رواية زين وزينة الفصل الخامس والعشرون
وصل زين الفندق الذي يقيم فيه هو عائلته، قرر تحذير بريتا و سيمران لآخر مرة.
كان يقف أمام الغرفة ، سمع حديثهم و هما يخططون لشئ آخر.
دق الباب بعنف، انتفضت بريتا و ركضت حتي ترى من؟
وقفت بتوتر و هي ترى هيئه زين ، سألت بهدوء مصطتنع: ماذا تريد أبني؟
أبتسم بسخرية: ابتعدي عن زينة أنتِ و هذه الحقيرة سميران، أخبرني ما الخطة الجديدة؟
ابتسمت محاولة منها للهدوء و سألت : ماذا تقصد زين؟
صرخ بصوت عالى: سميران.
كانت تسمع الحديث و تشعر بالخوف منه، جاءت بخوف و قالت: مرحبا اخي .
نظر إلى الهاتف في يديها ، جذبه و نظر إليه.
كان فيديو لزين من حفلة من الحفلات السابقة، كان في يده زجاجة كحول و يحتسي منها بشراهة، و يرقص مع فتاة بشكل مقزز ،كاد ينفجر من الغضب، لو زينة أو شخص من عائلتها رأى هذا المقطع سوف يلغى الزواج.
القي الهاتف الى الأرض ، و دعس عليه أكثر من مرة حتي تأكد أنه لا يمكن أن يعمل.
لف يديه حول عنق سميران و قال بهدوء مميت: من الافضل لكِ الابتعاد عني ، لاني لا أهتم بأحد ، من تحاولين أفسد علاقتي معها ،هي التي أهتم بها، بعد زينة لا يفرق معي شئ.
كانت تتنفس بصعوبة بالغة ، كانت تحاول التخلص من قبضته لكن لا تستطيع ، بريتا كانت تشاهد بصمت و خوف.
مد يده و قال بأمر: اعطني هاتفك بريتا.
نظرت بصدمة و قالت: ماذا؟
قال بهدوء مخيف: لا أريد تكرر الحديث؟
ركضت إلى الداخل و جلبت الهاتف، و أعطته لزين.
ترك سميران و قال بتهديد و تحذير: لا تحاولين فعل شيء و إلا العقاب سوف يكون الموت.
رحل زين.
دلفت بريتا و خلفها سميران و سألت: ماذا نفعل؟
أجابت بخوف: لا نفعل شئ ، هذا المختل الوقح يستطيع فعل شيء لنا.
جلست سميران و قالت بغضب: كانت مختلف و نحن في منزل هذه الفتاة، محترم يتحدث بهدوء ، أين العصبية و الوقاحة و الغرور خاصته؟
قالت بريتا: رحل كل ذلك بعدما أحب الفتاة.
سألت بتوتر: إذا يجب عليا نسيان زين.
أومأت رأسها بالموافقة و قالت: ما رايك في أمير؟ هو أبن وحيد ليس لديه اخوة، و يملك ثورة كبيرة، و أيضا يقطن في لندن.
عقدت حاجبيها بتعجب و قالت: لكن لا أحب هذا أمير، أنا أحب زين.
صرخت بصوت عالي: نحن نريد المال و ليس الحب.
في غرفة زينة
تشاهد الهدايا من زين و تنظر إليها بسعادة غامرة ، و تشعر أنها تحلق في سماء الحب.
وصلت رسالة على الواتساب بعدما أخذ زين رقم الهاتف من يوسف.
نظرت إلى الرسالة ، كان تعليق زين على استوري زينة.
هل أنت سعيدة زينة؟
كتبت : نعم أنا سعيدة.
أبتسم ثم كتب : ليس أحد مثلي اليوم.
كتبت : يلا سلام بقا.
كتب :بهذه السرعة.
كتبت : أيوة تصبح على خير
كتب :و أنتِ من أهل الجنة.
