رواية طغيان الفصل التاسع عشر 19 بقلم ملك ابراهيم


 رواية طغيان الفصل التاسع عشر 

اعاد تشغيل السيارة وعلى وجهه ابتسامة سعيدة كلما تذكر انها شعرت بالغيرة عليه. 
ورد تخفض وجهها ارضا تتسائل بداخلها لماذا هو سعيد الان؟؟
----
بداخل الشقة التي يستأجرها منصور لزوجته الثانية "عفه"
جلس عمران البسيوني بكل هيبة وبجواره ابنه منصور.
اقتربت منهما عفه تحمل بيديها اكواب العصير مرحبه بحماها بابتسامة:
- اتفضلوا العصير.. نورت بيت ابنك يا حاج عمران.

رمقها عمران بنظرات غامضة وهو يتحدث: البيت منور بيكي يا بنتي وبحفيدي اللي هيجي يشيل اسم عيلة البسيوني.. مش هو واد برضه؟

توترت عفه قليلا وهي تجلس امامه وتجيب: ااه يا حاج.. واد طبعا ما انا قولت لمنصور.

ضيق عمران البسيوني عينيه وهو يتابع توترها الملحوظ: منصور اول ما بلغني بالخبر الزين ده قولتله لازم اجي ابارك بنفسي.

عفه بتوتر: بيتك يا حاج تنور في اي وقت.

عمران وهو ينظر إلى ابنه: ايه رأيك يا منصور ناخد مرتك للدكتور نطمن على ابنك اللي في بطنها..؟

منصور يجلس بجوار والده لا يفهم شئ، أومأ برأسه وهو يجيب: تحت امرك يا ابويا خلينا نروح نطمن عليه.

عفه بتوتر: بس يا حاج انا روحت للدكتور وطمني على كل حاجة.

عمران البسيوني: يا بتي احنا خايفين عليكي وعلى اللي في بطنك وعايزين نطمن بنفسنا.. انتي متعرفيش احنا مستنين الواد ده بقالنا قد ايه.

عفه بتوتر: ااصل يا حاج هيبقى تعب عليا كل شويه اروح واجي والدكتور قالي متحركش من السرير في الشهور الأولى.

نظر عمران الي ابنه ثم أومأ برأسه قائلا: عندك حق يا بنتي.. خلينا في المهم دلوقتي واللي احنا جايين عشانه.. طبعا حفيدي الوحيد مش هينفع يجي الدنيا وابوه وامه متجوزين عرفي.. لازم يبقى في عقد شرعي.

تبدلت ملامح عفه سريعا الي السعادة بنجاح خطتها وتحدثت: والله يا حاج انا قولت الكلام ده لمنصور اسأله.

عمران وهو يرمقها بنظرات غامضة: المهم دلوقتي يا بنتي انتي موافقه نجيب المأذون ويبقى الجواز شرعي؟

عفه: طبعا يا حاج موافقه.

عمران: يبقى متفقين.. انا هكلم المأذون بتاعنا دلوقتي يجي هنا ونكتب الكتاب وتلمي حاجتك عشان هترجعي معانا البلد تعيشي معانا في دار عيلة البسيوني.

أبتسمت عفه بسعادة واخيرا سيتحقق حلمها وتصبح واحدة من اسياد البلد.

اخذ عمران البسيوني هاتفه يتحدث به مع المأذون ومنصور يتابع كل ما يحدث بصدمة وذهول لا يعلم بماذا يفكر والده وماهي خطته.

تحدث عمران بالهاتف امام اعين عفه وهي تستمع الي حديثه حتى استمعت اليه يقول: يعني ضروري تشوف الورقتين العرفي قبل كتبت الكتاب!

حدقت به عفه بفضول ليتحدث اليها عمران هي وابنه: المأذون بيقول لازم يشوف الورقتين العرفي بتاعكم قبل ما يكتب عقد شرعي! هما معاكم هنا ولا نأجل لحد ما تجبوهم؟

انتفضت عفه تقول بثقة: الورقتين معايا انا عيناهم هنا.

