رواية زين وزينة الفصل السابع عشر
وصلت عائلة زينة بأكملها إلى لندن، و كأنهم يأتون لأجل إحتلال لندن و ليس البحث عن زينة، فرفض اي فرد في العائلة أو أصدقائها البقاء في مصر و هما لا يعلمون اي شي زينة..
و كانت السفارة المصرية تبحث أيضا على زينة...
قال يوسف: نقسم بعض كده على عربيات، و الكل على البيت و أنا و ياسر ( اخو يوسف) و سامح
( اخو سعاد و سفير) نروح القسم و مش عايز نقاش كتير.
نظر له زياد ، قال يوسف : و زياد بس الكل على البيت و اي جديد نطمنكم، إنما نروح القسم كده يفتكروا جاين نحارب.
لم يعترض أحد.
أما عائلة زين لا يعلمون شئ ، لأن أمير لم يخبرهم، و ليس الأمر مريب بالنسبة لهم، لأن زين لم يكن يتصل يومياً بعائلته مثل ما تفعل زينة...
في القسم
سأل يوسف بتوتر: هل يوجد أخبار عن ابنتي؟
أجاب الضابط بهدوء ، و ياليت لم يجيب: نحن نبحث عنهم في كل مكان دون فائدة؟
عقد سامح حاجبيه بتعجب و سأل: عنهم، تقصد يوجد شخص غير زينة ضائع.
أجاب الضابط: أجل ، نحن نبحث عن السيدة زينة و السيد زين فير سينج.
نظروا لبعض بصدمة. سؤال واحد في ذهن الجميع: ماذا يفعل زين مع زينة؟
قال زياد: لم نفهم، هل تم خطف زين و زينة معنا؟
أجاب بهدوء: كلا ، السيد زين كان يريد مساعدة السيدة.
سأل ياسر: ممكن تشرح لنا كل التفاصيل.
فتح الظابط مقطع الخطف.
أغمض يوسف عيونه بحزن و اشتياق لها، ثم قال برجاء: من فضلك أفعل المستحيل ، أريد العثور على ابنتي.
أجاب بهدوء: نحن نفعل ما بوسعنا.
غادر زياد المكتب ليجيب على الهاتف الذي لم يتوقف عن الرنين.
أجاب بهدوء: ايه يا زهرة و الله ما عرفنا حاجة لسه.
رأى أمير ياتي، قال: اقفلي دلوقتي يا حبيبتي.
كان أمير يسير بدون حديث, قال زياد: مرحبا مستر أمير.
توقف أمامه و قال: مرحبا ، أظن أني رايتك من قبل.
قال زياد: اجل، أنا من عائلة زينة.
تحولات ملامحه إلى الغضب و قال: المغرورة.
أجاب زياد: اجل، لكن لماذا كل هذا الغضب؟
أجاب بحزن: لان صديقي يدمر حياته بسبب هذه المغرورة.
سأل بهدوء: ماذا تقصد؟
قال أمير بهدوء: هل رايت الفيديو ؟
أومأ رأسه بالموافقة ، أكمل أمير: أقصد ذلك، هو يعشقها و هي لا تكنن له أي مشاعر، هو يدمر نفسه لأجلها.
قال زياد بهدوء: الآن يجب علينا التفكير حتي نعثر عليهم.
قال أمير بتعب و حزن: هذا ما يشغل تفكيري، الشرطة تبحث و لم تعثر عليهم.
قال زياد: أن شاء الله خير.
أما زين و زينة ينظرون بصدمة إلى هذا المنزل.
قال زين بتعجب: غريب وجود منزل في هذه المنطقة المهجورة.
أجابت بعصبية: غريب وجود منزل و ليس غريب مظهر هؤلاء الشباب و الفتيات.
أبتسم و قال: غريب بالنسبة لكي، لكن بالنسبة لهؤلاء هذا أمر طبيعي.
نظرت له بغضب و قالت: أنت محقا، أمر طبيعي بالنسبة لك و لهم.
و أكملت بشعور الغيرة: ماذا أتوقع منك؟
فهم أنها تقصد سميران، و قال: أخبرتك.
قاطعة الحديث بصوت عالي: لا أريد سماع نفس الحديث.
سأل بهدوء: إذا ماذا نفعل الآن ؟
أجابت بعصبية: لا أستطيع الدخول هنا.
كان يوجد داخل المنزل، فتيات و شباب كثيرة يرتدون ثياب سباحة، و يحتسون الكحول،
و يرقصون بجنون، كان يحدث في المنزل كل ما يغضب الله.
أخذ نفس عميق و قال: زينة لا يوجد حل آخر ، انظري حوالك لم تمر سيارة من هنا.
