رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الخامس عشر بقلم اسماء عبد الهادى
خرجت تبحث عنه لتجده يجلس مهموما شاردا الحزن بادي على قسمات وجهه التعيس
لتتحدث هي بنبرة حزينة وخجلة ..لا تدري لما ذهبت إليه لكنها فعلت
_أستاذ ماهر ..قصدي كابتن ماهر ..انت هتستسلم كدا وتسيب رهف وهيه محتاجة ليك؟ ...هتتخلى عنها تاني!!
رفع ماهر بصره إليها ليتحدث بصوت مهموم
_يمكن بعدي عنها أفضل ليها ..أنا عايز مصلحتها ولو مصلحتها في البعد هبعد.
_رهف مش هتتحسن غير وسطيكم يا كابتن ..البعد مش الحل.
تنهد بقلة حيلة
_طيب الحل إيه ...دليني عليه.
_الحل روحلها و حاول مرة واتنين وعشرة لحد ما تسامحكم...رهف هتموت وترجعلكم بس بتعاند او خايفة تتوجع من جديد.
أغمض ماهر أعينه هنيهة وتحدث بصوت مختنق
_للأسف خذلتها وكنت جلادها ..رهف متستاهلش اخ زيي.
لتتحدث سها بلهفة
_لا متقولش كدا... كفاية إنك عرفت غلطتك وبتحاول تصلحها .. حضرتك إنسان جواك طيب وقلبك كبير.
ليرفع ماهر بصره إليها فيضطرب نفسه بخلجة قلب قوية ..وتتسارع دقات قلبه بشدة مصدرة فوضى عارمة من المشاعر بداخله.
خجلت سها من تسليط بصره عليها فهتفت باضطراب
_أنا هرجع لرهف عن إذنك.
مد يده أمامها ليجعلها تنتبه لما سيقوله
_انسة سها ..استني من فضلك.
أدارت جسدها نحوه ببطىء وتحدثت بجدية
_نعم
ليحدث هو بينما علم أنه كاد ليتسرع فيما يقوله فهتم بامتنان وقرر تأجيل ما نوى على فعله لحين وقته المناسب
_شكرا على وقوفك جنب أختي.. إنتي ونعم الصديقة.
ابتسمت له بخفوف وتحدثت بصدق
_رهف مش بس صاحبتي ..دي أختي ورفيقة روحي وربنا اللي يعلم.
بادلها بابتسامة صافية نادرا ما تظهر على محياه
_ربنا يديم المحبة يارب.
التفت سها لتغادر هذه المرة لتجد ماجد قد جاء ليستدعي أخيه بعد أن تحدث مع رهف.
انطلق ماهر بحماس نحو أخته والتي ما إن رأته حتى نهضت من مكانها ..ليتحدث ماهر وأعينه تتأرجح في مكانها نادما على ما اقترفه في حق أخته ليهتف بندم حقيقي
_رهف أنا أسف.. أنا..
لم تمهله رهف أن يكمل كلامه ..بل انطلقت محاولة التقدم نحوه رغم تعب قدمها والتي لم تشفى بالكامل بعد .
تلقفتها يد ماهر بلهفة لتستقر بين ذراعيه..ليمسح هو رأسها بكلتا يديه مقبلا ناصيتها بحب
_أنا نادم حقيقي على اللي عملته معاكي.
التمعت أعين رهف بفرحة وتحدثت بصوت بدى عليه السعادة العارمة
_خلاص مبقتش زعلانة منكم .
لتقفز أعين ماهر من الفرحة ويشدد من احتضان أخته
_ده أسعد خبر سمعته في حياتي ...ياحبيبتي يا رهف ولا أقولك هقولك قطتي زي ماجد.
ليتحدث ماجد بتبرم مدعيا الضجر..رغبة في اضفاء جو من المرح
_لا يا كابتن ..الاسم ده بتاعي وأنا بس اللي أناديها بيه...شوفلك اسم تاني يا حلو.
ليقابله أخيه بتخدي
_طب إيه رأيك إني هناديها بيه أنا كمان.. ووريني إزاي هتعترض
ليتحدث ماجد بمرح
_شايفة يا قطتي..أهو هيبتدي يتسلط علينا... صالحتيه ليه ده... كنا هتبقى مرتاحين منه .
نكز ماهر توامه في كتفه ليتأوه ماجد بمزاح.. فابتسمت رهف وابتسم قلبها معها...ليبدأ قلبها في التورد والازدهار من جديد....ليتنهد التوأمان براحة لرؤيتهم أختما تضحك مرة أخرى
___
صرخ به هادرا مؤنبا
_يعني إيه فلتت من إيدك... أصرفها من أنهي بنك
ابتلع ريقه قائلا بحرج من قائده
_عصب عني يا باشا.. الخطة كانت ماشية زي ما خططت تمام لكن فجاءة لقيت البت بح ..خرجت من الشقة.
_لا أنا الظاهر هرمي طوبتك خلاص وهستعين بحد أكتر كفاءة غيرك.
ليقترب منه الرجل محاولا تقبيل يده فهو لا يريد أن يخسر الأموال التي وعده بها عند تنفيذه المهمة
_لا ياباشا ...ده أنا رقبتي سدادة ليك ..اعطيني فرصة أخيرة بس.
_هيه فرصة واحدة بس ومش عايز غلطة.
ليهتف الرجل بلهفة بعد أن قبل يدي قائده
_مفيش أي غلطة تاني يا باشا ..هاخد احتياطاتي كاملة.
_____
اتصلت سها بأخيها آدم تعلمه بشأن مغادرتهم المشفى
فجاء على الفور وقال بسعادة عندما رأى رهف تجلس بين أخويها ووجهها يشرق من جديد
_أنا سعيد جدا بالتطور اللي حصل في حالتك ده...برافو عليكي يارهف ..برافو
ابتسم له ماهر بامتنان
_شكرا لحضرتك يادكتور آدم ...مش عارف من غيرك كنا هنعمل إيه ..حضرتك والآنسة سها متخليتوش عنها لحظة.
