيتنهد بحسرة: عندك حق يا سامية، سكوتنا كان ذنب كبير ما يتغفرش، ياريتنا قولنا لها انه متجوز غيرها، ياريتني وقفت قصاد أبويا وأصريت ع طلبها لما رفضت الجواز منه، ما كانش كل ده حصل وكان زمانها لسة فـ حضننا.
هزّت سامية راسها بيأس وسكتت وعادل كمان سكت ولف بعينه فـ الجناح، شافه قد ايه بقى كئيب، بعد ما كان صوت الضحك ما بيتقطعش فيه بسبب وجود سبيل اللى كانت دايما مجمعاهم جواه رغم انه جناحه الخاص، دلوقتى بقى مليان وجع وحزن ودموع، حتى الهوا اللى فيه بقى يخنق، ورغم كدا مالوش مكان ولا ملاذ غيره، خصوصا بعد سفر عمران وفاطمة.
______________________
فـ مجموعة شركات الشهاوي
مكتب شهاب
قاعد فـ مكتبه بيراجع اوراق وعقود صفقة مهمة ومنتظر العميل ومندوب الشركة اللى هيتعاقد معاها، فجأة اترسمت قصاد عينيه صورة كريمة بابتسامتها اللى بتاخده من روحه، قام من ورا المكتب بكل هيبة وبهيئته وابتسامته الرجولية اللى بتخـtـف الأنفاس، راح ناحية الباب عشان يخرج يشوفها ويشاكسها شوية، بمجرد ما فتحه اتصدم بوجود سمر سكرتيرة صهيب معاها، حمحم ورجع لجديته فـ ثانية وبص لـ سمر بغيظ متداري: بتعملي ايه هنا يا سمر؟ مش ع مكتبك ليه؟
كريمة وقفت هى وسمر اول ما شافوا باب مكتبه انفتح وخرج منه وبنبرة صوت مبحوح: اصلها خلصت شغلها بدري وجات تقعد معايا.
شهاب بص لـ كريمة برفعة حاجب وبنبرة كلها غيظ: وهى ما فيهاش لسان ترد؟! ولا تكون عينتك المحامي بتاعها؟
سمر بتوتر واضح ع ملامحها ونبرة صوت مهزوزة: أسفة يا مستر شهاب، بس مستر صهيب مش موجود وانا لاقيت نفسي قاعدة فاضية قولت أجي اقعد مع كريمة شوية.
شهاب اتعصب منها لانه ما قدرش يشاكس كريمة ويوترها عشان يستمتع بخجلها اللى بيحبه، وبنبرة كلها نرفزة: سمرررر، أحنا هنا مش فـ كافيه، تروحي وتيجي ع كيفك!! خلصتي شغلك بدري يبقى مافيش قدامك غير حل من اتنين إما تفضلي ع مكتبك لحد نهاية اليوم او تستأذني من مديرك وتروحي بيتك، ولو مش موجود، تتصلي بيه وتستأذنيه، لكن ما تجيش تعطلي كريمة عن شغلها.... بص لـ كريمة وهو خارج متغاظ من الاتنين: انا طالع برة 10 دقايق عايز ارجع الاقى صور العقود اللى طلبتها ع مكتبي.
سابهم وخرج راح البوفيه عمل لنفسه فنجان قهوة رغم معارضة العامل لكنه صمم، وجواه هيفـ*ـر*قع من كتر الغيظ، لانه كان ناوي ينكش كريمة ويرجع تاني مكانه يكمل شغله، قعد شرب قهوته ورجع المكتب، شافها لوحدها بعد ما سمر مشيّت، بص لها بابتسامة المكر اللى بتوترها وهو بيرقص لها حواجبه: في عميل مهم جاي كمان شوية، عايزك اول ما يوصل يا كرملتي تيجي تدينى خبر... غمز لها وسابها، دخل مكتبه وحاسس ان قلبه هيخرج من بين ضلوعه ويروح عندها عشان يقول لها ان حبه عدى مراحل العشق ... آهٍ يا جميلتي، أسرتِني رغمًا عني، وأنا من كنتُ أظن أني سأظل حرًا طليقًا، لا تربطني وعود، ولا تقيّدني نظرات، كنتُ أعيش كما يحلو لي، أتنقل بين الأيام بلا اكتراث، حتى جئتِ أنتِ… فغيرتِ كل شيء، حوّلتِني من رجلٍ لا يعرف الاستسلام إلى عاشقٍ تفضحه دقّات قلبه كلما همستِ باسمه، إلى رجلٍ يذوب في عينيكِ وكأنه وجد فيهما وطنه.
برة المكتب
كريمة فضلت واقفة مكانها وهى متوترة ومستغربة تصرفات شهاب المتناقضة ومش قادرة تفهم ايه اللي غيره بالشكل ده؟! قعدت ورا مكتبها وهى بتكلم نفسها، فجأة شافت.
