رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل السادس عشر بقلم اسماء عبد الهادى
طالعها اخوتها بترقب منتظرين ان يسمعوا شروطها ،توجس ماجد في نفسه خيفة وعلم أن أخته ستحملهم شروطا فوق طاقتهم...لذا انتبه لحديثها بكل حواسه
هتفت رهف بجدية
_الشرط الأول ...تبعدوا عن فكرة الانتقام ليا دي خالص وخلاص ملكوش دعوة لا بحسن ولا بعامر ...أما الشرط الثان..
تحدث ماهر بانفعال معربا عن رفضه، مقاطعا اياها
_لا طبعا
أما ماجد بلقد زم شفتيه بامتعاض من كلام أخته الذي لم يعجبه
_اسمعي يارهف قبل ما تكملي شرطك الثاني احنا مش موافقين على الأول ... اللي بتطلبيه ده مستحيل .
اغرورقت الدمعات ثانية في عيني رهف
_ليه لا أنا مش هتحمل يحصلكم حاجة بسببي ...كفاية اللي ماهر عمله والله أعلم حسن عايش ولا ميت.
زفر ماهر بضيق وغضب أشعل شرارات أعينه
_متنيل عايش أكيد... مسمعتش عنه أي خبر يبقى أكيد مستخبي الواطي ...وربنا ماهرحمه.
هزت رهف رأسها لا تريد أن تسمع ما يقوله
_لا يا ماهر ارجوك كفاية بقا أنا مش هتحمل أكتر.
أمسك ماجد يدها بحنان وكفكف دمعاتها بأصبعه وتحدث بصوت يشوبه الصرامة بعض الشىء
_ششش اهدي ممكن تبطلي بكا بقا... وقلبك الرهيف ده ينشف شوية... أولا إحنا عارفين بنعمل أيه كويس وأنا معاكي في اللي عمله ماهر كان متسرع وغلط ...لكن في اساليب تانية للانتقام غير القتل.. صدقيني لازم يتعاقب على اللي عمله علشان ميكرروش وتكون ضحيته بنات تانية .
أخفضت رهف يد أخيها عن وجهها وهتفت برجاء بينما تشدد على يده
_ماجد ارجوكم أنا خايفة عليكم
نهض ماهر من مقعده وقبل جبينها بحب
_حبيبتي متخافيش علينا فكري في نفسك ولو لمرة واحدة
انخفض ليكون موازي لها ثم قال مبتسما
_وعامة ياستي اطمني إحنا مش بنفكر في حاجة الأيام دي ... عايزين نستمتع بوجودنا مع بعض من تاني .. ممكن بقى تروقي علشان ناكل بمزاج؟
تنهدت رهف بقلة حيلة وبادلت أخيها الابتسامة رغم ان داخلها مازال يشعر بالقلق
لذا هتفت بصوت متحشرج
_هناكل ونسيب بابا؟
_لا متقلقيش هناخد لبابا وجبته طبعا وأحنا ماشين...زمانه لسه مرجعش من شغله
هنا جاء النادل وقدم لهم الطعام وتسارع الأخوان في اطعامها وقضوا وقتا ممتعا ...حاولا فيه إضفاء البسمة على صفحة وجهها المتعكرة بالقلق والخوف عليهما لا على نفسها.
بعد الطعام عادوا للشقة ليجدوا والدهم ...يستعد للخروج وعلى وجهه أمارات القلق
_انتوا كنتوا فين قلقتوني عليكم.. رهف أختكم كويسة؟؟
وضع ماهر يده على كتف أبيه
_اطمن يابابا رهف كويسة وعال العال كمان
_اومال كنتوا فين مش بالعادة يعني
هتف ماجد مشاكسا أبيه
_كنا بنتغدى في المطعم ياحاج متقلقش جبنالك نايبك.
دفشه أبيه بعيدا عنه قائلا با اكتراث بالطعام
_ياشيخ اتهلي أكل أيه أنا قلبي وقف من الخوف على أختك
ضحك ماجد وهدهد ذقن أبيه
_سلامتك ياحاج من الخضة ...وبمناسبة القلق اللي سببناهولك عملنالك مفآجئة هتعجبك
اشار ماجد لأخيه بعينيه ليطلب من رهف الدلوف للداخل
وما ان رآها والدها تلج للبيت بصحبة ماهر
حتى تسمر في مكانه للحظات قبل أن ينطلق نحوها بسرعة آخذها بين ذراعيها يمطرها بوابل من القبل المتفرقة في انحاء وجهها، عيناه مغرورقتان، صوته مرتعش ،قلبه يحمل بين جدرانه الحنين
_رهف بنتي حبيبتي ... وحشتيني ياضي عيني ...أخيرا يا بنتي رجعتيلنا من تاني ...يا من انت كريم يارب.
