رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الواحد و العشرون 21 بقلم اسماء عبد الهادى

رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الواحد و العشرون بقلم اسماء عبد الهادى


فرحت عند رؤيته ونظرت خلفه بتلهف علها ترى ابنتها فربما جاءت لرؤية أمها أخيرا ...لكن خابت آمالها عندما وجدت ابراهيم يلج بمفرده....رحبت بأخيها وأجلسته في غرفة الضيوف ليلمح في طريق دلوفه للغرفة زوج أخته ملقا على الاريكه أمام التلفاز وغارق في عالم المسْكِرات وعلى ما يبدو أن الأمر تخطى كونها سجائر فقط ...فمنظره يوحي بأنه تعاطي جرعة زائدة افقدته عقله واتزانه فهو ملقا بإهمال على الأريكة ملابسه مبتلة من أعلى وتلك الزجاجة الواقعة أسفل قدمه خير دليل أنه يتعاطى الحكول.
حرك ابراهيم رأسه بأسف على الرجل التي باعت أخته حريتها من أجله، فلربما تزوجها فقط لتكون خادمة تلبي رغباته ..لا زوجة تشاركه حياته 
جلس بهدوء ولم يتحدث عن هذا الأمر وكأنه لم يرى شيئا، لكنه قد عقد العزم على أن يعود بملك فلا يتركها في مكان واحد مع ذلك السكير الذي ربما يأذيها وهو في غير وعيه 
قدمت له أخته واجب الضيافة وجلست تدعي الابتسامة ..ليتلفت هو حوله باستغراب 
_هيه ملك نايمة ولا إيه ...مش هتيجي تسلم على خالها

اختفت ابتسامة سناء مرة واحدة وحل محلها زهول تام وهتفت بزعر
_ملك!! هيه مش ملك عندك من يوم ما اتجوزت يا ابراهيم!

ضيق ابراهيم ما بين حاجبيه وهتف بحدة
_عندي ؟..عندي فين .. ملك بنتك فين يا سناء ؟

ضربت سناء على صدرها بصراخ 
_يلهوي يلهوي يلهوي ...يعني البت مش عندك من يومها ؟

وقف ابراهيم قبالتها وهدر بها غاضبا
_عندي من يومها ازاي يعني فهميني ..انتي مش قلتي بنتك هتفضل معاكي هنا.

حدث ذلك في بادىء الأمر فسناء لم ترد لملك أن تذهب مع خالها لانها تريد تزويجها لذلك العجوز دون علم خالها لانها تعلم تمام العلم أنه لن يوافق على تلك الزيجة ..لكن ملك هربت من أمها بعد أن تركت لها رسالة تقول انها ستذهب لخالها...غضبت سناء منها لانها عملت على افشال مخططها وخشيت أنها قد تقص على خالها ما حدث 

لذا هتفت سناء بتوتر لتخفي أمر هرب ملك منها
_ما هي ..ماهي قبل فرحي بيوم قالت انها جيالك اسكندرية 

أمسك ذراعها وهتف بحدة
_طيب مبلغتنيش ليه وأنا كنت هاجي أخدها بنفسي ....وبعدين ما انا كنت معاكي يوم الفرح وشاهد على جوازك مسألتنيش ليه تطمني البنت وصلت لا لا ...ولا البنت خلاص مبقتش تهمك ..مفكرتيش غير في نفسك وبس وما صدقتي خلصتي منها صح ولا أنا غلطان

هوت سناء على أقرب مقعد تذرف دموع الحسرة وهي تضرب بيدها على فخذيها
_يعني البت راحت فين .. بنتي يا ابراهيم ...قالتلي انها رايحة لخالها وأنا اللي كنت زعلانة منها انها مرفعتش سماعة التلفون تتطمن عليا ...طلعت البنت مراحتش لخالها اصلا... أمال راحت فين بس ... رووووحتي فين يا مللللللك .. بقالك اسبوعين بايتة فين يابنت بطططططنيييي

كانت تقول ذلك ببكاء وعويل تضرب على فخذها مرة ومرة أخرى تضرب بكلتا يديها على يدها في حسرة.

