رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الرابع عشر بقلم اسماء عبد الهادى
المشفى حاول آدم إعطاؤها الادوية المناسبة لحتى تستعيد ثباتها وما إن هدأت ووجدت نفسها بين ذراعي أخيها ماهر حتى شهقت بفزع وابتعدت عنه بسرعة فهي ما زالت تخافه وتشعر بالنفور منه ...لاحظ هو ذلك لكنه تجاهل ما فعلته وهتف بحب
_حمدا لله على سلامتك يا حبيبتي... إطمني محدش يقدر يأذيكي من النهاردة
تحدث آدم أخيرا هاتفا بهدوء
_خليني أفك الجبس عن رجليكي ..علشان تقدري تتحركي بحرية.
بدت رهف مستسلمة تماما لما يفعله آدم فلم تتحدث مطلقا فقط تطلق بصرها الوجِل نحو أخيها ماهر بين الفنية والأخرى...في حين أنه كان منشغلا بما يفعله آدم .
_تمام كدا شلت الجبس خلاص ..بس أعتقد هتحتاجي لكم جلسة علاج طبيعي
انتهى آدم من عمله ومن ثم نادى على الممرضة ...التي أتت في الحال
_لو سمحتي يا مس فادية...ممكن تطلبي من دكتور بثينة تيجي تعمل جلسة لآنسة رهف؟
_دكتورة بثينة في أجازة وضع من امبارح .. حضرتك بنفسك اللي ماضي لها الأجازة
ضرب آدم بكفة يده على ناصيته
_اه صح نسيت ...طيب شوفي دكتورة فهيمة.
_دكتورة فهيمة تعبت الصبح واتضح أنها اشتباه في كرونا يا دكتور .
قضب آدم حاجبيه في ضيق
_وبعدين بقا مفيش ولا دكتورة علاج طبيعي متاحة...مش هينفع دكتور يعملها الجلسات.
هتفت الممرضة بعفوية
_وإية المشكلة يا دكتور...دكتور فوزي ودكتور محمد موجدين في مكاتبهم فوق.
نظر آدم إلى رهف ومن ثم زفر بضيق، فهو يغار رغم أنه لا يشعر بأي شىء تجاه رهف سوى نزعة العطف والرأفة إلا إنه لا يسمح بأن يقوم طبيب بأداء العلاج الطبيعي لها بنفسه ويكون قريبا من قدمها..فهو لديه نخوة خلت من الكثير من الشباب والرجال اليوم
_لا اللي هيعملها العلاج الطبيعي دكتورة مش دكتور..طيب خلاص اتفضلي أنا هتصرف في الموضوع ده.
هنا هتف ماهر بتلقائية متجها نحو قدم أخته
_أنا عندي خلفية بالعلاج الطبيعي والتدليك بحكم لعبي في الكورة..ممكن تجيب الدكتور وأنا اللي هعملها الجلسات تحت إشرافه لو ينفع.
قالها وهو يمد يده نحو أخته والتي ما ان لامست يده قدمها حتى ..انتفضت خوفا في كرسيها وانزوت به مديرة رأسها الناحية الأخرى بعيدا عنه.
الأمر الذي لم يتحمله ماهر فلقد وضعته أخته في موقف محرج أمام دكتور آدم ..كما أنها مصرة على إقامة الحواجز بينما .
فهتف محاولا أن يجعل نبرة صوته طبيعية يخفي ما يشعر به من ألم فهو قرر الابتعاد
_لو سمحت يا دكتور آدم اهتم بأختي لحد ما ماجد يرجع..عن إذنكم .
أغمض آدم رأسه متأسفا للوضع الذي يحدث أمامه
........
بعد لحظات أتت سها ومعها الصغيرة مهرولة نحو رهف لتأخذها بين ذراعيها في عناق شديد
_رهف حبيبتي..قلقتيني عليكي انتي كويسة؟.
ليداعب آدم شعر ابنته ويقبلها بينما يقول
_اطمني يا سها رهف كويسة ...بس اللي مش كويس أخوها ماهر.. رهف لسه مش عايزة تسامحه على اللي حصل ...لسه بتخاف وبتترعب لما بتشوفه..لدرجة إنه زعل ومشي.