انسة دخلت المكتب، جسمها ملفوف وطويلة، لابسة بلوزة حمرة بكُم، مفتوح منها اول زرارين وچيبة جلد سودة قصيرة فوق الركبة، وشنطة إيد وهيلز عالي بنفس لون البلوزة، شعرها اصفر لون سلاسل الدهب، وقفت قدامها وبنبرة هادية: ممكن اقابل استاذ شهاب لو سمحتي؟
كريمة بصت لها وشافتها بالمنظر ده، نـ*ـار الغيرة وLـعت فيها، وبنبرة كلها غيرة ونرفزة: وانتي مين بسلامتك وعايزة ايه؟
البنت باستغراب من رد فعلها: نعم!!
كريمة وقفت وهى بتاخد نفسها بصعوبة من كتر ما بتداري غيرتها ومن بين أسنانها وهى بتبتسم بغيظ: قصدي، اقول له مين سيادتك؟
البنت بابتسامة هادية وبتلقائية: قوليله سهام الراوي، عندي معاد معاه، هو مستنيني.
كريمة: نعععععععم، هو أنتي العميل المهم اللى مستنيه؟
البنت اتخضت من صريخ كريمة فـ وشها واندهشت من تصرفها: ايوا انا، هو في ايه بالظبط انا مش فاهمة؟
كريمة بغيظ: مافيش، اترزعي، قصدي استني هنا لحد ما ادخل ابلغه.... وقربت من باب مكتبه فتحته بعصبية من غير ما تخبط لدرجة انها خضت شهاب.
جوة المكتب
شهاب كان قاعد شارد فـ كريمة وعينيها اللى بتسحره بنظرة منها، فاق من شروده ع فتح الباب فجأة وشافها داخلة منه زى الإعصار، اتخض من شكلها وقام وقف وهو مخضوض وبنبرة كلها توتر: مالك يا كريمة؟! حصل لك حاجة؟! انتي كويسة؟
كريمة وقفت قصاده وهى موLـعة من الغيرة: في واحدة هشك بشك برة عايزة تقابلك.
شهاب خد نفسه واتنهد بإرتياح وقعد وهو بيضحك بعلو صوته، وجواه قلبه بيرقص من فرحته: واحدة ايه يا كوكيز؟ هشك بشك؟!
كريمة ابتدا توترها يزيد بسبب ضحكته اللى بتخـtـفها وتتوه جواها وبغيظ: أيوا، هشك بشك.
شهاب بص لها ومن بين ضحكه اللي مش عارف يبطله: يا شيخة خضتيني حرام عليكي، كدا قطعتي خلفي؟! خليها تتفضل يا كرملة.
كريمة خلاص فقدت السيطرة ع نفسها، رفعت إيدها تشاور بصابعها فـ وشه وهى بتخبط ع المكتب بالايد التانية: بقول لك ايه؟ فهّم ضيفتك ان هنا شركة محترمة مش كباريه يا استاذ، اللبس اللى لابساه ده وميكب الرقصات اللى هى عملاه ده، ما يتعملش هنا.
شهاب حسّ بسعادة غريبة جواه وهو شايف حبها ليه وغيرتها عليه بعد ما فضحتها تصرفاتها، مسك قلم وحطه ع صابعها اللى بتشاور بيه ينزله عشان ما يلمسهاش وغمز لها: أوعي تكوني بتغيري عليا كوكي؟! ماقدرش انا ع كدا!!
اتوترت كريمة من كلامه بعد ما حسّت انه كشفها وحاولت تداري وبنبرة كلها نرفزة: وانا هغير عليك بتاع ايه يعني؟ كل الحكاية انها ما ينفعش تدخل الشركة بالقرف اللى هى عملاه فـ نفسها ده! ... ورفعت صابعها تاني فـ وشه: انا بحذرك، البتاعة اللى برة دي لو جات الشركة تاني هطردها.
شهاب بص لها برفعة حاجب وابتسامة مكر جانبية اترسمت ع شفايفه: قولتي ايه يا كوكتي عشان ما سمعتش؟!
كريمة استوعبت اللى قالته وكملت بغيظ أكبر: قصدي لو جت بلبس الكباريهات ده مرة تانية هطردها، لازم تفهم انها داخلة شركة مش صالة ديسكو.
شهاب بهدوء وهو ما زال محتفظ بابتسامته وبهمس قاصد يسمعها ويوترها أكتر: حاضر يا حبيبي، يلا بقى روحي دخلي الضيفة، دي عميلة مهمة ومش حلو اننا نسيبها تستنى كل ده.
نفخت فـ وشه وخرجت من المكتب وهى بتأفأف وتبرطم من كتر غيظها منه وغيرتها عليه، اما هو قلبه بيتنطط من كتر السعادة وهيتجنن، نفسه يجري عليها ياخدها فـ حضنه ويلف بيها كتير ويقول للدنيا بحالها انه بيحبها، بس لازم يهدى ويستنى لما تبقى حلاله، فقرر يتصل بـ سبيل بعد ما يخلّص الاجتماع مع العميلة، ويقول لها ع مشاعره ناحية كريمة وبعدها يقول لـ عمران وعادل وسامية ياخد رأيهم ويعرفهم انه مش قادر يصبر أكتر من كدا، ولازم ياخد خطوة جد قريب.