رواية من بعد خوفهم الفصل الثالث و العشرون بقلم حمدى صالح
أخفت زينب توترها خلف ضحكاتها وهي تمزح معهن مغادرةً المكان في هدوءٍ بالغٍ، تجرّ وجعها المميت بقلبها، فرغت همها تحت المياه الباردة وكأنها تعاقب نفسها في ليالي الشتاء القاسية، لمحها ياسر بقلقٍ:
-هل ضايقك أحدًا؟
-لا، بعض التعب وسيزول إن شاء الله، سأذهب مع أمي للبيت يكفي قضاء الأيام معكما يا أخي، لا تعارض وتزيد همِّي فلا أحد يختار والديه.
أغلقت حجرتها والشرفة تتفحص مواقع التواصل الاجتماعي هربًا من عقلها الباطن، تدور هُنا وهناك باحثةً عن شيءٍ يخص عملها رُبما تُهدأ روعها، فوجئت برسالةِ رئيس الشركة عن تغيير مديرها وما إن ذكر الاسم تلون وجهها، لمَ يلحق بها حتى في شيئها المفضل الوحيد، استغفرت الله على ما فات، هي لن تترك وظيفتها من أجل أُبيِّ وإن هربت من محاضرته لن تهرب من عملها، جمعت ثيابها بالحقيبة عائدة للبيت دون كلمةٍ، لن تكره والدها حتى وإن فعل الكثير، ليلةٌ طويلةٌ، تتقلب بفراشها من كثرة التفكير بأمورها حتى ذهب النوم من جفونها، وضعت الحاسوب بحقيبتها والأوراق ذاهبةً للشركة، ترتعش من برودة الجو، ركبت الأتوبيس رامقةً إحدى الفتيات بغيظٍ من تدللها الزائد، تودُّ تربيتها من جديدٍ كُلمَ فكرت في أمر شمس وأنَّها ادَّعت الظلم عليهن.
ولجت لمكتبها المجاور للمدير تنهي آخر شيئًا قبل أن تسلمها ضاغطةً على يديها في عنفٍ تامٍ، دلفت الفتاة بشرٍ:
-آراكِ تتقدمين بسرعةٍ، هل بسبب أحدهم؟ على العموم سآخذ مكانك قريبًا!
هدرت بغضبٍ:
-هناك مثل يقول(من تدخل فيمَ لا يعنيه.. سمع ما لا يرضيه)، وأنا لن أرد على سلحفاءٍ تغمغم بعلكةٍ وميوعةٍ، بعد الله شرك عني، اغربي من أمامي!
أم تحبين تقديم بلاغًا للشرطةِ بأنَّكِ ساعدتي شابًا على الهرب من جريمة قتلٍ فاشلة، إن دفعتُ للرجل الطيب المال من أجل مسح كاميرات المراقبة فهذا لا يعني أنَّكِ تتمادين بحقي أنا وإخوتي، لدي الشريحة الأصلية وكنتِ تدفعين النقود إليه، تُرى هل السيدة المسجونة (والدة عنود ولدن) لديها كُل هذه الطاقة والمال الحرام يا حبيبتي! أنتِ تافهة والساكت عن الحق شيطانٍ أخرس..!
وعلى حين غرة أمسكتها زينب من يديها بقوةٍ تحت أنظارهم، طلبت الشرطة ثُم أرسلت الأدلة للمحقق الخاص بقضية المرأة، لوحت بيديها متمتةً:
-أخبريها بزيارتي قريبًا، تبًا لكِ ولأمثالك!
كُل هذا تحت أنظار أُبيِّ متواريًا خلف الباب، بات شكوكهُ واضحةً فزيارتها المتكررة كُل صباحٍ أثار انتباهُ، هي تكره وجودهُ من الأساس فلمَ تأتِ كُل يومٍ طوال الأشهر الماضية! تعركلت أنفاسها باكيةً على تحملها، هي أضعف بكثير، لم تنسَ يوم علمها بالحقيقة فهرولت للدن تخبرها بكل شيءٍ، اتفقا على كتمان السر حتى يحدث شيئًا جديدًا وإن حدث تتقدم بأدلتها لأقرب قسم، لعنت خوفها ألف مرة، تصمت وتشعر بالعجز، ارتشفت المياه متجهةً لمكتب أُبيِّ:
-أوراق المشاريع السابقة، تفضل.