ابتسمت و هي تقرا هذه الرسالة و لم تجيب.
و كانت ليلية زين و زينة سعيدة..
و في اليوم التالي ،ذهب إلى زينة حتي يقوم بشراء الذهب ما يدعي ( شبكة العروسة) رغم اعتراض عائلته بأنها أعطى لها مجوهرات كثيرة، لكن هو يريد فعل كل شيء ضمن عادات وتقاليد الزواج في مصر.
كانت ينتظرها في الاسفل و يجلس مع يوسف
نظر له باشمزاء و قال: و الله قاعد معك بالعافية، أنا مش طايقك.
أبتسم زين و قال: عندك حق.
قال بسخرية: احسن حاجة عارف قيمة نفسك.
مازل محافظ على الابتسامة و الهدوء و قال: طبعا عارف قيمة نفسي، و عارف قيمة بنت حضرتك، زينة ، خدت نصيب من اسمها فهي زينة أسم و صفة و شكل.
قال بعصبية: أنت تعاكس بنتي قدمي.
أجاب بنفس النبرة: لا مش قصدي، أقصد أن حقك تحس بالغيرة على الجوهرة اللى عندك، و يوم ما توفق يكون واحد زي اكبر منها، و من جنسية تانية، و لسه جديد في الاسلام يبقي عندك حق جدا ترفض العلاقة دي، هي زي نجمة في السماء بعيدة عني.
تجمعت الدموع في عيونه، فهو لم يحب أو يعشق زينة فقط، هو تخطى هذه المرحلة، حتي تخطى مرحلة جنون العشق.
قال برجاء: لو سمحت بلاش تفرق بينا، وعد مني أحاول اسعد زينة ،و قدر المستطاع نتغلب على الاختلاف بينا، أنا حببت بنتك من اول نظرة، كانت هي نور حياتي، بلاش تفرق بيننا.
لم ينكر يوسف سعادته بهذه الكلمات، اي أب يتمني يسمع هذا الحديث من شريك ابنته.
قال يوسف: اتمني يكون ده مش مجرد كلام .
أجاب بهدوء: أن شاء الله الايام تثبت لحضرتك.
أجاب بهدوء: ربنا يقدم اللي فيه الخير.
انتهت زينة و سعاد و زهرة من التجهيز،و ذهبوا إلى المحل.
في المحل
مر ساعتين و لم تختار زينة و زهرة شئ.
قالت بتعب: ايه يا بنات كل ده أنا تعبت.
أجابت زينة: في ايه ماما بختار الله.
تحدث سعاد موجهه حديثها إلى الصائغ فهو صائغ العائلة: ايه يا أستاذ أحمد مفيش عندك حاجات حلوة.
قال بابتسامة: كل حاجة موجودة بس الزهرة و الزينة مش عجبهم حاجة.
هو رجل في عمر يوسف و منذ الطفولة يقولوا لهم هذه الأسماء. .
قالت سعاد بهدوء: أنا تعبت و زهقت ، طلع اللي عندك.
قال بابتسامة: طول عمرك فاهمني، بس عندي حاجة مفيش منها غير القطعة دي، و كمان. غالية اوي .
و أخيرا تحدث زين الصامت منذ المجيء ،قال بهدوء : مش مشكلة الفلوس.
قالت زينة بابتسامة: سمعت اخلص بقا.
دلف إلى الداخل و دقائق ثم عاد، و حقا كان طقم من الالماس النادر ،يخطف العين من أول وهلة.
قالت زهرة بعتاب: حرام عليك يا عم أحمد، يعني احنا زبائبين عندك ، كنت ريحت قلبنا من الصبح و جبت الطقم.
أجابت سعاد: هو ده عمك احمد، علشان لما يقول السعر محدش يتكلم.
كان ينظر إليها و هي تنظر إلى الطقم بانبهار و عيونها تلمع بالسعادة، و يقسم بداخله أنه يدفع كل ما يملك في سبيل هذه النظرة.
