رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الثالث عشر 13 بقلم اسماء عبد الهادى

رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الثالث عشر بقلم اسماء عبد الهادى


هوى ثلاثتهم على أقرب مقعد جوار أم عامر وهم يشعرون بالعجز التام ، فلا أحد منهم لديه أدنى فكرة إلى أين أخذ عامر أختهم رهف

وقف ماجد محله ثانية واتجه صوب الحائط وأخذ يطرق بقبضته بشدة وانفعال 

إلى أن هتف آدم بعد أن جال بخاطره فكرة ونظر لأم عامر باهتمام
_طيب قوليلي يا حاجة حضرتك سمعتيه النهاردة بيتكلم مع أي حد من اصحابه إنه رايحله مثلا أو هيتقابلوا في مكان؟

فكرت أم عامر قليلا ثم حركت رأسها بالنفي
_لا يابني ..متكلمش مع حد في التلفون قدامي.

تنهد آدم بخيبة أمل وأطرق رأسه بأسف ...إلا أن أم عامر تذكرت شيئا ما 
لذا هتفت قائلة
_بس اللي أعرفه إن عامر بيجهز شقة لصديق ليه جاي من السفر كمان شهرين .

التمعت أعينهم بتلك المعلومة المهمة والتي ربما توصلهم لمكان رهف 
لذا هتف ماهر بلهفة
_يارب تكوني عارفة مكانها ...أرجوكي

_ايوة طبعا أعرف مكانها لإن صاحبه ده أمه الله يرحمها كانت حبيبتي... علشان كده بسأل على أخباره دايما

وقف ثلاثتهم أمامها ببارقة أمل وهتفوا في نفس واحد
_قوليلنا العنوان بسرعة مفيش وقت
....
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
أسماء عبد الهادي
سحبها من شعرها  نحو الداخل بعدائية شديدة وسط محاولاتها الواهية في مقاومته

ترك شعرها بعد أن دفشها بقوة لترتطم بالأرض ...ليغلق هو باب الشقة عليهما باحكام

حاولت رهف الوقوف سريعا للذود بنفسها بعيدا عنه ..لكنها فشلت بسبب قدمها التي ما زال الجبس لم ينفك عنه بعد ، فعوق حركتها ولم تستطع الوقوف بالسرعة المطلوبة 

إلى أن عاد عامر ومد يده إلى ذراعها ليوقفها عنوة 
رمقها بأعين خلت من كل المشاعر سوى القسوة والتجبر وقال بينما يشمر عن ساعديه

_حسابك معايا تقل أوي...مش أنا عامر اللي واحدة ولا تسوى زيك تعلم عليه...وكمان مش ناسيلك الكلام اللي قلتيه في الطريق...ومن اللحظة دي هتدوقيه مرار طافح على دماغك.

وقفت رهف ترمقه باشمئزاز وكأنها ترى أمامها شيئا تنفر منه القلوب قبل العيون ...ورغم كلماته التي تحمل كلها تهديدات مباشرة لها إلا إنها لم  تخف أو ترتجف ...ربما استسلام الأمر الواقع ...ماذا سيفعل..هل سيضربها؟؟.. وما الجديد ذاقت على يده  ويد إخواته جميع انواع الضرب فما الضير من المزيد منه...فهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟؟؟ 

 ذرفت أعينها الدمعات تحسرا على حالها..ظنت أن وضعها سيتحسن ... ظنت أن الأمور بدأت في الاعتدال وستعيش مابقي من عمرها في سلام... لكن على ما يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن .

ظن دمعاتها تلك خوفا منه فأخرج طرف لسانه يمسح به على شفته السفلى بتلذذ ومن ثم هتف بسعادة وكأنه كائن فيروسي يتغذى على صحة ذوي المناعة الضعيفة 

_عيطي براحتك ...إنشالله حتى تصرخي ولا حد هيقدر يسمعك.

_ليه ها ...بتعمل ليه كدا ؟...أنا عارفة ومتأكدة إنك مش عايزني ...يبقى ليه جايبني هنا ...مش معقول جايبني هنا علشان تعاقبني تاني زي ما بتقول ..ماهو ده مش سبب مقنع .

_عايزة تعرفي ليه ؟؟ أقولك... أنا فعلا مش طايقك ولا طايق أسمع سيرتك والحب اللي حبيتهولك اتحول كله لكره وبغض متتصوريش   لدرجة إيه.