رفع بصره محاولًا التخفيف عنها:
-اجلسي!
-لا، هذا عمل ولن أقبل تهاون نفسي به، فقط انظر للأوراق حتى أغادر أو اخصم يومي لا مانع من ذلك.
مسح أُبيِّ وجه:
-لا حول ولاقوة إلابالله، انظري لهيئتك أنا لا أتهاون أيضًا ويمكنني رفض هذه الأوراق وطردك بسبب طيشك ولسانك، من فضلك لا تعاندين وأنا لن أتحدث معكِ هباءًا إلا وقد كلمتُ والدك وشقيقك!
لم تنتبه للحديث متمتةً بضيقٍ:
-هات ما عندك!
-كيف تذهبين لشرٍ وأنتِ تتعمدين السير بمفردك، حتى مأزق شمس لم تخبري به إلا نساء العائلة، لهذه الدرجة تهابين الجميع، وترفضين رؤية الشباب حتى في زواجك..أيعقل؟!
-مَن قال لك هذا؟! ومَن أنت كي تتدخل بحياتي!
كتم ضحكتهُ على عصبيتها:
-أنا المرفوض ثلاث مرات بعد هذا الشاب، أو أربع لا أدري في الواقع، يمكنني إخبار أخي بما حدث فينزعج من لدن، أو حسين.. هذه ليست مساومة أبدًا!
-لا، لا..رجاءً لا تخبر أي أحدًا بما حدث يكفي ما تلقيناه في هذا اليوم، أقسم بالله ألا تخرج هذا الأمر وإن أخبرك أحد تكذب الواقعة، أدهم لا يكتم أسرارًا..
-مقابل ماذا..؟!
-بالتأكيد لن تهدد فتاة تخشى الله ونفسها من الشيطان، لكنني سأفكر في الأمر، من فضل حضرتك لا تتعدى حدودك معي، أنا أعمل وأدرس فحسب!
سارعت من خطاها للخارج مُبتسمًا على أفعالها رغم الأرق البارز عليها، يتمَّنى من الله أن تقبـل ولا تأبى هذه المرة، داوم عمله طوال النهار دون تعبٍ مقررًا إكمال شقتهُ على أكمل وجه حتى يأذن الله بزواجهما، خرج لمركز الشرطة، بقي مكانهُ طالبًا رؤية السيدة المسجونة كما دعتها زينب وما إن رآها شعر بتقززٍ ونفورٍ، هيئتها المزرية وضحكتها الخبيثة كأنها بعنبر مجانين، أردف بهدوءٍ:
-أنتِ لا تعرفين هيئتي ولكن أنا أعلم خِصالك كلها، تنتظرين خروجك من هنا صحيح، أنا أُبشرك بعقوبةٍ قصوى، انتهاز الفتيات، جريمة العمد الفاشلة، عدم احترامك لأولادك وزوجك الطيب، حتى أخي لم تسلمي منه، تظنين أنَّ ابن خالتي ليس أخًا لي والحمد لله أنَّكِ لا تعرفين شيئًا عني، تضحكين على سيدةٍ تضع المال أمامهُ تتهمه بالسرقة يا امرأة، يا لقدرك ولكشف الحقيقة المرة عليه، رفض إخبار لدن كي لا تتحمل صدمةً أخرى، والآن ترسلين لشمس ضربة قتل وظلم فاشلة، من أي الأجناس أنتِ، لا تعرفين إلا الخراب والدمار، اللعنة على أمثالك الشيطانية!
-أنتم تشعرون بالكمال وأنتم ضعفاء!
