رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الثامن عشر بقلم اسماء عبد الهادى
ضمت شفتها بغيظ ومن ثم عضت عليهما تتمنى لو كانت ابنتها أمامها فتأكل ذراعها عضا غيظا منها وتحدثت بتوعد
_ماشي يا ملك بقى تخدعيني وتهربي من غير ما تقولي وكمان لا تتصلي ولا تتطمني على أمك...ياخسارة البطن اللي شالتك .
كان يرقد على الأريكة بكسل، يقلب قنوات التلفاز باحثا عن قناة تعرض ما يبغيه ..وعندما سمعها تقول هذا وتتآكل من الغضب من ابنتها هتف بصوت رخيم
_انتي شاغلك دماغك بيها ليه..كويس انها غارت وريحتنا .
ثم أردف حديثه لنفسه بأعين تشع طمعا
_رغم اني كنت هكسب من وراها ياما بنت الإيه دي .
نفخت سناء وهوت جوار زوجها وتحدثت بحزن
_صعبان عليا نفسي يا خويا البت مطمرش فيها حاجة وماصدقت انها بعدت عني ...ده انا كنت قايدالها صوابعي العشرة شمع .
أخرج زوجها علبة السجائر من جيب قميصه وأشعلها ومن ثم نفث دخانه في وجه سناء وتكلم بصوت ذئب ماكر
_تلاقيها شافتلها شوفة هناك وأهي بعيد عنك من غير ظابط ولا رابط
تغيرت ملامح وجه سناء للعبوس
_من غير ظابط ازاي ... ده ابراهيم أخويا هيمشيها على عجين متلخبطوش .
_الله.. اومال واجعة دماغك وقرفاني ليه على المسا يا ولية
امتعض وجه سناء لتهتف بشرود
_علشان كنت مفكرة ان ملك هتتخنق من تحكمات خالها وترجعلي تاني لكنها خيبت ظني ومرجعتش.
ألقى زوجها المتبقى من سيجارته وهتف بضيق
_طب فضينا من السيرة الهم دي وقومي اعمليلي لقمة آكلها.
مد ذراعه ليجلسها جواره ثم هتف ليجيب على سؤالها
_انتي لما قلتيلي إمبارح إن ماهر هيروح يجيب ماما ... فكرت إنه لازم أنا كمان أكون موجود ...ده من حقها عليا ..علشان كدا استأذنت من المدير على شرط إني هفضل اسبوعين في الشغل من غير أجازات..فاضطربت اوافق .
هبت رهف واقفة لتهتف بحماس
_وأنا جاية معاكم ... خمس دقايق بس هجهز وارجعلكم.
أمعتض وجه الثلاثة وخاصة الأب الذي مد يده وأجلسها مرة أخرى وهو يقول
_هتروحي فين إنتي كمان...اقعدي.
ضيقت رهف أعينها باستغراب ..لمَ ترى علامات الرفض على وجههم
ليقول ماهر
_خليكي انتي يارهف ... هروح أنا وماجد ونجيب ماما ونرجع علطول.
_وإيه المشكلة لما أجي معاكم
ليهتف ماجد بضجر ... قائلا بنفاذ صبر
_مينفعش ياقطتي... لازم نمهد الدنيا قبل ما تقابلي ماما... إنتي ناسية إنه كان في تاتش في آخر لقاء ما بينكم .
تذكرت رهف ماحدث فأخفضت رأسها أرضا بحزن مما قالته امها والذي عبر عن استياءها وغضبها منها.
تحدث فهمي بهدوء ليقنع ابنته بالأمر
_سيبيهم يارهف يروحوا يجيبوا مامتك ويفهموها بالراحة ويوضحوا لها كل حاجة وأنا وإنتي هننتظرهم هنا ...اتفقنا؟
هزت رأسها بقلة حيلة رغم إن ما زال بداخلها الإصرار على الذهاب بنفسها
_حاضر يا بابا
نهض ماجد من مقعده ووضع يده على رأسها وهو يهتف بدعابة
_ياحضرلك الخير يا أميرة يابنت الأمرا...زي ما هتحضريلي الأكل لإني واقع من الجوع.
طالعته رهف بنظرة جانية ولوت شفتيها بترم ..ليضحك عليهما كل من ماهر وفهمي ...ليهتف ماهر مشاكسا أخيه كعادته
_شوفي بتاع مصلحته إزاي.
لكزه أخيه مدعيا الضيق
_ما تخليك محضر خير لمرة في حياتك يا أخي ..ياباي.
قهقهت رهف عاليا وبنفس مرتاحة ومن ثم توجهت لتعد لأخيها الطعام
______
في الاسكندرية وخاصة في منزل ابراهيم أخو سوسن
وقفت محلها بغضب وأدارت وجهها عنهم وتحدثت ليخرج صوتها منفعلا
_ جايين ترجعوني بعد إيه ... بعد ما رميتوني رمية الكلاب هنا ولا حد عبرني وكل ده علشان مين .
