رواية زين وزينة الفصل السادس عشر
يقف زين في حيرة،لا يعلم كيف يتصرف؟ يريد أنقذها بأي طريقة.
نظر لها و قال بهدوء: من فضلك لا تتحركي ، يوجد ثعبان خلفك لو تتحركي سوف.
و لا يستطيع تكملة الجملة أو التفكير فيها.
ابتسمت و أومأت رأسها بالموافقة.
وقف أمامها حتي يكون فاصل بينها و بين الشخص، و قال بهدوء: اخبرني لماذا تريد قتلها؟
قال رئيس العصابة: ابتعد من هنا، أنا لدي أمر أن أقتل هذه الفتاة.
قال زين بهدوء: لو تفعل ذلك لأجل المال ، سوف أعطيك كل ما تريد بدون تفكير.
قال بعصبية: ابتعد عنها و أرحل أنت.
كتمت أنفاسها عندما شعرت أن الثعبان يسير على ذراعها الأيمن.
كانت لم ترتدي معطف زين، فقط كانت تضعه على كتفها ، بهدوء نزعت المعطف من على كتفها الأيسر.
و بحركة سريعة لفت المعطف حوال الثعبان و نهضت سريعاً ،القت الثعبان على رئيس العصابة و هي تقول: ثعبان اتمني اني يقتلك ايها الحقير.
أخذ زين المصباح و ركض و هو و زينة.
كانوا يركضون بسرعة كبيرة ، و لا يعلمون أين يذهبوا؟ توقف زين فجأة و قال: انتظري.
نظر في الاتجاه المقابل وجد شخصين من العصابة ، قال : لازم نتخلص منهم.
قالت بهدوء: حسنا ، أنت تذهب من هنا و أنا من هنا.
جذب حجارة كبيرة من الأرض ، و أعطى زينة حجر.
فهمت ماذا يقصد بدون حديث؟
كل منهم ذهب في اتجاة ، و جاءوا من خلف فرد من أفراد العصابة، و ضرب الشخص على رأسه و فقد الوعي....
قال بابتسامة: احسنتي.
أشارت السبابة في وجهه و قالت بابتسامة: أنا فتاة أحب السلام ، و أنت تجعلني عنيفة.
وضع يده على خده ، و قال بابتسامة عريضة: هذا صحيح.
تحركت خطوتين و قالت: هل تتذكر هذا دليل أني لا أحب العنف؟
سار بجوارها و ابتسم و قال: بالطبع.
تحدثت بهدوء: اظن رجال العصابة كانوا خمس صحيح.
أومأ رأسه بالموافقة و قال: بالتأكيد الاثنين في مكان قريب من هنا، يجب أن نسير بحذر.
تنهدت بحزن ثم قالت: بالتأكيد عائلتي يشعرون بالقلق عليا، و احتمال يظنون اني لا اريد الحديث معهم.
سال: لماذا؟
نظرت له بغضب و قالت: بسب ما فعلت ، ظنوا اني على علاقة بك، رغم رفضي لك ، تذكر ماذا قولت لك منذ قليل؟ الفتاة أو الشاب لم يقترب أحد منهم إلا لو هما أعطوا له المساحة لفعل ذلك، و هما ظنوا اني أعطيتك المساحة لفعل ذلك..
قال بهدوء: لكن أنت لم تعطيني المساحة لفعل ذلك ؟
أجابت سريعاً: طبعا أنت تجوزت معي و لم أعطيك أي مساحة.
قال بهدوء: إذا من المحتمل تكون سميران فعلت معي ذلك، و أنا لم أعطيها مساحة لفعل ذلك.
قالت بعصبية: يكفي حديث في هذا الموضوع ، أنا أفكر في عائلتي و أنت تفكر في هذه الحقيرة،ما شاني بذلك؟أنا رأيت ما حدث ، أقفل هذا الموضوع.
قال بهدوء: بالتأكيد سوف اقوم بتوصليك إلى عائلتك و أنتِ بخير، لا تقلقي لو كلفني هذا الأمر حياتي ،سوف أفعل كل ما بوسعي حتي تعودي إلى المنزل.
