رواية هالة الفصل الثانى و العشرون 22 بقلم جميلة القحطاني

            


 رواية هالة الفصل الثانى و العشرون بقلم جميلة القحطاني


مرت الشهور، وسيف بدأ يرى ليلى بعين جديدة. تذكر مواقفها، تذكر كيف كانت دائمًا موجودة، ولم تطلب شيئًا في المقابل.
اختبر مشاعره، وقرر أن يقترب منها لا كصديقة، بل كامرأة تستحق الحب.
يقف أمامها ذات مساء، في نفس المكان الذي أحضرت له فيه الكعكة، ويقول:كنت بدوّر على الحب في المكان الغلط، وكان جنبي طول الوقت.
لكن ليلى تنظر إليه في صمت، وترد:سيف، الحب مش اختبار، ولا جايزة، الحب مش لما تخسر حد تدور على البديل... لازم تكون متأكد إنك مش شايفني كتعويض.
استيقظت هالة بكسل، في مكان ما بين الإدراك واللاوعي. عيناها تتجولان في الغرفة الغريبة... نفس السقف، نفس الجدران، ونفس الهواء الثقيل الذي تشعر به كل صباح.
لكن ما جعل نبضها يتسارع هو سراج، واقف أمام المرآة، عاري الصدر، يسرّح شعره بهدوء وثقة. وكأن وجودها لا يعني شيئًا... وكأنها مجرد قطعة أثاث!
ثم سمعته يقول بسخرية باردة:هتفضلي تبصي عليا كتير؟ يمكن متعودة على المنظر.
كلماته اخترقت جدار صبرها. هالة شدّت الغطاء حولها، وأغمضت عينيها للحظة تحاول ألا تنفجر.
لكنه تابع ببرود مستفز:ولا يمكن نسيتِ انك هنا عشان تخدمني؟
هالة تنهض بعصبية، تتكلم ببرود متماسك:مش معنى إني ساكتة إني ضعيفة... إنت فاكر نفسك مين؟!
اقترب بخطوات بطيئة، لكن عينيه تلمعان بتحدٍ:أنا الشخص اللي لو قلت كلمة، خالك يختفي من على وش الدنيا.
وهنا تفقد هالة السيطرة، تصرخ:إنت جبان! بتمشي كلامك بالتهديد زي الجرذان... بس أوعدك، اليوم اللي أخرج فيه من هنا، هتشوف مين الضعيف ومين القوي!
بعد لحظات الغضب بينهما، تحاول هالة الابتعاد عنه وهي تصرخ بكرامة جريحة:اضربني، احبسني، بس عمري ما هخاف منك! مش خايفة منك، يا مجنون!
اقترب سراج منها بخطوات ثقيلة، وانفجر صوته كالرعد:مش هتعرفي أنا مين؟ أنتي بتلعبي بالنار يا هالة!
ثم فجأة، وبدون تفكير، شدّ شعرها بقسوة، حتى أرغمت على النظر في عينيه... نظرة قاتمة، مسكونة بالجنون والسيطرة، قبل أن يصفعها بقوة على وجهها، فسقطت أرضًا.
صرخ وهو يشير للحراس:خدوها... ارموها في القبو القديم... بدون نور... بدون أكل... وخلّوها تعرف يعني إيه عصيان!
سُحبت هالة وهي تصرخ، تُجرجر على الأرض، حتى دخلت غرفة ضيقة، باردة، عفنة، لا يرى فيها النور إلا من شرخ صغير في الباب الخشبي المتهالك. ومع كل نفس كانت تشعر بأن جزءًا منها يختنق.
تعليقات