اقترب من أحمد و سأل: هو في طقم كمان جميل زي دي و يكون قطعة واحدة بس.
أجاب بهدوء: أيوة بس ده الاحلي.
قال : هات التاني ، ناخذ الاتنين
قالت سعاد باعتراض: لا كتير زين.
قالت بابتسامة: مفيش حاجه كتير على زينة.
قالت بهدوء: لا أنا مش موافقة ، هو طقم واحد بس.
كانت زينة و زهرة لم يسمعوا الحديث، مشغولين بالحديث عن هذا الطقم.
جاء أحمد بالطقم الآخر الذي لا يقل جمال عن الطقم الاول، وضعه أمام زينة و قالت بحيرة: كده احترت الاتنين حلوين.
قال أحمد: عريسك قال أنك تاخدي الاتنين
نظرت إلى زين الذي أبتسم لها.
لكن لم تقبل سعاد و قالت: و أنا قولت لا.
قالت زينة مثل الاطفال: ليه يا ماما الاتنين عجبني.
قالت بهدوء: اختاري واحد بس
جلست بحيرة و قالت: مش عارفه الاتنين حلوين بجد، عمي احمد غلطان جاب ده ليه.
أجاب احمد: عريسك اللي قال.
قالت زهرة : خلاص بقا يا ماما ، هو اللي قال و موافق.
قال بهدوء: لو سمحتي دي هدية مني لزينة.
قالت سعاد: بعد الهدايا الكتير بتاعت امبارح، و طقم واحد كده كتير.
قالت زينة بهدوء: خلاص اخد الاتنين زين يدافع حق واحد و أنا واحد.
قال باعتراض: لا طبعا، أنا اللي طلبت الطقم التاني و الموضوع انتهي.
كان المحل موجود في مول قريب من المنزل ، لذا لم يستخدموا سيارة.
كانت تسير سعاد و زهرة في الأمام و زين و زينة في الخلف.
سعاد بعتاب: زهرة الشبكه غالية قوي
زهرة: يا ماما زين اللي قال مش زينة.
سعاد بعصبية طفيفة: حتي لو ، كانت اختك تصمم مش تقبل، اصلا المفروض بعد دهب امبارح مكنش جاب حاجة تاني، بس هو قال لازم امشي بالعادات بتاعتكم، نعمل احنا كده.
زهرة: ماما يا حبيبتي خلاص الموضوع انتهي و بعدين هو عنده فلوس كتير.
نظرت لها بصدمة و قالت : نعم يا زهرة.
ابتسمت و قالت: مش قصدي ، أنا أقصد الحمد لله هو مقتدر خلاص بقا و هو مبسوط.
قالت بهدوء: مش علشان ربنا كرمنا و كرم اختك بعريس مقتدرة نكون مبذرين.
أجابت بهدوء: عارفة يا ماما و صدقني كل الموضوع أن زين عايز يبهر زينة ، ربنا يسعدهم.
زينة بابتسامة : شكرا
نظر لها بصدمة: شكرا، ازاي انتي تعرفي تقولي شكرا زينا كده.
عقدت حاجبيها بغضب و قالت: و الله ده كلامك أو كلام المختل صاحبك.
أبتسم و قال: كلامي و كلامه، انتي تقولي شكرا.
أجابت بعصبية: تصدق أنا غلطانة ، تم سحب كلمة شكرا.
نظر لها بحب: أنا عايز اسمع كلمة تانية.
أظهرت على ملامحها عدم الفهم و قالت: كلمة ايه.
أجاب بابتسامة: ذكية انتي اوي يا زوزو.
أبتسمت و قالت: زوزو.
قال بهدوء: لو مضايقة أنا آسف.
نظرت إلى الأمام و قالت : لا عادي .
قال بحب: زينة أنا بحبك، و نفسي أسمع الكلمة منك.
