رواية ابتسامة الشيطان الفصل السادس عشر بقلم اسماء ندا
استغل كوبر انشغال المهاجمين بالانقضاض على سيارة لوسيفر، وقام هو بالانعطاف وأخذ طريق آخر للوصول إلى قصر ارس، وكما توقع لم تتبعه أو تعترضه أي سيارة للأعداء، فكان كل اهتمامهم مهاجمة سيارة فيكتور فقط، انطلق خلفه أربع سيارات دفع رباعى للحرس، وقام بالاتصال بعامل اسطبل الخيول وأمره بالإنطلاق ب المهرة السوداء التى تخص لوسيفر، تجاه قصر البوس (لقب أرس ريمور) من الطريق المختصر بين القصرين، ثم اتصل بابن أخت فيكتور وأخبره على الهجوم، ليجئ الرد بأنه بالفعل متواجد برجاله داخل حديقة القصر ويتبادل النيران مع مئات الملثمين الذين يحاولون الفرار من نيران مدفعية (مدفع يشبه لحام الحديد يخرج نيران كثيفة) تندفع تجاههم آتية من جهة مخزن الخمور، غير أصوات تبادل الرصاص من داخل القصر بذاته، وهذا يجعل تكهن عدد المهاجمين صعب.
داخل سيارة فيكتور بعد ان استلم رسالة من كوبر بانطلاق المهرة تجاههم، صاح وهو يجذب أسلين التى كانت قد سحبت سلاح من درج السيارة وأخرجت نصف جسدها من النافذة وبدأت باستهداف أطارات السيارات المهاجمة، وكانت سيارة الحرس التى يقودها راؤول من جهتها يحاول قدر الإمكان الاندفاع أمام السيارات المهاجمة كي يفصل بينها وبين تمكنهم من إصابة أسلين ،بعد ان ترك سلاحه على قدميه
-تبا يا فتاة، استهدفي الرأس لا الإطارات، اخبرك شئ ارفعى مقعد الاريكة بالخلف واخرجى المدفع المتوسط واطلقى على الإطارات، لحين ظهور مهرتك السمراء، سوف اهدا السرعة تقفذى من السيارة وتركبى المهرة وهى سوف تأخذك إلى قصر والدى
-حسنا، لكن، تبا لك ولوالديك ولمن اراد العمل لديكم
-نتحاسب على ذلك فيما بعد، أسرعي
امسك بالسلاح الذى كان معها وقام بإطلاق بعض الرصاصات من النافذة المجاورة له بيده اليسرى، وكان قد امسك مقود السيارة بيده اليمنى، انحنت هى للخلف ترفع قاعدة الأريكة وترى كم هائل من الأسلحة فتصرخ
-تبا، هل هذه سيارة أم مخزن أسلحة
جذبت مدفع متوسط الحجم ثم وضعت به ذخيرة كانت بجوارة، وبعدها ثبتت الحامل على كتفها بعد ان خرجت من سقف السيارة، أطلقت أول قذيفة على مقدمة سيارة من الجانب، حتى تلمسها فقط القذيفة، قاصدة أن لا تنفجر و تؤدى الى موتهم ولكن قوة الارتطام سوف تقلب السيارة بالتأكيد هذا ما ظنته، ولكن ما حدث كان مجرد لمس الذخيرة اول السيارة انفجرت ودمرت السيارة تماما مع اشتعال النيران بها، مما ادى الى محاولة فرار باقى السيارات، ولكن انطلق خلفهم راؤول ومعه ثلاث سيارات يطلقوا عليهم الرصاص، وبنفس الوقت ظهرت المهرة وبدأت بالاقتراب من السيارة مع تهدئة فيكتور سرعة السيارة وسط صراخ اسلين
-توقف، انهم يحترقون، لم اقصد ذلك
-هل اعتقدت عندما تطلقين عليهم قذيفة من مدفع سوف تدغدغهم يا فتاة، بالطبع سوف تنفجر ويحترقون، لكن لا تقلقى قد تحولوا إلى أجزاء مع سيارتهم قبل الحريق
نظرت له بصدمة وقالت :-تمزح، لقد قتلت توى اشخاص وانت تمزح
-على ما اتذكر انك قتلت أدوارد بوضع مادة حارقة في أنابيب التغذية
-نعم حاولت فعلها ولكن لم انجح، ولكنه يستحق ذلك، لقد كان موجود وقت قتل ابى واختفاء أمى، وان عاد الوقت سأعيد ما فعلت، لكن هؤلاء
-هؤلاء ماذا، اما نموت نحن او يموتوا هم، هكذا الحياة، نحن او هم
-لا، يوجد الف طريقة، اخافتهم، تدمير ما يمتلكون دون قتلهم
-هيا، اركبي المهرة وانطلقى الى مخزن الخمور هناك سوف تجدى أُستلين
-وانت!
