رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل الخامس و العشرون بقلم جميلة القحطانى
بجد، وحبي مش لعبة.
حاتم بصوت واطي:وأنا عمري ما لعبت بيكي… أنا كنت بلعب بالنار، ولما بعدتي اتحرقت.
كانت سهير تتابع أحد المقاطع المضحكة ومستمتعة فجلس فهد بجانبها ووضع يده على كتفها فضمها بشده وهي تحاول التخلص منه فهمس في اذنها حابه تموتي زي ابوكِ ولا تتجوزي مدمن زي أمك. فشعرت بالخوف وهي تدفعه ولكنه يضمها بشده ورائحته مقرفه فانهال عليها بالتقبيل ومزق فستانها وهي تصرخ فضرب رأسها وافقدها الوعي،وبعد أن اعتداء عليها تركها وغادر .
أفاقت سهير بصعوبة، رأسها يطنّ كطبول بعيدة، والغرفة تدور حولها ببطء كأنها سفينة تغرق. كان جسدها مُنهكًا، باردًا، وشيء ما في داخلها يصيح، يصرخ، يئنّ. حاولت أن تتذكر ما حدث... ضباب، ثم وجه فهد الغاضب، كلماته التي اخترقت صدرها كسهام... ثم لا شيء.
نظرت حولها بذهول، المكان فوضوي، وكل شيء يدل على أن الليلة لم تكن عادية. ارتجفت، ودمعة ثقيلة سقطت دون إرادة، تبعتها أخرى، حتى غطّت الدموع وجهها بالكامل. لم تصرخ، لم تنهار... كانت فقط صامتة، كأن روحها خرجت منها وبقيت ممددة بجسد بلا نبض.
حاولت أن تنهض، أن تستجمع نفسها، لكن الألم كان أعمق من أن يُحتمل. لم يكن ألمًا جسديًا فقط، بل شيء يشبه الطعنات في كرامتها، في ثقتها بنفسها، في أمانها الذي انكسر.
وقفت بصعوبة، وعرفت أنه اغت*صبها فظلت تبكي وتصرخ وتلطم وجهها، دخلت سهير الحمام بخطوات متعثرة، وكأن كل خطوة تفضح وجعًا دفينًا لا يُحتمل. كانت يداها ترتعشان، وعيناها مفتوحتين على اتساعهما دون تركيز، وكأنها غائبة عن الواقع.
أدارت صنبور الماء، وتركته ينهمر كالمطر الغاضب. خلعت ملابسها دون وعي، ودخلت تحته، فبلل شعرها أولًا، ثم غطّى وجهها، ثم جسدها كله، لكنها لم تشعر بالدفء. الماء كان باردًا... كأنها تستحق البرودة، تستحق القسوة.
بدأت تفرك جسدها بقوة، بشراسة، وكأنها تريد أن تمحو شيئًا. تفرك جلدها حتى احمرّ، ثم حتى تألم، لكنها لم تتوقف. بل كانت تبكي بصمت، بصوت مخنوق، بين شهقات ونوبات من الرجفة. كانت تغسل جسدها... لا، كانت تحاول أن تمحو ذنبًا لم ترتكبه. أن تطرد شعور القذارة، أن تعيد لنفسها شيئًا منها ضاع.
همست بين شهقاتها:أنا مش دي... أنا مش دي يا رب... خرجني من هنا...
انهارت جاثية على ركبتيها، في زاوية الحمام، والماء ينسكب فوقها بلا رحمة. لم يكن الماء يغسل، بل كان كأنه يعاقب.