-لا أحد مكتمل مثلما خلقنا بمميزاتٍ خلقنا بعيوبٍ ولكننا نتعظ من أفعال غيرنا، نحن أشقاء رغم أي شيءٍ حتى وإن لم تربطنا الدماء، العيب عليكِ ولن أدمر عنود ولدن بسببك، لا تفرحين كثيرًا فعقاب الله أقوى وأشدَّ، ستحاسبين على أفعالك، جعلتي الفتيات خائفين من العالم وأطفالهم القادمة، يخشون تكرار الكوارث بأبنائهم، سامحك الله! سامحك الله على ما فعلتيه بنا!
هرب من أمامها وكأن العالم أغلق بعينه، مَن يمس شقيقه كأنهُ لمسه ويحارب من أجله، دماءٌ من عقر دارنا تتناثر حولنا، وطعناتٌ لن تقل عن واقعنا كخيوطٍ مفككة طالها الغبار وانتهت صلاحيتها!
ــــــــــــــــــــــــ
رائحة البخور العطرية وإذاعة القرآن الكريم الدافئة تشعرهُ بالراحةِ، طالع شمس بحنوٍ وهي تُلملم ثيابهُ وثياب شقيقها الراقد في صمتٍ تامٍ، دلفت مجددًا قائلةً بتوترٍ:
-هل يمكنك التَّحدث مع كريم؟! يرفض الانصات إليّ ويظل جالسًا بسريره دائمًا.
-ماذا حدث لكل هذا؟
-تشاجرنا سويًا بعد رحيلك لكن الأمور طبيعية حتى عاد من ندوته صامتًا، يرفض الوقوف بالمحل والردَّ على أدهم وأُبيِّ.
أمسك يديها جالسةً بحواره:
-اذهبي لأمي واتركينا سويًا، ربما تضايق من أمرٍ ما بالكلية، لا تحملين همًا، ولن ينزعج الشباب منه هو حبيبنا ورجلك المفضل.
قبل جبينها ثم طرق غرفته، مختبئًا تحت الغطاء منيرًا الهاتف على صوتيات هادئة، وفي ثانيةً شدَّ حسين الغطاء يزيل السماعات من أذنيه:
-من علمك التواري يا كريم، وأين شغفك! هل ستصمت معي أيضًا! أنا سربتُ شقيقتك من أجلك يا رجل.. أيصح هذا؟ هل تحب!
صاح بقوةٍ:
-ما هذا الهراء! أحب ماذا.. أنا لا أعلم هوية فتيات الجامعة ولا أشكالهم، حتى مجموعات الكلية لا أدخلها من هزارهم وضحكاتهم سويًا، في الحقيقة ثيابهن وهيئتهن تخجلني كرجل.. البعض ليس كلهن، إنها مشكلة خاصة بي، أنتم لديكم هوايات وأنا لا أعلم هوايتي بعد، وتغير الجميع معي في تكبرٍ وسمومٍ تضايقني يا زوج أختي، هل يجب التغير من أجل مواكبة العصر؟
-تتغير من أجل الغير على حساب نفسك؟ لمَ وكيف يا كريم! أنت أفضل مني والجميع يشيد بأخلاقك وتربيتك، مَن يتكبر.. يتكبر لا دخل لك بهم، اسمعني إن فكرت هكذا ستميل لشهواتهم ولا أريدك مثلي، ضيعت سنواتً لا أتعافى منها، كُن حرًا ولا تكن عبدًا ينتهزك البعض لدمار الغير، وتلاشى ألفاظهم مهما كانت تكن مرتاح البال، أما هوايتك فأنت لا ترى نفسك حقًا.. اللغة الأجنبية ممتاز بها وحينما تتحدث مع أبيِّ يتباهى بك أمامنا وأمام طلابه، تمتلك صوتًا عذبًا يتلو كتاب الله وتعلم تفسيرها يا صاح، تمارس رياضة وتعمل بالصيدلية، أنت حظيت بالكثير أهمهم نجاحك والتحاقك بكلية الصيدلية رغم حبك للطب، أنت لم ترفض شيئًا وترضي بقليل القليل، فكر بكلامي واترك توترك هذا.
