رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الرابع و العشرون 24 بقلم اسماء عبد الهادى

رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الرابع و العشرون بقلم اسماء عبد الهادى


استيقظت في الصباح بهمة ونشاط كعادتها أعدت طعام الفطور وذهبت لايقاظ أمها لتتناول فطورها وتذهب لعملها 
انشرح قلب عفاف برؤية ابنتها بتلك النشاط والهمة والنفس المقبلة على الحياة ..فحمدت الله ودعت لابنتها بصلاح الحال وراحة البال .
هتفت ليلى بحماس 
_ماما أنا جتلي فكرة هقولهالك قبل ما اروح أصحي ملك علشان تفطر معانا 
_خير يابنتي.
_بصي يا ماما ...إحنا محتاجين نكلم قريبها ده من غير ما حد يعرف علشان الكلام الكتير  إحنا في غنى عنه 

_وهنجيب قريبها ده تاني منين يابنتي أنا معرفوش ومشفتوش قبل كدا .

_بسيطة ياماما إسألى البت صابرين وهي تقولك دي مش بتسيب حد من غير ما تعرف أراره وأصله وفصله واكيد طبعا مش هتشوفه خارج من المصنع من غير ما تعرف هو مين 
_ماشي لما انزل الشغل هسألها...وربنا يسهل....بقولك ايه متصحيش ملك سيبيها نايمة لسه بدري خليها كدا أفضل ليها، دي طول ما هي صاحية ياحبة عيني سرحانة وفي ملكوت تاني متحسرة على اللي جرالها ..منهم لله البعدا اللي دمروها منهم لله.

ضمت ليلى شفتيها بأسف وحزن على ملك 
_ حاضر يا ماما .

________
أسماء عبد الهادي
___
ذهبت الى عملها وتوجهت الى حيث تعمل الفتاة التي تدعى صابرين والتي تعلم أخبار كل عامل بالمصنع كما تعلم من يدخل ومن يخرج ومن أين جاء وفيما أتى ..أي أصدق وصف لها هو قناة أخبار منتقلة
جلست جوار صديقة لها وأدعت عدم الاهتمام وهتفت بينما تنظر لقطع القماش بجوارها 

_بت يابسملة إمبارح شوفت واحد غريب مع نسيم ..ده عامل جديد ولا إيه..بس شكله ميديش على عامل ولا إنتي إيه رأيك.

_لا يا أبلة عفاف ده تقريبا كدا صاحب نسيم وكان بيسأل عن قريبته تايهة ياعيني ودايخين عليها مش لاقينها.

توترت عفاف وابتلعت ريقها بعدم راحة فهي لا تريد لأحد أن يعرف بالأمر
_ودول منين من جنبنا هنا!! ...ربنا يارب يرجعلهم بنتهم بالسلامة.

_مش  من بعدين أوي من منطقة ....عارفاها!!

_مروحتهاش قبل كدا لكن أسمع عنها ..المسافة من هنا لهناك بتاع نص ساعة بالميكروباص مش كدا ؟

_تقريبا يا أبلة 

لتتدخل صابرين في الحوار قائلة بثقة كبيرة 
_اسمه ماجد فهمي ٣٠ سنة ساكن في حي ... بيشتغل في شركة في مطروح وساعات في إسكندرية وعاذب و معندوش شقة للأسف
 ،ولو سأل على عروسة أنا موجودة ..وموافقة أتجوزه حتى لو في عشة بس هو يطلب بس .

انفجر الجميع من الضحك على صابرين تلك الفتاة المشاكسة والتي تبلغ من العمر ٢٠ عاما يحبها كل من يعمل بالمصنع لحس الفكاهة التي تمتلكه وايضا لأنهم يعرفون أن اخبار الجميع عندها فهي تستطيع الحصول على الاخبار التي تريدها بسهولة ولا يدرون كيف.