نظرت لها سها بتأنيب
_ليه كدا يا رهف ... إعطي إخواتك فرصة..صدقيني هترتاحي .
تنهد آدم بخفوت ومن ثم نهض محله قائلا بجدية
_هروح أشوف شغلي ..خدي بالك منها يا سها لحد ما ماجد يرجع ولو رهف حبت تروح النهاردة مفيش مشكلة ...بس ابقي كلميني علشان أجي اوصلكم .
اومأت له سها برأسها بأنها ستفعل ..ليرمقهم ابتسامة خفيفة متنهدا براحة قبل أن يرحل.
___
عند حديقة المشفى التقى ماجد بتوأمه ليجده متجهم الوجه ..يخرج من وجهه زعابيب أمشير كما يقولون
فاستغربه ماجد وتعجب للحالة التي هو عليها..وتعجب أكثر ..لما هو يتوجه للخارج تاركا أخته وحدها
_ماهر مالك يابني في إيه...وماشي رايح فين وسايب أختك لوحدها؟
أخرج ماهر زفرة مختنقة ثم هتف بضيق وبوجه خال من التعابيؤ
_أنا مسافر يا ماجد ومش راجع تاني أشوف وشك بخير ..سلملي على بابا وبابا وخد بالك من أختك.
ضيق ماجد ما بين حاجبيه متعجبا مما يتفوه به أخيه
_إنت بتقول إيه يا ابني..سفر إيه ده اللي جه في غمضة عين؟
_هسافر التحق بفريق الكورا المسافر المانيا ومش راجع مصر تاني ...ده انسب حل .
أقترب منه أخيه يستعلم اكثر عن سبب تفكيره ذاك
_طب فهمتي بس ليه فجاءة كدا ومن غير سابق انذار.
تنهد ماهر مطولا ليخرج ما ألم بصدره من ضيق وقص له رد فعل أخته منه ثم هتف بلوعة
_مش قادر أتحمل خوفها ووجعها مني..كل لما افتكر اللي عملته فيها يا ماجد بموت..أنا وجعتها أوي وهيه مش مسامحة..يبقى كفاية عليها وجع لحد كدا مش هكون مصدر لخوفها ووجعها تاني..أنا ماشي بس أمانة عليك يا ماجد تحطها في عينيك...أنا عارف ومتأكد إنها بتحبك.
وضع ماجد يده على كتف أخيه يربت عليه بحنان ويتحدث بجدية
_ومتأكد أنها بتحبك إنت كمان يا ماهر
قالها ثم تكلم ضاحكا ليخفف عن أخيه
_ياجدع ده اللي حصلها ده كله اتحملته علشان خاطر خايفة عليك إنت..يبقى ازاي مش بتحبك...خليك ياماهر وحاول معاها وبدد خوفها منك لحب وثقة متبادلة من جديد ...إنت أخدت وعد على نفسك إنك تفضل جنبها وتكون السند والحماية ليها..ايه هتحنث وعدك ولا ايه؟
_مش قادر يا ماجد ...مش قادر أشوفها خايفة مني تاني..أنا ماشي هسافر إسكندرية أسلم على ماما وماشي علطول.
أمسكه أخيه من ساعده وشدد على قبضته وتحدث بهدوء ظاهريا
_انت مش ماشي يا ماهر فاهم... كفاية بقا وجع لينا كلنا لحد كدا..أنا داخل لرهف وهتكلم معاها وبعدها هنادي عليك ... النهاردة رهف هتكون وسطينا ومسمحانا مش هسمحلها او هسمحلك تبعدوا تاني....استنى هنا واوعى تتحرك.
زفر ماهر متألما على الحالة التي هُم بها وهوى ببدنه على المقعد الخشبي الأخضر على مقربة من بوابة المشفى.
___
عند رهف
حملت رهف الصغيرة وقبلتها بحنان ومن ثم هتفت لسها التي تنفست الصعداء لرؤية صديقتها الغالية بخير
_سها أنا مش حابة أقعد هنا... خلينا نروح .