تحدث آدم بتواضعه المعهود
_ده شغلي يا كابتن ماهر..ورهف صديقة اختي يعني أكيد يهمني راحتها وسعادتها....أنا حددت معاد لرهف مع دكتورة علاج طبيعي وان شاء الله يارهف تتابعي معاها وترجعي زي الأول وأفضل.
همست رهف بخفوت
_شكرا يا دكتور .
نهض ماجد عازما على المغادرة
_طيب يلا بينا بقى على البيت ...مبحبش قعدة المستشفى .
لتهتف سها بحزن
_يعني خلاص يا رهف هتسيبني لوحدي أنا كنت اتعودت على وجودك معايا.
عانقتها رهف بحرارة
_حبيبتي يا سها وأنا مبقتش عارفة استغنى عنك أبدا ..خلاص أنا هفضل معاكي.
ليهتف ماجد بتبرم
_نعم !!..أنا ما صدقت إنك خلاص هتبقي وسطينا من تاني.
أسماء عبد الهادي
نظر آدم لأخته وتحدث بجدية
_ماجد معاه حق يا سها .. أكيد محتاجين يتجمعوا عيلة مع بعض من تاني
ليكمل ماهر على حديث أخيها
_بس ده طبعا ميمنعش إن رهف هتكون معاكي دايما ...والبيت جنب البيت فلإما هيه هتجيلك علطول او انتي تجيلها.
أومأت سها لرهف ضامة شفتيها بقلة حيلة محتضنة صديقتها تودعها
_تمام مفيش مشكلة المهم سعادتك يا حبيبتي... أنا مبسوطة أوي إن أمورك اتحسنت وبالك أخيرا هيرتاح.
لم يستطع ماهر الانتظار فهو بطبعه يحب الجدية والانضباط لذا فما كان منه الا أن استأذن آدم ليتحدث معه على انفراد قبل أن يغادروا
عرض عليه آدم أن يتحدثا في غرفة المكتب خاصته
_ها يا كابتن ..اتفضل سامعك
جلس ماهر على الكرسي قبالته
_بصراحة يا دكتور آدم من غير لف دوران وكلام كتير... أنا طالب إيد أختك آنسة سها.
تفآجأ آدم بطلبه كثيرا فلا الوقت ولا المكان مناسبين لذلك كما أن ماهر آخر شخص قد يفكر به آدم لأخته الوحيدة ... فهو يعرف عنه الكثير ...يعرف شخصيته الحادة وطبعه الحامي ويعرف ما فعله بأخته من قبل ...ببساطة ماهر لا يصلح من وجهة نظره لأخته الرقيقة مطلقا.
تحرج آدم ولم يستطع الرد لكن كان نظرات أعينه كفيلة ليفهم عنه ماهر قبل أن بتكلم...لذا تحدث ماهر باتنزان
_أنا عارف ان طلبي مش في وقته ويمكن تفتكر قراري متسرع... بس صدقني أنا واثق من إحساسي كويس علشان كدا حبيت أفاتحك علطول... أنا عارف إنك ممكن تخاف على أختك مني وخاصة انك عارف كويس اللي حصل لرهف على ايدي... بس صدقني يا آدم أنا بعد ماعرفت الحقيقة وانا أخدت عهد على نفسي إني أتغير
نهض من مقعده وتوجه ناحية الباب وهو يقول
_خد الوقت الكافي علشان تفكر واعطي الآنسة سها وقتها هيه كمان وبعدها هنتظر رأيكم... وأيا كان الرأي ده مش هيأثر على علاقتنا .. أنا حقيقي ممتن لوقوفك جنب أختي يا دكتور...عن إذنك أستأذن أنا
وقف آدم مودعا إياه وما زال الزهول حليفه ...ظل واقفا في مكانه ينظر للباب بشرود واضعا يده في جيب بنطاله
إلى أن جاءت أخته واخرجته من شروده قائلة بينما تمسك في يدها تلك الصغيرة
_آدم .... مالك واقف ليه كدا ده انت حتى مجتش سلمت عليهم وهما ماشين... في حاجة حصلت!، وماهر كان عايزك في ايه.؟
انتبه لها آدم ونظر لها مطولا قبل أن يجيب
_لا أبدا .. كان بيشكرني على وقوفي جنب أخته... تعالي يلا علشان اوصلكم على البيت إنتم كمان.
هتفت سها بتبرم
_لا أنا مش مروحة الا رجلي على رجلك... إحنا هنفضل نتتظرك هنا لحد ما تخلص اللي وراك وترجع معانا ع البيت مش حابة اقعد لوحدي ورهف مش معايا فيه.
ابتسم لها آدم وهتف
_ بتحبيها للدرجة دي
لتهتف سها بحب صادق
_قولي حاجة واحدة مأحبهاش في رهف... كفاية طيبة قلبها وبراءتها دي عمرها ما شالت من حد أو حقدت عليه...في قلبها تضحية كبيرة للكل ...دي ممكن تنسى نفسها على حساب اللي قدامها يبقى مبسوط.
ابتسم لها آدم ومن ثم أغمض أعينه بألم متذكرا زوجته شيماء الراحلة فهي كانت تشبه رهف كثيرا في العديد من الصفات
استغربت سها صمته الذي طال فهتفت بريبة
_طب وربنا انت مش طبيعي النهاردة ... انت متأكد ان ماهر مقالكش حاجة شغلت دماغك؟
قرر آدم ألا يفاتح أخته في هذا الأمر الآن فهو نفسه ليس مقتنعا بعد لذا هتف بجدية بعد أن حمل ابنته
_يلا نروح ...مش هنخلص من أسئلتك دي هيقولي ايه يعني.. اتفضلي قدامي يا أخرت صبري.