انسحبت عفاف بهدوء  _من جوار الفتيات واللاتي جعلن من ماجد محور حديثهن وأبدين كلهن إعجابهن به _بعد أن حصلت على مبتغاها وتنهدت براحة وذهبت لمتابعة عملها على ماكينة الخياطة.

____

في المساء عادت عفاف من العمل فاستقبلتها ابنتها يوجهها البشوش 
_حمدا لله على سلامتك يا ماما ...هجهز الغدا حالا .

_الله يسلمك يا نور عين أمك ...ملك عاملة إيه

_كويسة يا ماما ..سايباها في الأوضة بتصلي العصر ..أصلها لسه قايمة من شوية

دعت لها عفاف من كل قلبها
_ربنا يصلح حالها ويروق بالها ويصبرها على ما بلاها قادر يا كريم 

_آمين يارب .

_بس أنا ملاحظة إنها بدأت تنتظم في الصلاة وتقريبا كدا مكانتش ملتزمة بالصلاة قبل كدا 

_ايوة يا ماما ربنا يهدينا ويهديها... لعل اللي حصلها يخليها تقرب  من ربنا أكتر ..ربنا يتقبل منها.

_اللهم آمين ..هدخل أتشطف وأغير هدومي تكوني خلصي الأكل وناديتي ملك 

_ماشي يا ماما..بس قوليلي.. عرفتي حاجة!

هتفت عفاف بعدم تصديق
_عرفت كتير ..يخرب عقلها صابرين دي طلعت مصيبة متنقلة
ضحكت ليلى على أمها فعلى ما يبدو انها لم تكن تتوقع كل هذا من صابرين
_مش قلتلك يا ماما ،صابرين هتجيبلك الخلاصة كلها.

____
نظرت الى تلك التي لا تمس الطعام الا قليلا 
_مالك يا ملك مش بتاكلي ليه يابنتي!
_أكلت الحمد لله ..شبعت خلاص.
_فين أكلك ده  .. إنتي مبقتيش تاكلي خالص ...خايفة يجرالك حاجة يا بنتي.

هتفت ملك بلوعة
_مش هيكون اصعب من اللي حصلي ..عن إذنك يا طنط هدخل أنام .
هتفت ليلى بلوم
_مش اتفقنا يا ملك إننا نقعد مع بعض شوية.

_مرة تانية يا ليلى ..أنا تعبانة .

وضعت عفاف يدها على يد ابنتها وهتفت 

_روحي يا بنتي ارتاحي.. ربنا يفرجها من عنده

انطلقت ملك نحو الغرفة لتحبس نفسها في دوامة حزنها الذي لا مفر منه 

لتتنهد عفاف بقلة حيلة
_سيبيها يا ليلى متغصبيش عليها حاجة.. ربنا يكون في عونها.
لتهتف ليلى بحزن من اجل ملك
_أنا بس حبيت أخرجها من اللي هيه فيه يمكن تنسى شوية 

_ربنا وحده القادر إنه يزيح عنها يابنتي .

_ونعم بالله ..ها قوليلي هنعمل ايه بعد ما عرفنا مكان أهلها. 

_معرفش ماجد ده يقربلها إيه بالظبط بس تقريبا مش أخوها والا كانوا قالولي أخوها مش قريبها 

_مش هتفرق يا ماما المهم نوصلهم ونبلغهم باللي حصل بهدوء ونعرفهم إننا كنا شهدا على اللي حصل علشان يصدقوا أن بنتهم ضحية ..مش مذنبة ..علشان يقدروا يتعاملوا معاها كويس لانها مقلقة ياعيني من رد فعلهم لما يعرفوا.

____
أسماء عبد الهادي
دخل إليها غرفتها بتثاقل شديد يعرف أن ما سيقوله لها سيزعجها لكن لابد أن تعلم فهو أتخذ قراره أخيرا ورأى أنه مناسب له ..فهو الحل الامثل من وجهة نظره لإرضاء جميع الاطراف.

