رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل العاشر 10 بقلم اسماء عبد الهادى

 


رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل العاشر بقلم اسماء عبد الهادى

وجدتها تعود وحدها دون أيسل فظنت أنها غفت مع والدها ووالدتها لذا هتفت
_لقيتيها نامت!! ...خسارة كنت حابة ألعب معاها شوية.

وضعت سها الحقيبة المملوءة بالشوكولاتة على الطاولة جوار رهف وجلست جوارها
_أنا مروحلتش لسه لأسيل.. قلت أجي أدخلك الشوكلاته دي قبل ما أشوف أيسل

رفعت رهف أحد حاجبيها
_شوكولاتة!! ..جبتيها منين؟.

_أخوكي ماهر جابهالك.
قالتها ومن ثم صرخت بطفولية 
_واااو ده النوع اللي بحبه.. تحفة بموت فيه.

فتحت رهف فمها بعد فهم
_هو إيه!!
وضعت سها قطعة الشوكولاته بأكملها في فمها
_رهف إنتي شكلك ملكيش في الشوكلاته أنا عارفة.. هأكلها أنا نايبك ها.

تنهدت رهف بامتعاض فالأمر لا يهمها
_اه خديها كلها أنا مش هأكل منها اصلا.

_ليه بس دي حلوة أوي....حتى دوقي!

هتفت رهف بغضب 
_سها من فضلك ابعديها من قدامي مش عايزة حاجة.

جلست سها باهتمام جوار صديقتها وهتفت بجدية
_رهف في إيه مالك ...قلبتي ليه كدا.

لتهتف رهف بحنق
_جايبلي شوكولاته ليه ها... ومن قبلها فساتين ..وبتقولي اشترى شقة هنا علشان يكونوا جنبي ..بيعمل كل دا ليه ها.. والتاني بعتلي رسالة من شوية بيقولي وحشتيني  أوي يا قطتي .. وكل يوم رسايل عايزين مني إيه ..عايزين إيه؟

استغربت سها حالة الغضب التي اعترت رهف
_رهف ممكن تهدي...إخواتك بيعبروا عن أسفهم ليكي وفعلا شكلهم ندمانين على اللي عملوه...مش فاهمة إنتي المفروض تكوني مبسوطة ليه شايفة العكس.

ابتلعت رهف غصة وقفت في خلقها وهتفت ببكاء
_هيفيد بإيه محاولة إصلاح الكوباية الإزاز بعد ما اتكسرت ها ..قوليلي..هيفيد بإيه .. صحيح ممكن يصلحوها وظاهريا هتكون كوباية سليمة لكن هتكون كلها شروخ وندب مش هتلتأم ..أنا قلبي تعب يا سها فيه شروخ كتير اوي بسببهم على قد ما كنت بحبهم بقيت دلوقتي بكرهم ومش طايقاهم.. تعرفي إني بتمنى أكون بنتمى لعيلة تانية أو أختفي من الحياة دي خالص.

_من ورا قلبك يا رهف صدقيني.. أنا متأكدة إنك لسه بتحبي عيلتك  وجدا ...وكل اللي بتقوليه ده من ورا قلبك ..إنتي بس زعلانة شوية وده حقك

وضعت رهف ظهر يدها على أنفها تكتم شهقاتها
_ده حقيقي ..وده اللي مستغرباه.. ليه مش عارفة أكرهم ليه.. ليه كل ما أحاول أقسى شوية أرجع أحن ليهم ..أنا مبقتش فاهمة أنا عايزة إيه.. زعلانة منهم وموجوعة لكل مش عارفة أبطل مقلقش عليهم .

أقتربت منها سها وضمتها إليها في عناق حان دون كلمات....فرهف بحاجة لاحتواء في هذا الوقت أكثر من أي شيء

بكت رهف بين ذراعيها كثيرا إلى أن هدأت وطلبت أن تذهب للنوم فساعدتها سها لتتمدد على الفراش
لتهتف رهف 
_كنت حابة أيسل تنام معايا بس للأسف نامت هناك

لتسمعا الاثنتان صوت الجرس فتهتف سها
_معتقدش .. شكلها جت هروح أفتح

على الباب
ناول آدم ابنته لأخته بتبرم
بعد ما كانت خلاص هتنام وكنت هريح أنا كمان جنبها علشان عندي شيفت في المستشفى بالليل ..لقيتها قامت تعيط وتقولي عايزة أنام مع سها ولهف ...طب بزمتك دي مش حاجة تغيظ.

