رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الثانى و العشرون 22 بقلم اسماء عبد الهادى

 

رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الثانى و العشرون بقلم اسماء عبد الهادى


حاولت ليلي قدر الامكان أن تكسب ود ملك وجعلها تنخرط معهم..علها تنسى حزنها ..فبدأت ملك تخرج من تلك الغرفة التي تقبع بها منذ أن جاؤوا بها إلى بيتهم..فبدأت تشاركهم طعامهم على الطاولة القصيرة التي يجلسون حولها مفترشون الأرض .

ففرحوا بتلك الخطوة واستبشروا خيرا فهي عما قريب ستتحسن وتتأقلم مع وضعها لكنهم مصرون على أن يخبروا أهلها أو أن يعلموا مكان بيتها فيذهبون بأنفسهم إليهم ويقصون ما حدث لهم بهدوء حتى يتقبلوا الأمر ويساعدوا ابنتهم على تخطي ما حدث .

لكن ملك كانت ترفض رفضا قاطعا الحديث بشأن هذا الأمر حتى أنها هددتهم اذا ما تحدثوا عن هذا الأمر ثانية ستترك بيتهم وتغادر دون رجعة الى أي مكان آخر.

لتقول عفاف بخوف عليها فهي تعاملها كابنتها 
_لالا ياملك.. متقوليش كدا ..خلاص أهو مش هنتكلم خالص..كفاية وجودك وسطينا ياحبيبتي... أنا بس علشان أم، حاسة بالنار اللي بتكوي في قلب امك يابنتي زمانها ياقلبي مقطعة نفسها علشانك.

ضحكت ملك باستخفاف فهي تعرف أمها جيدا تذكر تعابير وجهها في آخر لقاء لهما وهي تخبرها بأنها ستتزوج من ذلك الرجل شاءت ام أبت ..أمها التي أرادت بيعها لرجل طاعن في السن لحتى تقبض بتمنها وتهنىء به مع زوجها الجديد ..هي لا تظن انها تبكي عليها الآن ..بل ربما هي سعيدة باختفاءها فالآن بات باستطاعتها العيش بحرية دون أن تقيدها هي .
_لا من الناحية دي إطمني أمي زمانها عايشة حياتها مع جوزها ونسياني ... تلااقيها مفكراني مع خالي فقاعدة ومرتاحة وحاطة في بطنها بطيخة صيفي.
تنهدت عفاف بأسف بعلى ما يبدو أن ملك لم تحظى بحياة سعيدة ..ففكرة وجودها بعيدا عن اهلها لا تشكل فارقا كبيرا معها حتى أنها فهمت من كلامها أن أهلها واقاربها يتميزون بالشدة والجفاء ..لذا تمنت لها حياة هادئة معهم إلى أن تطلب بنفسها العودة لاهلها.

____
نظر لها فوجدها شاردة فمد يده نحو ذقنها ليجعلها تنظر إليه 
_حبيبتي أنا عارف إني مقصر في حقك...حقك عليا ..اعذريني .

نظرت في عينه لتهتف باهتمام
_لا لا أنا مقدرة الوضع ..صدقني مش زعلانة أبدا 

_طب إيه مالك قاعدة معايا ومش معايا ليه!

حركت رأسها بخفوت
_لا بس كنت بفكر في ملك ..رغم اني مكنتش بحبها من كلام رهف وعمايلها اللي كانت بتعملها فيها الا انها صعبانة عليا أوي ونفسي ترجع بجد

ابتسم ماهر لأخلاق زوجته ومشاعرها الراقية وهتف بيقين
_هترجع أن شاء الله ..هنلاقيها أنا متأكد من ده.

_وطنط عاملة إيه دلوقتي
_خالتي للاسف مقطعة نفسها من البكا بتنام وتقوم تصرخ باسم ملك وحالتها بقت تصعب أوي ..ربنا يكون في عونها.

_يارب..لا حول ولا قوة الا بالله .

تنهد ماهر ومن ثم امسك بكوب العصير ليرفعه الى فم زوجته ليسقيها ليقول بمرح ليخفف تلك الاجواء التي عكرت صفو فرحتهما قبل أن تبدأ
_طب اشربي العصير يلا ..زي بيتكم بردو 

ضحكت سها وارتشفت رشفة من الكأس بحرج شديد 
ليهتف ماهر مدعيا الغضب
_لا إنتي الظاهر هتزعليني منك... سها أنا زوجك خلاص مش عايزك تتحرجي مني ها .