لم تجيب ، لكن هي تقسم أنها فقدت السيطرة على نفسها أمام هذا الزين، كلماته تجعلها تنهار.
أكملت سير و لم تجيب.
لم يصمت هو بل قام بغناء اغنية هندية و هو يسير بجوارها.
لم تفهم شئ من اللغة لكن كانت سعيدة.
بعد أن تنتهي, قالت بابتسامة: جميل جدا بس أقسم بربي ما فهمت حرف.
أجاب بحب: اليكي مختصر الترجمة.
منذ أن رأيتك و أنا علمت أن الحب جنون.
قالت بمزح: قصدك أني مجنونة صح.
توقف عن السير و قال: لو انتي مجنونة فأنا عاشق المجنونة.
كانت بداخلها تريد أن تصرخ و تقول أحبك.
تريد أن تركض و تقفز مثل الاطفال ، تريد البوح بمشاعرها.
وصلوا إلى المنزل، و لم يدلف زين، سألت : انتي ماشي.
أجاب بحزن: للاسف، اسيبك بقا علشان تجهزي لحفلة الخطوبة بكره.
أومأت رأسها بالموافقة ،قال هو : مع السلامة يا حبيبتي.
قالت بهدوء: مع السلامة.
رحل زين، و هي كانت تدلف و هي تدور حول نفسها و تغني بعض من كلمات أغنية زين العالقة في ذهنها.
مجرد أن دلفت وجد كل عائلتها و أصدقائها موجودين ،قاموا بتشغيل الاغاني و بدات الاحتفالات.
و كأن جاءت أيام السعادة لزين و زينة.
قصت زينة الليلة في الاحتفال مع عائلتها.
مر الوقت و جاء اليوم التالي
يوم الخطوبة
في المساء
فى حديقة منزل يوسف عز الدين ،مزينة بطريقة جميلة والجميع فى أبهى صورة.
يقف زين فى كامل وسامته ينتظر زينه على أحر جمر.
حتي ظهرت هي، لم يكتفي هذا القلب المسكين الذي ينبض باسم زينة ، هذه الفتاة التي كانت قادرة على تبديل زين إلى النقيض.
كانت ممسكة في يد أبيها ، حتي تستمد منه القوة، فهي بداخلها مشاعر مختلطة، حب و خوف و سعادة و توتر.
كانت جميلة حقا.
سلم يوسف على زين ثم زينة و جلست بجواره.
وضع يده على قلبه، محاولة أن يهدأ هذا القلب، نظر لها و قال برجاء: رفقاً بي صاحبة الضحكة و العيون الجميلة ،رفقاً بهذا القلب المسكين.
ماذا تجيب؟ فهي تشتكي من ما يشكوا منها، حتي هي قلبها أصبح خارج عن السيطرة، أصبح لا يسمع منها،اصبح هذا القلب يصرخ باسم زين فقط.
جاءت سعاد و هي معها الطقم الاول الذي تم اختياره.
و قاموا بارتداء الخواتم.
نظر لها و قال: مبارك عليا أجمل فتاة في الكون.
نظرت إلى الأسفل بخجل و قالت: شكرا.
قال باعتراض : من فضلك لا أريد أن تشكريني، عودي زينة السابقة التي لم تشكر.
أبتسمت و لم تجيب.
جاء أمير مع كارن و زوجة كارن بريا.
نهض زين و زينة..
أمير بابتسامة : مبارك أيتها المغروره.
أجابت بعصبية: لماذا دائما تقول مغروره؟
أجاب بهدوء : لأنك هكذا.
نظرت إلى زين و قالت بعصبية:
كيف هذا المختل صديقك؟
نظر زين إلى أمير و قال : أصمت و لا تتحدث.
أجاب بحزن مصطتنع: كنت أعلم أنك سوف تقف معها.
كارن بتحذير: لا تزعج زينة أمير حتي لا يزعجك هذا العاشق المهووس.
أجاب أمير بابتسامة:أنت محقا.
