![]() |
رواية زواج تحت التجربة الفصل الثالث عشر بقلم رباب حسين
على فراش الموت يجلس بجواره.... لم يكن له سوى أبًا أخر أرسله له القدر ليعوضه عن فقدان والديه..... أمسك يده وينظر إليه بعين باكية مودعة.... راجية أن يبقى معه حتى لا يشعر بالفقد مرة أخرى..... لا ترحل عني فقد وجدت في منزلك الحنان الذي فقدته منذ زمن طويل..... كم كنت تسهر بجواري وأن أراجع دروسي وكم كنت تحفزني وتعطيني الأمل حين تشتد الصعاب..... كم ضممتني وأنا أبكي عندما أتذكر أمي وأبي..... وجدت بين ذراعيك الدفئ فلا تذهب أنت أيضًا فليس لي سواك
رتبت رنا على كتفه وهي تنظر إليه وتعلم ما يفكر به والحزن الذي يسيطر عليه وتخشى عليه من شعور الفراق وتعلم جيدًا أن عدنان هو أهم شخص لديه الآن
نظر له عدنان وضغط على يده قليلًا وقال : أنا ساعدتك عشان فكرتني بإبني اللى راح مني مع مراتي في حادثة..... معرفتش أعيش من بعدهم وكأني دفنت نفسي معاهم...... لما رحت الملجأ عشان أقابل صديق ليا اللي هو المدير بتاعكم لقيتك واقف قدامي وبتقول نفس اللي كان بيقوله إبني..... كان بيقولي أنا هبقى قوي وهخلي كل الناس قوية..... كان مهتم أوي بالطب من وهو صغير وفي مرة قالي ليه الأسد أقوى من البني أدم مع إنه معندوش مخ..... ولما لقيتك بتقول نفس الكلام فضلت أفكر لحد ما لقيت الحل.... الهندسة الوراثية عشان كده طلبت منك تدخل طب وإنت دلوقتي خلاص دخلت طب بس للأسف رحلتي شكلها هتقف هنا وإنت هتكمل يا أيهم..... أنا وعدتك إني هقولك مين اللي عمل في أهلك كده لما تدخل الكلية وتبقى دكتور عشان كده أنا هقولك..... اللي قتل أهلك هما عيلة الألفي..... دور وراهم وهتعرف.... بس قبل ما تعمل أي خطوة لازم تبقى أقوى منهم كلهم..... هما معاهم فلوس وحراس مش هتعرف تقرب منهم أنا هديك كل ثروتي وكتبتها بإسمك والبيت ده كمان بقى ليك وهدية جوازك من رنا هتلاقي كل حاجة مع المحامي..... فاضل بس القوة وديه بقى عليك إنت..... أنا عارف إنك ذكي وهتوصل لحل وهتاخد حقك ومش هيبقى فيه بني أدم ضعيف يتداس عليه تاني
أيهم : حاضر يا بابا عدنان..... بس متتكلمش كتير إهدى وحاول ترتاح..... أنا هفضل جنبك مش همشي
عدنان : للأسف يا أيهم.... أنا اللي همشي..... هروحلهم عشان وحشوني أوي..... شكرًا إنك فضلت جنبي وعوضتني عنه..... ربنا يسعدك إنت ورنا يارب
في اليوم التالي توفى عدنان وبعد تشييع الجثمان إلتقى أيهم بمحامي عدنان وأخبره أنه ترك له أموال كثيرة وأيضًا قام بشراء منزل له ليكون عش زوجية جديد له ولرنا والمنزل الذي كان يقنط به معه..... دخل أيهم كلية الطب وكان يبحث طوال الوقت عن حل ليغير طبيعة الإنسان الضعيفة حتى تخرج من كلية الطب وبدأ العمل على تنفيذ المشروع الذي خطط له لسنوات وكان يتابع تحركات عائلة الألفي حتى علم عنهم كل شئ
عودة من الفلاش باك
بدأ يفتح عينيه في بطئ وهو يشعر بدوار شديد ثم إنتبه إلى جسده المقيد ففتح عينيه ينظر حوله برؤية مشوشة فوجد رجل يقف أمامه ظل يحاول أن يحصل على رؤية جيدة حتى فتح عينيه ووجد أيهم يقف أمامه فقال عزت : إنت مين؟
أيهم : تقدر تقول أنا الماضي..... الكابوس اللي كنت بتشوفه وإنت صغير ونسيته لما كبرت..... أعتقد لو بصيت في وشي شوية ممكن تعرف أنا مين ده لو إنت فاكر كل البلاوي اللي عملتها زمان إنت وطارق أخوك
نظر له عزت يحاول أن يتذكره ثم قال : هو أنا حاسس إني شفتك قبل كده بس مش قادر أفتكر.... هو إنت شغال مع خالد ده؟