عندما رأته ابتسمت واعتدلت في جلستها ليجلس هو جوارها فتقول باستغراب
_ممم مش بعادتك يعني تجيني أوضتي وأيسل مش معايا ..يبقى أكيد في حاجة عايز تقولها.
ضربها بمزاح على رأسها وهتف مازحا

_عيبك إنك فاهماني دايما...وحيث كدا بقا ادخل في الموضوع علطول علشان مش فاضي ورايح المستشفى.

اصغت له سها باهتمام وما إن قال ما كانت تود سماعه حتى انفرجت أسارير وجهها بالكامل واعتدلت في جلستها أكتر لتنظر له بانشراح .

مسح آدم على وجهه لأنه متأكد أنها فهمت حديثه بشكل خاطىء 
_سها أنا بقولك إني قررت اخطب ..بس مش رهف ..افهمي .

عبست بوجهها ونظرت لأخيها بضيق
_ولما قررت تخطب يا آدم يبقى ليه مش رهف!
زفر آدم حانقا ولكنه حاول أن يتحدث بهدوء كي يمتص غضب أخته 
_سها أنا خلاص قررت واتفقت معاها إمبارح وتقريبا كدا تفكيرنا مشترك وهدفنا واحد.

تنهدت سها بضيق ووضعت يدها في خصرها
_ودي تبقى مين بقا يا آدم اللي في يوم وليله اخترتها 
_مش في يوم وليلة الموضوع في دماغي من فترة ولما لقيت الوقت المناسب كلمتها وطلعت متوافقة معايا جدا.
صمتت سها لا تدري ما تقوله لكن الانزعاج كان باديا على وجهها ليردف آدم بجدية 
_اسمعي الموضوع مش زي ما انتي فاهمة ومش هتجوزها علشان بحبها او أتعلقت بيها لا خالص .. الموضوع عملي بحت 

نظرت له سها باستغراب ليكمل آدم
_عبير دكتورة معايا ف المستشفى وليها صيتها ومركزها جوا وبرا مصر ..فاتحتها بصراحة إني عايز أتجوز بس علشان أهلي مصرين إني أتجوز واعيش حياتي وأعيد الحب من جديد لكن الفكرة عندي مرفوضة وفهمتها أن اللي هتجوزها هتقي ربنا فيها لكن مش هتكون مطالبة باهتمام ولا حب ولا غيره لإن قلبي اتقفل من بعد موت شيماء 

وبصراحة هيه رحبت بالفكرة دي جدا وخاصة أنها إنسانة عملية بدرجة فوق ما تتصوريها والعواطف عندها دي حاجة ثانوية متفرقش معاها وده اللي شجعني إني اكلمها وكنت متأكد أنها هتوافق 

وافقت بس على شرط، إني مقفش في طريق طموحاتها ولا حلمها ووقت ما تحب تسافر في أي وقت تسافر ومن غير اعتراض مني ....وده لأن أهلها مصعبين عليها موضوع السفر ده وبيزنوا عليها كتير انها تتجوز بس هيه كانت رافضة لانها مش فاضية للحب والعواطف والانشغال بالاطفال ولا لالتزامات الزواج ...فالبتالي إحنا الاتنين مناسبين لبعض جدا .

هتفت سها ساخرة 
_يا عيني ...ايه الجواز العجيب ده ..يبقى بلاها أفضل ..إنت مفكر ان إحنا بكدا هنفرح بيك يا آدم انت بتضحك على نفسك ولا علينا.

وضع آدم يده في جيب بنطاله بضجر
_سها مش ده اللي عايزينه وأنا عملته .

