رواية ابتسامة الشيطان الفصل الواحد و العشرون بقلم اسماء ندا
التفت لينظر خلفه، فوجد ريد بك ، يبتسم ثم استمع له يقول
-كل شئ جاهز
-ريد بيك، كنت اتوقع ذلك، حسنا أسلين انت اخبرتينى انك لست المرأة القط ولكن تتعاونى معها، ولا انكر دهشتى لرد فعلك بعد ان علمتى ان أستلين الصغيرة هى اختك، فقط غضبتى ان امك تزوجت من قاتل ابيك، فهذا ان دل على شئ فيدل انك كنتى تعلمين ذلك
-لا، لم اكن اعلم انها اختى لكنى كنت اعلم انها ابنت القاتل، كنت اشك فى هوية زوجة ابيك ولكنى تفاجأة انها هى اليزبث زوجة القاتل
-لما لا تقولى امي، اخبرتك انها لم يكن لها اختيار، كان يجب عليها حمايتك و حماية اختك الصغري
-فتتزوج من قتل أبى
جاء صوت من خلف فيكتور
-ماذا تعنى تتزوج بقاتل ابيك ومن هى اختك
التفت فيكتور لينظر فوجد أستلين الصغيرة واقفه بجوار ريد-بيك، فقال لها بغضب
-ماذا تفعلين انت هنا؟
اشارت الفتاة الى ريد بيك وقالت
ريد بك اخبرنى انك تريدنى هنا، لا تغير الحديث من هو قاتل والدها
فى اقل من ثوانى كان فيكتور ممسك رقبة ريد-بك ورافعه لاعلى حيث فقد تلامس الارض بقدميه وكاد ان يقذف به داخل الماء ولكن صراخ أسلين به ان يتوقف جعله يقذف به ارضا حتى صدم برأسه فى حافة الباخرة من الداخل، فالتفت لها ناظر وهسهي كالثعبان
-كيف لك ان تدخلى الاطفال فى حربك ضده؟
-انا لم أفعل، حقا انا متفاجأه لوجودها هنا
-من رتب لك احضارى الى هنا؟
-عمتك أستلبن قالت انه يجب ان تبتعد وتختفى لفترة وطلبت منى اعطائك مخدر لمدة ثلاث ايام ولكن أختك أستلين قالت لى ذات مرة انك كنت تعاني من الإدمان لهذا رفضت فكرة تخديرك، ولاني اعلم انك تحبنى وشعرت بمشاعرك نحويي اتيت معك الى هنا حيث مخبأ أستلين عمتك
استفاق ريد بيك الذي كان فقد الوعى لعدت ثوانى وقال
-انا لم افعل شئ خطأ، ان الأب ليو اخبرنى ان احضر استلين هنا وان اجهز البيت الحجري كى تقيم هنا لفترة وأنك سوف تاتى الى هنا وهددنى ان اخبرت البوس ارس بشئ سوف يفنى عائلتى كلها، وعندما سألته عن الرسائل قال إنك تعلم من يرسلها وهى فقط تحذيرية
-انهض ريد-بيك. لم تكن سوى دفعة صغيرة
بحث عن هاتفه فلم يجده فنظر الى اسلين بعين استفهام فبتسمت قائله
-الا تريد قضاء بعض الوقت معى
-لا، فقد كسرتى ثقتى بك، لم تكونى صادقة معى كما كنت انا
-ماذا؟! لقد اخبرتك كل شئ
اقترب منها وهمس فى أذنها قائلا
-لم تخبريني أين تذهبين كل أحد بالفرس، بالمناسبة محاولة جيدة لاختطافي
جذب هاتفه من جيب سترتها فكان قد لمحه وطلب كود ما، وبعد دقائق ظهر باخرة صغيرة الحجم يقف على راسها راؤول،و اقترب من باخرة فيكتور الذي قفذ اليه و هو يقول
-احرى بكم ان تنتظروا هنا، اسلين، اجعلى من اتفقت معك تعيدك الى القصر غدا، ريد-بيك ان حدث لهما شئ فسوف اقضى على نسلك ، واخبر. ليو ……
صمت قليلا وهو ينظر بعين اسلين ثم صاح
تبا، اللعنه على انا
امسك بحبل من الباخرة الصغيرة وقذفه تجاه ريد- بيك، فامسكه الاخر وجذبه كي تقترب الباخرتين اكثر ثم اعطى فيكتور الحبل الى يد راؤول ونظر إلى أسلين ومد يده وقال
-تعالى، فأمنك الى جوارى
امسكت بيده وتخطت السوريين ل الباخرتين، ثم أشار الى استلين الصغيرة وبعدها غمز الى راؤول الذي قذف الحبل تجاه ريد-بيك
-عد الى ليو واخبره ان حفيدته فى حوزة لوسيفر وان اراد معرفة مكان حفيدته الاخرى عليه الاعداد لمقابلة بينى وبينه فقط دون ادخال العمة او المرأة القط وعليه احضار ابنته مارى دون علم ارس، ولا تنسي ارجاع تلك الباخرة بعد شحنها الى المرصى فى روما
ابتعدت الباخرة الصغيرة تقطع مياه البحر كالسهم المسرع حتى اختفت كسراب فى المحيط، دقائق وظهرت طائرة هلوكبتر فوق الباخرة الصغيرة وانزلت سلم من الحبال الى الباخرة، فامر لوسيفر الفتياة بالصعود ثم قال لراؤول اصعد خلفى واترك الحراس يعودون بالباخرة.
