رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الخامس و العشرون 25 بقلم اسماء عبد الهادى

 

رواية ليتك كنت سندي الجزء التانى الفصل الخامس و العشرون بقلم اسماء عبد الهادى


.
وصلوا إلى بيت ليلى وطلبت منهم عفاف الانتظار لحتى يخبروا ملك اولا قبل أن يدلفوا لرؤيتها.

انتظرت رهف مع أخيها بصالة المنزل وما زالت تدفن رأسها في صدر أخيها فوقع الصدمة كبير عليها ولم تتخطاه بعد ..لتنتفض رهف إثر صراخ ملك بهيستريا عندما تعلم أن رهف علمت بحقيقة ما حدث لها فظنت أنها أتت لتشمت بها 
هرولت ملك باندفاع ولا تدري من أين واتتها تلك القوة وخرجت تصيح بغضب مصحوب بالبكاء المتحسر على حالها
_جاية ليه يا رهف ... جاية تشمتي فيا مش كدا... ماهي فرصة وجتلك لحد عندك...تلاقيكي إنتي اللي دعيتي عليا يحصلي كدا.. او مش بعيدة إنتي اللي وزيتي الكلاب دول عليا يعملوا فيا اللي عملوه ..إنطقي قولي جيتي ليه...إمشي اطلعي برا أنا بكرهك ..بكرهك

اختبأت رهف في أخيها أكثر ومع كل كلمة تقولها ملك...تبكي رهف بحرقة أكثر 

بينما تحاول ليلى وعفاف تهدئة ملك وإثناءها على ما تفعله ..فلا شىء مما تقوله صحيح فليلى رأت ردة فعل رهف وتعرف جيدا أنها لم تأتي شامتة أيضا

وقف ماجد مبتلعا كلماتها اللاذعة في حق أخته وهتف محاولا أن يتحدث بهدوء
_أنا مش هحاسبك على كلامك ده يا ملك في حق رهف لإني عارف إنك مش على طبيعتك وعارف كويس بالنار اللي جواكي بسبب اللي حصل ....رهف مش جاية تشمت زي ما بتقولي ...رهف خايفة عليكي ومن وقت ما عرفت وهيه مموتة نفسها من البكا زي ما انتي شايفة..فمن فضلك أهدي علشان نتكلم بهداوة .

ضربت ملك على جسدها بحسرة
_نتكلم في إيه يا ماجد ما خلاص كل حاجة راحت ..وأنا انتهيت لسه هنتكلم في إيه خلاص .

_كل مشكلة وليها حل..اللي حصلك رغم انه قاسي وفظيع إلا إنه مش نهاية الدنيا ...واطمني حقك هيرجعلك من الكلاب اللي عملوا فيكي كدا.

هوت ملك على المقعد بغلب وهم شديد ودموعها لم تتوقف عن الهطول 
_اللي راح مستحيل يرجع تاني خلاص

لينظر ماجد إلى السيدة عفاف بامتنان ومد يده في جيبه ليخرج منها بعض النقود لتلك الأسرة البسيطة نظير مساعدتهم لرهف
_شكرا على كل حاجة عملتوها لملك ...بس أنا محتاج شهادتكم لما أبلغ الشرطة.

أعادت عفاف يد ماجد وتحدثت بضيق
_شيل فلوسك يا أستاذ ماجد إحنا لما ساعدنا ملك مكناش منتظرين المقابل غير من رب الناس ..هي دي التجارة الرابحة يابني.. انك تعمل الخير بدون مقابل، ابتغاء وجه الله.

ابتسم ماجد باعجاب بتلك العائلة العفيفة..فبالرغم من حالتهم المادية المحدودة لم تأخذ المال والذي ربما قد يكون معينا
 لهم ..ومنفسا عن بعض ديونهم _إلا أنها كانت تفعل الخير ابتغاء وجه الله.
_ربنا يكرمكم ..ويجازيكم الفردوس الأعلى.

بادلته عفاف الابتسامة 

_ولكم بالمثل يابني..وأنت أديك عرفت العنوان لو احتجتني في أي شهادة بخصوص ملك مش هتأخر أبدا.

أومأ لها بعينيه شاكرا ثم وجه حديثه لملك
_يلا يا ملك علشان نرجع البيت 

نظرت له ملك وسط دمعاتها هاتفة بحسرة
_بيت أي بيت ..هرجع لأمي اقولها إيه ولا هرجعلها بأنهي وش.

حاول ماجد التحدث بهدوء لعله يستطيع اقناعها
_انتي معملتيش حاجة غلط فمفيش داعي تأنبي نفسك ...إحنا معاكي وكلنا جنبك لحد ما تتخطي اللي حصلك.

اقتربت عفاف من ملك مربتة على كتفها ترمقها بابتسامة حانية
_قومي يابنتي ارجعي لأهلك وناسك وانسي اللي حصل وعيشي حياتك..ربنا ما يوجعك تاني ابدا قادر يا كريم.

