رواية هالة الفصل الثامن عشر 18 بقلم جميلة القحطاني

        


 رواية هالة الفصل الثامن عشر بقلم جميلة القحطاني


كانت مربوطة من إيديها، ومغمية عليها، وكل اللي سمعته كان صوت خطوات ثقيلة… ثم صوت رجولي منخفض، فيه نبرة سلطة:أهو كده أحسن… بعيد عنهم… هنفهم كل حاجة سوا، يا هالة.
بس ملامحه كانت مخفية… وهي مش شايفة غير ظله.
سراج العزايزي، الوريث صاحب الجبروت، اللي يملك نص الفيوم، رجع في السر لقصر جده مهران، وقال لمساعده:محدش يعرف أنا فين… ومحدش يسأل على البنت.
وفي لحظة صمت، صهيب وهو قاعد قدام صورة ندى، وعد بصوت منخفض:أنا هلاقيك يا هالة… وهعرف مين اللي خطفك. ومش هرحم اللي عمل كده، حتى لو كان جاي من أعتى السلاسل.
النهار قرب يخلص، والشمس بتغيب على أطراف المدينة، وفارس راجع من زيارة قصيرة لدار الأيتام اللي بيدعمها في السر، من غير ما يقول لعيلته.
كان ماشي في شارع هادي، فجأة حس بخطوات وراه.
لفّ، شاف شاب غريب، عينه مش ثابتة، وإيده في جيبه.
فارس:في حاجة؟ بتراقبني ليه؟
الشاب الغريب: كنت مستنيك… الرسالة دي مش هتوصلك.
وفجأة، بدأ الشجار.
فارس حاول يدافع عن نفسه، بس الشاب كان مدرّب، وكأنه جاي يخلص المهمة بسرعة.
وطعنة مفاجئة وقعت فارس على الأرض.
في المستشفى، عيلة الدمنهوري كلها اتجمعت في حالة هلع…
 كمال الدمنهوري والد فارس كان بيصرخ: ابني؟ ليه؟! ده في حد بيستهدفنا!
 عاصم الجد واقف ساكت… عينه مليانة غضب وحسابات.
الشرطة تلاقي الجاني مقتول تاني يوم.
لكن الغريب إن الجثة مش كاملة… وأصابع يده مقطوعة، كأن القاتل عايز يمحي هويته.
في موبايل الجاني، رسالة صوتية محذوفة جزئيًا:لو فشلت، متقلقش… فارس مجرد البداية.
استفاقت هالة على صوت خافت، كأن الريح تعزف على نافذة مكسورة.
عينها فتحت ببطء، لكن الصورة كانت مشوشة…
الجدران لونها رمادي باهت، الستارة تميل برقة، وفيه رائحة غريبة في المكان…
لكن الصدمة الحقيقية كانت لما نظرت بجانبها…
سراج نايم جنبها، صدره العاري ظاهر، ووشه هادي كأنه نايم بعمق.
الغرفة غريبة، الأثاث غريب، السرير حتى له ملمس خشن غريب عنها.
تعليقات