قالت بريا بمزح: أرى أني ليس لي مكان، هل أذهب؟
قالت زينة بهدوء: كلا أنا تشرفت بيكي.
كارن: زينة هذه بريا زوجتى.
أجابت بابتسامة: مرحباً بريا، اهلا وسهلا فى مصر.
عناقتها بريا و قالت بسعادة: حقا أنتِ جميلة جداً ،مثل ما قال زين عنك.
أجابت بامتنان: أنتِ الاجمل، و أسمك جميلة.
بريا بابتسامة : اشكرك زينة لكن أنتِ الاجمل.
أجابت زينة: كلا أنتِ الأجمل لست أنا.
نظر لهن أمير بعصبية و قال بصوت عالى:
سوف نقضى اليوم أنتِ الأجمل ، كلا أنتِ الأجمل.
أنتن الاثنين ليست جميلات، كل فتاة منكن تشبه الساخرة الشريرة التي أوقعت صديقي في حبها ضاع أصدقائي.
كل فتاة نظرت إلى حبيبها و تركت له حق الرد.
أمير ببرود: ما هذه النظرة فتيات؟
هل تظنون أن أصدقائي يبتعدون عنى لأجل اي شخص؟
زين بمزح : أمير لتكون واثق لهذا الحد.
كارن بمزح: اتفق مع زين.
كان يعلم أنهم يمزحون ، لكن حتي بالمزح لا يقبل هذا الحديث منهم ، بعد كل هذه السنوات من الممكن يفترقون لأجل الفتيات.
انتبهوا عليه و كانت عيونه حزينة، هما كانوا يمزحون حتي الفتيات.
حاوط زين أمير من جهه و كارن من جهه
قال زين ،الجملة المشتركة بينهما من أيام الطفولة.
قال زين بابتسامة: نحن الثلاثة معنا.
أكمل كارن : في السراء و الضراء و السعادة و الحزن.
و انتظروا تكملة الجملة من أمير.
نكزه زين في كتفه ، كارن فعل المثل.
قال بحزن طفولي : سوف نظل حتي النهاية مهما كانت الظروف سنظل يد واحدة.
بعد جملة أمير، ذهب الثلاثة إلى عناق و هما يتذكرون أيام الطفولة.
قالت بريا بابتسامة: حتي نحن سوف نكون أصدقاء.
قالت زينة: بالتأكيد ، و سوف نبحث على عروس لهذا المختل، و نكون حزب على الرجال.
كان الشباب سعداء و ايضا الفتيات.
قالت مريم: اختك وقفة مع اهلها الجداد و نسينا.
زهرة: عندك حق ، مفيش وفاء و اخلاص خالص
سألت بمزح: مين وفاء و اخلاص.
أجابت زهرة: ولادة خالتك يا مريم.
بدأ الجميع يقدم التهاني لهم.
و الحمد لله تم اليوم بسعادة دون مشاكل.
و من المفترض الزواج بعد ست أشهر
سوف يتم تجهيز المنزل في هذه الأشهر.
في اليوم التالي
عاد زين و أمير إلى لندن.
عاد كارن و بريا إلى أمريكا.
و باقي عائلة زين إلى الهند.
و تسافر زينة مع زهرة و سعاد إلى لندن لتجهيز المنزل لأن الوقت قصير.
كان قرار عز الدين لم تكن الخطوبة طويلة لأن زينة سوف تكون في لندن بمفردها.
بعد اسبوع
في مطار لندن.
ينتظر زين مع أمير ، مجئ زينة و زهرة و سعاد.
زين بهدوء: حمد لله على السلامه.
أجابوا: الله يسلمك.
أمير: مرحبا سيدتي الجميلة .
كان موجهه الحديث إلى سعاد، التي ابتسمت و قالت: شكرا.
ثم قال: مرحبا مدام.
أومأت زهرة رأسها بترحيب.
