رواية عودة الذئاب الفصل الثالث والعشرون بقلم ميفو السلطان
"أتمنى العشق... وأحلم أن أكون سندريلا"
أتمنّى عشقًا لا يُشبه ما قرأناه في كتب العاشقين...
ولا ما سمعناه في أُغنيات المغرَمين،
بل عشقًا يُخاطب روحي قبل ملامحي،
ويرى فيّ امرأة تستحق أن تُروى، ..
أن تُحب.
كبرت قبل وقتي...
اتعلمت أبلع القهر في صمت سكوتي،
وأخبي الدموع ورا ضحكة باهته،
وأقول "عادي"... وهي مش عادي.
كأن اللي حواليا ما صدّقوش إني بنت،
يحقّ اكون ضعيفه، وأتدلّع، وأتدلّل،
ما صدقوش إني محتاجة حضن، مش أوامر...
كلمة حُلوة، مش لوم دايم.
فصرتُ وحدي، حتى وأنا وسطهم،
وصوتي... حتى لو عالي، ما كانش بيوصل.
قلبي بقى متعوّد على التجاهل،
على الإهمال... على إنّه دايمًا الاختيار الأخير
أتمنّى رجلاً لا يُذهله الجمال,
بل يأسره الحضور، يقرأني كما تُقرأ القصائد الطويلة — على مهل، على شغف.
رجلاً لا يُريدني وردة في مزهرته،
بل رفيقة درب... وزهرةً في قلبه، لا تذبل مهما اشتدّ الخريف.
أحلم بعشقٍ يُشبِه العناق بعد الغياب،
يُشبِه القهوة في برد الصباح،
والأمان اللي بيجي من نظرة مش من حكايات بتُقال وبتتنسي في الصباح.
أحلم بأن أكون "سندريلا" ولكن بشكلٍ مختلف...
سندريلا لا تنتظر أميرًا يُنقذها،
بل تنتظر رجلاً يُقَدِّر أنها قاومت كثيرًا لتقف.
سندريلا لا تهرب عند منتصف الليل،
بل تبقى، لأن مَن معها لا يُرعبها، ولا يُنقص من نورها،
بل يَزيدها إشراقًا، ويُمسك بيدها وكأنها العالم كله بين يديه.
أنا لا أُريد حبًا يُطفئني بعد أن أشعلني،
ولا قلبًا يتقلب عليّ بين لحظةٍ وأُخرى.
أريد صدرًا ألوذ إليه حين تتعبني الحياة،
وصوتًا يُخبرني أنني لستُ وحدي في معاركي.
أريد رجلاً لا يخاف من قوّتي،
ولا يغار من نجاحي،
ولا يُشبه الزحام... بل يُشبه الراحة.
أتمنّى عشقًا لا يُهين كرامتي باسم غيرةعمياء
ولا يُطالبني بأن أُصغّر نفسي لاكون له رفيقه
بل يرفعني، يُحاوطني، ويخاف على حزني كما يخاف على قلبه.
أُريد حبًا... لا يشبه القصص، بل يصنع قصّته بي. رجلاً... لا يخاف أن يُحبّني،
بل يخاف أن يُضيّعني.
أتمنّى عشقًا يُشبهني...
ويشبه الحلم اللي ما بينامش،
ويشبه "أنا"... كما تمنّيت أن أكون،
كما خُلِقت لأُحَب. "سندريلا" مش بس فِستانها اللامع ،
لكن بقلبها، لما لقى اللي شاف فيها كلّ حاجة،
حتى وهي حافية، حتى وهي بتجري من الخوف.
أُريد حبًّا لا يُشبه الوجع اللي اتربّيت عليه،
ولا البُعد اللي كنت بعيشه وسط ناس المفروض إنهم أهلي...
لكنهم ما عرفوش يوم يحتووني،
ولا حسّوا بأنين سكوتي،.
.
أنا سندريلا اللي قلبها ناقصه "أمان"،
واللي كل ما تِتعلّق، تِفوق على صوتها وهي بتقول:
"كان حلم... وصِحيِت منه بدري."
عشان كده...
أنا ما بطلبش كتير،
أنا بس عايزة حد يشوفني...
يشوف تعبي، ويشوف إني مش بس قوية،
أنا بنت تعبت من دور القوة اللي ما اختارتوش.
أحلم بحب يُشبه الإنصاف،
يُشبه العدالة اللي اتأخرت،
حب يُداوي، لا يُزيد الطعن،
يخاف عليّا، مش مني.
أحلم أكون "سندريلا"...
مش اللي فستانها يلمع،
لكن اللي قلبها يرتاح أخيرًا،
اللي تلاقي اللي يحبّها عشانها، مش عشان صورتها.
أُريد رجلًا لا يخشى جُرحي،
ولا يملّ من أسئلتي الكثيرة،
ولا يعايرني بأني صعبة أو مكسورة،
بل يفتخر إنه الراجل اللي قدر يلمّ شتاتي،
ويطبطب على البنت الصغيرة اللي جوايا،
ويقول لها: "أنا جيت... متخافيش."
أنا مش ملاك،
ولا أميرة جاهزة...
أنا قلب مجروح، وطفلة مفتقدة الحنان،
وامرأة بتحاول من جديد... رغم كل اللي اتكسر فيها.أنا قلبي بيتمنّى حب،
حبّ بسيط، حقيقي، صادق…
حدّ يخليني أصدق إني استاهل،
إني مش قليلة،
إني مش بس بنت اتعوّدت على التهميش والصمت،
لكن بنت ربنا خلق جواها شوق،
وتوق لحضن،
وصوت يقول لها "وحشتيني" وهي ما قالتش أصلًا إنها كانت مستنياك.
أنا تايهة...
نفس أعيش يوم من غير ما أخاف أنام وأصحى على نفس الفراغ.
نفسي أبطل أعمل نفسي "كويسة"،
وأقولها بصدق:
"أنا تعبانة... وعايزة أتحب، زيّ الناس."
فيا ربّ،
ارزقني عشقًا لا يُشبه سابقيه،
ولا يَمرّ كزائر خفيف،يا ربّ،
ارزقني عشق ما فيهوش وجع،
وحدّ لما يقول: "أنا جنبك"،
يبقى عن جدّ، "جَنبِي."
يَبقى...
زي الدعوة اللي استنّيتها عُمر،
وزي الحُلم اللي ما صحيتش منه...
وأخيرًا بقى حقيقي.
نفسي أعيش الحب... نفسي اعيش السندريلا......
........... نساء الذئاب،....
ربما شجن.... ربما وجد... ربما مهره... ربما نحن جميعا.......