كانت سها تسير أمامه وعندما قال ذلك نظرت له وهتفت مستنكرة
_أنا !!
ليدير وجهها للأمام مرة أخرى متظاهرا باابتسامة
_متخديش في بالك ..امشي يلا .
_آدم هتقضي معانا طول اليوم مفيش نزول المستشفى تاني
_هقضي اليوم معاكم خلاص بقا
ابتسمت له وضحكت بطفولية
_يس هو ده الكلام.
هز رأسه باستياء
_طفلة
سمع صوت صغيرته تشد من بنطاله من أسفل وهي تقول
_بابا اوبح زي لهف
انحنى بجسده نحو ابنته وهم ليحملها وهو يقول بتدليل لابنته
_بس كدا .. تعالي يا روح قلب بابا
لتضحك سها واضعة يدها على فمها
_لا انت فاهم غلط دي بتقولك شيلها زي ما رهف أخوها شالها ونزلها لحد تحت وهو شايلها ومرضيش ينزلها غير جوة التاكسي ..ما انت فضلت قاعد هنا ومجتش تشوفهم.
ابتسم آدم بإعجاب ولاحت على شفتيه بسمة راضية
_ماجد مش كدا... طول عمره حنين عليها ...دايما رهف بتذكره بكل خير.
حركت سها رأسها بمعنى أنه من فعل هو ماهر وليس ماجد
_لا العجيب انه ماهر مش ماجد .. كإنه اتغير ٣٦٠درجة وبمقاش زي الأول
رفع آدم أحد حاجبيه باستنكار يريد أن يعرف هل تهتم أخته بأمره أم لا
_يا سلام وانتي عرفتي منين
أجابت سها بتلقائية شديدة
_من كلام رهف عنه زمان ... بس دلوقتي شايفة اللهفة في عنيه زي لهفة ماجد بالظبط ويمكن أكتر .
زفر آدم بضيق فهو غير راضي عن طلب ماهر لأخته لذا لم يعجبه أن تثني أخته عليه ..لذا هتف بصوت صارم
_طيب يلا خلينا نرجع البيت.
لكنها تسمرت مكانها مربعة ذراعيها أمام صدرها
استغرب فعلتها فهتف بتعجب
_ايه واقفة ليه كدا ...اتحركي يا سها مالك.
_شيلني زي رهف اشمعنى أنا .
علت ضحكة آدم أنحاء الغرفة وهز رأسه بعدم تصديق
_مش ممكن طفلة بتهتم بطفلة ...ابتديت أخاف على أيسل على فكرة
لوت سها شفتيها بتبرم فهي لم يعجبها استهزاء أخيها بها
ليقول آدم بينما يضع يده على مفتاح الانارة
_هتتحركي ولا أسيبك هنا وأمشي ...أخلصي يا سها.
تقدمت سها بسرعة وهتفت بينما مرت من أمامه متجاهلة إياه لكنها هتفت بضيق
_آدم إنت بقيت قاسي أوي .
أحكم غلق غرفة مكتبة ومن ثم لحق بأخته ولف ذراعه الشاغر على رقبة أخته وتحدث وكأنما يهدهدها
_دي سها حبيبتي عندي بالدنيا كلها إيش فهمك إنتي.
حاولت ابعاد يده ومحاولة المشي سريعا لتسبقه
_ياسلام
ليلحق بها ضاحكا على تصرفاتها
_إيه مش مقتنعة .. طب إيه رأيك أني هشتالك فعلا..وهم بإنزال أيسل من يده
رفعت سها حاجبيها بزهول وهتفت به واضعة يدها على فمها
_هتعمل ايه يا مجنون
اقترب منها قائلا مدعيا الجدية
_مش ده اللي انتي عايزاه وبتتهميني بالقسوة ... تعالي يلا
تحركت هي للخلف وهي تنظر حولها باحراج
_لالا أنا كنت بشوف ردة فعلك بس ...تشيلني إيه يا نهار أبيض والناس تقول عليا إيه.
ليستمر آدم بالتحرك نحوها
_لا سيبك من كلام أي أحد ...أنا مستعد فعلا ..يلا
حملت سها الصغيرة أيسل وتقدمت للأمام وقالت وهي تقبلها
_باباكي بقى مجنون فعلا.
ليضربها آدم على رأسها بخفة
_لسانك طول ومحتاج قصه حبة ها ... مرة قاسي ومرة مجنون.. ماشي ماشي
احتضنت سها آخيها بحب
_إيه متدلعش على أخويا حبيبى ولا إيه ؟
قبل آدم رأسها بحنان
_اتدلعي براحتك ياحبيبة أخوكي ...استمعتي بكل لحظة حلوة ...علشان اللحظات الحلوة بتروح بسرعة وبنفضل عايشين على ذكراها يمكن تطيب لوعة القلب.
فهمت سها مقصده وتنهدت بحزن على حرقة قلب أخيها على زوجته الراحلة .
فمدت يدها تمسد على كتفه بحنان وكأنها تحاول أن تمتص بعضا من حزنه لتخفف عنه
ليتفت لها آدم بإبتسامة تزين ثغره يخبرها بها أنه بخير.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
أسماء عبد الهادي
ترجل الأخوان أمام مطعم بالقرب من المجمع السكني الذي توجد شقتهم بها
ليقول ماجد بابتسامة لم تغب عن ثغره مذ أن اعربت رهف عن نسيانها ما بدر منهم في حقها
_إيه رايك يا قطتي نتغدى في المطعم النهاردة؟
هزت رهف رأسها بإماءة بسيطة بمعنى أنها موافقة على إقتراح أخيها
وهم ماهر ليحملها مرة أخرى ..لكنها تحرجت أن يحملها أخيها لداخل المطعم
_لا لا أنا اتحرج يا ماهر ...خليني ماشية جنبكم من فضلك.