ضحكت سها على منظر أخيها وهتفت مازحة
_اااه قول إنك غيران من رهف علشان أيسل مبقتش تنام معاك وبقت تنام معاها مش كدا.

ارتبك وحك انفه وقال بتلعثم
_صحيح .. أنا يعني منزعج شوية لإن دول الكم ساعة في اليوم اللي بقضيهم مع بنتي وهيه عايزة رهف.. لكني مبسوط إني شايف بنتي مبسوطة فهحاول اتأقلم على الوضع .

ضيقت سها عينيها وهتفت بمكر
_متأكد إن ده سبب انزعاجك وبس ؟؟ قر وإعترف ده أنا سوسو حبيبتك.

لينزعج آدم آكثر من تلميحات أخته الذي فهمها على الفور لكنها ليست لها أي أساس من الصحة في وجهة نظرة لذا هتف بضيق
_إنتي سوسة مش سوسو....قال سبب تاني قال .. ادخلي نامي يا ماما واللي في دماغك ده إنسيه.
__
طلبت أيسل أن تنام جوار رهف وسعدت رهف بذلك كثيرا... فرقدت أيسل جوارهما لتنام ثلاثتهما معا ...حالمات ببيوم مشرق في الغد
ترى هل هو كذلك!! 

___
ذرفت الغرفة ذهابا وايابا فلقد تأخرت إبنتها كثيرا ..مما جعلها تتصل بخاطبها لتؤجل الموعد مع صديقه ليوم آخر متحججة أن ابنتها تمر بوعكة صحية مفآجئة ... فهي تشك بأمر تأخر ابنتها وتخشى أن يكون ما تفكر به صحيحا..انتبهت إلى تلك المطوية الموضوعة جوار الزهرية على الطاولة فتحتها لتجد مكتوب بها
"أنا رايحة لخالي متدوريش عليا... أنا لا يمكن أرمي نفسي الرمية السودا اللي إنتي عايزة ترميني فيها دي... وابقي سلميلي على جوزك... سلام يا ماما".

ضمت سناء شفتيها بغيظ شديد فابنتها استغفلتها وفرت هاربة إلى خالها حتى لا تزعن لأمرها 
_ماشي يا ملك بتحطيني قدام الأمر الواقع ... ابقي خلي خالك ينفعك والله ما سأله عنك...وأيوة هتجوز وهعيش حياتي أنا مش هفضل عايشة بقية عمري لوحدي بين اربع حيطان.

لم تكلف نفسها عناء الاتصال بابنتها والاطمئنان على وصولها اسكندرية إلى بيت أخيها بسلام أم لا... وإنما أوت إلى فراشها تخطط لحياتها المستقبلية مع زوجها الجديد " إكرامي"
______
خرجت من منزلها  مع ابنتها بعد بزوغ الفجر كعادتهما، لتذهبا إلى العمل بمشغل للملابس بالجوار
لتبصر شيئا ما غريبا ملقى جوار الحائط بإهمال .. اقتربت منه بحرص لكي تتيقن ما هو فما زالت الشمس لم تشرق بعد  ...لتشهق بارتجافة بدنها بأكمله فما شاهدته تقشعر له القلوب قبل الأبدان، وقامت سريعا بإدارة وجه  ابنتها عن ذلك المنظر الرهيب... عندما فاقت من صدمتها مما رأت... أزاحت شالها من فوق كتفها.. وألقته على تلك الفتاة الملقاة على الأرض حتى تستر ما ظهر منها وهتفت بإشفاق 
_لا حول ولا قوة إلا بالله ...لاحول ولا قوة إلا بالله ...اللهم استر علينا وعلى ولايانا يارب.
ومن ثم اقتربت منها لتتحسس علاماتها الحيوية .. فوجدتها مازالت على قيد الحياة فنظرت لابنتها
_الحمد لله لسه عايشة بس شكلها مغمى عليها ..إيدك يابنتي معايا نأخدها معانا لحد ماتفوق .