هتفت بتهكم واضح بينما لوت شفتيها
_عارفة ده ومتأكدة
ثم هتفت في نفسها 
_متتصورش انت، أنا مبسوطة قد إيه إنك بتكرهني لإني أنا كمان بتخنق أول ما بشوفك .

ليردف هو ونظراته مسلطة عليها بطريقة لم تريحها 
_بس عارفة ليه رديتك تاني!

ابتلعت ريقها ونظرت له باهتمام فنظراته لا تنذر بخير أبدا

ليكمل هو مستمتعا بذرع الخوف في عينيها

_رديتك علشان فكرت أنا قد إيه كنت غبي ..لما سبتك أول مرة من غير ما أخد حقي الشرعي منك...في حين أن غيري بيأخدوا من غير وجه حق ...يبقي ليه أمنع نفسي من إني أدوق الحلويات.

حملقت به رهف بزهول لبعض الوقت، شاغرة فاها ...

أقترب منها بخطوات بطيئة وبأعين ثابتة لا تحيد عنها وابتسامة شامتة  تتعدى شفتيه ...
لتتقهقر هي للخلف كلما تقدم هو خطوة ..ومن ثم وضعت يدها على فمها ..وحركت رأسها بعنف ترفض تلك الفكرة.

وهتفت به غاضبة 
_خليك عندك إياك تقرب مني.. اللي بتفكر فيه لا يمكن يحصل أبدا

ليسرع هو في خطواته إليها ومن ثم يمد يده ليتلقاها سغرها بصفعة قاسية تركت أثار أصابعه الأربعة تترك أثرها على وجهها الرقيق

ليهتف عامر بحدة ضاغطا على كل حرف يقوله
_لا علشان طلبتك في الحلال يا حقيرة مش كدا!! ... صحيح ماهو اللي زيك ميعرفش إلا الحرام.... 

تجاهلت تلك الآلام التي تشعر والتي كأنها نيران تخرج من وجهها من قوة الصفعة وهتفت بأعين دامعة

_بردو لسه مُصر إنك تغلط فيا وتفتري عليا بالباطل ....عامة علشان تكون عارف إني لو كنت شايفة اللي قدامي ده راجل بجد مكنتش هرفض  لإني هكون بكدا عصيت ربنا في إني مطعتش أوامر زوجي ولبيت طلبه....لكن إنت مش راجل ... علشان مفيش راجل بجد بيعمل اللي انت بتعمله فيا ده.

التمعت أعينه بشرر يتطاير يكاد يلتهمها من شدته وغاب عنه عقله ليحل محله وحش لا عقل له وصرخ بها 
_بقى أنا مش راجل !! ....طب هتشوفي اللي بتقولي عليه مش راجل هيعمل فيكي إيه.

صرخت بخوف عندما هم بالانقضاض عليها....

____
وصلوا بأقصى سرعتهم للمكان التي وصفته ام عامر لهم...ليستمعوا إلى صرخات رهف يصم الآذان ويفتك بقلوبهم كمدا على شقيقتهم الصغرى 
فما كان منهم إلا أن ركلوا الباب بأقدامهم ركلة رجل واحد فانفتح على الفور 

لينطلق ماجد مسرعا نحو أخته يخلصها من بين يدي عامر الذي كان يحاول الاعتداء عليها،  وما أن رأت رهف أخيها حتى ارتمت بين ذراعيه كمن يلقى نفسه بداخل قارب النجاة 

ليدقق ماجد النظر في أخته لينظر هل أصابها مكروه وهتف بصوت ملتاع
_رهف حبيبتي ...الكلب ده عمل فيكي حاجة.

حركت رهف رأسها بخفوت لتطمئنه أنها بخير.

لكن ماجد لاحظ أثار الأصابع التي ترتسم على وجهها بقسوة...ليودع رهف لأخيه ماهر الذي كان يقف كالشعلة المشتعلة تنتظر اللحظة المناسبة للانفجار .

وقبل أن يتحدث عامر معبرا على تزمره وغضبه من دخولهم بهذا الشكل ..تلقى لكمة قوية من قبل ماجد الذي هتف به بشرر

_دي علشان مديت إيدك على أختي...ولسه حساب اللي عملته فيها زمان هدفعك تمنه غالي أوي...مش أختي اللي جبان وخسيس زيك يمد أيده عليها ...وزي ما كسرت إيديها ورجليها ...هكسرلك إيديك ورجليك...ولو حصلت هخلص عليك كمان...علشان أختي خط أحمر ..فاهم يا عامر الكلب.

