رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الحادى عشر بقلم اسماء عبد الهادى
هدوء يسود غرفة مكتبه، لم يقطعه سوى ذلك الضجيج التي أحدثته أخته في رأسه ...كيف تطلب منه ذلك ...كيف تقول له أن يتخلى عن زوجته وعن الحب الأول لقبله... كيف تخبره أن ينساها بهذه السهولة ليتزوج بأخرى كيف !!
فلاش باااك
**★**
_ها يا آدم مش ناوي تريح ماما وتريحنا كلنا!
إدعى البلاهة وهتف وكأنه لا يفهم ما تنوه إليه
_أريحكم إزاي يعني !؟
زمت هي شفتيها بضجر وهتفت متزمرة كالأطفال
_آدم ...أنت فاهم قصدي كويس ..متتهربش من فضلك.
_اه يعني أعمل إيه طيب... أريحكم وأتعذب أنا ..مش فاهم يا سها ..وجة نظركم إيه؟
اقتربت منه واضعة يدها على كتفه
_آدم إنت وعدت ماما إنك لو قابلت اللي تقدر تستأمتها تاني على بيتك وبنتك وتعوضك عن فقد شيماء مش هتتردد ثانية.
هتف بهدوء مخفيا ألمه فقد محبوبته في صدره
_ده صحيح .
_طب إيه بقا ما هي قدام عينيك... أخلاق وأدب واحترام مفيش كلام... وجميلة وأظن في قبول ما بينكم ...وبنتك وبتحبها وبتموت فيها كمان... يبقى ساكت ليه !!!
اتسعت أعين آدم
_قصدك رهف!!.
غمزت له سها بمزاح
_تنكر إنك بترتاح ليها وبتحب الكلام معاها
نظر لأخته بانزعاج
_يا مجنونة دي المريضة بتاعتي اللي ما بينا مجرد علاقة الدكتور بالمريضة بتاعته مش أكتر.
_عادي ياما سمعنا ان الأستاذ حب تلميذته...الدكتور حب المريضة بتاعته وياما سمعنا كتير عن قصص الحب اللي من النوع ده.
_لا الكلام بتاع الروايات والقصص ده أنسيه ...إحنا في الواقع يا ماما
_طب قولي عيب واحد بس في رهف... علشان كلام الناس او لأنها كانت متجوزة مرتين قبل كدا!!... إنت عارف إنها ل....
قاطعها هو بانزعاج
_اللي حصل لرهف ميعيبهاش في حاجة ..ومش ده سبب اللي يخليني أرفض اقتراحك وانتي عارفة ده كويس.
رمقته بنظرة حزينة مستاءة
_يا آدم ..إنت لسه شباب ملحقتش تفرح ..بقالك ٣سنين على الحال ده ..لازم تخرج من الحزن اللي إنت فيه وتعيش حياتك من تاني.
_وانسى شيماء يا سها!! مفتكرش هقدر
_محدش قالك إنساها لإني نفسي مش قادرة أنساها... ربنا يرحمها ويغفر لها يارب.. لكن مش معنى كدا إنك تفضل واقف مكانك مش بتتحرك.
_أنا أهو بشتغل وبتعب والحمد لله حققت كياني وبقى ليا مستشفى خاص باسمي عايزة إيه تاني... كل ده ومتحركتش.
رفعت يدها نحو صدره مشيرة إلى قلبه
_أنا عايزة ده يتحرك يا آدم...عايزة أشوف أخويا بيفرح تاني من قلبه ...أنا لما بشوفك قاعد مع رهف في جلسات العلاج بتاعتها... مش بشوفك آدم الدكتور... بتكون مع رهف إنسان تاني وده ظاهر جدا من بريق عنيك وانت بتتكلم معاها...البريق ده مظهرش من ساعة موت شيماء
_يمكن لإني مشفق على حالتها مش أكتر.
_لا يا آدم ...إنت علطول متعاطف مع الحالات عندك بس إنت مع رهف غير
وقف محله شاعرا بالضجر
_سها من فضلك متحاوليش تعملي موضوع من لا شىء... أنا مفيش في قلبي أي شىء تجاه رهف فلو سمحتي متعشميش نفسك بحاجة مش هتحصل.
