رواية زين وزينة الفصل الثانى عشر
فتح باب المصعد لترى هذا المشهد المقزز و الوقح.
نظرت سريعاً إلى الاسفل، و تحركت من أمام المصعد و هي تقول: استغفر الله العظيم ، استغفر الله العظيم ، الحمد لله على نعمه الاسلام.
دفعها بقوة، و ركض خلف زينة، لا يعلم ماذا يقول لها ؟ لكن كان لا ينتمي أن تراه في هذا الوضع.
قال بصوت عالي: زينة ، زينة.
توقفت بعصبية، فهي نشأت على أن لا تسمح لأي شخص يذكر اسمها في الشارع و سط التجمعات، التفتت له بغضب و قالت: كيف تتجرأ على قول أسمي؟
واقف أمامه و هو يلهث من الركض و قال بحزن: هذه ليس الحقيقة.
كان لا يستطيع ترتيب الكلمات، لا يعلم ماذا يقول ؟
سألت بتعجب: حقيقة ماذا؟
كان يتعرق بشدة ، كان يشبه الطالب الذي يخشي عقاب المعلم، كان يتحدث بتعلثم و أشار إلى المصعد و قال: المصعد ، الفتاة هي من اقتربت عليا، أنا ، أنا.
كان مظهره يجعلها تبتسم بسخرية،و سألت: لماذا هذا التوتر؟
رأى نظرة السخرية و الاستهزاء في عيونها و قال : أخشي أن تظني أن فعلت ذلك مع الفتاة.
سألت بعدم فهم: ما شاني بذلك؟ فعلت أو لا تفعل لا يهمني، من أنت بالنسبة لي حتي يفرق ما حدث معي؟
أبتسم بحزن و قال: أعلم أني ليس مهم بالنسبة لكِ.
التفتت حتي ترحل، لكن اوفقها حديثه، عندما : لكن لماذا أنتِ مهمة بالنسبة لي.
التفتت له و أكمل هو بدموع: لماذا صاحبة الضحكة و العيون الجميلة ؟ من فضلك أريد إجابة.
أشارت إلى خلفه و قالت : الإجابة خلفك ، أذهب اليها.
التفت مكان ما أشارت وجدت أنها أشارت على سميران.
التفت إلى الأمام وجدها ترحل...
جاءت سيمران و قالت: زين.
أغمض عيونه بغضب و رحل و هي تركض خلفه...
في مطعم المول
سلمى : كل ده تأخير.
قالت بابتسامة: اسكتي على اللي شفتها.
مريم و سلمى بفضول و حماس: شوفتي ايه .
أجابت : اللي شفتها و لا يتقال و لا يتسمع و لا يتقرا .
أكملت مريم: و طبعا و لا يكتب
أبتسمت و قالت: صح.
سلمى: قولي بقا.
قالت بابتسامة: قربوا.
شهقت سلمى و قالت : معقول في مكان عام كده.
مريم: يا بنتي الأجانب لا عندهم دين و لا أخلاق ، عادي تشوفي الحاجات دي.
و أكملت بترقب: الاهم هو ليه جري وراكي و يبرر موقفه
قالت بهدوء: هو ما انا مقولتش ليكم.
قالوا الاثنين: لا
أبتسمت و قالت: مش المحروس ماشي وراي و يقول ايه، أنه بيحبني.
مريم بصدمة: الود القمر ده يحبك انتي
نظرت لها بصدمة و قالت: يخربيت طحن الخواطر،مالي يا اختي أنا قمر و سكر و عسل...
سلمى بمزح: طيب حوشي النمل يا سكر.
قالت زينة بعصبية: يخريبت البرود ، يلا نمشي.
مريم بفضول : كملي الاول.
نهضت من مقعدها و قالت: مفيش جاي عند البيت و قال عايز اقضي معاكي وقت ، و كم مرة كده يمشي وراءي و أنتوا عارفين اختكم تحب السلام.
أنهت حديثها بحركة القوة.💪
فتحت عيونها بصدمة و قالت: يخريبت ضربتي القمر.
قالت بغيظ: ايه رايك يا مريم اقول لجوزك، يلا عايزة أنام.
نهضت الفتيات و قالت مريم: بس الود قمر برضو.
سلمى: حتي لو هزر ده حرام استغفري ربك.
زينة: قولها الحلوة.
قالت بندم: استغفر الله العظيم و اتوب اليه...
في سيارة زين
يقود بسرعة جنونية
لا يهتم بهذه التي تبكي برعب بجانبه، و صل إلى المنزل.
هبط من السيارة و ذهب إليها و جذبها بعنف ، و صعد إلى المنزل .
مجرد أن فتح الباب ، قال بغضب : حضري نفسك، سوف تعودين إلى الهند الان.
قالت بدموع: اعتذر زين، لكن أنت تعلم أني احبك، من فضلك كون لي.