ثم قال بصوت عالي: مرحبا ايتها المغرورة، أقسم أن لندن تشعر بالراحة و السكينة لأنك لست هنا.
زفرت بضيق و قالت بعصبية: اصمت ايها الاحمق، و لا تتحدث معي.
أجاب ببرود: كاني أريد الحديث معك.
صرخت و هي تنظر إلى زين: زين.
قبل أن يجيب ، قال أمير: بالتأكيد صديقي سوف يكون معكِ.
رفعت راسها إلى الاعلي و أجابت بثقة و غرور: أنا زينة يوسف عز الدين ، لا أريد دعم من أي شخص.
أبتسم بسخرية و قال: بالتأكيد الاشرار لا يريدون دعم.
نظرت إلى زين و قالت بغضب: لم يكفي صمت.
أبتسم و قال بنفاذ صبر: لا أعلم ما سبب الشجار الدائم بينكم.
سعاد بهدوء: يلا كفاية يا زينة..
قالت زهرة' تحبي المشاكل اوي يا زوزو .
نظرت لهم بعصبية و لم تجيب.
قال زين بتحذير: يكفي أمير.
قال بابتسامة: حسنا صديقي لاجلك فقط.
و بداو في تجهيز المنزل، و كان كل شيء مميز جدا.
و مرت الايام و و بعد شهر أصبح المنزل جاهز، عادت زهرة و سعاد إلى مصر.
و ظلت زينة لأجل العمل.
بناء على تعليمات يوسف، يتلقي زين مع زينة يوم الجمعة فقط في مكان عام...
حتي الاتصالات بحدود و كانت تفعل زين ذلك عن اقتناع.
ينتظر زين أمام المنزل، جاءت زينة ، ابتسم لها ،أما هي كانت تنظر إلى الأسفل
فتح باب السيارة و قال: تفضلي يا ملكة قلبي.
أجابت بسخرية: ملكة قلبك ، بكرة نقعد جنب الحيط و نسمع الزيط.
جلس في مقعده و قاد السيارة و سأل بتعجب: ماذا تقصدين؟
أجابت بهدوء: اصلا ، مش حلوين مع بعض كده لازم اترجم كل كلمة، المهم ده مثل شعبي.
سأل بهدوء: ما المقصود منه؟
أجابت: المقصود ، هل تظل هذه معاملتك حتي بعد الزواج؟
نظر إلى الأمام و قال بابتسامة: اجابتي نفس جملتك، سوف ترى بنفسك حبيبتي.
غيرت مجري الحديث و سألت : احنا رايحين فين .
نظر لها بسعادة و قال: مفاجأة.
نظرت إلى الطريق و قالت: مبحبش المفاجآت.
قال و هو على يقين : متأكد المفاجأة تعجبك.
نظرت له و هي تشعر بالحماس، ما هذه المفاجأة؟
بعد وقت توقف زين ، هبط من السيارة و ذهب ليفتح لها باب السيارة.
هبطت من السيارة و نظرت إلى لافتة معلق بإسم مطعم المصرين.
نظرت له و قالت باستغراب: تصدق أول مرة اعرف مكان المطعم ده.
أجاب : هو فعلا مكنش موجود ،و النهاردة افتتاح المطعم.
لم تعلق على الحديث ، ظنت أن زين تعرف على المطعم بالصدفة.
وقف جانبها و فتح ذراعيه باحترام و قال بحب: تفضلي
نظرت له بابتسامة ، و سارت إلى الداخل.
وجدت عاملين المطعم يقفون على صفين و هي تسير على ممر من الورد، تعجبت من الأمر ، و خصوصا لا يوجد إلا طاولة في منتصف المكان.
نظرت لها و سألت : في ايه.
سحب لها الكرسي، جلست و ذهب هو أمامها و قال بهدوء: أنا أعلم أن حبيبتي بعد كل هذه السنوات ،لا تستطيع أن تتناول طعام الانجليز، و ايضا لا تستطيع الطهي، هي تنتظر أن يأتي أحد من مصر و يحضر لها طعام في المبرد.