هتفت ابنتها باستنكار
_ناخدها معانا فين؟؟
_البيت يا ليلي ..مينفعش نسيبها هنا بالمنظر ده .
_ايوة يا ماما بس إحنا منعرفهاش... وبعدين دي شكلها بنت مش كويسة .... إفرضي عاملة مصيبة ... إحنا ممكن ندخل في مشاكل... ملناش دعوى ياماما.
نظرت لها أمها بضيق
_ده اللي أنا ربيتك عليه ياليلى؟... إنك تتهمي الناس بدون دليل يابنتي؟
_يا ماما انتي مش شايفة منظرها عامل إزاي...الله أعلم ممكن تكون غلطت مع حد... او هربانة من أهلها.. أو مجرمة مثلا .
_وليه متكونش ضحية..وحد خطفها واعتدى عليها مثلا ...ورماها هنا.. اوعي يا ليلى تخوضي في عرض أي بنت ...الخوض في أعراض الناس يا بنتي دين يسترد في الدنيا ... ربنا يسترها علينا.

أخفضت ليلى رأسها 
_استغفر الله العظيم...معاكي حق يا ماما .

_يلا يابنتي ناخدها البيت قبل ما حد يشوفها كدا وتبقى سين وجيم...نساعدها ونجيبلها هدوم تسترها لحد ما تفوق.

_طب ما ده الصح يا ماما إننا نبلغ البوليس وهما هيتصرفوا

_لو عملت زي ما بتقولي كدا ... صورة البنت هتكون في الجرايد والتلفزيون وهتحصل شوشرة ممكن اهل البنت ميحبوش كدا ... إحنا هنساعد البنت ولما تفوق وتحب تبلغ البوليس براحتها وإحنا هنكون شهود معاها...منهم لله اللي كانوا السبب.
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن اللهَ عزَّ وجلَّ حليمٌ حييٌّ سِتِّيرٌ، يُحِبُّ الحياءَ والسِتْرَ» (صحيح النسائي:404

تعاونتا  الاثنتان في نقل ملك تلك الفتاة المسكينة التي غدر بها أولائك الوحوش بلا رحمة أو شفقة ثم قاموا برميها في الشارع جثة هامدة .

هتفت ليلى بفزع ...خائفة لما يحدث لتلك الفتاة المجهولة _ماما دي بتنزف  جامد وكمان سخنة أوي ... أنا خايفة لا يجرالها حاجة .

أخذت عفاف تحاول خفض حرارة ملك بكمادات ماء فاترة علها تفلح لعدة ساعات حتى أشرقت الشمس وصدح ضوءها 
ثم هتفت بانهاك يشوبه قلق
_ حرارتها ابتدت تنزل حاجة بسيطة ساعة كمان لو البنت مفاقتش والحرارة منزلتش هنوديها المستشفى ونبلغ البوليس وربنا يتولاها برحمته.

_____
رمقه بترحاب وهو يعناقه قائلا بتساؤل
_حمدا لله على السلامة ...ها طمني اخبار ماما إيه ومزاجها عامل إيه ؟

تنهد ماجد بأسى
_ماشي الحال ...هيه طبعا زعلانة علشان إحنا بعيد عنها... إن شاء الله الأمور تتحسن قريب .

_ان شاء الله... مسألتش يعني على أختك ... مش بعوايدك يعني

_لا ما أنا سألت سها وطمنتني عليها 

زم ماهر شفتيه وتحدث بانزعاج
_ نعم يا خويا ... وانت شفت سها فين وسألتها إمتا وإزاي؟

_أنا كنت معاها من شوية

أمسكه ماهر من ملابسه هاتفا بحدة
_إنت بتقول إيه؟

استغرب ماجد ردة فعله العنيفة تلك لكنه هتف بهدوء
_عديت  عليهم علشان كنت جايب حوواشي اسكندراني لرهف  ...عارف إنها بتحبه ..ولما فتحتلي سها سألتها عليها وكالعادة رهف رافضة تشوفنا ..ربنا يحنن قلبها علينا بقى ... أنا مبقتش قادر على  بعدها خلاص.

ضم ماهر شفتيه بأسى 
_وأنا نفسي بجد أضمها أقولها متزعلش من اللي عملته فيها... متزعلش من خذلاني ليها... عايزها تعاتبني ..تصرخ في وشي... تضربني حتى ...المهم تخرج كل اللي جواها من ناحيتي المهم تسامحني .