لم تجيب و أكملت سير، لكن لا تعلم لماذا تريد أن يكون حديثه صحيح و لم يقترب من سميران؟ لماذا هي تشعر بالأمان و هي معه؟اسئلة كثيرة تدور في ذهنها تتمني أن يكون لها إجابة إلا أن هذا بداية حب.....
في مصر
كانت عائلتها و اصدقائها يحاولون الاتصال بها، و هي لم تجيب .
سعاد بدموع: أنت السبب يا يوسف زعلانة لما شكيت فيها.
قالت زهرة: مش وقتها يا ماما.
زياد يتحدث مع ياسر عم زينة: لسه يا عمي مردتش، خلي جدو عز يطلبها من رقمه هي حتي لو زعلانة ها ترد عليه..
فجأة قال يوسف : اخيرا ردتي يا زينة ، و الله العظيم،.
قاطع حديثه عندما وجد المتحدث ليست زينة، سأل بتوتر: من أنت؟
جاء الرد من الجهه الاخرى: أنا ظابط.
جلس بخوف و سأل: هل ابنتي بخير؟
أجاب الضابط: السيدة زينة يوسف عز الدين تم اختطافها.
صرخ بصوت عالى: اختطاف ، ماذا حدث ؟
أجاب الضابط : مازال التحقيق مستمر.
صرخت سعاد: بنتي، بنتي مالها.
قال يوسف بحزن : الظابط بيقول زينة مخطوفة.
قررت عائلة زينة كاملة و اصدقائها السفر الى لندن....
في قسم الشرطة
كان يجلس امير مع الضابط و يشاهدون تسجيلات الكاميرات ، كيف تم الاختطاف.
حدث أمير نفسه بغضب: سوف تدمر نفسك لأجلها، لماذا تذهب خلفها؟!
سأل أمير: ماذا نفعل الان؟
أجاب الضابط: تاكد سيد أمير أن نبحث في كل مكان عنهم.
مازال العاشق المهووس و المغرورة يسيرون بلا هدف.
قالت بتعب: لا أستطيع السير أكثر أنا متعبة.
قال بهدوء:يجب علينا أكمل السير لا يوجد حل آخر.
ثم ابتسم و قال: أنا مستعدة للمساعدة، طالما لا تستطيعين السير صاحبة الضحكة و العيون الجميلة.
قالت بسخرية: اشكرك لا أريد مساعدتك، لكن أخبرني لماذا تقول أني صاحبة الضحكة و العيون الجميلة.
سأل بهدوء: لا تعلمين أن عيونك جميلة و ضحكتك ساحرة.
قالت بهدوء: أنا لا أبتسم إلا قليل ، و عيوني ليست جميلة ، هي عيون طبيعية.
توقف عن السير وقف أمامها و قال بحب: دائما أنت مغرورة ، و الآن تكوني متواضعة.
أجابت بهدوء: ليس تواضع هذه حقيقة.
أخذ نفس عميق و قال: الحقيقة أني من وقت ما رأيت ضحكتك في المطار و أنا مثل المسحور ، و عندما رأيت هذه العيون يوم العاصفة و أنا ضائع.
نظر لها بحب و اعجاب شديد ، أما هي كانت تنظر إلى الأسفل و قالت بهدوء: هيا نكمل السير، و تأكد مستر زين أن بعد انتهاء هذا لا يمكن أن نجتمع أبدا.
ورفعت عيونها و نظرت له ، و هو نظر إلى عيونها.
توقف الزمن هنا، نظرت له ،لتجد في عيونها حب و خوف، أجل هي تسطيع قراءة كل هذا، لم تجد عيون بها رغبة ، كانت عيونه تشعرها بالأمان.
و هو غارق في سحر هذه العيون، يبحث فيهم لعل يجد نظرة تخبره أن يمكن أن يجتمعوا لكن للاسف لم يجد.
فاق من رحلة العيون على صوت طلقة نارية ، ركضوا سريعاً وقفوا خلف شجرة
سأل بخوف : أنتِ بخير.
أومأت رأسها بنعم.
صرخ فرد من العصابة على الآخر: هل أنت غبي لم تستطيع أصابة الفتاة؟
سأل و هو ينظر حواله: أين ذهبوا؟
قال بغضب: بالتأكيد هربوا ايها الاحمق؟
أشار لها و قال بهمس: لا تتحركي من هنا.
