رواية زين وزينة الفصل الخامس عشر
في مكان مهجور
يفتح عيونه ببطئ ،يضع يده على رأسه بتعب، و ينظر حواله ليكتشف ،أين هو؟
لينظر على جانبه الأيمن ، يجد زينة بجواره فاقدة الوعي ، نهض بفزع و تذكر ما حدث ، و كاد يشتغل غضبا ،بسبب أنا أحدهم تتعدي عليها، و تجرأ على لمسها.
قال بهدوء: زينة، زينة.
كانت كأنها تسمع الصوت يأتي من بعيد، تحدث مرة أخرى بقلق: زينة هل أنتِ بخير؟
فتحت عيونها ثم أغمضت عيونها سريعاً ، حاولت النهوض لكن لا تستطيع ، كانت فاقدة السيطرة على نفسها، لا تستطيع التحدث أو التحرك ،و أيضا كلما حاولت فتح عيونها تشعر بالألم الشديد.
كان يريد يساعدها لكن يخشى لمسها.
لذا سأل بهدوء: زينة هل أنتِ بخير؟
أغمضت عيونها بشدة، ثم فتحتها ، نظرت حوالها ، و على غير العادة ، ابتسمت و قالت : هذا أنت.
شعر بوجود خطب ما، هي ليست زينة، لذا قال إن حالتها بسبب المادة المخدرة.
و تأكدت من ذلك ، عندما وجدها غفت مرة أخرى.
نهض هو ليحاول البحث عن معرفة هواية المكان.
كانت غرفة صغيرة ، خالية من اي شيء ، يوجد بها شرفة صغيرة لكن مغلقة بحديد.
زفر بضيق لانها يجهل طريق الهروب من هنا، حاول فتح الباب لكن بلا جدوي.
جلس مرة أخرى بجوارها ، وجد أنها فرصة حتي يستطيع النظر لها عن قرب.
مرت ساعات و رحل الليل و جاء الصباح.
استقيظت زينة ، نهضت سريعاً ، و قالت بعصبية: هذا أنت ، ماذا حدث ؟
سأل بهدوء: هل تتذكرين ما حدث معك؟
وضعت يدها على مقدمة رأسها و قالت: أجل تم اختطافي لكن أنت ماذا تفعل هنا؟
صمتت قليلة ثم قالت بصوت عالي: لقد أتضح الامر، أنت الخاطف صحيح، لاني رفضت الزواج منك تفعل هذا الأمر .
أجاب بهدوء: بالتأكيد لم أفعل شئ، أنا رأيت ما حدث و ركضت إليهم ، و قبل أن أفعل شئ جاء إحداهما من الخلف ضربني على رأسي.
زفرت بغضب شديد و قالت: لأنك بلا عقل، لو فكرت لحظة كنت لا تاتي إلينا ، كان يجب عليك أن تلحق بنا و تطلب الشرطة، ماذا هذا التفكير الاحمق؟
أخذ نفس عميق و قال: لم أفكر، فقط اتبعت قلبي
عقدت حاجبيها بتعجب و سألت: قلبك.
نهض من مقعده و ذهب و أعطها ظهره و قال: أجل عقلي لم يفكر، قلبي قال أفعل ذلك، ففعلت، كنت أشعر بالضياع و الجنون و أنا أركي تتعرضين لذلك، لذا تصرفت بدون تفكير.
حركت رأسها بعدم تصديق، و قالت: هذا غباء و حماقة منك.
أجاب بحزن شديد: أعلم.
حاولت النهوض لكن اختل توازنها ، نظر لها و قال بخوف شديد: زينة أنت تحت تأثير المخدر ، من فضلك كوني حذرة.
استندت رأسها على الحائط و أغمضت عيونها و سألت بحزن: من الخاطف؟ و ماذا يريد مني؟ كيف نخرج من هنا؟
جلس أمامها مع وجود مسافة كفاية بينهم و قال بهدوء: لا تقلقي أنا معكِ، سوف أفعل المستحيل حتي نخرج من هنا.
فتحت عيونها و نظرت له و قالت بجدية: أريد فعل ليس قول فقط.
أجاب: من المفترض أن يأتي لنا أحد حتي نعرف من منزعج منكِ؟!
مجرد انهي حديثه دلف إحداهما و هو يرتدي قناع و يحمل طبق بها طعام، وضع الطعام، و كان يغادر دون حديث.
سال زين سريعاً: من أنتم؟
التفت له و قال: نحن لدينا مهمة بقتل هذه الفتاة المغرورة، و أنت لم تكن ضمن الخطة، إذا نتظر أمر الرئيس في شأنك.