لاحظ ماجد أن عيون أخيه بدأت تترقرق بالدموع لذا أراد أن يدير دفة الحديث حتى لا يسوء مزاج أخيه أكثر 
_ألا قولي بقا... إنت ليه اتعصبت لما قولت إني كلمت سها أخت دكتور آدم 

انتبه ماهر لما يقوله أخيه ففتح فمه
بارتباك
_ها... ااه.. عادي

ليغمز له ماجد ويهتف بمزاح يريد مناغشة أخيه
_عليا أنا ياكابتن ده أنا توأمك.

لكزه ماهر في جنبه
_عايز إيه يازفت ...مفيش حاجة على فكرة ..كل الحكاية إني مش عايزك تكلمها بأي شكل من الاشكال.

اتسعت ابتسامة ماجد وهتف بمكر
_ايوة ..بردو ليه .. مالك إنت ومالها..تهمك في إيه!!

ليزفر ماهر بضجر
_ماجد الله يكرمك أنا مش فايقلك... أنا معرفش  ليه حاسس إني بقيت مهتم بيها.. ولما سمعتك بتقول إنك كنت معاها كنت هتجنن ..بس صدقني معرفش حقيقة مشاعري دي إيه.. أنا عمري ما اهتميت ببنت قبل كدا ... حتى ملك لما خطبتها مكنتش مهتم .

غمز له ماجد ثانية 
_يبقى الظاهر كدا كابتن ماهر وقع في مصيدة الحب.

حملق به ماهر باندهاش
_تفتكر!!..تفتكر هو ده الحب اللي بيقولوا عليه!...ممم معتقدش أكيد مجرد إعجاب علشان موقفها النبيل مع رهف مش أكتر.

رفع ماجد يده لأعلى بمعنى أنه لا يدري

_متسألنيش أنا ....أخوك زيرو في الحاجات دي ..لا جربت ولا حتى بفكر أجرب أحب... بس كل اللي هقولهولك لو اتأكدت من حقيقة مشاعرك دي...خد الباب من بابه يا كابتن.

زفر ماهر يشعر بالاختناق
_مش وقته الكلام ده ..لما ترجع لينا رهف بس وساعتها أشوف الموضوع ده.

_عندك حق... بقولك إيه تعالى نطلع البلكونة يمكن نشوفها
_يلا بينا

___
دلفت الغرفة بعد أن ذهبت لتعد الفطور وللاتصال بالمصنع لتعتذر عن الحضور اليوم هي وابنتها
_ها يا ليلى أخبارها إيه؟.

مسحت ليلى حبات العرق التي تقطر من جبينها وهتفت براحة
_الحمد لله يا ماما الحرارة نزلت ... بس أكيد هتحتاج حاجة من الصيدلية يوقف النزيف ده 

_الحمد لله ... حاضر هروح أسأل في الصيدلية بس لما تفوق إن شاء الله ... تعالى يا حبيبتي نفطر أنا جهزت الفطار .

نظرت ليلى بحزن إلى تلك التي لا حول لها ولا قوة
_ومين يجيله نفس بس ياكل يا ماما... بعد اللي شوفته... المسكينة دي وأنا بغيرلها هدومها لقيت جسمها كله كدمات وورم.. كأنها مضروبة 

جلست عفاف جوار ابنتها ترمق ملك باشفاق شديد ومن ثم تمسد على شعرها 
_يا ترى حكايتك إيه...ومين اللي بهدلك بالشكل ده..ربنا يستر ومتسببيش لينا أي مشاكل ...أنا حبيت أعمل معاكي معروف لوجه الله لإني اتخيلت بنتي في موقف زي ده"لا قدر الله" ومكانش ينفع أسيبها أبدا في الشارع بالمنظر اللي شوفتك عليه.. ربنا يشفيكي يابنتي ويعفو عنك.

____

وقفا لأكثر من ساعتين بالشرفة علهم يلمحانها لكن على مايبدو أنها لا تنوِ التوجه للشرفة مطلقا 
فزفر ماجد بضيق
_وبعدين بقا .

وضع أخيه يده على كتفه
_تعالى يا ماجد نفطر الظاهر مش مكتوبلنا نشوفها الفترة دي.