بدت ملك مترددة خائفة ..لكنها رأت أعين الجميع تحثها على القيام ..فوقفت بقلة حيلة وتقدمت نحو ماجد والذي يحتضن رهف بيد واليد الأخرى يمد لها يده لتتقدم معه .
أسماء عبد الهادي
____
علم الجميع بأن ماجد في طريقه الى البيت ومعه ملك ..فانتظروها على أحر من الجمر ..فأشواق القلب حارقة... يشتعل لهيبها داخل شراييننا ...فيصاب سائر الجسد بالحمى والألم .
وصلت ملك الى المنزل وبمجرد أن خطت بقدمها عتبة البيت حتى فشلت قدماها في حملها وسقطت على ركبتيها باكية لم تستطع أن ترى أمها بعد ما حدث رغم أنها ليست لها ذنب فيه أبدا .

تقدمت سناء من ابنتها بلهفة لكن فعلتها تلك ودموعها التي تنهمر كشلال متجدد المصدر ..جعلها تلتف حولها بتوجس ..لتهتف موجه حديثها لماجد 
_هو ..حصل ايه يا ماجد...وملك كانت فين كل ده ومالها عاملة كدا إيه 

قالت سؤالها ونظرت في أعين الجميع فلم ترى إلا نظرات آسفة ..حزينة ..ملتاعة فالجميع مطاطأ رأسه .

لكن ابراهيم أقترب من ملك يعتصر قلبه من الأسى من أجلها محاولا أن يبعدها عن الأرض
_قومي يا ملك يا حبيبتي ..قومي من الارض ..متعمليش في نفسك كدا .

حاولت ملك ابعاد خالها عنها بيأس شديد
_سيبني يا خالي في اللي أنا فيه سيبني .

فتحت سناء أعينها بتعجب وهتفت وقلبها ينتفض من القلق
_ايه اللي انتي فيه يا ملك!!! ...عملتي ايه يابنت بطني.. إنطقي ..كنتي فين .. طول الفترة دي كلها يا حزينة.

نظرت ملك لأمها بينما تستند على خالها وهتفت بتهكم وصوت بدا أنه يائس من كل طعم للحياة 

_انتي لسه متعرفيش... إنت مقلتلهاش يا ماجد ...قولها قولها اللي حصلي لما هربت منها ومشيت 

هتف إبراهيم بصدمة 
_هربتي! ..ايه الحكاية يا سناء

لتصيح سناء بنفاذ صبر وهي تشيح بيديها 
_ قولولي ايه اللي حصل للبت الاول  حد يفهمني يا نااااس

اضطر ماجد لأن يقص على سناء ما حدث لابنتها.

لتضرب سناء على صدرها بقوة مع اطلاق صرخة رجت أنحاء المنزل 
_يااااالهوتتييي...وجايبنهالي ليه ...أعملبها إيه الوقتي... البت خلاص مبقتش نافعة مرجعنهالي ليه... كنتوا تاويتوها في أي حتة وخلاص ... جاينهالي تفضحني قدام الناس في كل حتة!! ...هقول للناس إيه يا خرااااابي.

أجفلت ملك مكانها ...أهكذا هو رد فعل أمها... ظنت أنها عندما تسمع ما حدث لابنتها الوحيدة ستسحبها الى صدرها تحتويها... تبثها الأمان التي افتقده بعدما حدث ...ظنت أن أمها ستربت على كتفها وتخبرها بألا بأس فكل شىء فاني فلا شىء يستحق حزنها..المهم أنها عادت الى كنفها وقرت أعينها برؤيتها...لكن كلمات أمها خالفت كل ظنونها ..كانت تعلم أن أمها ستتحسر لما حدث وأنه سيكون كالصاعقة التي أصابت قلبها كمدا وهما ..لكن لم تتوقع أن تتخلى عنها أمها خشية الفضيحة او خشية كلام الناس... لم تتخيل أن أمها قد تفرط فيها وتتركها لمجرد أن كانت ضحية لا ذنب لها ...لحظات من الصدمة وعدم الاستيعاب مرت عليها كسنوات عجاف كحط فيها قلبها فأصبح كخرقة بالية تجردت من الحياة ..
بقيت على صدمتها لفترة وجيزة ...ومن ثم ابتسمت لنفسها ساخرة 
_انتي مصدومة ليه يا ملك ..ماهي كانت عايزة تبيعك لراجل قد أبوكي علشان تخلص منك ويحلالها الجو مع جوزها الجديد.

زجر ابراهيم أخته ليثنيها عن الكلام الأخرق التي تتفوه به بدون تعقل أو اتزان 
_سناء إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ..إنتي الظاهر الصدمة أثرت على عقلك ومبقتيش عارفة إنتي بتقولي ايه .
أبعدت سناء يديه لتجلس واضعة يدها على رأسها 
_بقولك إيه سيبني في الهم اللي أنا فيه ...بلا وكسة بنتي رجعالي بمصيبة سودا على دماغها وأنا اللي كنت هيجرالي حاجة لو ما رجعتش...وقال إيه جات الحزينة تفرح مالقتلهاش مطرح.

