رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل السادس و العشرون 26 بقلم جميلة القحطانى

 

رواية هو لا يحب النساء وانا إمرأة الفصل السادس و العشرون بقلم جميلة القحطانى


وبينما تنكمش على نفسها، شعرت أن قلبها يتفتت، وأن روحها تتمزق على مهل، وأنها للمرة الأولى في حياتها لا تريد أن تفتح عينيها من جديد.
 بعد هذا الانهيار، تبدأ سهير مرحلة من الاكتئاب الحاد. تفقد الشهية، تصمت لساعات طويلة، تنعزل، وتظهر في عينيها نظرة لا ينساها من يراها. ربما تدخل المستشفى بعد انهيارها الكامل. 
كان محسن يعلم أن فهد شخص متسلط، لكنه لم يكن يتوقع يومًا أن تتجرأ يده على ارتكاب هذا الفعل المشين بحق سهير. بعد أن رآها محطمة، شبه غائبة، وتائهة في عينيها، لم يتمالك نفسه. صفعة قوية سقطت على وجه فهد وهو يجلس بكل برود.
إنت إزاي تعمل كده؟!" قالها محسن والغضب يشتعل في صوته.
فهد، كأنه يتلذذ باستفزازه، مسح أثر الصفعة بابتسامة ملتوية وقال: عادي... مراتي، ومعملتش حاجة غلط.
صمت للحظات، ثم أكمل بصوت هادئ: و حتى لو عملت... هي مش ملكي؟
هنا، ساد صمت قاتل، لم يكن في الكلمات فقط، بل في الهواء المشحون الذي وقف بينهما. لكن المفاجأة لم تكن في رد فهد، بل فيما كشفه بعد لحظات:على فكرة، سهير مضت على كل حاجة... بالعقل مش بالقوة. أملاك خالها كلها باسمي دلوقتي. حتى البيت اللي ساكن فيه محسن... ليّ.
صُعق محسن. لم يكن يتوقع أن فهد لم يخطط فقط لإذلال سهير، بل كان يُحيك مؤامرة كاملة للاستيلاء على إرث خالها، مستخدمًا الزواج كغطاء، والإذلال كسلاح.
وبينما يحاول محسن استيعاب الصدمة، خرج فهد بهدوء، تاركًا وراءه بابًا مواربًا من الأسرار... من أين حصل على تلك السلطة؟ وهل حقًا هناك زواج قانوني؟ وهل وقّعت سهير وهي مدركة لما تفعله؟
ومع اختفاء سعد الغامض، وابتعاد كل من يستطيع حمايتها، أصبحت سهير وحدها في عين العاصفة، ومحسن أمام مفترق طرق: إما أن يصمت... أو أن يبدأ معركة قد تكلفه أكثر مما يتصور.
في صباح رمادي، وصلت حورية وزوجها إلى بيت فهد دون سابق إنذار، محمّلين بالهدايا والابتسامات. بدا فهد متوترًا، وكأنه فوجئ بزيارتهم رغم محاولته إخفاء ذلك. سألته حورية عن سهير، فتلعثم قليلًا وقال:راحت تزور قريبتها... يمكن تتأخر شوي.
لكن الأيام مرّت، ولم تعد سهير، ولا أحد أجاب على هاتفها، حتى أمها لم تسمع صوتها منذ فترة.
شعرت حورية أن هناك أمرًا مريبًا. بدأت تلاحظ أمورًا غريبة في البيت؛ غرفة سهير مقفلة دائمًا، فهد يتجنب الحديث عنها، وصوت زوجها يقول:فيه حاجة غلط...

تعليقات