ابتسم لها ماهر وهتف بصوت هادىء مرتاح
_خلاص يا روحي اللي تحبيه ..بس اسندي عليا ماشي؟
وضعت رهف يدها بين ذراع أخيها المثني الى جنبه ..لتمشي متكأة عليه وباليد الأخرى يمسكها ماجد الى أن وصلا إلى طاولة ما في إحدى زوايا المطعم حتى يتثتي لرهف تناول طعامها بهدوء
_ها ست الحسن والجمال تحب تتغدى إيه ؟
قاهلها وهو ينظر الى أخته بوجه يعتليه ابتسامة واسعة
أطالت رهف النظر إلى عيني أخيها ومن ثم اغرورغت أعينها بالدمعات
انتبه اليها الأخوان وقربا كرسيهما من اختهما وطالعاها باهتمام
ليهت ماهر بقلق
_مالك يارهف أنا قلت حاجة زعلت؟
بينما هتف ماجد
_قطتي بتعيط ليه ..مالك يا قلب ماجد.
تنهدت رهف مطولا ومن ثم نظرت لماهر ثانية وهتفت بتعجب من حالها
_هو إنت ماهر أخويا بجد.. اللي أنا فيه ده بجد حقيقة مش حلم جميل وهفوق منه قريب؟
ضم ماهر شفتيه بضيق من نفسه ثم احتضن وجه أخته بكفتي يده
_حقيقة يا حبيبتي ..عيشي اللحظة واستمتعي بيها ..اللي حصل فوقني ..واوعدك إنك مش هتشوفي مني إلا كل الحب والاهتمام....أنا آسف على كل لحظة وجع سببتهالك يارهف ....أسف .
ابتسمت له رهف وسط دمعاتها الفرحة وهتفت بعد أن تنهدت براحة
_تعرف يا ماهر ان ده اللي كنت بطلبه من ربنا ليل نهار..كنت بتمنى من ربنا إني اقرب منك تمام زي ما كانت علاقتي بماجد بالظبط....واهو الحمد لله ربنا حققهالي .
نهض ماهر من مقعده وقبل جبين أخته
_يا حبيبتي ..ياقطتي ..ان شاء الله أكون ليكي زي ما بتتمني وأكتر .
جاء النادل ليستعلم عما يودوا طلبه
لينظر ماجد الى قائمة الطعام ويعرف على الفور ما سوف تطلبه رهف ...ليطلب له مثلما سيطلبه لرهف
ليقول ماهر بعدما فهم أن هذا الطبق ما تخبه أختهم
_خليهم ثلاثة لو سمحت.
احنت رهف رأسها ناظرة لماجد بتعجب
_انت لسه فاكر ياماجد
_ولا عمري نسيت ...أنا عارف كل حاجة عنك بتحبي إيه بتكرهي ايه..ايه الحاجة اللي بتفرحك وايه الحاجة اللي بتضايقك ..ببساطة انتي كتاب مفتوح بالنسبة لي.
_طب ليه... ليه صدقت إني ممكن أعمل حاجة زي كدا...أنا كنت هتجنن لما لقيتك صدقت زي الكل رغم إنك أكتر واحد عارفني.
قالتها بنبرة عتاب تود أن تعرف الإجابة التي كانت تؤرق منامها .
زفر ماجد بغيظ من نفسه ...وتحدث بينما ضم قبضتيه بشدة
_مكنتش مصدق ولو الدنيا كلها قالت كدا عمري ما كنت هصدق عنك حاجة من دي أبدا ... لكن سكوتك يارهف ..وبكائك وخوفك المستمر خلوني اصدق ... وأكتر شىء خلاني أتجنن واتغابي عليكي ..أني فكرتك بتخدعيني طول الوقت...ظنيت إن قطتي المغمضة اللي مربيها على إيدي ...غفلتني وعملت الغلط من ورايا ..كنت بضربك كأب خايف على بنته من الطريق الوحش اللي هيه فيه ..مش علشان خايف من فضيحة او كلام الناس... كنت عايز افضل جنبك وأعلملك تاني الصح من الغلط لكن خفت عليكي من بطشي وأنا اللي بخاف عليكي من الهوا الطاير....مش معنى كلامي إني مغلطتش في حقك.. انا غلطت وغلط كبير كمان أني لوهلة ظنيت فيكي السوء وانتي أبعد ما يكون عنه ...إني بدل ما أنفي كلام الناس عنك...ثبت التهمة عليكي أكتر.. سامحيني يارهف ...متعرفيش أنا كنت بتعذب قد إيه وأنا على ظني ده ...واتعذبت أكتر لما عرفت الحقيقة واكتشفت إني جيت عليكي وظلمتك واللي زود موتي وحرقتي أكتر اللي عرفته من آدم من أذى عامر ليكي ...بس أنا انتقمتلك منه وكنت ناوي أخلص عليه فعلا وأخليه مش نافع لكن كان لازم اسيب فيه النفس علشان أخليه يطلقك ....ولسه الدور جاي على حسن الكلب بس لما يظهر لإنه مختفي ...حقك مش هسيبه يا رهف ..حتى حقك مني أنا كمان العقاب اللي هتقولي عليه هعمله .
صمت ماجد ونظر لأخته منتظرا جوابها الذي طال ...ليجدها استندت بيدها على المنضدة أمامها وهتفت بهدوء وهي تبدل نظراتها بين إخوتها ومن ثم أغمضت اعينها هنيهة
_أنا قلت إني خلاص مبقتش زعلانة منكم واني هنسى اللي فات علشان ارتاح أنا عانيت كتير ومحتاجة فعلا اتصالح مع نفسي قبل ما اتصالح معاكم كمان، لكن ده كان عتاب محب وحبيت أسمع أسبابك مش أكتر ...لكن علشان قلبي يصفى تماما من ناحيتكم ليا شرطين .