خرجت سها عن شعورها ورفعت نبرة صوتها غاضبة
_لا مش ده يا آدم وأنا مش موافقة على اللي هتعمله.
ليهدر بها
_سها متنسيش إنك بتتكلمي مع أخوكي الكبير.. ثانيا أنا خلاص اتفقت معاها ومش هرجع في قراري ..ثالثا وده الأهم أن ممنوع ماما وبابا يعرفوا بالاتفاق اللي بيني وبين عبير ..كل اللي هيعرفوه أني هتجوز وبس فاهمة!! ..أنا ماشي رايح المستشفى خدي بالك من أيسل.

قال كلماته وسط تعجبها وإحساسها بأنها تود أن تنفجر من تفكير أخيها لتصرخ به ثانية
_أنا مش موافقة على اللي بتعمله ده يا آدم مش موافقة 

لكن آدم لم يلتفت اليها وتابع سيره الى خارج الشقة 

صاااحت سها بضيق وركلت بقدمها الأرض بغل
_اااووف 
لتجد الصغيرة تدلف الغرفة وتفرك في عينيها بتثائب 
لتقرر  أن تغادر البيت فهي تشعر بأنها أن بقيت به ثانية أخرى بعد فستنفجر غيظا.

____
أسماء عبد الهادي
اتفقت عفاف مع ابنتها على أن تستأذن من عملها وتخرج باكرا هذا اليوم وفي الثالثة تذهب الى حيث عائلة ملك للتحدث معهم وإفهامهم الأمر بشكل واضح حتى لا يسيئوا فهم ابنتهم .
وفي الثالثة عادت عفاف الى بيتها لتتناول غدائها ومن ثم تذهب وفي اثناء استعدادها للرحيل ...جاءتها إحدى جاراتها في موضوع هام فاضطرت عفاف للمكوث معها وتأجيل مشوارها ليوم آخر .. لكنها دخلت غرفة ابنتها لتطلب من ملك ألا تخرج خارج الغرفة حتى لا تراها جارتها 
لذا اقترحت ليلى على أمها أن تذهب هي بدلا عنها
_ماما إيه رأيك أروح أنا بدالك والعنوان سهل وميتوهش ..
لم ترد أن تطيل في الحديث حتى لا تفهم ملك ما يخططان له.
_لا يا ليلى ده مكان غريب اول مرة تروحيه مش هسمحلك تروحي لوحدك أخاف عليكي يابنتي.
_يا ماما أنا مش صغيرة وبعدين أنا رايحة في عز النهار متخافيش عليا ..متنسيش أنه عمل انساني وأكيد ربنا هيوفقني فيه 

_يا بنتي الدنيا مش أمان أنا مليش غيرك ..خليها لبكرة وهروح أنا .
_يا ماما انتي خرجتي النهاردة بدري بالعافية ومش هيسمحوا ليكي بدا بعد كدا...يلا روحي اقعدي مع طنط اتأخرتي عليها وشكلها عايزاكي في حاجة مهمة ..يلا ..أنا هلبس وهتوكل على الله 

 تنهدت عفاف بقلة حيلة وناوت ابنتها بعض النقود 
_طيب وأمري لله ربي يسترها معاكي يابنتي ..خدي بالك من نفسك وتلفونك في إيدك تكلميني علطول .. استودعتك الله .

ابتسمت لها ليلى وقبلتها من وجنتها
_متقلقيش عليا يا قمر 

أشارت عفاف بغلب على ملك الراقدة بصمت غير متابعة ما يقولانه
_مقلقش إزاي ما انتي شايفة اولاد الحرام عملوا ايه في ملك.

_ان شاء الله خير يا حبيبتي .متخافيش بقا والله كله لله واللي عند ربنا مش بيضيع متقلقيش .
____
أسماء عبد الهادي 
حاولت تهدأتها بشتى الطرق لكنها فشلت في جعلها تكف عن البكاء
_خلاص بقى يا حبيبتي ..بس لو تقوليلي مالك وإيه اللي مزعلك كدا ..إوعي تكوني اتخانقتي مع ماهر !