كل ما يدور في عقله هو أن ينهال عليها بالصفعات لكن يحاول الهدوء،وقال: معك عشر دقائق فقط.
قالت بدموع: زين من فضلك أنا أحبك.
ضغط على أسنانه بغضب شديد ، و يقبض يده بقوة و قال : هيا.
لتنهار من الدموع و تقضي على نفسها، عندما صرخت: أنا أعلم لماذا تفعل ذلك؟ بسبب الفتاة التي ركضت خلفه بجنون، من هذه الفتاة الحقيرة؟
لا يبقي على شئ ، لا العائلة و لا اي شي.
كانت تعود للخلف برعب، عندما وجدت عيونه أصبحت مثل الدم، و يقترب منها بخطوات بسيطة ، و سأل بصوت هادئ: ماذا تقولين؟
اصطدمت في الحائط، وقف أمامها و قال: من هي الفتاة الحقيرة؟
بلعت الغصة التي في حلقها بتوتر، و قالت: زين أنا.
لكن لا يجعلها تكمل حديثها ، صفعة قوية ، لدرجة أن رأسها اصطدام بالحائط
و لم يكتفي صفعة تلو صفعة، و هو يقول بجنون: أنت الحقيرة، أنت الحقيرة، أنت الحقيرة، ليست هي ايتها الساقطة.
ظل يصفعها كأنه فاقد العقل، أصبح وجهها ينزف و هو لا يتوقف أيضا، كل ما يدور في عقله ، أنه يريد الاقتراب من زينة و تأتي هذه الحقيرة تفعل ذلك لا تهدم كل شيء.
راي في عيونها نظرات الاشمزاء و الاستهزاء له....
حتي عاد أمير من الخارج، ركض عندما وجد هذا المشهد، ركض سريعاً و كان فاصل بينهم و قال بتوتر: ماذا حدث ؟
صرخ بغضب: أمير خد هذه الحقيرة من هنا حالا، و إذا كنت تريد منها شيء ، أفعل لأنها لا تهمني..
و ذهب إلى غرفته.
نظر أمير إلى حالتها و قال: هي إلى المستشفى حالا، لأجل عالج جروح وجهك...
ابتعد عنها بغضب و ذهبت الى الغرفة، جلبت حقيبتها و قالت: لو سمحت قوم بتوصيلي إلى المطار.
أومأ رأسه بنعم ، و يسأل نفسه ماذا حدث حتي يفعل زين ذلك؟
////////////////
كان هو يكرر كلماتها هي لا تهتم له، هو لا يفرق معها
التقط زجاجة العطر و قال بجنون: لماذا أنا اهتم لها؟
راي طيفها في المرآة ,القي زجاجة العطر على المرأة و هو يصرخ: يكفي ، يكفي، ابتعدي عني، ابتعدي عني.
رغم أن المرآة أصبحت قطع صغيرة ألا يرى صورتها في كل قطعة.
جلس على الأرض و قال ببكاء: أنا أدعو دائما أن لا اقع في الحب ، لماذا حدث معي ذلك؟ لماذا أنا مثل المسحور بها؟ يوجد فتيات كثيرة جميلة و قوية، لماذا وقعت في غرامها هي؟ زينة ، زينة ابتعدي عني، من فضلك...
/////////////
في منزل زينة
سألت مريم التي تجلس على الأريكة: زينة ليه مش موافقة على ايهاب.
غادرت المطبخ و هي تحمل كوب القهوة و قالت: ياربي من الموضوع ده، هو مفيش غير ايهاب، في عرسان كتير اتقدمت و رفضت مس معنا مسكين في ده.
كانت تهبط سلمى من على الدرج و قالت: لأنه مجنون بحبك، و عمره ما يزعلك.
أجابت : و أنا أخد المجنون اعمل بيه ايه، أنا عايز حد عاقل كده ايهاب كويس مادي و شكلك و اجتماعي ، بس شوفوا مش بحس بحاجة ناحيته، و الله لما اشوف مشهد رومانسي بأثر ، بس هو أما يقول، كلام حلو ،مش بحس بحاجة، عارفة اخر مرة قاللي انتي عاملة زي السم، مش عارفه افرح و لا أزعل....
ضحكت الفتيات بصوت عالى و قالوا معنا: عنده حقا.
نظرت لهم بغيظ و لم تجيب
سألت مريم بهدوء: ايه مواصفات فتي احلامك يا زوز.
أخذت نفس عميق ثم أخذت رشفة من كوب القهوة و قالت بهدوء: مفيش حاجه اسمها مواصفات فتي احلامي، لأن لما القلب بيحب ميدروش على اي مواصفات، بس فى لو قلبي حبب اسال عقلي الشخص ده مناسب و لا لا.
سلمي بهدوء: يعني لو حبيتي شخص و لقيتي أنه مش مناسب ترفضي و تدوسي على قلبك
أجابت بساطة : أكيد طبعا ، لأن الحب مش كل حاجه.