أبتسم عمران بمكر وهي يقول: يبقى على بركة الله قومي هاتي الورقتين والمأذون في الطريق.

دلفت الي غرفتها مسرعه وعمران يتابعها بنظرات غامضه ومنصور يتحدث الي والده: ايه الحكايه يا ابويا انت هتجوزهالي رسمي بجد ولا ايه؟

عمران بخبث: اسكت انت يا منصور واللي اقولك عليه اعمله وانت ساكت.

خرجت عفه من غرفتها ومعها الورقتين العرفي في انتظار المأذون وبعد اقل من نصف ساعه جاء المأذون ومع اثنان من رجال عمران البسيوني وبدأ المأذون في كتابة عقد زواج امام اعين عفه اللامعة متابعة باهتمام لكل ما يحدث.

اخذ منها المأذون ورقتي العرفي ومزقهما امام اعينهم واعطاهم الي عمران البسيوني واخبرهم انه سيرسل لهما عقد الزواج بعد التوثيق.

ذهب المأذون وخلفه رجال عمران وتحدث عمران الي منصور: قوم بقى يا منصور ساعد مرتك تلم حاجتها عشان نلحق نرجع البلد.

أبتسمت عفه بسعادة ومنصور على حافة الجنون من افعال والده.
تحدثت عفه الي منصور: متتعبش نفسك يا منصور انا هقوم اجهز حاجتي بسرعه وارجعلكم.

تابعها منصور بعينيه حتى دلفت الي الغرفه ثم همس الي والده: ايه اللي انت عملته ده يا ابويا انت كده هتوديني في داهية!!

عمران البسيوني بمكر: ليه يا منصور انت مش كان نفسك تتجوزها على صفا مراتك؟

منصور بصدمة: يا ابويا انا اتجوز واحدة زي دي شرعي ليه بس انت عايز تشبه دي لصفا مراتي!

عمران: يعني انت دلوقتي عرفت الفرق بينها وبين مراتك؟

منصور: يا ابويا انا مش عايز اخسر صفا.. ومش عايز اخلف من واحدة زي دي انت دبستني فيها دلوقتي.

أبتسم عمران برضا وابنه منصور علي حافة الجنون.

خرجت لهما عفه تحمل حقيبتها لتستمع الي صوت عمران يتحدث الي ابنه:
لم حاجتك انت كمان يا منصور مش عايز حاجة ليكم هنا وخلينا نرجع الشقه دي لصحابها خلاص متلزمناش.

تحدثت اليه عفه: انا لميت حاجة منصور معايا يا حاج وخدت كل حاجة لينا متقلقش.

عمران: على بركة الله يلا بينا.

تقدم عمران امامهما وتحدث الي ابنه: شيل الشنطة عن مرتك يا منصور.

اخذ منصور الشنطة من يديها بغضب وضحكت عفه لا تفارق وجهها بعد نجاح خطتها! ها هي الآن ذاهبه الي منزل عمران البسيوني.. من الان وصاعد ستصبح من سيدات القريه مثلها گمثل صفا ابنة عائلة زهران.

وضع منصور الحقيبه في خلف السيارة وتحدث اليه والده: اركب انت ومرتك قدام يا منصور وانا هقعد ورا هنا.

استقل منصور سيارته وعفه بجواره وانطلق بها في طريق قريته. 
كان عمران البسيوني ينظر اليها وهي تجلس امامه وينظر الي يديه واخرج من ثيابه زجاجه صغيره واخذ منديله وقام بافراغ محتويات الزجاجة بداخل المنديل وانتظر قليلا ثم تقدم بجسده قليلا الي الامام ليصبح خلفها مباشرة ثم رفع يديه بالمنديل بحركة سريعة ووضعه فوق انفها وفمها وضغط عليه بقوة. 