لتتحدث هي بنبرة حزينة وخجلة ..لا تدري لما ذهبت إليه لكنها فعلت
_أستاذ ماهر ..قصدي كابتن ماهر ..انت هتستسلم كدا وتسيب رهف وهيه محتاجة ليك؟ ...هتتخلى عنها تاني!!
رفع ماهر بصره إليها ليتحدث بصوت مهموم
_يمكن بعدي عنها أفضل ليها ..أنا عايز مصلحتها ولو مصلحتها في البعد هبعد.
_رهف مش هتتحسن غير وسطيكم يا كابتن ..البعد مش الحل.
تنهد بقلة حيلة
_طيب الحل إيه ...دليني عليه.
_الحل روحلها و حاول مرة واتنين وعشرة لحد ما تسامحكم...رهف هتموت وترجعلكم بس بتعاند او خايفة تتوجع من جديد.
أغمض ماهر أعينه هنيهة وتحدث بصوت مختنق
_للأسف خذلتها وكنت جلادها ..رهف متستاهلش اخ زيي.
لتتحدث سها بلهفة
_لا متقولش كدا... كفاية إنك عرفت غلطتك وبتحاول تصلحها .. حضرتك إنسان جواك طيب وقلبك كبير.
ليرفع ماهر بصره إليها فيضطرب نفسه بخلجة قلب قوية ..وتتسارع دقات قلبه بشدة مصدرة فوضى عارمة من المشاعر بداخله.
خجلت سها من تسليط بصره عليها فهتفت باضطراب
_أنا هرجع لرهف عن إذنك.
مد يده أمامها ليجعلها تنتبه لما سيقوله
_انسة سها ..استني من فضلك.
أدارت جسدها نحوه ببطىء وتحدثت بجدية
_نعم
ليحدث هو بينما علم أنه كاد ليتسرع فيما يقوله فهتم بامتنان وقرر تأجيل ما نوى على فعله لحين وقته المناسب
_شكرا على وقوفك جنب أختي.. إنتي ونعم الصديقة.
ابتسمت له بخفوف وتحدثت بصدق
_رهف مش بس صاحبتي ..دي أختي ورفيقة روحي وربنا اللي يعلم.
بادلها بابتسامة صافية نادرا ما تظهر على محياه
_ربنا يديم المحبة يارب.
التفت سها لتغادر هذه المرة لتجد ماجد قد جاء ليستدعي أخيه بعد أن تحدث مع رهف.
انطلق ماهر بحماس نحو أخته والتي ما إن رأته حتى نهضت من مكانها ..ليتحدث ماهر وأعينه تتأرجح في مكانها نادما على ما اقترفه في حق أخته ليهتف بندم حقيقي
_رهف أنا أسف.. أنا..
لم تمهله رهف أن يكمل كلامه ..بل انطلقت محاولة التقدم نحوه رغم تعب قدمها والتي لم تشفى بالكامل بعد .
تلقفتها يد ماهر بلهفة لتستقر بين ذراعيه..ليمسح هو رأسها بكلتا يديه مقبلا ناصيتها بحب
_أنا نادم حقيقي على اللي عملته معاكي.
التمعت أعين رهف بفرحة وتحدثت بصوت بدى عليه السعادة العارمة
_خلاص مبقتش زعلانة منكم .
لتقفز أعين ماهر من الفرحة ويشدد من احتضان أخته
_ده أسعد خبر سمعته في حياتي ...ياحبيبتي يا رهف ولا أقولك هقولك قطتي زي ماجد.
ليتحدث ماجد بتبرم مدعيا الضجر..رغبة في اضفاء جو من المرح
_لا يا كابتن ..الاسم ده بتاعي وأنا بس اللي أناديها بيه...شوفلك اسم تاني يا حلو.
ليقابله أخيه بتخدي
_طب إيه رأيك إني هناديها بيه أنا كمان.. ووريني إزاي هتعترض
ليتحدث ماجد بمرح
_شايفة يا قطتي..أهو هيبتدي يتسلط علينا... صالحتيه ليه ده... كنا هتبقى مرتاحين منه .
نكز ماهر توامه في كتفه ليتأوه ماجد بمزاح.. فابتسمت رهف وابتسم قلبها معها...ليبدأ قلبها في التورد والازدهار من جديد....ليتنهد التوأمان براحة لرؤيتهم أختما تضحك مرة أخرى
___
صرخ به هادرا مؤنبا
_يعني إيه فلتت من إيدك... أصرفها من أنهي بنك
ابتلع ريقه قائلا بحرج من قائده
_عصب عني يا باشا.. الخطة كانت ماشية زي ما خططت تمام لكن فجاءة لقيت البت بح ..خرجت من الشقة.
_لا أنا الظاهر هرمي طوبتك خلاص وهستعين بحد أكتر كفاءة غيرك.
ليقترب منه الرجل محاولا تقبيل يده فهو لا يريد أن يخسر الأموال التي وعده بها عند تنفيذه المهمة
_لا ياباشا ...ده أنا رقبتي سدادة ليك ..اعطيني فرصة أخيرة بس.
_هيه فرصة واحدة بس ومش عايز غلطة.
ليهتف الرجل بلهفة بعد أن قبل يدي قائده
_مفيش أي غلطة تاني يا باشا ..هاخد احتياطاتي كاملة.
_____
اتصلت سها بأخيها آدم تعلمه بشأن مغادرتهم المشفى
فجاء على الفور وقال بسعادة عندما رأى رهف تجلس بين أخويها ووجهها يشرق من جديد
_أنا سعيد جدا بالتطور اللي حصل في حالتك ده...برافو عليكي يارهف ..برافو
ابتسم له ماهر بامتنان
_شكرا لحضرتك يادكتور آدم ...مش عارف من غيرك كنا هنعمل إيه ..حضرتك والآنسة سها متخليتوش عنها لحظة.