رمقه عامر بنظرة غير مبالية ورد لماجد اللكمة من جديد
وهو يقول 
_محدش له دعوة بمراتي أعمل فيها اللي أنا عايزه ومحدش له عندي حاجة.

صرخت رهف بخوف على أخيها 
_مااااجد.

لينهض ماجد بعد أن اسقطته صفعة عامر ويدخل في شجار عنيف معه بدا عامر متفوقا فيه في البداية 

لتصيح رهف ببكاء خوفا على أخيها...بينما يطلب ماهر من أخيه أن يتولى هو أمر عامر.

_ماجد ...سيبهولي أنا.

هتف ماجد بقوة
_محدش هياخد حق أختي غيري.

لتهتف رهف برجاء
_لا يا ماجد ارجوك سيبه وبلاش مشاكل...هتودي نفسك في داهية.

ليصيح بها ماجد
_بطلي بقا تخافي  علينا وفكري في نفسك ولو لمرة واحدة...إنتي ليه ماشية بالعكس... إحنا اللي المفروض نخاف عليكي... إحنا المفروض سندك وحمايتك ... صحيح خذلناك مرة ...بس لا يمكن نكرر نفس الغلط مرتين.

ضحك عامر بصوت عال نسبيا وهتف بسخرية
_لا برافو عليك...عجبتني.

ليهتف ماجد وهو يضغط على أسنانه بشدة بينما يقف قبالته مستعد أن يدخل معه في شباك مرة أخرى
_طلق رهف ياعامر.

ليهتف الآخر بعند شديد بغية إثارة غضبه
_ده بعدك ...مش هطلقها وهطلبلكم البوليس حالا يخرجكم من هنا وابقوا قابلوني لو شوفتوا أختكم المصونة دي تاني.

اشتعلت أعين ماجد شرر وكور قبضته في غضب عارم 
_لا الظاهر انت موتك على ايدي النهاردة ...وربي ما سايبك ...بتتسلى ببنات الناس ياحقير؟.

اشتبك الإثنان مرة أخرى في عراك أشد عنفا من سابقه ..كان فيه ماجد هذه المرة هو المتفوق فيه لأنه وصل لعنفوان غضبه ..فأسقط عامر على الأرض وانهال عليه ضربا

خشيت رهف على أخيها من أن يفعل شيئا بعامر وتكون عاقبته الزج به في السجن
فهتفت به باكية لتنهي ذلك العراك
_كفاية يا ماجد سيبه... أنا مش عايزة اتطلق.

حملق الجميع بها بزهول
_إيه!!

أخرجها ماهر من بين ذراعيه ووضع يده على كتفها ناظرا لعينيها
_ رهف إنتي بتقولي ايه؟؟

أجابته بصوت ملتاع حاولت جعله ثابتا رغم دمعاتها التي مازالت تقطر من عينيها

_اللي سمعته يا ماهر ..سيبوه بقا واتفضلوا إمشوا أنا هفضل هنا ومش عايزة أمشي .

أخفض آدم رأسه فهو يعرف أن رهف تضحي بنفسها ثانية من أجل إخوتها

ليضحك عامر بقوة وانتشاء ويهتف بصوت رخيم
_أهي قالتلكم ...اتفضلوا يلا من غير مطرود... شكلكم بقى بااايخ أوي.

هدر بها ماجد بحدة
_تاني يارهف ...تاني هتفكري بسلبية ...وترمي نفسك في النار علشانا ..قلتلك متفكريش فينا فكري في نفسك بقا...حرام عليكي... خافي على حياتك ومستقبلك إنتي.

حركت رأسها بالنفي
_لا يا ماجد... أنا مبسوطة كدا..واتفضلوا إمشوا ..وجودكم هنا ملوش لزوم.

ليغتاظ ماجد منها أكثر ويهتف بغضب

_طب إيه رأيك أن مفيش حد ماشي من هنا غيرك ..والكلب ده وقسما بالله ان ما طلقك حالا، ما سايبه الا بيطلع في الروح قدامي وبردو هيطلقك.....ماهر إنت ودكتور آدم خدوا رهف وانزلوا هخلص حسابي مع الكلب ده وهحصلكم.

لتصرخ به رهف
_لا لا يا ماجد .... متضيعش نفسك ارجوك.

ثبت ماجد نظراته نحو أخته وتحدث بهدوء هذه المرة 
_أنا أضيع ألف مرة ولا أشوف دمعة تاني من عينيكي يا قطتي.
قالها ثم نظر إلى أخيها بحزم
_يلا يا ماهر أمشي.