-سوف اذهب الى القصر من مكان اخر
قبل ان تنزل تذكر أن والدتها سوف تكون هناك وانها ليست مستعدة بعد لملاقاتها، فاشار الى السايس(مدرب الخيل) بان ينطلق تارك اسلين خلفه، وما ان ابتعدت المهرة، نظرت اليه فاشار لها بالعودة إلى السيارة وقال
-من المحتمل أن المهرة فزعت وهربت بالسايس
-وماذا الان؟
-تأتين معي لا يوجد اختيار
انطلق بالسيارة وخرج عن المسار الذى كان يتبعه اولا، ثم امسك هاتفة واتصل على دايمون متحدث بالروسية أملا ان تكون لا تعرف اللغة
-اين موقعك الان؟
-فى قلب القصر، ان اعدادهم كثيرة ويوجد دعم لهم بالطائرات، لكن بعد انزال اول عشرين رجل، شئ ما حدث من أعلى القصر أدى إلى تساقط طائرتين واصابة ثالثة وهروب اثنان
-جيد، هل يوجد طريق آمن لنقلهم من مخزن الخمور دون الظهور فى محيط القصر
-لا، تبا لقد حاوطوا المدخل لا اعلم كيف ذلك لقد جاءهم على ما اعتقد سيارات دعم، لحظة ان جزء منهم يطلقون الرصاص خلفهم، والجزء الآخر فى مواجهتنا، جيد استطيع رؤية رجال كوبر، مهلا لما نتحدث الروسيه هل تم الامساك بك
-لا، لا، فقط يوجد أشخاص لا اريدهم ان يفهموا ما نقول، كم شخص حى داخل القصر من الملثمين
-لا يوجد، ان الجحيم انهت عليهم قبل مجيئنا ثم اختفت
-الجحيم، هى هناك، كيف ذلك وهى تجلس الى جواري
أجابت اسلين دون انتظار بروسيا جيدة:-انا لست الجحيم، ولكنها تواصلت معى واعطتني دليل ادانة ادوارد
-سحقا، من هي تلك المرأة، عادة الشكوك لنقطة الصفر إذا
**********************
داخل الانفاق اسفل قصر عائلة ارس ريمور مع اقتراب وقت الظهيرة، كان الخدم ومن ضمنهم أُستلين ووالدتها، لا زالوا يسمعون أصوات تبادل إطلاق الرصاص، حين فتح باب سري من خلفهم محرك احدى الحاويات التى مثبتة على الجدران، وظهرت المرأة المقنعة، فتوجهت لها أُستلين الصغيرة مسرعة و ارتمت فى أحضانها، تهدئ من روعها وتهمس لها
-لا تخافى، صغيرتي، هيا الان خذي امك والجميع واخرجى من ذلك الممر، تحركى مع العلامات التى تركتها لك، سوف تخرج بك الى خارج محيط القصر، هناك سوف تجدين رجال أدريان، لا تخافى لقد قابلته وشرحت له وهو سوف يساعدك
-ولكن كيف علم؟
-لم اجد مفر الا الاتصال به وجاء مسرعا، هيا لا وقت لدينا انطلقى وانا سوف اتى لكم فيما بعد على ابطأهم حتى لا يصلوا إليكم
تحركت أُستلين ومن معها متابعة تلك العلامات، أما المرأة الملثمة فعادت من طريق آخر فى النفق لتصبح قرب المدخل الرئيسي للقصر من الاسفل، ثم جلست دقائق تحضر مدفع النيران استعداد لخروجها ودخول القصر من الامام وتنضم إلى حراس الدعم القادمين مع فيكتور،حسب جهاز التتبع الذي جعلت أُستلين الصغيرة ذات مرة تضعه فى ساعة اليد التي يرتديها فيكتور.