تحدث آدم بتواضعه المعهود
_ده شغلي يا كابتن ماهر..ورهف صديقة اختي يعني أكيد يهمني راحتها وسعادتها....أنا حددت معاد لرهف مع دكتورة علاج طبيعي وان شاء الله يارهف تتابعي معاها وترجعي زي الأول وأفضل.
همست رهف بخفوت
_شكرا يا دكتور .
نهض ماجد عازما على المغادرة
_طيب يلا بينا بقى على البيت ...مبحبش قعدة المستشفى .
لتهتف سها بحزن
_يعني خلاص يا رهف هتسيبني لوحدي أنا كنت اتعودت على وجودك معايا.
عانقتها رهف بحرارة
_حبيبتي يا سها وأنا مبقتش عارفة استغنى عنك أبدا ..خلاص أنا هفضل معاكي.
ليهتف ماجد بتبرم
_نعم !!..أنا ما صدقت إنك خلاص هتبقي وسطينا من تاني.
أسماء عبد الهادي
نظر آدم لأخته وتحدث بجدية
_ماجد معاه حق يا سها .. أكيد محتاجين يتجمعوا عيلة مع بعض من تاني
ليكمل ماهر على حديث أخيها
_بس ده طبعا ميمنعش إن رهف هتكون معاكي دايما ...والبيت جنب البيت فلإما هيه هتجيلك علطول او انتي تجيلها.
أومأت سها لرهف ضامة شفتيها بقلة حيلة محتضنة صديقتها تودعها
_تمام مفيش مشكلة المهم سعادتك يا حبيبتي... أنا مبسوطة أوي إن أمورك اتحسنت وبالك أخيرا هيرتاح.
لم يستطع ماهر الانتظار فهو بطبعه يحب الجدية والانضباط لذا فما كان منه الا أن استأذن آدم ليتحدث معه على انفراد قبل أن يغادروا
عرض عليه آدم أن يتحدثا في غرفة المكتب خاصته
_ها يا كابتن ..اتفضل سامعك
جلس ماهر على الكرسي قبالته
_بصراحة يا دكتور آدم من غير لف دوران وكلام كتير... أنا طالب إيد أختك آنسة سها.
تفآجأ آدم بطلبه كثيرا فلا الوقت ولا المكان مناسبين لذلك كما أن ماهر آخر شخص قد يفكر به آدم لأخته الوحيدة ... فهو يعرف عنه الكثير ...يعرف شخصيته الحادة وطبعه الحامي ويعرف ما فعله بأخته من قبل ...ببساطة ماهر لا يصلح من وجهة نظره لأخته الرقيقة مطلقا.
تحرج آدم ولم يستطع الرد لكن كان نظرات أعينه كفيلة ليفهم عنه ماهر قبل أن بتكلم...لذا تحدث ماهر باتنزان
_أنا عارف ان طلبي مش في وقته ويمكن تفتكر قراري متسرع... بس صدقني أنا واثق من إحساسي كويس علشان كدا حبيت أفاتحك علطول... أنا عارف إنك ممكن تخاف على أختك مني وخاصة انك عارف كويس اللي حصل لرهف على ايدي... بس صدقني يا آدم أنا بعد ماعرفت الحقيقة وانا أخدت عهد على نفسي إني أتغير
نهض من مقعده وتوجه ناحية الباب وهو يقول
_خد الوقت الكافي علشان تفكر واعطي الآنسة سها وقتها هيه كمان وبعدها هنتظر رأيكم... وأيا كان الرأي ده مش هيأثر على علاقتنا .. أنا حقيقي ممتن لوقوفك جنب أختي يا دكتور...عن إذنك أستأذن أنا
وقف آدم مودعا إياه وما زال الزهول حليفه ...ظل واقفا في مكانه ينظر للباب بشرود واضعا يده في جيب بنطاله
إلى أن جاءت أخته واخرجته من شروده قائلة بينما تمسك في يدها تلك الصغيرة
_آدم .... مالك واقف ليه كدا ده انت حتى مجتش سلمت عليهم وهما ماشين... في حاجة حصلت!، وماهر كان عايزك في ايه.؟
انتبه لها آدم ونظر لها مطولا قبل أن يجيب
_لا أبدا .. كان بيشكرني على وقوفي جنب أخته... تعالي يلا علشان اوصلكم على البيت إنتم كمان.
هتفت سها بتبرم
_لا أنا مش مروحة الا رجلي على رجلك... إحنا هنفضل نتتظرك هنا لحد ما تخلص اللي وراك وترجع معانا ع البيت مش حابة اقعد لوحدي ورهف مش معايا فيه.
ابتسم لها آدم وهتف
_ بتحبيها للدرجة دي
لتهتف سها بحب صادق
_قولي حاجة واحدة مأحبهاش في رهف... كفاية طيبة قلبها وبراءتها دي عمرها ما شالت من حد أو حقدت عليه...في قلبها تضحية كبيرة للكل ...دي ممكن تنسى نفسها على حساب اللي قدامها يبقى مبسوط.
ابتسم لها آدم ومن ثم أغمض أعينه بألم متذكرا زوجته شيماء الراحلة فهي كانت تشبه رهف كثيرا في العديد من الصفات
استغربت سها صمته الذي طال فهتفت بريبة
_طب وربنا انت مش طبيعي النهاردة ... انت متأكد ان ماهر مقالكش حاجة شغلت دماغك؟
قرر آدم ألا يفاتح أخته في هذا الأمر الآن فهو نفسه ليس مقتنعا بعد لذا هتف بجدية بعد أن حمل ابنته
_يلا نروح ...مش هنخلص من أسئلتك دي هيقولي ايه يعني.. اتفضلي قدامي يا أخرت صبري.
