رواية منعطف خطر الفصل الثالث و العشرون 23 بقلم ملك ابراهيم

       


 رواية منعطف خطر الفصل الثالث و العشرون

انتفضت ياسمين من فوق سريرها بصدمة، جسمها كله اتجمد من الرعب.
كانت لابسة بيچامة منزلية، وشعرها البني الطويل سايب على كتفها من غير الحجاب... عينيها اتسعت وهي مش مصدقة إن يحيى دخل عليها بالشكل ده!

يحيى اتجمد مكانه، عينه ماتحركتش عنها.
لأول مرة يشوفها كده. بجمالها الطبيعي الساحر، شعرها الحريري اللي وقع على كتفها، ملامحها البريئة اللي خطفت قلبه قبل عقله.
نسي هو أصلاً كان جاي ليه... نسي كل حاجة.

ياسمين اتحركت بسرعة، إيديها بترتعش، خطفت الطرحة من فوق الكرسي وحطتها على شعرها بارتباك شديد.
بصتله بعيون مولعة غضب وزعقت فيه بصوت عالي، مليان توتر وخوف: "إنت إزاي تقتحم عليا الأوضة بتاعتي من غير استئذان! انت فاكر نفسك مين!"

على الجانب التاني، خالد كان لسه ماسك تليفونه والمكالمة شغالة.
سمع شهقة ياسمين، صوت التليفون لما وقع، وصوت صريخ رجالي خشن... وبعدين سمع ياسمين وهي بتزعق بقوة.

جسم خالد اتشد كله، عينيه اتسعت ووشه كله اتغير من القلق والخوف عليها.
كان سامع كل كلمة، وكل نفس بتاخده.

يحيى وقف مبهوت قدامها، نظراته مش قادرة تتحول عنها.
حاول يجمع نفسه بالعافية، وبلع ريقه وهو بيحاول يتكلم بنبرة أقل حدة: "أنا خوفت عليكي لما السواق قالي إنك سبتيه في المدرسة ومشيتي بدري، ومكنش عارف أنتي روحتي فين... ليه مشيتي كده فجأة؟ وليه رجعتي بتاكسي؟"

نظراته كانت بتحاول تبين اهتمام، لكن كانت مفضوحة بالإعجاب اللي مالي عنيه.

ياسمين كانت بتغلي من الغضب، عينيها بتبرق بالدموع، وقالتله بحنق وهي بتشد الطرحة أكتر على شعرها: "ده شئ ميخصكش! ولو سمحت اخرج برا أوضتي... وأنا هنزل أكلم جدي وأحكي له على اللي عملته وكل اللي بتعمله معايا ده مش هيعدي علي خير!"

كلامها كان زي صفعة على وش يحيى، لكنه ابتسم بسخرية وهو بيقرب منها بخطوات هادية تقيلة، وعينه ثابته على عينها.
قال بنبرة متعجرفة: "مش هيعدي على خير؟... هتعملي إيه يعني؟"

ياسمين رجعت خطوتين لورا بخوف، قلبها بيرجف، وصوتها خرج متوتر ومترجي: "لو سمحت يا يحيى... اخرج من أوضتي حالًا."

خالد كان واقف مكانه مش قادر يستوعب اللي سمعه، قلبه كان بينفجر من الغضب، وكل كلمة سمعها كانت بتزيد نار الغضب جواه. كان عارف إن يحيى مش سهل، لكن الطريقة دي في التعامل مع ياسمين كانت بتخلّي دمه يغلي.
سمع ضحكة يحيى اللي كانت مليانة تهديد وتسلط، وابتسامة السخرية اللي طلعت منه كانت بتقهره، مش قادر يتحمل فكرة إن يحيى بيهدد ياسمين بالطريقة دي.

يحيى: "اسمعيني كويس يا بنت عمي.. سبق وقولتلك إنك لازم تنسي حياتك القديمة دي خالص، ولازم كل حركة وكل خطوة تاخديها أكون على علم بيها."
قرب منها أكتر وهو بيبصلها بإعجاب، وقال: "وكل نفس بتتنفسيه لازم أكون عارف بيه."