سألت: إلى أين تذهب؟
أجاب : سوف اتعامل معهم.
قالت : سوف اتي معك، هما اثنين.
قال : اسمعني هما يريدوا قتلك أنتِ ليس انا، لذا انتظري هنا.
قالت : لكن.
قال بابتسامة: من فضلك أعلم أنك لا تحبي العنف، لذا انتظري هنا.
ذهب بحذر ، كان كل شخص من العصابة ، يبحث في مكان، جاء من الخلف و لف رقبة الشخص الذي كان يحمل السلاح، سقط فاقد الوعي.
و اكمل بحذر حتي يبحث عن الآخر.
كان الاخر يحمل سكين في يديه اقترب منه زين، لكن قبل أن يفعل شئ ،اصاب زين بالسكينة في يده، و قال بغضب: أنا لا أريد قتلك لكن أنت تريد.
كان يضربه مرة أخري بالسكين ، لكن أبتعد زين سريعاً ، ظل الشخص يحاول إصابة زين و هو يبتعد، جاءت زينة الخلف ضربته على رأسها بحجر.
أبتسم و قال : شكرا لمساعدتك.
أخذ زين المصباح الذي كان معهم، و هكذا أصبح معهم مصباحين.
و قال: إذا انتهت بطارية هذا سوف نشغل هذا.
هي لم تعلم أن تمت إصابة زين، حتي هو يظن أن الإصابة خفيف، كان ينزف بغزارة بدون أن يشعر.
قالت بتعب: هيا ايها الشمس اشرقي.
قال: اظن يتبقي ساعات و يأتي الصباح.
كانت يغمض عيونه بألم ، و لم يتوقع أن الجرح كبير.
قالت بهدوء: زين أريد الاستراحة بعض الوقت.
كان سعيد أول مرة تنطق إسمها بدون مستر أو سيد أو ايها المختل، سأل بهدوء: ماذا قولتي؟
أجابت: أريد الاستراحة ب.
قاطع حديثها و قال: ليس ذلك، قولتي اسمي بدون القاب.
أبتسمت بسخرية: ما هذا الجنون؟ بحقك هذا وقت الرومانسية والدراما الخاصة بكم ايها الهنود.
أبتسم و قال: بالنسبة لي ليست دراما.
زفرت بضيق و قالت: لن اتحرك خطوة أخرى.
و جلست على الأرض و جلس أمامه ، نظرت حوالها و قالت: المكان مخيف جدا.
قال بحنان: لا تخافي أنا معك.
قالت بمزح: أنا أخاف لأنك معي.
وقعت عيونها على يدها التي تنزف، أخذت المصباح وجهت أمام يده، صرخت بخوف: زين يدك مجروحة.
قال بهدوء: جرح بسيط.
رفع يديه أنصدم من النزيف الغريز، لكن حاول يطمن زينة: لا تقلقي أنا بخير.
قالت بتوتر: يجب تضميم الجرح حتي يتوقف عن النزيف.
نظرت حوالها و قالت بقلة حيلة : لكن ماذا نفعل؟
قبض على يديه المصابة و قال بهدوء: أنا بخير.
قال بعصبية: عليك التفكير في حل ، ماذا نفعل؟ ياليت المعطف كان معنا كنت أخذت منه قطعة قماش.
أكملت بمزح: تعلم أن الساري الهندي افضل ازياء النساء.
سأل بعدم فهم : لماذا؟
قالت بابتسامة: كل الافلام و المسلسلات عندما يصاب البطل، تقطع البطلة الساري خاصتها و تقوم بتضيم الجرح.
أبتسم و قال: إذا أنا البطل و انت البطلة.
قالت بعصبية: هل هذا وقته؟
نظرت إلى حجابها ، كان الحجاب طويل جدا ، لذا قررت قطع قطعة قماش من الطرف.
سأل بهدوء:ماذا تفعلين؟
ابتسمت و قالت: الهندية تقطع الساري،. و المصرية تقطع الحجاب.
قالت بهدوء: مد يدك.
و أكملت بتحذير: لو كنت تستطيع تضميم جرحك كنت جعلتك تفعل لنفسك، سافعل أنا لكن إياك أن تحاول لمسي، أنا سوف أفعل دون لمسك، انتبه و لا تجعلني اندم أني اساعدك.