وضعت سها يديها على خصرها وهتفت لتبرم
_الله طب مقلتيش قبل ما آدم يمشي ليه.. بعدين استني حتى لما إخواتك يرجعوا.
لم تكمل كلمتها حتى طرق ماجد الباب وسمع الاذن من سها بالدخول
وما أن رأته رهف حتى دارت ببصرها للجانب الآخر
استاءت سها من افعال صديقتها... وظهر الضيق جليا على ملامح وجه ماجد ليتحدث بصوت به بعض الصرامة.
_رهف بصيلي هنا .
لكن رهف لم تستجيب له وظلت على وضعها
ليتحدث هو بحدة أكثر
_رهف قلتلك بصيلي..
ثم لانت نبرة صوته هاتفا
_ايه مش عايزة تشوفيني!! مش كنتي هتتجنني عليا من شوية؟..مش كنتي هتضحي بحياتك وتدفني نفسك في سجن عامر علشان خايفة علينا ...هتفضلي تضحكي على نفسك كدا لحد إمتا... كفاية بقا يارهف ..كفاية.
انسابت دمعات رهف على وجنتيها وأخفضت رأسها لأسفل دون أن تنظر له.
ليتحدث ماجد باختناق..والدمعات متحجرة عند مقلتيه تندد بالسقوط
_غلطنا في حقك وخذلناك كتير ووجعناك أكتر..أنا عارف ..بس مش طالبين منك غير فرصة تانية..نثبتلك فيها إننا إخواتك بجد ..هتعطينا الفرصة دي يارهف؟
لحظات صمت سادت أجواء الغرفة قطعه ماجد
_كفاية يا رهف ..أخوكي ماهر زعلان علشانك وقرر يسافر ألمانيا وميرجعش تاني ... انتي حابة كدا ...حابة نفضل متفرقين كدا كتير...أعطينا فرصة وصدقيني مش هتندمي
ما ان أستمعت سها ذلك حتى أحست بالضيق الذي جثم على انفاسها ...فخرجت من الغرفة تحاول اللحاق به لتمنعه من السفر.
بدت رهف مترددة وهي تنظر ليدي أخيها الممتدة نحوها
_رهف هتفضلي تتهربي لحد امتا، سيبي التردد و
استمعتي بكل حظة معانا
استغلي كل لحظة سعادة
انسي كل الوحش اللي عدا عيشي الحلو اللي جي بكل اللي فيه...وربنا يقدرنا إننا نعوضك اللي فات.
بدلت رهف نظراتها بين الصغيرة أيسل التي تبتسم لها وبين يد أخيها الذي يعدها أنه لن يخذلها مرة أخرى ...فسقطت دمعة حارة من عينيها ..تريد أن ترتمي بين ذراعيه لكنها تخشى أن تخذل ثانية فعندها لن تقوى على الوقوف مرة أخرى.
لتجد أخيها ماجد يقترب منها ويمسح بحنان تلك الدمعات التي تندي وجهها...ومن ثم قبل جبينها بحب بالغ
_سامحيني يا قطتي...متزعليش مني ...مش هكررها وأخذلك تاني ... اتعلمت الدرس كويس أوي ..سامحيني
فشلت حصون رهف المنيعة في استمرارها في تجنبهم وارتمت سريعا بين أحضان أخيها فلقد اشتاقت إليه كثيرا اشتاقت لذلك الكتف الحاني الذي كان سابقا مصدر أمنها وفرحها
شدد ماجد من احتضانها لتنزل دمعاته النادمة ويهتف بحب
_ياااه يارهف ...ده أنا كنت هموت وانتي بعيدة عني ...وزعلانة مني .. بحبك ياقطتي ووعد مش هزعلك مني تاني أبدا.
رفعت بصرها نحو عيني أخيها وقالت بينما تتشبث بمعطفه البني
_إوعدني يا ماجد إنك...