سأل بذهول و صدمة: قتل ، من يريد قتلها؟
غادر الشخص.
نظر لها كانت مازالت مغمضة عيونها ، سأل : هل سمعتي الحديث؟
أومأت رأسها بنعم ، سأل بتعجب: ملامح وجهك لم تدل على الخوف.
فتحت عيونها بهدوء و سالت بابتسامة مريحة للقلب: لماذا الخوف؟
عند رؤية هذه الابتسامة دق قلبه ، أجاب بهدوء: هؤلاء مأجورين لقتلك.
سألت بهدوء: إذا.
نظر لها بتعجب ، أكملت هي: إذا إحداهما يريد قتلي لم و لن يحدث ذلك إلا بامر الله عز وجل ، إذا لماذا الخوف و التوتر؟ الله يدبر الأمر.
نظر لها باعجاب شديد ، كل يوم يعجب بها أكثر و أكثر، ليس إعجاب بالمظهر بافكار هذه الفتاة الغريبة الذي لم يراه مثلها من قبل، و إلى الثياب الذي رغم أنها كانت فاقدة الوعي إلى هذا الثوب الطويل الفضاضة و المحتشمة كان يسترها بالكامل، و الحجاب الطويل الذي يصل إلى منتصف الظهر و من الامام إلى بعد منطقة الصدر.
و الان هي لم تخف من الموت ، ما هذه الفتاة؟
أبتسمت و قالت: كفي تفكير في زينة مستر زين ، أخشي أن تخسر قلبك.
تنهدت بحب شديد و قال: لقد خسرت قلبي و عقلي و انتهى الأمر يا صاحبة الضحكة و العيون الجميلة.
أخذت نفس عميق و قالت: نتوقف عن هذا الحديث، يجب علينا الآن التفكير في الهروب من هنا.
سأل بهدوء: لماذا أنتِ لا تخشي الموت؟
أجابت بهدوء: لا أخشي الموت، لكن يجب عليا المحاولة حتي أغادر من هنا، لا يجب الانتظار مكتوفة الايادي.
نهض من مقعده و قال: سوف نفعل شئ حدث كثير.
أكملت هي : أصرخ أنا و أنت تقف خلف الباب، و تضرب الشخص صحيح.
قال بابتسامة: احسنتي.
قالت بحزن: رغم أن صوت المرأة عورة لكن الضرورات تبيح المحظورات.
صرخت زينة جاء الراجل مسرعاً ، و تم تنفيذ الخطة.
نهضت من مقعدها.
و هو نظر إلى الخارج وجد أن يوجد أربع رجال لكن نائمين، يغادر زين و هي خلفها و تبدأ رحلتهم في المجهول...
تسير زينة بجوار زين و بينهم مسافة ، سأل : زينة كنتي تقولي شيء عن صوت المرأة لم أفهم.
أجابت بهدوء: يجب على المرأة عدم ظهور إلا الوجهه و الكفين ، ليس مسموح باكثر من ذلك ، و ينطبق ذلك على صوتها، هو عورة يجب أن تتحدث بهدوء تسير بشكل لائق ، حتي لا يطمع الذي في قلبه مرض.
(للتذكير المفروض زينة و زين حديثهم بالانجليزية يا شباب)
توقف عن السير و سأل: إذا هذا الحجاب لأن لا يجوز ظهور شعرك.
أومأت رأسها بنعم و قالت: لماذا توفقت هيا نكمل سير؟
أكملوا سير و دقائق من الصمت ، ثم قال: هل يجوز زواج الغير مسلم من فتاة مسلمة؟
أجابت بهدوء: لا يجوز، الفتاة المسلمة لا تتزوج إلا من مسلم، أما الشاب المسلم يتجوز من اي ديانة...
سأل بتعجب: لماذا هذا التناقض؟
أجابت بهدوء: ليس تناقض عادتنا ما تتبع الزوجة زوجها صحيح.
أومأ رأسه بالموافقة و أكملت هي: خوفاً من وقوع المؤمنة في الكفر، لأن الزوج يدعوها إلى دينه، والنساء في العادات يتبعن الرجال فيما يؤثرون من الأفعال ويقلدونهم في ذلك، و الاولاد يتابعون دين و هواية الزوج ، و لأن الراجل المسلم يحترم كل الأديان، و الله اعلم و رسوله صلوات الله عليك يا حبيب الله...