هزت سها رأسها بالنفي .. لتهتف رهف بعدم تصديق 
_ما هو انا مش مصدقة إنك اتخانقتي مع دكتور آدم 
زمت سها شفتيها بضيق وهتفت متسائلة
_ليه يعني !
_دكتور آدم شخصية هادية جدا وطبعه مش عصبي وأنا شايفة أن علاقتكم كويسة فمش مقتنعة أنه يزعلك للدرجة دي .

هتفت سها بغيظ 
_هو بعينه يا رهف .. أنا هموت من اللي بيعمله 

هتفت رهف بدفاع عنه
_والله إنتي ظالماه يا سها ..أكيد دكتور آدم ميقصدش يزعلك.. اهدي بس ولما يرجع اتكلمي معاه بهدوء..صدقيني هتلاقيه بيصالحك بنفسه ..دكتور آدم والله طيب جدا 

شعرت سها باللوعة أكثر فهي ظنت أن رهف تكن مشاعر ما تجاه أخيها آدم وها هو سيحطم آمالها ويهدم جدران قلبها النابتة إن علمت أنه سيخطب أخرى غيرها 
لتقول رهف بنفاذ صبر 
_سها ممكن بقى تروقي وتقوليلي فيه ايه وصلكم لكدا 

قررت سها أن تخبر رهف  بنفسها حتى لا تنصدم عندما تعلم من أحد آخر ..لذا هتفت بتوجس
_رهف هو أنا لو قلتلك إن دكتور آدم قرر يخطب هتزعلي.

اتسعت ابتسامة رهف وفرحت كثيرا
_ بجد يا سها ..ربنا يسعده يارب ..هو انسان طيب ويستاهل كل خير .

_يعني مش زعلانة أنه هيخطب زميلة ليه في المستشفى
استغربت رهف سؤال صديقتها وهتفت بجدية  
_وهزعل ليه يا سها ..دكتور آدم أنا مدينة ليه وأكيد هكون مبسوطة لما يكون هو مبسوط في حياته

دققت سها في تعابير وجه رهف لترى أي آثار للحزن ربما تواريه لكنها لم تجد فرهف تتحدث بطبيعتها وعلى ما يبدو انها لا تكن سوى مشاعر الاحترام والتقدير له فقط ولا شىء غيره، لذا تنهدت براحة لكنها مازالت مغتاظة من أخيها لأنه سيتزوج بتلك الطريقة فقط من أجلهم لا من اجل سعادته ..بل ربما سيفعل ذلك على حساب سعادته.

أسماء عبد الهادي..بقلمي أسماء عبد الهادي

حرصت رهف على جعل سها تنسى ما يزعجها وتروق بالها الذي تعكر ..فهاتفت أخيها من خلال مكالمة فيديو 
فأجاب ماهر على الفور فعلى ما يبدو أنه ليس بعمله في ذلك الوقت 
فلاحظ ماهر أن سها ليست في مزاج جيد فظن أنها مستاءة منه 
_سها حبيبتي أنا عارف إني مقصر معاكي ..اتحتمليني يا حبيبتي ..أنا راجع بكرة ان شاء الله واوعدك هنخرج سوا في المكان اللي تطلبيه.

لتهتف رهف بتزمر
_ياسلام يا كابتن وأنا ايه هوا قدامك ..رجلي على رجلكم مليش دعوى

ليهتف ماهر مدعيا الغيظ
_تيجي معانا تعملي ايه ..أنا خارج مع حبيبتي 

وضعت يدها في خصرها لتهتف بتبرم 
_وانا يعني اللي مش حبيبتك ...يخص عليك يا ماهر مكنتش أعرف إن الجواز هيغيرك بالشكل ده ...أنا زعلانة منك.

ليضحك ماهر بقوة 
_يعني أصالح واحدة الثانية تزعل ..أنا كدا مش هخلص ..أنا مش فاضيلكم ورايا تدريب مهم انجزوا .