وقف كالمجنون يتحرك في الغرفة بعشوائية شديدة لا يدري ما يفعل وأين هي ملك ...مصدوم من أخته تلك الأم اللامسئولة تترك ابنتها تذهب وحدها وتظل طوال تلك الفترة دون على ان تطمئن حتى هل وصلت أم لا 

رمق أخته بغضب عارف
_جاية تولولي الوقتي بعد ما بنتك ضاعت بسببك ...لازمته ايه عويلك ده ..لازمته ايه الوقتي ها 

قالها هادرا بحدة استيقظ على اثرها زوجها 

لتنهض هي تمسك بيده برجاء مختلط بدوعها التي لا تتوقف
_هاتلي بنتي يا ابراهيم.. رجعلي ملك بنتي يا خويا الله لا يسيئك ...دورلي على ملك.

كان ابراهيم مستاءا من اهمال سناء لابنتها وفي نفس الوقت سيجن من اختفاء ملك ولا أحد يعلم عنها شيئا طوال تلك المدة 
لذا هتف ببرود مبعدا يد أخته عنه 
_زي ما ضيعتيها ..رجعيها... دي غلطتك انتي وانتي السبب ...أنا هقدر أعمل ايه بعد المدة دي كلها

قالها وتركها تصرخ بعويل أكثر تطالب بعودة ابنتها الى احضانها.

خرج ابراهيم من بيت أخته يستشيط غصبا ومن ثم ذهب الي بيت أخته سوسن ليقص عليهم الامر وليتعاون مع فهمي وماجد وماهر على ايجاد ملك والبحث عنها في كل مكان .
لذا هاتف ماجد أخيه ماهر هلى الفور 

صدم الجميع بما حدث فالكل كان يظن أن ملك مع أمها 
هتف ماجد بأسف 
_للاسف كلنا الفترة اللي فاتت انشغلنا عنهم ومكانش فينا بال اننا نعرف أخبارهم ما حضرتك عارف ياخالي.

ليطأطأ إبراهيم رأسه بأسف هو الآخر فهو يشعر أنه تخاذل فيه حقه تجاة ابنة أخته 
_أنا كمان انشغلت عنها... يوم الفرح كنت قررت أخد ملك معايا وأنا راجع ...لكن جالي اتصال أن بنتي بتولد والولادة متعسرة ومحتاجة نقل دم مبقتش شايف قدامي.... وجريت معرفش وصلت هناك ازاي علشان أطمن على بنتي وكل ما افتكر صوت فزع أمها في التلفون اتجنن أكتر .

لتهتف سوسن
_الحمد لله يا ابراهيم جت سليمة وبنتك هترجع زي الاول وأحسن كمان  وربنا يعوضها عن ابنها اللي راح  ..بخلف تاني قادر يا كريم

اقترب ماهر من خاله 
_الف سلامة على سمر ياخالي ...والله محدش فينا يعرف هنا ..إحنا..

قاطعه ابراهيم ووضع يده على كتفه ونظر لماجد ايضا
_عارف انكم مكنتوش هتتأخروا ...ربنا يبارك في رهف هيه كمان ويجيب العواقب سليمة يارب.

جاءت رهف والتي استمعت ما قاله خالها فارتمت بين ذراعيه تبكي ...فتلقاها خالها بحنان يربت على ظهرها 
_ هندور عليها وهنلاقيها وكله هيعدي يارهف كله هيعدي قولي يارب.
بحثوا عنها في كل مكان ولا أثر لها، في المستشفيات في الاقسام ومراكز الشرطة وفي الوحدات الصحية وعند صديقاتها وصديقات صديقاتها وأي مكان  يمكن أن تذهب اليه لكن لا أثر لها فبدت وكأنها أختفت كأنها لم تكن يوما فلا أحد لمحها في أي مكان خلال هذه الفترة .

جاءت سناء الى بيت أختها سوسن ووجهها في حالة يرثى لها فهي لم تذق طعما للنوم ولا للطعام منذ أن علمت أن ابنتها اختفت ولا أحد يعلم عنها شيئا، يرعبها فكرة أن تكون ابنتها اختفطت لتباع لتجارة الأعضاء البشرية ..او لمنظمات الاتجار بالفتيات القاصرات .