أيهم : خالد ملوش أي علاقة بيكم..... أنا اللي بعمل فيكو كده
عزت : بس خالد ده هو اللي واخد الدوا مش إنت
أيهم : لا ما هو أنا اللي عملت الدوا وسهل جدًا أخد منه..... إنت عمال تسأل أسئلة كتير وأهم سؤال مسألتهوش
عزت : إنت عايز مني إيه؟
أيهم : أيوة كده بدأت تسأل صح..... بس قبل ما أجاوبك فيه سؤال أنا عايز أسأله..... تعرف حد إسمه عرفان؟
عقد عزت حاجبيه ونظر إلى الفراغ قليلًا ثم فتح عينيه في صدمة وقال : إنت إبن عرفان..... أيوة إنت شبهه جدًا
إنقض عليه أيهم وأمسك به من ثيابه في غضب وقال : أيوة..... أنا إبن عرفان...... عرفان اللي خلصتو عليه بدم بارد هو ومراته وقدام عيني
شعر عزت بالخوف ونظر إليه وهو يرتجف وقال في توتر : عرفان اللي غدر بينا
تركه أيهم وأخذ يجوب في الغرفة في غضب وقال : إنت كمان هتقولي غدر بيكم..... بابا كان بيهرب منكم وإنتو مسيبتهوش غير لما قتلتوه
عزت في توتر : لا.... لا.... أبوك خانا.... خان طارق وحاول يعمل علاقة مع مراته الأولانية وكمان كان بيسرق في البضاعة
اقترب أيهم منه في غضب وصاح به قائلًا : أخرس.....بضاعة إيه؟!.... إنت عايز تلبسه تهمة إنه كان بيتاجر في المخدرات معاكم؟
عزت في خوف : أيوة..... أبوك كان بيتاجر معانا كان دراع طارق اليمين..... ده كان عارف عنه أسرار أنا معرفهاش لحد ما طارق إكتشف خيانته وطلق مراته ورماها ولما عرف إنه بيسرق في البضاعة مقدرش يسكت ومهديش غير لما قتله
تصاعد غضب أيهم وأمسكه من ذراعيه ورفعه من على الأرض مما جعل عزت يرتجف من الخوف وقال : لو قلت كلمة زيادة مش هيطلع عليك شمس تاني
عزت في خوف : يا إبني حرام عليك..... أنا راجل كبير ومليش دعوى باللي حصل زمان ولا اللي عمله طارق
أيهم في غضب : كنت عارف اللي عمله وسكتت.... سكتت عشان مصلحتك وعشان تاخد مكان بابا وتبقى دراعه اليمين..... وأكيد بتقولي كده دلوقتي عشان غيران منه..... مش كفاية اللي عمله فيه أخوك واللي حصلي بسببكم.... إنتو ضيعتوني وخلتوني وحش زيكم.... وحش بيقتل من غير رحمة يمكن النار اللي في قلبه تبرد وزي ما قتلت ٤ هقتل الخامس والسادس وعيلتك كلها
عزت : لا.... أنا بقولك الحقيقة..... ومكنتش أقدر أقول حاجة عن اللي طارق عملها..... ده ممكن يرميني وياخد فلوسي..... وبعدين معنديش دليل على الكلام ده.... وغير كده أنا معملتش فيك حاجة ولا ليا ذنب في كل ده
تركه أيهم فسقط أرضًا في ألم ونظر إليه وقال في رجاء : متموتنيش أنا كمان..... أنا مليش ذنب..... خد حقك منه هو وسيبني عشان خاطر عيالي
دنى أيهم بوجهه إليه ونظر له في كره وغضب وقال : وإنت فاكر عيالك وعيال أخوك مش هيبقو تحت إيدي زيك..... كلكم هتحصلو أخوك مراد
نظر له عزت في خوف شديد وقال : لا عيالي لا..... إقتلني أنا وبلاش هما..... أبوس إيدك أنا هما ملهمش ذنب
لكمه أيهم بعنف فطرقت رأسه بالأرض وفقد وعيه.... خرج أيهم وذهب بسيارة عزت وتركها داخل الصحراء ثم سار على الطريق قليلًا حتى أوقف سيارة وطلب من السائق أن ينقله إلى مكان قريب ليأخذ سيارة أجرة ثم ذهب إلى منزله وبدل ثيابه وذهب إلى المشفى
جلس خالد مع طارق بغرفته وهو ينظر إليه جيدًا ولاحظ عينيه ثم قال : مش إنت اللي هددتني في العربية فعلًا..... مش نفس لون العينين
خالد : طيب كويس..... كده نقدر نتفاهم
طارق : جي ليه؟
خالد : عشان مصلحتنا واحدة..... إنت عايز توصل للي بيهددك وأنا عايز أعرف مين اللي بيعمل كده وبيلبسني أنا التهم ديه كلها