وضعت سها يدها أسفل فمها
_هحاول 

_ايوة كدا ابتسمي خلي الدنيا تنور بدل ماهي معتمة معانا على الآخر 

قضى معها بعض الوقت ومن ثم أستأذن ليغادر ليبحث عن ابنة خالته لبعض الوقت قبل أن يسافر الى النادي الذي يلعب به .
____
بعد عدة أيام 
توجه نحو العمارة السكنية وأخرج سيجارا من جيبه وأعطاها للبواب ومن ثم جلس إلى جواره وتحدث وهو ينظر  الى السيارات التي تعبر الشارع أمامه
_ايه الأخبار ...بعتلي أجيلك بشرني الدنيا سالكة؟

_أهلها سافروا إمبارح والدكتور في شغله والنهاردة بالذات هيتأخر في المستشفى كعادته كل ثلاث من كل اسبوع ..بس 

_بس إيه انطق 
_البت صاحبتها عندها فوق من بدري وشكلها مطولة معاها 

قذف الشعلة من يده بغيظ وهتف بشر 
_هنفذ النهاردة يعني هنفذ حتى لو اضطريت إني أتخلص من صاحبتها اللي عاملالي زي فرقع لوز دي.
استعد للقيام بمهمته فوقف محله ونظر للنافذة المطلوبة بحماس شديد يفرك كفي يده ببعضهما بشر ..لكن يد البواب التي كانت تدفعه إليه ليجلس مكانه مرة أخرى. أخرجته من حماسته ..لينظر له بغيظ
_إيه ياعم في ايه؟؟
وضع البواب يده على فمه ليشير إليه بألا يتحدث لينظر أمامه ليجد....
___
أسماء عبد الهادي
وبينما الاثنتان تلهو باللعب مع أيسل التي ضجرت من اللعب وحدها ....إذ رن جرس الباب فتوجهت رهف لتفتح الباب بعد أن وضعت حجابها على رأسها لتجد آدم يستند برأسه على الباب ويبدو على وجهه التعب الشديد فتحدثت رهف بقلق بدى على محياها
_دكتور آدم !!..اتفضل ادخل.

أبعد آدم وجهه عن الباب وتحدث بارهاق 
_لا أنا بس جيت أطمن عليكم وأطمنكم إني رجعت من المستشفى..وهروح ارتاح في شقتي 

أفسحت له المجال ليدخل فابتعدت قليلا عن الباب وهي تقول باهتمام 
_حضرتك شكلك تعبان اتفضل بس وهناديلك سها تقعد مع حضرتك وأنا هستأذن أنا علشان تأخد راحتك.

_لا خليكي معاهم أنا بس عندي صداع نصفي هنام شوية وهكون كويس بإذن الله 

_بإذن الله يا دكتور والف سلامة على حضرتك 

 هتفت سها بقلق عندما لاحظت علامات التعب على أخيه
_آدم ...إنت كويس !!

في حين ركضت أيسل نحو أبيها تلقي بجسدها عليه تحتضن ساقه 
_بابا جه ..بابا جه 

أمسكت الصغيرة بيد أبيها بعدها داعب شعرها وأمسكت سها بيده الآخرى لتدخله ليرتاح

فهوى آدم على الاريكة بإعياء 

أما رهف بدلفت تأخذ حقيبة يدها لتترك المجال لآدم لينال قسطا من الراحة وسط أسرته 
_طب أستأذن أنا ..وألف سلامة مرة تانية على حضرتك يا دكتور 

_استنى يا رهف أنا ماشي .
_لا  حضرتك تعبان يُفضل تفضل معاهم  هنا علشان لو احتاجت لحاجة سها تعملها .

تحدث بأسف وهو يضع يده على رأسه من شدة الصداع 
_أنا آسف يا رهف بوظت عليكم وقتكم مع بعض.
_لا ولا يهمك يا دكتور ...أنا هنا من بدري ..ثم أن الايام جاية كتير ..عن إذن حضرتك.