رمقته بتحدي مثبته نظرها تجاه عيني أخيها
_هنشوف يا آدم ... وهفكرك ساعتها
____
**★**
باااك
هتف شاعرا بالحيرة
_اااه يا سها كان لازم تلعبي في دماغي حرام عليكي.
طأطأ رأسه وأسندها على كلا يديه... شاعرا بحنين جارف إلى زوجته الراحلة
_وحشتيني أوي يا شيماء... معقولة ممكن في يوم أخونك وأفكر في غيرك!! .
أخرجه رنين هاتفه المتواصل من دوامة تفكيره ...والذي لم ينتبه له إلا الآن فرفع رأسه ومن ثم مد يده في جيب بنطاله ليخرج هاتفه ليجد عدة مكالات فائتة وكلها من أخته سها...فوقع قلبه في يده خوفا من أن يكون سوءا قد أصابهم
عاود الاتصال بها ..لترد هي على الفور بصوتها الباكي المرتجف
_آدم إلحق رهف ...أخدوها.
________
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
شهقت بصدمة مما سمعته من تلك الفتاة المكلومة على حالها
_استعيذي بالله يا بنتي... تنتحري إيه بس..كفا الله الشر.
أجابتها بصوت انقطت منه معاني الحياة ...وتفوح منه رائحة الموتى
_أنا خلاص انتهيت ...حياتي مبقاش ليها لازمة خلاص...يبقى أنهيها علشان ارتاح
اقتربت منها عفاف تحتضنها بحنان بالغ لم تشعره حتى مع أمها في الآونة الأخيرة
_متقوليش كدا يابنتي ...حياتك مش بإيدك علشان تنهيها وقت ما تحبي... إنتي مش أول ولا آخر واحدة يتغدر بيها .. صحيح اللي حصلك فظيع ربنا يكون في عونك ويعينك عليه..لكن فكري لو موتي كافرة!! هترتاحي بعد كدا!! مش لسه فيه حساب ..وجنة ونار ...يمكن يابنتي اللي عملوا فيكي كدا ومتخلصوش منك علشان ربنا أكيد له حكمة في كدا، يمكن ربنا حابب يعطيكي فرصة تانية يمكن تغيري حساباتك ..يمكن آن الأوان إنك ترجعي لربنا وتكفري عن اللي فات.
بكت ملك كثيرا بين يدي عفاف وهتفت لتلوم نفسها
_ياريتني ما سيبت البيت وهربت ياريتني سمعت كلام ماما واتجوزت الراجل اللي قد أبويا...ياريت مكانش ده حصلي دلوقتي... اااه
أجهشت ملك في بكاء مرير...لتضمها عفاف إلى صدرها أكثر وتنضم إليها ليلي التي أنها إعداد الليمون لملك
لتهتف عفاف ببكاء هي الأخرى متأثرة بحالة ملك
_مقدر ومكتوب يابنتي ...مقدر ومكتوب..المؤمن مبتلى إما لتكفير ذنوب او لزيادة مرتبته في الجنة وعلو مكانته...اصبري واحتسبي...اصبري واحتسبي.
وقفت ليلي بوجه حزين وهتفت بخفوت
_أنا جبت الليمون .
مسحت عفاف دموعها بظهر يدها وأمسكت بكأس العصير واقتربت من ملك
_اشربي يابنتي الليمون وريحي أعصابك وان شاء الله كل حاجة هتبقى كويسة ...قدر ولطف.
رمقته ملك بنظرة يائسة من كل معاني الحياة ومن ثم أخفضتهما مرة أخرى دون أن تجيبها.
جلست عفاف جوارها وربتت على ظهرها بحنو
_اشربيه علشان خاطري يابنتي متوجعيش قلبي.
لم تجد أي تعليق من ملك..فرفعت عفاف يدها نحو فم ملك
_يلا يا حبيبتي افتحي بوءك..علشان خاطري.