صدم منصور من ما يفعله والده وتوقف بالسيارة بصدمة، ليستمع الي صوت والده الصارخ به: اتحرك بسرعه متقفش.. 

اسرع منصور في تشغيل محرك السيارة مرة أخرى ونظر الي يد والده وهي ترخي عن وجه عفه بعد ان استسلمت وسكن جسدها فاقدة للوعي. 

تحدث منصور الي والده بذعر: انت قتلتها يا ابوي؟ 

عمران بغضب: قتلت مين انت اتهبلت في دماغك ولا ايه؟ انا نيمتها بس.. اطلع بسرعه بينا على العنوان اللي هقولهولك ده. 

منصور: عنوان مين ده يا ابويا؟ 
عمران: هتعرف كل حاجة دلوقتي. 

بعد وقت وصلوا إلى العنوان الذي اخبره به والده وتفاجئ منصور بأثنان من رجال والده في انتظارهما وتوقف بالسيارة وترجل عمران اولا يتحدث الي رجاله: خدوها للدكتور جوه. 

اقتربوا من السيارة وحملو عفه من جوار منصور وهو يتابع ما يحدث بصدمة ثم ترجل من السيارة واقترب من والده: ايه الحكايه يا ابويا؟ دكتور ايه؟ 

عمران البسيوني بثقة: هنعرف دلوقتي كل حاجة بينا ندخل نشوف الدكتور هيقول ايه. 

دلف عمران وخلفه منصور داخل شقة متهالكة وكان بها طبيب في انتظارهما. 
تحدث عمران الي الطبيب: انا جبتهالك لحد هنا اهو يا دكتور.. شوفلنا موضوع الحمل ده ولو حامل انت عارف هتعمل ايه شوف شغلك. 

الطبيب: تحت امرك يا حاج. 

دلف الطبيب الي الغرفة التي بها عفه وتحدث منصور الي والده:
- انا مش فاهم حاجة يا ابويا؟ 

عمران: الدكتور هيكشف عليها لو حامل هينزل اللي في بطنها. 

منصور بصدمة: ايييه! 

عمران: انت مش قولت مش عايز عيال منها؟ 

منصور بخوف: بس مفكرتش اننا نعمل فيها كده ابدا يا ابويا! وبعدين انت خلتني اكتب عليها رسمي يعني الدبست فيها خلاص. 

عمران بثقة: انت مكتبتش عليها رسمي ولا حاجة.. المأذون ده واحد تبعنا، أنا عملت كده عشان تطلع الورق العرفي وتلم حاجتها من الشقه وتخرج معانا من غير شوشره ولا فضايح. 

خرج الطبيب وقطع حديثهما قائلا: مفيش حمل يا حاج ولا حاجة. 

ضحك عمران البسيوني بثقة. 
منصور بصدمة: يعني ايه؟ يعني كانت بتضحك عليا بنت المركوب دي؟! 

عمران بثقة: اللي خلها تضحك عليك وتخليك تتجوزها مش هيخليها تضحك عليك وتقولك انها حامل. 

منصور بغضب وقسوة: تبقى تستاهل كل اللي حصل فيها. 
استأذن منهما الطبيب باحراج: عن اذنكم انا يا حاج. 

تحدث منصور الي والده: بينا احنا كمان يا ابويا انا مش طايق اشوف خلقتها. 

عمران البسيوني: لسه في حاجة اخيرة عشان نخلص منها خالص. 

منصور بدهشة: حاجة ايه؟! 

اشار عمران بيديه الي رجاله قائلا بأمر: انتوا عارفين هتعملوا ايه يا رجاله.. عايز قبل ما اوصل الدار اكون سامع منكم الخبر الزين. 

رجاله بثقة: متقلقش يا حاج كل اللي امرت بيه هيحصل. 

نظر عمران الي ابنه قائلا: يلا بينا يا منصور. 