قالت بهدوء: أذهب أنت أسأل عن هذه المنطقة ، و كيف نستطيع العودة؟ و أطلب منهم هاتف.
أجاب بهدوء: حسنا، انتظري هنا من فضلك.
أومأت رأسها بالموافقة و انتظرت و هي لا تنظر إلى داخل المنزل و تستغفر الله.
دلف زين إلى المنزل، و قال بهدوء: مرحبا.
نظر له الجميع بسعادة و ركض الجميع عليه، رفعت عيونها عندما سمعت صرخات، لتجد أن هذه الصرخات دليل على سعادتهم لرؤية زين، رأت الفتيات يركضون عليه و عانقوا.
و هو لم يعترض، و هنا شعرت زينة بالغيرة ، سألت نفسها : في ايه يا زينة، افتكري انتي مين، اكيد دي مش غيرة، اكيد ده مش حب، أحب ده ، طيب ازاي بعد كل ده ، احب واحد مختلف عني في كل حاجة ، و الاهم مش مسلم، بس أنا ليه حاسة بنار و أنا شايفة البنات قريبة منه كده، معقول أنا أول مرة ظهر زين قدمي كانت من سنة، اللي محصلش في سنة كاملة يحصل في يومين كده، ازاي ، اكيد أنا حاسة كده لأنه وافق جنبي بس.
لا تستطيع تهدئة نفسها ، صرخت بصوت عالي: زين.
أبتسم إلى الفتيات و قال: المعذرة فتيات.
ذهب إليها و سألت بصوت عالي: هل حدث شيء ؟هل سألت كيف نذهب من هنا؟
هل أحضرت الهاتف؟ هل سألت عن هذا المكان؟هل سألت إذا ممكن يقوم أحد بتوصيلنا؟
بالتاكيد لا ، أنت مشغول مع الفتيات.
قال بندم: اعتذر، سوف أفعل الآن.
قالت بعصبية: لا تفعل شئ.
ذهب إلى الداخل، و هي تكاد تنفجر من الغضب، منه و من الفتيات، و من نفسها أولا.
تحدث زين مع الشباب، و علم أن هذا المكان في غابات مهجورة ، و هذا المنزل قديم، لصديق لهم يأتون إلى هنا لأجل المرح بعيد عن صخب المدينة، و علم أيضا أنهم ليس معهم سيارات و أن الحافلة اوصلتهم هنا و سوف تعود بعد ثلاث أيام.
ذهب إليها و أخبرها الحديث، لكن هي لم تجيب و ملامح وجهها غاضبة، ثم سألت: أين الهاتف؟
أجاب بهدوء: اعطوني هاتف لكن للاسف لا توجد إشارة هنا.
قالت بحزن: إذا لا نستطيع التحدث مع أحد.
قال بهدوء: سوف أصعد إلى سطح المنزل، و أحاول.
سألت : و أنا أين أذهب؟
أجاب : انتظري في الداخل أو تأتي معي.
نظرت إليهم و قالت بتذمر: لا يمكن الجلوس هنا.
قال : إذا هيا.
دلف زين و هي خلفها ، جاءت فتاة على زين بدلال و هي شبه لا ترتدي شئ ,وضعت يدها على كتفه ، لكن هو أبتعد عنها.
سالت الفتاة: هل هذه الفتاة حبيبتك؟
كانت تجيب و تقول ،لا ، لكن هو قال بابتسامة: أجل هي حبيبتي.
نظرت لها الفتاة باشمزاء و رحلت.
كانت تتحدث لكن تحدث هو : أعلم أن هذا غير حقيقي ، لكن كان يجب قول ذلك، حتي لا يحاول أحد الاقتراب منك.
قالت بعصبية: لا أحد يستطيع الاقتراب مني، ثم إني حببيتك هذا يمنعهم من الاقتراب مني.
قال بهدوء: انظري حوالك من فضلك.
نظرت حوالها وجدت الفتيات ينظرون لها باشمزاء، أما الشباب عيونهم تنظر لها بجرأة وقاحة..
أكمل هو: زينة، أنتِ بالنسبة لهولاء الشباب مثل الفاكهة المحرمة يريدون تذوقك، عكس هذه الفتيات كل شيء مباح.
قالت بهدوء: إذا هيا نصعد إلى الاعلي ، لعل نستطيع الاتصال بالشرطة.
صعد زين و زينة إلى سطح المنزل.
كان زين يحاول الاتصال، أما هي عيونها جاءت إلى حمام السباحة ، نظرت له بخوف.