طاوعتها ملك وارتشفت العصير بارتجاف شديد..شعرت به عفاف فطوقتها بذراعها إلى أن استكانت ملك بين يديها واستسلمت للنوم أو لإغماءة خفيفة المهم أنها غابت عن الوعي لتفقد الإحساس ولو للحظات لما حدث لها.
أسماء عبد الهادي
___
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
وقفت أمام ضابط الشرطة ليهتف هو بحدة
_إنتي رهف فهمي العيسوي!!
هتفت بارتجافة خائفة
_أيوة يا حضرت الظابط... هو في إيه حضرتك؟.
_إنتي معمول فيكي بلاغ.. إنك ساكنة مع راجل غريب لوحدكم في شقته ... رغم إنك ست متجوزة.
فتحت رهف فمها وأعينها على وسعهما
_إيه!!
_أقوالك إيه!!
هتفت مدافعة عن نفسها
_محصلش .. الكلام ده كدب وملوش أساس من الصحة.
_وإن قلتلك إن اللي مبلغ عنك هو زوجك المدعو عامر السيد عبد العال.
قالها ومن ثم أشار بيده للعسكري
_ناديه من برا يابني
دلف عامر بابتسامته المتشفية ونظرته التي تحمل في طياتها الكثير من التوعد والخبث.
وما إن رأته رهف حتى ارتعدت أوصالها وخطت للخلف عدة خطوات حتى كادت أن تسقط من هول ما يحدث معها..لكنها تشبثت جيدا بالكرسي أمامها
ظل يرمقها بنظراته التي تدب الرعب في أوصالها فهي لم تنسى ما فعله بها سابقا ومن ثم ابتسم لها ساخرا
لحظات صمت رانت بينهم إلى أنه قطعه عامر
_أنا بزود على البلاغ يا حضرة الظابط إني بطلبها لبيت الطاعة .
لتهتف رهف صارخة به.. تكاد تبكي من هول ما تمر به وحدها
_انت بتقول ايه..إحنا اتطلقنا من شهر
هتف ببرود
_وأنا رديتك من يومها ودلوقتي عايزك في بيت الطاعة..أظن ده من حقي يا حضرت الظابط...بعد ماهي رافضة ترجع بيتها
_حقك.
لتبصره بعدها يرمقها بنظرات تزداد راحة عندما يراها ترتجف من الخوف وكأنه يتغذى على شعورها بالخوف..فبادلته بأخرى متحدية ولأول مرة تشعر أنها لا تهابه ولا تخشاه
لذا رفعت رأسها بإباء و هتفت متحلية بالشجاعة لكي تتخلص من حصار عامر فالسجن أحب إليها مما يدعوها إليه،هي لم ولن تعود له مرة أخرى
_أه يا حضرت الظابط أنا بعترف باللي حضرتك قلته ...اتفضل اسجني...أنا معترفة على نفسي.
نظر لها عامر مشدوها لما تقوله
ليردد الضابط
_متأكدة من اللي بتقوليه ده ...دي قضية آداب كبيرة وخاصة إن سُمعتك في المنطقة عندكم مش ولا بُد ...ممكن تتحبسي على الأقل سنتين .
لوى عامر ثغره بانتصار فهو ظن أنها ستتراجع عندما تعلم أنها ستسجن
لكنها هتفت بثقة لا تدري من أين مصدرها فبددت شعوره بالانتصار
_والله حضرتك ممكن تقدر تتحقق من ده براحتك ولو ثبت إنه صحيح فأنا مستعدة للسجن.
_تمام... بكرة الصبح تترحلي على النيابة وهناك يتصرفوا... اكتب يابني..
هتف عامر مسرعا
_لا لا يا حضرت الظابط...أنا متنازل عن البلاغ ...أنا قررت أحل الموضوع وِدي
_ودي إزاي يا أستاذ إنت، دي معترفة خلاص.
_لا لا دي بتقول كدا علشان تتهرب من طلب بيت الطاعة
_أفهم من كدا إن البلاغ بتاعك كيدي ومش حقيقي من الأول؟
رمقته رهف هذه المرة بسخرية
ليهتف عامر بتأتأة
_مهو مهو .. أنا مش متأكد يا حضرت الظابط... أنا مستعد ادفع غرامة بس حضرتك الغي البلاغ ....