ركل ماجد سور الشرفة بقدمه بغيظ ومن ثم نظر نظرة أخيرة عله يلمحها لكن تبخر أمله وضاع مع السحاب.

___
جلس معها في جلسته اليومية من جلسات العلاج المكثف والذي أعده لها ...أخبرته أخته بما قالته رهف بالأمس فأراد أن يخبرها بشىء ما علها  ترسو إلى شاطىء يريح بالها .

ابتسم لها ابتسامته الروتينية المعتادة
_ها أخبارك إيه النهاردة

بادلته الابتسامة الصافية 
_الحمد لله يا دكتور آدم وكله بفضل حضرتك انت وسها وأيسل حبيبتي..بعد ربنا.

_أيسل حبتك جدا على فكرة ..وهيه مش من النوع اللي بتتعود على الناس بسرعة .

_وأنا كمان حبيتها أوي.. لدرجة إني مبقتش أقدر استغنى عنها.

_إنتي طيبة أوي يارهف علشان كدا عايز أقولك على حاجة مهمة
_اتفضل أنا سامعة حضرتك
_اتمسكي بحبايبك يا رهف ... يمكن آن الأوان إنك تسامحيهم ...إلحقي إخطفي لحظات حلوة بقربهم.. الحياة أقصر من إننا نقضيها في البعد ...إلحقي اشبعي بقربهم ...الموت ممكن يخطف مننا حبايبنا في لمح البصر وساعتها مش بيفضل غير الحسرة والندم إننا مستغليناش حياتنا مع اللي بنحبهم كويس..هترجعي تتمني لو يرجع الزمن دقيقة بس لورا علشان نشوفهم ولو لثواني بس.

أغرورقت أعين رهف بالدموع فهي استشعرت صدق حديث آدم وأحست أنه يتحدث بوجع وكأنما هو يعاني من ألم الفراق فكلماته كانت تخرج من قلبه بحزن شديد.

استقام آدم في وقفته وقال بينما ينظر لساعة يده الفضية
_مضطر أسيبك دلوقتي عندي مشوار مهم ... هسيبك تفكري في كلامي كويس يا رهف.. وإن شاء الله لما أرجع هنفك الجبس عن رجلك.

____
فاقت من رقدتها أخيرا ..تشعر بثقل في رأسها وكل عضو في جسدها يأن .. لكنها لم تستوعب بعد أين هي وما حل بها.

شعرت بجفاف في حلقها فأخذت تبتلع ريقها ومن ثم حاولت تحريك جسدها وفتح فمها لتنادي على أمها
_ماما!!
لكن خرج صوتها ضعيفا 

درات برأسها في أنحاء الغرفة واضعة يدها على رأسها فهي تشعر بصداع رهيب...ففزعت عندما وجدته مكانا غريبا لا تعرفه فصرخت بما استطاعته من قوة.

لتأتي عفاف وليلي إليها على الفور ...لتقول عفاف بخوف من أن يكون قد استمع لصرخاتها الجيران
_ااش بس يابنتي ..هتلمي علينا الناس.

لترمقهم ملك بزعر
_إنتوا مين وعايزين مني إيه .. وإيه اللي جابني هنا.؟!

حاولت ملك التحرك لكنها لم تستطع فآلام جسدها تؤلمها كثيرا..لذا هتفت بحدة
_عملتوا فيا إيه أنا هوديكم في ستين داهية.

إزدردت ليلى ريقها ونظرت لأمها بخوف من أن تسبب لهم تلك الفتاة المشاكل

لكن عفاف اقتربت منها بهدوء
_اسمعيني هقولك إيه يا يابنتي ..بس الأول إهدي.. إنتي لسه تعبانة.

_هتقوليلي إيه إنتوا الظاهر خطفني ... أيوة إنتوا أكيد تبع الولد بتاع المناديل ..أنا سمعته وهو بيقول إنه حطلي مخدر.

أيقنت عفاف أن هذه الفتاة أمامها تم تخديرها وخطفها ومن ثم حدث ما حدث إلى أن وجدتها على مقربة من بيتها 

لذا هتفت بخفوت
_لا يابنتي مش إحنا اللي خاطفينك... إحنا لقيتاكي مغمى عليكي في الشارع فجيبناكي هنا..لحد ما تفوقي.. حمدا لله على سلامتك يا بنتي.