****************
فى بيت ادريان استيقظت أستلين على صوت اشعار جهاز الاستدعاء الخاص بها فنهضت جاذبة شرشفة الفراش ولفتها على جسدها العارى وتحركت بدلال حتى الاريكة، ثم مدت يدها واخرجت من ملابسها الملقاه جهاز صغير يظهر عليه رقم، ثم امسكت الهاتف الخاص بها فوجدته مطفأ وليس به شحن، زفرت متهكمه ولكن سرعان ما ابتسمت عندما وجدت يد ادريان مرتفعه بهاتفه، فاقتربت منه وطلبت الرقم لياتيها صوت تعرفه عن صميم قلب يهتف بها
-ماذا يعنى كا قاله فيكتور، هل جن سوف ياخذ ابنتى الى ليو، هل فقد عقله، ان لم تنفذ ابنتى ارادت ليو. سوف يقتلها انت تعلمين ذلك، لقد ضحيت بابتعادى عنها حتى تنشأ بعيدا كل البعد عن تلك العائلة فلا تحمل اثام دماء الابرياء، لقد تزوجت من قاتل زوجى كى احميها من ذاك المصير عندما عاهدنى ارس بانه لن يترك ليو بان يرثها مصير العائلة
-اهدأى مارى، انت تعلمين ان فيكتور لن يترك منصبه لاحد فقد حارب الجميع ليصل اليه، وهو الوحيد الذي يستطيع ان يقف فى وجه ليو
-ولكنه لن يقف فى وجه اليه حتى وان علم انه هو من قتل امه الحقيقية وامه بالرعاية
-اعلم ذلك، لذا طلبت من اسلين تخديرة لعدة أيام، حتى يتسنى لى معرفة مكان ابنتك و اخفاءها، لم اكن اعلم ان فيكتور يعرف مكانها
-ولكن تلك الطبيبة الغبية لم تفعل وتمسكت بعدم الاضرار به حتى لا يعود للادمان
-مارى، لا تلقبيها بالغبيه ام كنتى تريدى الاضرار ب فيكتور الذي اخبرتينى انه طوال السنوات الماضية كان يعمل على حماية ابنتك
-والان ماذا يفعل، يلقى بها الى ليو، لماذا انا ضحيت طوال هذه السنوات وابتعدت عنها، الم افعل ذلك كى يصبح لها حياة نظيفة، ثم لماذا اخذ استلين لتقيم معه ومع تلك الطبيبة فى الملحق السكنى ثم ….