منصور بفضول: هتعملوا فيها ايه يا ابويا انا عايز افهم؟ 

عمران: هفهمك كل حاجة في الطريق يا منصور يلا بينا احنا من هنا الاول والرجاله عارفين هيعملوا ايه. 

ذهب عمران وخلفه منصور واستقل سيارته ووالده بجواره وانطلق بالسيارة. 

بداخل الشقة المتهالكة وقف رجال عمران ينظرون الي عفه ثم اشار احدهما الي الاخر وقام بوضع كيس بلاستك شفاف يحتوي على مجموعة من المواد المخدرة المختلفة بجوارها وهي فاقدة الوعي واخذ الاخر هاتفه يتحدث الي الشرطة: ايوا ياباشا.. انا عايز اعمل بلاغ في واحدة اسمها عفه بتتاجر في المخدرات والعنوان بتاعها...... 

اغلق الهاتف ونظر الي الاخر: بينا نقف على اول الحارة عشان نعرف نشوفها والحكومة بتقبض عليها ونطمن الحاج. 

اسرعوا في الخروج من الشقة قبل ان تأتي الشرطة ومع اغلاقهما للباب بقوة انتفض جسد عفه وبدأت تستعيد وعيها بفتح عيناها ببطئ. 
-----
بداخل شقة سليم. 
ارتدى سليم ثيابه واستعد للذهاب الي شركته واخذ التصميم الذي كان يعمل عليه الايام الماضيه وقامت ورد بوضع بعض التعديلات عليه. 

اقترب من غرفتها وطرق على الباب بهدوء. 
استمع إلى صوتها الرقيق تتحدث من الداخل: نعم؟ 
سليم: انا رايح الشركة محتاجة اي حاجة قبل ما انزل؟ 

خفق قلبها بقوة واقتربت من باب الغرفة واجابة عليه وهي تقف خلف الباب: لا شكرا. 

ابتسم بعد استماعه الي صوتها قريبا من الباب وتحدث اليها مرة أخرى: عايز اقولك ان العميل هيشوف التصميم بتاعك النهاردة. 

فتحت الباب تنظر اليه بدهشة: تصميم ايه؟ 

يا الله ما هذا الجمال!! كانت جميلة رقيقه بثيابها المنزليه الرقيقه وشعرها الناعم المنسدل على كتفيها بنعومه. تأملها بنظرات اعجاب واضحة عاجزًا عن الرد. شاردا بجمالها الطبيعي. 
نظراته كانت واضحة جعلتها تخفض وجهها بخجل. 
بلع ريقه وتحدث بهدوء: التصميم اللي انتي عدلتيه.. انا بعتبرك شريكتي في التصميم ده. 

ابتسمت بسعادة وتحدثت بخجل: بس انا معملتش حاجة.. دا شغل حضرتك. 

سليم بغيظ: حضرتي!! 
ثم تحدث قبل ان يذهب: انا متأكد ان التصميم هيعجب العميل وخصوصا بعد التعديلات اللي عملتيها. 

ورد بسعادة: يعني التعديلات دي عجبتك؟ 

شرد بملامحها الرقيقه ولمعة عيناها واجاب: جداا.. عجبتني جدا. 

احمرت وجنتيها وتحدثت بصوت رقيق: شكرا. 

سليم وهو يستعد للذهاب: انا مش هتأخر ولو احتاجتي اي حاجة كلميني. 