نظر لها زين و سأل: هل أنتِ بخير؟
الجميع يسألها هذا السؤال، و هي تجيب أجل أنا بخير، لكن هي ليست بخير، و لا تعلم لماذا الآن تريد التحدث ؟! لا تعلم لماذا الآن يعجز لسانها عن نطق جملة أنا بخير؟
سأل بتوتر: زينة هل تسمعني؟ هل أنتِ بخير؟
نظرت له و أومأت رأسها بالرفض، و قالت بحزن : كلا أنا لست بخير، منذ زمن و أنا لست بخير، منذ سنوات و أنا لدي شعور أني لست بخير.
اقترب منها بخوف و سأل: ماذا حدث ؟
ابتعدت خطوتين و قالت: أنا متعبة، متعبة
قال بحزن: بالتأكيد بعد ما حدث معنا.
أومأت رأسها اعتراضا و قالت: كلا أنا متعبة منذ سنوات و لا أستطيع تخطى الماضي، الجميع يرى أن ما حدث أمر طبيعي و يحدث مع الكثير لكن أنا لا أستطيع ، لا أستطيع.
قال بهدوء: اخبرني ماذا حدث ؟
جلست على الأرض و قالت: لماذا أخبرك؟ و لماذا أنا لدي رغبة في التحدث الآن ؟
جلس أمامها و قال: عندما يأتي الوقت و يمتلئ الوعاء، لا يستطيع الإنسان الصمت بعدها، تحدثي و أنا اسمعك، و كأنك تتحدثين مع نفسك.
هو محقا هي لا تستطيع الصمت الآن ، تريد التحدث معه هو فقط، ليس شخص آخر.
أخذت نفس عميق و قالت: منذ سنوات تعرضت صديقتي إلى الحادث و أنا أرى أني المذنبة ، أنا التي قتلها.
صمتت فترة و هو لم يتحدث ، لا يريد قطع حديثها ، أكملت هي بحزن: كنت أبلغ من العمر خمس عشر عاماً.
تغيرت ملامح وجهها إلى الابتسامة و قالت: لم أخبرك عن اصدقائي ، مريم و سلمى أنت تعرفت عليهم، يوجد أحمد و آدم و طارق و مرام.
و تغيرت ملامح وجهها مرة أخرى إلى الحزن و قالت: أنا و طارق و مرام نسكن في نفس المنطقة، الفرق بينا أيام فقط، كنا مثل الاخوات و أكثر ، كنا دائما معنا، كان طارق دائما يقول أن أنا أخته و مرام حبيته و سوف يتزوجها، كنا نقسم كل شيء على ثلاث.
حتي جاء اليوم الذي ذهبنا الى رحلة في الغردقة، منطقة سياحية في مصر،مع عائلتنا.
قضينا أجمل سبع أيام ، و في اليوم الأخير في الليل ، قررت مرام أن تذهب الى البحر بدون معرفة أحد، و تسبح، حذرت مرام أكثر من مرة لكن هي كانت عنيدة.
خرجنا بدون معرفة أحد ذهبنا الى البحر ، و هي قفزت إلى البحر بسعادة و حماس، أما أنا انتظرت في الخارج، ظلت أقول لها، هيا مرام، هيا لكن هيا كانت تشير لي بسعادة، و فجأة....
أغمضت عيونها بخوف شديد، و أكملت: انقلب كل شيء ، عاصفة قوية ، رياح شديد، صوت الرعد مرعب، مع السماء التي تضيء بالبرق،و الامواج ابتلعت كل شيء ,كان تستغيث ، تطلب المساعدة مني دون أن تنطق بحرف، أنا كنت مثل الغائبة عن الواقع، أقف بلا حراك،و لا أفعل شيء ، فقط أشاهد بصمت، لم أصرخ ، لم أذهب اليها لعل أستطيع مساعدتها، فقد أشاهد بصمت، صمت قاتل، حتي رحلت مع الامواج ،و أنا مازلت مثل أنا لا اتحرك....
بعد وقت جاء طارق ليبحث عنا، جاء لي و سأل : أين مرام؟
لم أجيب أشارت له إلى البحر، نظر بصدمة و عدم تصديق ، و رحلت مرام في حادثة لم تكن أول و أخر حادثة ، لكن أنا لم أستطيع التخطي، لم أستطيع النسيان، أشعر بالندم أني لا أستطيع مساعدتها، أعلم أن هذا القدر، لكن كان يجب عليا المحاولة، لكن أنا لم أحاول، لم أحاول.
صمتت فترة و هي تتنفس بصعوبة و أكملت بدموع: الجميع يسالني هل أنتِ بخير زينة؟نعم أنا بخير، أنا بخير، لكن أنا لست بخير، لست بخير، أنا لم أبكي أمام أحد ، لكن أبكي و أنا بمفردي ، أتذكر كل ذكريات مرام، لم أستطيع النسيان، عندما تسوء الأحوال الجوية أتذكر ما حدث، عندما علمت أن إبن اختي تعرض للغرق تذكرت ذكريات هذه لليلة ، أحاول النسيان لا أستطيع.