قاطع كلماتها بوضع يده على فمها كي لا تكمل
_أوعدك يا روح قلب ماجد ..غلطة ومش هتتكرر أبدا
تنهدت رهف بارتياح وأسندت رأسها على صدر أخيها شاعرة بأمان كبير افتقدته ...مغمضة العينين قريرة القلب منشرحة.
____
الفصل الخامس عشر من هنا
_حمدا لله على سلامتك يا حبيبتي... إطمني محدش يقدر يأذيكي من النهاردة
تحدث آدم أخيرا هاتفا بهدوء
_خليني أفك الجبس عن رجليكي ..علشان تقدري تتحركي بحرية.
بدت رهف مستسلمة تماما لما يفعله آدم فلم تتحدث مطلقا فقط تطلق بصرها الوجِل نحو أخيها ماهر بين الفنية والأخرى...في حين أنه كان منشغلا بما يفعله آدم .
_تمام كدا شلت الجبس خلاص ..بس أعتقد هتحتاجي لكم جلسة علاج طبيعي
انتهى آدم من عمله ومن ثم نادى على الممرضة ...التي أتت في الحال
_لو سمحتي يا مس فادية...ممكن تطلبي من دكتور بثينة تيجي تعمل جلسة لآنسة رهف؟
_دكتورة بثينة في أجازة وضع من امبارح .. حضرتك بنفسك اللي ماضي لها الأجازة
ضرب آدم بكفة يده على ناصيته
_اه صح نسيت ...طيب شوفي دكتورة فهيمة.
_دكتورة فهيمة تعبت الصبح واتضح أنها اشتباه في كرونا يا دكتور .
قضب آدم حاجبيه في ضيق
_وبعدين بقا مفيش ولا دكتورة علاج طبيعي متاحة...مش هينفع دكتور يعملها الجلسات.
هتفت الممرضة بعفوية
_وإية المشكلة يا دكتور...دكتور فوزي ودكتور محمد موجدين في مكاتبهم فوق.
نظر آدم إلى رهف ومن ثم زفر بضيق، فهو يغار رغم أنه لا يشعر بأي شىء تجاه رهف سوى نزعة العطف والرأفة إلا إنه لا يسمح بأن يقوم طبيب بأداء العلاج الطبيعي لها بنفسه ويكون قريبا من قدمها..فهو لديه نخوة خلت من الكثير من الشباب والرجال اليوم
_لا اللي هيعملها العلاج الطبيعي دكتورة مش دكتور..طيب خلاص اتفضلي أنا هتصرف في الموضوع ده.
هنا هتف ماهر بتلقائية متجها نحو قدم أخته
_أنا عندي خلفية بالعلاج الطبيعي والتدليك بحكم لعبي في الكورة..ممكن تجيب الدكتور وأنا اللي هعملها الجلسات تحت إشرافه لو ينفع.
قالها وهو يمد يده نحو أخته والتي ما ان لامست يده قدمها حتى ..انتفضت خوفا في كرسيها وانزوت به مديرة رأسها الناحية الأخرى بعيدا عنه.
الأمر الذي لم يتحمله ماهر فلقد وضعته أخته في موقف محرج أمام دكتور آدم ..كما أنها مصرة على إقامة الحواجز بينما .
فهتف محاولا أن يجعل نبرة صوته طبيعية يخفي ما يشعر به من ألم فهو قرر الابتعاد
_لو سمحت يا دكتور آدم اهتم بأختي لحد ما ماجد يرجع..عن إذنكم .
أغمض آدم رأسه متأسفا للوضع الذي يحدث أمامه
........
بعد لحظات أتت سها ومعها الصغيرة مهرولة نحو رهف لتأخذها بين ذراعيها في عناق شديد
_رهف حبيبتي..قلقتيني عليكي انتي كويسة؟.
ليداعب آدم شعر ابنته ويقبلها بينما يقول
_اطمني يا سها رهف كويسة ...بس اللي مش كويس أخوها ماهر.. رهف لسه مش عايزة تسامحه على اللي حصل ...لسه بتخاف وبتترعب لما بتشوفه..لدرجة إنه زعل ومشي.
نظرت لها سها بتأنيب
_ليه كدا يا رهف ... إعطي إخواتك فرصة..صدقيني هترتاحي .