ياسمين كانت مرتجفة من الخوف، قلبها بيدق بسرعة مش قادرة تتحمل أكتر، ردت بصوت مهزوز، مكسور: "لو سمحت ابعد."

يحيى رفع إيديه لفوق، وهو بيبعد عنها بخطواته الواثقة، وهو بيكمل: "أنا هبعد المرة دي وهنسى كل الكلام السخيف اللي قولتيه، بس لو عرفت إنك سيبتي السواق تاني وروحتي على أي مكان لوحدك... وقتها يبقى أنا مش مسؤول عن اللي هعمله."

ياسمين كانت واقفة، جسدها كله مرعوب، وعينيها مليانة خوف، مش قادرة تنطق بكلمة أكتر.
يحيى ابتسم ابتسامة خفيفة وهو بيبص عليها، عينيه كانت مليانة تحدي وسخرية. 
يحيي: "على فكرة... لون شعرك حلو، أنا بحب اللون ده.. اوعي في يوم تغيريه."
كلامه كان بيزيد من توتر ياسمين، وخلّى قلبها يوجعها أكتر.

ياسمين حاولت تبقى هادية على قد ما تقدر، وربطت الحجاب على شعرها بإحكام أكتر، وكأنها بتحاول تحمي نفسها من نظراته. بصت له بسرعة وقالت بصوت مهزوز: "اخرج برا لو سمحت."

ابتسم ابتسامة مش معبرة، وكأن الكلمة دي ما جتش في باله أصلاً وخرج من الغرفة، وهو ماسك نفسه بالكاد عشان ما يبانش قدامها إنه مستمتع بالموقف.

ياسمين جرت بسرعة على باب الغرفة، قفلته بالمفتاح، وحاولت تهدأ نفسها.
قعدت على سريرها وهي بتبكي بمرارة، قلبها بيقطّعها من جوه.

بعد لحظات، اكتشفت إن الموبايل كان لسه شغال. بصت عليه بتركيز، وشافت إن المكالمة مع خالد لسه مستمرة، وهو سمع كل حاجة.

"خالد فعلا سمع كل كلام يحيي معاها، وكل كلمة خرجت من يحيى كانت زي السكين بتدمي قلبه. كان نفسه يكون جنب ياسمين في اللحظة دي، ويكسر دماغ يحيى ويعاقبه على كل كلمة قالها، على كل تهديد، على كل حاجة خلت ياسمين في الموقف ده. كان حاسس في قلبه بنار مشتعلة وهو سامع كلام يحيى، التهديدات اللي موجهة ليها، وكلامه عن إعجابه بيها، بلون شعرها، كل ده كان بيشعل الغيرة في قلبه. حس إنه مش قادر يتنفس، مش قادر يتحمل يشوف ياسمين في الحالة دي. كان نفسه يحميها من كل اللي حواليها، يبعد عنها الأذى ده.

ياسمين رفعت التليفون وقربته من وشها، بتحاول تتأكد إذا كانت المكالمة لسه مفتوحة فعلا ولا تقفلت.
وخالد، على الطرف التاني، سمع بوضوح صوت أنفاسها المرتعشة وهي بتقرب الجهاز منها،
أنفاس خافتة، مرتبكة… بس كانت كفاية توصل له قد إيه هي خايفة.

خالد: "ياسمين... أنتي كويسة؟"
صوته كان مليان قلق، وفيه نبرة مش قادر يخفيها من الغضب.

قفلت المكالمة بسرعة اول لما سمعت صوته، وهي محروجة منه بعد ما سمع اللي هي بتتعرض ليه في بيت جدها من معاملة ابن عمها وعدم احترامه لخصوصيتها.

أول ما قفلت المكالمة، لقت خالد بيتصل تاني. كانت محتارة ترد عليه ولا لأ، وكان في جواها صوت قوي بيشجعها ترد، عشان كانت محتاجة تطمّن وتحس بالأمان، وكانت محتاجة حد زي خالد عشان يطمنها.