أبتسم و لم يجيب ، إزالة الدماء اولا وجدت أن الجرح في حاجة إلى خياطة كبيرة، قالت بحزن: الجرح كبير جدا.
أبتسم بحنان و قال: لا تقلقي.
ربطت الجرح، و قالت: هذا مؤقت.
قال بجدية: زينة يجب أكمل السير ، احتمال أفراد العصابة يكونوا هنا في أي لحظة.
نهضت زينة و أكملوا سير ، و كل خطوة يخطوها سوف تكون بمثابة تغير في مجري حياتهم.
كانوا ينظرون إلى بعض دون حديث، قالت لنفسها: غريبة ديما الصدفة تجمعني بزين، وقت مشكلة فرح و شمس هو اللي ساعدهم, هو اللي ضرب سلمى بالعربية، و لما ساعدني اسافر بطيارته الخاصة ، و دلوقتي مفكرش ممكن ايه اللي يحصل، فكر فيا أنا ، حتي لو كانت نيته مش كويسة كان بأن عليه لكان هو لا تخطى حدده معي بالكلام أو بالافعال ، أنا ليه بفكر كده، كل التفكير غلط بعيد عن أي حاجة افتكري أنه مش مسلم، كافر ، يعني تفكيرك حرام و انك تبصي عليه حرام، بلاش تضيعي نفسك و افتكري انك زينة يوسف عز الدين اللي عقلك اللي يتحكم فيها مش حاجة تانية، استغفر الله العظيم.
نظرت أمامها و هي تستغفر ربها.....
كان هو رغم أنه سعيد أنه قريب منها رغم كل ما يحدث ، لكن بداخله يوعد نفسه أنه سوف يحاول أن تعود إلى منزلها بأمان.
نظر لها و قال لنفسه: أحبك ، أحبك كل لحظة تمر تزيد من حبي ليكي أكثر، أعلم أننا مستحيل نلتقي ، لكن قلبي لم يفهم هذا الحديث، قلبي مشتعل بنار عشقك.
نظر أمامه ليكمل هذا السير الذي يرفض أن ينتهي.
اشرقت الشمس تعلن عن يوم جديد و مغامرة جديدة لزين و زينة.
ابتسمت زين عندما وجد الطريق العام، تنهد براحة ثم قال: أخيراً.
رفعت يديها إلى السماء و قالت: الحمد لله يارب.
نظرت إلى زين و قالت: ماذا نفعل الان؟
نظر على الطريق و أجاب:لماذا لا يوجد سيارات؟
سألت : هل تعلم هذه المنطقة؟
أجاب : كلا لا أعلم، لكن يجب علينا السير حتي نجد سيارة.
صرخت بصوت عالي: سير مرة أخرى.
سار أمامها و قال: هل يوجد حل آخر ؟
لم تجيب سارت خلفها ثم سألت: من يريد قتلي؟
أجاب بغضب: بالتأكيد شخص حقير حتي يفعل ذلك.
قالت بتعب: لا أتحمل التعب.
قال بابتسامة: الحل موجود.
قالت بغضب: اصمت أنا لست مثل الفتيات التي تعرفها.
نظر لها بحزن و لم يجيب ، قالت : هل قولت شئ خطا؟
لم يجيب ايضا، ثم قال بحماس: زينة انظري
نظرت إلى مكان ما يشير ، قالت: غريب منزل في هذا الطريق.
قال: هيا نذهب إليه.
عقدت حاجبيها بتعجب و سألت: نذهب إلى مكان لا نعلم عنه شيء.
سأل: هل تشعرين بالخوف؟
نظرت له بقوة و غرور و أجابت: زينة يوسف عز الدين لم تخشي الا الله.
أبتسم و قال: إذا هيا...
دقائق حتي وصلوا إلى المنزل ، نظروا لبعض بصدمة و قالت: ما هذا ؟
على جانب آخر
جاء رجال آخرين للبحث عنهم و معهم أمر قتل زينة مجرد أن رؤيتها...
كانت الشرطة تبحث عنهم في مكان , و تشاهد كل كاميرات المراقبة....
و بعد البحث المكثف لا تستطيع الشرطة الوصول إلى شئ ، لأن العصابة حجزت زين و زينة في مدينة أخرى و في غابات مهجورة .