تنهد آدم بخفوت ومن ثم نهض محله قائلا بجدية
_هروح أشوف شغلي ..خدي بالك منها يا سها لحد ما ماجد يرجع ولو رهف حبت تروح النهاردة مفيش مشكلة ...بس ابقي كلميني علشان أجي اوصلكم .
اومأت له سها برأسها بأنها ستفعل ..ليرمقهم ابتسامة خفيفة متنهدا براحة قبل أن يرحل.
___
عند حديقة المشفى التقى ماجد بتوأمه ليجده متجهم الوجه ..يخرج من وجهه زعابيب أمشير كما يقولون
فاستغربه ماجد وتعجب للحالة التي هو عليها..وتعجب أكثر ..لما هو يتوجه للخارج تاركا أخته وحدها
_ماهر مالك يابني في إيه...وماشي رايح فين وسايب أختك لوحدها؟
أخرج ماهر زفرة مختنقة ثم هتف بضيق وبوجه خال من التعابيؤ
_أنا مسافر يا ماجد ومش راجع تاني أشوف وشك بخير ..سلملي على بابا وبابا وخد بالك من أختك.
ضيق ماجد ما بين حاجبيه متعجبا مما يتفوه به أخيه
_إنت بتقول إيه يا ابني..سفر إيه ده اللي جه في غمضة عين؟
_هسافر التحق بفريق الكورا المسافر المانيا ومش راجع مصر تاني ...ده انسب حل .
أقترب منه أخيه يستعلم اكثر عن سبب تفكيره ذاك
_طب فهمتي بس ليه فجاءة كدا ومن غير سابق انذار.
تنهد ماهر مطولا ليخرج ما ألم بصدره من ضيق وقص له رد فعل أخته منه ثم هتف بلوعة
_مش قادر أتحمل خوفها ووجعها مني..كل لما افتكر اللي عملته فيها يا ماجد بموت..أنا وجعتها أوي وهيه مش مسامحة..يبقى كفاية عليها وجع لحد كدا مش هكون مصدر لخوفها ووجعها تاني..أنا ماشي بس أمانة عليك يا ماجد تحطها في عينيك...أنا عارف ومتأكد إنها بتحبك.
وضع ماجد يده على كتف أخيه يربت عليه بحنان ويتحدث بجدية
_ومتأكد أنها بتحبك إنت كمان يا ماهر
قالها ثم تكلم ضاحكا ليخفف عن أخيه
_ياجدع ده اللي حصلها ده كله اتحملته علشان خاطر خايفة عليك إنت..يبقى ازاي مش بتحبك...خليك ياماهر وحاول معاها وبدد خوفها منك لحب وثقة متبادلة من جديد ...إنت أخدت وعد على نفسك إنك تفضل جنبها وتكون السند والحماية ليها..ايه هتحنث وعدك ولا ايه؟
_مش قادر يا ماجد ...مش قادر أشوفها خايفة مني تاني..أنا ماشي هسافر إسكندرية أسلم على ماما وماشي علطول.
أمسكه أخيه من ساعده وشدد على قبضته وتحدث بهدوء ظاهريا
_انت مش ماشي يا ماهر فاهم... كفاية بقا وجع لينا كلنا لحد كدا..أنا داخل لرهف وهتكلم معاها وبعدها هنادي عليك ... النهاردة رهف هتكون وسطينا ومسمحانا مش هسمحلها او هسمحلك تبعدوا تاني....استنى هنا واوعى تتحرك.
زفر ماهر متألما على الحالة التي هُم بها وهوى ببدنه على المقعد الخشبي الأخضر على مقربة من بوابة المشفى.
___
عند رهف
حملت رهف الصغيرة وقبلتها بحنان ومن ثم هتفت لسها التي تنفست الصعداء لرؤية صديقتها الغالية بخير
_سها أنا مش حابة أقعد هنا... خلينا نروح .
وضعت سها يديها على خصرها وهتفت لتبرم
_الله طب مقلتيش قبل ما آدم يمشي ليه.. بعدين استني حتى لما إخواتك يرجعوا.
