رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الرابع و العشرون 24 بقلم جميلة القحطانى


رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الرابع و العشرون بقلم جميلة القحطانى


بينما راكان دخل يبحث عن شيء يأكله وهو يقول:فين القهوة؟! حاسس إن يومي هيبوظ من غيرها!
ردت خالته، أم نوال، وهي تخرج العجين من الثلاجة: القهوة في قلبك يا راكان... بس إحنا النهارده بنشرب يانسون، عشان المعدة تعبانه.
رهف حاولت كتم ضحكتها، فقال راكان: يانسون؟ طب خلاص، اتأكدت إن الحياة مش ماشية تمام.
ثم اقترب من رهف وهمس: بتضحكي؟ دي خالتك عاملة انقلاب صحي في البيت!
أم نوال رفعت الملعقة وقالت: هتقلبوا البيت ضحك؟ تعالوا ساعدوني بدل الهدرة، بدل ما أسيبكم على فطور صحّي فيه فجل وجرجير!
بعد أسبوع من البُعد، والشوق اللي ما اتقالش، بتكون نور ماشية في شارع كانت دايمًا بتقابله فيه.
شرودها بيقطعه صوت هوَ نسِيته… أو بتحاول تنساه.
 مالك بصوت واطي: نور…
وقفت، خبط قلبها، بس رفعت حاجبها بتماسك: نور: نعم؟ عاوز إيه؟
ما قالش ولا كلمة، بس طلع من ورا ضهره باقة ورد بيضاء، نفس النوع اللي بتحبه… ونفس اللي جاب لها أول مرة حبّها.
نور بصّت له، ملامحها متجمّدة، بس عنيها… عنيها كانت بتحارب الدموع.
كل الورد اللي شُفته بعدك ذبل… وانتي بس اللي كنتي بتخلي الحاجات تعيش.
نور:ليه دلوقتي؟
مالك:لأن قلبي وقف عندك… وكل الطرق رجّعتني ليكي.
تسكت، تبص في الأرض، وبعدين تقول:أنا تعبت… تعبت من إني دايمًا أبان قوية، وأنا بانهار من جوايا.
يمد إيده، يحط الورد في إيدها، ويقول:يبقى خليني أشيل معاكي… يمكن نرجّع لبعضنا الحتة اللي ضاعت.
كانوا قاعدين في كافيه صغير، مريم لسه مش مقتنعة ترجع له، بس قبلت تقابله.
حاتم بيلعب في المعلقة، وعينه على مريم:بصيلي كدا… كأنك بتحبيني!
مريم ببرود مصطنع:ببص على القهوة اللي بردت، مش عليك.
حاتم ضاحك:بردت؟ طب ليه قلبي لسه مولّع؟
مريم رافعه حاجبها:مولّع؟ من كتر الكدب ولا الغزل اللي بتوزعه في الشوارع؟
حاتم يميل عليها شوية:غيرانة؟ اعتراف حلو يا مريم…
مريم تبتسم بس تحاول تخبيها:أنا؟ أغير؟! انت آخر واحد ممكن أغار عليه، يا شاعر البنات.
حاتم:أنا شاعر واحدة بس… واحدة بتتقل عليا دلوقتي.
مريم بحركة مفاجئة:هات تليفونك.
حاتم بتوتر بسيط:ليه؟
مريم:عاوزة أعملك حظر من كل البنات اللي بتضحك على جملك… علشان تتعلم الأدب.
حاتم يرفع إيديه باستسلام:خلاص يا ستي، حظّريني، اربطيني، بس ما تبعديش.
مريم تاخد نفس وتبص له، ووسط الجد والهزار، تقول له بهدوء:أنا لما بحب… بحب.

تعليقات