أخذ نفس عميق و سأل: لو أنا مسلم ممكن تقبلين الزواج مني؟
توقفت هي عن السير هذه المرة، و قالت: على ما أتذكر اخبرتني أن الاختلافات بينا كثيرة صحيح.
أومأ رأسه بنعم ، أكملت هي: المشكلتين الأكبر ، أولا هو أنك غير مسلم بالتأكيد ، ثانيا، و لا أقصد جرح مشاعرك لكن أنا لم احبك، حتي اتخطى عن أي اختلاف غير الديانة لأن هذه لا يتم التهاون بها .
و أكملت سير ، و ظلوا بعض الوقت بدون حديث.
حتي قطعت الصمت و قالت: أنا متعبة ، نسير منذ فترة بلا هدف.
أجاب بحزن: لا نملك خيار آخر.
شعرت بحزنه منذ أخبرته أنها لا تحبه، لكن ماذا تفعل، لذا قالت: هل تتذكر ماذا أخبرتك من وقت ظهرت في حياتي.
أجاب بحزن شديد: ابتعد عنك.
سألت مرة أخرى: هل أنا وعدتك بشئ ؟
أجاب : كلا.
قالت بهدوء: إذا أنا لم أخطأ معك.
أجاب بابتسامة حزين: أنتِ لم تخطئ زينة، أنت المخطئ كنت اظن أن هذا مجرد اعجاب فقط، و أصبحت أقول هذا لم يكن حب، فقط أريد كسر غرورك.
توقف عن السير مرة أخرى و التفت لها بعيون باكيه و قال: لم أكسر غروك ، بل أنا من كسر غروره، أنا من فقد كرامته أمامك، أنا الذي بكل بساطة قرر التخلي عن اصدقائه لأجلك.
وجد السؤال على ملامح وجهه ، أكمل: أنزعج أمير لاني طلبت منه تغطية الحفلة الخاصة بتكريمك، قال إن المراسلين من يفعلون ذلك، ليس صاحب اشهر برنامج ، و قال أني سوف اخسر كل شيء لاجلك، لم أتحمل أن يتحدث عنك، و قررت قطع علاقتي به و مغادرة المنزل، لكن عاد و قال أذهب و قوم بتغطية الحلفة، و كنت انتظر بفارغ الصبر و تأتي زينة يوسف عز الدين لا تحضر الحلفة و تهدم حلمي أن أتحدث معك و لو لمدة دقائق فقط.
و سقطت دمعة من عيونه ، التفت سريعاً إلى الأمام و أكمل سير ...
لكن هي لم تسير خلفه ، و قفت حدثت نفسها : شكل كلام إيهاب صح هو أنا فعل زي السم، إيهاب مش عارف ينسني و زين كمان، بس ليه يحبوني كده ، شكلي عادي و في بنات أجمل مني ، و كمان هما عارفين اني عصبية اوي و مغرورة ، و إيهاب عارف اني مش بعرف اعمل كوبية شاي ليه لسه متمسك بي ، و ليه زين بعد اللي عملته فيه متمسك بي و الاهم ليه أنا مش حاسس بحاجة خالص...
قطع حديثها مع نفسها : زين و هو يقول: زينة ، زينة.
انتبهت و قالت: ماذا؟
كان يقف أمامها و سأل: أتحدث معك و لم تجيبي.
أجابت بهدوء: كنت افكر في شيء.
سأل بهدوء:ماذا هذا؟
قالت بهدوء: أريد أخبرك شي ، أنت لم تكنن لي مشاعر حب، أنا فقط بالنسبة لك تحدي، فتاة رفضت التحدث معك و قضاء وقت معك، لذا اردت الحصول عليها مهما كان الثمن ، وجدت أني لست من نوعية الفتيات التي ترافق ، لذا قررت الدخول من خلال الحب، و لم تصلح هذه الحيلة، جربت اخر حيلة هي الزواج، لكن الحقيقة انك لم تقع في غرامي، نوعية الرجال مثلك، كل فتاة تنال إعجابهم يحصلون عليها، بل أحيانا تذهب الفتاة لك، و لكن تأتي فتاة و ترفضك، كلا رجولتك لم تقبل ذلك، لذا تتبع بعد الطرق لأجل الحصول عليا ، لذا بأي طريقة لم و لن تحصل عليا، من الافضل لك الابتعاد عني.
نظر لها بغضب و قال: هذا الحديث مرفوض، أنا لم افكر في ذلك، لم أنكر في البداية كنت أريد ذلك و طلبت منك ذلك، لكن الحقيقة التي كنت أرفض أن أراها هي أني وقعت في غرامك من أول نظرة.