شعرت رهف روحها قد عادت لها من جديد ..وذلك الخافق بين جنباتها قد بدأ تسري به الدماء مرة أخرى ...لذا شددت من عناق والدها الذي كان يبكي فرحا لرؤية ابنته تعود لطبيعتها من جديد
_سامحيني ياضي عيني ظلمناك كلنا
مسح ماهر دمعة فارة من عينيه وهو تقول
خلاص يابابا رهف وعدتنا تنسى اللي فات وتفتح صفحة جديدة...كدا ولا إيه يارهف.
أومأت رهف برأسها مع ابتسامة خفيفة..ليقوم والدها باحتواءها بين ضلوعه مرة أخرى ليشبع بها ظمأ إشتياقه لها ويطفىء تلك النيران التي في قلبه حزنا على ما تسببوه لها من أذى.
قضت رهف مع إخوتها عدة أيام من أسعد أيام حياتها لم ترى من إخوتها إلا كل عطف وحنان وحب ...حتى أنهما يوميا كانا يذهبان بها في مكان مختلف ،تارة في جولة بالقارب وتارة في الملاهي وتارة أخرى للتسوق ، وذلك لجعل رهف تستمع بوقتها ونسيانها ما أحزن قلبها مسبقا
كما أن ماهر كان يتابع تعليمات الطبيبة المعالجة لرهف ،وينفذها بدقة شديدة وعناية فائقة.
_____
تحدثت سها بإعجاب أمام أخيها ،ما يفعله أخوي رهف معها وخاصة ماهر الذي يحاول جاهدا إدخال السرور إلى قلبها بشتى الطرق، فرهف تتصل يوميا بسها تحكي لها ما دار معها طوال اليوم كما تطمئن على الصغيرة أيسل وتتحدث معها ايضا لبعض الوقت.
لذا قرر آدم أن يفاتح أخته في موضوع رغبة ماهر في التقدم لخطبتها ...رغم أنه معترض لكنه لا يريد أن يظلم أخته فلابد من أخذ رأيها
تخضبت وجنتي سها بخجل ولم تستطع التحدث رغم ان قلبها يسبح في خيالاته حالما، يتراقص فرحا بطلب ماهر والتي تشعر بالإنجذاب نحوه بشكل غريب
أخرجها من صمتها صوت أخيها يريد أن يعرف جوابها
_ها يا سها إيه رايك؟
رفعت بصرها إلى أخيها وقبل تتحدث هتف هو مسرعا
_مش موافقة صح أنا عارف . .. تمام هبلغه رأيك.
فتحت فمها لتتحدث فخرج بصوت متلعثم
_ااا ..أنا محتاجة أفكر يا آدم
نهض آدم من مكانه ليجلس جوار أخته
_أفهم من كدا إنك ممكن توافقي عليه.
لاحظت سها أن صوت أخيها يشوبه الضيق فهتفت مستفسرة
_إنت شكلك متضايق... انت مش موافق عليه؟؟
نفخ آدم بغضب فهو يحب أخته كثيرا ويتمنى لها الأفضل
_انتي ناسية ده مين ده ماهر اللي علطول مبهدل رهف.. نسيتي عمل فيها إيه ..نسيتي كلامها عليه دايما إنه عصبي ومتسرع وعلطول يزعق ويضرب؟؟
_اه بس ده كان زمان ...دلوقتي اتغير بشهادة رهف
قالتها بهدوء وتعقل
_اللي فيه طبع صعب يغيره
قالها وهو ما زال على غضبه
_ممم الظاهر إنك مش موافق يا آدم... عامة تقدر تبلغه رفضنا ...أنا مش هوافق على حد إنت رافضه
تنهد آدم ووضع كلتا يديه على كتفي أخته ناظرا في عينيها كخوف أب على ابنته
_سها إنتي أختي الوحيدة و اللي عندي بالدنيا كلها ...علشان كدا لازم أفكر في مصلحتك قبل أي حاجة... ماهر أنا خايف عليكي منه... مش هتحمل إنه يزعلك في يوم من الأيام... أنا عايز أسلمك للراجل اللي يصونك ويتقي ربنا فيكي علشان اكون مطمن .
أخفضت سها رأسها
_حاضر يا آدم اللي تشوفه... إنت أخويا الكبير وواثقة إن اختياراتك كلها بتصب في مصلحتي فمش هناقشك فيها.