عادت سها من المطبخ بعد أن أعدت لأخيها مشروبا ساخنا مريحا للأعصاب ..لتجد رهف تستعد للمغادرة 

_ايه يابنتي رايحة فين ..اقعدي .

أشارت لها رهف بأنها ستغادر
_هاجي مرة تانية يا سها.. ما أنا يابنتي مقيمة عندك ..ايه مزهقتوش مني !!

ابتسمت لها سها مع غمزة مرحة
_هو حد يزهق منك يا قمر انت 

تحرجت رهف من قولها هذا وأمام أخيها فنظرت لها بغيظ لتضحك سها بتسلية وتقترب منها بينما تتوجه رهف للباب 
وقبل أن تغادر رهف ..ضربت سها بخفة في كتفها
_بقى ده كلام تقوليه قدام أخوكي يا زفتة.

ضحكت سها وأدعت أن الضربة اوجعتها 
_اااه يا إيدي... أنا مقلتش غير الحقيقة على فكرة.

دفشتها رهف ثانية 
_طيب يا بكاشة الكلام ده تقوليه بينا بس لكن قدام أي حد تاني وخصوصا دكتور آدم لا 

وضعت سها يدها في خصرها لتهتف بمكر 
_واشمعني دكتور آدم يعني ...قري واعترفي.

حملقت بها رهف وهي تضحك
_اقر وأعترف بإيه يا مجنونة إنتي والله إنتي شكلك فايقة ورايقة 

_الله وانتي إيه اللي معكر مزاجك يا أستاذة رهف بقى ..ممكن اعرف؟

_ خايفة على ملك يا سها الله أعلم بتعاني إيه دلوقتي

تنهدت سها بأسف
_ معاكي الله ربنا يتولاها برحمته 

ودعت سها صديقتها رهف ثم عادت لأخيها لتسأله هل تعده له طعام الغداء الآن ؟
_ها يا آدم أخضرلك الغدا دلوقتي.

نهض آدم من مكانه متوجها لغرفته 
_لا أنا مش جعان دلوقتي ..هروح ارتاح علشان عندي مشوار مهم بالليل.

_______

أخذ يسب ويلعن حظه العكر فمنذ مدة طويلة لا يستطيع أن يجد الوقت المناسب لتنفيذ خطه 
_ أنا منيش عارف إيه الحظ الهباب ده.. واخوها الدكتور ده ايه اللي رجعه الوقتي .

ضحك البواب على منظره الغاضب
_والله حظك بقا ..دكتور آدم مكنش بيرجع النهاردة بالذات غير متأخر ..لكن نقول ايه نوايا ...وانت نيتك زفت وأطران علشان كدا ربك مش موفق 

دفشه بغل وهو يسبه ويلعنه أيضا
_طب غور جتك داهية تأخدك انت التاني... أنا قايم ماشي وحط عينك عليهم وف الوقت المناسب كلمني.

غادر وهو يتمتم بالكلمات الغير مفهومة والتي كلها عبارات بزيئة لا تخرج سوى من أمثاله 

ليلاحظ رهف تمشي وحدها وفي طريقها للعمارة المجاورة فوسوس له شيطانه  أن يتخلص منها لحتى يتسنى له تنفيذ مخططه بسهولة دون معرقلات  

مد يده في جيبه وأخرج مدية صغيرة لا يتخلى عنها أبدا وبدأ بالأقتراب منها رويدا ..حتى بات قريبا منها و...

ما أن أقترب من رهف التي لم تلاحظه خلفها مطلقا "فلقد كانت ابنة خالتها تشغل تفكيرها" ...حتى وجد شرطي يعبر الشارع بالجوار فأعاد المدية في جيبه واختفى على الفور عن الانظار .

__
بعد عدة أيام قضتهم ملك بتحسن ملحوظ ولو بشكل طفيف في حالتها 

وأثناء جلوس ليلى  أمام التلفاز مع ملك 
تحاول ليلى أن تتحدث عما تراه لتلفت انتباه ملك الشاردة والتي لا تنظر للشاشة من الأساس ...حتى رن هاتف ليلى 
_اهلا يا سعاد ياحبيبتي وحشتيني

......
_والله غصب عني إني مبجيش الشغل ما انتي عارفة إني بحب التطريز قد عنيا 
......
_حاضر يا حبيبتي هحاول في أقرب وقت ..سلميلي على البنات يابت سعاد .
.....
_ههه ماشي مع السلامة .
____
استقبلت أخيها بعناقها المعتاد كطفلة صغيرة تتعلق بعنق أبيها تستقبله عند عودته من عمله لتحصل على الحلوى التي أحضرها لها.