ابتسمت بسخرية و قالت : حقا ، و ماذا عن فتاة المصعد؟
قال بحزن: أخبرتك أن لم يحدث ذلك.
أجابت بهدوء: أنا أخبرتك لم أهتم و لم يفرق معي شي ، أنا أخبرك بذلك حتي تتوقف عن قول أنك تحبني.
قال بحزن شديد: لكن أنا أحبك، و ما حدث في المصعد لم يكن مثل ما رايتي؟
أكملت سير و هي تقول: اري أن بهذه الحالة يأتي الليل و لم نصل الى الطريق،يجب علينا التحرك سريعاً ، و أفعل ما تشاء في حياتك و اجعلني أعيش في سلام بعيد عنك.
قال بصوت عالي: أقسم أن ما حدث في المصعد لم يكن الحقيقة.
لم تجيب و أكملت السير و هو خلفها.
وجدها تحاول تدفئة نفسها، نزع المعطف و قال بهدوء: أنا لم أشعر بالبرد.
لم تعترض أخذت المعطف لأنها من البشر الذين لا يحبون أو يتحملون درجة البرد العالية..
في مكان العصابة
تحدث الشخص المصاب الذي ضربه زين بخوف : اعتذر لم أكن أعلم أن مستر زين يخصك ، هو اعترض طريقنا و لم اجد حل إلا أن يأتي معنا حتي لا يبلغ سلطات الأمن.
دقائق حتي يستمع الطرف الآخر.
ثم قال: للاسف هرب هو و الفتاة.
دقائق حتي يسمع ، ثم قال: سوف نعثر عليهم بالتأكيد
اغلق الهاتف و قال: هيا يجب العثور عليهم، لكن انتبه من يعثر على الفتاة يقتلها ، لكن السيد زين لا يصاب بمكروه.
و انتشروا الرجال للبحث عن زين و زينة.
أما هما لم يتحدثون و ساد الصمت طويلا، و غابت الشمس ، حل الليل المظلم ، كان المكان مضئ على ضوء القمر...
قال زين: السير في هذا الوقت خطر
سألت : ماذا نفعل.
قال : يجب علينا الانتظار هنا.
نظرت حوالها و قالت: أين المكان الذي ننتظر فيه؟
أجاب: هنا تحت الأشجار لا يوجد حل آخر.
نظرت له بغضب و قالت: كل ذلك بسببك ، إذا عقلك فكر كنت طلبت الشرطة.
قال بحزن: اعتذر.
ذهبت و جلست و اسنتدت رأسها على الشجرة و جلس أمامها و استند على الشجرة المقابلة، و تحدث بهدوء: أعلم أن الأمر لا يهمك لكن من فضلك اسمعي الحقيقة مني.
لم تجيب ، أكمل هو: هذه الفتاة سميران ابنة عمي، تعشقني منذ الطفولة و لكن أخبرتها دائما انها أختي فقط.
لقد سمئت من هذه الفتاة أن تفهم، ما يزيد الأمور تعقيد أن ولادتها تشجعها على ذلك فقط لأجل المال، جميع العائلة تعلم أنها لا تعني لي شي، يوم المصعد فجأة وجدتها تقرب مني، كنت مصدوم لا أعلم ماذا افعل؟
قالت بهدوء: الفتاة لا تقترب من شاب إلا إذا هو اعطي لها المساحة الكافية لفعل ذلك ، و أيضا العكس صحيح.
أجاب بحزن: كلا زينة لم أفعل ، أقسم أني لم أفعل، هي من فعلت..
قالت بهدوء: طلبت أن اسمعك صحيح و أنا لم أقتنع بحديثك.
نظر لها بحزن و لم يتحدث.
كانت العصابة تبحث عليهم و هما معهم مصابيح لأجل الإضاءة.
فجأة سمع زين صوت خطوات ، أشار لها أن تصمت و لا تفعل صوت.
فتح عيونه بصدمة و هو يرى ثعبان كبير يسير على الشجرة التي خلف زينة و قريب منها.
و صل رئيس العصابة الى مكانهم، وضع المصباح أمامه و قال : أخيراً وجدتك ايتها المغرورة.
و صوب السلاح إلى وجهها..
وقف هو بصدمة، لا يعلم كيف ينقذها؟ إذا تحركت سوف يلدغها الثعبان، و إذا انتظرت سوف تقتل بالسلاح...
كان لا يستطيع التفكير، إذا كان في مواجهة الراجل، سوف يقتلها الثعبان، و إذا أمسك الثعبان سوف يقتلها الراجل..