طارق : ما الفيديو اللي نزل إمبارح يأكد إن مش إنت اللي بتهددني
خالد : ديه مجرد بداية لكن لو فضلت مستني الحكومة تقبض عليه يبقى بتحلم..... الراجل ده إستحالة تعرف تمسكه ولو إتمسك مفيش سجن يقدر عليه ده لو عرفو أصلا يمسكونه ويسيطرو عليه ..... أنا الوحيد اللي أقدر أوقفه عشان إحنا زي بعض
طارق : أنا عايز أعرف الدكتور اللي عمل فيك كده
خالد : تمام..... زي ما إنت عايز مساعدتي أنا كمان عايزك تساعدني
طارق : أساعدك إزاي؟
خالد : مين الأعداء اللي ممكن يعملو فيك كده..... فيه حد معين شاكك فيه؟
طارق : لا.... حتى لو فيه عداوة متوصلش لكده أبدًا
تنهد خالد وقال : طيب أنا كده أساعدك إزاى؟..... حاول بس تفكر
طارق : هحاول أدور..... بس أنا عايزك تفضل جنبي
خالد : للأسف مش هينفع بس أوعدك لو لقيتك محتاجني هتلاقيني جنبك فورًا
طارق : طيب قولي إسم الدكتور
خالد : قبل ما أقولك إسمه.... عايزك تبص كده على حاجة
أخرج خالد صورة لأيهم وقال : بص الصورة ديه..... إنت قولت إنك شفت عينيه صح؟..... بص كده هو ده ولا لا؟
نظر لها طارق جيدًا ثم وقف من مكانه وقال : هو ده...... هو ده.....نفس العينين..... مين ده؟
خالد : طيب مش حاسس إنك عارفه مثلًا؟
نظر له طارق جيدًا ثم فتح عينيه في صدمة وقال : ده.... ده شبه واحد..... واحد كنت أعرفه زمان..... إسمه إيه؟
خالد : إسمه أيهم عرفان
فتح طارق عينيه في صدمة وقال : مش ممكن.... ده إبن عرفان..... هو فعلًا شبهه جدًا
خالد : مين عرفان ده؟
قص طارق له كل ما حدث بالماضي وعلم خالد أن أيهم ينتقم لعائلته فقال في غضب : وإنت إزاى تقتلهم بالشكل ده؟
طارق : بقولك خاني مع مراتي وكمان كان بيسرقني..... أكيد مش هروح للبوليس وأقولهم ده سرق المخدرات بتاعتي
زفر خالد وقال : طيب في الحالة ديه أنا مليش دعوى
كاد خالد أن يذهب ولكن أمسكه طارق من يده وقال : ماشي أنا غلطت وهو بينتقم مني أنا بس ذنب إخواتي إيه؟.... عايز ياخد حقه يجيلي أنا
خالد : ديه مشكلتك إنت حلها
طارق : أنا محدش هيعرف يساعدني غيرك..... مفيش حد من الشرطة هيقدر يقف قصاده حتى لو رحت قولتلهم هو مين.... طيب أنا مستعد لو ساعدتني أعترف بجريمة القتل بس تنقذ عيلتي..... أنا الغضب عماني زمان..... عرفان كان أقرب حد ليا وطعني في ضهري..... الغدر وحش هو اللي خلاني أنتقم منه بالشكل ده..... وبعدين إنت شايف هل هو كان ملاك يعني..... لا كان زفت وعمل فيا كل ده عايزني أقف أتفرج عليه؟
زفر خالد ونظر له وقال : بص يا طارق بيه أنا معرفش أيهم مخبي أخوك فين لكن هحاول أراقبه وأعرف مكانه وأنقذه..... بس مجرد ما يرجع هتروح تعترف باللي إنت عملته وساعتها هحاول أنا أسيطر على غضبه وأخليه يعترف هو كمان بقتل مراد أخوك ونحاول نخلص الموضوع من غير ما نخسر أرواح تانية
طارق : موافق..... بس أرجوك شوف عزت فين ورجعه
أماء له خالد وذهب من النافذة كما دخل منها ثم عاد إلى منزله
أما إيمان فذهبت إلى العمل ووجدت أيهم ينتظرها بمكتبها فقال : كنتي فين كل ده..... جايه متأخر ليه؟
زفرت إيمان وحاولت ألا تظهر أمامه أي شئ كي لا يشك بها فقالت : الظابط علاء كان عندي في البيت بيحقق معايا عشان موضوع الفيديو
أيهم في همس : إنتي إيه اللي إن عملتيه ده؟
أيمان : أعمل إيه يعني..... خالد عمال يلبس في تهم والراجل التاني ده كل ما هيعمل مصيبة الناس بتقوم على خالد أكتر لدرجة إنهم عايزينه يتعدم..... مكنش قدامي حل غير ده عشان أثبت إن خالد مش هو اللي بيعمل كده