خطى سريعا نحوه ليقف أمامها ومن ثم يقبل ظهر يدها
_يا ماما يا حبيبتي... لا عاش ولا كان اللي يقول كدا....إنتي غالية علينا كلنا ...بعدين ما إحنا كنا بنكلمك يوميا في الموبايل ومطمنين عليكي مع خالي.
أردف ماهر ليؤكد كلام أخيه
_ماما حضرتك عارفة ان الوضع مكانش مظبط ونفسياتنا كلنا كانت مضطربة علشان كدا حبينا نظبط الوضع الأول ونجمع الشلم ونهدي الأوضاع من جديد وبعدين تيجي ملكة البيت بعد ما جهزنا ليها كل حاجة .
قالها ومن ثم قبل رأسها
_حقك علينا يا ست الكل ...ها يلا بقا ...كلنا منتظرينك تنوري بيتك من تاني.
لوت شفتيها بتكهم غير راضية بالوضع
_والسنيورة اللي ممشياكم وراها مجتش معاكم ليه وأبوكم سبع البرومبة
تنهد ماجد بعدم راحة فأمه لم تتغير طباعها بعد تجاه رهف
_ كانت مصرة تيجي معانا بس إحنا رفضنا علشان رجليها لسه بتتعبها وبابا قرر إنه يفضل معاها علشان متكونش ل وحدها ف البيت .....يلا يا ماما الله يهديكي
هبت به أمه
_ليه يا واد شايفني مجنونة ولا لامة الخلق عليا وبشد في شعري .
_لا أبدا ياست الكل مقصدش ...إحنا...
تحدث ابراهيم بحزم مقاطعا ماجد وموجها حديثه لأخته
_ما خلاص بقى ياسوسن... ارجعي لبيتك وعيالك وبلاش دلع ...العيال يتمنولك الرضا ترضي.
ضربت سوسن يدا على الأخري وهتفت بينما رفعت حاجبيها لأعلى
_الله لا هو أنا اللي جيت هنا بمزاجي ولا أبوهم اللي طفشني علشان خاطر جناب السنيورة اللي دلعلها السبب في اللي إحنا فيه.
زفر ابراهيم حانقا
_ياسوسن دي بنتك مش عارف ليه هتفضلي مضطهدة البنت كدا ..دي بنتك الوحيدة ...احتوتيها وخديها تحت باطك هترتاحي
_ياخويا الحق عليا خايفة عليها...جتها نيلة فحظها الهباب ... أهي اتجوزت مرتين ولا فلحتش وهتفضل ملقحة جنبنا ولا حد هيعبرها.
ليهتف ابراهيم بنفاذ صبر وبدأ صوته يرتفع
_لا إله إلا اله ...بقولك إيه يا سوسن قومي روحي مع عيالك بدل ما ازعلك ... وحسك عينك أسمع إنك زعلتي البنت بكلامك اللي زي السم ده فاهمة.
تنحنح ماهر لينهي هذا الجو المشحون بالانفعالات
_احم.. يلا يا ماما ياحبيبتي بقا
_والله البت دي سحرالكم كلكم ...ده حتى انت كمان يا ماهر شكلك اتدهولت على عينك وبقيت زي أخوك ماجد
مسح إبراهيم وجهه ليتحكم ف أعصابه
_وبعدهالك يا سوسن.
_ماما خالي معاه حق ...رهف بنتك بتحبك جدا وبتحاول قدر الامكان ترضيكي ...علشان كدا يا ماما من فضلك اتعاملي معاها بحنية ...رهف خارجة من تجربة مش سهلة ومحتاجة دعمنا كلنا ...محتاجة تشوف حب عيلتها ليها علشان يعوضها عن اللي شافته.
فتحت سوسن فمها لتتحدث
نهرها أخيها واضعا اصبعه على فمه
_ولا كلمة زيادة اتفضلي جهزي شنطتك يلا علشان ترجعي بيتك
________
أسماء عبد الهادي
ودعهم ابراهيم قبل أن يغادروا بابتسامة
_مع السلامة وابقوا سلمولي على رهف وفهمي لحد ما أبقى أجيلهم أسلم عليهم بنفسي وأهو بالمرة أشقر على سناء واشوف أخبار ملك ...بفكر أجيبها تقعد معايا هنا بدل القعدة مع أمها.
هت ماجد
_معاك حق يا خالي مش عاجبني قاعدتها مع أمها وجوزها
بينما هتف ماهر
_الله يسلمك يا خالي ..تؤمرنا بأي حاجة.
_تسلم يابني.. في أمان الله
قالها ابراهيم ثم مال على أذن اخته
ملكيش بركة الا رهف ها.