ليعوق عامر طريقهم
_رهف مش ماشية من هنا على جثتي.

ليمسكه ماجد من تلابيب ملابسه

_يبقى انت اللي جنيت على روحك يا خفيف...أخلص يا ماهر خد رهف وانزل.

رفضت رهف التحرك وظلت تصرخ باسم أخيها ماجد فما كان من ماهر الا أن حملها عنوة وخرج بها للخارج.

حاول عامر منعهم لكن ماجد كان يقف له بالمرصاد وأخذ يكيل له الضربات بينما يهدر به أن يطلق رهف الا أن عامر كان عنيدا جدا وأبى أن يفعل.

أسماء عبد الهادي

بالأسفل بسيارة آدم ...انهارت رهف من البكاء وخارت أعصابها خوفا على أخيها 

حاول آدم  وماهر تهدئتها ...لكنها فشلت في السيطرة على أعصابها ... وازداد تشنجاتها 

في تلك اللحظة رن هاتف آدم باتصال من أخته سها التي كانت تبكي هي الاخرى
_آدم إنتوا فين .. أنا روحت القسم والظابط قالي..إن عامر أخد رهف... آدم اللي الظابط ييقوله ده صحيح... رهف كدا هتضيع تاني يا آدم

حاول آدم تهدئة أخته
_اهدي يا سها واطلعي ع المستشفى إحنا جايين على هناك ورهف معانا متقلقيش..سلام.

انهى محادثته ثم التفت لرهف ليجد ماهر يحاول معها لكنها كانت رافضة لأن تستمع لأحد على الإطلاق فتفكيرها في أخيها شغل كل حواسها..
وكلما حاول أحدهما التحدث إليها كانت تنتفض بقوة وتحاول الخروج من السيارة
بعد عدة دقائق
أسماء عبد الهادي

هدأت أوصالها واطمأنت سريرتها عندما سمعت صوت أخيها ماجد يصدر  من جوار السيارة 
فرفعت رأسها بلهفة لتطمئن عليه ...لتجده يطرق على جدار السيارة الخارجي يأمر أخيه ماهر بالانصراف من هنا حالما يأخذ عامر الى المأذون لينهي ذلك العقد الذي يلف حول رقبة أخته فيخنقها 
_ماهر خد أختك من هنا أنا راجع علطول...هوثق الطلاق عند المأذون وراجع ..اطلع بالعربية يادكتور ومن فضلك اطمن على صحة رهف

خطف آدم نظرة سريعة لعامر الذي يحكم ماجد قبضته عليه ومن ثم انطلق بالسيارة متجها نحو المشفى.

فلاش باااك لما حدث مع ماجد وعامر 
________
أسماء عبد الهادي
هجم ماجد على عامر حتى أبرحه ضربا ...ليخرج كل غيظه منه بسبب ما فعله بأخته سابقا..أرداه أرضا ولوى ذراعه حتى كسره وسط صراخ عامر مستغيثا به لحتى يتركه 
ظل ماجد  يضغط على يده الأخرة ويطلب منه أن يطلق أخته فليس مثله يؤتمن على العرض
_طلقها يا عامر بدل ما أكسر ذراعك التاني ومستعد أكسرلك أطرافك كلها ولا يهمني

لم يتحمل عامر الألم الذي يشعر به فرضخ أخيرا لطلبه وطلق رهف
لذا هتف بصوته المتألم 
_خلاص هطلقها ..أختك طالق ...طلقتها كفاية بقى...اااااه
ضغط عليه ماجد مرة أخرى وهو يقول بحدة
_طلقها بالثلاثة علشان بعد كدا متعرفش تردها تاني ..انطلق
_أختك طالق طالق  ...سيبني بقى 

تركه ماجد بعدما شعر بالراحة لتحرر أخته من ذلك الأسر 

اعتدل عامر في وقفته وأخذ يأن  من الألم بسبب  ذراعه الذي كسر و من شدة الضرب الذي تعرض له من قبل ماجد 

ليمسكه ماجد مرة أخرى من ملابسه
_عارف لو شفتك اتعرضت لأختي تاني بأي شكل من الأشكال وربنا ما هرحمك .. أنا سايبك بس بمزاجي علشان خاطر أمك متستاهلش قلبها يتقهر عليك... والوقتي امشي معايا على المأذون تطلقها رسمي.