ردت بصوت مهزوز، وسمعت صوت خالد وهو بيسألها بلهفة: "إيه اللي حصل يا ياسمين؟"

سكتت، ومقدرتش ترد تقوله إيه. خالد اتكلم بغضب وعصبية، وكانوا واضحين جدًا في نبرة صوته: "هو اقتحم الأوضة بتاعتك صح؟ وليه بيخوفك ويهددك كده؟"

ردت ياسمين ببكاء: "عشان هو كده من أول ما جينا البيت ده. دايمًا عصبي وهمجي كده، ومش بيعرف يتحكم في أعصابه. أنا اشتكيت لجدي أكتر من مرة وهو مش بيسمع لحد. أنا أصلاً زهقت من البيت ده، ونفسي أرجع بيتنا القديم أنا وماما وأخويا."

اتكلم خالد بغضب: "وأيه اللي يمنع إنكم ترجعوا بيتكم القديم؟"

ردت بحزن: اللي يمنع ان حالة ماما صعبة ومحتاجة علاج كتير وهنا في خدم بيساعدوها في كل حاجة وانا مهما أشتغلت مش هقدر اوفرلها الادويه بتاعها وحد يخدمها وانا في شغلي ، وكمان احمد لما صدق انه يروح مدرسه نضيفه ويبقى عنده اوضه لوحده ومليانه بكل الالعاب اللي كان بيحلم بيها.. يمكن انا الوحيدة فيهم اللي مش مرتاحة في البيت هنا ومش عايزة اكون انانيه واحرمهم من الحياة دي. 

خالد كان بيسمعها بكل انتباه، كان بيسمعها بقلبه. كل كلمة كانت خارجة منها بتقربه أكتر، بتفهمه هي حاسة بإيه، وبتكسر أي مسافة كانت بينهم. صوتها كان متلخبط بين الحزن والصدق، وهي بتحكيله عن اللي جواها، عن الخوف، والارتباك، والذكريات اللي عمرها ما قالتها لحد. وكل ما كانت بتتكلم، كان هو بيحس إنه مش بس بيسمع، ده شايل معاها. فجأة حس إنها بقت جزء منه، مسؤوليته، ومشاعره بقت أعمق من مجرد تعاطف. ولما حكت له إزاي اكتشفت إن جلال الشرقاوي هو جدها، بدأ يشوف ياسمين بعين مختلفة... بقى عارف عنها كل حاجة، وكل تفصيلة كانت بتربطها بالعالم اللي هو بيحاول يفهمه.

كان ساكت وهو بيسمعها ونفسه يقولها كلمة تطمنها، يوعدها إنه جنبها وإنه مش هيسيبها مهما حصل.
بس الحقيقة؟
ماكانش يقدر يوعدها بحاجة.. 
لإنه مش مجرد خالد اللي بيسمعها دلوقتي وحاسس بيها.
هو الظابط اللي اسمه مكتوب على رأس مهمة رسمية، مهمته يطارد عيلتها، يحاصرهم، ويقبض عليهم…
وجدّها، اللي هي لسه بتكتشفه دلوقتي، هو أول اسم في قائمة المطلوبين.

قلبه كان بيدق بصوت عالي، مش من الحب بس… كمان من الخوف عليها.
خايف من اللحظة اللي هتعرف فيها كل حاجة… 
كان لازم يسيطر على قلبه ومشاعره ، قبل ما يتقال بينهم كلام مايتسحبش تاني.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 
بعد مرور أسبوع.
في قسم الشرطة.. 
كان خالد قاعد على مكتبه، عيونه مركّزة على الورق قدامه لكن تفكيره تاه بعيد. شارد تمامًا في ياسمين. مش قادر يفهم اللي حصل له بعد آخر مكالمة كانت بينهم. أسبوع فات، وفيه صوتها لسه في أذنه وفي قلبه... المكالمة اللي فتحت فيها قلبها ليه، وحكت له عن كل حاجة. وكل كلمة منها كانت بتشغل باله أكتر، بتحيره، بتخليه مش قادر يقرب او يبعد.. في اليوم ده اتولدت جواه مشاعر غريبة اتجاه ياسمين، مشاعر خلت قلبه يدق بطريقة ماحسهاش قبل كده كأنها لمست حاجة فيه كان ناسي إنها موجودة.. في لحظة معينة، دق جواه إنذار بالخطر... الإحساس كان واضح زي صرخة بتشق سكون تفكيره: قلبه ماشي في طريق خطر، ولازم يوقفه قبل ما يتوه أكتر. هو مش هيقدر ينكر إنه حس بإعجاب حقيقي ناحية ياسمين قبل ما يعرف انها من عيلة الشرقاوي، بس دلوقتي... كل حاجة اتغيرت. ياسمين تبقى من عيلة الشرقاوي، العيلة اللي عليه يقبض عليهم متلبسين بتجارة السلاح ، الإحساس اتحول لصراع جواه. بين قلبه اللي كان بيبدأ يدق ليها وواجبه اللي بيصرخ فيه ياخد موقف.. كان خايف يتعلق بيها اكتر ويعلقها بيه وتفكر ان كان هدفه هو القبض على عيلتها! وتفقد الثقة فيه وفي مشاعره الحقيقيه ناحيتها. 