أومأت برأسها بخجل وذهب سليم وتركها تقف تتابع ذهابه بصمت حتى خرج من المنزل وقامت هي بوضع يديها فوق قلبها تهمس الي قلبه بسعادة: اهدى شويه.. 
ثم دلفت الي الغرفة مرة أخرى واتجهت الي المرآه وشهقت بصدمة عندما رأت انعكاس صورتها في المرآه! كانت تقف امامه بدون الحجاب على شعرها.
وضعت يديها على وجهها تخفي وجهها بخجل تلوم نفسها ثم نظرت الي انعكاس صورتها وتحدثت الي انعكاس صورتها بلوم : معقول هو شافني كده.! ازاي مخدتش بالي!! 
ثم ابتسمت بخجل وهي تتذكر نظراته اليها. 
------
بداخل الشقة المتهالكة. 
فتحت عفه عيناها وهي تتألم بشدة وجلست فوق الفراش تحاول استيعاب اين هي وماذا حدث؟! 
نظرت حولها بصدمة وبدأ عقلها يعود إلى الوعي وتذكرت ماذا حدث معها واخر شئ تتذكره بوضع منديلا  بيد قويه على وجهها ولم تتذكر شئ بعد ذالك!! ماذا حدث ومن فعل بها هذا ومن جاء بها إلى هنا؟! 
وقفت من فوق الفراش تنظر حولها بصدمة كيف اتت الي هذه الشقه المتهالكة. 
خرجت تبحث عن منصور ووالده ولم تجد احد بداخل الشقه. 
فتحت باب الشقه وخرجت منها تبحث عن احد لكي تعلم اين هي وماذا حدث. 
نظرت إلى الطابق الأعلى وصعدت الدرج لتبحث عن زوجها منصور ووالده واعتقد ان هذا المنزل لزوجها. 

عند صعودها الدرج استمعت الي اصوات كثيرة بالأسفل وعندما نظرت إلى الاسفل تفاجأت برجال الشرطة يقتحمون الشقة التي كانت بها. كتمت شهقتها ووقفت بالأعلى تتابع ما يحدث حتى وصل إلى سمعها صوت احد الرجال يسأل واحد من رجال الشرطة ماذا يريدون واخبره بهذا الابلاغ عن فتاة تتاجر في المواد المخدرة. 

كتمت شهقتها بصدمة وصعدت الدرج الي الأعلى بخطوات مسرعه حتى وصلت إلى سطح العقار المتهالك وبحثت عن مكان تختبئ به. 

بحث رجال الشرطة عنها بداخل الشقة ولم يجدو سوى المواد المخدرة فقط وبحثوا عنها بداخل المنزل بالكامل ولم يجدوها. 

وقف رجال عمران يتابعون ما يحدث من بعيد ولم ينتبهوا لخروج رجال الشرطة بدونها، كانت سيارات الشرطه تحجب الرؤية عنهم واعتقدوا ان الشرطة اخذوها وتابعوا ذهابهم ثم اتصل احدهم بعمران: الو.. ايوا يا حاج.. اللي امرت بيه حصل والحكومة جم خدوها. 

عمران البسيوني بداخل سيارة ابنه بفخر بنجاح خطته: مبروك يا منصور.. كده خلصنا منها وهتاخدلها كام سنه في السجن بعيد عنك. 

منصور بقلق: بس هي ممكن تجيب سيرتنا يا ابويا وتقول على اللي احنا عملناه. 

عمران بثقة: محدش هيصدقها هي معهاش اي دليل يأكد انك تعرفها. 

منصور بقلق: ربنا يستر. 
-----
بداخل شركة سليم. 
انتهى سليم من الاجتماع وهو يشعر بالفخر بعد عرض التصميم على العميل وتأكيد العميل اعجابه بالتصميم. 

تحدث وليد الي سليم بعد ذهاب العميل: ايه الجمال ده يا سليم حلوة اوي الافكار الجديدة اللي ضفتها للتصميم حقيقي فجأتني! 

سليم بفخر: الاضفات الجديدة دي مش انا اللي ضفتها. 

وليد بدهشة: اومال مين؟ 

سليم بفخر: المهندسة ورد مراتي. 

نظر اليه وليد بدهشة: معقول؟ 

سليم بابتسامه: انا كنت زيك كده مش مصدق بس هي فجأتني بصراحة.