_____
كانت طوال الطريق تشدد من احتماءها في أخيها ماهر  ...متناسية حزنها منه...متناسية خوفها منه وما إن ........

يتبع😁
أسماء عبد الهادي ١٣

هوى ثلاثتهم على أقرب مقعد جوار أم عامر وهم يشعرون بالعجز التام ، فلا أحد منهم لديه أدنى فكرة إلى أين أخذ عامر أختهم رهف

وقف ماجد محله ثانية واتجه صوب الحائط وأخذ يطرق بقبضته بشدة وانفعال 

إلى أن هتف آدم بعد أن جال بخاطره فكرة ونظر لأم عامر باهتمام
_طيب قوليلي يا حاجة حضرتك سمعتيه النهاردة بيتكلم مع أي حد من اصحابه إنه رايحله مثلا أو هيتقابلوا في مكان؟

فكرت أم عامر قليلا ثم حركت رأسها بالنفي
_لا يابني ..متكلمش مع حد في التلفون قدامي.

تنهد آدم بخيبة أمل وأطرق رأسه بأسف ...إلا أن أم عامر تذكرت شيئا ما 
لذا هتفت قائلة
_بس اللي أعرفه إن عامر بيجهز شقة لصديق ليه جاي من السفر كمان شهرين .

التمعت أعينهم بتلك المعلومة المهمة والتي ربما توصلهم لمكان رهف 
لذا هتف ماهر بلهفة
_يارب تكوني عارفة مكانها ...أرجوكي

_ايوة طبعا أعرف مكانها لإن صاحبه ده أمه الله يرحمها كانت حبيبتي... علشان كده بسأل على أخباره دايما

وقف ثلاثتهم أمامها ببارقة أمل وهتفوا في نفس واحد
_قوليلنا العنوان بسرعة مفيش وقت
....
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
أسماء عبد الهادي
سحبها من شعرها  نحو الداخل بعدائية شديدة وسط محاولاتها الواهية في مقاومته

ترك شعرها بعد أن دفشها بقوة لترتطم بالأرض ...ليغلق هو باب الشقة عليهما باحكام

حاولت رهف الوقوف سريعا للذود بنفسها بعيدا عنه ..لكنها فشلت بسبب قدمها التي ما زال الجبس لم ينفك عنه بعد ، فعوق حركتها ولم تستطع الوقوف بالسرعة المطلوبة 

إلى أن عاد عامر ومد يده إلى ذراعها ليوقفها عنوة 
رمقها بأعين خلت من كل المشاعر سوى القسوة والتجبر وقال بينما يشمر عن ساعديه

_حسابك معايا تقل أوي...مش أنا عامر اللي واحدة ولا تسوى زيك تعلم عليه...وكمان مش ناسيلك الكلام اللي قلتيه في الطريق...ومن اللحظة دي هتدوقيه مرار طافح على دماغك.

وقفت رهف ترمقه باشمئزاز وكأنها ترى أمامها شيئا تنفر منه القلوب قبل العيون ...ورغم كلماته التي تحمل كلها تهديدات مباشرة لها إلا إنها لم  تخف أو ترتجف ...ربما استسلام الأمر الواقع ...ماذا سيفعل..هل سيضربها؟؟.. وما الجديد ذاقت على يده  ويد إخواته جميع انواع الضرب فما الضير من المزيد منه...فهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟؟؟ 

 ذرفت أعينها الدمعات تحسرا على حالها..ظنت أن وضعها سيتحسن ... ظنت أن الأمور بدأت في الاعتدال وستعيش مابقي من عمرها في سلام... لكن على ما يبدو أن الرياح تأتي بما لا تشتهيه السفن .

ظن دمعاتها تلك خوفا منه فأخرج طرف لسانه يمسح به على شفته السفلى بتلذذ ومن ثم هتف بسعادة وكأنه كائن فيروسي يتغذى على صحة ذوي المناعة الضعيفة 

_عيطي براحتك ...إنشالله حتى تصرخي ولا حد هيقدر يسمعك.

_ليه ها ...بتعمل ليه كدا ؟...أنا عارفة ومتأكدة إنك مش عايزني ...يبقى ليه جايبني هنا ...مش معقول جايبني هنا علشان تعاقبني تاني زي ما بتقول ..ماهو ده مش سبب مقنع .

_عايزة تعرفي ليه ؟؟ أقولك... أنا فعلا مش طايقك ولا طايق أسمع سيرتك والحب اللي حبيتهولك اتحول كله لكره وبغض متتصوريش   لدرجة إيه.