كانت سها تسير أمامه وعندما قال ذلك نظرت له وهتفت مستنكرة
_أنا !!
ليدير وجهها للأمام مرة أخرى متظاهرا باابتسامة
_متخديش في بالك ..امشي يلا .
_آدم هتقضي معانا طول اليوم مفيش نزول المستشفى تاني
_هقضي اليوم معاكم خلاص بقا
ابتسمت له وضحكت بطفولية
_يس هو ده الكلام.
هز رأسه باستياء
_طفلة
سمع صوت صغيرته تشد من بنطاله من أسفل وهي تقول
_بابا اوبح زي لهف
انحنى بجسده نحو ابنته وهم ليحملها وهو يقول بتدليل لابنته
_بس كدا .. تعالي يا روح قلب بابا
لتضحك سها واضعة يدها على فمها
_لا انت فاهم غلط دي بتقولك شيلها زي ما رهف أخوها شالها ونزلها لحد تحت وهو شايلها ومرضيش ينزلها غير جوة التاكسي ..ما انت فضلت قاعد هنا ومجتش تشوفهم.
ابتسم آدم بإعجاب ولاحت على شفتيه بسمة راضية
_ماجد مش كدا... طول عمره حنين عليها ...دايما رهف بتذكره بكل خير.
حركت سها رأسها بمعنى أنه من فعل هو ماهر وليس ماجد
_لا العجيب انه ماهر مش ماجد .. كإنه اتغير ٣٦٠درجة وبمقاش زي الأول
رفع آدم أحد حاجبيه باستنكار يريد أن يعرف هل تهتم أخته بأمره أم لا
_يا سلام وانتي عرفتي منين
أجابت سها بتلقائية شديدة
_من كلام رهف عنه زمان ... بس دلوقتي شايفة اللهفة في عنيه زي لهفة ماجد بالظبط ويمكن أكتر .
زفر آدم بضيق فهو غير راضي عن طلب ماهر لأخته لذا لم يعجبه أن تثني أخته عليه ..لذا هتف بصوت صارم
_طيب يلا خلينا نرجع البيت.
لكنها تسمرت مكانها مربعة ذراعيها أمام صدرها
استغرب فعلتها فهتف بتعجب
_ايه واقفة ليه كدا ...اتحركي يا سها مالك.
_شيلني زي رهف اشمعنى أنا .
علت ضحكة آدم أنحاء الغرفة وهز رأسه بعدم تصديق
_مش ممكن طفلة بتهتم بطفلة ...ابتديت أخاف على أيسل على فكرة
لوت سها شفتيها بتبرم فهي لم يعجبها استهزاء أخيها بها
ليقول آدم بينما يضع يده على مفتاح الانارة
_هتتحركي ولا أسيبك هنا وأمشي ...أخلصي يا سها.
تقدمت سها بسرعة وهتفت بينما مرت من أمامه متجاهلة إياه لكنها هتفت بضيق
_آدم إنت بقيت قاسي أوي .
أحكم غلق غرفة مكتبة ومن ثم لحق بأخته ولف ذراعه الشاغر على رقبة أخته وتحدث وكأنما يهدهدها
_دي سها حبيبتي عندي بالدنيا كلها إيش فهمك إنتي.
حاولت ابعاد يده ومحاولة المشي سريعا لتسبقه
_ياسلام
ليلحق بها ضاحكا على تصرفاتها
_إيه مش مقتنعة .. طب إيه رأيك أني هشتالك فعلا..وهم بإنزال أيسل من يده
رفعت سها حاجبيها بزهول وهتفت به واضعة يدها على فمها
_هتعمل ايه يا مجنون
اقترب منها قائلا مدعيا الجدية
_مش ده اللي انتي عايزاه وبتتهميني بالقسوة ... تعالي يلا
تحركت هي للخلف وهي تنظر حولها باحراج
_لالا أنا كنت بشوف ردة فعلك بس ...تشيلني إيه يا نهار أبيض والناس تقول عليا إيه.
ليستمر آدم بالتحرك نحوها
_لا سيبك من كلام أي أحد ...أنا مستعد فعلا ..يلا
حملت سها الصغيرة أيسل وتقدمت للأمام وقالت وهي تقبلها
_باباكي بقى مجنون فعلا.
ليضربها آدم على رأسها بخفة
_لسانك طول ومحتاج قصه حبة ها ... مرة قاسي ومرة مجنون.. ماشي ماشي
احتضنت سها آخيها بحب
_إيه متدلعش على أخويا حبيبى ولا إيه ؟
قبل آدم رأسها بحنان
_اتدلعي براحتك ياحبيبة أخوكي ...استمعتي بكل لحظة حلوة ...علشان اللحظات الحلوة بتروح بسرعة وبنفضل عايشين على ذكراها يمكن تطيب لوعة القلب.
فهمت سها مقصده وتنهدت بحزن على حرقة قلب أخيها على زوجته الراحلة .
فمدت يدها تمسد على كتفه بحنان وكأنها تحاول أن تمتص بعضا من حزنه لتخفف عنه
ليتفت لها آدم بإبتسامة تزين ثغره يخبرها بها أنه بخير.
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
أسماء عبد الهادي
ترجل الأخوان أمام مطعم بالقرب من المجمع السكني الذي توجد شقتهم بها
ليقول ماجد بابتسامة لم تغب عن ثغره مذ أن اعربت رهف عن نسيانها ما بدر منهم في حقها
_إيه رايك يا قطتي نتغدى في المطعم النهاردة؟
هزت رهف رأسها بإماءة بسيطة بمعنى أنها موافقة على إقتراح أخيها
وهم ماهر ليحملها مرة أخرى ..لكنها تحرجت أن يحملها أخيها لداخل المطعم
_لا لا أنا اتحرج يا ماهر ...خليني ماشية جنبكم من فضلك.