لتنظر رهف بضيق إلى سها
_شايفك زوجك يا سها مش عايز يصالحني ويخرجني معاه ..فينك يا ماجد يا حبيبي ..فينك...صاحبتي واخويا اتفقوا مع بعض ضدي

ابتسمت سها فهي تعلم أن رهف تحاول التخفيف عنها 
ليقول ماهر 
_خلاص خلاص متعيطيش ..هنشفق عليكي وهنأخدك معانا ..صح يا سها!

حركت سها رأسها بابتسامة لتؤكد على حديثه.

استمرت المكالمة لمدة نصف ساعة أخرى رغم أن ماهر كان منشغلا إلا أنه لم يستطع أن يترك حبيبته الا بعد أن تأكد أنها أصبحت في مزاج جيد .

أسمـــاء عــــبــــد الـــهـــادي
وصلت المنطقة المطلوبة تبحث بعينيها على المكان المطلوب فسألت إحدى السيدات في الطريق فأشارت لها أن تتقدم لتتجاوز عمارتين أخرتين 
فعلت ما أخبرتها وتنهدت بخوف من القادم فهي ستتحدث لأناس لا تعرفهم وما ستقوله ليس هينا أبدا ولن يتحملوه بسهولة أبدا 
لاحظت فتاة في مثل عمرها تقريبا فاستوقفتها لتعرف أي شقة بالظبط يسكن ماجد
_لو سمحتي .. شقة أستاذ ماجد فهمي وعيلته ..رقم كام.

_خير يا حبيبتي ..تعالي اتفضلي معايا وأنا هطلعك ..إنتي تقربيلهم! 

_لا لا..أنا كنت جاية ليهم في موضوع مهم جدا .
_خير يارب.. يعني إنتي جاية لماجد مخصوص ولا أي حد في العيلة 
_اه أي حد في العيلة المهم يكون ست ياريت

ابتدت سها ترتاب من أمرها
_أنا أبقى زوجة أخو ماجد ..ممكن أعرف موضوع إيه ده 
ابتلعت ليلى ريقها وهتفت بتوتر 
_موضوع بخصوص ملك 

اتسعت أعين سها وهتفت بفرحة وهي تمسك بيد ليلى
_انتي تعرفي مكانها ...أرجوكي طمنينا إحنا كلنا بندور عليها.

هزت ليلى رأسها .فهتفت سها مسرعة 
_طمنيني هيه كويسة؟ ..وهيه فين دلوقتي؟

كادت ليلى تفتح فمها .. لتمسكها سها باندفاع 
_لا إنتي تتفضلي تطلعي معايا فوق وتحكيلنا بالظبط .

توقفت ليلى أمام الباب وهي تقول بحذر
_أنا أسفة خليني أحكيلك إنتي اللي عندي بعدين قولي إنتي لأهل البيت من فضلك. 

ارتاب سها بعض الريبة وبدأت تشعر بالقلق على ملك لذا هتفت بتوجس
_هيه كويسة إنتي متأكدة .

زفرت ليلى وهي تضم شفتيها بأسف 
_أنا أسفة والله في اللي هقوله بس.

اختلج قلب سها ووقع بين يديها خوفا على تلك الفتاة المختفية ..لذا قررت أن تسمع ما تود ليلى قوله بالداخل أفضل ودون أن تخبر والدة ملك على اي شىء الأن 
طرقت الباب لتفتحه لها رهف 
فتضحك وهي تقول
_ إيه رجعتي في كلامك قولتلك خليكي معايا شوية..تعالي يا إيسو وسيبك منها دي مجنونة.

لم تكن سها في مزاج جيد للمزاح لذا هتفت بجدية وأشارت لتلك الفتاة التي تقف جانبا والتي لم تنتبه لها رهف 
_رهف ..دخلينا على أوضتك بسرعة.

انتبهت رهف لتلك الفتاة الغربية فهتفت بحرج
_يا خبر أنا مأخدتش بالي والله اتفضلي.