دلفت تحاول قدماها أن تحملاها بصعوبة شديدة ...عيناها تتجولان في أنحاء المكان كله بلا هدف ..كتائه لا يعرف وجهته ولسان حالها لا ينفك عن مناداة ابنتها ملك أن تعود لها 

اقتربت منها رهف ببكاء مشفقة على حالها وحزنا على اختفاء ابنة خالتها 
فأسندتها بيدها وأجلستها برفق الى جوار والدتها ...تربت على كتفها تحاول أن تشد من أذرها ولو قليلا 
_متقلقيش يا خالتي خالوا وإخواتي بيدورا عليها في كل مكان وباذن الله هيلاقوها .

كانت سناء كالغارقة في بحر دموعها لا ترى ما أمامها من فرط ما ألم بها 
لكنها ما أن استمعت لصوت رهف حتى تجهم وجهها واحتدت نبرة صوتها فآخر ما كان ينقصها هو صوت تلك الفتاة التي هي أفضل من ابنتها في كل شىء وقد تكون سببا في فكرة تزويج ابنتها ملك فهي ترى الخُطاب يتقدمون واحدا تلو الآهر لرهف وها هي تزوجت مرتان ..لكن لا أحد يطرق باب ملك لذا  عندما طلبها ذلك الرجل الذي في عمر والدها 
أرادت أن تزوجها له حتى لا تلقب ابنتها بلقب عانس لمجرد أنها تأخرت في الزواج قليلا ..وأيضا رغبة في أموال ذلك الرجل ..فطمعت أعينها في المال فتحججت لنفسها  بأنها تزوج ابنتها لذلك الرجل الوحيد الذي طرق بابها بعد ماهر ،بغية ألا يفوتها قطار الزواج لحتى لا يؤرقها ضميرها تجاه ابنتها في يوم من الأيام

لذا هتفت برهف بصراخ 
_اسكتي إنتي خالص ...كله بسببك إنتي ..ياجلابة المصايب ..وشك وش شؤم على بنتي

قالتها ثم تذكرت ابنتها فبكت بنحيب 
_ اااه يا ملك ..يا ملك يابنتي ..تعاليلي يا نن عيني ..يا ملاااااك.

أغرورقت أعين رهف من هجوم خالتها عليها بهذا الشكل هي لم تفعل بهم شيئا يوما بل هم ما فعلوا هم من آذوها كثيرا بكلماتهم التي كانت تنهش في عرضها بدون وجه حق، وبشماتتهم بما حدث لها و تجريحهم لها دائما في كل خطوة تخطوها..ومع ذلك سامحتهم ولم تحمل في قلبها أي ضغينة تجاههم بل تركت الأمر لرب الناس فهو القادر سبحانه على أن يجازي كل أحد على سريرته..

وفقت ترمقه خالتها بحزن فأشارت لها أمها بحزم لأن تدلف غرفتها الآن ..ففعلت رهف بقلة حيلة وقلب حزين على ذلك الهجوم الذي لا سبب له.

 وما إن دلف كل ماهر وماجد والارهاق بادي على وجهيهما حتى ركضت سناء  نحوهما بكل ما أوتيت من قوة ،بأعين متلهفة على فلذة كبدها الغائبة، لتنطق برجاء 
_لقيتوا يابني مش كدا؟ ..لقيتوا ملك ..قولولي إنكم لقيتوا ضنايا ...ملك بنتي مضاعتش 

كانت أعينهم المطرقة أرضا، تجيب على تساؤلاتها دون أن يتفوها بكلمة 

لتصيح سناء بصراخ وهي تحرك رأسها ترفض فكرة ضياع ابنتها 
فتجثوا على ركبتيها على الأرض 
_بنتي ..أنا عايزة بنتي ..هاتوولي نن عيني ..ارجعيلي يا ملك يا حبيبتي.

دلف ابراهيم مع فهمي للداخل فاسمتعا لصوت عويلها 
ليهتف ابراهيم بوجه غاضب هادرا بأخته مؤنبها على ما اقترفت في حق ابنتها 

_جاي تعيطي دلوقتي ..ما انتي سايبة بنتك اسبوعين متعرفيش عنها حاجة ..افتكرتي دلوقتي أن عندك قلب ..افتكرتي إنك ام وعليكي مسؤليات ولازم تكوني مع بنتك فين ماتروح ..مش تسيبيها تجيلي إسكندرية لوحدها في انصاص الليالي والله أعلم قابلت إيه ولا حصلها إيه ..جاية الوقتي تعيطي ليه.