مريم: هو مفيش حاجة كده و لا كده.
أبتسمت و قالت : مفيش، لو في اول ناس تعرف اكيد انتوا لي من غيركم، اصل محدش يعرف موضوع المختل ده الا انتم.
قالت مريم : هو زين مسلم .
لتجيب سلمى: اسم زين مسلم.
قالت مريم: بس هو اسمه زين سينج و أنا أعرف من المسلسلات عيلة سينج مش مسلمين.
أبتسمت سلمى و قالت: اومال حد زيك يعرف الهنود مدمنة مسلسلات و افلام هندية.
أجابت بابتسامة: الصراحة بحب الافورة بتاعتهم.
قالت زينة: قصدك الخيال بتاعهم..
قالت مريم: خلينا في المهم، لو زين مش مسلم ازي يحبك كده مينفعش يتجوزك.
نظرت له بصدمة و كادت أن تجيب الا قالت سلمى: يمكن هو مسلم و أهله لا أو هي ناوي يدخل الاسلام علشان يتجوز زينة.
صفقت مريم و قالت: ممكن يا سوسو.
صرخت بصوت عالي: انتي يا حلوة منك ليها، اي الهبل ده، اتجوز مين معلش ده و كمان مش مصري و من كلامك مش مسلم انتي عبيطة منك ليه، و بعدين أنا قولت أنه عايز يتجوزني، ده قليل الادب و زبالة عايز يتسلي شوية، و بعدين أنا لسه بقولكم شوفته بيعمل ايه
قالت سلمى بجدية: لا خالص بلاش زين خدي ايهاب.
ابتسمت و قالت: و هو انتم نفسكم اتجوز و خالص ، مش عايزة اتجوز دلوقتي ، و عمري ما تجوز غير لما احب.
قالت مريم: كده نستنا كتير لأنك لا عندك دم و لا قلب.
نهضت من مقعدها و قالت: تصبحوا على خير عندي شغل بدري، و اه اوعوا تعملوا زي يا فرح و شمس...
و صعدت إلى غرفتها...
في منزل زين
بعدما قام أمير بتوصيل سميران إلى المطار ، عاد إلى المنزل ليجد الحرب المشتعلة في الغرفة، جلس بجواره على الأرض و لم يتحدث ، ليس هذا وقت حديث.......
مر يومين للاسف زين لا يذهب إلى الشركة و لا البرنامج...
كانت حرب تقوم في منزل زين في الهند، بعدما قامت سميران بتنفيذ خطة بريتا أن زين فعل معها ذلك لأنها طلبت منه نقود لأجل التسوق ، و للأسف الجد صدق هذا الحديث..
برتاب جد زين بغضب: كنت لا اتوقع أن زين يفعل ذلك.
أجاب فير والد زين بهدوء: بالتأكيد زين لا يفعل ذلك.
قالت سيما ام زين: أبي أنا سألت زين عن ما حدث و أخبرني بالحقيقة، و لكن قبل أن أخبرك بها، اذكرك و اذكر نفسي و الجميع، أن كل ما نحن فيه الآن هو من عمل زين ، ليس أحد منا فعل شيء، هو من سافر منذ خمسة عشر عام لأجل أن نعيش برفاهية، و انظر ماذا فعل؟ لم يأخذ كل شيء له، بل ساعدك و ساعد خاله و نحن ، و رفع مستوى المعيشية لم يبخل علينا بشئ ، أنا أعلم أن زين مفضل لديك، لكن أنت تصدق لأنك انزعجت من مظهر سميران.
قال فير: قولي سيما ماذا قال زين؟
أخبرتهم بما حدث و أن زين لا يرى سميران إلا أخته فقط ، الجميع انزعاج منها و لكن أيضا ، رآه أن زين كان على خطأ أنه رفع يديه عليها.....
أما زينة تعيش حياتها بشكل طبيعي ، يزيد عليه وجود سلمى و مريم التي زادت سعادتها بوجودهم...
في اليوم التالي بعد إصرار من أمير ، قرر زين الذهاب الى القناة
أمير: زين جاهز
زين بهدوء: اجل.
أمير: أعلم أنها تكون حلقة مميزة لا تفكر بشئ.
أومأ رأسه بنعم و لكن هو بداخله حرب مشتعلة...
في عيادة الطبيب
تنتظر زينة في الخارج
و مريم مع سلمى في غرفة الكشف...
بعد وقت غادروا غرفة الكشف، و معالم الوجه تعبر عن حزنهم.
سألت بتوتر: في ايه.
نظرت لها بدموع و قالت: في اني مش أكون أم طول عمري.
و ركضت إلى الخارج و هما خلفها.
كانت لا تستطيع الرؤية من كثرت الدموع.
زينة: استني يا سلمى.
كانت تقطع الطريق دون الانتباه.
حتي اصطدمت بسيارة.
صرخت مريم و زينة و هنن يركضوا إليها برعب..