حدقت رهف في أخيها بزهول ومن ثم طالعت ملك التي تجاهد لتقف على قدمها حتى بدت وكأنها تنساب وتذوب كقطعة ثلج وقعت على نار حارقة فلم تكتفي بإزابتها بل بتبخرها فلا تبقي لها أثر .

تحركت رهف بسرعة لتلحق بملك وتسندها مع خالها الذي يقف مشدوها لما تقوله أخته فهتفت فزعة
_ملك !!

أسنتدها هي وخالها على أحد المقاعد فبدت وكأنها  دمية تتحرك في أيديهم بلا أدنى مقاومة او إرادة
جلست رهف جوارها وأخذتها بين ذراعيها واسندتها على صدرها بحنان بالغ تربت على ظهرها بألم من أجلها...

بينما توجهت سها للمطبخ سريعا وأحضرت كوبا من العصير لحتى تهدا ملك

ضاقت سناء ذرعا بما يحدث فالأمر لا يستحق من وجهة نظرها فابنتها باتت في نظرها شىء منتهي لا رجاء منه بعد الأن وكأن لم يعد لديها الحق في أن تتعامل بآدمية ولا حتى الحق في الحياة

تبا لقساة القلب ..معدومي المشاعر ...من يغلفون قلوبهم بطبقة عازلة من عدم الاحساس و تبلد الشعور..حتى باتت قلوبهم كالحجارة او أشد قسوة .

هب ابراهيم من مكانه بغضب عارم وهتف في أخته سوسن لتأخذ أخته من أمام ناظريه فهو طفح الكيل من أخته الغربية تلك
_سوسن خدي أختك من قدامي ..أنا لولا إني عامل حساب انها اختي الكبيرة كنت زعلتها .

نهضت سناء بعنجهية وزمت شفتيها وهي تقول بسخرية
_وعلى إيه يا خويا البت عندك أهي أشبع بيها خليها جنب بنت خالتها يحطوا خيبتهم على بعض ..ويقابلوني لو حد عبرهم بوكستهم دي...

تقدمت خطوات تجاه الباب لتردف قائلة
_أنا رايحة يا خويا لراجلي فايتاه بقالي كم يوم وزمانه هيتشحتف عليا.

ضرب ابراهيم كفا بكف وهو يشاهد أحوال أخته والتي تحولت تحولا جذريا ..فبات لا يصدق أن من تتحدث تمت للأمومة بصلة فأخذ يردد بعقل كاد يطير
_لا حول ولا قوة الا بالله...لا حول ولا قوة الا بالله.

في حين أن ملك ما أن شاهدت أمها تقول هذا الكلام وتتركها وترحل دون ذرة مشاعر تجاهها حتى تركت لقلبها العنان ليتألم فيخرج تأوهاته على هيئة دمعات حارقة تحرق قلبها قبل وجنتها .
ارتاعت رهف لحالتها فبكت على حالها تشاطرها حزنها وألما ... أما سها فعانقتهما بأسى فالحزن بات حليفهما يرفض أن يفارقهما .

كل هذا وماجد يجاهد ليكظم غيظه فخالته في مقام والدته ولا ينبغي تصرف أي تصرف أرعن معها وخاصة في حضور خاله والذي لم يفعل لها شيئا لردعها.
وقرر مهاتفة آدم ليرى الفتاتين فلربما هما ليستا بخير

___
وضعت المفتاح لتفتح باب شقتها...لتصل إلى أنفها رائحة منفرة تعرفها جيدا ..لذا لم تلق لها بالا فهي تعودت على رائحة السجائر والكحول في بيتها ليل نهار ..فأغلقت الباب بتأفف على حالة ابنتها وما حدث لها وقررت ألا تقص شىء لزوجها حتى لا يشمت بها او يعايرها

أما ما جعلها تجفل مكانها هو ..تلك الضحكة الخليعة التي تصدر من غرفة نومها .. تحركت بسرعة البرق لتجد زوجها بصحبة امرأة وعلى فراشها هي ففغرت فاها على الفور ..لتصرخ بينما تلطم على وجهها بندب .. فاليوم بالطبع ليس يوم سعدها وإنما يوم الحسرات والنكبات بلا أدنى شك .

اقترب منها زوجها ليضع يده على فمها بلا مبالاة
_اكتمي يا ولية جاتك قطع خبرك ..بتصرخي ليه هتفضحينا.

أبعدت سناء يده عن فمها وقالت بلوعة
_بصرخ على مصيبتي السودا وبختي الأغبر ويومي اللي مطلعلوش نهار ..يا ميلة بختك في جوزك يا سناء...جايبلك نسوان في أوضة نومك...هيه حصلت يا عرة الرجالة

أمسكها زوجها من حجابها بشدة يحرك رأسها معه في كل اتجاه
_اسمي يابت التيت ..هتقلي بلسانك معايا هقطعهولك ...ومن هنا ورايح هجيب في بيتي اللي أنا عايزه ...وان ما كان عاجبك أهو الباب يفوت جمل ...قلت إيه.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1