قالها ثم رفع نبرة صوته أكثر وأمسكها من ذراعها يجبرها على المغادرة، فهو سينفجر بسبب اختفاء ملك
_قومي ..قومي على بيتك قاعدة هنا ليه..واحدة زيك متستاهلش لقب أم ..منك لله يا شيخة ..منك لله.

حاول فهمي منعه هو وأبناءه  زجره على ما يفعل حتى رهف التي خرجت على صوت صراخ خالها فاقتربت منه بسرعة بعد أن كففت دمعاتها بسرعة بأصابع يدها 

ليقول فهمي معاتبا
_خلاص يا ابراهيم مش وقته تقتيم فيها..هيه اللي فيها مكفيها وأكيد اتلسعت من غلطها مش شايف حالتها.

في حين أن تعاون كل من ماجد وماهر في مساعدة خالتهم على النهوض والجلوس على الاريكة 

إلا أن ابراهيم كان مصرا لأن تعود الي بيتها فترك يد فهمي متوجهها إليها ..لتقف رهف هذه المرة قبالته 

_علشان خاطري يا خالي ..خلاص ..ارجوك إهدى.

زفر ابراهيم بصوت عال ليخرج الضيق الذي يجثم على صدره وهتف بصوت عال
_هنعمل المستحيل علشان نلاقيها ومش هنتهاون أبدا وادعي بقا إننا نلاقيها فعلا بعد الفترة دي كلها ..واعرفي إننا لو ملقنهاش ...إنك السبب ومحدش غيرك المسؤول.

ألقى كلماته والذي تشبه القذيفة الموجهة في قلب سناء لتنخرج في البكاء وجعا على ضياع ابنتها
ليغادر هو المكان بأكمله شاعرا بالاختناق وكأن الهواء كله سحب من الشقة فخرج ليبحث عن بعيدا عن متنفس ليستنشقه.
_____
أيقنت ليلي أن الفتاة لن تتحدث ولن توافق على اخبارهم مكان أهلها ..لذا قررت ألا تفاتحها في أمر العودة لأهلها  الآن لكنها قررت أن تتحدث معها وتعرف عنها المزيد فهي حتى لا تعرف اسمها ...لذا جلست قبالتها على الفراش ومدت يدها تلتقط يد ملك وضغطت عليها برفق ثم ابتسمت لها بحنو في حين أن ملك كانت شاردة غارقة في بئر مقفر من الأحزان لا نهاية له 

لتقول ليلي بغية جعلها تنسى ما ألم بها وتحاول الانخراط في الحياة معهم.

_تعرفي إنك بقالك مدة عندنا ومنعرفش حتى اسمك.

نظرت لها ملك ومن ثم ابتسمت بمرارة 
_بعد ما عرفتي حكايتي واللي حصلي لسه حابة تعرفي عني حاجة ...إنتوا مش قرفانين مني!

رمشت ليلي بأعينها عدة مرات وهتفت بسرعة
_لالا إوعي تقولي كدا ...إحنا متأكدين أن اللي حصلك ده غصب عنك ولازم تعرفي إن أي حد معرض لده أنتي او أنا أو أي حد ...دي ارادة ربنا ولازم نصبر على الابتلاء ده...انسي يا حبيبتي اللي حصل وارضي بالمكتوب ..لا حزنك ولا بكاءك ده هيرجعوا اللي راح ...إلحقي عيشي اللي باقي من عمرك واستغفري ربك على فات .

_متبقاش في عمري حاجة أعيشها أنا عمري خلص من ساعة ما انتهيت على إيديهم ...وأديني أهو عايشة متنسية الموت الفعلي يمكن ارتاح ...يارب ريحني بقا.

قالتها وهي تبكي بقهر على حالها وهي تضرب على وجهها و رأسها وفي جميع انحاء جسدها 

نهضت ليلي على الفور واقتربت منها لتمنعها عن فعل ذلك بأن عانقتها بشدة 
_لا لا إوعي تقولي كدا حرام عليكي ..لا حول ولا قوه الا بالله...اهدي بس علشان خاطري..اهدي 

انخرطت ملك في البكاء بشدة بين يدي ليلي وكأنها طفل صغير يأن من الآلام لا يعرف كم يشكو ولا أن يقول ما يؤلمه

_أنا تعبانة تعبانة أوي... نفسي ربنا ياخدني ويريحني من اللي أنا فيه... قوليلي أعمل إيه ...بالله عليكي ساعديني.