اغمضت عينها تنتظر توقف تلك الاشارة التى تنبعث من ساعة فيكتور، وهى تتذكر عندما صعدت إلى اعلى القصر ومعها ذلك السلاح المضاد للطائرات، وبعد ان اسقاط طائرتين وإصابة الثالثة، رأت ادريان هو و رجاله يتسللون من الحديقة التى خلف القصر، فرفعت مسرعة الهاتف واتصلت عليه، فتوقف مشيرا لرجاله بعد ان لمح ظل شئ ما باعلى القصر، و امسك هاتفه ليوقف الرنين ولكنه فتح بالخطأ، فصاحت هى
-لما تفعل ذلك ادريان؟ الم تستسلم وتترك قاتلى حيا
-من؟ معشوقتي! أنت على قيد الحياة، اقسم لك لم اتركه، لقد كنت اسعى خلف ادوارد و تلك الطبيبة، لم اكن اتصور ابدا ان يكون اخيك خلف ما حدث لك، ولكن عندما عرفت جئت كى انتقم لك
-أحمق، وما ذنب النساء والخدم، منذ متى ونحن ندخل المسلمون داخل دائرة انتقامنا، لا وقت للكلام والشرح الان، عليك حماية أُستلين الصغيرة فهي السبب الرئيسي فى كونى لازلت على قيد الحياة انتظرها باخر ذلك الطريق خارج نطاق القصر بجوار مجرى النهر، هيا و بعد انتهاء ما يحدث هنا سوف اتي اليك
أفاقت من سرحانها على اهتزاز الساعة بيدها،التى تدل على وصول فيكتور، ثم رفعت الجزء الحديدي الذي أعلاها وخرجت من النفق فى مواجهة كوبر، و قبل أن يهاجمها صاحت به
-انا معكم كوبر، اهدأ لقد وصل فيكتور، هيا
كوبر:- تبا، لم تموتي أُستلين، لقد حرقت عائلة إدوارد احياء فرد يليه فرد من أجلك
-نعم، اعلم، استمتعت بما فعلت، وكنت سعيدة انك لم تدخل النساء فى انتقامك
-فيكتور من منعني
-سحقا لك انت وادريان وما ذنب النساء ان لم يحملن سلاح ضدك
رفعت يدها فى وجهه واكملت :- ليس الان ،ها هو شيطانى قد وصل
اتجهت له دون ان تعى انها لازالت ترتدى القناع وقامت بحتضانه وكاد هو ان يدفعها ولكن يد كوبر امسكت ذراعيه وهو يصيح
كوبر:- أنها عمتك، لا تكن احمق مثلى، هيا لم يتبقى من الكثير
-اريد خمس منهم أحياء
صاحت أسلين :- اتركوا الباقي أحياء وليس خمس ودعوهم يذهبوا
صاح الثلاثة بها :- يذهبوا
فيكتور مبتسم نص ابتسامة :-نعم يمكنهم الذهاب بعد ان اعلم من ارسلهم
أستلين (العمة) :-لا اعدك ان يتبقى احد حيا تسأله ولكن انا اعلم من خلفهم ولن اخبرك، الان على الاقل، لا اريد والدك ان يعلم بوجودي، فهمت
كوبر ضحك وهمس اعتقد استطيع التخمين
أشار فيكتور الى اسلين وطلب منها الانتظار فى السيارة لحين مرورهم والوصول إلى أخته ومن معها فى امان
-لا تخرجى من السيارة إن أردت لتلك المربية بدار الرعاية أن تكون بأمان
-انت تعلم، من انت؟
-انا اعلم انها مربية ولكن لا اعلم ما علاقتك بها، سوف نتحدث فيما بعد، لماذا توقف صوت الرصاص؟
نظروا جميعا تجاه القصر وكان أرس خارجا منه وخلفه دايمون والكثير من اتباعه وجميع من كانوا فى المنتصف بينهم تم القضاء عليهم،
أُستلين :- تبا سوف يراني
جذبتها أسلين ثم دفعتها داخل السيارة ووقفت بجوار السيارة كى تخفيها ولكن فيكتور كان أسرع وضغط على جزء فى السيارة من الامام غير جميع الزجاج الى اللون الاسود كى يخفى ما بداخله، واقترب كوبر من فيكتور وهمس
-لما لا تريد اخوها ان يعرف
-لأنه هو من حاول قتلها وفشل
-تبا انه أخوها الأكبر، و لكن أنا رأيت ادوارد وهو يهرب
-أرس من استخدمه
-إذا كنت تعلم
-هل فقدت الذاكرة ، انا كنت مقيد بمخزن الخمور
-لكن كنت فى حالة إغماء، واتذكر جيدا انك اخبرتني ان ارس حبسها كى يعاقبها فقط ولكنه لم يكن يعلم بتسلل ادوارد
-هذا ما كنت اعتقده وقتها، ولهذا ساعدتك فى الانتقام من ادوارد، ولكن قبل موت ادوارد واجهته وعلمت منه أنه لم يقتلها وإن أرس من فعل ذلك، واسمعنى الدليل المسجل لحديثه مع ارس
-انا راحل، هو اباك، سأقتله انا بيدى ان ظللت هنا
-كوبر، العمة فى السيارة على قيد الحياة، وهى من يحق لها وحدها الإقرار
-وأنت ألن تدافع عنه
قبل ان يجيب كان ارس ريمور وصل إليهم ووقف خلف كوبر وقد استمع لسؤاله، فقال بغضب وهو يمسك ملابس فيكتور
-يدافع عن من؟ هل تعلم من خلف ذلك الهجوم وسوف تدافع عنه