دلفت الفتيات الثلاثة إلى داخل غرفة رهف ..وجلست ليلى على استحياء وحمدت ربنا أنها ستقص ما حدث على فتيات مثلها وليس رجال 
رحبت رهف بالضيفة بوجه بشوش
_اهلا وسهلا بيكي
لتهتف سها لترفع الدهشة عن وجه رهف
_رهف الأنسة .. أنسة بردو صح؟
_اه .. واسمي ليلى
_أهلا وسهلا يا ليلي
_ليلى بتقول انها عندها حاجة تقولها بخصوص ملك.
التفتت رهف باهتمام وهتفت بلهفة
_بجد إنتي تعرفي عنها حاجة ..تعرفي هيه فين ..بالله عليكي قوليلينا 

_ملك قاعدة عندنا من أكتر من ٣اسابيع 

صاحت كل من رهف وسها في فرحة 
_الحمد لله يارب ..الحمد لله 
اقتربت منها رهف تقول برجاء
_هيه كويسة مش كدا!!
حكت ليلى أنفها واخفضت رأسها قليلا
_الى حد ما 

_يعني إيه
_بصراحة ده الموضوع اللي أنا جايالكم فيه وده اللي مخوف ملك أنها ترجعلكم لحد النهاردة أنا جاية من غير ما هي تعرف.

نظرت الفتاتان إلى بعضهن بتوجس 

لتكمل ليلى 
_هقولكم على اللي حصل من أول ما شفنا ملك 

وبدأت تقص عليهما كيف شاهدت هي وأمها ملك في طريق ذهابهن الى العمل.

وضعت كل من رهف وسها أيديهن على فِيهن من الصدمة 

لتشهق رهف ببكاء وغير تصديق 
_لا ملك ..لا ... حسبي الله ونعم الوكيل فيهم ..لاااا 

أحست سها بالخوف على رهف والحالة التي انتابتها عندما علمت بما حدث لملك على يد أولئك الاوغاد 
_رهف حبيبتي.. حاولي تتماسكي علشان متتعبيش
لكن رهف ظلت تحرك في رأسها لا تريد أن تصدق ما حدث لملك
_لا لا ... ملك حرام ليه يعملوا فيها كدا يا حبيبتي يا ملك ..ليه كدا ليه.. محدش عايز يسيبنا في حالنا ليه.. ليه كل الرجالة بيعملوا فينا كدا 

هتفت ليلى بأسى تؤنب نفسها أنها السبب فيما حدث لرهف وتلك الحالة التي انتابتها 
_أنا آسفة أوي والله أنا ..

حاولت سها رفع الحرج عن ليلى والتي كانت تجلس تعتصر بأصابعها ملابسها من شدة الحرج
_لا مفيش حاجة هيه بس رهف كانت تعبانة شوية والظاهر اللي سمعته أثر عليها.

لتهتف رهف برعشة سرت في انحاء جسدها لتشعر بعدم الامان فتهتف بخوف 
_ماجد أنا عايزة ماجد ...أنا خايفة أوي ...سها ماجد فين .

أشفقت سها على حالة صديقتها وطلبت من ليلى أن تهتم بها حالما تتصل بماجد من هاتف رهف 
وبالفعل جاء ماجد في الحال والذي دلف الى المنزل لتوه
طرق الباب واستأذن في الدخول وما إن رأى أخته على تلك الحال حتى هرول إليها يضمها الى صدره بحنان بالغ وخوف شديد ...واستطاع إحتواءها واحتواء خوفها
_رهف..قطتي وروح قلبي..مالك بس خايفة من إيه؟

تشبثت به رهف بكلتا يديها ودخلت في نوبة بكاء مريرة وكأنها أصابها ما أصيبت به ملك 

أحاطها أخيها بذراعيه ونظر لسها بشىء من الغضب 
_سها في إيه وإيه اللي حصل وصل رهف للحالة دي ..دي ممكن تحتاج لدكتور تاني واحنا ما صدقنا 

وقف ليلى تلوى طرف حجابها بحرج شديد
_أنا أسفة أوي..أنا ..أنا

ليهتف ماجد بنفاذ صبر 
_سها مين دي وإيه اللي بيحصل بالظبط

تنهدت سها بأسى
_اهدى يا ماجد وأنا هفهمك اللي حصل..اتفضلي اقعدي يا ليلى إنتي كتر خيركم على اللي عملتوه لملك.