ابتعدت ليلي عنها قليلا وهتفت وهي تنظر لعينيها مباشرة 
_تعرفي إيه اللي هيريحك ..اللي هيخرجك من كل اللي انتي فيه ويخفف عنك اللي حصلك!!

حركت ملك رأسها بلهفة تود أن تسمع الجواب 

لتقول ليلي 

_الصلاة...لما تقربي من ربنا وتسجديله وتشكيله كل همك ووجعك وكل اللي حاسه بيه ...وتطلبي منه العون بالحاح شديد ...تتذللي لربنا بكل جوارحك.. ساعتها هتحسي بكل الهموم اللي كاتمة على قلبك بتنزاح واحدة واحدة لحد ما يفضلش في قلبك غير الرضا بالمكتوب ...صدقيني الصلاة دي هي راحتك...قربك من ربنا هو خلاصك من كل اللي انتي فيه.

بدت ملك مترددة وخاصة أنها في العادي كانت تصلي على حرف وتترك الآخر ..لتهز لها ليلي رأسها بتشيجع

_يلا  ..ربنا منتظرك..ادعيه علشان يكشف همك ويبدل مكان وجعك فرح وسعاده.

نظرت ملك الى يد ليلي الممدودة والتي تدعوها لأن تنهض معها ...لتهتف بانكسار

_وتفتكري أن وجعي ده ممكن السعادة تحل محله ؟ وجعي ملوش دوا خلاص .

_اللي حصلك مش نهاية العالم ..ياما ناس كتير بتتعرض للي اتعرضتيله ومكملين حياتهم عادي ...احمدي ربنا أنها جت على قد كدا ...إنتي أحسن من غيرك كتير...يلا يا حبيبتي..العصر أذن تعالي نتوضا ونصلي مع بعض.

وقفت ملك معها وكادت أن تخطو خطوة الا انها توقفت لتهتف بضعف
_بس أنا مش يعني مش بصلي كتير...أنا ... أنا.

نظرت لها ليلي بتفهم
_ربنا كبير أوي يا ملك وأرحم بينا من أمنا حتى ...تفتكري يعني حتى لو مش ملتزمة في الصلاة وجيتي دلوقتي وصليتي ودعيتيه مش هيستجيب...لا ورب الكعبة هيستجيب وهيفاجئك بفرحة عمرها ما تخطر على بالك حتى ..إنتي بس ادعيه بيقين ونية صادقة في التوبة وهتشوفي العجب.

ارتاحت ملك لكلمات ليلى وشعرت أنها بحاجة ماسة فعلا الصلاة ...لذا سارت باستكانة مع ليلي لحتى تتوضأ وتصلي.

وبعد ساعة قضتها ملك في الصلاة والتوسل إلى ربها ...أحست أنها خفيفة تحلق كريشة في السماء ..فالهم التي كانت تحمله على عاتقها قد خففه الله. ... والخوف الذي كان يخنقها قد بدده الله فبدأت تتنفس براحة من جديد...فانتظمت نبضات قلبها واستسلمت لنوم هادئ عميق على سجادة صلاتها وكأنها كانت نجاتها وملجأها فشعرت بالأمان كطفل رجع الي حضن أمه وعندما شعر بالطمأنية نام في مكانه

لاحظت ليلي انتظام تنفسها فعلمت أنها قد نامت فحمدت الله أنه ريح بالها وكفاها همها .

فأخذت الغطاء وفردته على ملك ومن ثم غادرت الغرفة بهدوء ..لتكمل تنظيف في المنزل حالما تعود أمها من العمل

_____
استمرت الأيام تدور وتدور والكل يبحث عن ملك في كل مكان دون جدوى

أما ملك فأدمنت الصلاة فكانت لها كالمأكل والمشرب مطلب أساسي لا غنى عنه ..ترتاح بالقرب من ربها ...والوقوف بين يديه.

انتهت من صلاتها لتجد ليلي تطالعها بابتسامة راضية عن حالها
_ايوة كدا ...أنا مبسوطة أوي ..شوفي قد إيه وشك نور إزاي...ربنا يتقبل يا حبيبتي.
نطقت ملك بهدوء
_اسمي ملك 

_الله اسم على مسمى ربنا يجعلك من اسمك نصيب...ياملوكة.