فاق من شروده على صوت معتصم ومهاب وهما داخلين عليه المكتب وهزارهم العالي مالي المكان:
معتصم (بضحكة): باشا مصر اللي منوّرنا ومنوّر الداخلية كلها!

مهاب: المكتب نور بينا صح؟

خالد رفع عينه ليهم وبص بجمود، وقال بنبرة مش مرتاحة: "الداخله اللي بالشكل ده عمرها ما تطمّن... جايين عايزين إيه؟"

مهاب رفع إيده وكأنّه بيتبرّى وقال بضحك: "المرة دي مش أنا، دا معتصم هو اللي عايزك."

خالد لف نظره على معتصم وقال بنبرة فيها فضول خفيف: "خير يا معتصم؟"

معتصم قرب منه وقال بحماس: "بص يا سيدي... فرح أخويا الخميس اللي جاي في البلد عندنا، ولازم تيجي إنت والواد ده، ومش هقبل أي أعذار !"

خالد ابتسم ابتسامة خفيفة، كأنها خرجت رغمًا عنه، وقال بنبرة ودودة: طبعا يا معتصم دا فرح أخويا، وهكون أول واحد هناك كمان."

معتصم بص لمهاب بغيظ ساخر وقال: "سمعت؟ شوف الناس اللي بتفهم! مش زيك، أعزمك تقولي مش هاجي لو خالد ماجاش."

مهاب ضحك وقال وهو بيقعد على الكرسي قدامه: "أنا كنت متوقع إنه هيعتذر عشان القضية اللي شاغلاه اليومين دول."

خالد تنهد بعمق، ونظرته وقعت على المكتب كأنه بيهرب من الكلام، لمجرد ذكر القضية.

معتصم حس بقلقه، قرب منه وسأله بنبرة مستغربة: "في إيه يا خالد؟ هي القضية معقدة كده؟"

خالد هز راسه ببطء وقال بضيق واضح: "كل حاجة فيها تعقدت... بس سيبنا من ده، وقولي بقى... أخوك هيتجوز بنت من البلد برضه؟"

معتصم ضحك بس بخفة وقال: "هيتجوز بنت عمتي... أنا شخصياً استغربت لما أبويا كلمني وقالي. أصل البت زينة دي لسه عيلة! فاكرها وهي لسه بتلعب في الشارع بضفايرها... مش عارف كبرت إمتى، وممدوح أخويا فكر فيها ازاي وهي أصغر منه بـ ١٥ سنة!"

مهاب (بدهشة) : "الغريب إن ممدوح أخوك فكر يتجوز تاني أصلاً!"

معتصم: "هو متجوز من ١٠ سنين، ومراته ما بتخلفش... فشايف إن ده الحل."

خالد (مستغرب): "يعني علشان مراته ما بتخلفش، قرر يتجوز بنت عمتك؟! طب على كلامك البنت صغيرة... يعني مش مناسبه لجوازة زي دي!"

معتصم اتنهد، وقال بصوت فيه شوية حزن: "عارف... بس أبويا قرر يعمل لها فرح كبير في البلد، كنوع من التعويض وفرق السن بينها وبين ممدوح."