تحدث وليد بنبرة مرحة: يبقى المفروض المشروع ده يبقى بتاعها وهي اللي تكمله. 

حدق به سليم بتفكير ثم تحدث: عندك حق. 

وليد بدهشة: عندي حق في ايه؟ انت هتخليها تبقى المسؤولة عن المشروع بجد؟ 

سليم بثقة: ليه لا انت بنفسك شوفت ازاي عندها افكار جديدة وهتفيدنا كتير. 

وليد بترقب: انت متأكد يا سليم انها هتكون قد مشروع كبير زي ده؟ 

سليم بثقة: اه متأكد وبعدين انا هكون معاها. 

وليد بابتسامة: اهو كده طمنتني كده المشروع هيبقى عالمي. 

ضيق سليم عينيه ينظر الي وليد بتحذير، ضحك وليد قائلا بنبرة مرحة: متبصليش كده انت اللي طول عمرك مش بتحب تشتغل مع بنات بس واضح ان المهندسة غيرت رأيك. 

رمقه سليم بنظرة تحذيريه قائلا: انا بقول تركز في شغلك احسن بدل ما اجيبلك المهندسة وعد تشوف شغلها معاك هنا. 

وليد بغيظ: وليه السيرة دي دلوقتي! 

سليم بنبرة مرحة: مش المهندسة وعد برضه اللي جبتك الجامعة النهارده؟ 

وقف وليد وتحدث بغيظ: انت شكلك رايق وهتستلمني النهارده انا ماشي. 

سليم بضحك: اهرب هتروح مني فين. 
-----
أعلى سطح العقار التي تختبئ به عفه. 
وقفت تلتقط انفاسها بعد استماعها لصوت سيارات الشرطة وهي تبتعد.. ضاقت عيناه بغضب وهي تهمس بتوعد: بقى كنت عايز توديني في داهيه يا منصور انت وابوك وتلبسوني قضية عشان تخلص مني !! طب وحياة ابوك يا منصور لاكون معرفاكم مين هي عفه. 

----
عاد سليم من عمله ودلف الشقة بهدوء. 
كانت ورد تجلس امام التلفاز تشاهد بعض المشاهد المأساوية التي تحدث في غزة. 
لم تتوقف عيناها عن ذرف الدموع وهي تشاهد الخراب الذي فعله اليهود وقتلهم الأبرياء. مشاهد كثيرة مؤلمة جعلتها تبكي بانهيار. 
وقف سليم خلفها يشاهد ما تشاهده بقلب حزين. اقترب منها وجلس بجوارها بصمت. تلك المشاهد تفجع القلوب وتهز النفس من أقطارها. 
اغلق التلفاز وهو ينظر امامه بحزن، لم تتوقف ورد عن البكاء كلما تذكرت ما رأته من خراب وقتل الأبرياء. 
تحدث اليها سليم بثقة: امسحي دموعك.. ان شاء الله ربنا هينصرهم. 

ورد ببكاء: صعبان عليا الاطفال اللي ماتوا وكل الناس اللي ملهمش ذنب.. تخيل تبقى قاعد في بيتك ووسط عيلتك وفجأة تلاقي بيتك اتهد فوقك وعيلتك كلهم ماتوا قدام عينك وانت مش قادر تعمل اي حاجة وفوق كل ده تلاقي العالم واقف يتفرج وفي بعض الناس مصدقين كدبهم ومصدقين ان اللي بيحصل ده رد حق!! حق ايه اللي يخليهم يقتلوا الأبرياء؟ عايزين يثبتوا ايه؟ 

سليم بثقة: كل اللي بيحصل ده خدعة حقيرة منهم عشان يكسبوا تعاطف العالم معاهم! بس ربنا اكبر منهم واسمه الحق وان شاء الله الحق هيرجع لأصحابه وكل الشهداء احياء عند ربهم. 
بسم الله الرحمن الرحيم " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون " صدق الله العظيم. 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1