____
أسماء عبد الهادي
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
وقف محله بصدمة وهتف بانفعال شديد
_مين اللي أخدوها ..إخواتها!!
لتهتف سها ببكاء أكثر
_البوليس يا آدم البوليس.. من فضلك اتصرف... الحق رهف.
اتسعت أعين آدم بصدمة وعدم فهم
_البوليس!!
_ آدم ارجوك ..بسرعة مفيش وقت .
_طيب طيب اقفلي وخدي بالك من أيسل وأنا هكلم إخواتها ونروحلها حالا.
أحس آدم في تلك اللحظة بالخوف الشديد على رهف كما لو كانت فردا من أفراد أسرته.... خرج من المشفى سريعا يركب سيارته بسرعة عالية وفي نفس الوقت كان يتحدث إلى ماهر ليخبره أن يلحقه لقسم الشرطة فالأمر متعلق برهف.
عندما سمع كل من ماهر وماجد ذلك حتى انتفض كل منهما في مكانه وكادا يتعثران في خطواتهما من إثر سرعتهما في اللحاق بأختهم فهم لا يعلمون ما حل بها.
____
أسماء عبد الهادي
_إلغي البلاغ ...وأنا هاخدها معايا في بيت الطاعة يا حضرت الظابط وهشوف سلوكها لو منعدلش حالها هسلمها بنفسي .
زفر الضابط وهتف بضجر
_هتدفع غرامة البلاغ الكاذب حالا.. وتاخدها وتهونا من هنا ..قبل ما أزهق وارميكم إنتوا الاتنين في السجن.
ليقترب عامر من رهف التي تراجعت بزعر مرة أخرى
_ياخدني فين يا حضرة الظابط.. أنا بقول لحضرتك أنا معترفة
هتف الضابط بصرامة
_معترفة بإيه مبقاش فيه بلاغ من أصله ...يلا غوروا من هنا وحلوا مشاكلكم بعيد عني بلاش خوتة... وإنت يا أستاذ عامر لو حصل وعملت بلاغ كاذب تاني هرميك في السجن فاهم
هتف عامر بارتياح
_فاهم ..يا حضرت الظابط
حركت رهف رأسها بانزعاج فهي لم ترضى بما يحدث
_مش هيحصل أبدا.. أنا مش جاية معاك في أي حتة.
ليرفع عامر يده بادعاء المسكنة
_شايف ياحضرة الظابط بتمتنع عن طلب بيت الطاعة...أنا موفر لها السكن والأكل والشرب وكل حاجة.
ضرب الضابط بنفاذ صبر على مكتبه مناديا بصوت حاد
_يا عسكري... روح معاهم لحد البيت واتأكد إنها دخلت معاه شقته... لما نشوف أخرتها ..الظاهر مفيش ورايا غيرهم النهاردة.
أسماء عبد الهادي
____
أسماء عبد الهادي
_زي ما بقولك كدا يا باشا...قاعد في شقة لوحده وأخته مع صاحبتها في شقة قصاده
_إنت متأكد من اللي بتقوله ده يالا.
_عيب ده أنا فخري ياباشا.. فضلت ورا البواب لحد ما أررته بكل حاجة...صحيح كلفني كتير..بس كله علشان معاليك ياباشا.
ابتسم هو بنظرات خبيثة وهتف بسعادة
_هبسطك متخافش... بس خلي عينك عليهم ولما تلاقي الدنيا سالكة... هاتلي البنت وتعالى ..هتقضي في المهمة دي ولا أشوف غيرك.
_عيب ياباشا ...إنت مستقل بيا ولا إيه.
هتف هو ليغيظه لحتى يبذل قصارى جهده
_لما أشوف
ليهتف فخري بحماسة وخاصة عندما علم من البواب أن الفتاة بمفردها الآن فالآخرى غادرت مع رجال الشرطة
_واللي يجيبهالك النهاردة وحالا ياباشا لو حبيت
ليهدر به
_اسمع يا لا مش عايز عك.
_دي الفرصة المناسبة ياباشا ،الساحة فاضية والبواب حبيبنا.
_حلو أوي نفذ