صمتت من نفسها لفترة فقالت استلين
-ما بك، لم صمتى
-هل يعقل!؟
-ماذا؟! هيا اخبرينى ما بعقلك؟
-الطبيبة، انها اليزبث صغيرتى، لقد شعرت بشئ ما عندما رأيتها، نعم، نعم، عينها، انها هى
-تبا، كيف لم نلاحظ ذلك سابقا، سحقا لقد طلبت منها اكمال قتل ادوارد
-سحقا لك أستلين، لما تدخليها فى انتقامك حتى وان لم تكن ابنتى فهى طبيبة نظيفة على اى حال
-اهدأِ، هى لم توافق بل وضعت له بعض المقويات، ولقد طلبت من راؤول ان يفعل ذلك وهو من قتله
-راؤول، هذا الاخر يوجد غموض يلتف حوله، لم اري ابى يحمل لاحد حساب مثله
-نعم، ذلك صحيح، وعلى الرغم من رؤية كرهه ل ارس الا ان والدك لا يستطيع مواجهة ارس مباشرة بسبب راؤول، اتذكر ذلك اليوم عندما دلف الى مكتب ليو وكنت انا هناك بمظهر المراة القط متخفيه خلف باب الممر السري، لقد دلف كالاعصار غير عابئ بمكانة ليو والقى شئ ما فوق مكتب ليو اصدر صوت رنين، اعتقد انه سلاح ما، لانه صاح ب ليوا قائلا
(مشاكلك مع ارس لا تتعدى التهديد ليو، فان اصابه شئ وخرج شيطان فيكتور لن أبقى انا على صغير او كبير بتلك العائلة، هل فهمت، تذكر أنى على عهدي الى الان،ويكفى انى صمت على ما اقدمت عليه ل ماري، فما حدث لن يتكرر)
لم اسمع اجابة ليو لكن راؤول خرج من الغرفة كما اتى وعندما عدت الى المكتب كان ليو قد خرج خلفه ولم اجد اى شي فوق المكتب لذلك رحلت
-راؤول هو من انقذك، هو من وقف لابى ورفض قتلى بطفلتى التى كنت احملها فى احشائى، هو من اقترح زواجى من ارس، بل هو من وقف ل ارس عندما انجبت واخبره ان لا دخل له بتنشأت استلين وانها ستكون بعيده عن العائلة ولم يعترض ابى كذلك على قوله، ولكن عندما قال ان حفيدته الكبيرة سترث كل امور العائلة، فبتسامة راؤول وهو يقول أن وجدتها لا شان لى بها
-اذا مارى هذا هو الحل، تحدثى الى راؤول ان يققنع فيكتور بعدم اخذ اليزبث الى ليو
-نعم، نعم، سأفعل
****************
داخل الملحق السكنى للمستشفى فى حرم قصر فيكتور، جلس امام أستلين الصغيرة ممسك بيدها بحب و ود قائلا
-فتاتى الصغيرة، انتي تعلمين كم احبك وانك مهما حدث سوف تظلي اختى الصغيرة المدلله ، اليس كذلك
-ما بك فيكتور، اعلم انى فقط احب اخوتك اليك، ولكن ما سمعته اليوم اخافنى هل حقا انا لست اختك
-وهل تغيير اسم الاب سوف يغير اى شئ بينى وبينك
-لا، طبعا. سوف تظل اخى الكبير الذى احبه، ولكن هذا يعنى ان ارس ليس والدي بل قاتل والدي الحقيقى
اغمض فيكتور عينيه بغضب لانه يعلم ان تلك هى الحقيقة ولكنه والده مهما فعل فهو الذى رعاه وحماه من التشرد ولولا وجوده بجوارة حتى وان كان بقسوة لم يكن ما هو عليه الان، تنهد بحرقه وقال
-اعتقد ان هناك خطا فى هذا،ربما من جمع له الادلة على الذين قتلوا امى وضع اسم اباك بالخطأ، فهو كان ينتقم لمقتل امى ليس اكثر
صاحت من خلفه اسلين قائله
-من يكذب الان، الست من اخبرنى صباحا ان عمتك اكدت لك ان والدك هو خلف مقتل والدتك وانه هو من تتبع ابى لمعرفته بزواجه من امى التى كان يحبها بالماضى وفرت هاربه منه
نهض ناظرا الى اسلين وقال
-كل هذا فقط احاديث لا يوجد دليل قوى عنها، ربما كانت خيالات من عمتى صنعتها لكرهها لما فعله أبى لها، ولكن الدليل القوى ان والدك قد سرق بضاعة من العائلة وباعها لاعدائنا، نعم اعلم ان الخطا فى العقاب ما فعله والدى بقتله ولكن ابى كان له علم بان هذا الشخص اشترك بمقتل امى ولم يكن حينها يعلم ان القابعة امامه هى مارى ابنة ليو سوى بعدما صرحت بذلك هى، لحمايتك من بطش ابى