ابتسم لها ماهر وهتف بصوت هادىء مرتاح
_خلاص يا روحي اللي تحبيه ..بس اسندي عليا ماشي؟
وضعت رهف يدها بين ذراع أخيها المثني الى جنبه ..لتمشي متكأة عليه وباليد الأخرى يمسكها ماجد الى أن وصلا إلى طاولة ما في إحدى زوايا المطعم حتى يتثتي لرهف تناول طعامها بهدوء
_ها ست الحسن والجمال تحب تتغدى إيه ؟
قاهلها وهو ينظر الى أخته بوجه يعتليه ابتسامة واسعة
أطالت رهف النظر إلى عيني أخيها ومن ثم اغرورغت أعينها بالدمعات
انتبه اليها الأخوان وقربا كرسيهما من اختهما وطالعاها باهتمام
ليهت ماهر بقلق
_مالك يارهف أنا قلت حاجة زعلت؟
بينما هتف ماجد
_قطتي بتعيط ليه ..مالك يا قلب ماجد.
تنهدت رهف مطولا ومن ثم نظرت لماهر ثانية وهتفت بتعجب من حالها
_هو إنت ماهر أخويا بجد.. اللي أنا فيه ده بجد حقيقة مش حلم جميل وهفوق منه قريب؟
ضم ماهر شفتيه بضيق من نفسه ثم احتضن وجه أخته بكفتي يده
_حقيقة يا حبيبتي ..عيشي اللحظة واستمتعي بيها ..اللي حصل فوقني ..واوعدك إنك مش هتشوفي مني إلا كل الحب والاهتمام....أنا آسف على كل لحظة وجع سببتهالك يارهف ....أسف .
ابتسمت له رهف وسط دمعاتها الفرحة وهتفت بعد أن تنهدت براحة
_تعرف يا ماهر ان ده اللي كنت بطلبه من ربنا ليل نهار..كنت بتمنى من ربنا إني اقرب منك تمام زي ما كانت علاقتي بماجد بالظبط....واهو الحمد لله ربنا حققهالي .
نهض ماهر من مقعده وقبل جبين أخته
_يا حبيبتي ..ياقطتي ..ان شاء الله أكون ليكي زي ما بتتمني وأكتر .
جاء النادل ليستعلم عما يودوا طلبه
لينظر ماجد الى قائمة الطعام ويعرف على الفور ما سوف تطلبه رهف ...ليطلب له مثلما سيطلبه لرهف
ليقول ماهر بعدما فهم أن هذا الطبق ما تخبه أختهم
_خليهم ثلاثة لو سمحت.
احنت رهف رأسها ناظرة لماجد بتعجب
_انت لسه فاكر ياماجد
_ولا عمري نسيت ...أنا عارف كل حاجة عنك بتحبي إيه بتكرهي ايه..ايه الحاجة اللي بتفرحك وايه الحاجة اللي بتضايقك ..ببساطة انتي كتاب مفتوح بالنسبة لي.
_طب ليه... ليه صدقت إني ممكن أعمل حاجة زي كدا...أنا كنت هتجنن لما لقيتك صدقت زي الكل رغم إنك أكتر واحد عارفني.
قالتها بنبرة عتاب تود أن تعرف الإجابة التي كانت تؤرق منامها .
زفر ماجد بغيظ من نفسه ...وتحدث بينما ضم قبضتيه بشدة
_مكنتش مصدق ولو الدنيا كلها قالت كدا عمري ما كنت هصدق عنك حاجة من دي أبدا ... لكن سكوتك يارهف ..وبكائك وخوفك المستمر خلوني اصدق ... وأكتر شىء خلاني أتجنن واتغابي عليكي ..أني فكرتك بتخدعيني طول الوقت...ظنيت إن قطتي المغمضة اللي مربيها على إيدي ...غفلتني وعملت الغلط من ورايا ..كنت بضربك كأب خايف على بنته من الطريق الوحش اللي هيه فيه ..مش علشان خايف من فضيحة او كلام الناس... كنت عايز افضل جنبك وأعلملك تاني الصح من الغلط لكن خفت عليكي من بطشي وأنا اللي بخاف عليكي من الهوا الطاير....مش معنى كلامي إني مغلطتش في حقك.. انا غلطت وغلط كبير كمان أني لوهلة ظنيت فيكي السوء وانتي أبعد ما يكون عنه ...إني بدل ما أنفي كلام الناس عنك...ثبت التهمة عليكي أكتر.. سامحيني يارهف ...متعرفيش أنا كنت بتعذب قد إيه وأنا على ظني ده ...واتعذبت أكتر لما عرفت الحقيقة واكتشفت إني جيت عليكي وظلمتك واللي زود موتي وحرقتي أكتر اللي عرفته من آدم من أذى عامر ليكي ...بس أنا انتقمتلك منه وكنت ناوي أخلص عليه فعلا وأخليه مش نافع لكن كان لازم اسيب فيه النفس علشان أخليه يطلقك ....ولسه الدور جاي على حسن الكلب بس لما يظهر لإنه مختفي ...حقك مش هسيبه يا رهف ..حتى حقك مني أنا كمان العقاب اللي هتقولي عليه هعمله .
صمت ماجد ونظر لأخته منتظرا جوابها الذي طال ...ليجدها استندت بيدها على المنضدة أمامها وهتفت بهدوء وهي تبدل نظراتها بين إخوتها ومن ثم أغمضت اعينها هنيهة
_أنا قلت إني خلاص مبقتش زعلانة منكم واني هنسى اللي فات علشان ارتاح أنا عانيت كتير ومحتاجة فعلا اتصالح مع نفسي قبل ما اتصالح معاكم كمان، لكن ده كان عتاب محب وحبيت أسمع أسبابك مش أكتر ...لكن علشان قلبي يصفى تماما من ناحيتكم ليا شرطين .