أيهم : أيوة معاكي..... بس إنتي كده قولتي للناس كلها إنك عارفة مكانه والبوليس مش هيسيبك
إيمان : متقلقش..... أنا عرفت أخلع من التحقيق مع علاء..... وقولتله إنه طلب يقابلني هناك بس ورحت عشان أقنعه يسلم نفسه..... المهم عرفت تلاقي علاج
أيهم : لا..... وإنتي؟
إيمان : بدور..... أنا هخلص شغل بسرعة وهروح لخالد عشان أطمن عليه
أيهم : تمام.... أنا مش هقدر أجي النهاردة عشان رنا عايزاني أروح معاها مشوار
إيمان : ولا يهمك..... لو حصل جديد هبلغك
ذهب أيهم إلى مكتبه وعندما أنهى عمله خرج من المشفى ووقف ليشتري بعض الأطعمة ثم ذهب إلى منزل عدنان الذي قام بحبس عزت به ودخل إلى الغرفة وجده يجلس في الأرض ويبدو عليه التعب فقال له : لا كده مش هتطول معايا هتموت مني..... بقولك إيه كل وبعدين نتفاهم مع بعض
عزت في ألم من رأسه : طيب إنت عايز مني إيه تآني؟
أيهم : الصراحة عايز أتسلى بيك شوية قبل ما اقتلك..... أصل إنت مش فاهم..... أنا كنت في العربية ورجالة أخوك بيضربو بابا وماما وشفت كل حاجة..... فا أنا بقى هخلص عليك واحدة واحدة وهصور كل حاجة بالكاميرا ديه وبعدين هبعت التسجيل لأخوك العزيز..... الأكل قدامك كل على ما أجيب الحاجة من العربية
نظر له عزت في خوف وظل يحاول أن يحل وثاقه ولكن أوقفه صوت عند النافذة فنظر تجاهها فوجد خالد يدخل منها ويشير له بيده كي يصمت ثم حمله وأخرجه من النافذة وخرج خلفه وحمله سريعًا وركض به..... عاد أيهم إلى الغرفة ولم يجد عزت ففتح عينيه في صدمة ثم إنتبه إلى النافذة المفتوحة وعلم أنه قد هرب منها فقفز منها مسرعًا وبحث عنه ولكن لم يجده فصرخ في غضب وعاد إلى داخل المنزل يجوب به في غضب وبدأ يحطم كل شئٍ أمامه.... ثم جلس يهدأ ليفكر فعزت علم من هويته ومن المؤكد أنه سيبلغ الشرطة عنه فعاد مسرعًا إلى المنزل وأخذ رنا وهربا معًا..... أما خالد فوصل سريعًا عند الطريق العام ووجد إيمان تنتظره داخل السيارة فقطع خالد الحبل الذي يقيد عزت وأدخله السيارة ثم صعد بجانب إيمان وقال : إطلعي بسرعة على بيت طارق
قادت إيمان السيارة وذهبو إلى منزل طارق وظل عزت يشكر خالد عن إنقاذه ويخبره أن أيهم شخص مريض ويحاول قتل العائلة جميعًا..... بعد وقت وصلو إلى المنزل وطرق عزت الباب وعندما فتحت له الخادمة ركضت إليه نورة وقامت بمعانقته وهي تبكي ثم دخل خلفه خالد وإيمان فنظرت إليهما وقالت : هو اللي أنقذك؟
أماء لها عزت بنعم ثم قال خالد : فين طارق بيه؟
نورة : إتفضل هقوله يجي يقابلك
ذهبت نورة لتخبر طارق وعلمت العائلة برجوع عزت وشعرو جميعًا بالسعادة لعودته سالمًا ثم نزل طارق وعانقه وقال له : حمد الله على السلامة يا أخويا
خالد : أنا عملت اللي عليا يا طارق بيه..... ودلوقتي دورك تنفذ إتفاقنا
طارق : حاضر..... بس إنت متأكد إنك هتقدر تخلي أيهم يسلم نفسه؟
خالد : أعمل بس إنت اللي عليك والباقي ربنا يدبره يمكن نسلم نفسنا إحنا الأتنين محدش عارف
عزت : بس إنت معملتش حاجة عشان تسلم نفسك
إبتسم خالد وقال : مش معنى إني أنقذتك أبقى برئ.... أنا كمان غلطت ولازم أتحاسب على غلطي
عزت : إنت مغلطش في حاجة..... أيهم اللي قتل ال ٤ مش إنت..... إنت مقتلتش عمك وإبن عمك وفتحي ومراد..... هو قالي كده بنفسه يعني إنت برئ
فتح خالد عينيه في صدمة ونظر إلى إيمان التي تنظر إليه فيه تعجب