بدأت تفهم ما يحدث ، لكن لا تريد التسرع ،لذا سألت بهدوء : إذا.
أكمل بابتسامة: إذا قمت بناء هذا المطعم، و حرصت أن كل العمال مصريون، حاولت بهذا الشئ البسيط اسعاد حبيبتي، حتي تشعرين في هذا المكان برائحة وطنك.
كأنها لم تفهم أو لا تريد أن تفهم، هل هذا الشخص حقيقي ؟ هل هذا حلم ؟
قالت بهدوء: يعني المطعم ده بتاعك.
أومأ رأسه اعتراضا و ضع أمامها ، وثيقة مليكة المطعم و قال: كلا هذا مكانك أنتِ ، هذه هدية مني لكِ.
قالت باعتراض: لا طبعا ، هدية تاني من وقت قراءة الفاتحة و انت جبت هدايا كتير اوي ، أنا لحد دلوقتي مجبتش حاجة لك.
وضع يده تحت ذقنه على الطاولة و قال بابتسامة: أنتي هديتي، و كتير عليا، أنا بحبك، بحبك بجد.
أما هي كانت تنظر إلى الاسفل، كانت تغض البصر، أخذت نفس و قالت: أنا خائفة تتغير بعد الزواج، خائفة بعد كده تقول اني مغرورة و عصبية.
أغمض عيونه ثواني و فتحه مرة أخرى: في هذه الثواني كنت أشعر بالانزعاج لأنك لست امامي ، أنتِ لست نزوة عابرة ، أنت التي اقضي معها العمر كله.
أجابت بدون أن تنبه على نفسها: أنت روح حياتي ، أنت دعوتي المستجابة ، أنت و أنا جمعنا الله، اتمني أن لا نفترق ابدا.
همس بحب: أحبك زينة.
اعتدالت في جلستها و نظرت إلى المكان باعجاب شديد.
جاء العامل بالطعام المصري، و بدوا تناول الطعام بسعادة كبيرة.
في المطبخ
حرص زين و هو يبحث عن عمال ، يبحث عن أشخاص بلا مأوى ، كانوا في الشوارع، بلا عمل و بلا طعام.
فعل ذلك إكراما أهل زينة.
و رغم أن زينة سبب نجاة هؤلاء العمال من الفقر و الجوع في هذه البلد، لكن يحقدون عليها.
قالت عاملة بغيرة : أنا مش عارفة يا اختي احنا حظنا عامل كده ليه.
أجابت الأخرى و عيونها ممتلئة بالحقد: عندك حق ، عندك زينة دي ، هي و أهلها عندهم فلوس قد كده لو حرقوا متخلص ، تجي كمان تجوز واحد زي زين نجم مشهور و رجل أعمال كبير، عنده فلوس زي الرز.
قالت أخري: حظوظ في حد يهدي حد مطعم.
قال عامل : بالنسبة له الفلوس بتاعت المطعم شوية فكة.
ظلوا يتحدثون عن زين و زينة ، لم يسأل أحد نفسه، ماذا فعل زين حتي يجمع هذا المال و يصبح في هذه المكانة؟
ماذا فعلت عائلة زينة حتي يصبحوا ذو مركز مرموقاً في المجتمع؟
كانوا يتحدثون بكل حقد و كراهية و حسد..
أما في الخارج.
و كأن حديثهم فعل مفعولاً.
فجأة شعرت زينة بألم شديد وضعت يدها على بطنها ،و قالت : زين أنا تعبانة.
سأل بخوف: في ايه.
نهضت من مقعدها ، و قالت: مش عارفه يلا نروح مستشفى.
كان تتالم بشدة، احببت تذهب قبل أن تسقط لأنها لا تريد أن يلمسها زين.
و لكن قبل أن تخطو خطوة ،سقطت فاقدة الوعي.