هتفت بتهكم واضح بينما لوت شفتيها
_عارفة ده ومتأكدة
ثم هتفت في نفسها 
_متتصورش انت، أنا مبسوطة قد إيه إنك بتكرهني لإني أنا كمان بتخنق أول ما بشوفك .

ليردف هو ونظراته مسلطة عليها بطريقة لم تريحها 
_بس عارفة ليه رديتك تاني!

ابتلعت ريقها ونظرت له باهتمام فنظراته لا تنذر بخير أبدا

ليكمل هو مستمتعا بذرع الخوف في عينيها

_رديتك علشان فكرت أنا قد إيه كنت غبي ..لما سبتك أول مرة من غير ما أخد حقي الشرعي منك...في حين أن غيري بيأخدوا من غير وجه حق ...يبقي ليه أمنع نفسي من إني أدوق الحلويات.

حملقت به رهف بزهول لبعض الوقت، شاغرة فاها ...

أقترب منها بخطوات بطيئة وبأعين ثابتة لا تحيد عنها وابتسامة شامتة  تتعدى شفتيه ...
لتتقهقر هي للخلف كلما تقدم هو خطوة ..ومن ثم وضعت يدها على فمها ..وحركت رأسها بعنف ترفض تلك الفكرة.

وهتفت به غاضبة 
_خليك عندك إياك تقرب مني.. اللي بتفكر فيه لا يمكن يحصل أبدا

ليسرع هو في خطواته إليها ومن ثم يمد يده ليتلقاها سغرها بصفعة قاسية تركت أثار أصابعه الأربعة تترك أثرها على وجهها الرقيق

ليهتف عامر بحدة ضاغطا على كل حرف يقوله
_لا علشان طلبتك في الحلال يا حقيرة مش كدا!! ... صحيح ماهو اللي زيك ميعرفش إلا الحرام.... 

تجاهلت تلك الآلام التي تشعر والتي كأنها نيران تخرج من وجهها من قوة الصفعة وهتفت بأعين دامعة

_بردو لسه مُصر إنك تغلط فيا وتفتري عليا بالباطل ....عامة علشان تكون عارف إني لو كنت شايفة اللي قدامي ده راجل بجد مكنتش هرفض  لإني هكون بكدا عصيت ربنا في إني مطعتش أوامر زوجي ولبيت طلبه....لكن إنت مش راجل ... علشان مفيش راجل بجد بيعمل اللي انت بتعمله فيا ده.

التمعت أعينه بشرر يتطاير يكاد يلتهمها من شدته وغاب عنه عقله ليحل محله وحش لا عقل له وصرخ بها 
_بقى أنا مش راجل !! ....طب هتشوفي اللي بتقولي عليه مش راجل هيعمل فيكي إيه.

صرخت بخوف عندما هم بالانقضاض عليها....

____
وصلوا بأقصى سرعتهم للمكان التي وصفته ام عامر لهم...ليستمعوا إلى صرخات رهف يصم الآذان ويفتك بقلوبهم كمدا على شقيقتهم الصغرى 
فما كان منهم إلا أن ركلوا الباب بأقدامهم ركلة رجل واحد فانفتح على الفور 

لينطلق ماجد مسرعا نحو أخته يخلصها من بين يدي عامر الذي كان يحاول الاعتداء عليها،  وما أن رأت رهف أخيها حتى ارتمت بين ذراعيه كمن يلقى نفسه بداخل قارب النجاة 

ليدقق ماجد النظر في أخته لينظر هل أصابها مكروه وهتف بصوت ملتاع
_رهف حبيبتي ...الكلب ده عمل فيكي حاجة.

حركت رهف رأسها بخفوت لتطمئنه أنها بخير.

لكن ماجد لاحظ أثار الأصابع التي ترتسم على وجهها بقسوة...ليودع رهف لأخيه ماهر الذي كان يقف كالشعلة المشتعلة تنتظر اللحظة المناسبة للانفجار .

وقبل أن يتحدث عامر معبرا على تزمره وغضبه من دخولهم بهذا الشكل ..تلقى لكمة قوية من قبل ماجد الذي هتف به بشرر

_دي علشان مديت إيدك على أختي...ولسه حساب اللي عملته فيها زمان هدفعك تمنه غالي أوي...مش أختي اللي جبان وخسيس زيك يمد أيده عليها ...وزي ما كسرت إيديها ورجليها ...هكسرلك إيديك ورجليك...ولو حصلت هخلص عليك كمان...علشان أختي خط أحمر ..فاهم يا عامر الكلب.