ابتلعت ملك ريقها بتوجس
_لقيتوني!! مغمى عليا في الشارع إزاي يعني !! وأنا ليه حاسة بوجع في كل حتة في جسمي.

أخفضت عفاف رأسها بأسف وصمت.

لتهدر بها ملك بعصبية
_اتكلمي .. أيه اللي حصلي ..ومين رماني في الشارع وأنا ليه لابسة هدوم غير هدومي.

حاولت عفاف وضع يدها عليها لتهدأتها

_إهدي بس يابنتي وارتاحي دلوقتي ولما أعصابك تهدا أنا هقولك على كل حاجة...روحي يا ليلي إعملي ليها كوباية ليمون.

لتهدر ملك بعصبية أكتر
_أنا مش عايزة حاجة..فهميني إيه اللي بيحصل بالظبط.

لم تجد عفاف بُد من أن تقص لها كيف وجدتها أمام منزلها عل ثورتها تهتدأ ...لكن لم يزد ملك من كلام عفاف إلا سوءا فصرخت بعلو صوتها ..ترتجف أوصالها من مجرد تصور ما قد حدث بها رغم أنها لا تتذكر أي شىء على الإطلاق.

حاولت عفاف تهدأها قدر المستطاع
_ارجوك يا بنتي اهدي الجيران هتتلم علينا وهتدخلينا كلنا في سين وجيم إلا إذا إنتي حابة إن اللي حصلك يوصل للبوليس والناس كلها تعرف  .

حركت ملك رأسها يمنة ويسرة بمعنى أنها لا تريد..وانخرطت في البكاء والعويل المصحوب بحسرة على حالها ...فهي أصبحت مجرد حطام لم يعد يصلح لشىء. 

إلتاعت عفاف لحالتها تلك فما كان منها إلا أن ضمتها لصدرها وهتفت بحنان بالغ
_متعمليش في نفسك كدا يا بنتي... قدر ولطف والحمد لله إنك كويسة...كان ممكن يقتلوكي .

هتفت ملك بلوعة بينما تنتحب على حالها 
_ياريتهم كانوا عملوا كدا ...كنت ارتحت من اللي أنا فيه دلوقتي

_إنتي كويسة وزي الفل أهو يابنتي ... اللي حصل قدر ومكتوب.

_أنا مبقتش أنفع في حاجة خلاص .. كويسة إزاي... أنا بقيت عار على أهلي وعلى الناس كلها
_مين قال كدا بس... اللي حصلك كان غصب عنك.. إنتي انغدر بيكي يابنتي.. وبعدين إنتي مش فاكرة حاجة يمكن محصلكيش حاجة

لتبتسم ملك بسخرية من حالها
_بمنظري ده ومحصليش حاجة ... سيبيني في مصيبتي اللي ملهاش حل دي...سبيني

صمت قليلا ثم التمعت أعينها بلمعة شيطانية يائسة
_لا ليها حل وهو حل واحد إني أموت نفسي.
😱😱😱

______

طرقات متعجلة على باب الشقة جعلتها ترتدي حجابها على عجل وتذهب لتقف أمام الباب وهتف مستعلمة عمن يطرق الباب
_ايوة مين!!

_افتحي بوليس

وضعت سها يدها على فمها بصدمة 
_بوليس!!... طب طب معلش حضرتك مفيش رجالة هنا ..إنتوا عايزين إيه
_افتحي الباب ده وانتي تعرفي عايزين إيه وإلا هنكسره.

ارتجف بدن سها ومدت يدها لتفتح الباب بخوف شديد 
لتتحدث بتلعثم 
_ححضرتك أكيد غلطان في العنوان

ليهتف أحد رجال الشرطة بجمود
_ إنتي رهف فهمي ؟؟؟

_لا ..عايزين رهف ليه
_هيه موجودة في الشقة دي مش كدا!!

توترت سها أكثر وانكمشت في نفسها وهتفت بخفوت
_أاايوة.. حضرتك عايزين منها إيه؟

_مطلوب القبض عليها
قالها وهو يشير إلى رجاله ليدلفوا لإحضارها
_هاتوها

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1