قبلها أخيها بحب كعادته ولكن الفرق أن ابتسامته خافتة فالجميع يؤرقهم أختفاء ملك دون أي مؤشر يدل على مكانها 

تنهدت رهف بضيق
_بردو مفيش لا حس ولا خبر !!

هوى ماجد على الاريكة بارهاق وأرجع رأسه للخلف بعد أن حرك لها رأسه بالايجاب .

جلست جواره وهتفت بتوجس
_وبعدين ياماجد هتكون راحت فين ..دي خالتي عايشة على امل رجوعها خايفة يجرالها حاجة.

_مش عارف يا رهف مش عارف ... ان شاء الله ترجع ..رغم اني مش بطيقها لكنها مهما كان بنت خالتي ومتمنلهاش أي حاجة وحشة ..ربنا يسترها معاها. 

تنهدت رهف باختناق ثم هبت واقفة وهتفت لأخيها 
_اجيبلك الغدا هنا ولا ف أوضتك 

_هاتيه في الأوضة بس تتغدي معايا لإما مش هأكل 
ابتسمت له أخته
_حاضر هأكل أنا أصلا مستنياك... بس قولي هو خالي فين مش باين 
_اتفقنا أنه يسافر يدور في إسكندرية وأنا أدور هنا .. ممكن الله أعلم تكون هناك .

____

أسماء عبد الهادي

وضعت لأمها الطعام على الطاولة وجلست جوارها وجوار ملك 
لتلاحظ أمها أنها تلهو في الخبز الذي في يدها ولا تأكل 
فأخذته أمه من يدها لتفيها من شرودها
_بت يا ليلى سرحانة ف إيه مالك 

تنحنحت ليلى وحكت شعرها 
_أصل ياماما جت في بالي فكرة كدا ويارب توافقي عليها.
_فكرة إيه دي 
انتبهت ملك هي الأخرى لحديث ليلى فالتفت إليها لتسمع ما تقوله

_كنت بقول يا ماما لو أرجع المشغل وأخد ملك معايا أهو تغير جه بدل قاعدتها في البيت .

ضربتها أمها على يدها بغضب
_ يخص عليكي يا ليلى عايزاني أستغل البنت وأشغلها وهيه ضيفة عندنا ...ليه حد قالك إننا قلالات الأصل ولا بخلا مش عارفين نأوي البنت اللي ربنا بعتنا في طريقها علشان نساعدها ...صحيح إحنا على قد حالنا لكن اللقمة اللي تكفي لاتنين تأكل ثلاثة وربك الزراق

برطمت ليلى بضجر من فهم أمها الخاطىء لمقصدها
_يا ماما مش ده قصدي ... اللي اقصده أن يمكن لو ملك خرجت وشمت هوا برا يمكن حالتها النفسية ترتاح قاعدة البيت بتخنق بردو يا ماما .

زفرت عفاف بعدم رضا
_لا البنت لسه تعبانة وبعدين هتخرج البنات في المشغل لكاكين وهيفضلوا يقرروا فيها لحد ما البنت تفلفص منهم ..خليها هنا أفضل ليها من السين والجيم... وان كان عليكي أنا عارفة إنك بتحبي شغل التطريز قد عنيكي فأنا اتفقت مع صاحب المصنع إني أخد منه ماكنة واجبهالك هنا في البيت ...تشتغلي شغلك هنا وأنا هأخده أسمله كل يوم الصبح وانا رايحة ...وبكدا تقدري تأخدي بالك من ملك ومتسيبيهاش لوحدها ...وممكن كمان تعلميها أهو تتسلى وتشغل وقتها

راقت تلك الفكرة لليلى كثيرا والتمعت أعينها بحماس.و نظرت لملك وابتسمت ابتسامة واسعة.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1