-اترك أمري وقُل لي.. كيف كانت القاهرة!
-مميزة رغم ازدحام الناس في الليل، هناك حياة ليلًا وسكانها لطاف للغاية يا كريم، ذهبتُ لشوارع الحسين ورأيتُ معالمًا لم أراها منذ زمنٍ، العلماء والشيوخ في حلقات المسجد في غاية المتعة، كنت أذهب خصيصًا لهم، عالمٌ كبير وحلو.. لكن مكانك الذي سكنت به أفضل، لا تغترب ولا تفكر في أمر أحد.. تلك المقولة قالها أحدهم وأنا أعبر الطريق، سآخذك بالعطلة تعويضًا عن غيابي، سأذهب للصالة الرياضية في انتظارك، كفاك الفراش يا صاح.
شدَّ شعره في طريقةٍ كوميدية مخففًا عنهُ مشقة التفكير والسير وراء شبابٍ يتغيرون حسب أماكنهم، يلتصقون بك في مصلحتهم وإن مرضتُ لا يسألوا عن حالك!
ــــــــــــــــــــــ
(هُنا.. في غرفتك تختفي أسرارك..
تدسها بين الكتب والثياب..
وبينما أنتَ تُخبأ خباياك ونوائبك..
تصطدم بوحشٍ ضخمٍ يفزع أحلامك..
يؤرق عقلك أكثر.. وتشك بمِن تُحب..
هُنا.. لا حياة إلا بعواقبٍ..
ولا سعادة إلا بمصائب تخطيتها بدهاءك..)
نشرتها لدن عبر صفحتها باسمها، لاقت تفاعلًا جيدًا بعد غياب شهورٍ، كلمات أدهم المشجعة وشقيقتها بتعليقاتهم، مشاركة مؤيد النصوص والفخر بها، الآن هي تحلق بعد تعبٍ، تخطو خطواتها بصحبة رجلٍ خاف الله فخاف عليها، خرجت لدن من صمتها على والدة أُبيِّ، رائحة الخبز الطيبة من يديها، تفوهت بضيقٍ:
-ليتني أهرب من أدهم؛ كي أتعلم منكِ ومن الخالة.
-سوف تتعلمين لوحدك يا حبيبتي، هو يهاب عليكِ الهواء، ليتني أرى بأُبيِّ أي تحرك يريح قلبي.
ردت بمرحٍ طفولي:
-قريبًا.. قريبًا جدًا سيحقق أمنيتك، ونفس الفتاة التي تحبينها! يحسدني البعض على حديثي معكِ، كيف تجلسين مع حماتك هكذا، عوضني الله بكِ وبالعم.
زاغ ببصرهِ بينهم وهو يعطيها أكياس الخضار ملقيًا السلام، دلف للغرفة الموصدة بالقفل حاملًا الثياب بالمحل، أغمض عينيه باكيًا بداخله علىٰ أبيه، شعلةٌ أضاءها بقلبهِ والآن عليه إزالة الغبار بعد انتهاء لدن من ابتكار التصميمات من أجلهِ، ولحسن حظها الغرفة تطل على المحل من الداخل، أخرجت البضاعة كلها معهُ قبل أن يزيل عتبة الباب مهيئًا المكان للزبائن.
ــــــــــــــــــــــــ
-عنود.. عنود!
صاح مؤيد باحثًا عن خاتم زواجه، أتت على عجالهِ:
-هل رأيتِ شيئًا هنا؟ وضعتُ بيدي خاتم زواجنا هنا!
-لا أعلم!
ادَّعت التجاهل هاربةً لغرفتهم تدس العلبة بالكومود، تتذكر الحديث عن ثقلهِ وأنَّهُ يحبذ الخواتم الخفيفة والسوداء، ارتسمت علامات الضيق على خديه، يحب الحفاظ على أشيائه، وضع الوسادة على رأسه ممثلًا النوم، أضاءت النور وهي تحمل العلبة خلف ظهرها:
-لا تصبر أبدًا يا مؤيد!