اتسعت عيني ماجد وهتف بفرحة
_ملك ..إنتي تعرفي هيه فين!

قصت سها على مسامع ماجد ما قالته ليلى ..ليعرف ماجد سر الحالة التي انتابت رهف ..تلك الفتاة الرقيقة التي لم تتحمل ما حدث لملك رغم كل الأذية التي تسببتها لها من قبل .
ضم ماجد أخته إليه أكثر وقبل شعرها بحنان
_اهدي يا رهف علشان خاطري ..أنا معاكي متخافيش.

ثم نظر ليلى وطلب منها أن تكمل ما تود قوله

لتهتف ليلى بحزن
_اخدنا ملك عندنا البيت ..أنا عايشة مع ماما لوحدنا ..خفنا نبلغ البوليس يحصل شوشرة وفضيحة لملك وممكن هيه متحبش كدا ..ففضلنا نستر عليها ونأخدها معانا ولما تفوق نسألها ولو حبت تبلغ هنكون شهود معاها طبعا...لكن ملك رفضت أن حد يعرف حتى أهلها وكانت مرعوبة جدا من رد فعلكم وقالت انكم يعني..

حثها ماجد على أن تكمل ما تود قوله
_يعني إيه كملي من فضلك.

_يعني بهدلتوا رهف من غير دليل ..هتعملوا إيه فيها وكدا لو قالتلكم على اللي حصل ..محدش فيكم هيصدقها..علشان كدا رفضت تقولنا أي حاجة عنها او عن أهلها طول الفترة دي ويادوب من كم يوم عرفنا أسمها بس.

أخفض ماجد رأسه بأسى ونظر لتلك التي تنتفض بين يديه من البكاء على ما حدث لملك 
ثم زفر وتحدث بصوت يشوبه الحزن بعدما حوقل مرارا
_وحالتها إيه دلوقتي ؟

_مخبيش عليكم ملك مش كويسة خالص وحالتها النفسية وحشة أوي حاولنا أنا وماما نخرجها من اللي هيه فيه لكن اللي حصلها مش سهل ..علشان كدا أول ما حضرتك جيت المصنع وماما عرفت انك بتدور على بنت اسمها ملك ...سألنا على عنوانكم وجيت من غير ما ملك تعرف علشان أوضح لكم الحقيقة وتتعاملوا مع ملك بهدوء يمكن تعرفوا تخرجوها من حالتها دي ومتسيئوش الظن بيها زي ما هيه متوقعة منكم.

هتف ماجد بامتنان لتلك الفتاة الطيبة
_أنا بشكركم بالنيابة عننا كلنا على اللي عملتوه مع ملك . .. أنا مش عارف من غيركم كان ايه اللي ممكن يحصلها 

خاطب ماجد ،سها بألا تخبر أحد عما سمعوه ..واتصل بوالده ليكون جوار رهف بينما تتصل سها بأخيها ليأتي ليرى ما أصاب رهف 

وقرر هو الذهاب مع ليلى لإحضار ملك ..لكن رهف رفضت أن تتركه وأرادت الذهاب معه رغم حالتها تلك. 

فغير ماجد خطته وذهب هو ورهف التي أصرت على مصاحبته ..الذهاب الى بيت ليلى

بينما طلب من سها اخبار خاله إبراهيم بكل شىء اذا ما عاد للمنزل فهو أخبرهم أنه سيعود هذا اليوم .
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1