لم تكمل كلمتها حتى طرق ماجد الباب وسمع الاذن من سها بالدخول
وما أن رأته رهف حتى دارت ببصرها للجانب الآخر
استاءت سها من افعال صديقتها... وظهر الضيق جليا على ملامح وجه ماجد ليتحدث بصوت به بعض الصرامة.
_رهف بصيلي هنا .
لكن رهف لم تستجيب له وظلت على وضعها
ليتحدث هو بحدة أكثر
_رهف قلتلك بصيلي..
ثم لانت نبرة صوته هاتفا
_ايه مش عايزة تشوفيني!! مش كنتي هتتجنني عليا من شوية؟..مش كنتي هتضحي بحياتك وتدفني نفسك في سجن عامر علشان خايفة علينا ...هتفضلي تضحكي على نفسك كدا لحد إمتا... كفاية بقا يارهف ..كفاية.
انسابت دمعات رهف على وجنتيها وأخفضت رأسها لأسفل دون أن تنظر له.
ليتحدث ماجد باختناق..والدمعات متحجرة عند مقلتيه تندد بالسقوط
_غلطنا في حقك وخذلناك كتير ووجعناك أكتر..أنا عارف ..بس مش طالبين منك غير فرصة تانية..نثبتلك فيها إننا إخواتك بجد ..هتعطينا الفرصة دي يارهف؟
لحظات صمت سادت أجواء الغرفة قطعه ماجد
_كفاية يا رهف ..أخوكي ماهر زعلان علشانك وقرر يسافر ألمانيا وميرجعش تاني ... انتي حابة كدا ...حابة نفضل متفرقين كدا كتير...أعطينا فرصة وصدقيني مش هتندمي
ما ان أستمعت سها ذلك حتى أحست بالضيق الذي جثم على انفاسها ...فخرجت من الغرفة تحاول اللحاق به لتمنعه من السفر.
بدت رهف مترددة وهي تنظر ليدي أخيها الممتدة نحوها
_رهف هتفضلي تتهربي لحد امتا، سيبي التردد و
استمعتي بكل حظة معانا
استغلي كل لحظة سعادة
انسي كل الوحش اللي عدا عيشي الحلو اللي جي بكل اللي فيه...وربنا يقدرنا إننا نعوضك اللي فات.
بدلت رهف نظراتها بين الصغيرة أيسل التي تبتسم لها وبين يد أخيها الذي يعدها أنه لن يخذلها مرة أخرى ...فسقطت دمعة حارة من عينيها ..تريد أن ترتمي بين ذراعيه لكنها تخشى أن تخذل ثانية فعندها لن تقوى على الوقوف مرة أخرى.
لتجد أخيها ماجد يقترب منها ويمسح بحنان تلك الدمعات التي تندي وجهها...ومن ثم قبل جبينها بحب بالغ
_سامحيني يا قطتي...متزعليش مني ...مش هكررها وأخذلك تاني ... اتعلمت الدرس كويس أوي ..سامحيني
فشلت حصون رهف المنيعة في استمرارها في تجنبهم وارتمت سريعا بين أحضان أخيها فلقد اشتاقت إليه كثيرا اشتاقت لذلك الكتف الحاني الذي كان سابقا مصدر أمنها وفرحها
شدد ماجد من احتضانها لتنزل دمعاته النادمة ويهتف بحب
_ياااه يارهف ...ده أنا كنت هموت وانتي بعيدة عني ...وزعلانة مني .. بحبك ياقطتي ووعد مش هزعلك مني تاني أبدا.
رفعت بصرها نحو عيني أخيها وقالت بينما تتشبث بمعطفه البني
_إوعدني يا ماجد إنك...
قاطع كلماتها بوضع يده على فمها كي لا تكمل
_أوعدك يا روح قلب ماجد ..غلطة ومش هتتكرر أبدا
تنهدت رهف بارتياح وأسندت رأسها على صدر أخيها شاعرة بأمان كبير افتقدته ...مغمضة العينين قريرة القلب منشرحة.
____
الفصل الخامس عشر من هنا