رمقه عامر بنظرة غير مبالية ورد لماجد اللكمة من جديد
وهو يقول 
_محدش له دعوة بمراتي أعمل فيها اللي أنا عايزه ومحدش له عندي حاجة.

صرخت رهف بخوف على أخيها 
_مااااجد.

لينهض ماجد بعد أن اسقطته صفعة عامر ويدخل في شجار عنيف معه بدا عامر متفوقا فيه في البداية 

لتصيح رهف ببكاء خوفا على أخيها...بينما يطلب ماهر من أخيه أن يتولى هو أمر عامر.

_ماجد ...سيبهولي أنا.

هتف ماجد بقوة
_محدش هياخد حق أختي غيري.

لتهتف رهف برجاء
_لا يا ماجد ارجوك سيبه وبلاش مشاكل...هتودي نفسك في داهية.

ليصيح بها ماجد
_بطلي بقا تخافي  علينا وفكري في نفسك ولو لمرة واحدة...إنتي ليه ماشية بالعكس... إحنا اللي المفروض نخاف عليكي... إحنا المفروض سندك وحمايتك ... صحيح خذلناك مرة ...بس لا يمكن نكرر نفس الغلط مرتين.

ضحك عامر بصوت عال نسبيا وهتف بسخرية
_لا برافو عليك...عجبتني.

ليهتف ماجد وهو يضغط على أسنانه بشدة بينما يقف قبالته مستعد أن يدخل معه في شباك مرة أخرى
_طلق رهف ياعامر.

ليهتف الآخر بعند شديد بغية إثارة غضبه
_ده بعدك ...مش هطلقها وهطلبلكم البوليس حالا يخرجكم من هنا وابقوا قابلوني لو شوفتوا أختكم المصونة دي تاني.

اشتعلت أعين ماجد شرر وكور قبضته في غضب عارم 
_لا الظاهر انت موتك على ايدي النهاردة ...وربي ما سايبك ...بتتسلى ببنات الناس ياحقير؟.

اشتبك الإثنان مرة أخرى في عراك أشد عنفا من سابقه ..كان فيه ماجد هذه المرة هو المتفوق فيه لأنه وصل لعنفوان غضبه ..فأسقط عامر على الأرض وانهال عليه ضربا

خشيت رهف على أخيها من أن يفعل شيئا بعامر وتكون عاقبته الزج به في السجن
فهتفت به باكية لتنهي ذلك العراك
_كفاية يا ماجد سيبه... أنا مش عايزة اتطلق.

حملق الجميع بها بزهول
_إيه!!

أخرجها ماهر من بين ذراعيه ووضع يده على كتفها ناظرا لعينيها
_ رهف إنتي بتقولي ايه؟؟

أجابته بصوت ملتاع حاولت جعله ثابتا رغم دمعاتها التي مازالت تقطر من عينيها

_اللي سمعته يا ماهر ..سيبوه بقا واتفضلوا إمشوا أنا هفضل هنا ومش عايزة أمشي .

أخفض آدم رأسه فهو يعرف أن رهف تضحي بنفسها ثانية من أجل إخوتها

ليضحك عامر بقوة وانتشاء ويهتف بصوت رخيم
_أهي قالتلكم ...اتفضلوا يلا من غير مطرود... شكلكم بقى بااايخ أوي.

هدر بها ماجد بحدة
_تاني يارهف ...تاني هتفكري بسلبية ...وترمي نفسك في النار علشانا ..قلتلك متفكريش فينا فكري في نفسك بقا...حرام عليكي... خافي على حياتك ومستقبلك إنتي.

حركت رأسها بالنفي
_لا يا ماجد... أنا مبسوطة كدا..واتفضلوا إمشوا ..وجودكم هنا ملوش لزوم.

ليغتاظ ماجد منها أكثر ويهتف بغضب

_طب إيه رأيك أن مفيش حد ماشي من هنا غيرك ..والكلب ده وقسما بالله ان ما طلقك حالا، ما سايبه الا بيطلع في الروح قدامي وبردو هيطلقك.....ماهر إنت ودكتور آدم خدوا رهف وانزلوا هخلص حسابي مع الكلب ده وهحصلكم.

لتصرخ به رهف
_لا لا يا ماجد .... متضيعش نفسك ارجوك.

ثبت ماجد نظراته نحو أخته وتحدث بهدوء هذه المرة 
_أنا أضيع ألف مرة ولا أشوف دمعة تاني من عينيكي يا قطتي.
قالها ثم نظر إلى أخيها بحزم
_يلا يا ماهر أمشي.