إزالة دموعها و نظرت له وجدت أنه يبكي مثله، و دموعه كانت كفيلة أن ثبت لها أنا مشاعره حقيقية ،و أنه يحبها حقا.
سألت بحزن: لماذا تبكي؟
أجاب بحزن: لأنك تبكي.
قالت بدموع: أنا أبكي لاني حزينة.
أجاب بحزن: و أنا حزين لأنك حزينة.
قالت بهدوء: حسنا سوف أتوقف عن البكاء و أنت أيضا.
أبتسم و قال: حسنا.
سألت بهدوء: أخبرني هل حزني مبالغ فيه ، مثل ما يقول الجميع؟
قال بهدوء: كلا زينة ليس مبالغ فيه ، لكن الحزن مثل البئر المخيف ، يبتلع كل شيء ، لذا حاولي النسيان، حاولي تخطى الماضي لأجل الحاضر.
قالت بهدوء:زين شكرا لك على كل شيء.
نظر لها بتعجب و سأل: المغرورة تقدم الشكر، ماذا حدث لهذا التغير؟!
أجابت بهدوء:كنت جيد معي في هذه الرحلة.
نظر لها و قال بحب: لم أفعل شي .
نهض من مقعده و قال: هيا نهبط إلى الأسفل ، و نبحث عن الحمام.
في الدور الثاني
قالت زينة بتوتر:أخشي دخول الحمام، من المحتمل وجود كاميرات مراقبه.
دلف الى الحمام، و تفحص الحمام بشكل جيد، نظر لها و قال: لا يوجد شيء.
أومأ رأسه بالموافقة ، و قالت : حسنا.
دلف زينة الحمام، و أنتظر زين في الخارج.
بعد وقت خرجت زينة ، و معها صندوق إسعافات اوليه و قالت: أغسل يدك جيد، ثم نطهر الجرح.
أبتسم و قال: حسنا.
قالت بهدوء: أريد مكان لاجل الصلاة.
نظر حواله و قال: نبحث في أي غرفة من الغرف.
قالت بهدوء: سوف أنتظرك هنا، لا أستطيع دخول أي غرفة بمفردي، هذا المكان مريب.
جملتها كانت بمثابة منعشة لقلبه، و سأل نفسه: هل هي تشعر بالأمان معي؟
بعد وقت
يقف زين أمام باب الغرفة ، و زينة في الداخل تؤدي الصلاة.
و صعدوا مرة أخرى إلى السطح ، كان يحاول الاتصال و أخيراً تم الاتصال بالشرطة، و تحركت الشرطة لأجل الوصول إلى مكان زين و زينة...
تجلس زينة على الأرض و هو أمامها و هي تعالج الجرح، قالت : هذا جرح عميق، مجرد أن نعود يجب عليك زيارة طبيب.
أبتسم و قال: ما رايك تخبريني عن نفسك؟
أجابت بابتسامة: من أنت حتي أخبرك عن نفسي؟
أبتسم و قال: هل تسمح لي أخبرك عن نفسي؟
سألت بفضول: اخبرني عن علاقتك مع سميران.
زفر بضيق و قال: أخبرتك لا توجد علاقة بيني و بينها.
قالت بهدوء: هيا تحدث عن نفسك.
بينما كانت العصابة الجديدة يبحثون عن زينة.
قال فرد من العصابة: هذا المكان مهجور، لكن يوجد منزل قريب من هنا، من المحتمل ذهبوا إلى هناك.
ذهبت أفراد العصابة الى المنزل.
كان زين و زينة في الاسفل، و قالت باشمزاء: كيف هؤلاء الشباب يفعلون ذلك؟
نظر لها بحب و قال : ليس الجميع مثل زينة يوسف عز الدين.
و صلت العصابة، ابتسموا بسعادة عندما وجدوا زينة.
أخرج رئيس العصابة السلاح و هو يصرخ : زينة.
نظرت زينة و زين على الصوت ، وجد زين السلاح مصوب على زينة، وقف أمامها بحماية، و كانت خرجت الرصاص لتصيب زين.
و تحول المكان إلى فوضى عارمة من صرخات الفتيات و ركض الشباب، و مع وصول الشرطة، و لكن هربوا العصابة مع الفوضى.
كانت تنظر بصدمة، لم تصدق ما حدث ، صرخت بصوت عالي: لماذا فعلت ذلك؟
التفت لها و قال : لأني أحبك ، أنا أحبك.