مهاب (بضحك): "طب وأبوك سايبك كده من غير جواز ورايح يجوز أخوك اتنين؟ ما تقوله يا بني يشوفلك عروسة بدل ما هو سايبك ترازي فينا كده!"

معتصم (ضحك): "يا عم جواز إيه ووجع دماغ! إحنا غرقانين في الشغل، هو إحنا فاضيين! أهو عندك انت مثل حي... اتجوزت وطلقت بعد كام شهر !.. مفيش واحدة تستحملنا بشغلنا ده!. 

بص لخالد اللي كان لسه سرحان، ونبرته اتبدلت شوية: "ولا إيه يا خالد؟"

خالد رفع عينه ليه وهو مش مركز وقال: "مش عارف..."

مهاب ضحك بصوت عالي وبص له بطرف عينه وقال: "دا باين عليك بدأت تفكر تعملها... اعترف بقى يا باشا وقولنا!"

خالد (بدهشة): "أعمل إيه؟ مش فاهم؟"

معتصم قام وهو بيضحك: "يا عم أنت مش معانا خالص! إحنا هنمشي أحسن. اتفقوا مع بعض هتيجوا إزاي، عشان أنا لازم أسبقكم وأوصل البلد بدري."

خالد ابتسم وقال بهدوء: "إن شاء الله. والف مبروك يا معتصم"

مهاب بص له وهو خارج وقال بنبرة مليانة غلاسة: "شكلك مش عاجبني يا ابن الدريني... لينا قعدة قريب، ومش هسيبك إلا لما تعترف."

خالد ضحك بخفّة وقال بزهق:"خده في إيدك يا معتصم، مش ناقصه خالص النهارده."

معتصم ضحك وسحب مهاب معاه وخرجوا من المكتب، وسابوا خالد لوحده وسط هدوء تقيل، رجع تاني لشروده... بس المرة دي، ملامحه كانت بتقول إن التفكير في ياسمين مش عايز يرحمه... مش قادر يقاوم المشاعر اللي جواه ناحيتها . جواه صوت بيزنّ، صوت ناعم ومُلحّ بيقوله: 'كلّمها... اسمع صوتها بس.' بس هو كان رافض. رافض يستجيب لنداء قلبه، كأن بينه وبين مشاعره في جدار عالي، هو اللي بناه بإيده. كل ما قلبه يهمس، عقله يصرخ: لأ. مش هينفع.. ازاي هقولها ان مطلوب مني اقبض علي جدها وابن عمها.. ولو خبيت عليها ، خايف تفهمني غلط وتفكر اني قربت منها عشان شغلي.
رواية منعطف خطر بقلمي ملك إبراهيم. 
في محافظة سوهاج.
داخل سرايا كبيرة لعيلة صفوان.. (عائلة الظابط معتصم).. 
كانت الأجواء هادية من برّه، لكن جوا أوضة صغيرة في أحد أركان السرايا، كان في عاصفة مشاعر حقيقية.
زهيرة صفوان قاعدة قدام بنتها زينة، اللي كانت دموعها مغرقه وشها وعينيها مش شايفة قدامها. زينة بصتلها برجاء قلب مكسور، وقالت بصوت مخنوق بالبكا: أبوس إيديك يا أمي، بلاش الجوازة دي... الموت عندي أهون من إني أتجوز ممدوح ابن خالي... دا هو اللي مربّيني! هيبقى جوزي إزاي بس! 

زهيرة ردت بقسوة الأم اللي شايفة إن الكلمة وعد: لما خالك سألك قولتي موافقة! إزاي دلوقتي، بعد ما حددنا يوم الفرح والناس كلها عرفت، تيجي تقولي مش عايزة؟! إحنا مش بنلعب يا زينة! 

زينة كانت بتبكي من وجع أكبر من قدرتها على التحمل. هي لما وافقت، كانت بتحلم. كانت مصدقة إن القدر أخيرًا سمع دعواتها، وإن معتصم ابن خالها اللي قلبها متعلق بيه من سنين هو اللي جاي يخطبها... 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1