ليعوق عامر طريقهم
_رهف مش ماشية من هنا على جثتي.

ليمسكه ماجد من تلابيب ملابسه

_يبقى انت اللي جنيت على روحك يا خفيف...أخلص يا ماهر خد رهف وانزل.

رفضت رهف التحرك وظلت تصرخ باسم أخيها ماجد فما كان من ماهر الا أن حملها عنوة وخرج بها للخارج.

حاول عامر منعهم لكن ماجد كان يقف له بالمرصاد وأخذ يكيل له الضربات بينما يهدر به أن يطلق رهف الا أن عامر كان عنيدا جدا وأبى أن يفعل.

أسماء عبد الهادي

بالأسفل بسيارة آدم ...انهارت رهف من البكاء وخارت أعصابها خوفا على أخيها 

حاول آدم  وماهر تهدئتها ...لكنها فشلت في السيطرة على أعصابها ... وازداد تشنجاتها 

في تلك اللحظة رن هاتف آدم باتصال من أخته سها التي كانت تبكي هي الاخرى
_آدم إنتوا فين .. أنا روحت القسم والظابط قالي..إن عامر أخد رهف... آدم اللي الظابط ييقوله ده صحيح... رهف كدا هتضيع تاني يا آدم

حاول آدم تهدئة أخته
_اهدي يا سها واطلعي ع المستشفى إحنا جايين على هناك ورهف معانا متقلقيش..سلام.

انهى محادثته ثم التفت لرهف ليجد ماهر يحاول معها لكنها كانت رافضة لأن تستمع لأحد على الإطلاق فتفكيرها في أخيها شغل كل حواسها..
وكلما حاول أحدهما التحدث إليها كانت تنتفض بقوة وتحاول الخروج من السيارة
بعد عدة دقائق
أسماء عبد الهادي

هدأت أوصالها واطمأنت سريرتها عندما سمعت صوت أخيها ماجد يصدر  من جوار السيارة 
فرفعت رأسها بلهفة لتطمئن عليه ...لتجده يطرق على جدار السيارة الخارجي يأمر أخيه ماهر بالانصراف من هنا حالما يأخذ عامر الى المأذون لينهي ذلك العقد الذي يلف حول رقبة أخته فيخنقها 
_ماهر خد أختك من هنا أنا راجع علطول...هوثق الطلاق عند المأذون وراجع ..اطلع بالعربية يادكتور ومن فضلك اطمن على صحة رهف

خطف آدم نظرة سريعة لعامر الذي يحكم ماجد قبضته عليه ومن ثم انطلق بالسيارة متجها نحو المشفى.

فلاش باااك لما حدث مع ماجد وعامر 
________
أسماء عبد الهادي
هجم ماجد على عامر حتى أبرحه ضربا ...ليخرج كل غيظه منه بسبب ما فعله بأخته سابقا..أرداه أرضا ولوى ذراعه حتى كسره وسط صراخ عامر مستغيثا به لحتى يتركه 
ظل ماجد  يضغط على يده الأخرة ويطلب منه أن يطلق أخته فليس مثله يؤتمن على العرض
_طلقها يا عامر بدل ما أكسر ذراعك التاني ومستعد أكسرلك أطرافك كلها ولا يهمني

لم يتحمل عامر الألم الذي يشعر به فرضخ أخيرا لطلبه وطلق رهف
لذا هتف بصوته المتألم 
_خلاص هطلقها ..أختك طالق ...طلقتها كفاية بقى...اااااه
ضغط عليه ماجد مرة أخرى وهو يقول بحدة
_طلقها بالثلاثة علشان بعد كدا متعرفش تردها تاني ..انطلق
_أختك طالق بالثلاثة ...سيبني بقى 

تركه ماجد بعدما شعر بالراحة لتحرر أخته من ذلك الأسر 

اعتدل عامر في وقفته وأخذ يأن  من الألم بسبب  ذراعه الذي كسر و من شدة الضرب الذي تعرض له من قبل ماجد 

ليمسكه ماجد مرة أخرى من ملابسه
_عارف لو شفتك اتعرضت لأختي تاني بأي شكل من الأشكال وربنا ما هرحمك .. أنا سايبك بس بمزاجي علشان خاطر أمك متستاهلش قلبها يتقهر عليك... والوقتي امشي معايا على المأذون تطلقها رسمي.

_____
كانت طوال الطريق تشدد من احتماءها في أخيها ماهر  ...متناسية حزنها منه...متناسية خوفها منه وما إن ..
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1