أستلين(الصغيرة):- ما كل هذه الدماء والقتل، ابى الذى راعانى تلك السنوات قتل ابى الحقيقى الذي شك انه قتل والدة اخى فى التربية، و هو ايضا قام بمحاولة قتل عمتى ولا اعلم سبب ذلك ولكنى حاولت مرارا ان افهم بعد ان انقذتها ولكنها لم تخبرنى عن السبب والان اختى الحقيقية من امى وابى تريد حبس ابى الذي رعانى انتقاما لابي الحقيقى، وماذا عن امى، كيف لها ان توافق وتتزوج الذي قتل زوجها حتى وان فعلت لحمايتى، وكيف استطاعت طوال تلك السنوات تتحمل ابتعاد ابنتها الكبرى التى تحتضن صورتها كل ليلة وتبكى، ان عقلى يكاد ان ينفجر من كل ذاك الظلم والدماء وعل يقع على عاتقى ايضا الانتقام لابى القتيل من ابى الذي رعانى
اسلين :- لا تقولى ابى الذي رعانى، فهو ان فعل فقد فعل ذاك للوصول لسلطة التى اعطاها له جدك ليو وان لم تكن لكنتى قتلتي وانت برحم أمك، ولك ان اردت تحميل شكر رعايتك فهذا يكون لفيكتور الذي يقف دائما لحمايتك وحمايتى دون علم احد، ونعم انا اريد سجن ارس وليس موته فلن اتحمل ذنب دمائه حتى وان كان ملوث بدم أبى ولكن هناك قانون ولا نعيش بغابه
ابتسم فيكتور لها وهو يتمتم داخله (بل نحن نحيا فى غابة وذاك القانون فقط للضعفاء ولا يقترب لمن مثل ارس) استدار محاولا كتم ضحكة ساخرة على تفكير حبيبته الساذج من وجهة نظره فهو يراها كالحمل الرقيق الواقع بين انياب مجموعة من الذئاب وهو احدا تلك الذئاب، لكنها انتبهت له فقالت
-بربك، ماذا قلت كي تضحك انت؟
نظرت له أستلين ثم نظرت الى أسلين وقالت
-لانك تحدثين شيطان الظلام عن قانون الرحمة الذي يؤمن انه للضعفاء وليس لهم
زفرت اسلين ثم جلست جوار اختها وقالت
-اتركيه يوما ما سوف اقطلع ذاك الظلام واجعله يؤمن بوجود القانون الذي يحمى البشر من امثال ارس وينتقم منهم، والان حقا انا سعيدة لوجودك اختى هنا بجوارى ولن اتركك تعودين الى ذاك القصر
-لا، لا استطيع ترك امى، فهى تستمد قوتها للاستمرار بقربى حتى يخف ألم ابتعادك عنها، وحقا يجب عليها معرفة انك بخير وقريبة منها، ولا اعتقد ان ارس يستطيعوفعل اى شي لك، فان جدي. ليوا سوف يحميك منه
فيكتور:-لا، صغيرتى، لن نخبر والدتك الان، انتظرى على ان اضمن حماية اسلين اولا واضمن ان تظل بعيدة عن حياة الشياطين وتظل نقيه مثلك، قبل اخبار جدك او والدتك عنها
-ولكنك ارسلت مع ريد بيك تخبر جدى بنعرفتك مكان حفيدته
قال بين ضحكاته المكتومة
-نعم ولن اخبرة قبل ان اخذ عهد على عدم الذج بها كوريث للعائلة وتحمل اعمالها والوقوف امام عتاه الظلام، فكما ترى صغيرتى ان اول ما ستفعله ارسالهم جميعا الى السجن و هكذا سوف اضطر لقتل جميع افراد العائله من اصغرهم الى ليو نفسه
خرج من الغرفة وهو يقهقه عاليه ويردد
قانون الضعفاء وعائلة الشيطان، كم انت بريئه صغيرتى
نظر له راؤول بعد ان استمع لتلك الجمله الاخيرة وقال
-هل استعد لافناء العائلة ام احضر قبري قبلها
-لا تقلق راؤول، فانا جهزت قبرك بيدى، تعالى خلفى اريد التحدث معك قبل قتلك
وضع راؤول يده على صدرة وقال
-وهل يهون عليك وسامتى تدفن مبكرا هكذا؟