-الذكريات أحافظ عليها، متى ضيّعت شيئًا؟ أنتِ لا تتحركين من الشقة ولا أودُّ العصبية، اتركيني بحالي.
أزالت الوسادة بقوةٍ وهي تضع العلبة بيديه متمتةً بخجلٍ بالغٍ:
-هذه لك، أرسلها المندوب اليوم، أما خاتمك تحت رأسك لن أضيع شيئًا مثل هذا.
أفلتت يديها من قبضته متجهةً لغرفة الأطفال تكملها، أرهق بأيام حملها الأولى رغمًا عنه، فلم يشعرها بشيءٍ بقدر رعايتها المُحببة لقلبهِ، تُرسل ثياب الأطفال إليه ولا يمانع، كأنهُ يعوضها عن أيامها المُرّة، هينٌ ولينٌ وما معهُ ليس لهُ بل لغيرهِ، حاول استيعاب الأمر عليه، نفس الخاتم المزركش بجمل اللغة العرببة الخفيف على هاتفه أمامهُ بعد أسبوعٍ، تبسَّم ضاحكًا على خجلها في كُل مرةٍ تجلب إليه شيئًا، تحاول كسبه وكسب ثقتهُ منذ فعلتها ولو تعلم أنهُ نسيها متحاشيًا أي مشكلة معها إن أخطأت مقابل راحة بالها وسعادتها.
ــــــــــــــــــــ
يستجم بمشاهدة كرة القدم في هدوءٍ تامٍ يتجاهل نظرات عينها، رمش عدة مرات وهي تلهو بأظافرها مطفئًا التلفاز، أردف أدهم مشيرًا لأصابعها:
-واحد.. إثنان.. ثلاثة..
-ماذا حدث ليلة زيارتك الأولى إليِّ، يوم الاتفاق على الزواج!
-أمرٌ لا يخصّنا يا لدن، اسألي عنود أفضل.
-رفضت أن تخبرني وهي أمي الصغرى، ومؤيد سيهرب مني.. شقيقتي تخشى علي نفسي فكيف تمنع نفسها مني!
صمت لبرهةٍ على ملامحها المنزعجة:
-عنود شقيقة مثالية جعلت منكِ نسخةً مصغرة، تمَّنت مشاركتك ثيابك والعِزال، لكن حملها ثقيل لهذا تخطت الأمر وأنتِ بلسانك رأيتِ اعتذارها وشراء ما تحتاجين، تحبك أكثر منها يا حبيبتي، ومن باب المحبة ساعدتني في هاتفك هكذا لدموعك المستمرة، أنتِ محظوظة بوجود أختٍ مثلها، تصفعني إن أزعجتك على فكرة! بالمناسبة نصوصك تطورت كثيرًا، أحببتها للغاية.
-ألم تملَّ مني؟
-لن يحدث هذا يا لدن، هذا البيت لم يدخله فتاة منذ صغري، أنا لم أضغط عليكِ في شيء، ما أحتاجه هو الإنصات لكلمة واحدة فقط.. كلمة واحدة تشعرني بأنَّني عزيز وغال عليكِ، أعطيتُ كلمة لأبيكِ ولن أخذل رجلًا وفيَّتُ له، وأنتِ لا تقدرين على نطقها، أريد النوم طويلًا.. اللعنة على الشكوى والثرثرة في البنك.
-سيد أدهم، كيف رأيتُ آخر نصًا لي؟!
-تتغزلين بصديقتك.. كان لامعًا بصدق مشاعرك.
انفعلت وهب تشير بالسبابة أمامه:
-اتغزل بصديقتي على الملأ، لم أفعلها مع أختي، هل وضعتُ الكسرِ يا ذكي! أنا اعترفتُ بكلمتك على ورقةٍ ولم أحد يراه إلا أنت، خُذ وانظر..
وقف بتحدٍ:
-أريد سماعها صوتيًا وبمشاعر الآن!
-الطعام يحترق!
أغلقت الغرف، مُرددًا بثباتٍ:
-اهربي.. ستقوليها قريبًا أثق بقلبي.