ضحكت ملك باستخفاف على حالها

_اسمي ملك بس مكنتش ملاك خالص... كنت عاملة زي الحية بحاول أوقع بنت خالتي بأي طريقة علشان أشمت فيها... ياما وقعت بينها وبين صاحباتها او بينها وبين اخواتها...حتى اللي حصلها أنا مسبتهاش في حالها وبقيت اقوم الكل عليها وافرح وأنا شايفاها بتعاني وبتتوجع قدامي... كنت عايزة افضحها في كل حتة...كل ده ليه علشان كنت بغير منها ايوة بغير .. هيه كانت شاطرة في كل حاجة الكل بيقارني بيها ..اتفوقت عليا في كل حاجة علشان كدا كنت بشفي غليلي في إني افضحها أكتر وأكتر وأنا عارفة إنها بريئة لكن الغل اللي كان جوايا ناحيتها خلاني اكدب الكدبة وأصدقها...لكن أهو ربنا اخدلها حقها تالت ومتلت وزي ما أنا كنت بحاول أفضحها ..اديني اتفضحت أنا ..وفقدت اعز ما أملك. 

أقتربت منها ليلي تهون عليها عندما رأتها تخفض رأسها وتبكي بحسرة
_معلش يا حبيبتي كلنا بنغلط ...بس العيب مش في الغلط العيب إننا منتعلمش من الدرس ...واحمدي ربنا إنه ربنا أخد حقها منك في الدنيا والا كان عقابه شديد اوي في الآخرة... استغفري ربنا وعاهدي نفسك انك مش هترجعي للي كنتي بتعمليه ده تاني وادعي دايما بالستر ..ربنا يسترنا بستره الجميل.

أخذت ملك تستغفر ربها وسط شهقاتها التي كانت تشق قلب ليلى وجعا فتبكي لبكاءها وتحمد ربها على جميل ستره .

_____
_بردو يا رهف ...مفيش أي أثر ؟

حركت رهف رأسها بالنفي وقامت باحتضان أيسل الصغيرة بكلتا يديها تقبل شعرها بحنان لتسقط دمعة على وجه أيسل فتمد يدها تمسحها برقة ومن ثم تضع كفها الصغير على وجهها ببراءة
_ متزعليش يا لهف... هترجع ان شاء الله... بابا قالي إننا لما ندعي ربنا ومتاكدين إن ربنا يقدر ...كل حاجة هتتحل...تعلفي(تعرفي)

أنا لما شفت عمتوا في الخطوبة زعلانة علشان جدو وتيتة مش موجودة دعيت ربنا وقلت يارب يحضروا الخطوبة علشان عمتوا تبقى مبسوطة ..وربنا سمع كلامي وجاب جدو وتيتة وحضروا الخطوبة ..شوفتي يا لهف ازعليش بقا.

ابتسمت لها رهف ومن ثم قبلتها في وجنتها
_برافوا عليكي إيه ياناس البنات الشطورة دي أنا بحبك أوي

_وأنا كمان بحبك ومش عايزة أشوفك زعلانة أبدا أبدا.

__
_انت يا زفت استغليت فرصة سفري ونمت في الخط فين البنت يا روح أمك ..إنت الظاهر بياع كلام ..بؤق في الفاضي.

مسح حباق العرق المتجمعة على جبينه وهتف بتوتر 
_أبدا ياباشا والله ..هو الجو اللي مش مناسب هناك خالص والبت أغلب الوقت لإما مع أخوها او مع صاحبتها اللي لابدة ليها زي العمل الردي ..مقيداني مش عارف اتحرك بسببها...واللي زاد وغطى رجوع أهلها من السفر.

ليهتف الآخر بصرامة وأعين قد انطفأ بريقه منذ زمن وكأنه لم ير النور قد 
_أهلها مش مطولين أشغالهم كلها برا... أما البت اللي واقفة في طريقك لو معنداك زيحها خالص المهم تجبلي سها بأي طريقة انت فاهم !!

قالها بتحذير وهو يشير اليه بسبابته ..ليبتلع الآخر ريقه برعب فيهتف بتلعثم 
_فاهم فاهم

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1