رواية عودة الذئاب الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم ميفو السلطان

 

 

  رواية عودة الذئاب الفصل الثاني والعشرون بقلم ميفو السلطان

"وجه السلطة القبيح"
ما أشدّ ظلمة النفوس حين يُعمّيها بريق المال،
وما أشنع الوجوه حين تتوشّح برداء السلطة،
ذلك الرجل... لا يُشبه الرجال،
إنما هو نذالة تمشي على قدمين،
وجهٌ تقيّح من الخيانة، وقلبٌ لا يعرف للرحمه اسمًا.لا يُحِب، لا يَحنّ،رجلٌ باع قلبه في سوق السُّلطة،
وراهن على النفوذ فخسر كل شيء... إلا قسوته.
طردَ أخاه من دار أبيه كما تُطرد الكلاب الجربى،ضربه أمام عينَي أبيه،
لا شفقةً هزّت أطرافه،
ولا خجلًا ردع يده...
كأنّ الدم الذي يربطهم قد تلوث في عينه بنقص المال!كأن الدم الذي يجري في العروق... صار ماءً أسودًا لا يعرف صِلة نقاءا.

جلدَ ابن أخيه، طفلٌ لا ذنب له،ثم أضرم النار في يد ابنة أخيه..طفله لا تفهم لماذا ولكن نار قلبه عمته عن طفوله بريئه. 
 وعلى أبيه،.. حدث ولا حرج.. جحود إبن عاق... كيف نزع وقار ابيه، واطفئ نوره،
كأنّ الأبوة خطيئة في سجل حياته...
كأنّه لا يرى في الشيخوخة إلا ضعفًا يعيق تقدمه القبيح.
يرى في ابنته خزيًا…
ليست لأنها عصت، بل لأنها "أنثى"!
لأنها لم تأتِ ذكرًا يتفاخر به في المجالس،
صعيديٌ يدّعي الرجولة... ويخشى الانثي كأنها لعنة.
وكأن الأنوثة في عرفه دنس، وكأن البنت في دمه عارٌ لا يُغتفر.يعشق الرجال لا لأنهم رجالا،
بل لأنهم مرايا تعكس له سلطته،

ينظر في المرآة فيرى فيها تاجًا لا رأسًا،
ويرى العائلة عبئًا، لا نعمة،
ويرى الرجولة في بطشه، لا في حنانه.
يتغذى على الخضوع، يرتوي من التسلّط،
ويرى الرجولة في عدد الرؤوس التي يدوسها،
لا في الكتف الذي يُسند، ولا في القلب الذي يرحم.
هو لا يعرف أن الرجولة ليست في الصوت العالي،
ولا في اليد التي تُوجِع،
ولا في الكرسي الذي يرتفع به فوق الجميع.
هو وجه السُّلطة القبيح،
هو عارُ الرجولة الذي يتستر خلف العباءة الصعيديّة،

إنه عبدٌ متوَّج…
تاجه من رماد، ومجده من صراخ الأبرياء،
وصمته ليس وقارًا… بل ضميرٌ مخنوق مات من قسوة صاحبه. 

هذا رجلٌ يُبنى مجده على أنقاض مَن أحبوه،
ويُشعل نيرانه في صدور أهله،
ثم يرقص على الرماد..مدعيا الفخر.

ماشي بين الناس مرفوع الراس... بس راجل من جوّه خربان،
وجهه مدهون بالاحترام، لكن قلبه متغطي بعباية الخيانه التي افقدته الرجولة،
يختبى ورا السلطة.. يخفي عجزه عن إنه يكون إنسان.

ده مش راجل صعيدي...
ده وصمة عار.. 
سُبّة تتنفس وتتحرك.. ...مسخ يستحق عن حق لقب.... وجه السلطه القبيح. 
.................. جابر أبو الدهب

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1